الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2790957, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][RIGHT][FONT=Times New Roman][COLOR=Black][SIZE=4] [B][SIZE=5]26 - ما هو التعليم الذي بُني على أقوال الكتاب في التعيين السابق، والمعرفة السابقة، والاختيار السابق، والإعداد السابق؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* إن اللَّه إذ كان بمجرد مسرَّته قد اختار منذ الأزل بعضاً للحياة الأبدية، عقد عهد نعمةٍ لينقذهم من حال الخطية والشقاوة، ويُدخلهم إلى حال الخلاص بواسطة فادٍ لهم. وإن الذين من البشر قد تعيَّنوا للحياة انتخبهم اللَّه قبل تأسيس العالم، حسب قصده الأزلي الذي لا يتغير ومشورة مشيئته السرية وحسن إرادتها، أي انتخبهم بالمسيح للمجد الأبدي من قِبَل مجرد نعمته ومحبته، وكل ذلك لحمد نعمته المجيدة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وكما أن اللَّه عيَّن المنتخَبين للمجد هكذا بقصد إرادته الأزلية الكلية الحرية قد سبق فعيَّن كل الوسائط لذلك، فمن ثمَّ الذين قد انتُخبوا، إذ سقطوا في آدم، افتُدوا بالمسيح، ودُعوا دعوةً كافية إلى الإيمان بالمسيح بواسطة روحه فاعلاً في الوقت المناسب، فتبرَّروا وتُبُنَّوا وتقدَّسوا وحُرسوا بقوته بالإيمان للخلاص.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]والتعيين السابق للحياة هو قصد اللَّه الأزلي الذي قضى به على الدوام بمشورته المخفيّة عنا قبل تأسيس العالم أن ينقذ من اللعنة والدينونة الذي سبق فاختارهم في المسيح من البشر، وإن يبلغهم به الخلاص الأبدي كآنية مصوغة للكرامة. ولذلك كان الذين أُنعم عليهم بمِنّةٍ جليلة كهذه من اللَّه ودُعوا على مقتضى قصده بالروح الذي يفعل في الوقت المناسب، يطيعون الدعوة بواسطة النعمة ويتبرّرون مجاناً ويُتبنّون للَّه، ويُجعَلون مماثلين لصورة ابنه الوحيد يسوع المسيح، ويسعون في الأعمال الصالحة، وفي الآخرة ينالون برحمة اللَّه سعادة خالدة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]لقد عيَّن اللَّه بعض البشر للخلاص، ومنحهم كل الوسائط، ونعمةً خاصة تؤثر فيهم إلى أن يتوبوا ويؤمنوا وينالوا بالمسيح نصيب الفداء. ويتضمن هذا التعليم بالضرورة أن البعض الآخرين لم يُعيَّنوا للخلاص بهذا المعنى، بل تُركوا ليرفضوا وسائل النجاة ويختاروا نصيب الأثمة غير التائبين. ويلزم من ذلك أيضاً أن نصيب كل من المفديين والمرفوضين بقضاء اللَّه. ولكن لا بد هنا من التمييز بين نوع القضاء المختص بكل من الفريقين وكيفية إتمامه في كل منهما، فالقضاء بالخلاص هو من باب الرحمة والمحبة المختصَّين بالمختارين، وهو يشمل الوسائط اللازمة لتنفيذه، والمعونة الروحية الكافية الفعَّالة. وأما القضاء بالرفض فيختلف عن ذلك فرقاً بعيداً، فهو كالقضاء بالسماح بالخطية بترك الخطاة ليختاروا نصيب غير التائبين، فلا يتضمن منع النعمة وفرص التوبة عنهم أو قطع وسائط النعمة، فإنه قد يقترن بقدر عظيم من النعمة والإرشاد والحث والدعوة وطول الأناة وأعمال الرحمة على أنواعه. على أنه لا يقترن بتلك النعمة الداخلية الفعالة التي تؤثر في الإنسان حتى تغلب كل مانع وتجذبه لإتمام شروط الخلاص. فالقضاء بالرفض لا يُجبر الإنسان على الاستمرار في الإثم، إنما يتركه لحريته ليتبع أهواء قلبه. فيجري القضاء بإهلاك الخاطئ غير التائب الذي يرفض النعمة الإلهية، ويسمح اللَّه بذلك لأسباب معروفة عنده. فالنعمة المشتركة الممنوحة للجميع تؤول لخلاص الجميع، ما لم يرفضها أهل الشر والعناد، فيكون هلاكهم على رؤوسهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقد تطرف البعض في هذا الموضوع وقالوا إن القضاء بالهلاك كالقضاء بالخلاص، واللَّه هو فاعل الأمرين، أي أنه عيَّن منذ الأزل بعض الناس للَّهلاك، وتركهم بلا نعمة، ولم يرسل المسيح ليبذل نفسه عنهم، فتركهم بلا دعوة كأنهم بلا نصيب في المسيح ولا في الإنجيل. فهم مخلوقون لجهنم ومعيَّنون لها كتعيين المختارين للخلاص. ولكن تعليم الرفض على هذه الصورة لا سند له في الكتاب المقدس، الذي علّمنا أن المسيح مات عن جميع البشر، وأنهم جميعاً مدعوون للخلاص به، ولا يوجد ما يمنعهم من اتخاذ الوسائل إلى ذلك. وقد حثهم اللَّه على التوبة وأظهر لهم الرحمة والشفقة بطول أناةٍ، غير أنه سمح لهم أن يرفضوا تلك النعمة. وبرفضهم هذا نفّذوا القضاء بهلاكهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ولا يختص التعيين والرفض بإعداد الكفارة وتقديم نصيب الفداء للخطاة ومنحهم النعمة ودعوتهم للتوبة والإيمان، فلا أحد من البشر ممنوع من هذه البركات الروحية والمراحم الأبوية. ولكن التعيين والرفض يختصَّان بنتيجة استعمال الناس للنعمة، فالجميع معيّنون ومختارون للخلاص باعتباره بشرى سماوية حبية. والتعيين لجهة دون أخرى يختص بتمسك البعض بالوسائط وإهمال البعض الآخر لها. فالذين قضى اللَّه بخلاصهم لا بد أن يستعملوا وسائط الخلاص، والذين قضى بهلاكهم لا بد أن يهملوها، فينالون ما يترتب على إهمالهم هذا. فرفض البعض للخلاص ليس نتيجةً لمسرة اللَّه بإهلاكهم بل لتوغلهم في الخطية. وفي هذا يختلف الرفض عن الاختيار، لأن الاختيار نتيجة مسرة اللَّه، لا لفضلٍ فينا أو لصلاح في أعمالنا. أما الرفض فنتيجة المعاصي. الاختيار من الرحمة، والرفض من العدل الذي يعطي الخاطئ استحقاقه (رو 2: 6-11 و2تس 1: 5-10).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]فإذا سُئل: إن كان المسيح مخلّص الجميع، فبماذا يمتاز المختارون عن المرفوضين؟ أجبنا: الاختيار لا يميز أحداً عن غيره بالنسبة لموت المسيح عنه، بل بتخصيص فوائد موت المسيح للبعض وإرساله إليهم النعمة التي لا تُرفض، ومنحه إياهم الروح القدس حتى يتجددوا ويتوبوا ويرجعوا إلى الرب بالتواضع والإيمان والاتكال على الوسائط المعينة لخلاصهم. فيكون الاختيار هو تعيين بعض الناس منذ الأزل، لمجرد مسرة اللَّه المطلقة، لا لاستحقاقٍ فيهم عرفه سابقاً، فوهبهم النعمة الروحية الخاصة وفعل الروح القدس في التجديد، حتى يقبلوا وسائط النعمة برضى وسرور، ويحصلوا بها على الفداء بدم المسيح. أما الرفض فهو أن اللَّه ترك بعض الناس لنفوسهم، فيرفضون النعمة ويستخفّون بوسائط الخلاص، فيهلكون نتيجة رفضهم خلاص اللَّه بسبب خطاياهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]27 - ما هي الأدلة التي تثبت «التعيين السابق»؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* قلنا إن التعيين أو الاختيار هو للخلاص، وهو خاص بالأفراد، أي أن المختارين أشخاص ميَّزهم اللَّه بهذه الرحمة العظيمة منذ الأزل، لا لصلاحٍ أو استحقاق فيهم، بل لمجرد مشيئة اللَّه المطلقة، لحكمة لا يعلمها إلا هو، محجوبة عن إدراك البشر. وهذا التعليم الخطير يحتاج لبرهان كافٍ لأنه من أعظم أسرار الدين المعلنة. ونحن نقبله بناءً على أدلة كتابية وأدلة عقلية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]والأدلة الكتابية كثيرة نقتصر على ثلاثة منها:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) النص الصريح فيه كقوله «وآمن جميع الذين كانوا معيَّنين للحياة الأبدية» (أع 13: 48) و«اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة، إذ سبق فعيَّننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرة مشيئته» (أف 1: 4، 5) و«إن اللَّه اختاركم من البدء للخلاص بتقديس الروح وتصديق الحق» (2تس 2: 13) و«المدعوون حسب قصده، لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعيَّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه» (رو 8: 28، 29) و«بطرس رسول يسوع المسيح إلى.. المختارين بمقتضى علم اللَّه الآب السابق» (1بط 1:1، 2) و«خلَّصنا ودعانا دعوةً مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة» (2تي 1: 9).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) الآيات التي تفيد إعطاء الآب أشخاصاً للابن ليكونوا له بمعنى خاص كقوله «كل ما يعطيني الآب فإليَّ يُقبل» (يو 6: 37). و«أنا أظهرتُ اسمك للناس الذين أعطيتني من العالم» (يو 17: 2، 6، 9 وأف 1: 14 و1بط 2: 9). و«لم يدخلها شيء دنس ولا ما يصنع رجساً وكذباً، إلا المكتوبين في سفر حياة الحَمل» (رؤ 21: 27 وفي 4: 3 ورؤ 20: 15) و«لا يقدر أحد أن يُقبل إليَّ إن لم يجتذبه الآب الذي أرسلني» (يو 6: 44 و10: 26 و1كو 1: 30). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) الآيات التي تعلّم لزوم الولادة من فوق والدعوة الإلهية، وتنسب الخلاص إلى اللَّه، معلنةً أنه هبة مجانية، ومنها «الحق الحق أقول لك إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت اللَّه» (يو 3:3) و«الذين وُلدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل، بل من اللَّه» (يو 1: 13) و«مدعوون حسب قصده» (رو 8: 28). و«الذين سبق فعيَّنهم فهؤلاء دعاهم أيضاً» (رو 8: 30 و11: 29 و1كو 1: 24-28 وغل 1: 15، 16) و«لا يقدر أحدٌ أن يأتي إليَّ إن لم يُعطَ من أبي» (يو 6: 65) و«أعطى اللَّه الأمم أيضاً التوبة للحياة» (أع 11: 18). و«لأن اللَّه هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة» (في 2: 13 وأع 5: 31 و15: 8، 9 ورو 12: 3 وغل 5: 22). ومنها أيضاً كل الآيات التي تعلّمنا أن الفداء هو من مجرد الرحمة المجانية من قِبَل الآب المحب الجواد.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وأما الأدلة العقلية فهي كثيرة أيضاً، اقتصرنا على ما يأتي منها:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) للخالق، بمقتضى سلطانه المطلق، أن يتصرف كما يشاء في توزيع خيراته الروحية وتخصيص مراحمه المجانية حسب قوله: «أَوَما يحلّ لي أن أفعل ما أريد بما لي؟» (مت 20: 12-15 ورو 9: 20، 21) و«ليس أنتم اخترتموني، بل أنا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمرٍ» (يو 15: 16 وأع 9: 15).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) ما يعمله اللَّه هو ما قصد أن يعمله منذ الأزل، وبهذا المعنى يكون التعيين للخلاص جزءاً من القضاء الإلهي مختصاً بنصيب المخلوقات العاقلة. وكل البراهين على صحة تعليم القضاء تصدق على تعليم التعيين للخلاص.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) يرجع هذا التعيين لمشيئة اللَّه، فلا أساس له غيرها. فاستحقاق المختارين مثلاً أو إيمانهم أو صلاحهم (على أي وجه كان) لا يمكن أن يكون سبب اختيار اللَّه إياهم، إذ ليس للمختار إيمان أو استحقاق إلا بنعمة اللَّه، فإنه قضى سابقاً بإرسالها إلى قلبه. وليس إيمانه سوى نتيجة تلك النعمة، فلا يمكن أن يكون سبب الاختيار بل إن الواقع عكس ذلك، فالذي يراه اللَّه أول الأمر في المختار هو عدم الإيمان وعدم الاستحقاق، ومع ذلك يختاره ليؤمن. فالإيمان ثمر النعمة لا سبب إرسالها. فالقول إن الاختيار والخلاص هما نتيجة أعمال الإنسان الصالحة التي سبق اللَّه فعرفها فاختاره لأجلها يجعل الاختيار والخلاص ثمرة أعمال الإنسان الصالحة. وهذا يخالف تعليم الكتاب الصريح، وهو أن الخلاص بالنعمة المجانية لا باستحقاق الأعمال.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) مع أن التعيين السابق يشمل النعمة الفعالة والوسائط الكافية لخلاص المختارين، إلا أنه لازم ليجعل فداء المسيح نافعاً للبشر، لأنه لو تركهم لأهوائهم لما جاء منهم أحدٌ ليطلب خلاص المسيح، ولكان موت المسيح عبثاً. فاللَّه الذي جهّز الفداء أكمل قصده واختار جمهوراً لينالوا فوائد فدائه، وأرسل إليهم النعمة الفعّالة التي ليست أقل قيمة ولزوماً من الفداء. فالاختيار هو قصد اللَّه أن الكفارة لا تذهب سدى، وأن جانباً عظيماً من البشر الساقطين لا يهلكون، بل يخلصون بواسطة الفادي. وإتماماً لذلك القصد أرسل اللَّه تلك التأثيرات الروحية التي تُرجع المختارين إلى الفادي بالإيمان الصحيح الخالص.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]28 - ما هو الفرق بين معرفة اللَّه السابقة للمختارين وتعيينه السابق لهم في قول الرسول «لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعيَّنهم»؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يتوقف العِلم السابق على القضاء للعلاقة الطبيعية المنطقية بينهما، لا باعتبار الزمان. على أن في كلام الرسول ما يظهر أنه منافٍ لذلك وهو قوله «لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعيَّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه» (رو 8: 27). فظاهر الكلام أن التعيين يتوقف على المعرفة السابقة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ونجيب على ذلك بأن المعرفة في قوله «الذين سبق فعرفهم» تعني المحبة الخاصة التي أحب اللَّه بها المختارين منذ الأزل، فيكون معنى قوله «الذين سبق فأحبهم سبق فعيَّنهم» وكثيراً ما استُعملت كلمة «عرف» بهذا المعنى في الكتاب المقدس، مثل قوله «إياكم فقط عرفت من جميع قبائل الأرض» (عا 3: 2) و«إن كان أحد يحب اللَّه فهذا معروف عنده» (1كو 8: 3) و«لم يرفض اللَّه شعبه الذي سبق فعرفه» (رو 11: 2) و«ثم نسألكم أيها الإخوة أن تعرفوا الذين يتعبون بينكم ويدبرونكم في الرب» (1تس 5: 12 وتك 18: 19 ومز 1: 6 و9: 10 و36: 10 وهو 8: 2 و13: 5 وغل 4: 9). فالمعرفة في هذه العبارات ليست المعرفة البسيطة بل المعرفة الخاصة ذات اللطف والمحبة. فالذين أحبهم اللَّه محبةً خاصة سبق فعيَّنهم ليكونوا مشابهين صورة ابنه، أي أن ينالوا التقديس والخلاص، ولذلك عيَّنهم لفوائد الفداء.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وهذه المعرفة خاصة، وهي ليست بمعنى العلم أو التمييز العقلي من جهة ما هو محقق الوقوع، فإن العلم بهذا المعنى لا ينفصل عن القضاء، لأن لا معرفة سابقة بواقع ما لم يكن محقق الوقوع، ليكون موضوع ذلك العلم السابق. وهذا التحقيق لا ينتج إلا عن القضاء به.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]29 - ما هو الدليل على أن التعيين يشمل الملائكة والبشر؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* نستنتج أنه يشمل الملائكة من قول بولس «أناشدك أمام اللَّه والرب يسوع المسيح والملائكة المختارين..» (1تي 5: 21). ومن قول يهوذا «والملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم حفظهم إلى دينونة اليوم العظيم بقيود أبدية تحت الظلام» (يه 6). وليس المقصود بتعيين الملائكة إنقاذهم من الخطية، بل حفظ المختارين منهم في القداسة، والسماح بسقوط غير المختارين منهم في الخطية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وأما أنه يشمل البشر فعليه نصوص صريحة كثيرة لا حاجة لإيرادها، فنكتفي بالإشارة إليها (مت 13: 11 و20: 23 و22: 14 و24: 22، 24 و25: 34 ولو 10: 20 و12: 32 ويو 6: 37، 44 و15: 16 و17: 2، 6 وأع 13: 48 ورو 8: 28، 33 و9: 23، 24 و1كو 1: 24-28 وغل 1: 15 وأف 1: 4 وكو 3: 12 و2تس 2: 13 و2تي 1: 9 و1بط 1:1، 2 ويع 2: 5 ورؤ 21: 27).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]30 - ما هي القضايا الرئيسية المتضمنة في تعليم الاختيار؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) إنه يختص بالأشخاص.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) إنه للخلاص الأبدي.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) إنه فعَّال لا بد أن يتم، فهو لا يُقاوم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) إنه ليس مبنياً على أعمالنا.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) إن مصدره مجرد مشيئة اللَّه لأسباب معروفة عنده لم يشأ أن يكشفها للبشر.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](6) إنه في المسيح.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](7) إنه غير متغير.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]31 - كيف تثبت أن الاختيار للخلاص يختص بالأفراد لا بأمم أو بجماهير بجملتها؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) من الآيات التي تفيد أن اللَّه اختار أشخاصاً بالذات، مثل «آمن جميع الذين كانوا معيَّنين للحياة الأبدية» (أع 13: 48) و«لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعيّنهم» (رو 8: 29) و«اللَّه اختاركم من البدء للخلاص» (2تس 2: 13) و«اختارنا فيه قبل تأسيس العالم» (أف 1: 4) «لأنه وهما لم يولدا بعد، ولا فعلا خيراً أو شراً، لكي يثبت قصد اللَّه حسب الاختيار، ليس من الأعمال بل من الذي يدعو» (رو 9: 11).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) من تميُّز المختارين عن جمهور الكنيسة المنظورة (رو 11: 7).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) من النص على أن أسماء المختارين مكتوبة في السماء وفي سفر الحياة (عب 12: 23 وفي 4: 3).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) من أن البركات المتضمنة في الاختيار خاصةٌ بالنفس وخلاصها، وبأفرادٍ لا بأمة ولا بقبيلة بجملتها، كالتبنّي ومشابهة صورة ابنه ونحوها (رو 8: 29 و9: 15، 16 وأف 1: 5 و1تس 5: 9 و2تس 2: 13).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) من معاملة اللَّه للبشر كأفراد، فيعتني بهم ويعيّن لهم مكان سكنهم ومقامهم ونصيبهم وأحوالهم ووسائطهم، بحسب ما يحتاج كل منهم بمفرده. وهكذا الأمر في اختياره البشر لبركات الحياة الأبدية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]32 - اذكر بعض آيات الكتاب التي تثبت أن القصد في الاختيار هو الخلاص الأبدي.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* قال المسيح «إذ أعطيتَه (مشيراً إلى نفسه) سلطاناً على كل جسد ليعطي حياةً أبدية لكل من أعطيته» (يو 17: 2) وقال بولس «اللَّه اختاركم من البدء للخلاص» (2تس 2: 13). و«أعطى اللَّه الأمم أيضاً التوبة للحياة» (أع 11: 18). و«آمن جميع الذين كانوا معيَّنين للحياة الأبدية» (أع 13: 48). و«كل من لم يوجد مكتوباً في سفر الحياة طُرح في بحيرة النار» (رؤ 20: 15) و«لن يدخلها .. إلا المكتوبين في سفر حياة الحمل» (رؤ 21: 27 ورو 8: 30).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]33 - ما معنى أن الاختيار فعَّال، ولا بد أن يتم؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* ليس معناه أن اللَّه يُلزمنا بقبول النعمة رغماً عن إرادتنا، بل إنه يتمم قصد رحمته في اختيارنا بإرسال النعمة الفعَّالة لقلوبنا، فيحركها بروحه القدوس لترغب في الخلاص وتطلبه بتصميم، فيجدّدها ويدرب مشيئتنا حسب إرادته بدون أن ينفي حريتنا (يو 3: 8 وفي 2: 13 وأف 2: 10). نعم يقدر الإنسان المخيَّر أن يقاوم نعمة اللَّه ويؤخر فعلها في قلبه، غير أن الغلبة في ذلك لا تكون له بل للَّه الذي اختاره، حتى أنه أخيراً يسلم نفسه لفعل النعمة ويؤمن ويتجدد ويتقدس ويخلص. فخلاص المختارين مؤكد لأن جميعهم يؤمنون (يو 6: 37-39 و10: 16، 27-29 و17: 2، 9، 24) ولأنه لا يؤمن غيرهم (يو 10: 26) ولأن الذين يؤمنون إنما يؤمنون لأنهم مختارون (أع 13: 48).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]34 - ما هي الأدلة على أن الاختيار غير مبنيٍّ على ما عرفه اللَّه بسابق علمه من إيماننا وأعمالنا الصالحة؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) يعلّم الكتاب أن الاختيار هو من مسرة اللَّه ومشورة مشيئته (مت 11: 25، 26 ويو 15: 16، 19 ورو 9: 10-18 وأف 1: 5-11 و2تي 1: 9).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) يعلّم الكتاب أن الإيمان والتوبة والطاعة هي ثمار الاختيار، لا أسبابه. ويصح أن نجعل الأسباب ثماراً، ولكن لا يصح أن نجعل الثمار أسباباً. ومن الآيات التي تبرهن هذا قول الرسول «كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة» (أف 1: 4) «لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمالٍ صالحة قد سبق اللَّه فأعدّها لكي نسلك فيها» (أف 2: 10) «ينبغي لنا أن نشكر اللَّه كل حين لأجلكم أيها الإخوة المحبوبون من الرب إن اللَّه اختاركم من البدء للخلاص، بتقديس الروح وتصديق الحق» (2تس 2: 13) «بطرس رسول يسوع المسيح إلى المتغرّبين.. المختارين بمقتضى علم الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح» (1بط 1:1، 2) «وآمَن جميع الذين كانوا معيَّنين للحياة الأبدية» (أع 13: 48).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) يعلّم الكتاب أن الإيمان والتوبة هما عطية اللَّه، وأنه يهبهما بقصده الأزلي، فلا نحسبهما شروطاً بشرية يتوقف عليها اختيار اللَّه. فقيل «هذا رفعه اللَّه بيمينه رئيساً ومخلِّصاً ليعطي إسرائيل التوبة وغفران الخطايا» (أع 5: 31) «لأنه مَنْ يميّزك، وأي شيء لك لم تأخذه؟ وإن كنت قد أخذت فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟» (1كو 4: 7) «لأنكم بالنعمة مخلَّصون بالإيمان، وذلك ليس منكم، هو عطية اللَّه. ليس من أعمالٍ كيلا يفتخر أحدٌ» (أف 2: 8، 9).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) يعلّم الكتاب أن الإنسان ساقط وعاجز، مولود في الخطية وليس له قدرة ذاتية على إصلاح نفسه، ولا يمكن أن يتم إصلاحه إلا بتجديد قلبه بروح اللَّه، فلا يصح جعل الأعمال الصالحة التي يعجز عنها شرطاً لاختياره. ويعلمنا الكتاب لزوم التجديد، وأنه عمل اللَّه لا عمل إنسان، فهو نتيجة الاختيار لا شرطه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) يعلّم الكتاب أن المؤمنين يؤمنون لأنهم معيَّنون لذلك، فقيل «فآمن جميع الذين كانوا معيَّنين للحياة الأبدية» (أع 13: 48). والمؤمنون مختارون. قال المسيح لليهود «ولكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي، كما قلت لكم» (يو 10: 26). ويؤمن جميع المختارين. قال المسيح «كل ما يعطيني الآب فإليَّ يُقبل، ومَنْ يُقبل إليَّ لا أخرجه خارجاً. لأني قد نزلت من السماء ليس لأعمل مشيئتي بل مشيئة الذي أرسلني. وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني أن كل ما أعطاني لا أُتلف منه شيئاً بل أقيمه في اليوم الأخير» (يو 6: 37-39) «لي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة. ينبغي أن آتي بتلك أيضاً فتسمع صوتي، وأنا أعرفها فتتبعني، وأنا أعطيها حياة أبدية، ولن تهلك إلى الأبد، ولا يخطفها أحدٌ من يدي. أبي الذي أعطاني إياها هو أعظم من الكل، ولا يقدر أحدٌ أن يخطف من يد أبي. أنا والآب واحد» (يو 10: 16، 27-29) «إذ أعطيتَه سلطاناً على كل جسد ليعطي حياة أبدية لكل مَنْ أعطيته. من أجلهم أنا أسأل. لست أسأل من أجل العالم بل من أجل الذين أعطيتني لأنهم لك. أيها الآب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا لينظروا مجدي الذي أعطيتني، لأنك أحببتني قبل إنشاء العالم» (يو 17: 2، 9، 24).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](6) يعلّم الكتاب أن الاختيار غير مبني على الأعمال الصالحة. فقيل «وهما لم يولدا بعد ولا فعلا خيراً أو شراً، لكي يثبت قصد اللَّه حسب الاختيار. ليس من الأعمال بل من الذي يدعو.. فإذاً ليس لمن يشاء ولا لمن يسعى، بل للَّه الذي يرحم» (رو 9: 11، 16) «لكن ماذا يقول له الوحي؟ أبقيتُ لنفسي سبعة آلاف رجل لم يحنوا ركبة لبعل. فكذلك في الزمان الحاضر أيضاً، قد حصلت بقيةٌ حسب اختيار النعمة. فإن كان بالنعمة فليس بعد بالأعمال، وإلا فليست النعمة بعد نعمة. وإن كان بالأعمال فليس بعد نعمة، وإلا فالعمل لا يكون بعد عملاً. فماذا؟ ما يطلبه إسرائيل ذلك لم ينله، ولكن المختارون نالوه. وأما الباقون فتقسَّوا» (رو 11: 4-7) «الذي خلّصنا ودعانا دعوةً مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية» (2تي 1: 9).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](7) يعلّم الكتاب أن القضاء الأزلي يشمل كل ما يتعلق بقضاء اللَّه أن يؤمن المختارون ويتوبوا، كما قضى أيضاً بخلاصهم. ولذلك لم يبقَ خارجاً عن قضاء اللَّه ما يُحسب شرطاً لاختياره. فما حسبه البعض شرطاً هو واسطة قضى اللَّه بها منذ الأزل من جملة الوسائط ليتمم قصده في الاختيار للخلاص.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](8) مما يؤيد أن الاختيار غير مبنيٍّ على أعمالنا الصالحة أن المؤمنين بالحق في كل زمان ومكان على الدوام ينسبون خلاصهم في صلواتهم وشكرهم وتسبيحهم وتأملاتهم الدينية لرحمة اللَّه، ومعاملته لهم حسب مشيئته الصالحة، لأنهم جميعاً متعلمون من الكتاب المقدس ومن الروح القدس ومن اختبارهم ومن شعورهم أن ذلك عمله اللَّه، وأنه غير مبنيّ على أعمال صالحة فيهم. وكل الذين يصلّون لأجل خلاص الآخرين يطلبون منه أن يرحمهم لا أن يخلصهم بناء على أعمالهم الصالحة واستحقاقهم. وهذا الشعور المسيحي العام الدائم يطابق تعليم معلّمهم العظيم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]35 - برهن أن الاختيار هو من مجرد مشيئة اللَّه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* من آيات الكتاب مثل «إني أرحم مَنْ أرحم وأتراءف على مَنْ أتراءف. فإذاً ليس لمَنْ يشاء ولا لمن يسعى بل للَّه الذي يرحم» (رو 9: 15، 16) «الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً، معيَّنين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته» (أف 1: 11) «بطرس رسول يسوع المسيح إلى المتغرّبين.. المختارين بمقتضى علم اللَّه الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح..» (1بط 1:1، 2) «الذي خلّصنا ودعانا دعوةً مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة» (2تي 1: 9 متى 11: 25، 16). ويتضح ذلك أيضاً من قول بولس إن مشيئة اللَّه هي مصدر الاختيار وأساسه. فقد اعترض البعض أنه ليس من العدل أن اللَّه يرحم واحداً ويترك الآخر، فردَّ بولس أولاً: إن اللَّه يحق له أن يفعل ذلك، حسب قوله لموسى «إني أرحم مَنْ أرحم» أي أرحم من أشاء (رو 9: 15). وثانياً إن اللَّه عمل ذلك بالفعل في فرعون (رو 9: 17، 18).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]36 - ما هي الآيات التي تثبت أن اختيار اللَّه للبشر هو في المسيح؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* منها «حسب قصد الدهور الذي صنعه في المسيح يسوع ربنا» (أف 3: 11). «مبارك اللَّه أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح، كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لومٍ قدامه في المحبة، إذ سبق فعيَّننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته» (أف 1: 3-5). »بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية» (2تي 1: 9). وهذا يدل على أن اختيارنا هو في ربنا يسوع المسيح.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]37 - كيف توضح أن اختيارنا لا يتغيَّر؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* من الآيات التالية «ولكن أساس اللَّه الراسخ قد ثبت إذ له هذا الختم : يعلم الرب الذين هم له» (2تي 2: 19) وقول المسيح «لست أقول عن جميعكم. أنا أعلم الذين اخترتهم» (يو 13: 18) «لأن هِبات اللَّه ودعوته هي بلا ندامة» (رو 8: 30، 11: 29 وأف 1: 4 و2تس 2: 13 ورؤ 13: 8). ومما يثبت ذلك أيضاً عدم تغيُّر مقاصد اللَّه الأزلية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]38 – ما هي المذاهب في الاختيار المقبولة عند البعض غير ما ذكرناه، وكيف تبيّن خطأها؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) يختص الاختيار بأمم أو أقوام أو شعوب بجملتها وهدفه التمتع بالبركات الإلهية، كما اختار اللَّه أمة اليهود لتكون شعبه الخاص، أي كنيسته المنظورة. فنجيب: بعض هذا المذهب حق وبعضه باطل. نعم إن اللَّه اختار اليهود أمة ليتمموا أهدافاً تتعلق بالأمة لا بالأفراد، لكنه لم يخترهم كأمة للخلاص، بدليل ارتداد جانب عظيم منهم في كل عصر. ومما يوضح خطأ هذا الرأي تعليم الكتاب اختيار الأفراد للخلاص، لا أمم ولا أقوام بجملتها.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) يختص الاختيار بشعب أو نوع من البشر بدون تمييز بين أفرادهم، فيشمل جماعةً كاملة دون أن يعيّن من يؤمن منهم ومَنْ لا يؤمن، لأن ذلك متروك لاختيار أفرادهم. فإن اختار هؤلاء الأفراد الإيمان كانوا من جملة المختارين، وإلا فلا. ولهذا المذهب وجه آخر، وهو أنه لما كان اللَّه يعطي كل إنسان نعمةً كافية لخلاصه كان الذي يستعمل تلك النعمة بالأمانة يجعل نفسه من المختارين ويخلُص. أما مَنْ يرفض تلك النعمة فإنه يجعل نفسه من المرفوضين. فخلاص الإنسان هو اختيار الإنسان نفسه، لا اختيار اللَّه إياه. فنجيب: يعلّمنا الكتاب المقدس أننا مختارون للقداسة لا لأننا قديسون، وأن التوبة والإيمان لا ينبعان من أنفسنا فقط بل من فعل روح اللَّه فينا أيضاً، حسب قول بولس «بنعمة اللَّه أنا ما أنا» وأن الإنسان لا يميل للخلاص ولا يقدر أن يناله من نفسه. ولذلك يجب أن يُضاف إلى هذا المذهب أن اللَّه قد سبق فعيَّن للخلاص كل مَنْ يتوب ويؤمن باستعمال الوسائط الكافية التي أعدّها له. وعندها يكون المذهب صحيحاً.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]39 - هل يمكن أن نعرف مَنْ هم المختارون؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* لا يعلم من هم المختارون إلا اللَّه، ولكننا نعرف المختار ترجيحاً «من ثماره» وحُسن سيرته وصلاح أعماله من بدء إيمانه إلى أن ينتقل من هذه الأرض، وليس من ظهور هذه الصفات الروحية فيه مؤقتاً. فكل مَنْ شوهدت فيه علامات المحبة نرجح أنه مختار (يو 13: 35). وكل من يواظب على حياة التقوى بمقتضى التعليم الإلهي لنهاية حياته نحكم بأنه مختار.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]أما عدد المختارين فهو أكثر جداً من عدد الهالكين، كما يقول الكتاب. وعلى كل مؤمن أن يعتبر نفسه مسؤولاً عن تعليم طريق الخلاص وتوصيل وسائط النعمة لجميع البشر، لأنها هي الوسائط التي يستخدمها اللَّه غالباً لضم المختارين لملكوته. فالتبشير بالإنجيل وتعليم الحقائق الدينية وجذب قلوب البشر إلى المسيح هي الوسائط للإتيان بالمختارين لنصيبهم المبارك. وعلى كل خبير بهذه الفوائد الروحية أن ينشرها بين أبناء جنسه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]فإن سُئل: هل يوجد مختارون بين الوثنيين الذين ليس لهم الوسائط التعليمية العادية ولم يعرفوا الكتاب المقدس ولم يسمعوا بطريق الخلاص بالمسيح؟ قلنا: لا أحد يقدر أن يقطع بإثبات ذلك أو نفيه. على أننا نأمل أن الذين لم يسمعوا عن المسيح، إذا رفضوا كل اتكال على أنفسهم وجعلوا ملجأهم الوحيد الرحمة الإلهية وسلكوا بإخلاص النية والتواضع القلبي بحسب ما بلغوه من النور، نالوا رحمةً من اللَّه. ومما يقوّي الأمل في ذلك أن لا أحد يتمم هذه الشروط إلا بإرشاد الروح القدس الذي يعمل متى شاء وأين شاء. فإذا اقترب ذلك الروح لقلب وثنيٍ وأناره وأرشده، كان هذا أساساً كافياً لأمل اختيار اللَّه لمن نال منه تلك المراحم الجزيلة. وجميع الأطفال على اختلاف أممهم إذا ماتوا في سن الطفولة يُجدَّدون ويخلُصون بالمسيح بواسطة الروح الذي يفعل حين يشاء وحيث يشاء وكيف يشاء. وكذا يقال في سائر المختارين الذين لا سبيل لدعوتهم ظاهراً بِخدم الكلمة. فالجملة الأخيرة تشير إلى الوثنيين الذين ليس لهم دعوة ظاهرة بواسطة خدام الإنجيل (انظر تك 12: 3 ورو 9: 6 وغل 3: 7 ومت 8: 5-10). (انظر فصل 27 س 9 وفصل 39 س 9 وفصل 45 س 16 وفصل 47 س 5 و10).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]40 - ما معنى الرفض عند اللاهوتيين، وماذا يقيّد معناه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* الرفض في مصطلح اللاهوتيين هو أن اللَّه يترك الأثيم غير التائب في الخطية مستمراً في الشر، فيستحق الرفض بسبب آثامه. فالمرفوض هو الخاطئ الذي لا يتوب لأنه رفض نعمة اللَّه. وهو مرفوض بسبب آثامه، فهو لا يُرفَض بمعنى أنه يُحرَم من أن المسيح مخلّصه، ومن أن بركات الإنجيل مقدمة له، ومن أنه مدعوّ للخلاص، بل بمعنى أنه مرفوض من بركات الفداء لأنه معاند ومُصرّ على شره، ولذلك تركه اللَّه لأسباب معروفة عند اللَّه لينال عقوبة اختياره، ويشبع من مؤامرته (أم 1: 31). وقد عرف اللَّه هذه النتيجة منذ الأزل كسائر الحوادث. وكل من رُفض على هذا المنوال ليس من المختارين. فالرفض بهذا المعنى داخل في قضاء اللَّه ومعلوم عند اللَّه منذ الأزل. واختيار البعض دون غيرهم يتضمن ضرورة عدم اختيار الجميع، لأنه لو كان الجميع مختارين لما رفض اللَّه منهم أحداً. ويرتبط القضاء بالرفض بالخطية لأنها أساسه، وهو لا يجري بفعل اللَّه كأنه يسوق المرفوض إلى الهلاك، بل يجري بسماحه كما سمح بسقوط آدم، دون أن يكون اللَّه مسؤولاً أو ملوماً في ذلك. فقد سمح أن يرفض الإنسان النعمة التي لو قبلها لأدَّت لخلاصه، لأن دعوة الإنجيل تقترن دائماً بنعمة كافية تعين الخاطئ على نوال الخلاص إن لم يرفضها. وتُعرف هذه النعمة عند اللاهوتيين بالنعمة المشتركة (انظر فصل 39 س 13-16) ولا يختلف عنها ما سمّوه «النعمة الفعالة» إلا في أن اللَّه يجعل «النعمة الفعالة» فعالة تؤثر في قلب المختار إلى أن يسلّم ويقبل ويجيب دعوة اللَّه وينال مراحم الفداء بالتوبة والإيمان بقلبٍ متجدد بقوة الروح القدس، لأن الفاعل في النعمة المشتركة وفي النعمة الفعالة هو الروح القدس. فإذاً المرفوض لا يُترك من النعمة الكافية لخلاصه إلا برفضه قبولها، لكنه قد تُرك من النعمة الفعَّالة التي لا تُقاوَم ولا بد من إتيانها بالأثيم للخلاص، لا إجباراً بل بكمال الرضى والتسليم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]أما الأدلة على رفض الخاطئ على المنوال السابق فنجده في الآيات التالية:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]«يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان، أنتم دائماً تقاومون الروح القدس» (أع 7: 51). «أم تستهين بغنى لطفه وإمهاله وطول أناته؟ غير عالم أن لطف اللَّه إنما يقتادك إلى التوبة. ولكنك من أجل قساوتك وقلبك غير التائب تذخر لنفسك غضباً في يوم الغضب واستعلان دينونة اللَّه العادلة» (رو 2: 4، 5). وجاء في كلام بطرس عن «الذين يعثرون غير طائعين للكلمة، الأمر الذي جعلوا له» (1بط 2: 8) وفي كلام يهوذا عن الأشرار «لأنه دخل خلسة أناسٌ قد كُتبوا منذ القديم لهذه الدينونة» (يه 4). وفي سفر الرؤيا «الذين ليست أسماؤهم مكتوبة في سفر الحياة منذ تأسيس العالم» (رؤ 17: 8 و13: 8). وقال بولس «فإذاً هو يرحم مَنْ يشاء ويقسّي مَنْ يشاء» (رو 9: 18) وقال المسيح «أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض، لأنك أخفيتَ هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال» (مت 11: 25) «ولكنكم لستم تؤمنون لأنكم لستم من خرافي كما قلت لكم» (يو 10: 26) «كان ينبغي أن يتم هذا المكتوب الذي سبق الروح القدس فقاله بفم داود عن يهوذا، الذي صار دليلاً للذين قبضوا على يسوع» (أع 1: 16) «في بيتٍ كبير ليس آنية من ذهب وفضة فقط، بل من خشب وخزف أيضاً. وتلك للكرامة وهذه للَّهوان» (2تي 2: 20) «لأنه أُعطي لكم أن تعرفوا أسرار ملكوت السماوات، وأما لأولئك فلم يعطَ» (مت 13: 11) «فماذا؟ ما يطلبه إسرائيل ذلك لم ينله، ولكن المختارون نالوه. وأما الباقون فتقسَّوا» (رو 11: 7).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]فإذاً لا شك في حقيقة الرفض، ولكن يهمنا في بيان هذه الحقيقة أن نحترس مما يغاير تعليم الكتاب المقدس أو يحملنا على تحريف قصد اللَّه وإهمال العلاقة التي بين أوجه هذه المسألة. ولا وسيلة إلى الكلام عن مشورة اللَّه الأزلية وعلاقتها بالحوادث الواقعة إلا إعلان الكتاب المقدس. فلا بد من إدراك أن اللَّه قدوس وعادل ورحيم محبٌّ للبشر، وهو مصدر الفداء المقدَّم للجميع بالمسيح، وأنه منزَّه عن أن يكون مُنْشئ الخطية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ووقع البعض في خطإٍ في التعبير عن الرفض وما يتعلق به فقالوا إن اللَّه قضى أصلاً بهلاك كثيرين من البشر قبل خلقهم، ثم قضى بخلقهم لتنفيذ قضائه بهلاكهم، ثم قضى بتركهم بدون كفارة مُعدَّة لهم، وبدون نعمة تؤثر فيهم، كأن هلاكهم غاية خلقهم. وعُرف هذا القول عند اللاهوتيين بمذهب «سابق السقوط» لأنهم قصدوا به أن القضاء بالهلاك سبق السقوط في الخطية. وليس لهذا المذهب اعتبار الآن.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وبقي قول آخر أقرب إلى الصواب وأوضح، وهو أن اللَّه قضى بخلق الناس، ثم بالسماح بسقوطهم، ثم بإعداد الفداء بواسطة كفارة المسيح العامة، وتقديم ذلك الفداء لكل البشر مصحوباً بدعوتهم جميعاً، وبنعمة مشتركة تنبيهاً للجميع على قبوله. ولكن البشر ميالون للشر، ولا يميلون إلى قبول المسيح حتى لو دُعوا إليه بلطف وطول أناة ونعمة، ولذلك قضى اللَّه برحمة الاختيار مصحوبة بنعمة فعالة غالبة في قلوب المختارين، تجذبهم وتنيرهم وتجددهم وتقدّرهم على المجيء للمسيح بالتوبة والإيمان، فينالون الخلاص على يده. أما الباقون، غير المختارين لهذه النعمة الفعالة، فيتركهم اللَّه ليرفضوا كل ما لهم من النعمة والدعوة والنصيب في المسيح ليستمرّوا في خطاياهم، فيهلكون بها، وهم المرفوضون. ودرجات الرفض ثلاث:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) السماح بالسقوط في الخطية كما جرى على آدم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) الترك، إذ يترك اللَّه البعض بلا نعمة فعالة تؤكد إتيانهم إلى المسيح بقلوب متجددة، فبهذا فقط يمتاز المختارون عن غير المختارين.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) الرفض، إذ يرفض اللَّه الأشرار المعاندين المتغافلين عن النعمة المشتركة والدعوة العامة للتمتع بفوائد المسيح، بسبب عنادهم وتوغلهم في الخطية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]فإذا أردنا التعبير عن كل هذه الدرجات بكلمة واحدة قلنا: «القضاء بالرفض» أو «عدم التعيين». وإذا أردنا التعبير عن كل منهما بمفرده قلنا: القضاء بالسماح بالخطية، والقضاء بأن يهمل البعض النعمة الفعالة لا المشتركة، والقضاء بأن يرفض البعض بسبب خطاياهم. أما سبب القضاء بالسماح بالخطية فقد أعلن الكتاب المقدس أنه إظهار الصفات الإلهية بكمالها وتمجيدها، وكذا سبب القضاء بالرفض وهو الخطية. ولكننا لا نمتلك إعلاناً إلهياً عن سبب إهمال البعض النعمة الفعالة، فهو من الأسرار الإلهية المحجوبة عن إدراك البشر. ونقول الشيء نفسه عن القضاء بالرفض فسبب عدم تعيين الجميع للخلاص لا يعلمه أحد إلا اللَّه، فلا بد له من أسباب كافية وصالحة، ولا بد من اعتبار أن السبب العظيم لذلك هو الخطية. وإذا كانت هناك أسباب أخرى فهي من أسرار اللَّه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]41 - ما معنى أن اللَّه قسّى قلوب بعض البشر؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* ليس المعنى أن اللَّه أثَّر فيهم أن يفعلوا الشر، بل أنه منع عنهم التأثيرات الروحية السماوية، وتركهم لشر قلوبهم ولتسلُّط الشيطان عليهم. وكل ذلك قصاص لهم بسبب خطاياهم، لأن اللَّه ليس هو مبدئ الشر (يع 1: 13 ورو 1: 24، 28). وإذا قيل إن اللَّه مسؤول عما يسمح به كأنه قد عمله بنفسه لأنه يقدر أن يمنعه، أجبنا: هذا باطل، لأن اللَّه سمح بدخول الشر في الكون لمقاصد حسنة ومقدسة يعجز البشر عن إدراكها، ولذلك لا يصح أن نحكم في هذه المسألة، ولا نقدر أن نقيس أفكار اللَّه وأعماله على معرفتنا القاصرة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]42 - ما الاعتراضات على التعيين السابق؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* أعظم الاعتراضات على قضاء الاختيار والرفض أربعة:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) أنه لا يليق باللَّه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) أنه ليس صالحاً للإنسان.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) أنه يمنع خلاص النفس.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) أنه من المحال أن يقضي اللَّه برفض أحدٍ.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]43 - ما هو الرد على الاعتراض القائل إن التعيين السابق لا يليق باللَّه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يقولون إن التعيين السابق لا يليق باللَّه، خاصةً إذا شمل الاختيار والرفض، لأربعة أسباب: إنه يخالف عدل اللَّه، وقداسته، ورحمته، وإنه يستلزم أن اللَّه يحابي![/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ونرد على ذلك فنقول:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) يبنون القول بمخالفة التعيين السابق لعدل اللَّه (على زعمهم) بأن العدل يوجب على اللَّه أن يخلّص جميع الناس. ونجيب: هذا باطل، لأن العدل لا يقتضي خلاص أحدٍ من الخطاة، بل يوجب عقاب الجميع، لأن الدافع على الخلاص هو النعمة المجانية والرحمة. فيجب أن نمدح رحمة اللَّه بخلاص الكثيرين بدلاً من أن نلوم عدله.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) يبنون القول بمخالفة التعيين السابق لقداسة اللَّه على زعمهم أن قداسته توجب عليه أن يمنع الشر أو أن ينقذ جميع الناس منه، فينفي الشر من العالم. ونجيب: هذا القول ينافي الواقع، لأن الخطية واقعة قطعاً والخطاة كثيرون. فالقول إن اللَّه يجب أن يخلّص الخطاة جميعاً بدلاً من أن يعاقبهم باطل، لأن القداسة لا تُجبر الرحمة، كما أن العدل لا يوجب إظهارها. وهذا الاعتراض لا يصح في شأن المختارين، لأن اللَّه يختارهم للقداسة، وهو لا يصح في شأن المرفوضين لأن قداسة اللَّه تسمح بإجراء القصاص بالعدل عليهم. أما موافقة سماح اللَّه بالخطية، وهو القدوس فنرجو دراسة فصل 12 س 69-71.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) يبنون القول إن التعيين السابق ينافي رحمة اللَّه على زعمهم أن رحمة اللَّه توجب عليه خلاص الجميع. ونجيب: ليست الرحمة إجباراً للَّه، لكنها مسرته بإظهار لطفه وتوزيع خيراته على الذين لا يستحقونها. لقد أظهر اللَّه رحمة جزيلة لجميع الناس، مختارين ومرفوضين، بأن وهب لهم فرصة التوبة، وأطال أناته عليهم سنين كثيرة دون أن يُجري العقاب السريع، وقدَّم لهم المسيح ودعاهم لقبوله، وأرسل النعمة لقلوبهم لتحثّهم على ذلك، ومنحهم تأثيرات الروح القدس لتنبّههم وتقنعهم وترشدهم. وربما أهمل كثيرون من المرفوضين فرص نعمةٍ أعظم بكثير مما قبله كثيرون من المختارين. فكثيرون من المرفوضين يخطئون مع ما لهم من وافر النور. فاللَّه لا يلتزم أن يعمل كل ما هو في طاقته لإنقاذ كل إنسان (رو 2: 4، 5). فهل يجوز لمن رفض نعمة اللَّه أن يقول له: لماذا لم تعطني أكثر مما أعطيتني من النعمة؟ أو: يجب عليك لأنك لم تؤثر فيَّ مع كل تلك الوسائل من أول أمري إلى الآن أن تبذل كل ما في وسعك في أمر خلاصي؟ وهل يجوز للمتسوّل الذي أنعم عليه المحسِن بربع جنيه أن يرد الحسنة ويلوم المحسِن لأنه لم يعطه جنيهاً كاملاً![/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) يبنون القول إن التعيين السابق يستلزم أن اللَّه محابٍ ومستبد بمشيئته على رأي خاطئ يقول إن اللَّه يجب أن يعامل جميع البشر معاملة واحدة في الرحمة. نعم إن ذلك يصح في ما يختص بمعاملة العدل، ولكنه لا يصح في معاملة الرحمة. فلو كان لكل إنسان حق أن يخلُص لكان اللَّه محابياً إذا لم يعط الجميع حقهم، لأن المحاباة هي انحراف الحاكم عن الحق. فلو أظهر اللَّه ذلك في إجراء عدله لصح الاعتراض، إما في إظهار رحمته فيحق له أن يُظهرها لمن يشاء (رو 9: 18 و1كو 4: 7). فلا يجوز القول إنه يجب على اللَّه أن يختار كل إنسان ويجدده، لأنه لو صحَّ ذلك لكان لكل إنسان حق أن يخلص، ولكان عدم خلاصه مخالفاً للعدل، ولكان اللَّه مجبَراً على مغفرة خطايا كل واحد. وقد تجاسر البعض على هذه الدعوى وأنكر أن للَّه حقاً أن يحرم أحداً دون آخر من رحمة الخلاص والنعمة الفعالة. وعلى ذلك كان يجب عليه أن يختار كل البشر بدون استثناء، بل كان يجب أن يخلّص الملائكة الأشرار أيضاً، وذلك ينافي تعليم الكتاب (2بط 2: 4 وعب 2: 16) ويخالف الواقع، لأن اللَّه لا يعامل البشر معاملة واحدة، لا في الأمور الدنيوية ولا في الأمور الروحية. وقد أغلق على الجميع من جهة الخلاص، إذ لا يستحقه أحدٌ استحقاقاً ذاتياً، لأن اللَّه قد حكم أن لا يدخل أحدٌ من البشر السماء إلا برحمته. فإذا رحم إنساناً دون آخر بإرساله إليه نعمةً خاصة لم يوجب ذلك لآخر حقاً شرعياً، لأن ذلك الباب مفتوح للجميع.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]44 - ما هو الرد على الاعتراض الثاني للمعترضين على التعيين السابق بحجة أنه ليس صالحاً للإنسان؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يقولون إن التعيين السابق ليس صالحاً للإنسان لأنه يسلب حريته ويؤدي به إلى الكبرياء والتجاسر. فنجيب: على وجهٍ عام هذا بخلاف الواقع لأن اللَّه لا يختار اختياراً ظاهراً مستقلاً عن الوسائط، بل أخفى ذلك، فلا أحدٌ يعرف سر الاختيار إلا بناءً على استعماله الوسائط التي تؤدي للخلاص بروح التواضع. فالمسألة التي نبحث فيها ليست : هل نحن من المختارين أو لا؟ بل: هل نقبل المسيح ونستعمل وسائط الخلاص أو لا؟ لأننا إذا آمنا خلصنا وإذا لم نؤمن هلكنا. وليس الذي يهمنا اختيارنا بل استعمال وسائط الخلاص لنخلُص. ونلخص ردنا فنقول:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) القول بسلب الحرية منشأه الزعم أن اللَّه يلاشي حريتنا بإجراء قضائه، وذلك باطل (انظر إجابة س 20 في هذا الفصل). فلكل إنسان كمال الحرية المسموح بها لنا على هذه الأرض، وهي حرية العمل كما نشاء، فلا شيء في قضاء اللَّه يمنع تلك الحرية، لا في المختار ولا في المرفوض.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) القول إن هذا التعليم يؤدي إلى الكبرياء غير حقيقي، لأن الاختيار يقودنا إلى التواضع، والذي ينشئ الكبرياء فينا هو القول إننا ندرك خلاصنا بأعمالنا وقدرتنا. وقد قيل «لأنه مَن يميِّزك؟ وأي شيء لك لم تأخذه؟ وإن كنت قد أخذت، فلماذا تفتخر كأنك لم تأخذ؟» (1كو 4: 7). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) القول إن التعيين السابق يجعل الإنسان يجسر على الخطية، منشأه الاعتقاد الباطل أن الإنسان يخلُص مهما عمل، وأن لا لزوم للانتباه. ولكن التعيين للخلاص يشمل الحياة المقدسة واستعمال وسائط النعمة بأمانة وتواضع. فالاختيار ينشئ الشكر والحمد بروح التواضع في قلب المؤمن الحقيقي، وإلا فالأمل في الاختيار الحقيقي ضعيف (مز 115: 1).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]45 - ما هو الرد على الاعتراض أن التعيين السابق يمنع خلاص النفس؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يقولون إن القضاء بالتعيين السابق يمنع خلاص النفس لأنه يمنع الاجتهاد ويبطل استخدام وسائط النعمة، ويعطل تبشير العالم بالإنجيل. وهو خطأٌ منشأه الوهم لما يأتي:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) يبنون القول إن التعيين السابق يمنع الاجتهاد الروحي واستخدام وسائط النعمة، بزعمهم الخاطئ أن التعيين مستقل عن الوسائط. والواقع ينافي ذلك، لأن قضاء اللَّه يشمل اجتهادنا في استعمال الوسائط اللازمة، فهو يوجبها. وما قُضي به يتم باستعمال وسائط النعمة. فإن قال أحدٌ: إن كنتُ من المختارين فلا بد سأخلُص، سواء استعملتُ وسائط الخلاص أم لم أستعملها، وإذا كنتُ من المرفوضين هلكتُ على كل حال. قلنا: إن الاختيار والرفض مرتبطان بالوسائط التي تؤدي لإحدى هاتين النتيجتين دون الأخرى، ولذلك لا خلاص لمن يهمل وسائط الخلاص، ولا رفض لمن يستعملها كما ينبغي. كما أن قضاء اللَّه سر لا يعرفه إنسان، فهو لا يمنعنا من الاجتهاد بل يحثّنا عليه وعلى استعمال الوسائط، لأنه يجعل الخلاص ممكناً لكل من يسعى وراءه، فنحن لا نعرف قضاء اللَّه، ولكننا نعرف الوسائط، وإذا استعملناها خلصنا.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) القول إن التعيين السابق يمنع التبشير بالإنجيل في كل العالم مدفوعٌ بأن كفارة المسيح عن كل البشر، وكافية لخلاصهم جميعاً، وكل من قبلها منهم يخلص بها. وقد اختار اللَّه أن يخصّصها لبعضهم دون غيرهم. ولكن هذا لا يمنع من تبشير الجميع بها، فالكفارة هي عن الجميع، فيجب تبشير الجميع بها. وليس في البشر من يعرف من هو المختار ولا من هو المرفوض. فالتبشير بالخلاص للجميع هو أحد وسائط جذب الناس لقبول المسيح، وقد أمرنا المسيح بذلك. فليس في قضاء اللَّه ما يمنع التبشير بالإنجيل بكل غيرة لكل البشر.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]46 - ما هو الرد على الاعتراض أن التعيين السابق مستحيل، لأنه يعني أن اللَّه يرفض بعض البشر؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* للرد نقول: القضاء الإلهي ليس سبب تأكيد الهلاك، لأن الهلاك ناتج عن أن النفس التي تخطئ تموت. فإذا صحَّ هذا الاعتراض كان المعنى أنه يستحيل أن يسمح اللَّه بهلاك أحد بالخطية. ولكن إذا صح أنه يسمح بهلاك أحدٍ يصح أن يقصد بالسماح بذلك بقضائه السابق. والقضاء بالرفض ليس كالقضاء بالتعيين، لأن الرفض هو ترك الإنسان في خطيته، والاختيار هو إنقاذه منها. فالعامل في الرفض هو الخاطئ نفسه، والعامل في الاختيار هو اللَّه حسب القول «اللَّه، وهو يريد أن يُظهِر غضبه ويبيّن قوته، احتمل بأناةٍ كثيرة آنية غضب مهيأة للَّهلاك» (رو 9: 22، 23). ومعنى هذه العبارة أن اللَّه أعدّ آنية رحمة للمجد، ولكن آنية الغضب مهيأة للَّهلاك من تلقاء نفسها. فاللَّه يخلِّص المختارين، ويسمح بأن يُهلِك المرفوضون أنفسَهم. على أنه لم يترك المرفوضين بدون نصيب من النعمة، لو أنهم قبلوه لنالوا الخلاص.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]47 - كيف تثبت أنه يمكن للمسيحي أن يثق في اختيار اللَّه له؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* قال الرسول إن الذين عيَّنهم اللَّه دعاهم، والذين دعاهم بررهم، والذين بررهم قدسهم. فإذا وُجدت فينا ثمار الروح القدس التي هي القداسة والفضائل المسيحية، كان ذلك دليلاً على أننا مدعوون الدعوة الفعَّالة ولنا الثقة في اختيارنا. ومن أدلة ذلك شعور المسيحي بوجود روح اللَّه في قلبه، وشهادة الروح القدس لروح المؤمن أنه من أبناء اللَّه (رو 8: 16، 17 وأف 4: 30 و2بط 1: 5-10 و1يو 2: 3). قال بولس «لست أخجل، لأنني عالم بمَنْ آمنت، وموقن أنه قادر أن يحفظ وديعتي إلى ذلك اليوم» (2تي 1: 12). ولكن يجب أن تخلو تلك الثقة من كل اتكال على أنفسنا أو بها، وأن لا تقترن بشيء من الكبرياء أو الخسارة، بل بروح التواضع والصلاة والاتكال على النعمة الإلهية، لأن أساس تلك الثقة ليس فينا بل في المحبة الأبوية ومواعيد اللَّه الثابتة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]48 - ما هي فوائد تعليم الاختيار؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* تعليم الاختيار من الأطعمة القوية التي توافق المسيحي الناضج في الإيمان، وهو ليس لبناً للأطفال بل طعاماً للبالغين (عب 5: 12-14 و1كو 3: 1، 2) وهو ذو فوائد روحية للمؤمن المسيحي، لا لمن يجهل الحق ولا لغير المتجدد ولا للكافر. وقسمنا الفوائد التي يمكن استخراجها من هذا التعليم لقسمين: (1) الفوائد العلمية. (2) الفوائد العملية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]فمن الفوائد العلمية: (1) إن اللَّه ذو سلطان غير محدود.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) إن الخلاص هو من النعمة الإلهية فقط.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) لا يمكن أن تُبطل الخطية مقاصد اللَّه في الفداء، ولا يمكن أن أعداء اللَّه يغلبونه (مز 2: 4 و76: 10).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) قداستنا هي عمل اللَّه فينا لا من أنفسنا (أف 1: 4).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ومن الفوائد العملية:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) ينشئ هذا التعليم فينا الشكر للَّه على صلاحه ورحمته.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) ينشئ فينا الشجاعة والرجاء «إذ نثق أن الذي ابتدأ فينا عملاً صالحاً يكمّل إلى يوم يسوع المسيح» (في 1: 6).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) يمنحنا تعزيةً وسلاماً في أوقات الضيق وتقلبات الأحوال، إذ نعلم أن ما قصده اللَّه للمختارين ثابت لا يقدر أحد أن يغيّره.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) هو أساسٌ لثقة المؤمنين أن اللَّه سيتمم مواعيده ومقاصده (رو 8: 28-30 و9: 26).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) يقودنا للتواضع (2تي 1: 9 و1كو 4: 7).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](6) يحركنا للصلاة ليخلّص البشر ويباركهم ويمنحهم الروح القدس، لأنهم لا يقدرون أن يخلصوا بدونه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]49 - ما هي أفضل الطرق لتوصيل هذا التعليم للبشر ومساعدتهم على قبوله وتعزيتهم به؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) يجب أن نبيّن لهم أن الاختيار من مقاصد اللَّه الأزلية، فلم يقضِ فقط باختيار البشر، بل عيَّن كل الأشياء حسب رأي مشيئته. فإذا صحّ الاعتراض على الاختيار لأنه يشمل قصد اللَّه في الذين يخلصون، صحّ أيضاً على قصد اللَّه في كل ما يختص بالبشر. مثال ذلك: هو عيَّن مسكننا وما يتعلق بتعليمنا ونحن صغار، وجميع أحوالنا الدنيوية كالغِنى والفقر، وكيفية الموت، ومدة امتحاننا على الأرض وما إلى ذلك.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) يجب أن نبيّن لهم أن اللَّه باختياره البعض لم يظلم الذين لم يخترهم، لأن الاختيار من أعمال الرحمة، وهو غير ملزَم بها (رو 9: 15-18). فإذا شاء أن يصنع إحساناً خاصاً مع المختارين فلا يكون قد ظلم بذلك غير المختارين. كل ما في الأمر أنه تركهم لخطاياهم ولقساوة قلوبهم. نعم إن اللَّه في إجراء عدله لا يحابي، ولكنه في رحمته يحقّ له أن يختار من يشاء وأن يرفض من يشاء. ولما كان الرفض هو ترك البعض للَّهلاك، نسأل : لماذا لا يخلّص اللَّه كل واحد؟ فنجيب: إنه يتعذَّر علينا الجواب على هذا السؤال، لأننا لا نقدر أن نعلل اختيار اللَّه للبعض إلا بما جاء في كتابه من أن ذلك من أعمال إرادته المطلقة. فيجب أن نعتقد أن للَّه حقاً في هذا كما في كل الأشياء. علماً بأنه لا يرفض أحداً أبداً إلا بسبب خطاياه، ولا يمنع أحداً من قبول الفادي ومن استعمال وسائط الخلاص.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) نبيّن أن الاختيار يوافق العقل، لأنه تخصيص فوائد الكفارة تخصيصاً فعالاً للذين قصد اللَّه أن يخلّصهم. ولما كان الجميع في حالة الهلاك، وكان اللَّه قد شاء أن يخلّص البعض، كان لا بد من ذلك التخصيص. ولا نتصوَّر لتخصيص كفارة المسيح سوى ثلاث طرق: وهي إما تركها للصدفة، أو لاختيار الإنسان، أو لاختيار اللَّه. واختيار اللَّه هو الطريق الوحيد الفعال، لأنه لو تُركت فائدة الكفارة للصدفة أو لاختيار الإنسان لهلك الجميع. ولذلك اختار اللَّه البعض للانتفاع بالكفارة وأرسل إليهم روحه ليقبلوها.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) نبيّن لهم أن الاختيار لا يمنع أحداً من طلب الخلاص، ولا يُجبر أحداً على رفض الإنجيل ولا على التغافل عن دعوة اللَّه وترك الإيمان. وواضحٌ من اختبارنا أن كل من طلب الخلاص بالمسيح بالتواضع وجده. ثم أن اللَّه لم يعلن لنا من هم الذين اختارهم وقصد أن يدعوهم، وهذا يجعل كل واحدٍ منّا بمنزلة المختار الذي له نصيب في المسيح، إذا قبله بالإيمان.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) يجب أن نبيّن لهم أيضاً أن الاختيار لا يأتي بالخلاص بدون استعمال الوسائط اللازمة وإتمام الواجبات المطلوبة، لأن الكتاب يقول إن الاختيار هو للطاعة والقداسة، وبالتالي للخلاص (أف 2: 10 و2تس 2: 13 و1بط 1: 3). فإن قال أحدٌ: أنا مختار ولذلك يمكنني أن أعيش كما أشتهي، كان هذا برهاناً على أنه غير مختار.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](6) نبيّن لهم أن اللَّه لا يُجري قضاء الاختيار بطريقة تعارض حرية البشر، لأنه يرسل روحه لقلوبنا فيجعلنا نريد.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](7) نبيّن لهم أن رفض هذا التعليم وعدم الرضى به ليسا ضد الذين يعلّمونه أو يحامون عنه، بل ضد اللَّه الذي أعلنه. وأننا يجب أن نقبل حكم اللَّه المطلق في هذا الأمر كما نقبل أحكامه في سائر الأمور، وأن نصدق تعليم الاختيار كما نصدق غيره من تعاليم الكتاب المقدس، وأن نعتقد أن له مقاصد صالحة وحكيمة فيه كما في غيره. فلا يجوز أن نهمل هذا التعليم أو نكتمه عن الآخرين، فهو يشبه سلسلة ذهبية ذات سبع حلقات، أولها المحبة، بعدها الكفارة، فالاختيار، فالدعوة الفعالة، فالتبرير، فالتقديس. والحلقة الأخيرة هي التمجيد في الخلاص (رو 8: 28-30). فمن يجسر أن يكسر تلك السلسلة الذهبية أو يفصل حلقة منها؟! ألا يجب أن نُقنع الشعب أن يحذروا من جعل الاختيار عثرةً لأنفسهم، كما جعل اليهود المسيح نفسه عثرة لهم، خصوصاً ونحن نرى سهولة خضوع الشعب للتجربة وتحويل تعليم صعب مثل الاختيار ليكون عثرة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](8) نبيّن لهم مقام تعليم الاختيار كما يظهر في رسالة رومية، التي تشرح نظام الخلاص بالترتيب. فبعد أن بحث الرسول في أصحاحات 1-8 مواضيع الخطية والسقوط والناموس وعهد النعمة والتوبة والإيمان والتبرير والكفارة والقداسة والرجاء وإرسال الروح القدس وعمله في قلوبنا وفساد طبيعتنا والقيامة، بدأ الكلام في الاختيار في الأصحاح التاسع، قاصداً بذلك تعزية المؤمنين بالحق، لا إرشاد غير المؤمنين.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وإذا اعترض أحدٌ أنه يلزم عن الاختيار عدم لزوم استعمال وسائط الخلاص، يجب أن نبيّن له أن هذا الاعتراض لا قوة له كما بيَّنا في إجابة س 40 من هذا الفصل.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وإليك بعض الملاحظات:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) لا يحقّ لأحدٍ أن يحكم بعدم اختيار شخص ويقول: لا فائدة من الاجتهاد في خلاصه. بل إذا وجدنا من اعتقد أنه غير مختار ويئس من رحمة اللَّه وجب أن نبيّن له خطأه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) ليس بين الإنجيل وسلطان اللَّه خلاف، فوجب أن نبشر دائماً بالإنجيل راجين إمكان خلاص كل واحد.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) لا يجوز لأحد أن يجعل اعتقاده بالاختيار سبباً للتغافل عن الصلاة واستعمال وسائط النعمة. فإن ظن أحد ذلك كان ظنه تجربة له من الشيطان. وإن أثّر فيه وغلبه كان هذا علامةً على أنه غير مختار.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) لا يقدر أحدٌ أن يعرف سبب الاختيار إلا اللَّه وحده. ولا نعرف سبب الاختيار إلا في حادثتين فقط، هما سبب اختيار بولس، وهو إظهار أناة المسيح (1تي 1: 16). وسبب رفض فرعون، وهو إظهار قوة اللَّه وإذاعة اسمه في كل الأرض (خر 9: 16). غير أن ذلك محصور في هاتين الحادثتين، فلا يمكن أن نتَّخذهما سبباً عاماً لكل اختيار.[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/FONT][/RIGHT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى