الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2790932, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][COLOR=Black][SIZE=4] [B][SIZE=5]17 - ما هي الصعوبات التي حالت دون تحقيق الأهداف؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* كان تحقيق هذه الأهداف صعباً جداً لما يأتي:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) لم يتفق الكل على معنى الألفاظ المستخدمة للتعبير عن هذا الاعتقاد ليمكنهم أن يستعملوها بالمعنى الواحد، فاختلفوا في معنى الكلمة المترجمة «أقنوم» ومعنى التعبير المترجم «مساوٍ في الجوهر».[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) اختلفت آراء المجمع في هذا التعليم نفسه. فقد حضره ممثلون لجميع الأحزاب الكنسيّة، فمنهم أريوسيون، ومنهم شبيهون بالأريوسيين (انظر سؤال 11). غير أن أكثر الحاضرين كانوا يعتقدون بأقنومية المسيح وألوهيته. وبعد الدراسة أجمعوا على قانون يقول:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]«نؤمن بإلهٍ واحد آب ضابط الكل، خالق كل الأشياء، ما يُرى وما لا يُرى، وبرب واحد يسوع المسيح ابن اللَّه، المولود من الآب، المولود الوحيد، أي من جوهر الآب. إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق. مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر (المعنى الأصلي: ذو جوهر واحد مع الآب) الذي به كان كل شيء في السماء وعلى الأرض. الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل وتجسد وتأنَّس وتألم وقام أيضاً في اليوم الثالث وصعد إلى السماء، وسيأتي من هناك ليدين الأحياء والأموات. وبالروح القدس. وأما الذين يقولون إنه كان زمان لم يوجد فيه (أي لم يوجد فيه ابن اللَّه) وإنه لم يكن له وجود قبل أن وُلد، وإنه خُلق من العدم، أو إنه من مادةٍ أخرى أو جوهر آخر، وإن ابن اللَّه مخلوق أو إنه قابل للتغيير أو متغير، فهُم ملعونون من الكنيسة الجامعة الرسولية» (انظر فصل 8 س 4).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]18 - ما هي أحكام مجمع القسطنطينية؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* كان أهم نقص في قانون المجمع النيقوي هو عدم شرح عقيدة الروح القدس شرحاً كافياً، لأن التعليم عن الابن وعلاقته بالآب احتل معظم الوقت بسبب الاختلاف عليه. وأعلن أكثر معلمي الكنيسة (خاصة أثناسيوس) أن اعتقاد المجمع النيقوي هو أن الروح القدس مساوٍ للآب. ولكن بما أن البعض أنكروا ذلك انعقد المجمع الثاني المسكوني في القسطنطينية سنة 381م. والأغلب أن هذا المجمع أضاف إلى قانون المجمع النيقوي بعد القول و«بالروح القدس» هذه الكلمات: «الرب المحيي المنبثق من الآب، الذي هو مع الآب والابن مسجود له وممجد، الناطق بالأنبياء» (انظر فصل 8 س 4).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقد اعتقد بعض آباء الكنيسة الشرقية وأكثر آباء الكنيسة الغربية أن الروح انبثق من الابن كما انبثق من الآب. وفي المجمع غير المسكوني الذي انعقد في توليدو سنة 589م زيد «والابن» بعد القول «المنبثق من الآب». وإضافة هذه الكلمة كانت من الأسباب التي فصلت الكنيسة الشرقية عن الغربية (القانون النيقوي كما هو مستعمل في الكنائس الغربية في فصل 8 س 4).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]19 - ماذا قيل في قانون الإيمان الأثناسي، وما هي كلماته؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5] حدثت بعد المجمع القسطنطيني الذي ذكرناه مباحثات من جهة شخص المسيح، واتفقت أكثر الكنائس المسيحية على القانون المسمى «الأثناسي» الذي تضمن ما في القانونين النيقوي والقسطنطيني مطوّلاً (فصل 8 س 4).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وتعليم التثليث في هذه القوانين الثلاثة القديمة، النيقوي والقسطنطيني والأثناسي، هو إيمان الكنيسة كلها حتى الآن، ولا فرق بين تلك القوانين إلا بالاختصار والإسهاب.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]20 - ما هي خلاصة اعتقاد الكنيسة في التثليث، وعلاقة الأقانيم ببعض؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* هي أن اللَّه واحدٌ، أي جوهر واحد، وأن في اللاهوت ثلاثة أقانيم، هم الآب والابن والروح القدس. غير أن الجوهر ليس مقسوماً، فليس لكل أقنومٍ جزءٌ خاص من الجوهر، بل لكل أقنوم كمال الجوهر، الواحد نظير الآخر، وأن ما بينهم من العلاقة سِر لا يقدر العقل البشري أن يصل إليه إلا بإعلان الكتاب المقدس الذي يوضحه. ويمكن حصر العلاقة بين الأقانيم الثلاثة بثلاث كلمات، هي المساواة بينهم، والتميُّز، والشركة:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) المساواة: فالأقانيم الثلاثة جوهر واحد، وذلك الجوهر كما هو للكل هو لكلٍ منهم، ولذلك هم متساوون فيه، فالآب ليس أعظم من الابن في الجوهر، ولا الابن أعظم من الآب، ولا الروح القدس أعظم من الآب والابن. وذلك منذ الأزل وإلى الأبد.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) التميُّز: فكل أقنوم يتميز عن الآخر (لا مخلوقاً منه) في أقنوميته دون جوهره. ليس أنهم ثلاثة آلهة لأن الجوهر واحدٌ، وليس أن الأقانيم مجرد تجليات مختلفة لجوهر واحد فقط، لأن الأقانيم هم ثلاثة لا واحد، بل أن الجوهر الواحد كائن في ثلاثة أقانيم (لا نقول في ثلاثة جواهر، ولا نقول في أقنوم واحد، لأن الجوهر ليس بمعنى الأقنوم ولا الأقنوم بمعنى الجوهر).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ويتضح هذا التميّز في العلاقات الداخلية بين الأقانيم وأيضاً في الأعمال الخارجية. ومن أمثلة التميّز في العلاقات الداخلية أن الابن نظراً إلى أقنوميته مولود (لا مخلوق) من الآب منذ الأزل، وكذلك الروح القدس من حيث أنه أقنوم منبثق منذ الأزل، إما من الآب (كاعتقاد الكنيسة الشرقية) أو من الآب والابن (كاعتقاد الكنيسة الغربية). وكلمة «ولادة» لا تشير إلى ولادة بشرية كما هي معروفة عندنا، بل هي كلمة مستعارة للإشارة إلى سر إلهي، أي إلى العلاقة الأزلية بين الأقنومين الأول والثاني في الثالوث الأقدس. وكذلك كلمة «انبثاق» مستعارة لتشير إلى ما بين الأقنوم الثالث والأقنومين الأول والثاني من العلاقة الأزلية. ومن أمثلة التميّز في الأعمال أن الآب خلق العالم بواسطة الابن، وفوَّض إليه عمل الفداء، وقلده السلطان المطلق ليحكم، ثم أخيراً يدين العالم. وكما أرسل الابن لعمل الفداء أرسل الروح القدس أيضاً ليجدد قلوب البشر وينيرها ويقدسها ويرشدها ويمدها بالمعونة اللازمة ليتمم مقاصده في فداء البشر. وتمم الابن مشيئة الآب بتجسده وتقديم نفسه كفارة عن خطايا العالم، وبممارسة وظيفة نبي وكاهن وملك لأجل شعبه المختار. وبعد قيامته من الأموات صعد إلى السماء وجلس عن يمين اللَّه مالكاً على الكون، وفي انقضاء العالم يقيم الأموات ويدين الجميع. وأرسل الآب والابن الروح القدس ليحل في قلوب البشر ويخصص لهم فوائد الفداء بأعماله الخاصة به، مثل الدعوة الكافية، والإنارة والتجديد والتقديس والإرشاد والتعليم والبنيان في الفضائل الدينية، وهو الذي ألهم الأنبياء والكتبة ليكتبوا بالوحي الأسفار المقدسة. وكل هذه الامتيازات تختص بالأقنوم فقط لا بجوهر اللاهوت، لأن الجوهر واحدٌ للآب والابن والروح القدس.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) الشركة: فالأقانيم الثلاثة مشتركون في الجوهر الواحد الإلهي وفي كل صفاته، والابن والروح القدس مشتركان في مجد الآب وفي حكمته وقدرته وقداسته وعدله وجميع صفاته بدون استثناء، ويستحقان ما يستحقه من المجد والتسبيح والعبادة والكرامة والثقة. فمن رأى الابن رأى الآب، ومن شعر بحلول الروح القدس وتأثيره فيه عرف الآب والابن. وقد اشترك الأقانيم الثلاثة في عمل الفداء اشتراكاً تاماً، غير أن كلاً منهم متميز عن الآخر وظيفةً وعملاً، لأن لكل منهم عملاً خاصاً.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ويمكن أن نلخص هذا التعليم الهام بقولنا «تثليث أقنومي أزلي، في جوهر واحد إلهي».[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]21 - ما هي القضايا التي حكم فيها المجمعان النيقوي والقسطنطيني؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) أبطل المجمعان رأي سبَلّيوس بأن حكما أن الأسماء «الآب والابن والروح القدس» لا تدل على علاقات اللَّه بخلائقه كالألقاب «خالق» و«حافظ» و«منعم» بل على تميُّزات داخلية ضرورية أزلية في أقانيم اللاهوت، حتى أن الآب هو أقنوم خاص، والابن أقنوم آخر، والروح القدس أقنوم آخر. والواحد يقول عن نفسه: «أنا» ويخاطب الآخر بقوله: «أنت».[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) أبطل المجمعان رأي الأريوسيين والشبيهين بالأريوسيين بأن حكما أن الآب والابن والروح القدس واحدٌ في الجوهر، متساوون في القدرة والمجد، وأن كل ما يُنسب إلى أحدهم من السرمدية وعدم التغيُّر والعدل والصلاح والحق أو صفة أخرى من صفات اللاهوت الكاملة يُنسب إلى الآخر بمعنى واحد وعظمة واحدة. وبما أن هذه الصفات تختص بالجوهر الإلهي، وذلك الجوهر مشترَك بين الأقانيم الثلاثة فالكل مشتركون في تلك الصفات.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]22 - ما هو تعليم المجمع النيقوي في علاقة أحد أقانيم الثالوث الأقدس بالآخر؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) بين الآب والابن، وبينهما وبين الروح القدس تميُّز، ليس في الجوهر لأن لهم جوهراً واحداً، ولا في زمن الوجود لأن كلاً منهم أزلي، بل في أمرين: (أ) نصيب كلٍّ منهم من عمل الفداء والأقنومية، حتى أن الأول يُسمى أباً والثاني ابناً والثالث روحاً. (ب) أن الأبوّة صفة تختص بالآب والبنوة بالابن والانبثاق بالروح. وقد اكتفت المجامع بذكر هذه التميّزات بدون أن تفسرها.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) لما كانت الأقانيم الثلاثة واحداً في الجوهر كان لهم علم واحد ومشيئة واحدة وقوة واحدة، ليس أن اللاهوت ثلاثة عقول أو ثلاث مشيئات أو ثلاثة مصادر للقوة. قال المسيح: «مهما عمل الآب فهذا يعمله الابن كذلك» (يو 5: 19). وقال الرسول: «فأعلنه اللَّه لنا نحن بروحه. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق اللَّه. لأن مَنْ مِن الناس يعرف أمور الإنسان إلا روح الإنسان الذي فيه؟ هكذا أيضاً أمور اللَّه لا يعرفها أحد إلا روح اللَّه» (اكو 2: 10، 11). وهذا يعني أن ما يعلمه الواحد يعلمه الآخر أيضاً. فبناءً على هذا الاتحاد الكلي بين أقانيم اللاهوت نخاطب اللَّه دائماً ذاتاً واحدةً، دون أن نناقض أنه ذو ثلاثة أقانيم، ونقدر أن نصلي لكل واحدٍ من الأقانيم الثلاثة، ونصلي أيضاً للَّه الواحد.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]23 - كيف يعبّر الكتاب المقدس عن العلاقة الأزلية بين الأقنوم الأول والأقنوم الثاني؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يُعبِّر عن العلاقة بالاسمين: الآب والابن، وبأن الابن مولود من الآب لأنه يُسمى «ابن اللَّه الوحيد» و«المولود منه» فعلاقة الابن بالآب هي علاقة البنوة. والظاهر أن كلمة «ابن» تشير إلى وحدة الطبيعة، لأن للمولود دائماً طبيعة والده، أو تشير للمشابهة، أو تشير إلى عظمة المحبة، أو تشير إلى معنى مكتومٍ عنا يفوق إدراكنا.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]24 - ما هي المعاني المختلفة المستعملة بها كلمة «ابن» في الكتاب المقدس، وبأي معنى دُعي الناس أبناء اللَّه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5] جاءت كلمة «ابن» في الكتاب المقدس بمعانٍ مختلفة:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) الابن باعتبار علاقته بأبيه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) الإشارة إلى التسلسل كبني إسرائيل، أي نسل إسرائيل.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) الإشارة إلى المسكن أو الوطن، كأبناء مصر، أي أهل مصر أو سكان مصر.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) التلميذ أو العابد، كأبناء الأنبياء وأبناء اللَّه. وبهذا المعنى تُنسب إلى الملوك (مز 2: 7). وإلى الملائكة (أي 1: 6 و38: 7). وإلى عبَدة اللَّه كشعبه الخاص (تك 6: 2 وتث 14: 1 ويو 1: 12 ورو 8: 14، 19).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) الإشارة إلى صفة أو علاقة أخرى، كابن سنةٍ (عمره سنة) وبني بليعال (الأشرار) وابن الهلاك (الذي يستحق الهلاك).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ودُعي البشر أبناء اللَّه لأنه خلقهم على صورته، ولذلك دُعي اللَّه أبا الجنس البشري وخاصةً أبا المؤمنين. ودُعي المسيحيون أبناء اللَّه بناءً على الولادة الثانية الروحية وتبنّي اللَّه لهم وقبوله إياهم في عهد النعمة. وتستعمل كلمة «ابن» في هذا المقام دائماً في صيغة الجمع، سواءٌ كانت الإشارة بها إلى البشر أو الملائكة، فلم ترد في صيغة المفرد إلا للإشارة إلى الأقنوم الثاني من الثالوث، ما عدا مرة واحدةً في لوقا، حيث دُعي آدم (باعتباره رأس الجنس البشري) ابن اللَّه، لأنه مخلوق من اللَّه مباشرةً بدون أن يكون له أب بشري (لو 3: 38). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5]25 - لماذا ندعو المسيح «ابن اللَّه»؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يُدعى المسيح «ابن مريم» وهذا قول صادق، فانتماؤه لأم يجعلنا نعزوه لوالدته العذراء القديسة مريم. ولكن إن أردنا أن نعزوه لأبٍ، فماذا نقول؟.. نقول ما قاله الملاك للعذراء وهو يجاوب سؤالها عن كيفية حبلها: «الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك. فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعَى ابن اللَّه» (لو 1: 34، 35).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقد دُعي المسيح «ابن اللَّه» في الكتاب المقدس باعتباره الأقنوم الثاني في الثالوث بالنسبة إلى الأقنوم الأول (الآب). ودُعي الأقنوم الأول الآب للإشارة إلى نسبته إلى الأقنوم الثاني. فكلمة «آب» و«ابن» لم تردا للتعبير عن النسبة الأزلية بين الأقنوم الأول والثاني بالمعنى المعروف في الأبوّة البشرية والبنوَّة البشرية، فسُمي «الابن» في الكتاب المقدس «الكلمة» و«صورة اللَّه» و«رسم جوهره» و«بهاء مجده». وكل هذه العبارات توضح معنى كلمة «ابن». أي أن الابن يعلن الآب كما أن الكلمة توضح الفكر وتعلن ما هو عند العقل. وكما أن الرسم يمثل الشخص هكذا المسيح يمثل اللَّه، وكما أن ضوء الشمس يوضح طبيعتها (مع أنه من جوهرها نفسه) هكذا المسيح بهاء مجد اللَّه يوضح لنا أمجاد اللاهوت الروحية مستورة في الجسد حتى نقدر أن نحتملها. فبناءً على ما سبق نعتبر الابن العامل في إعلان اللاهوت. وكما أنه الواسطة لإعلان اللَّه بطريق محسوسة، هكذا الروح القدس هو الواسطة لإعلان اللَّه لشعور الإنسان، حتى أننا لا نقدر أن ندرك كُنه الإعلان الخارجي بدون فعل الروح القدس الداخلي إرشاداً لنا في إدراك أسرار الإعلانات الإلهية. فلا أحد من الناس يقدر أن يعرف اللَّه إلا بالمسيح صورة اللَّه في الجسد، وبإرشاد الروح القدس المنير. ولهذا يقول «الابن الوحيد» الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» (يو 1: 18). وقوله «فأعلنه اللَّه لنا نحن بروحه، لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق اللَّه» (1كو 2: 10). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5]اتضح لنا أن كلمتي «بنوة» و«انبثاق» في التعبير عن علاقة الابن بالآب، وعلاقة الروح بالآب والابن، هما كلمتان بشريتان، تعبّران عن الحقيقة بطريقة جزئية. فليس في كلمة «بنوة» ما يشير إلى خلق الابن، ولا إلى بداية وجوده، ولا إلى أنه من مشيئة الآب. وليس فيها شيء من الإشارة إلى الولادة الجسدية كالتي بين البشر. وكذا يقال في معنى الانبثاق، فليس فيه ما يشير إلى انفصالٍ كما في المخلوقات، ولا إلى علاقة من العلاقات المعروفة بين البشر. إنما معناه معنى إلهي محض خاص لا تدركه العقول.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]26 - ما هو مذهب السوسينيين في بنوَّة المسيح، وما هو الرد عليهم؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يعتقد السوسينيون بناسوت المسيح دون لاهوته، وسُموا بذلك نسبة إلى فوستوس سوسينوس، وهو إيطالي الأصل مات في بولندا سنة 1604. ومذهبهم في بنوَّة المسيح هو أنه دُعي ابن اللَّه لمجرد أنه وُلد ولادة بشرية بواسطة الروح القدس بطريقة فائقة الطبيعة، بدليل قول الملاك للعذراء: «الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظلّلك، فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يُدعى ابن اللَّه» (لو 1: 35). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5]فنجيب: إن قولهم هذا وإن صح يلزم جواز تسمية المسيح ابن اللَّه لأسباب أخرى أعظم وأهم، جاء في الكتاب المقدس ما يدل عليها، ومنها أنه دُعي بهذا الاسم لتمييزه عن كل مَنْ سواه من الكائنات العاقلة، لأنه ابن الآب الوحيد المحبوب. نعم دُعي البشر في الكتاب المقدس أبناء اللَّه بصيغة الجمع. ولكن لم يُدعَ أحدٌ ابن اللَّه بصيغة المفرد إلا المسيح وآدم (انظر س 24).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]27 - ما هو مذهب الأريوسيين وغيرهم من منكري التثليث في تسمية المسيح ابن اللَّه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* قال الأريوسيون إن المسيح دُعي ابن اللَّه لأنه مخلوق على صورة اللَّه أكثر من كل الخلائق سواه، ولأنه أولها زمناً. وعلى ذلك يكون المسيح مخلوقاً لا إلهاً. وقولهم هذا يخالف تعليم الكتاب. وقال غيرهم من منكري التثليث ولاهوت المسيح إن المسيح دُعي «ابن اللَّه» ليس لأنه الأقنوم الثاني في اللاهوت، بل لأنه إنسان حل فيه اللاهوت. وقد أوردوا على اعتقاد بنوَّة المسيح الأزلية الاعتراضات الآتية:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) تشير تسميته «ابن اللَّه» إلى أنه من الآب، فيكون أدنى من الآب. وهذا مردود بأن اللَّه اختار كلمة «ابن» للتعبير عن علاقة الأقنوم الثاني بالأول، وهي لا تدل في هذا الاستعمال على نقص قيمة الواحد عن الآخر. ولا يوجد دليل على أن ذلك قُصد بها. بل بالعكس، لنا أدلة كثيرة قاطعة على أن ذلك لم يُقصد.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) تسمية المسيح «ابن اللَّه» هي كسائر أسمائه التي تدل على ما عمله لأجل الفداء، كالأسماء «مخلّص» و«وسيط» و«شفيع» وليس فيها دلالة على علاقة بين أقانيم الثالوث الأقدس. وأوردوا لإثبات ذلك قول بطرس للمسيح: «أنت هو المسيح ابن اللَّه الحي» وقول نثنائيل له: «يا معلم، أنت ابن اللَّه! أنت ملك إسرائيل!». فنجيب: لا يُقال في العبارة الأولى إنه ابن اللَّه لأنه هو المسيح، أي أنت المسيح، ولذلك أنت ابن اللَّه. ولا يُقال في الثانية ابن اللَّه لأنه ملك إسرائيل.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) ما جاء في مزمور 2: 7 «إني أخبر من جهة قضاء الرب. قال لي: أنت ابني. أنا اليوم ولدتك». فقالوا إن المسيح دُعي ابن اللَّه يوم ولادته على الأرض. وبالتالي لم يُدع بهذا الاسم في الأزل، ولا كان بينه وبين الآب تلك العلاقة قبل ولادته. فنجيب: إن هذا المزمور من أشهر النبوات عن المسيح. وتفسيره الأصح أنه إما ترنيمة حمد لأن داود انتصر على أعدائه، فتكون الإشارة فيه إلى المسيح رمزية. وإما أن يكون ترنيمة حمد المسيح رأساً، بسبب مجده ونصرته واتساع ملكه، وهو الأرجح، لأن هذا هو منطوق العهد الجديد الذي اقتبس فيه إشارة إلى المسيح (أع 4: 24-27 و13: 32، 33 وعب 1: 25 و5:5 ورؤ 2: 27 و12: 5). ويقوي ذلك الوعد بإعطائه أقاصي الأرض ملكاً له، والمكافأة للمتكلين عليه والعقاب للذين يرفضونه. أما قول الهراطقة إن عبارة «أنا اليوم ولدتك» دليلٌ على أن المسيح لم يكن ابن اللَّه إلا بناءً على ولادته البشرية فظاهر الخطأ، لأن الإشارة في المزمور لا تتعلق بولادة المسيح الزمنية، بل إلى ما يتعلق بولادته الأزلية، أي أن الغاية منه الإنباء «بقضاء الرب» الذي هو منذ الأزل، وإنما يظهر في الزمان. وقول اللَّه: «أنا اليوم ولدتك» حقيقة أزلية أعلنها اللَّه للبشر حين أقام المسيح أمام عيونهم في الجسد فادياً، لأن الرسول بولس لم يرد بقوله «إذ أقام يسوع» (أع 13: 33) إقامته من الموت، بل إظهاره متجسداً أمام الناس لينجز الموعد الذي كان للآباء، وأُكمل لنا نحن أولادهم كما قال الرسول. أما القيامة من الموت فأوضحها الرسول في آيتي 34، 35 من نفس الأصحاح، باقتباسه من مزمور 16. فبنوَّة المسيح للَّه لا تتوقف على التجسد أو المعمودية أو التجلي أو القيامة، لأنه كائن ابن اللَّه منذ الأزل، ولكنها أُعلنت بواسطة تلك الحوادث الزمنية حسب قول الرسول: «الذي هو صورة اللَّه غير المنظور، بكر كل خليقة» (كو 1: 15) أي أنه كان قبل الخلق. وقوله: «الذي صار من نسل داود من جهة الجسد وتعيَّن ابن اللَّه بقوة من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات» (رو 1: 3، 4). فكلمة «تعيَّن» تعني «أُعلن» وتم ذلك الإعلان بتجسده (عب 1: 5، 6) وبمعموديته (مت 3: 17) وبتجلّيه (مت 17: 5) وبقيامته (أع 13: 34، 35 ورو 1: 4). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وهناك حقيقة أخرى، وهي أنه يُقال في الولادة الجسدية «أنا اليوم ولدتك. أنت ابني». فالولادة تتمّ أولاً، ثم يتبعها إعلان البنوة. ولكن اللَّه يقول في المزمور «أنت ابني. أنا اليوم ولدتك». فبنويَّة المسيح سابقة لميلاده، ووجوده سبق ميلاده، ولذلك نقول إنه «مولود غير مخلوق». ويقولون إنه كلمة اللَّه التي أُلقيت إلى العذراء. فالكلمة موجود من قبل أن يُحبَل به![/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) جاء في رومية 1: 4 عن المسيح «وتعيَّن ابن اللَّه بقوةٍ من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات» وهذا يدل على أنه لم يكن ابن اللَّه قبل القيامة. وهو خطأ مردود بأن كلمة «تعيَّن» هنا تحتمل معنى »أُظهِر» أو «أُعلن». وعلى ذلك يكون المعنى أن المسيح بقيامته من الأموات أُعلن أنه ابن اللَّه بقوةٍ من جهة روح القداسة، أي أن القيامة كانت واسطة إظهاره بكمال قوته أنه ابن اللَّه. ويؤيد هذا التفسير العبارات الواضحة المعنى الدالة على بنوَّة المسيح قبل قيامته، ومنها أنه هو دعا نفسه «ابن اللَّه» قبل موته. إذاً لا يمكن أن يكون قد جُعل ابن اللَّه بقيامته.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) قالوا أيضاً: إن قول بولس «ونحن نبشركم بالموعد الذي صار لآبائنا أن اللَّه قد أكمل هذا لنا نحن أولادهم إذ أقام يسوع» (أع 13: 32، 33). كما هو مكتوب أيضاً في المزمور الثاني «أنت ابني أنا اليوم ولدتك» يدل على عدم أزلية الابن. فنجيب: إننا شرحنا عبارة المزمور الثاني «أنت ابني، أنا اليوم ولدتك» تحت رقم 3.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]28 - كيف عبَّر القانون النيقوي والقانون الأثناسي وإقرار الإيمان الوستمنستري عن تعليم بنوَّة المسيح الأزلية؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يقول القانون النيقوي «أؤمن .. برب واحد يسوع المسيح ابن اللَّه الوحيد، المولود من الآب قبل كل الدهور. إله من إله. نور من نور. إله حق من إله حق. مولود غير مخلوق. مساوٍ للآب في الجوهر». ويقول القانون الأثناسي «والابن من الآب وحده غير مصنوع، ولا مخلوق بل مولود». ويقول إقرار الإيمان الوستمنستري: «فليس الآب من أحدٍ ولا مولود ولا منبثق، والابن مولود أزلياً (أو منذ الأزل) من الآب، والروح القدس منبثق أزلياً (أو منذ الأزل) من الآب والابن».[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]29 - ما هي الأدلة من الكتاب المقدس على بنوة المسيح الأزلية؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) تسمية الأقانيم الثلاثة بالآب والابن والروح القدس. ففي البركة الرسولية، وفي ممارسة المعمودية دُعي الإله الواحد بالآب والابن الروح القدس. ولا يصح أن كلمة «الابن» فيهما تشير إلى المسيح في حالة التجسد فقط، أي من حيث أنه إنسان مولود من اللَّه لأنه دُعي «ابناً» كأحد الأقانيم الثلاثة في الثالوث الأقدس. وأيضاً لما كانت كلمة «الآب» مختصة بالأقنوم الأول من حيث أنه إله أزلي، يجب أن نفهم كلمة «الابن» لقباً خاصاً بالأقنوم الثاني الأزلي.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) قول المسيح: «كل شيء قد دُفع إليَّ من أبي. وليس أحد يعرف الابن إلا الآب. ولا أحدٌ يعرف الآب إلا الابن، ومن أراد الابن أن يُعلن له» (مت 11: 27 انظر أيضاً لو 10: 22). فقد دعا المسيح نفسه في هاتين الآيتين «ابناً» باعتباره إلهاً، بدليل أن الكلام فيهما هو في شأن طبيعته الإلهية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) ما جاء في يوحنا من أن مجد الكلمة الأزلي هو مجد ابن وحيد من الآب (يو 1:1-14). ويدل ذلك على أن المسيح ابن وحيدٌ من الآب في طبيعته الإلهية، وليس كوسيطٍ بين اللَّه والبشر، ولا كإنسان مولود في العالم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) كيفية تسمية المسيح الابن الوحيد للآب واختصاص كلمة «الابن» بصيغة المفرد في الكتاب المقدس بالمسيح. فقيل «وحيدٌ من الآب» و«الابن الوحيد» و«ابنه الوحيد» و«ابن اللَّه الوحيد» وقال بولس «اللَّه لم يشفق على ابنه» كأنه ليس له غير ابن واحد. وكذلك دعا المسيح اللَّه أباه. وكل هذه العبارات تدل على أن المسيح هو ابن اللَّه بمعنى خاص يميزه عن جميع الخلائق العاقلة. والنتيجة أنه إله لا إنسان فقط.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) ما جاء في يوحنا ص 5 و10. ففي 5: 22 تشير كلمتا «الآب» و«الابن» لأقنومين إلهيين متساويين. وفي يو 10 نرى أن اليهود حسبوا قول المسيح «أنا والآب واحد» تجديفاً لأنه بذلك جعل نفسه إلهاً، وبرّأ المسيح نفسه من التجديف بقوله «فالذي قدسه الآب وأرسله إلى العالم، أتقولون له إنك تجدف لأني قلت: إني ابن اللَّه؟!».[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](6) قول المسيح: «لأنه هكذا أحب اللَّه العالم حتى بذل ابنه الوحيد..» وقوله «لأنه لم يرسل اللَّه ابنه إلى العالم ليدين العالم..» (يو 3: 16، 17). وقول بولس «فاللَّه إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية..» (رو 8: 3). وقول يوحنا البشير «لأجل هذا أُظهر ابن اللَّه لكي ينقض أعمال إبليس» (1يو 3: 8). فإن كل هذه الآيات تدل على أن المسيح كان ابناً قبل أن يرسله اللَّه إلى العالم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](7) قول بولس: «الذي صار من نسل داود من جهة الجسد، وتعيّن ابن اللَّه بقوةٍ من جهة روح القداسة بالقيامة من الأموات» (رو 1: 3، 4) فإن هذا يدل على أن المسيح كان ابن اللَّه قبل تجسده، وأنه أُعلن بقوة أنه إله بالقيامة من الأموات. لأن قوله «من جهة روح القداسة» يشير إلى لاهوته، كما أن قوله من جهة الجسد يشير لناسوته.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](8) قول بولس: «فاللَّه إذ أرسل ابنه في شبه جسد الخطية..» (رو 8: 3) يدل على أن المسيح كان ابن اللَّه قبل إرساله، لأنه لا يصح أن يُقال إن إرساله في شبه جسد الخطية جعله ابن اللَّه الوحيد بمعنى خاص.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](9) ما جاء في كو 1: 15-20 حيث أُشير لمجد المسيح الإلهي وأعمال قدرته الفائقة، وقيل فيه إنه «صورة اللَّه غير المنظور، وبكر كل خليقة، وبه وله خلق الكل، وهو قبل كل شيء، وفيه يقوم الكل». وإذا سبق القول في آية 13 إن المسيح هو «ابن محبة اللَّه» كان كل ما ذُكر قد نُسب إليه على أنه ابن اللَّه. فيلزم عن ذلك أن البنوة تختص بالمسيح على أنه الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](10) ما جاء في عب 1: 5-8 حيث وضح الرسول مجد المسيح ورياسته على كل الخلائق، وسمّاه «الابن» باعتبار لاهوته بدليل قوله «وأما عن الابن: كرسيك يا اللَّه إلى دهر الدهور».[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]30 - كيف نوفّق بين عقيدة بنوّة الابن الأزلية وآيات الكتاب التي تُظهر أنه أدنى من الآب، وخاضع له، ويجهل بعض الأمور؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* بما أن المسيح إلهٌ وإنسانٌ معاً نُسب إليه أحياناً ما يصدق على ناسوته فقط، مثل قول البشير عنه «تعب من السفر». أو يصدق عليه كإلهٍ متجسد فقط، فسُمي «ابن الإنسان» عندما قيل إنه موجود في كل مكان. وسُمي «اللَّه» عندما قيل إنه اقتنى الكنيسة بدمه. وسُمي «رب المجد» عند ذكر صلبه. وكل ذلك ليس دليلاً على نفي لاهوته، ولا ينقِص من سمو شأنه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]31 - لماذا دُعي الأقنوم الثالث «الروح القدس»؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* لتمييزه عن الآب والابن، وللدلالة على أعماله الخاصة به. وقال المجمعان النيقوي والقسطنطيني عن علاقة الروح القدس بالأقنومين الآخَرين في اللاهوت «وأؤمن بالروح القدس الرب المحيي، المنبثق من الآب (والابن) المسجود له والممجد مع الآب والابن معاً، الناطق بالأنبياء». وأما اعتقاد الكنيسة في موضوع الانبثاق فهو:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) إنه إعلان إلهي فوق إدراكنا، نقبله لأنه من عند اللَّه، ويتعذّر علينا تفسيره.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) الانبثاق أزلي.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) هو من الآب والابن، غير أن الكنيسة الشرقية تعتقد أنه من الآب وحده.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) إنه يُنسب إلى أقنومية الروح لا إلى الجوهر الواحد مع الآب والابن. وعبَّر المسيحيون عن العلاقة بين الروح القدس والأقنومين الآخرين بكلمة «انبثاق» لأن الكتاب المقدس استعمل نفس هذه الكلمة في قول المسيح عن الروح القدس «الذي من عند الآب ينبثق» (يو 15: 26) وهي مناسبة جداً لهذا الهدف الذي يوافق معناها معنى كلمة «الروح» الذي هو الأصل «نسمة تخرج من الإنسان».[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]32 - ما هو الحكم الراجح في الاختلاف بين الكنيستين الغربية والشرقية في مسألة الانبثاق؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* لا يخالف رأي الغربيين الكتاب المقدس في شيء، بل يوافقه بمقتضى الاستدلال الضروري، لأننا نتعلم منه أن علاقة الروح بالابن كعلاقته بالآب تماماً، بدليل تسميته فيه «روح المسيح» و«روح الابن» و«روح الرب». وقيل إن الابن يعطي الروح ويرسله، وكذلك إن الآب يعطيه ويرسله، وإن الابن يفعل بواسطته وأيضاً إن الآب يفعل بواسطته. وبما أن الكتاب المقدس لا يفرق بين علاقة الروح بالابن وعلاقته بالآب، لا نفرق نحن بينهما. والخلاف بين الكنيستين في الانبثاق ليس من جهة إرسال الروح القدس في الزمان من الآب والابن لإتمام مقاصد الفداء، لأن الكنيستين تتفقان في ذلك، بل هو في الانبثاق الأزلي: هل هو من الآب وحده، أو من الآب والابن معاً؟ فقول الشرقيين إنه من الآب يوافق قول المسيح: «ومتى جاء المعزي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق، الذي من عند الآب ينبثق» (يو 15: 26). وقول الغربيين إنه من الآب والابن معاً يوافق مفاد كلام الكتاب في العلاقة التي بين الأقانيم الثلاثة، ونتيجة عقلية مناسبة من عدم وجود تمييز بين علاقة الروح بكلٍ من الآب والابن، ويوافق أيضاً حفظ شأن الابن في الثالوث الأقدس، لأنه مساوٍ للآب في الجوهر والمجد (قارن رو 8: 9 وغل 4: 6).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ويوافق بعض أفاضل اللاهوتيين الغربيين على أن إدراج كلمة «والابن» في القانون النيقوي قد جرى بدون تصديق مجمع مسكوني، لأنهم لم يستشيروا فيه الشرقيين الذين اشتركوا معهم ككنيسة واحدة في إصدار القانون النيقوي في مجمع نيقية. وبما أن موضوع الانبثاق الأزلي عويص جداً، فلا يليق بالشرقيين والغربيين أن يحكموا على بعضهم بالهرطقة لعدم اتفاقهما علي الانبثاق الأزلي، مع أنهما يتفقان في عقيدة إرسال الروح من الآب والابن معاً في الزمان. والأولى أن يهتم الشرقيون والغربيون بالخضوع لتوجيه الروح القدس وطاعة إرشاده دائماً.[/SIZE][/B] [/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى