الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2790925, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][SIZE=4][CENTER][CENTER][COLOR=Black][B][SIZE=5]الفصل الثالث عشر[/SIZE][/B][/COLOR][/CENTER] [/CENTER] [B][COLOR=Black][B][SIZE=5]التوحيد والتثليث[/SIZE][/B][/COLOR][/B] [COLOR=Black][B][SIZE=5]1 - هل جاء تعليم التثليث في غير الكتاب المقدس؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* جاء التعليم الخاص باللَّه الواحد المثلث الأقانيم في الكتاب المقدس. وجاء ما يظهر أنه يشبهه من تعاليم الوثنيين القدماء، ظاهرياً فقط لا حقيقةً. ومن ذلك آراء فلاسفة الهنود في برْهَم، وهم يعتقدون أنه جوهر إلهي بسيط غير شاعر بنفسه خالٍ من الصفات، صدر منه ثلاثة آلهة تنوب عنه وتفوق غيرها من الآلهة مقاماً، اسم الأول برهما وهو الخالق أصل كل شيء، واسم الثاني شنو وهو الحافظ لكل شيء، واسم الثالث سيفا وهو المجرِّب. وجاءت في تعليم أفلاطون افتراضات عقلية من جهة اللَّه تشبه قليلاً تعليم الكتاب المقدس في اللفظ لا في المعنى. وهناك الثالوث المصري القديم أوزيريس وزوجته إيزيس (وهي في نفس الوقت أخته) وابنهما حورس. وقد كان هناك زمن لم يكن فيه الابن حورس موجوداً مع والديه. وكل هذه الآراء الوثنية القديمة مختلفة تماماً عن تعليم الكتاب المقدس في التثليث، وهي لا تفسره ولا تؤيده. واللَّه واحد مثلث الأقانيم، أما ثالوث الوثنيين فهو ثلاثة آلهة. [/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]يؤمن المسيحيون باللَّه الواحد، الموجود بذاته، الناطق بكلمته، الحي بروحه.. موجودٌ بذاته (وهذا ما يطلقون عليه الآب) فلا يمكن أن الذي أوجد الموجودات كلها يكون بلا وجود ذاتي. وكلمة «أب» لا تعني التوالد التناسلي، بل تعني الأبوَّة الروحية كقولك إن إبراهيم هو أب المؤمنين.. وهو ناطق بكلمته، ويطلقون عليه «الابن» و«الكلمة». فلا يمكن أن يكون اللَّه الذي خلق الإنسان ناطقاً يكون هو نفسه غير ناطق. وتلقيب المسيح بالكلمة جاء من الكلمة اليونانية «لوجوس» وتعني العقل. فاللَّه خلق العالم بكلمته وعقله. واللَّه وعقله واحد، كما تقول «حللتُ المسألة بعقلي» وأنت وعقلك واحد. عقلك «يلد» فكرة تنفصل عنه وتُنشر في كتاب، وفي الوقت نفسه تكون الفكرة موجودة في عقلك. واللَّه ناطق بالمسيح «كلمته»، الذي هو ابنه (كقولك: الكلمة ابنة العقل، وفي تعبيرنا العربي: لم ينطق ببنت شفة). فالكلمة في العقل، ومع ذلك يرسل العقل الكلمة لتنتشر وتهدي الناس، وهي في الوقت نفسه موجودة في العقل والعقل فيها.. وهو حي بروحه، ويُطلقون على ذلك «الروح القدس» فلا يمكن أن اللَّه الذي خلق الحياة يكون هو نفسه غير حي بروحه. واللَّه وروحه واحد.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]فالمسيحيون يؤمنون باللَّه الواحد، الموجود بذاته، الناطق بكلمته، الحي بروحه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]2 - هل يلزم رفض تعليم مُعلَنٍ من اللَّه لأننا نعجز عن إدراكه؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* لا، لأن عقولنا محدودة، عاجزة بقدر ما عندنا الآن من النور عن إدراك الأسرار الدينية في طبيعة اللَّه. ولذلك يعلن اللَّه لنا في كتابه العزيز بوحي الروح القدس عن شخصه الكريم ما لا يمكن أن ندركه من أنفسنا بقوة عقولنا القاصرة. وليس في هذا الإعلان شيء ضد العقل، ولكنه يسمو على العقل، فينير الروح القدس العقل والقلب ليدرك من الإعلان الإلهي ما يعجز عن إدراكه بالعقل البشري.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وفي الإعلانات الإلهية تعاليم أخرى غير التثليث، كالتجسد والكفارة وحلول الروح القدس فينا وتجديده إيانا وتقديسنا وقيامة الأجساد والحياة الأبدية، وهي أسرارٌ يعجز العقل البشري عن فهمها، لا لسموّها في ذاتها فقط، بل لأن اللَّه جعلها في علمه وحده، واللغة البشرية قاصرة عن إيضاح أسرارها. ولذلك لا يصح أن نرفضها بسبب عدم إدراك كنهها.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ولم ينفِ كتَبة الأسفار المقدسة أن في إعلاناتهم وتعاليمهم أسراراً غامضة لا تُدرك، بل أثبتوا ذلك، فقال موسى: «السرائر للرب إلهنا والمعلَنات لنا ولبنينا» وقال بولس «لأننا نعلم بعض العلم ونتنبّأ بعض التنبّوء» و«إننا ننظر الآن في مرآة في لغزٍ، ونعرف بعض المعرفة». وقال بطرس إن في رسائل بولس أشياء عسرة الفهم يحرّفها غير العلماء وغير الثابتين كباقي الكتب أيضاً لهلاك أنفسهم. «ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء!» فالإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح اللَّه، لأنه عنده جهالة، ولا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يُحكم فيه روحياً. ولا شك أن قبول هذه الأسرار الدينية يستلزم روح التواضع، طاعةً لقول الرسول «إننا نهدم ظنوناً وكل علو يرتفع ضد معرفة اللَّه، ونستأسر كل فكر إلى طاعة المسيح». ولذلك كان استئصال الأسرار من الكتاب المقدس كفراً.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]3 - ما هو هدف تعليم التثليث في الكتاب المقدس؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* هدف اللَّه في كل ما أعلنه للبشر في كتابه أن يخلّصهم وينمّيهم في التقوى. فإنه لم يُظهِر لهم نفسه وصفاته ليعلّمهم عِلماً، بل ليقودهم لمعرفته الخلاصية. فيخطئ من يعتقد أن تعليم التثليث هو تعليم عقلي فقط، لا يؤثر فينا. كما يخطئ من يقول إن الإيمان به واجب لمجرد أنه معلَن في الكتاب المقدس، متناسياً فائدة هذا التعليم في حياته العملية اليومية.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]إن تعليم التثليث جوهري في نظام الفداء، وذو تأثير قوي في قلوب كل المسيحيين بالحق، حتى أن البسطاء منهم يفرحون به فرحاً لا يوصف، فإنهم إذ آمنوا أن اللَّه هو الخالق الحافظ الذي عصوا شريعته، ولا يقدرون أن يوفوا ما عليهم لعدله، ولا أن يجددوا صورته في طبيعتهم الساقطة، آمنوا أيضاً أنه فادٍ إلهي، ومقدِّس إلهي. وهذا يؤكد أن في شعورهم الديني ما يدعوهم إلى تمسكهم بتعليم التثليث. فلو كان هذا التعليم عقلياً فقط لما بقي في اعتقاد الكنيسة كلها بالرغم من عمقه وغرابته عن جميع التعاليم البشرية.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]4 - ما هو ملخص تعليم الكتاب المقدس في التثليث؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* ملخصه أنه لا يوجد إلا إله واحد فقط، ومع ذلك فإن لكل من الآب والابن الروح القدس صفات اللاهوت وحقوقه. وبالتفصيل نقول:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) إنه لا إله إلا الإله الوحيد السرمدي الحقيقي. ومن نصوص الكتاب على وحدانية اللَّه «اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد» (تث 6: 4). «هكذا يقول الرب ملك إسرائيل وفاديه رب الجنود: أنا الأول والآخِر ولا إله غيري» (إش 44: 6). وقال المسيح إن أعظم الوصايا هي »الرب إلهنا رب واحد« (مر 12: 29). «أنت تؤمن أن اللَّه واحد. حسناً تفعل» (يع 2: 19). ومن وصايا اللَّه العشر التي تتضمن خلاصة الناموس الأخلاقي للدينين اليهودي والمسيحي الوصية الأولى والعظمى منها: «لا يكن لك آلهة أخرى أمامي». وكل تعليم يضاد ذلك خاطئ.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) لكلٍّ من الآب والابن والروح القدس ما للآخر من الألقاب والصفات الإلهية (إلا ما كان خاصاً بالأقنومية) ويستحق كلٌّ منهم العبادة الإلهية والمحبة والإكرام والثقة. فيتضح من الكتاب المقدس لاهوت الآب كما يتضح لاهوت الابن، ويتضح لاهوت الروح القدس كما يتضح لاهوت الآب والابن.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) ليست أسماء أقانيم الثالوث الأقدس (الآب والابن والروح القدس) أوصافاً لعلاقات مختلفة بين اللَّه وخلائقه، على ما زعم البعض ككلمة «خالق» و«حافظ» و«منعم». ومن إعلانات الكتاب التي تثبت ذلك: (أ) يقول كلٌّ من الآب والابن والروح القدس عن نفسه: «أنا». (ب) يقول كلٌّ منهم للآخر: «أنت» ويتحدث عنه بضمير الغائب «هو». (ج) يحب الآب الابن، والابن يحب الآب، والروح القدس يشهد للابن.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]فيظهر من ذلك أن بين كل منهم والآخر من العلاقات ما يدل على تمييز الأقنومية، وأنه يوجد إلهٌ واحد فقط في ثلاثة أقانيم، وهم الآب والابن والروح القدس.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]5 - ماذا يتضمن تعليم التوحيد والتثليث معاً؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* يتضمن ما يأتي:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) وحدانية اللَّه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) لاهوت الآب والابن الروح القدس.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) الآب والابن والروح القدس أقانيم يتميز كل منهم عن الآخر منذ الأزل وإلى الأبد.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) إنهم واحدٌ في الجوهر، متساوون في القدرة والمجد.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](5) بين أقانيم الثالوث الأقدس تميُّز أيضاً في الوظائف والعمل، لأن الكتاب يعلّم أن الآب يرسل الابن، وأن الآب والابن يرسلان الروح القدس. ولم يُذكر أن الابن يرسل الآب ولا أن الروح القدس يرسل الآب أو الابن، مع أن الآب والابن والروح القدس واحدٌ في الجوهر ومتساوون في القدرة والمجد.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](6) تُنسب بعض أعمال اللاهوت إلى الآب والابن والروح القدس معاً، مثل خلق العالم وحفظه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](7) تُنسب بعض الأعمال على الخصوص إلى الآب، وغيرها إلى الابن، وأخرى إلى الروح القدس. مثال ذلك ما قيل إن الآب يختار ويدعو، وإن الابن يفدي، وإن الروح يجدد ويقدس (أف 1: 3-14).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](8) تُنسب بعض الخواص إلى أقنوم من الثالوث دون الآخرين، كالأبوّة إلى الآب، والبنوّة إلى الابن، والانبثاق إلى الروح.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]فإن قيل إن هذا التعليم فوق إدراكنا، قلنا: ذلك لا ينفيه، كما لا ينفي ما يشبهه من الحقائق العلمية والدينية. وإن قيل إن جوهراً واحداً ذا ثلاثة أقانيم مُحال، قلنا: هاتوا برهانكم على هذا! وإن عقولنا القاصرة لم تُخلق مقياساً للممكن وغير الممكن لِما هو فوق إدراكها. وحسناً قيل: »البحث في ذات اللَّه كفر«. وقال علي بن أبي طالب: »القول بأن اللَّه واحد على أربعة أمور. وجهان لا يجوزان على اللَّه، ووجهان ثابتان له. (1) فمن قال إن اللَّه واحد وقصد باب العدد، فهذا غير جائز، لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب العدد. (2) ومن قال إن اللَّه واحد وأراد النوع أو الجنس فقوله باطل، لأن اللَّه منزَّه عن كل نوع وجنس. إنما الوجهان الصحيحان فهما: (1) القول بأن اللَّه واحد أحد منفرد عن الأشياء منزَّه عنها. (2) وبأنه لا ينقسم في وجود أو عقل أو وهم. فكذلك اللَّه ربنا«.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ونحن لا نعتقد أن اللَّه ثلاثة أقانيم بمعنى أنه ثلاثة جواهر، لأن كلمة «أقنوم» لا تعني جوهر. فالمقصود هنا بالجوهر الذات الواحدة، فهو عبارة عن الوحدة اللاهوتية. والمقصود بالأقنوم واحدٌ من الآب والابن الروح القدس، فهو عبارة عن الامتياز في ذلك الجوهر الواحد. لكن كلمة الأقنوم (كسائر الكلمات البشرية) قاصرة عن إيضاح تلك الحقيقة الإلهية، أي أن اللَّه ثالوث في الأقنومية وواحد في الجوهر. فليس لكلمة «أقنوم» في اللغة البشرية معنى كمعناها الخاص في التعبير عن الثالوث الأقدس، لأن المقصود بتلك الكلمة في غير الكلام على التثليث شخص متحيز بحيّز، منفرد عن غيره كيوحنا مثلاً. والمقصود بها في الكلام عن الثالوث غير ذلك التعيين، أو استقلال الأقنوم عن الجوهر. فأقانيم الثالوث هي واحدٌ في الجوهر، أي له ذات واحدة كقول القانون الأثناسي: «هكذا الآب إلهٌ، والابن إلهٌ، والروح القدس إلهٌ. ولكنهم ليسوا ثلاثة آلهة بل إله واحدٌ. وهكذا الآب رب، والابن رب، والروح القدس رب، ولكنهم ليسوا ثلاثة أرباب بل رب واحد». فإذا قلنا ثلاثة أقانيم بشرية أشرنا إلى ثلاثة أفراد معيَّنين في وحدة نوعية، أي إلى ثلاثة أشخاص من البشر لهم طبيعة واحدة نوعية. ولكن إذا قلنا ثلاثة أقانيم إلهية أشرنا بذلك إلى اتحاد جوهري، أي إلى ثلاثة في طبيعة واحدة لا نوعية بل جوهرية، أي في الذات الواحدة. فأقانيم اللاهوت هي في جوهرٍ واحدٍ فردٍ، لا في جوهرٍ واحد نوعي. فالتعدد الأقنومي في اللاهوت لا يلحق الجوهر، بخلاف التعدد الأقنومي في البشر، لأنه في البشر يقوم بتعدد الجوهر والأقنوم معاً. فكل من الآب والابن والروح القدس هو باعتبار أقنومه في الذات الواحدة، ولكلٍ منهم جوهر اللاهوت الواحد بلا انقسام ولا انفصال.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ونحن نسلّم بأننا لا نقدر أن نوضح بالتفصيل كل المقصود في كلمة «أقنوم» ولا حقيقة العلاقة التي بين الأقنوم والجوهر. وعجزنا هذا غير مقصور على تعليم التثليث لأن معظم ما نعرفه من جميع الأمور المادية والروحية ليس هو إدراك الجوهر، بل معرفة صفاته وخواصه. ومن باب أولى يصح هذا القول من جهة اللَّه الذي لا نعرف حقيقة جوهره ولا أسراره الجوهرية مطلقاً. بل أقصى ما نعرفه هو صفات ذلك الجوهر الذي نسمّيه بالروح المجرد. وقد اعترض البعض أن التثليث يستلزم انقسام جوهر اللَّه إلى ثلاثة أقسام، وهو باطل، لأنه ناشئ عن تصوّر جوهر اللَّه أنه مادي وله صفات مادية. وأما الروح فلا يقبل الانقسام مطلقاً. ولما كان العقل البشري عاجزاً عن إدراك جوهر اللَّه، يبطل حكمنا باستحالة أنه في ثلاثة أقانيم، لأننا نكون قد حكمنا بمداركنا المحدودة على ما هو فوق إدراكنا، وما هو خارج دائرة معرفتنا.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]6 - ما هي القضايا الرئيسية التي يجب النظر فيها في إثبات التثليث؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* هي:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) وحدانية اللَّه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) أقنومية المسيح ولاهوته.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) أقنومية الروح القدس ولاهوته.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) تعليم الكتاب المقدس عن وجود إله واحد في ثلاثة أقانيم.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](5) إيضاح ما أعلنه اللَّه في كتابه من العلاقات بين الأقانيم الثلاثة.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وقد بحثنا وحدانية اللَّه في فصل 10 وفي هذا الفصل س 8. وسنبحث أقنومية المسيح ولاهوته في الفصل التالي (14) ولاهوت الروح القدس في فصل 15. ونتكلم هنا في القضيتين الرابعة والخامسة. ويتوقف البرهان التام على الثالوث الأقدس على إثبات لاهوت كل من الآب والابن الروح القدس، مع وحدة اللاهوت. ولذلك لا نورد في هذا الفصل كل الأدلة على هذا الأمر الخطير بل يجب دراسة فصلي 14 و15 في لاهوت المسيح ولاهوت الروح القدس. ومتى تحققنا أن كلاً من الآب والابن والروح القدس إلهٌ واحدٌ لم تكن النتيجة إلا إثبات تعليم التثليث.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]7 - كيف تثبت تعليم التثليث من الكتاب المقدس؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* يتحدث الكتاب عن أن اللَّه واحد، ولكنه يقول أيضاً إن الآب هو اللَّه، وإن الابن هو اللَّه، وإن الروح القدس هو اللَّه. فلا بد إذاً أن يكون اللَّه واحداً، ذا وحدانية جامعة وليس ذا وحدانية بسيطة. في الوحدانية البسيطة يكون الواحد واحداً، أما في الوحدانية الجامعة فإن الثلاثة يمكن أن يكونوا واحداً.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ولا نقرأ أبداً في الكتاب أن اللَّه هو المسيح، لأن هذا القول يعني استبعاد الآب والروح القدس من الألوهية. ولكن الكتاب يعلّمنا أن المسيح هو اللَّه، وأن اللَّه هو الآب والابن والروح القدس، في وحدة جامعة.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ولم يرد تعليم وحدانية اللَّه وتميُّز الأقانيم أحدها عن الآخر ومساواتها في الجوهر وعلاقة أحدها بالآخر في الكتاب المقدس جملة واحدة بالتصريح بل في آيات متفرقة. غير أن جوهر هذه الأمور منصوص عليه من أول الكتاب لآخره. ومن الأمور التي تثبت صحة هذا الاعتقاد:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) وجوده في الإعلانات المتتابعة وانجلاؤه بالتدريج. ففي سفر التكوين تلميحات لتعليم التثليث لا تُفهم جلياً إلا في نور إعلاناتٍ جاءت بعدها، كورود اسم اللَّه «إلوهيم» بصيغة الجمع، والضمائر التي تعود إليه في هذا السفر بصيغة الجمع كقوله «لنصنع الإنسان على صورتنا» وأقوال أخرى مثله (تك 1: 26 و3: 22 و11: 7 وإش 6: 8). وهذا وحده لا يثبت تعليم التثليث. ولكن إذا قارنّاه بآياتٍ أخرى متتابعة نرى أن في اللاهوت ثلاثة أقانيم ويتضح لنا أن هذه الأقوال توافق تعليم الثالوث الأقدس ومبنيّة عليه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ونرى في أسفار الكتاب الأولى تمييزاً بين «يهوه» و«ملاك يهوه» وأن لهذا الملاك ألقاباً إلهية وعبادة إلهية، ومن أسمائه أيضاً «الكلمة» و«الحكمة» و«ابن اللَّه». وأقنوميته ولاهوته واضحان، لأنه «منذ القديم» و«منذ الأزل» و«الإله القدير» و«رب داود» و«الرب برّنا» الذي سبق الوعد بولادته من عذراء، ويحمل خطايا كثيرين (تك 31: 11، 13 و48: 15، 16 ومز 45: 6، 7 و110: 1 وإش 9: 6، 44: 6، 7، 24 وملا 3: 1). [/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وجاء في الأسفار المقدسة أن روح اللَّه هو مصدر الحكمة والنظام وحياة الكون، وأنه يُلهم الأنبياء ويعطي القوة والحكمة للرؤساء والقضاة ولشعب اللَّه، وأنه يعلّم ويختار ويحزن ويغتاظ. ومن كلام الرسل يظهر أنه إله يستحق العبادة، وأنه يمنح بركات ثمينة. وقال المسيح عن الروح إنه أقنوم معروف متميز إذ وعد تلاميذه أنه يرسله إليهم معزياً لينوب عنه، ويعلّمهم ويقويهم، ويبيّن لهم أنه يجب عليهم أن يقبلوه ويطيعوه (تك 1: 2 و6: 3 ومت 12: 31 ولو 12:12 ويو 15: 26 و16: 7، 13، 14 وأع 5: 3-9 و16: 6، 7 ورو 8: 9 و1كو 12: 11 و2كو 3: 17 وغل 4: 6، وفي 1: 19 و1بط 1: 11). وهكذا نرى أن إعلانات هذا السر التي كانت أولاً مبهمةً أخذت تنجلي تدريجياً حتى اتضحت في الإنجيل، وصارت إيمان جميع المؤمنين.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) ما جاء بروح النبوَّة في إشعياء 48: 16 وتحقق على لسان المسيح بخصوص تجسّده: «منذ وجوده أنا هناك، والآن السيد الرب أرسلني، وروحه».[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) ما حدث وقت معمودية المسيح، فقد خاطبه الآب وحل عليه الروح القدس مثل حمامة. وهذا يرينا الآب والابن والروح القدس في وقتٍ واحدٍ معاً (مت 3: 16، 17 ولو 3: 21، 22). [/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) ما جاء بخصوص المعمودية، فقد أمر المسيح أن يتعمّد المؤمنون «باسم» الآب والابن والروح القدس، وليس «بأسماء» أي باسم الإله الواحد الثالوث الأقدس. وهذا يدل على أقنومية كلٍ منهم ومساواتهم. ويستلزم اعترافنا هذا أننا مكلَّفون بعبادتهم والاعتراف بهم علانية (مت 28: 19). [/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](5) البركة الرسولية، وهي طلب نعمة المسيح من المسيح ومحبة الآب من الآب وشركة الروح القدس من الروح القدس. فكلمات هذه البركة تتضمن الإقرار بأقنومية كلٍ من الآب والابن والروح القدس وألوهيتهم (2كو 13: 14 و1بط 1: 2 ويه 21).[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5] (6) وفي الليلة التي أُسلم فيها المسيح تحدث إلى الآب، ووعد التلاميذ أن يرسل لهم الروح القدس (يو 14-16). فأوضح بذلك أقنوميته كابنٍ للَّه، وألوهية كلٍ من الآب والابن والروح القدس.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وهذه الأدلة ليست الأساس الوحيد لإيمان الكنيسة بالتثليث، فهو مؤسس على الخصوص على ما يعلّمه الكتاب (أ) في وحدانية اللَّه و(ب) في أقنومية الآب والابن والروح القدس وألوهية كل منهم. وخلاصة ما حصَّلته الكنيسة من تعليم الكتاب هو وجود إلهٍ واحد في جوهر واحد وثلاثة أقانيم متساوين في المجد، ولكل منهم صفات اللاهوت.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]8 - ما المقصود بوحدانية اللَّه، وهل في تلك الوحدانية ما يمنع أن اللَّه واحد في ثلاثة أقانيم؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* تظهر وحدانية اللَّه بوضوح من: (أ) تعليم الكتاب في طبيعته وصفاته، لأن الكون لا يسع آخر نظيره، ولا لزوم لغيره، فهو غير محدود في القدرة والحكمة وسائر صفاته. و(ب) من الأدلة الكثيرة على أن الكون تكوّن بفعل عقل واحد وقصد واحد، وهو أعظم وأوضح تعاليم الوحي. وكان حفظ تعليم الوحدانية بين البشر من أهم مقاصد اللَّه في دعوة إبراهيم، وسنّ شريعة موسى، وجعل اليهود شعبه الخاص. وهذا عينه هو قصد العهد الجديد.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]أما المقصود بوحدانية اللَّه فهو أنه لا إله غيره، أي هو الوحيد في مقامه. وهذه الوحدانية لا تمنع أنه في ثلاثة أقانيم هم واحدٌ في الجوهر. ولا هي وحدة مادية، بل المقصود بها الدلالة على أنه لا يوجد له نظير في الألوهية مطلقاً، وأن له جوهراً واحداً غير مقسوم إلى آلهة كثيرة. وذلك لا يمنع أنه في ثلاثة أقانيم. على أننا لا نعني أنه ثلاثة بنفس معنى القول إنه واحد، بل إنه ثلاثة بمعنى، وواحد بمعنى آخر، أي ثلاثة في الأقنومية وواحد في الجوهر. وهو الإله الوحيد في الكون.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وإذا قيل ليس في الكون كائن آخر هو واحد وثلاثة معاً بهذا المعنى، أجبنا إن هذا صحيح. ولما كان اللَّه فريداً في الكون في طبيعته وصفاته، كان ممكناً أن يتميز عن كل ما سواه في كيفية وجوده، كما يمتاز في صفاته السامية.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]9 - كيف تبرهن تعدد الأقانيم في اللَّه من استعمال اسم اللَّه بصيغة الجمع في العهد القديم؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* الكلمة العبرانية المُستعملة اسماً للَّه في العهد القديم هي «إلوهيم» بصيغة الجمع، ولكن صفاته تجيء حيناً بالمفرد وحيناً بالجمع، وكذلك الأفعال المسندة إليه والضمائر التي تعود إليه. وقد ورد مثل هذا في الكتاب مع غير اسم «إلوهيم» فقيل «ليفرح إسرائيل بخالقه» (مز 149: 29) وأيضاً «لأن بعلك هو صانعك رب الجنود اسمه» (إش 54: 5). ففي العبارة الأولى كلمة «خالق» في العبرانية بصيغة الجمع، وكذلك الكلمة المترجمة «بعلك» و«صانعك» في العبارة الثانية. وأغرب ما جاء من هذا القبيل في الكتاب المقدس قول موسى «اسمع يا إسرائيل الرب إلهنا رب واحد» (تث 6: 4). فكلمة «إله» في هذه الجملة هي بصيغة الجمع، مع أن المقصود بهذه العبارة إعلان وحدانية الرب. وقد استخدم اللَّه ضمير الجمع لنفسه في قوله «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» (تك 1: 26). «هوذا الإنسان قد صار كواحدٍ منا» (تك 3: 22). «هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم» (تك 11: 7). «من أُرسل، ومَن يذهب من أجلنا؟» (إش 6: 8). وفي الاقتباس الأخير يخاطب اللَّه إشعياء بصيغة المفرد »أرسل« ثم بصيغة الجمع »لأجلنا«.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وقال البعض إن اللَّه قصد في ذلك تعظيم نفسه كما كان الملوك يفعلون، وهو قول خطأ، بدليل ما بيَّنه علماء اللغات القديمة أن تلك العادة لم تكن معروفة قديماً بين ملوك الشرق، ويؤيد ذلك أنه ليس في العهد القديم مثال له، مع أن فيه أمثلة كثيرة لاستعمالهم ضمير المفرد، مثل قول فرعون ليوسف «قد جعلتك على كل أرض مصر» (تك 41:41). وقول نبوخذنصر «فصدر مني أمرٌ بإحضار جميع حكماء بابل قدّامي» (دا 4: 6). وقول داريوس «أنا داريوس قد أمرت، فليُفعل عاجلاً».[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]فيظهر مما تقدم أن في ورود أسماء اللَّه بالجمع، وفي كلامه على نفسه بالجمع إشارة إلى التثليث، الذي كان يتضح بالتدريج في الإعلانات الإلهية، إلى أن تبيَّن تماماً في العهد الجديد.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]10 - هل يمكن توضيح كيفية وجود اللَّه في ثلاثة أقانيم؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* أقصى ما نقوله لتوضيح ذلك هو أنه إعلان إلهي لنا في الكتاب المقدس بعهديه، أنه واحدٌ في ثلاثة أقانيم، كلٌّ منهم يتميز عن الآخر في الأقنومية لا في الجوهر. وهذا يجعلنا نبيّن خطأ تفاسير المعترضين للعقيدة الصحيحة في التثليث لأنها تتعارض مع تعليم الكتاب المقدس في هذا الموضوع.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]11 - ما هي المذاهب التي شاعت في القرون الماضية في توضيح كيفية التثليث، وظهر في نور الوحي أنها خاطئة؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* [I](1) المذهب الأريوسي:[/I] وهو أن الآب هو الأصل، وأن الابن والروح القدس مخلوقان منه، ولو أن لهما المقام الأول بين الخلائق، وطبيعتيهما تشبهان طبيعته. فالرأي الأريوسي ينادي بأن الآب وحده هو اللَّه، وأن الابن والروح القدس لا يشتركان في الطبيعة الإلهية. وهذا يخالف شهادة الوحي. وقد لُخص المذهب الأريوسي بما يأتي: (أ) يتوقف وجود الابن على مشيئة الآب. (ب) ليس الابن أزلياً، فقد مضى زمان لم يكن الابن موجوداً فيه. (ج) خلق الابن من لاشيء. (د) الابن متغيِّر. (هـ) يعود فضل الابن إلى أنه وحده مخلوق من اللَّه، تمييزاً له عن بقية الخلائق التي خلقت به. (و) ليس الابن إلهاً بذاته، لكنه صار بمنزلة إله بسبب ارتقاء طبيعته، وعلاقته بسائر الخلائق كخالق وملك يستحق العبادة.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5][I](2) المذهب الشبيه بالأريوسي:[/I] وهو أن الآب وحده هو الإله الأصلي الواجب الوجود القائم بذاته، وأن الابن والروح القدس يشبهانه في الجوهر لكنهما ليسا من نفس جوهره، ولا كل منهما قائم بنفسه، بل وُجدا بقدرته وبمشيئته. ولو أن وجودهما كان منذ البدء مثل وجوده، لكن ذلك لا يجعلهما بالضرورة مثله. فهذا الرأي يقول إنه يوجد ثلاثة آلهة لا إله واحد. وهو مرفوض بنص الكتاب على أن الابن والروح القدس مساويان للآب في القدرة والمجد، وإن الثلاثة هم إله واحد فقط. وقد لُخص مذهب الشبيه بالأريوسي بما يأتي: (أ) يتوقف وجود الابن على مشيئة الآب. (ب) ليس الابن من جوهر الآب بل من جوهرٍ آخر. والظاهر أنهم اعتقدوا وجود جوهر متوسط بين الجوهر الإلهي والجوهر المخلوق. (ج) الابن أدنى من الآب ليس في الوظيفة والرتبة فقط بل في الطبيعة أيضاً. (د) مع أن الابن أدنى من الآب إلا أنه كان مصدر حياة الخليقة (أي الخالق). (هـ) خلق الابنُ الروحَ القدس.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5][I](3) مذهب سَبَلّيوس:[/I] وهو أن التثليث ثلاثة تجليات مختلفة لإلهٍ واحد منفرد الأقنوم، أي أن الكلمات «آب وابن وروح قدس» ليست أسماء أقانيم متميزة بل أسماء مظاهر أقنوم واحد، سُمّي الآب لأنه الخالق، وسُمّي الابن لأنه الفادي، وسُمي الروح القدس لأنه المعزي والمقدِّس. ويظهر بطلان هذا الرأي من نور الكتاب الذي يعلّم التميُّز الأقنومي، ويظهِر ما بين الأقانيم من العلاقة، كالمحبة والإرسال وإجراء الواحد عمله بواسطة الآخر، وعلاقة كل منهم بالآخر وبالبشر، ومعاملة كل منهم المخلوقات معاملة خاصة به. فالاعتقاد أن كل ذلك مبني على مجرد التنوّع في الاسم أو التجليات المختلفة لأهداف متنوعة يجعل حقائق الكتاب أوهاماً! (انظر خر 23: 20 و35: 31 ومز 2: 6 و110: 1 وإش 42: 1 و43: 1 و53: 12 ويو 1:1، 18 و3: 16، 17 و5: 19 و6: 38 و10: 17، 18 و14: 6، 16 و15: 26 و17: 5 و21: 20 و1كو 12: 11 وأف 2: 13 و4: 30 ورؤ 6: 16). ولا يصح الاعتقاد أن تلك الكلمات تدل على مجرد أعمال وتجليات مختلفة، لأن أعمال اللَّه وتجلياته كثيرة لا ثلاثة فقط، فهو الخالق والحافظ والمشرّع والمرشد والحاكم والفادي والمعلم والمقدس والديَّان.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5][I](4) اعتقاد الآلهة:[/I] وهو أن التثليث يدل على ثلاثة آلهة يتميّز كل منهم عن الآخر. ولم تقبل الكنيسة ذلك على الإطلاق، بل اعتبرته من جملة الأضاليل في هذا التعليم.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]إذاً يعلّمنا الكتاب المقدس أن اللَّه واحد في ثلاثة أقانيم، لكلٍ منهم صفات اللاهوت، حتى وجب اعتبارهم إلهاً واحداً في الجوهر لا ثلاثة آلهة.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]12 - هل عدم فهمنا سر التثليث يثبت أنه مستحيل أو أنه ضد العقل السليم، فنرفضه؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* إن صحَّ أن نرفض التثليث لأنه فوق عقولنا، فيلزم أن نرفض غيره من معلَنات اللَّه التي تفوق إدراكنا، مثل عقيدة أن اللَّه قائم بنفسه وأزلي وعلة العلل وغير معلول وموجود في كل مكان في وقت واحد وعالم بكل شيء وبكل ما يحدث منذ الأزل إلى الأبد في كل وقت، وأن علمه لا يقبل الزيادة أو النقصان. فسر التثليث ليس أعظم من أسرار أخرى في اللَّه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]ولما كان يحق للَّه أن يعلن لنا تعليماً دون أن يشرحه بالتفصيل، وكان يجب علينا أن نقبل ذلك منه بالتواضع والإيمان القلبي، وجب أن نقبل تعليم الثالوث كما نقبل تعليم الوحدانية بدون تفسير كيفيته بالتفصيل. وكلام الكتاب المقدس في هذه المسألة يمكننا من رفض التفاسير الكاذبة أو الناقصة في موضوع التثليث. أما إدراك حقيقة التثليث والاطلاع على غوامضه والتمكن من إيضاحه فلا تتم إلا بواسطة النور السماوي المعلَن في كلمة اللَّه، وتوضيح الروح القدس، اللذَيْن يشرقان على عقولنا المظلمة بنعمة اللَّه «وليس أحد يقدر أن يقول إن يسوع رب إلا بالروح القدس» (1كو 12: 3). [/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]وما نراه من فرقٍ في خواص الأحياء من الأدنى إلى الأعلى يحملنا على القول إن الحياة التي هي أسمى من حياة البشر تمتاز عنها في خواصها. فحياة الإنسان أعلى من حياة البهائم، وحياة الملائكة أعلى من حياة الإنسان. فإذاً من مقتضيات العقل السليم أن حياة اللَّه تمتاز عن حياة المخلوقات. فلا يوجد إذاً ما يمنعنا عقلاً عن القول بالامتياز الأقنومي في الجوهر الواحد، لأنه هو ما تمتاز به حياة اللَّه عن كل ما سواها في الكون. وهذا هو مدلول الإعلانات الإلهية في تعليم ثلاثة أقانيم في جوهر واحد.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]13 - هل للتثليث فائدة خاصة في توضيح غيره من تعاليم الدين المسيحي؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* توضح عقيدة التثليث تعاليم أخرى منها:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) إنه يرفع شأن اللاهوت ويوضح كمالاته، فالتوحيد دون التثليث يحصر اللاهوت ويجعله في غاية الانفراد، خالياً من كل موضوع للمحبة أو من إمكان المعاشرة أو من خواص السعادة التامة. فالواحد الفرد من كل وجهٍ لا يقدر أن يحب غير نفسه، وليس في محبة النفس سعادة تامة. فنرى في تشاور الأقانيم الثلاثة واتحادها، ومحبة أحدها للآخر ما يجعل في اللاهوت كل مقتضيات السعادة الأزلية. ولو لم يكن اللَّه واحداً في ثلاثة أقانيم لما كان له سوى مخلوقاته لتكون موضوع محبته! فقد التزم منكرو التثليث أن يجعلوا الخلق لازماً لكمال سعادة اللاهوت، أو أن يفرضوا أن اللَّه لم يكن وحده منذ الأزل، أو أن العالم أزلي على رأي مؤلّهي الكون. أما الكتاب المقدس فيعلن وجود اللَّه الواحد بأقانيمه الثلاثة منذ الأزل، ويجعله كاملاً في نفسه شاملاً كل لوازم السعادة التامة.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) التثليث وسيلة إعلان اللَّه نفسه للخليقة، فكل من الآب والابن الروح القدس إله من جوهر واحد. فالابن يعرف اللَّه كمال المعرفة ولذلك يقدر أن يعلنه بكماله بناءً على معرفته التامة به. والروح القدس من جوهر اللاهوت ولذلك يقدر أن يعلن اللاهوت لأرواح البشر. فبواسطة الأقانيم الثلاثة يقترب اللاهوت تماماً من المخلوقات المحدودة. ولولا هذا الاقتراب لكان اللَّه بعيداً عنا، محجوباً عن إدراكنا، منفصلاً عن اختبارنا، وما كان للدين المسيحي ما يميزه عن غيره من الأديان في وضوح إعلانه للاهوت، وبيانه الصفات الإلهية لقلوب البشر.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) التثليث وسيلة لإتمام اللَّه عمل الفداء بكل لوازمه. فالابن، الأقنوم الثاني، تجسد وأعلن وكفَّر وشفع فينا، ورتّب كل وسائط التبرير والمصالحة والخلاص. ولا يقدر من هو أدنى من اللَّه نفسه أن يفعل ذلك، لأن اللَّه وحده يقدر أن يصالحنا مع اللَّه. وكذا يُقال في عمل الروح القدس، الأقنوم الثالث، فإنه وحده يقدر أن يجدد قلوبنا ويطهرها وينير عقولنا ويقربنا من اللَّه ويقدسنا التقديس اللازم للدخول لحضرة اللَّه والعيشة السماوية الطاهرة. فمن يكفّر عن خطايانا غير الابن الإله؟ ومن يقدسنا غير الروح القدس الإله؟ فالأقنوم الثاني والثالث يقرّباننا إلى الأقنوم الأول ويُعدّاننا للحياة الأبدية مع اللَّه. فلو كان اللَّه واحداً بمعنى ينفي التثليث لم يصح أن يكون مخلِّصاً ومقدِّساً وقاضياً معاً، بطريقةٍ تدبّر فداء الخاطئ من لعنة الشريعة، وإفساد الشر، والهلاك الروحي، وعناد العصيان القلبي على اللَّه.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](4) يجعل التثليث اللَّه مثالاً للحياة البشرية في ما يتعلق بالمعاشرة الحبية والشركة والأُلفة والأُنس، وذلك بمعاشرة الأقانيم الثلاثة معاً بالمحبة والألفة والاتحاد. فنرى حقيقة الأبوّة في الأقنوم الأول، والبنوة في الأقنوم الثاني. وفي هذه العلاقة المتبادلة ما يرفع شأن العلاقة الأبوية والبنوية بين البشر، ويُقدِّرنا على التمثُّل بحياة اللاهوت، ويميّز جنسنا عن غيره من الخلائق تمييزاً سامياً. فلو جردنا اللاهوت عن كل شعورٍ بالمحبة للغير، جعلناه قوة مجردة، وسلبناه صفة الأُلفة الحبية، إلا فيما يتعلق بالمخلوق الأدنى عن حياة اللاهوت، وفصلناه عمّا هو أعلى ما تمتاز به حياتنا، وهو محبة بعضنا البعض.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]14 - هل يمكن شرح التثليث بتمثيله بأمور طبيعية أو أحوال بشرية؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* حاول البعض ذلك، ولو أنه لا يوجد مثَلٌ واحد يوضح الحقيقة كلها. فكم بالحري لو كانت الحقيقة هي اللَّه الحق! ومن الأمثلة الإنسان، فهو واحد وحدانية جامعة، لأنه مكوَّن من عقل وجسد وروح. ومن الأمثلة النفس، لها عقل ومشاعر ومشيئة. ومنها الشجرة وهي ذات أصلٍ وساقٍ وزهرٍ. ومنها المكعب وهو واحد ذو ثلاثة أبعادٍ. ومنها الشمس وهي قرص وضوءٌ وحرارة. ومنها الفاكهة وهي حجم ورائحة وطَعمٌ. ومنها الماء وهو سائل وبخار وجامد.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]غير أن هذه الأمثلة لا تفي بالمقصود، وتبدو متناقضة. فالإنسان، وإن كان مركباً من عقل وجسد وروح، إلا أن هذه الثلاثة ليست جوهراً واحداً بل ثلاثة جواهر. ومثَل النفس، من أن العقل والمشاعر والمشيئة هي قوى مختلفة لنفسٍ واحدة، لأن الشخص متى افتكر يستعمل عقله، ومتى أحب يستعمل مشاعره، ومتى شاء يستعمل مشيئته. فلا تشابه بين هذا وتثليث أقانيم الجوهر الواحد. وكذلك في مثَل الشجرة، فالأصل والساق والزهر ثلاثة أجزاء لشيء واحد. وهكذا نقول في البقية. والحق أنه ليس للتثليث نظير بين جميع المخلوقات التي نعرفها نحن. ولا عجب، لأنه ليس كمثل اللَّه شيء مطلقاً في الكون.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]15 - ما هي الأسباب التي أوجبت زيادة إيضاح التثليث؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* (1) لزوم صياغته بعباراتٍ قانونية منعاً للالتباس: ما ذكرناه في تعليم التثليث هو خلاصة ما في الكتاب المقدس وما يعتقده كل المسيحيين، ولكنه في قواعد إيمان الكنيسة أطول من ذلك، لأن الكتاب المقدس يعلّمنا الحقائق بطريقة بسيطة توافق احتياجاتنا الدينية، فقد يحدث أن الشعب المسيحي يقبل عقيدة ما مدة طويلة قبلما يتم تسجيلها في قوانين إيمان الكنيسة مع توضيح معناها وعلاقتها بالعقائد الأخرى. فقد قبلت الكنيسة تعليم التثليث مدةً، ثم أخذت في التأمل فيه لتدرس كل ما يشتمل عليه من التعليم، ولتختار الكلمات المناسبة للتعبير عنه منعاً للتناقض والإبهام. وقد دفعها إلى هذا أيضاً ورود الهرطقات، واختلاف الألفاظ بين المؤمنين الذي أدى إلى الجدل والنزاع، فاتفقوا على الكلمات والعبارات التي تفيد المعنى المطلوب وتنفي الالتباس.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) لزوم تفنيد الأضاليل: أجمع جمهور المسيحيين على أن الإله الحقيقي تجسّد في المسيح بناءً على ما أظهره من المجد والقوة والسلطان، وأن الآب هو أيضاً الإله الحقيقي، والروح القدس كذلك. وتحققوا من الكتاب المقدس أن لا إله إلا الإله الواحد، فعسُر عليهم التوفيق بين التوحيد والتثليث. وندر في الكنيسة من أنكر لاهوت المسيح ليتخلص من هذه الصعوبة. فأخذ بعض معلمي الكنيسة يستعينون بالآراء الفلسفية الشائعة في تلك الأيام ليثبتوا التثليث ويشرحوه. ولكن تلك الآراء، مع أنها كانت تعظم المسيح فوق جميع الخلائق وتنسب إليه أعمالاً إلهية، جعلت لاهوته أقل من لاهوت الآب، فرفضتها الكنيسة. وذكرنا أشهر الآراء المضادة لتعليم الكتاب في التثليث (سؤال 11). وها هي بالاختصار:[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](أ) اعتقاد الوحدانية وإنكار التثليث. ومن أصحاب هذا الرأي من قال إن المسيح ملاكٌ أو مجرد إنسان، كالأبيونيين وبعض اليهود المتنصرين. ومنهم من حسب المسيح مجرد إنسان لكنه متعلم من اللَّه ومسترشَد من الروح القدس ومفوَّض السلطان على العالم بعد صعوده جزاءً على فضله وأمانته، كالسوسينيين والعقليين الذين حذوا حذوهم، وأنكروا لاهوت المسيح وحسبوه إنساناً فقط فائق الفضل والصلاح.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](ب) اعتقاد التثليث وإنكار التوحيد، أي أنه يوجد ثلاثة آلهة لا إله واحد. وأصحاب هذا الرأي قليلون جداً في تاريخ العالم.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](ج) اعتقاد مشابهة كل من الأقانيم الثلاثة للآخر في الطبيعة، غير أن الآب رئيس، والابن والروح القدس خاضعان له لأنهما منه، وهو علة وجودهما. ومن أصحاب هذا الرأي بعض الآباء الذين حضروا المجمع النيقوي، وهو الرأي المعروف بالشبيه بالأريوسي.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](د) اعتقاد وحدانية اللَّه، واعتبار الأقانيم الثلاثة مجرد تجليات له لأهداف مختلفة. والتثليث (في رأيهم) أمر وهمي، واللَّه باعتبار أنه الخالق سُمي الآب، وباعتبار أنه الفادي سُمي الابن، وباعتبار أنه العامل في قلوب البشر لتجديدهم وتقديسهم سُمي الروح القدس.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]صحيح أن أصحاب هذا الرأي اعتقدوا أن للمسيح وللروح القدس لاهوتاً تاماً، لكنهم أنكروا أقانيم اللاهوت الأقدس، وقالوا إن الآب والابن والروح القدس أقنوم واحد متنوع الأسماء بالنظر إلى كيفية تجليه في العالم وفي تاريخ الكنيسة. ولكن هذا الرأي رُفض لتناقضه الواضح مع الكتاب المقدس الذي يعلّم صريحاً أن بين الأقانيم الثلاثة تميُّزاً واضحاً. ومن أشهر تابعيه سَبَلّيوس الذي عاش في مصر نحو سنة 250م.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](هـ) اعتقاد لاهوت الآب ورياسته، وأنه خلق الابن والروح القدس، وفوَّض لهما خلق العالم بواسطة الابن الذي تجسّد أخيراً وتمم عمل الفداء، واستخدم الروح القدس ليتمم مقاصده. ومن زعمائه أريوس الإسكندري (وُلد نحو 250م) ولذلك نُسب المذهب إليه. وقد أنكر أريوس أزلية المسيح والروح القدس ولاهوتهما التام، وأنكر أنهما والآب واحدٌ، وقال إنهما أول الخلائق وأعظمها. غير أنه سلّم أن اللَّه خلق العالم بواسطة الابن. وقد علّم بهذه الآراء بعض اللاهوتيين والمعلمين، ولكن أغلب علماء الدين رفضوها، لأنهم بنوا إيمانهم على نص الكتاب الصريح وما اصطلح عليه آباء الكنيسة في العبادة الجارية في الكنائس. فجميعهم تعمدوا باسم الآب والابن والروح القدس، وجميعهم خاطبوا الآب في الصلاة على أنه خالقهم وأبوهم، والمسيح على أنه فاديهم، والروح القدس على أنه معزيهم ومقدسهم، فأحبوا وعبدوا الواحد كالآخر. ولكن لما كان عدم الاتفاق بين المعلّمين (وإن لم يؤثر ذلك في إيمان الكنيسة) شراً في نفسه، وقد أحدث اضطراباً، أمر الإمبراطور قسطنطين سنة 325م بانعقاد المجمع الأول في مدينة نيقية برجاء أن تُجمِع الكنيسة على صياغة هذه الحقيقة الجوهرية صياغةً يقبلها المسيحيون جميعاً.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5] 16 - لماذا انعقد مجمع نيقية؟[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5]* انعقد لثلاثة أهداف :[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](1) إزالة الاختلاف الذي حدث في الكنيسة بخصوص الألفاظ المستعملة للتعبير عن الثالوث الأقدس.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](2) الرد على الضلالات في بعض أجزاء الكنيسة بخصوص هذه المسألة.[/SIZE][/B][/COLOR] [COLOR=Black][B][SIZE=5](3) تحديد نص عقيدة التثليث لتشمل كل التعليم الجوهري في الكتاب المقدس، موافقاً للوحي الإلهي ولاعتقاد المؤمنين.[/SIZE][/B][/COLOR] [/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى