الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2790918, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][COLOR=Black][SIZE=4] [B][B][SIZE=5]اللَّه قدوس[/SIZE][/B][/B] [B][SIZE=5]49- ما معنى القداسة في الكتاب المقدس، وما معنى قداسة اللَّه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* إذا كان الموصوف بالقداسة مكاناً أو زماناً أو إرادة أو شيئاً آخر من المواد كالزيت واللحم والمذبح، كان المقصود بها تخصيص ذلك الموصوف لخدمة اللَّه وإفرازه لتلك الخدمة. وإذا كان الموصوف بالقداسة خلائق عاقلة كالكهنة والأنبياء وشعب اللَّه دلت على الإفراز والتخصيص، ودلَّت أيضاً بالضرورة على الكمال الأخلاقي فيهم، لأنهم عاقلون. وإذا وُصف اللَّه بالقداسة كان المقصود طهارته الأخلاقية الروحية وخلوّه التام من كل ما ينافي القداسة في الفكر والفعل.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقد تُطلق القداسة على مجده الأخلاقي كما هو ظاهر في جميع صفاته الكاملة (مز 22: 3 و98: 1 وإش 6: 3 ورؤ 4: 8).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وبناءً على ذلك نقول إن المقصود بقداسة اللَّه كمالاته الأخلاقية وطهارته وخلوه التام من كل نقص أخلاقي. «ليس قدوس مثل الرب» (1صم 2:2) أي ليس أحد طاهراً بالتمام وغير محدود في كماله الأخلاقي إلا اللَّه. وكثيراً ما سُمي اللَّه «قدوساً» ووُصف بالقداسة، فقيل «علّوا الرب إلهنا واسجدوا في جبل قدسه، لأن الرب إلهنا قدوس» (مز 99: 9). «من لا يخافك يا رب ويمجد اسمك، لأنك وحدك قدوس» (رؤ 15: 4). وقداسة اللَّه غير المحدودة هي الصفة التي يُبنى عليها إكرامه بنوع يفوق ما يُبنى ذلك الإكرام على قدرته وعلمه، حتى أن كلمة «قدوس» تُستعمل أحياناً بمعنى صاحب الكرامة. والملائكة الذين يهتفون نهاراً وليلاً قائلين: «قدوس قدوس قدوس رب الجنود» يعبِّرون بذلك عن إحساسات كل خلائق اللَّه العاقلة غير الساقطة، وينظرون إلى كمال طهارته. وهو نار آكلة لأنه قدوس، ولما تأمل النبي في قداسته قال: «ويل لي! إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عينيَّ قد رأتا الملك رب الجنود» (إش 6: 5).[/SIZE][/B] [B][B][SIZE=5]اللَّه عادل[/SIZE][/B][/B] [B][SIZE=5]50- ما معنى العدل في الكتاب المقدس؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* جاء «العدل» في الكتاب المقدس بمعنى عام للدلالة على الكمال الأخلاقي، مرادفاً لكلمة «بر». وجاء أيضاً بمعنى خاص للدلالة على الاستقامة التي تنفي الجور والظلم. واللَّه عادل بالمعنيين، فبالمعنى الأول، يختلف العدل عن القداسة (سؤال 49). وبالثاني يُنسب العدل إلى اللَّه ليصف تصرفه مع خلائقه العاقلة، فهو حاكم عادل، وشرائعه مقدسة عادلة صالحة يجريها بدون محاباة ولا تردد. وهو الديان الذي يجازي كل واحد حسب أعماله، لا يدين البريء، ولا يبرِّر المذنب، ولا يعاقب بأشد مما يجب.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]51- إلى كم قسمٍ قَسَم اللاهوتيون عدل اللَّه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* قسمه بعضهم إلى قسمين: (1) العدل المطلق وهو كمال اللَّه الأخلاقي غير المحدود، ويرادفه كلمة «بر». و(2) العدل النسبي، وهو عدل اللَّه في معاملته الأخلاقية لخلائقه باعتباره ملكهم وحاكمهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقسمه آخرون إلى قسمين آخرين: (1) العدل الظاهر في سلطانه وإجراء حكمه في الكون باعتباره الملك. و(2) عدله الظاهر في دينونته للخطاة ومجازاته للأبرار باعتباره الديان. فبالأول يسن الشرائع ويتسلط على كل أعمال الملائكة والبشر، وبالثاني يكافئ أو يعاقب كل واحدٍ حسب استحقاقه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]52- اذكر بعض النصـوص الإلهية على عدل اللَّه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* جاء في الكتاب أنه ملك عادل وديان، ومنه القول «حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر: أن تُميت البار مع الأثيم، فيكون البار كالأثيم. حاشا لك! أديان كل الأرض لا يصنع عدلاً؟» (تك18: 25). «اللَّه قاضٍ عادل» (مز 7: 11). «يدين المسكونة بالعدل والشعوب بأمانته» (مز 96: 13). «العدل والحق قاعدة كرسيه» (مز 97: 2 وأيضاً مز 71: 15 و19: 9 و145: 17 و119: 144 وعز 9: 15 ورؤ 16: 7). ويثبت الكتاب على الدوام أن اللَّه عادل، مع أننا نرى في الحياة الحاضرة عدم المساواة في معاملته للبشر، فأحياناً ينجح الشرير ويتألم البار. غير أن اللَّه يؤكد لنا أنه يرسي قواعد عدله في كل معاملاته لخلائقه، ويبين للكون أنه بار في كل طرقه، وقدوس في كل أعماله.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]53- ما هي المسألة التي يهمنا البحث فيها في شأن عدل اللَّه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* هي: هل يعاقب اللَّه المذنب وفقاً للعدل لأن العدل يطلب ذلك ولأن الخطية تستحق العقاب، أو هل يعاقب لغرضٍ آخر؟ وبما أن كل إنسان يعرف أنه أثيم، وبما أن الشعور بالذنب عام ودائم، تكون العلاقة بين عدل اللَّه باعتباره دياناً وقصاص الخاطئ موضوعاً يهم كل لاهوتي.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]54- ماذا قيل في عدل اللَّه العقابي وفي الأسباب التي توجب قصاص الخطية؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* أنكر البيلاجيون والسوسينيون وغيرهم العدل العقابي (انظر فصل 7 س 3-12)، وقالوا إن اللَّه يعاقب الخاطئ ليصلح أمره ويقوده للتوبة، ولأجل خير البشر عموماً، أو ليمنع امتداد الشر بفصل الخطاة عن الأبرياء. فتحوَّل عدل اللَّه عندهم إلى واسطة للإصلاح أو عمل الخير أو منع الشر. والصواب هو أن اللَّه يعاقب الخاطئ لأنه يستحق العقاب الذي يطلبه العدل.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]55- ما هي الأدلة على عدل اللَّه العقابي؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) نصوص الكتاب المقدس على أن اللَّه ديان عادل لا يتردد في حكمه (تك 18: 25 وخر 34: 7 ومز 5:5 و50: 6 و94: 2 و96: 13 وإش 51: 4، 5).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) نصوص الكتاب على بغض اللَّه للخطية (تث 4: 24 ومز 5: 4، 6 و7: 11 و45: 7 وأم 11: 20 إر 44: 4 وإش 61: 8).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) شهادة الشريعة الأخلاقية التي تعبر عن حكم اللَّه في الخطية، ومطالبه المبنية على صفات الطبيعية. فنتعلم من تلك الشريعة لزوم العقاب (خر 20: 5، 7، 20 ورو 1: 18، 32 و2:2، 12 و3: 19 و5: 12 وغل 3: 10) وأن الطبيعة الإلهية تنظر إلى الخطية بغضب شديد، وأن اللَّه لا يمكن أن يتغاضى عن قصاص الخاطئ. وتؤيد ذلك الشريعة الطقسية التي طالبت بالذبائح الدموية التي نرى منها أن الغفران للخاطئ يتوقف على عقاب خطيته في ذبح الحيوان الذي حمل عقاب الخطايا عنه (عب 9: 22). ونتعلم أيضاً أنه لا بد من تنفيذ شريعة اللَّه (مت 5: 17، 18 ولو 24: 44 ويو 7: 23 و10: 35 ورو 10: 4).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) شهادة موت المسيح كفارة عن الخطية (إش 53: 5-11 ورو 3: 24-26 وغل 3: 13، 14 و1بط 3: 18) فهي توفي العدل الإلهي حقه بذبيحة المسيح. فالكفارة ضرورية إكراماً للعدل الإلهي، لا لمجرد تأثيرها في الإنسان كقوله «ليكون باراً ويبرر من هو من الإيمان بيسوع».[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) شهادة العقل والضمير البشري عند شعوره بالخطية، لأنه يحكم سريعاً بأنها تستحق العقاب. وقد تشتد إحساسات الأسف والندم في الإنسان حتى تلقيه في اليأس، فبعض المجرمين لا يقدرون أن يحتملوا الشعور بالذنب فيعترفون ويقدمون أنفسهم للعقاب الذي يفرضه القانون. ونعرف من الاختبار أن اعتقادنا بكفارة المسيح لأجلنا والاتكال عليه يمنحان الضمير سلاماً. ومن أحكام العقل البشري أن كل أثيم يستحق العقاب.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ومما يشهد لحكم طبيعة الإنسان بوجوب العدل العقابي الذبائح الدموية الجارية في كل القرون بين جميع الشعوب، والوسائل المتنوعة للتكفير عن الخطية من أعمال النُّسك والتقشف. ونجد في كل اللغات البشرية كلمات تدل على استحقاق الخطية للعقاب، لأنها خطية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ويشهد العقل البشري أيضاً أن العقاب الذي يكون بدون استحقاق هو من باب الظلم ولو قُصد به الخير العام، لأن قتل الإنسان لأجل الخير العام هو خطية خطيرة لا يُجيزه إلا استحقاق المذنب.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]56- ما هو الاعتراض على القول إن اللَّه عادل لذلك يعاقب الخاطئ، مع أن البشر يغفرون لبعضهم ولا يعاقبون، وما هو الجواب عليه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* اعتُرض على وجوب عقاب اللَّه للخاطئ بحسب العدل العقابي بالقول إن القضاة البشريين والآباء والمعلمين يقدرون أن يغفروا الخطية ويتركوا القصاص أحياناً إذا أرادوا، ولا يكون في هذا تحقير للعدل. فكيف لا يقدر اللَّه أن يصفح عن الخطية بدون عقاب؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]فنجيب: يختلف حكم اللَّه على الخليقة عن حكم البشر في ثلاثة أمور:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) ليس على البشر مسؤولية عظمى في عقاب الخطية، بل عليهم مسؤولية ثانوية. ويطلب البشر عقاب المذنب لخير المجتمع، ولمنع امتداد الشر. وأما الانتقام فهو للرب، كما قيل «لي النقمة أنا أجازي قول الرب» (رو 12: 9 وتث 32: 35، 36). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) حكم اللَّه لا يتغير في صفاته ومبادئه خلافاً لحكم البشر، فإذا كفَّ البشر عن إجراء العقاب كان ذلك ممكناً أحياناً بدون تحقير لشأن القاضي أو المعلم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) اللَّه يعرف كل شيء وهو خبير بأسرار القلب، فلا يُخشى من خطإٍ في توقيع عقابه، لأنه دائماً عادل. وأما البشر فلا يعرفون الأفكار الحقيقية ولا انفعالات قلب المذنب، فيضطرون أحياناً أن يخففوا العقاب لئلا يظلموا المخطئ. وجواز صفح البشر أحياناً عن الذنب لا يعني أن اللَّه يفعل ذلك في حكمه العادل. فالعدل الإلهي هو طلب طبيعة اللَّه الطاهرة أن تعاقب الخطية، فاللَّه طاهر إلى غير نهاية، ولا يتغير، فلا يمكن أن يهمل العقاب على الإثم إلا بإهانة العدل. وعدله منزَّه عن أن يكون نتيجة الغضب أو الهوى، ولا يُقصد به سوى إكرام الشريعة، لا التشفّي. وعقابه ليس استبداداً بل هو العمل الحق. فغضب اللَّه ليس نفسانياً بل هو ما يقتضيه عدله، وحكمه على الخاطئ لا يخرج عن دائرة الوجوب، فلا يتغير.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]57 - برهِن أن إصلاح الخاطئ ليس هو الغاية الأصلية من قصاصه. [/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* توهَّم البعض أن غاية قصاص الخاطئ هي إصلاحه، بدليل أن الأب يؤدب ابنه لخيره، والآب السماوي يضرب أبناءه بعصا التأديب لبنيانهم. وللرد نقول: هذا تأديب لا عقاب، لأن العقاب هو استيفاء العدل حقه، والتأديب والعقاب متباينان في الغرض. والأدلة على ذلك ما يأتي:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) يعاقب اللَّه الأشرار بسبب غضبه، أما تأديبه لشعبه فهو بسبب محبته. فبين الأمرين فرق ظاهر، لأن اللَّه يعاقب الأشرار غير التائبين ليُظهر عدم رضاه بهم، ويستوفي حقوق عدله. وأما التائبون المتبررون ببر المسيح المؤمنون المتجددون فيؤدبهم ليقرِّبهم إليه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) تبيِّن نتيجة العقاب أن الغرض فيه ليس خير المذنب. فالطوفان وانقلاب سدوم وعمورة وخراب أورشليم، وعقاب الملائكة الذين سقطوا لم تكن مفيدة للذين هلكوا.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) يعلمنا الكتاب المقدس والاختبار أن آلام العقاب لا تُحدِث بذاتها إصلاحاً إلا إذا رأى المتألم أن اللَّه يرسلها كأبٍ ليظهر محبته فتكون لإصلاحه وتقديسه. ولكن إذا رأى أن اللَّه يرسلها كديان ومنتقم وهي علامة الغضب والانفصال عن اللَّه، زاد قلبه قساوةً وتمرداً. ومن ذلك قول بولس إن الناس ما داموا في الجسد يعاندون اللَّه بشرورهم، وتحت الدينونة، فإنهم يثمرون أثماراً للخطية لا للَّه حتى يتصالحوا معه ويتأكدوا من محبته. وقول يوحنا في رؤياه إن الأشرار يعضّون ألسنتهم من الوجع ويجدّفون على إله السماء دون أن يتوبوا عن أعمالهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) شعور البشر هو أعظم برهان على أن غرض العقاب هو إيلام المذنب وضرره لا خيره ونفعه، فقد أجمع الناس على الانتقام من الأشرار، وغاية الانتقام ليست خيراً. نعم إن طباعنا (بسبب قسوتها) لا تنتبه لما تستحقه شرور الأثمة ما دامت قليلة الضرر، ولكن إذا زادت شرورهم استيقظت تلك الطباع من غفلتها وصرخت طالبة عقاب المذنب، وليس ذلك لخيره ولا لنفعه بل للانتقام منه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5] 58- ما هو الرد علي الذين قالوا إن الداعي للعقاب هو منع امتداد الشر، فلا يجوز أن يُعاقب المذنب إلا لهذا الغرض؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* الاعتقاد أن غاية العقاب هو في منع امتداد الشر وإصلاح المذنب يجعل العدل من أعمال الخير والرحمة، كأن الرحمة والعدل صفة واحدة في طبيعة اللَّه، وكأن العدل لا يُجرَى إلا كواسطة لعمل الخير. نعم إن العدل يُنتج خيراً ويؤدي للسعادة، غير أن السعادة العامة والخير العام ليسا الغرض الأصلي في إجراء العدل، بل هما نتيجته. والقول إن غرض العدل هو منع امتداد الشر مبني على مبدإٍ فاسد وهو أن السعادة هي أعظم خير، ولذلك لا يطلب العدل إلا كل ما يؤدي للسعادة، حتى أن القصاص جائز لهذا الغرض فقط. وكذلك لا يجوز إجراء العدل إلا إذا أدى للخير والسعادة. والصواب هو أن القداسة هي أعظم خير لا السعادة، وأن الخطية هي أعظم شر لا الشقاوة. ولذلك يوجب العدل القصاص على الخطية، ويتميَّز عن الرحمة، لأن الغرض في تنفيذه ليس السعادة وفعل الخير، بل إجراء ما تستحقه الخطية من العقاب. ولنا خمسة أدلة على بُطل ذلك:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) شعور كل الناس يخالف ذلك. لأن كل إنسان يعلم أن الصلاح والعدل في قلبه ليسا صفة واحدة بل صفتين متميزتين، الأولى منهما تحثنا على فعل الخير، والثانية تنبئنا بوجوب عقاب المذنب. فمتى تأملنا في الذنوب لا نسأل عن نتيجة قصاص مرتكبها ولا نفتكر فيها، بل نحكم طبعاً أن الشرير يستحق العقاب لأنه أثيم. وتعلمنا ضمائرنا دائماً أن عقاب البريء ولو كان لأغراض حسنة أو خيرية هو من باب الظلم، ولا يقبله الضمير الصالح مطلقاً. ومن المعلوم أن غريزيات طبيعتنا الأخلاقية تعلن جلياً طبيعة اللَّه التي تستحق كل الاحترام، فإن كان العدل والصلاح فينا صفتين متميزتين فهما كذلك في اللَّه. وإن كنا اتِّباعاً للطبيعة التي غرسها اللَّه فينا نحكم أن المذنب يستحق العقاب لمجرد ذنبه بدون نظر للنتيجة. فلا بد أن اللَّه يحكم كذلك.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) ما وجده كل الناس من أنفسهم في هذا الأمر وجده أيضاً الذين استناروا بالروح القدس. فإن الروح يحرك الناس أحياناً وينبه أفكارهم لخطيتهم وللخطر الذي يهددهم. وحينئذ تظهر المشاعر الأصلية التي غرسها اللَّه في طبيعة الإنسان، فالذي يشعر بعظمة خطيته يسلم نفسه للحكام ليعاقبوه، وكثيراً ما يعذِّب الناس نفوسهم ليُسكِتوا تأنيبات ضمائرهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ثم إن شعور الناس بما يطلبه العدل من العقاب ليس مكتسباً من مجرد التربية، بل هو طبيعي في كل إنسان، ويتضح ذلك من لغات البشر فإنها جميعاً تميز بين العدل والصلاح. وهذا التمييز اللغوي بالكلمات دليل على وجود المعاني التي تشير إليها. ولنا أيضاً في تواريخ الشعوب ما يثبت عموم الشعور بما يطلبه العدل، فهي تُظهر أن الناس يطلبون على الدوام عقاب المذنبين، ويلومون الذين يُعفونهم من العقاب. وتؤكد لنا الطقوس الدينية المستعملة في كل الأرض للتكفير عن الخطية وتسكيت ضمائر الناس الحقيقة نفسها، فكل ذبيحة تقدمت عن الخطية، ودخان كل مذبح صعد إلى السماء في جميع القرون في كل أقطار المسكونة يؤكدان ما يشهد به العقل والكتاب المقدس، وهو أن عدل اللَّه هو غير رحمته.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) قصاص الخطية وفقاً للعدل هو من مقتضيات قداسة اللَّه، لأنه لما كان اللَّه قدوساً واجب الكمال إلى غير نهاية، فإن طبيعته تبغض الخطية لأنها رديئة في ذاتها. واللَّه يعاقب الخاطئ لهذا السبب بدون نظر إلى نتيجة عقابه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) يُظهِر اقتران الشقاوة بالخطية أن اللَّه يبغض الخطية، كما أن اقتران السعادة بالقداسة يُظهر رضاه بالقداسة. وهذا الترتيب الإلهي يبرهن أن الخطية شريرة في ذاتها، وأن مرتكبها يستحق العقاب، لأن شريعة اللَّه تعلن طبيعته بإعلانها أوامره وسوء عاقبة مخالفيها. فالأوامر تظهر قداسته، وعقاب مخالفيها يظهر عدله، وكلاهما لا يتغيران. ولما كانت أجرة الخطية هي الموت كان الموت استحقاق فاعلها عدلاً، وكان رفعه عن المذنب مضاداً للعدل.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) يُثبت تعليم الكفارة في الكتاب المقدس أن الخطية تستلزم العقاب، لأنه يعلمنا أن الخطية لا تُغفر إلا إذا استوفى العدل الإلهي حقه، وأن المسيح قُدم كفارةً لينال العدل حقه «لأنه إن كان بالناموس بر فالمسيح إذاً مات بلا سبب». «لأنه لو أُعطي ناموس قادر أن يحيي لكان بالحقيقة البر بالناموس». فإن قيل: إن هذا التعليم يجعل اللَّه مضطراً، بسبب عدله العقابي، أن يعاقب الخاطئ بحسب عدله، يكون اللَّه غير مقيَّد بشيء خارج عن كمالاته وخواص طبيعته، ويكون استيفاء حقوق عدله متفقاً مع حريته، بل هو مثل قولنا إن اللَّه لا يقدر أن يخطئ لأنه قدوس لغير نهاية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]59 - ما هي بركات تعليم العدل العقابي للمؤمن؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* الفرح والطمأنينة، لأنه يبرهن أن العدل استوفى حقه بذبيحة المسيح، فلا شيء من الدينونة يقع عليه بعد، فيتأكد خلاصه من الخطية لأن العدل لا يطلب العقاب بعد الكفارة، واللَّه لا يتقاضى أجرة الخطية مرتين. ويصير الغفران والخلاص من باب العدل بناء على كفارة المسيح الكاملة، وبناءً على المواعيد الإلهية.[/SIZE][/B] [B][B][SIZE=5]اللَّه صالح[/SIZE][/B][/B] [B][B][SIZE=5]60 – ما هو معنى صلاح اللَّه؟[/SIZE][/B][/B] [B][SIZE=5]* هو مَيْل اللَّه لفعل الخير والمحبة والرحمة والنعمة. فهو يفعل الخير مع كل كائن حي، ويبدي المحبة لكل ذي عقلٍ فيميل إليهم ويرضى بهم عند توبتهم. ويقدم الرحمة والنعمة للمتضايقين والمذنبين والخطاة والذين يستحقون الدينونة. وتتضمن الرحمةُ والنعمةُ الشفقةَ واللطفَ وطولَ الأناة والميل للغفران. ومحبة اللَّه القدوس للخطاة هي أعجب صفات الطبيعة الإلهية. وهدف الفداء هو أن يُظهر هذه المحبة «ليُظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح» (أف 2: 7). ويظهر الصلاح الإلهي للإنسان بالمحبة والرحمة. فالمحبة مصدر الفداء، والرحمة تنفيذه. فكل من يطلب نصيباً من محبة اللَّه ورحمته يجب أن يطلبه بواسطة الفداء بالمسيح، فقد عيَّن اللَّه الفداء طريقاً تصل به الحياة الروحية وجميع بركاتها إلى البشر.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]61 - ما هو الدليل على صلاح اللَّه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* صلاح اللَّه لخير الجميع واضح في كل العالم، فهو لم يوجد شيئاً من الحياة إلا جعل له نصيباً في السعادة، وليس في الكون ما هو لمجرد تسبيب الألم. وما أكثر الوسائل التي دبرها اللَّه ليوصّل خليقته للسعادة القصوى. وقد أظهر اللَّه صلاحه لمن لا يستحقونه لأنه أعدَّ لهم فداءً «لأنه هكذا أحب اللَّه العالم حتى بذلك ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به» (يو 3: 16). «في هذا هي المحبة: ليس أننا نحن أحببنا اللَّه، بل أنه هو أحبنا وأرسل ابنه كفارة لخطايانا» (1يو 4: 10). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5]62 - ما هو تعليم الكتاب المقدس في محبة اللَّه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* يعلمنا الكتاب المقدس أن اللَّه محبة، وأنه يحب البشر جميعاً. ويجب أن نميّز بين المحبة كصفة ذاتية تختص بطبيعة اللَّه، والمحبة الظاهرة في أعمال رحمته وصلاحه على البشر. فالأولى مصدر الثانية ومستقلة عنها، فإن اللَّه كان محبةً قبل أن يخلق البشر. لكن تلك المحبة الذاتية الأصلية كانت بين أقانيم الثالوث الأقدس، فكل أقنوم يحب الآخر منذ الأزل. وظلت تلك المحبة الأزلية مقصورة على التمتع بالكمالات الإلهية إلى أن خلق اللَّه الخلائق العاقلة، فأدركت أعمالُ صلاحه وخيرُه ورحمتُه الخلائقَ كلها بحسب احتياجهم. ولما سقط الإنسان ظهرت المحبة في النعمة الفائقة للخطاة في تدبير فدائهم وتقديسهم ومنحهم الخيرات الروحية. ولم تكتفِ بذلك بل طلبت أن تهب للمخلوق نصيباً من الصفات الإلهية عينها. فالمحبة من أخص صفات الطبيعة الإلهية منذ الأزل وإلى الأبد، وقد صارت أيضاً من أخص إعلانات طبيعة اللَّه للبشر في أعمال الخير والرحمة خاصةً عمل الفداء (مز 103: 13، وخر 34: 6 و1يو 4: 7-11 ومز 145: 8، 9 و33: 5 و52: 1 و103: 8 و108: 4 و118: 29 ومز 136 ويع 5: 11 و2بط 3: 15 ورو 5: 8 ويو 3: 16 و1يو 3: 1).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]63 - ما هي الأدلة على أن صلاح اللَّه ظاهر في عمل الفداء؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* لما كان اللَّه برحمته ونعمته ومحبته الفائقة قد أعدَّ الفداء لجنسنا الساقط، كان ذلك برهاناً على صلاحه غير المحدود، ومما يزيد ذلك إيضاحاً القضايا الآتية:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) شقاوة الإنسان هي نتيجة خطيته التي يكرهها اللَّه القدوس.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) الشقاوة التي نتخلص منها بالفداء عظيمة، والسعادة التي نحصل عليها به كاملة وسامية وأبدية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) يهتم اللَّه بخلاص الإنسان الساقط لأنه يحبه، ولو تركه للَّهلاك كما ترك الملائكة الساقطين لكان عادلاً في ذلك.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) الإنسان قبل تنويره وإعادته إلى اللَّه عديم الشكر، يواظب على الخطية والعصيان بالرغم من رحمة اللَّه وشفقته.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) قدم اللَّه ابنه الحبيب للعار والآلام وتنازل بإرسال الروح القدس ليخلِّص أناساً أشقياء لا يستحقون خيراً.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](6) اتَّفقت حكمة اللَّه مع قدرته في تدبيرٍ عجيب ليوفّق بين حقه ومحبته، وبين عدله ورحمته في خلاص البشر. وهذا يبرهن لنا صلاح اللَّه في عمل الفداء، وهو ما لا نقدر أن ندركه هنا، وسنظل نتعجب منه بدون انقطاع إلى الأبد. والغرض الأعظم من عمل الفداء ليس سعادة المفديين بل قداستهم واقتداؤهم بمن هو قدوس بلا نهاية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]64 - ما هو الرد على الذين قالوا إن طلب اللَّه سعادة خلائقه هو البرهان الأعظم لصلاحه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* لا نقدر أن نجزم بمقاصد اللَّه وأغراضه بدون إرشاد الوحي. ويقول كتاب اللَّه إن أعظم ما يرغبه اللَّه لخلائقه العاقلة هو قداستهم وسعادتهم. وإعطاء القداسة المقام الأول أقرب لروح الكتاب المقدس لأن القداسة تنشئ أعظم سعادة. فسعادة الخلائق العاقلة هي من أهداف اللَّه في خلقهم وعنايته بهم في زمن الامتحان والتأديب. ولا شك أن صلاح اللَّه يظهر في هذا الدهر في أنه يعطي أولاده كل ما يحتاجونه من السعادة، وبإتمام مقاصده فيهم التي منها:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) إظهار مجده ببيان كمال صفاته كأب محب وحاكم بار وديان عادل.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) نموّهم في الفضائل الأخلاقية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) بلوغهم أخيراً أعلى درجة من القداسة التامة والسعادة العظمى في حضرته الإلهية.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5] 65- وضّح خطأ من يقولون إن كل صفات اللَّه مجموعة في الصلاح ومنحصرة فيه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* أخطأ البعض في قولهم إن صلاح اللَّه هو صفته الوحيدة، وكل ما سواه من الصفات الإلهية يُظهِر صلاحه بطرق متنوعة. فيكون عدل اللَّه في عقاب الخطية من صلاحه. ويسندون رأيهم هذا على الزعم أن العدل العقابي يناقض الصلاح، وأيضاً على آيات الكتاب التي توضّح عظمة محبة اللَّه، ومنها «اللَّه محبة».[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وللرد على ذلك نقول: إذا فسّرنا هذه الآية بمعنى أن اللَّه محبة لا غير، يصحّ كذلك أن نفسر آيات أخرى مثل «إلهنا نار آكلة» أن اللَّه عدل لا غير، وكذلك يجوز تفسير القول «إن اللَّه نور» بمعنى أن له المعرفة أو الحكمة لا غير! وهذا خطأ، لأننا يجب أن نفسّر الكتاب باعتبار وحدة التعليم وكماله، لا بفصل عباراته والنظر إليها منفصلة عن بعضها. وقد أوضحنا أن العدل لا يناقض الصلاح، بل بالعكس! فلو كان اللَّه ناقصاً في العدل لما كان كاملاً في الصلاح.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]66 - ماذا يُقال في محاولة البشر التوفيق بين وجود الخطية في العالم وصلاح اللَّه وقداسته؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* اجتهد الناس في كل القرون في التوفيق بين أمرين: (أ) وجود الخطية والمصائب في العالم، و(ب) أن اللَّه إله القداسة والصلاح، وغير محدود في الحكمة والقدرة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ولما كان البشر محدودي التفكير وقصار النظر كان يجب عليهم أن يتركوا هذا السؤال للَّه ذاته ليجاوب عنه، لأنهم لا يقدرون أن يطلبوا من اللَّه أن يبرر ما عمله، كما أن الطفل لا يعرف أن يحكم على أعمال والديه. فكان الأَوْلى بنا أن نكتفي بأن ديَّان كل العالم يصنع العدل. ولكن بما أن الكفرة على الدوام يقدمون وجود الشر برهاناً على التناقض في حكم اللَّه، وبما أن هذا الأمر يعثر بعض المؤمنين، وجب أن نتكلم فيها ليسكت الذين يقدمون في أجوبتها أقوالاً خاطئة في حقيقة الخطية وطبيعة اللَّه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]67 - ما هي أشهر المذاهب الخاطئة التي حاولت التوفيق بين وجود الخطية وصلاح اللَّه، وما هو الرد عليها؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* (1) رأي الذين أنكروا وجود شرٍ في العالم، وقالوا إن ما سُمي بذلك يُقسَم إلى مصائب وخطية، وكلتاهما ليست شراً. أما المصائب فلأن الألم شرط ضروري لحفظ صحة الأجساد وإصلاح الأخلاق، فهو خير لا شر. وأما الخطية فلزعمهم أن ما نسميه خطية هو ليس خطية، لكنه عدم بلوغ الكمال، وناشئ عن أننا محدودون، ولا يخلو من ذلك إلا من هو غير محدود. وكما أن قِلّة جمال ونفع بعض الأشجار، ونقص قيمة النبات عن الحيوان والبهائم عن الإنسان ليس خطيةً، هكذا عدم وصول بعض الناس إلى النضوج في العقل والقداسة الذي يصل إليها غيرهم ليس خطية. [/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقولهم هذا خاطئ بقسميه! أما خطأ قولهم إن المصائب ليست شراً، فلأن مقدار الألم في العالم يزيد كثيراً على ما يقتضيه الهدف الذي ذكروه. وهو مع ذلك كثير الأنواع، وعام يصيب الأخيار والأشرار والأطفال والبالغين. فكيف يمكن أن يكون مع كل هذا ليس شراً؟ وأما خطأ قولهم إن الخطية هي عدم نضوج، فلأن الأوامر والنواهي تتعلق بالمستطاع للإنسان وعدم النضوج ليس كذلك.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وقال آخرون إن ما يسميه الناس خطية هو شرط ضروري لإظهار الفضيلة، فلا يمكن إظهار القوة إلا بمقارنتها بالضعف، ولا إظهار الراحة إلا بمقارنتها بالتعب، فلا فضيلة إلا في مواجهة شرٍ تقدر على مقاومته وغلبته.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) قال البعض إن وجود الخطية شرط ضروري لإظهار أعظم خير للخليقة، فالخطية في ذاتها شر، ولكنها بالنظر إلى نتائجها خير. وحالة العالم بها أفضل من حالته بدونها، فإن أكل الحيوان الكبير الحيوان الصغير (مثلاً) شر في ذاته، لكنه ضروري لحياة النوع الأعظم من الحيوانات، فهو خير. وقطع عضوٍ من الجسد شر في ذاته، ولكنه إذا كان ضرورياً لحفظ الجسد كله فهو خير. والحروب في ذاتها شر عظيم، ولكنها وسيلة لحفظ حرية الناس السياسية والدينية، فهي خير للعالم. وعلى هذا النسق لا تكون الخطية شراً، لأنها الوسيلة الضرورية لإيجاد أعظم خير للبشر. ووجودها لا يشين صلاح اللَّه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وهذا القول ضعيف وناقص من وجهين: (أ) إنه يحدد قوة اللَّه غير المتناهية، إذ يلزم عنه أن اللَّه لا يقدر أن يصنع خيراً إلا بواسطة الشر. (ب) أنه يجعل السعادة هدف الخليقة، فالخطية (بحسبه) لا تُحسب شراً إذا كانت نتيجتها السعادة. وهذا يناقض الكتاب المقدس الذي يجعل مجد اللَّه هدفاً أعظم لوجود العالم، ويخالف شهادة الكتاب وشعور الناس الباطني أن القداسة خير أعظم من السعادة. ولكن بحسب هذا القول لا يكون للقداسة فضل إلا إن كانت وسيلة للسعادة، ويكون أن كل ما يؤدي للسعادة ليس حراماً![/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) قال غيرهم إن الخطية شر، لكنهم قالوا إن اللَّه لا يقدر أن يمنع حدوثها في النظام الأخلاقي الحاضر. فكان عندهم رأيان فاسدان وهما: (أ) إن اللَّه لا يقدر أن يحقّق قداسة خلائقه ما لم ينزع منهم الإرادة الحرة، ولا يقدر أن يخلق مكلّفين ذوي إرادة حرة إلا بأن يجعلهم مستقلين عنه. وهذا التعليم يناقض تعليم الكتاب المقدس، فلم يتمسك به إلا قليلون، لأن الكتاب يقول إن قلوب الناس في يد اللَّه وهو يحوّلها كالأنهار، وإنه يجعل شعبه منتدَبين في يوم قوته (يتطوعون في قوة)، وإنه يعمل فيهم ليريدوا ويعملوا من أجل المسرة. وهو يتضمن المواعيد أن اللَّه يعطي التوبة والإيمان، ويجدد القلب، ويحفظ المؤمن من السقوط. ولذلك رفضت الكنيسة هذا الرأي.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]68 - ما هو تعليم الكتاب المقدس في التوفيق بين صلاح اللَّه ووجود الخطية؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* لا يوجد في الكتاب عبارات صريحة توفّق بين صلاح اللَّه ووجود الخطية والشقاء، فإن وجود الخطية سبب كافٍ لوجود الشقاء. ولكننا نجهل سبب دخولها في العالم. والذي تحققناه من صلاح اللَّه وقداسته، ومن أمور أخرى كافٍ ليؤكد لنا وجود سببٍ، لو عرفناه لأزال من أفكار الناس الشكوك في صلاح اللَّه وقداسته. غير أنه مع عدم وجود قول صريح في هذا الموضوع في نص الكتاب، لنا ما يكاد يبلغ درجة التصريح. فمن ذلك:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) يصرّح الكتاب أن اللَّه ليس هو أصل الخطية: (أ) يقول اللَّه إنه قدوس «تكونون قديسين لأني قدوس الرب إلهكم» (لا 19: 2 و21: 8 ومز 22: 3 و99: 5 و145: 17 وإش 6: 3 ويو 17: 11 ورؤ 4: 8 و6: 10). (ب) شريعة اللَّه التي حثَّ شعبه على حفظها مقدسة وعادلة وصالحة، تنهى عن كل خطية وشبه خطية. (ج) وعد اللَّه أن يكافئ فاعلي الصلاح بالنعيم الأبدي، وهدد بعقاب فاعلي السيئات. (د) يقول اللَّه إنه لا يُسر بالإثم، وإنه يغضب على الأشرار كل يوم، وإنه يرغب في أن الشرير يرجع إليه ويحيا. (هـ) ما أعدَّه من الوسائط الثمينة المجيدة لتحويل البشر عن الخطية وتخليصهم من عقابها. (و) نسبة أصل شر الإنسان إلى الإنسان نفسه، والقول إن الإنسان مسؤول عنه. «هلاكك يا إسرائيل أنك عليَّ، على عونك» (هو 13: 9). «ارجع يا إسرائيل إلى الرب إلهك لأنك قد تعثّرت بإثمك» (هو 14: 1). «آثامكم عكست هذه، وخطاياكم منعت الخير عنكم» (إر 5: 25). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5]ويؤيد كل ما تقدم شهادة الضمير وتأنيبه للخاطئ على خطيته، ورَفْضه أن اللَّه هو أصل الخطية، وكذلك اختبار البشر العام أن الصلاح ينشئ راحةً وسلاماً وسعادةً، وأن الخطية تنشئ عكس ذلك. ولو كان اللَّه أصل الخطية ويعاقب مرتكبها، لكان هذا يناقض صلاحه وعدله.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) يقول الكتاب إن الإنسان هو أصل شره، ويؤيد ذلك أن الإنسان ذو إرادة حرة، وأنه متى عمل الشر يعلم من نفسه بواسطة حكم ضميره أن ذلك إثم يخالف شريعة اللَّه، وأنه متى عمل الشر لا ينتظر سوى اللوم، ومتى عمل الصالح ينتظر طبعاً مدح الناس.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) يعلّمنا الكتاب أن اللَّه استعمل وسائط كثيرة ليمنع الشر كالوحي، وأرسل ابنه ليكفر عن الخطية، وأرسل الروح القدس ليجدد الخطاة ويقدسهم ويعلمهم الحق، وتدخَّل بعنايته في توضيح فساد الخطية وتأديب الخطاة، ووضع خوف العقاب في قلوبهم وخشية الأضرار الجسدية التي تنشأ عن ارتكاب القبائح. وكل ذلك يوضّح أن اللَّه جعل في حكمه الأخلاقي موانع عظيمة لامتداد الشر، ووسائط فعالة لتخليص البشر منه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) يعلمنا الكتاب المقدس أن هدف اللَّه في الخلق والفداء والعناية هو إظهار مجده وبيان صفاته، وإظهار رحمته ونعمته وعدله.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وخلاصة ما تقدم أن وجود الخطية والشقاء هو بسماح من اللَّه لمقاصد سامية نجهلها في هذا الدهر. غير أننا مع قصر عقولنا نقدر أن نستنتج من ذلك ما هو كافٍ لإسناد إيماننا ويقيننا بحقيقة صلاح اللَّه وحكمته وعدله، بالرغم من وجود الخطية في الكون الذي خلقه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]69 – ما هو الرد على الاعتراض أن اللَّه، لأنه حاكم أخلاقي، يقدر أن يمنع الخطية بوسائط إجبارية، كما يمنع الحاكم الأرضي امتداد الشرور بسجن الأشرار؟ ولما لم يفعل ذلك فإنه غير صالح.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* نعم إن اللَّه يقدر على ما ذُكر لو أراد، ولكن ذلك لا يصح إجراؤه على البشر المخيَّرين المسؤولين في حكومة اللَّه الأخلاقية، لأنها إذ ذاك تتحول إلى حكومة إجبارية. وإليك الطرق التي يمكن تصوُّر فرضها لمنع الشر في الكون:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) عدم خلق الكون وما فيه من خلائق عاقلة. وللرد نقول: نعم إن هذا يمنع وجود الخطية لكنه يمنع أيضاً إظهار مجد اللَّه وعبادته، ووجود المحبة والسعادة والخير. غير أن العقل السليم لا يسلم بمنع الخلق لمنع وجود الخطية![/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) حرمان الخلائق العاقلة من القوى الأخلاقية التي تميز بين الخير والشر وحرية الاختيار. وللرد نقول: ولكن خلوَّها من العقل والضمير العواطف والاختيار وجميع القوى الروحية والأخلاقية يجعلها أدنى مما هي الآن بما لا يوصف، بل يجعلها مثل غير العاقلة ومثل الجمادات من أشجار وجبال وأنهار ووحوش وطيور وأسماك![/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) حفظ الإنسان من التجارب ومن معرفة الشر على الإطلاق، وحفظه (دون اختيارٍ منه) في حالة القداسة التامة. وللرد نقول: ولكن ذلك يخالف النظام الذي استحسنه اللَّه في حكمه الحاضر على الخلائق العاقلة. وتكون القداسة في هذه الحالة سلبية لا إيجابية، لا تسر اللَّه ولا المخلوق، ويكون صاحبها تحت طائلة السقوط عند أول تجربة تهاجمه. ونستنتج من سماح اللَّه بسقوط الملائكة والبشر أنه يطلب القداسة التي تغلب التجارب فتشبه قداسته، ويكون أصحابها أهلاً للمثول لديه، ولخدمته المجيدة. ألم يجعل اللَّه الملائكة في السماء، والإنسان في جنة عدن حين خلقهم في أفضل حال من القداسة التامة وكمال الراحة والسعادة، قادرين على غلبة التجارب والثبات في القداسة؟ ولما كان اللَّه حاكماً أخلاقياً على خلائق عاقلة مُخيَّرة، منح خليقته العاقلة كل ما يعاونها على منع امتداد الشر بينها.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وربما قال المعترض إنه كان يجب على الأقل أن اللَّه يجعل نعمته تؤثر في قلب كل إنسانٍ تأثيراً كافياً يمنعه عن الشر تماماً. فنجيب: إن اللَّه استحسن أن يخلق الإنسان على صورته عاقلاً ومختاراً ومسؤولاً وصاحب ضمير، وأن يصاحبه وأن يعامله معاملة أخلاقية توافق قواه وأحواله (مع أن اللَّه غير مُجبَر على استعمال وسائط النعمة وفعل الروح القدس وتعليم الحق وتأديبات العناية إلى غير نهاية). وقد عيَّن للإنسان ما يكفي من الوسائط الأخلاقية المعلنة في كتابه، وأعماله، والضمير ليحفظه من تسلُّط الخطية عليه، وردعه عن الشر، وخلاصه من عقابه. فإن رفضها الإنسان لا يكون اللَّه مسؤولاً عن هلاكه. وإذا استحسن اللَّه أن يجعل هذه الوسائط فعالة في البعض دون غيرهم، فذلك متروكٌ لمشيئته، ولا يحق لأحد أن يعترض عليه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]وفي كل هذه التصوُّرات يظهر قصور العقل البشري عن إدراك مقاصد اللَّه السامية وأحكامه العالية وصلاحه التام من نحو البشر.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]70 - ما هو الرد على أن وجود الشقاء في العالم يدل على أن اللَّه غير صالح، لأنه كان يجب أن يزيل الشقاء، أو على الأقل يخففه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* نشأ بعض ما في العالم الآن من الشقاء عن الخطية، وبعضه الآخر من اللَّه، بهدف خير البشر ونجاتهم من شقاء أعظم. فلا يصح إطلاق القول إن اللَّه سبَّب الشقاء وإنه يُسر بآلام خلائقه العاقلة. وهذه واحدةٌ من المسائل الصعبة التي تعذَّر على البشر حلها تماماً، لكن نتعلم من الكتاب المقدس ومن الاختبار أن ما في العالم من الشقاء ليس دليلاً على عدم صلاح اللَّه، كما يتَّضح مما يأتي:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) يؤكد ما في العالم من الشقاء الناتج عن الخطايا كراهية اللَّه للخطية وغضبه على الخطاة. فلو عامل اللَّه الأشرار بالرضا، وجعل خطاياهم تنشئ لهم لذةً، وأشبع نفوسهم وأجسادهم من البركات والسرور مكافأة لهم على توغلهم في المعاصي لما تبيّنت لنا قداسته وكراهيته للخطية، ولا رأينا دليلاً على أن اللَّه يقصد أن يدين الأشرار، ولا صدَّق أحدٌ أقواله الكثيرة الصريحة إن للخطية عقاباً.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) الشقاء من الوسائط القوية لإصلاح شؤون الناس، فهو يبيّن حقيقة عذاب الآخرة للبشر، فيردعهم عن المعاصي وعن محبة هذا العالم المهلكة، ويوجه قلوبهم ليطلبوا الراحة الأبدية والسعادة الدائمة.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) الشقاء من وسائط تقليل الخطية، لأنه لولا معاناة البلايا الناتجة من المعاصي لصار عالمنا جهنم على الأرض من طغيان البشر! ألا ترى أن الخوف من الجوع هو دواء مرض الكسل والإسراف، وأن الخوف من المرض والضعف هو من موانع ارتكاب الفحشاء، وأن تأنيب الضمير يقود الإنسان إلى السلوك في سبل الصلاح، والاحتراس من بغض البشر يهذّب أخلاق الإنسان فيستأصل منه القسوة ويربي فيه اللطف. وكثيراً ما يمنع الاتعاظ من مصير السكير والفاسق والقاتل والسارق توغّل البعض في تلك الخطايا.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) الشقاء من الوسائط الفعالة لتنمية الإنسان في الفضائل، لأن الآلام والضيقات تعلّم الصبر والنشاط والتواضع والوداعة والشفقة والمحبة والرقة واللطف. قال يعقوب: «احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة» (يع 1: 2). وكثيراً ما يستعمل اللَّه الآلام ليجهِّز البشر ويؤهّلهم ليقوموا بالأعمال الخيرية العظيمة ويتمموا خدمته بأمانة. ومن أمثلة ذلك موسى ويوسف وداود وبطرس وبولس.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]والخلاصة أن اللَّه كثيراً ما يستعمل الشقاء لأجل خير البشر وتهذيبهم، كما قيل «لأن الذي يحبه الرب يؤدبه». ولذلك يجب على المؤمن ألاّ يحسب يوم بلواه يوماً مظلماً، ويجب أن يتَّكل على صلاح اللَّه، ويجتهد أن يستفيد من بلاياه متيقناً أن اللَّه قصد بها خيره، فإن عدم استفادة البعض من بلاياهم نشأ عن سوء قبولهم إياها، ولكن هذا لا يدل على عدم فائدة البلايا.[/SIZE][/B] [B][B][SIZE=5]اللَّه حق[/SIZE][/B][/B] [B][SIZE=5]71 - ما هي معاني الحق أو الصدق في الكتاب المقدس؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* للحق أو الصدق معانٍ كثيرة منها:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) تمييز الموجود عن الوهمي: كتسمية اللَّه إله الحق لتمييزه عن آلهة الوثنيين، لأنه هو الإله الحقيقي، والأوثان تصوُّرات وهمية لا وجود لها (2أي 15: 3 وإر 10:10 و1تس 1: 9). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) تمييز الكامل عن الناقص وتوضيح كمال الموصوف بها: فقيل إن اللَّه هو الإله الحق، أي الكامل في جميع صفاته الإلهية وغير ناقص في شيء مما يختص باللاهوت (تث 32: 4 ويو 14: 6 و17: 3 و1يو 5: 20).[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) تمييز الصحيح عن الكاذب، وتوضيح أن الموصوف بها باطنه يطابق ظاهره: فقيل إن اللَّه حق لأنه بالحقيقة كما يُظهر لنا نفسه بواسطة أوامره وبما يقوله في ذاته. وقيل في نثنائيل إنه «إسرائيلي حقاً» لأن صفاته تطابق ما تدل عليه هذه التسمية (عد 23: 19 ويو 3: 33 و14: 17 وتي 1: 2 وعب 6: 18). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) تمييز الثابت الدائم عن المتزعزع الزائل والدلالة على الثبات وعدم التغيُّر: فيمكن الاعتماد على ما يقال إنه حق، لأنه لا يزول ولا يتغيَّر ولا يخيّب الأمل (مت 5: 18 و2كو 1: 20 و1يو 1: 9). [/SIZE][/B] [B][SIZE=5]72 - ما معنى القول إن اللَّه حق؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* المقصود به هو المعنيين 3، 4 من إجابة سؤال 71، لأن اللَّه أعلن نفسه لنا بكل صدق، وهو أمين غير متغيِّر، لا ينقض وعده، وكلمته ثابتة دائماً. وهذا هو أساس الدين والعِلم، وعليه نبني ثقتنا بما قاله الكتاب المقدس عن اللَّه وإرادته وأعماله.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]أما التوفيق بين حق اللَّه وعدم تحقيق بعض مواعيده أو تهديداته، فهو أن مواعيده وتهديداته إما مُطلَقة أو مقيَّدة بشروط، مثل الطاعة والإيمان والتوبة (يون 3: 4، 10 وإر 18: 7، 8). فلا بد من إجراء المطلقة على أي حال. أما المقيّدة فيتوقف إجراؤها أو عدمه على استيفاء الشروط المنصوص عليها.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]73 - كيف يتفق حق اللَّه ودعوته لكل الخطاة للخلاص بالمسيح، مع أنه لم يقصد أن يخلّص الجميع؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* سبق الكلام في التمييز بين إرادة اللَّه وقضائه، وبناءً على ذلك يصح أن نقول إن اللَّه يريد أن جميع الناس يطيعون أوامره ويعيشون عيشةً طاهرة ثم ينالون الخلاص. غير أنه لم يقصد خلاص الجميع، لأنه يعلن أن ليس الجميع يتجاوبون مع دعوته لهم. ولذلك فإن دعوته لجميع الخطاة ناشئة عن إرادته، وهي لا تناقض صدقه لِما يأتي:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) التوبة والإيمان واجبان على كل إنسان.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) إرادة الخاطئ وحدها هي التي تمنعه من قبول دعوة اللَّه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) إذا قبل الخاطئ دعوة اللَّه ورجع إليه، فلابد أن يتمم اللَّه وعده له بالخلاص.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](4) لم يعِد اللَّه أن يجعل كل إنسان مؤمناً بالمسيح.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](5) دعوة اللَّه للخطاة هي لجميع الناس، وليست للَّهالكين المعاندين فقط. وهي فعَّالة في المختارين وحدهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](6) مات المسيح كفارةً عن البشر ليفتح باب الخلاص للجميع، واللَّه يدعو جميع الخطاة إلى الخلاص، كما يأمر الجميع بالتوبة والطاعة. ولا يستفيد من الخلاص إلا المؤمنون المختارون.[/SIZE][/B] [B][B][SIZE=5]اللَّه ذو سلطان [/SIZE][/B][/B] [B][SIZE=5]74 - ما هو المقصود بسلطان اللَّه؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=5]* سلطان اللَّه ليس من صفاته الطبيعية كالحكمة والقدرة ونحوهما، بل هو ناشئٌ عن كمال صفاته وسمو شأنه، ولأنه خالق الكون بأسره وحافظه. ويقول الكتاب «إلهنا في السماء كل ما شاء صنع» (مز 115: 3). «حُسِبت جميع سكان الأرض كلا شيء، وهو يفعل كما يشاء في جند السماء وسكان الأرض، ولا يوجد من يمنع يده، أو يقول له: ماذا تفعل؟» (دا 4: 35). «لك يا رب العظمة والجبروت والجلال والبهاء والمجد، لأن لك كل ما في السماء والأرض. لك يا رب المُلك وقد ارتفعت رأساً على الجميع» (1أي 29: 11). «للرب الأرض وملؤها. المسكونة وكل الساكنين فيها» (مز 24: 1). «ها كل النفوس هي لي. نفس الأب كنفس الابن. كلاهما لي» (حز 18: 4). «ويلٌ لمن يخاصم جابله. خزَف بين أخزاف الأرض. هل يقول الطين لجابله ماذا تصنع؟ أو يقول: عملك ليس له يدان؟» (إش 45: 9). «حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته» (أف 1: 11). «لأن منه وبه وله كل الأشياء. له المجد إلى الأبد. آمين» (رو 11: 36). ونتعلم من آيات الكتاب التي أوردناها وما يشابهها أن سلطان اللَّه:[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](1) يشمل كل خلائقه من أعلاها إلى أدناها.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](2) أنه مطلق غير مقيّد، فهو ينفّذ إرادته في جند السماء وسكان الأرض.[/SIZE][/B] [B][SIZE=5](3) إنه غير متغير.[/SIZE][/B][/SIZE][/COLOR][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى