الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2790888, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=Black] [B](7) شهادة المسيحيين الأولين معاصري الرسل وخلفائهم في القرون الأولى، وكلها تعلن أن الكتبة الأطهار كانوا أصحاب وحي من اللَّه. قال أكليمندس الروماني إن الأسفار المقدسة هي بالحق أقوال الروح القدس، وقال ترتليان إنها كتابات اللَّه وأقواله، وقال أكليمندس الإسكندري إننا قبلنا أسس إيماننا من اللَّه، وهي الأسفار المقدسة، لأن فم اللَّه والروح القدس تكلما فيها. وقد أثبتت جميع قوانين الإيمان في الكنيسة المسيحية في كل القرون ذلك. وهذا هو إيمان كل المسيحيين، إنجيليين وتقليديين، في جميع الأجيال.[/B] [B](8) توافق أسفار الكتاب بعضها بعضاً وترتبط معاً، حتى لا يمكن قبول بعضها بدون الآخر. فلا يمكن تصديق العهد الجديد بدون تصديق القديم، ولا تصديق الأنبياء بدون تصديق الناموس، ولا تصديق المسيح بدون تصديق رسله. وجميعها تبيّن كيفية إتمام الوعد الأول العظيم بالفداء (تك 3: 15) بالتدريج في مدة مئات السنين على يد نحو أربعين كاتباً، لم يفهم بعضهم كل النظام التعليمي الذي علَّم هو جزءاً منه فقط. فهذه الأسفار نشأت من عقلٍ واحدٍ هو عقل اللَّه، لأنه هو وحده الذي يعرف جميع أعماله منذ الأزل، ولا يقدر أحد أن يعرف فكره وأموره إلا روح اللَّه نفسه.[/B] [B](9) ما نعرفه من تصرفات اللَّه في الكون أجمع يرجح وحي الكتاب المقدس، فاللَّه موجود في كل مكان، يتسلط على كل الأمور، وهو غير بعيد عن خلائقه. وما يجريه على الدوام من أعمال عنايته يرجح أنه يوحي إلى البشر بإرادته ويرشدهم إلى أمور الدين بدون خطأ.[/B] [B](10) الجمع بين عمل البشر وعمل اللَّه في الكتاب المقدس يستلزم الوحي به. (انظر سؤال 14 والرد عليه).[/B] [B](11) مطابقة الأسفار الإلهية (إذا فُسرت تفسيراً صحيحاً) للحقائق العلمية والطبيعية والتاريخية مما يثبت الوحي بها كل التثبيت. فقد شهد علماء العلوم الطبيعية أنه حتى الآن لا يوجد تناقض بين الكتاب والحقائق العلمية المثبتة بشهادات كافية. ومما يؤيد كتابة الكتاب المقدس بالوحي أن كتبته الأطهار لم يكونوا من العلماء، ولا كانت العلوم الحديثة معروفة في عصرهم.[/B] [B](12) أوردنا جملة أدلة لإثبات وحي الأسفار الإلهية، وليس جلّ اعتمادنا في ذلك على الأدلة الخارجية بل على شهادة المسيح، لأن كلامه في هذا الموضوع هو أساس إيماننا أكثر من كل ما سواه، فقد وعد تلاميذه بحكمة لا يقدر جميع معانديهم أن يقاوموها أو يناقضوها، وأن الروح القدس يعلّمهم ما يقولونه (لو 12:12). وقال لهم: «لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم». و«الذي يقبلكم يقبلني» وصلى لأجل الذين يؤمنون به بكلامهم، ووعدهم بإرسال الروح القدس إليهم لإرشادهم في التعليم. وقصد المسيح أن لا يتمم عمله العظيم على الأرض بنفسه، لأنه بعد ثلاث سنين من خدمته لم يترك لنا سطراً واحداً بخط يده، وذلك يبيّن أنه قصد استخدام البشر في كتابة تاريخ حياته وتعاليمه وقواعد ملكوته. وهذا ما تم فعلاً بواسطة الرسل.[/B] [B]18 - على ماذا يُطلَق الوحي بالكتاب؟[/B] [B]* يُطلَق على كل أجزائه، فكل أسفاره موحى بها في كل عباراته بدون استثناء، وعلى كل ما تحويه. فلا يقتصر على الحقائق الأخلاقية والدينية، بل يشمل كل ما ذُكر فيه من الأمور العلمية والتاريخية والجغرافية. ويتبيّن ذلك:[/B] [B](1) مما ذكرناه من أن كتبة الكتاب هم آلات بيد اللَّه. فإن كانت أقوالهم هي أقوال اللَّه يلزم أنها تكون معصومة من الخطأ.[/B] [B](2) من قول المسيح «لا يمكن أن يُنقَض المكتوب« (يو 10: 35) فالمكتوب كله صحيح.[/B] [B](3) من تصديق المسيح ورسله أن كل الكتاب كتاب اللَّه، فإنهم اعتبروا الناموس والأنبياء والأسفار التاريخية والشعرية كلام اللَّه، واقتبسوا من كل ما جاء فيه من الأمور سواء كان أدبياً أم تاريخياً، مهمّاً أم قليل الأهمية. فإن روح اللَّه عامل في كل جزء من الكتاب سواء كان تاريخاً أو مزموراً أو نبوة أو مثلاً أو تعليماً، كما أن الحياة النباتية هي في كل النبات، في الجذر والساق والأغصان والأزهار، وكما أن حياة الجسد هي في الأطراف كما هي في القلب. نعم إن بعض أسفار الكتاب أو بعض أجزاء سفر واحد منه أكثر فائدة من غيرها، كما أن بعض أجزاء الجسد تفيد أكثر من البعض الآخر. ولكن جميع أجزاء كل سفر منه وكل أسفاره مكتوبة بروح اللَّه.[/B] [B]19 - هل يُطلَق «الوحي» على ألفاظ الكتاب كما يُطلق على معانيه، وما هي الأدلة على ذلك؟[/B] [B]* الأمر الجوهري في الوحي هو أن اللَّه عصم كتبَتَه في ما كتبوه، فجاء طِبق قصد اللَّه. ويتفق على هذا كل المؤمنين بالوحي. ولكن وقع خلاف في كيفية ذلك، فقال بعضهم إن الوحي لا يشمل ألفاظ الكتاب. ولكن ليس لهذا الرأي أساس ولا سند. والأصح أن الوحي يشمل ألفاظ الكتاب ومعانيه، لأن المعنى هو في الألفاظ ولها أهمية كلية في إيضاحه. والاعتراض على ألفاظ الكتبة الأطهار هو بمثابة الاعتراض على أفكارهم أو قدرتهم على إيضاح أفكارهم، وبالتالي على الوحي ذاته. ولجأ الذين قالوا إن الوحي لا يشمل ألفاظ الكتاب إلى ذلك للتخلص من الصعوبات والاعتراضات في التناقض الظاهري أو التناقض الصحيح بين عبارات الكتاب على ما هي عندنا الآن. غير أن عندنا توضيحات لتلك التناقضات الظاهرية بدون إلقاء الشك على الوحي بالألفاظ. ومنها إمكانية حدوث خطأ أو تغيير في لفظة أو عبارة من غفلة النسَّاخ في الزمن القديم أو ضعفهم البشري، وإمكانية وجود شُبهات التناقض أو الاختلاف بحسب الظاهر في أمرٍ ما من عدم معرفتنا كل ما يتعلق به بالتفصيل، أو من كيفية نظر الكاتبين إليه ونحو ذلك، بحيث أننا لو عرفنا كل ما تقدم نقدر أن نزيل تلك الشبهات. ولذلك نقول إن اعتقاد الوحي بالألفاظ في النسخ الأصلية صحيح. على أننا لا نعني بذلك الوحي بالإملاء، بل بإرشاد الروح للكاتب في اختيارها. ومما يؤيد شمول الوحي بالألفاظ:[/B] [B](1) إن المسيح نسب العصمة إلى الكتاب المقدس كله، وهو مؤلف من الألفاظ. فما نُسب إليه بالإجمال يُنسب بالضرورة إلى أجزائه. وأيضاً شهادة الكتاب لنفسه. قال الرسول: «التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوالٍ تعلّمها حكمة إنسانية بل بما يعلّمه الروح القدس» (1كو 2: 13). وأيضاً «من أجل ذلك نحن أيضاً نشكر اللَّه بلا انقطاع لأنكم إذ تسلمتم منا كلمة خبر من اللَّه قبلتموها لا ككلمة أناس، بل كما هي بالحقيقة كلمة اللَّه» (1تس 2: 13 ولو 21: 14، 15 و2تي 3: 16). وهو ظاهر من قول اللَّه لإرميا: «ها قد جعلت كلامي في فمك» (إر 1: 9). وقول المسيح للرسل: »لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم» (مت 10: 20 و1كو 12: 8 و14: 37).[/B] [B](2) عدم إمكان فصل المعاني عن الألفاظ التي تدل عليها، لأن الألفاظ هي التي توضح المعنى، ومعروف أن ضبط المعنى يستلزم ضبط الألفاظ، ولذلك لا تصح نسبة العصمة إلى الأفكار دون الألفاظ التي توضحها. ولما كانت غاية الوحي هي إعطاء الموحَى إليهم قدرة على التعليم وذكر الحوادث صحيحة، فلا بد من ضبط الألفاظ على المعاني المقصودة. فلو كان استعمال كلمة «كاهن» أو «ذبيحة» أو «كفارة» وغيرها من الكلمات المهمة في الكتاب المقدس بدون إرشاد الوحي، لكان ما تتضمنه تلك الألفاظ من المعاني بدون إرشاد الوحي أيضاً.[/B] [B](3) بنى المسيح ورسله بعض أقوالهم على نفس ألفاظ الكتاب. من ذلك قول المسيح إن داود دعاه بالروح رباً، فاستعمل نفس هذه الكلمة. وقوله من جهة كلمة «آلهة» إنه لا يمكن أن يُنقض المكتوب (يو 10: 35) أي أن استعمال هذه الكلمة كان مقصوداً من اللَّه وهي ثابتة لا تقبل الإنكار. وقول بولس: «لا يقول وفي الأنسال كأنه عن كثيرين، بل كأنه عن واحد» وفي نسلك الذي هو المسيح (غل 3: 16 وخر 3: 6 ومت 22: 32 وأع 2: 4 و2بط 1: 21 و3: 15، 16).[/B] [B]20 - ما هو قصد اللاهوتيين بأن الوحي بالكتاب «وحي تام» أو مُطلَق تمييزاً عن الوحي الجزئي؟[/B] [B]* قصدهم أن الوحي يعمّ الأسفار القانونية بألفاظها ومعانيها، وهو لا يستلزم عصمة الكتَبة إلا في ما أُوحي إليهم به من تعليم وكتابة. وأما باقي الأمور العلمية والفلسفية والتاريخية التي لم ينالوها بالوحي فكانت معرفتهم بها كغيرهم من أهل عصرهم. وكذلك في تصرفاتهم، لأن الوحي لم ينشأ عن تقواهم، ولا جعَلَهم أتقى من غيرهم (كما نرى في بلعام وشاول وقيافا) ولا عصمهم من الخطإِ في سيرتهم كداود وبطرس.[/B] [B]نعم إن اعتقاد الوحي بالألفاظ لا يخلو من الاعتراض ولا يرفع الصعوبات، لأن نُسَخ الكتاب الأصلية ليست عندنا. ولا بد طرأت تغييرات في بعض الألفاظ والعبارات في النسخة التي عندنا، غير أنها طفيفة لا تمس الجوهر أبداً. أما اعتقاد عدم إطلاق الوحي في الألفاظ فيفتح باباً لاعتراضات كثيرة مضرَّة لعصمة الكتاب ويجعلها موضع الشك لأننا إذا سلمنا أن الألفاظ غير موحى بها يجب التسليم بإمكانية استعمال ألفاظ لا تفيد المقصود، ويلزم عن ذلك الشك في صحة المعاني وضبطها.[/B] [B]21 - ما هي الاعتراضات على الوحي وما هو الرد عليها؟[/B] [B]* (1) اعتراض بأن في الكتاب تناقضاً. فإن كان هناك تناقض بين كتبة الكتاب في كتاباتهم الأصلية يكونون غير معصومين. ولكن لا يوجد تناقض بينهم. وأما ما ظهر علي الكتاب من شبهات فنرد عليه: (أ) لم تقُل الكنيسة مطلقاً بعصمة ترجمات الكتاب ونسخه بجميع ألفاظها، بل اعتقدت بعصمة النسخ الأصلية فقط كما خرجت من أيدي الرسل والأنبياء، فتلك فقط كانت تحوي تماماً كل ما قصد اللَّه أن يودعه فيها من الألفاظ والمعاني. فالذي يقول إن في الكتاب تناقضاً يجب عليه أن يقيم الدليل على وجوده في نسخ الأنبياء والرسل الأصلية. ولا شك في تعذُّر ذلك على كل إنسان. أو على الأقل يجب عليه أن يقيم الدليل على أن العبارات التي زعم أن فيها تناقضاً لا تحتمل إلا المعاني والتفاسير التي ذهب هو إليها والتي يظهر بينها التناقض. وقد شهد كثيرون من أفضل العلماء أن ما يُرى في نُسخ الكتاب التي عندنا من شبهات التناقض محصور في مسائل طفيفة لا أهمية لها، ولا تمس ما هو جوهري، وأنه قد زال كثير من ذلك بواسطة البحث في النسخ القديمة، ويُرجى إزالة كل ما بقي منها. (ب) قِلّة الاختلافات المهمة أعجب من وجودها لأن أسفار الكتاب كُتبت بأيدي أناس يتفاوت بعضهم عن بعض في زمانهم وعلمهم وأحوالهم. فقول أحد كتبته مثلاً إن الذين ماتوا بالوبإِ 23 ألفاً وقول الآخر إنهم 24 ألفاً كحبة رمل في هيكل من المرمر، لا تخرجه عن روعته. مع أنه لا منافاة بينهما، لأن الواحد ترك الكسر من الألف والآخر أضافه للتقريب. فلا يكون ما نعجز عن تفسيره من الكتاب لنقص معرفتنا دليلاً على عدم الوحي به، ولا يليق بالمسيحي أن يترك إيمانه بالوحي التام بالكتاب بسبب ما يصعب عليه تفسيره لبعض آياته.[/B] [B](2) الاعتراض الثاني أن في الكتاب أموراً تخالف العلم والتاريخ. فنجيب على هذا الاعتراض بأربعة أمور: (أ) وجوب التمييز بين ما ظنه كتَبة الكتاب وما علَّموه، فربما ظنوا الشمس تدور حول الأرض، ولكنهم لم يعلّموا ذلك. (ب) إنهم استعملوا ما كان مشهوراً من الكلام بين الناس مما يُلاحظ فيه موافقته للحواس بدون اعتبار موافقته للعلوم. (ج) تناقض الكتاب مع الآراء البشرية غير المثبتة في المواضيع الطبيعية ليس دليلاً على عدم صدقه، لأن تلك النظريات ينقصها الإثبات. (د) قد يختلف تعليم الكتاب المقدس (أي معناه الحقيقي في أمرٍ ما) مع تفسيره، ولكن التفسير الخاطئ لا يشين الكتاب، فقد بقيت الكنيسة قروناً كثيرة تفسّر الكتاب في كل ما يتعلَّق بالكون حسب الآراء البطليموسية في الفَلك، ثم عدلت عن ذلك وأخذت تفسّره حسب الرأي الكوبرنيكي. غير أن ذلك لم يؤثر في صدق الكتاب. والرأي العام الذي ساد بين مفسري الكتاب في القرون الماضية بشأن عمر الأرض، وهو ستة آلاف سنة فقط قد بطل بعد أن أثبت الجيولوجيون أنها وُجدت منذ ملايين السنين، وهذا لا يعيب الوحي الإلهي في شيء، بل يعيب تفسير المفسرين. فنحن الآن نحدد اليوم بأربع وعشرين ساعة بناءً على دوران الشمس والأرض، والكتاب يقول إن الشمس خُلقت في اليوم الرابع (تك 1: 16). فيكون أن المقصود بكلمة »يوم« حقبة من الزمان، لا 24 ساعة. كما أن ألف سنة عند اللَّه مثل يوم واحد (مز 90: 4، 2بط 3: 8).[/B] [B](3) اعترضوا بأن كتبة العهد الجديد أحياناً لم يوردوا ما اقتبسوه من العهد القديم حرفياً. فنجيب إن أكثر اقتباسات كتبة العهد الجديد من العهد القديم هي حرفية، وقد اقتبسوا معنى بعضها دون ألفاظها. ومنها ما أخذوه عن الترجمة السبعينية، ومنها ما أخذوه عن النسخة العبرانية، ومنها ما أوردوه بإرشاد الروح بمعنى آخر يوافق معناه الأصلي. [/B] [B]ومما زعمه البعض لإثبات هذا الاعتراض أن عدم اقتباس كتبة العهد الجديد نفس ألفاظ العهد القديم تماماً يبيّن خلوهم من الوحي في ما اختاروا من الألفاظ، لأنه إذا صحَّ أن العهد القديم كُتب بالوحي كانت ألفاظه هي الأنسب لبيان المعنى، وكان يجب عليهم أن لا يغيّروا منها نقطة واحدة. [/B] [B]فإن قيل إن عدم محافظتهم على ذلك دليل على عدم الوحي بألفاظ ما كتبوه. فنجيب إن في هذا الاعتراض رأيين خاطئين: (أ) في كيفية علاقة الوحي بالألفاظ. و(ب) في كيفية الاقتباس. فقد كان من مقصود الوحي استعمال ما هو كافٍ من الألفاظ والعبارات لبيان الحق. ولذلك لم نلتزم في التعبير عن معاني الكتاب بألفاظها دون غيرها. وكذلك من جهة الاقتباس، فإن رأي المعترض فيه أنه بمنزلة الترجمة التي تستلزم المحافظة على المعنى على قدر الإمكان. على أن ذلك يترتب على قصد الكاتب، فربما أتى به لغير الغاية الأصلية وخصَّص ما اقتبسه لغير الموضوع الأصلي. ولما كان الاقتباس ليس ترجمة، يحقّ للمقتبِس أن يغيّر الألفاظ دون المعنى. كما يحقّ له أيضاً أن يقتبس جملة على غير ما قُصد بها في الأصل. وواضح أن كتبة العهد الجديد الذين اقتبسوا من العهد القديم لم يخالفوا الأصل بقصد التحريف، ولا لاختلاق دليلٍ كاذب لإثبات مقصودهم.[/B] [B](4) ما بُني على أقوال في الكتاب المقدس لم يُنطق بها أصلاً بالوحي، ومنها قول الشيطان لحواء: «لن تموتا، بل اللَّه عالم أنه يوم تأكلان منها تنفتح أعينكما وتكونان كاللَّه عارفَين الخير والشر» (تك 3: 4، 5). وقول قايين: «أحارس أنا لأخي؟» وقول الذين شرعوا في بناء برج بابل: «هلمَّ نبني لأنفسنا مدينة وبرجاً» (تك 11: 4). وقول إبراهيم لسارة: «قولي إنك أختي» (تك 12: 13). وقول يعقوب لإسحاق أبيه حين سأله: هل أنت ابني عيسو؟ فقال أنا هو (تك 27: 24). وقول موسى عند مياه مريبة حين فرط بشفتيه (مز 106: 33). وقول الجاهل ليس إله (مز 14: 1). وقول بطرس حين أنكر بقسمٍ أنه لا يعرف الرجل (مت 26: 72). فنجيب إن الذين نطقوا بتلك الأقوال نطقوا بها من أنفسهم لا بالوحي، ولم يصدق الوحي أنها من اللَّه، ولا أنه راضٍ عنها، ولا أنها صحيحة في نفسها، بل ألهم الكتبة بكتابتها على ما هي تسجيلاً للتاريخ ووصفاً لحال الذين نطقوا بها.[/B] [B]22 - ما هو تفسير ما جاء في 1كو 7: 6، 12، 40 ورو 3: 5 و6: 19 وغل 3: 15 وبيان أنه لا يناقض الوحي التام بالكتاب؟[/B] [B]* جاء في 1كو 7: 6 «ولكن أقول هذا على سبيل الإذن لا على سبيل الأمر». وهو يشير إلى ما جاء في 1كو 7: 2 ومعناه أن الزواج ليس تحت الأمر بل تحت الإذن، وأنه متروك لإرادة كل إنسان.[/B] [B]وجاء في 1كو 7: 12 «وأما الباقون فأقول لهم أنا لا الرب». ولما قال الرسول في آية 10 «وأما المتزوجون فأوصيهم لا أنا بل الرب» فإن بولس أراد أن يميز في هذه الآية بين تعليم المسيح وهو على الأرض في هذا الموضوع وتعليمه هو. وهو ليس بمعنى أن تعليم بولس يخالف تعليم المسيح، بل إنه زاد أموراً لم يذكرها المسيح.[/B] [B]وجاء في 1كو 7: 40 «ولكنها أكثر غبطة أن لبثَتْ هكذا بحسب رأيي. وأظن أني أنا أيضاً عندي روح اللَّه». فالفعل «ظنَّ» هنا يفيد في الأصل اليوناني العلم أو اليقين، وهذا الفعل في اللغة العربية يدل على الرجحان وعلى اليقين أيضاً كما في اليوناني.[/B] [B]وجاء في رو 3: 5 «أتكلم بحسب الإنسان». وقد جاءت هذه العبارة أكثر من مرة في الكتاب المقدس ومعناها يتضح من قرينتها. ومعناها هنا أن الرسول يتكلم الآن بلغة البشر المشهورة وعلى اصطلاح اليهود، لا حسب رأيه.[/B] [B]وجاء في رو 6: 19 «أتكلم إنسانياً من أجل ضعف جسدكم». بمعنى: على ما هو مفهوم عندكم.[/B] [B]وجاء في غل 3: 15 «أيها الإخوة بحسب الإنسان أقول». بمعنى أنه يورد لهم مثالاً من العوائد البشرية.[/B] [B]وليس في كل ما سبق ما ينفي الوحي التام في ما كتبه بولس، لأنه بإرشاد الروح القدس، وشهادة ضميره من نحو اللَّه.[/B] [B]23 - مَن هم الذين ينكرون الوحي؟[/B] [B]* هم أصحاب الآراء الطبيعية، والكفرة مثل الحلوليين، ومؤلّهي الكون، والذين يعتبرون المادة مستقلة عن عناية اللَّه وقائمة بنفسها ولها قوى العقل وقدرة التمييز، والذين يعظمون نواميس الطبيعة ويعطونها مقام اللَّه في تسلطها، والذين يعتبرون أن العقل هو المرشد العظيم للبشر في أمور الدين، وأيضاً الذين ينكرون وجود اللَّه. فهم جميعهم يرفضون الوحي.[/B] [B]24 - ما هي المذاهب الخاطئة في تقييم الوحي وفعله؟[/B] [B]* قُسمت تلك المذاهب إلى قسمين:[/B] [B](1) ما أحاط بالآراء التي تقلل فعل الوحي وامتداده. ومنها عقيدة عدم وحي كل الأسفار القانونية، وعقيدة أن أجزاء الكتاب المقدس التعليمية فقط هي الموحى بها دون ما جاء في الكتاب من الأمور التاريخية والطبيعية ونحوها. وعقيدة أن الوحي محصور في المعاني دون الألفاظ. فيلزم عن كل تلك الآراء أن الكتاب المقدس ليس هو كلمة اللَّه الكاملة الوحيدة، وأن كلمة اللَّه جزء فقط مما يتضمنه الكتاب المقدس، ولذلك يمكن أن نرفض ألفاظاً أو عبارات أو فصولاً أو أسفاراً كاملة. وهذا يجعل عقل الإنسان أسمى من الكتاب المقدس، لأن العقل يحكم على الكتاب.[/B] [B](2) ما أحاط بالآراء التي تعظّم فعل الوحي وامتداده أكثر من اللازم. ومنها عقيدة موهبة الوحي لكل مؤمن، أي أن الروح القدس يوحي إلى كل مؤمن في أمور الديانة بكيفية تجعله مستقلاً عن الكتاب. وعقيدة أن كل عمل صالح يتمّ بإرشاد الروح القدس يصل إلى درجة الوحي. مثال ذلك كل مَن صوَّر صورة جميلة أو نحت تمثالاً بديعاً أو بنى قصراً فاخراً أو ألَّف كتاباً بليغاً أو أنشأ خطاباً فصيحاً كان عمله بالوحي، أي أن اللَّه أرشده في عمله كما أرشد الكتبة الأطهار في كتابة الأسفار المقدسة.[/B] [B]ومن هذا يتضح أصحاب آراء القسم الأول يجعلون الوحي أضيق، وأصحاب آراء القسم الثاني يجعلونه أوسع مما هو. وقد جانب كلاهما الصواب. [/B] [B]25 - هل يُخشى أن يؤدي تقدم العلوم و الاكتشافات التاريخية إلى انحطاط سلطان الكتاب المقدس؟[/B] [B]* لا، بدليل زيادة تقديرنا للكتاب كلما تقدمت العلوم في عصرنا الحاضر، لأن الكتاب والطبيعة من أصل واحد هو اللَّه.[/B] [B]26 - ما المقصود بكمال الكتاب المقدس؟[/B] [B]* المقصود أن جميعه كلام اللَّه، ويتضمن كل ما أعلنه اللَّه للبشر وعيَّنه دستوراً لكنيسته للإيمان والعمل، وأنه كافٍ لإرشادنا في كل أمور الدين. نعم إن اللَّه أعلن نفسه منذ تأسيس العالم بواسطة أعماله، أي بواسطة الإعلان الطبيعي. غير أن كل ما عرفناه من ذلك نجده منصوصاً عليه في كتابه. ولا ننكر أن الأنبياء والمسيح والرسل علَّموا أموراً كثيرة، منها ما لم يُكتب، ومنها ما كُتب. ولكن اعتقادنا هو أن الكتاب المقدس كما هو عندنا الآن يتضمن كل ما أوحى به اللَّه ليكون دستوراً دائماً للكنيسة، فلا يجوز الاعتماد في ذلك على غيره. وهذا الاعتقاد يُخرج التقاليد بجملتها والأسفار غير القانونية وقوانين المجامع وكل ما رسمته الكنيسة وحكمت به سواء كان تعليماً أو نظاماً أو عادة دينية، لأن الكتاب كامل وكافٍ.[/B] [B]27 - ما هي الأدلة على كمال الكتاب؟[/B] [B]* هناك أدلة كثيرة، ومنها:[/B] [B](1) شهادة اللَّه أن الكتاب كامل بلا حاجة لزيادة ولا نقصان، وحسب الغاية التي أُعطي لأجلها.[/B] [B](2) ذكر المسيح ورسله أن الكتاب هو الدستور الوحيد، ورفضوا كل دستور سواه، ووبخوا الفريسيين لأنهم زادوا عليه وحرَّفوا معناه.[/B] [B](3) يتبيّن كماله من الغرض المقصود به، وهو تعريفنا الكامل باللَّه وتعليمنا كل ما هو ضروري للدخول إلى السماء. وقد ورد فيه أنه يتضمن كل ذلك، وأنه وحده قادر أن يحكّم الإنسان للخلاص، كما قال يوحنا: «وأما هذه فقد كُتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن اللَّه، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يو 20: 31). وقال بولس: «تعرف الكتب المقدسة القادرة أن تحكّمك للخلاص» (2تي 3: 15-17 رو 4: 3 وأع 17: 11 وإش 8: 16، 20 ورؤ 22: 18، 19). [/B] [B](4) تأثيره الصالح في الذين قبلوه، فلو كان ناقصاً ومحتاجاً إلى التقليد لكانت حالة الذين يقبلونه وحده (بدون التقليد) أقل من حالة الذين يقبلونه مع التقليد في السعادة والتقوى، سواء كانوا أفراداً أو عائلات أو كنائس أو ممالك.[/B] [B](5) يحتوي الكتاب على كل التعاليم الدينية اللازمة لإرشاد المسيحيين في حياتهم الشخصية وعبادتهم الجمهورية وبنيانهم لملكوت اللَّه وخلاص نفوسهم، وتوافق تعاليمه بعضها ببعض.[/B] [B]28 - بماذا اعترض بيلارمينوس على كمال الكتاب المقدس، وما هو الرد عليه؟[/B] [B]* بيلارمينوس تقليدي، وهو مؤلف مشهور، اعترض على كمال الكتاب بقوله إن بعض الأسفار، خصوصاً الرسائل، كُتبت لأغراض وقتية ولحاجة بلادٍ معينة، فهي لا توافق الكنيسة في كل العصور. فنجيب: إن كتابة رسائل لبعض الكنائس ولأغراض معلومة لا يجعلها غير مناسبة لكنائس أخرى في أزمنة أخرى، لأن الكنيسة واحدة جامعة في كل زمان ومكان، وتحتاج لنفس تلك النصائح والتعاليم لترشدها وتحفظها من الفساد، فقد قصد اللَّه أن تكون تلك الرسائل مفيدة للكنائس التي كُتبت إليها في الأصل، ولفائدة الكنائس التي تخلفها إلى انقضاء العالم. ومن الواضح أن ما حَوَته تلك الرسائل نافع للبنيان والتهذيب في كل زمان ومكان.[/B] [B]واعترض بيلارمينوس أيضاً على كمال الكتاب بقوله: »لو أن المسيح ورسله قصدوا إفادتنا بكل ما هو في الكتاب المقدس من التعاليم الدينية لرتَّبوه بطريقة السؤال والجواب، بشكل قانون يتضمن الحقائق الدينية اللاهوتية«. فنجيب: مصدر هذا الاعتراض هو الكبرياء والاستخفاف بحكمة اللَّه، فكيف يتجاسر مخلوق على الخالق العظيم الكامل![/B] [B]29 - ما هو المقصود بالقول إن الكتاب المقدس واضح؟[/B] [B]* المقصود أن كل من يطالعه يقدر أن يتعلم منه كل ما هو ضروري لخلاصه ومعرفة واجباته، فكل هذا مُعلَن فيه ويمكن استخراجه منه بواسطة الاجتهاد والتدقيق في الدرس. وعقيدة وضوح الكتاب المقدس لا تنفي أن به تعاليم لا نقدر أن ندركها تماماً في حالتنا الحاضرة، ولا تنفي ما في بعض أجزائه (خاصة النبوات) من الصعوبات في تفسيرها لأنها فوق عقل البشر، ونحتاج فيها لإرشاد الروح القدس لنفهم معناها الروحي الحقيقي حق الفهم. فعلى كل إنسان أن يطالعه بنفسه لنفسه.[/B] [B]30 - ما هي الأدلة على وضوح الكتاب المقدس؟[/B] [B]* (1) المقصود منه وهو إعلان الحق لنا وتعليمنا إياه. فإذا نسبنا إليه الإبهام والالتباس في التعليم كان ذلك إهانة لله لأسباب أعظمها أنه قد أوقف خلاصنا الأبدي أو هلاكنا على فهمنا لِما أعلنه لنا فيه.[/B] [B](2) شهادة نصوصه الكثيرة على ذلك (مز 19: 7، 8 و119: 105، 130 و2كو 3: 14 و2بط 1: 18، 19 وعب 2: 3 و2تي 3: 15-17).[/B] [B](3) اختبارنا الدائم، فكما نعرف من يوم ليوم أن الشمس تعطي نوراً وحرارة، هكذا نعرف من يومٍ لآخر أن الكتاب المقدس يعطي فائدة وإرشاداً لقلوبنا وعقولنا في أمور الدين. وإنكار وضوحه يخالف اختبار كل مطالعيه في كل العصور.[/B] [B](4) وضوح تعاليمه الظاهر من الوحدة الجوهرية في فهم تعاليمه بين المؤمنين في كل الأجيال. [/B] [B]31 - هل يجب على كل إنسان أن يفحص الكتاب المقدس لنفسه؟[/B] [B]* لكل الناس الحق أن يقرأوا الكتاب ويفهموا معناه، بل إنهم مأمورون بذلك، ليكون إيمانهم مبنياً على شهادة اللَّه لا الكنيسة. ولم يعيّن اللَّه شخصاً أو لجنة لتفسيره وأوجب على العامة قبول ذلك، بل أمر كل واحدٍ أن يقرأه ويبحث عن واجباته فيه.[/B] [B]32 - ما هي الأدلة على أن للإنسان حقاً أن يفحص الكتاب المقدس لنفسه، وأن ذلك واجب عليه؟[/B] [B]* (1) واجبات الإنسان في الإيمان والطاعة شخصية، فكل إنسان يُسأل عن نفسه واعتقاده وسيرته، وينبغي أن يميّز بنفسه ما هو ملتزم به، ولا يفيده اعتذاره يوم الدين بأن والديه أو رؤساءه أو كنيسته علَّموه شيئاً أو حكموا عليه بشيءٍ، لأنه يجب أن يُطاع اللَّه أكثر من الناس.[/B] [B](2) كلام الكتاب موجه دائماً للشعب لا لرؤساء الكنيسة، فإن الأنبياء جميعهم أُرسلوا إلى الشعب، وكان كلامهم في كل حين: «اسمع يا إسرائيل. أنصت يا شعبي». وكان المسيح أيضاً يكلّم الشعب، وكُتبت رسائل العهد الجديد لكنائس، ما عدا رسائل تيموثاوس وتيطس، لأن الشعب يقدر أن يفهم ما كُتب إليه، ولم يُؤمر بطلب إرشاد بشري ليفهم تلك الرسائل (تث 6: 4-9 ولو 1: 3 و4 ورو 1: 7 و1كو 1: 2 و2كو 1:1، 4 و4: 2 وغل 1: 2 وأف 1:1 وفي 1:1 وكو 1: 2 و4: 16 و1تس 5: 27 ويع 1:1 و1بط 1:1 و2بط 1:1 و1يو 2: 12-14 ويه 1 ورؤ 1: 3، 4 و2: 7). [/B] [B](3) أعطى اللَّه الكتاب للشعب ليتعلمه ويعلّمه، فتكررت الأوامر للوالدين في العهد القديم بأن يعلّموا أولادهم الشريعة، وأن بنيهم يعلّمون أولادهم أيضاً. وأمر المسيح الشعب أن يفتشوا الكتب (يو 5: 39) لأنهم يقدرون أن يفهموا تعليم العهد القديم في ما يتعلَّق به، وإن لم يفهمه رؤساء الكهنة والكتبة. وسُرَّ بولس بأن تيموثاوس تعلَّم منذ حداثته الكتب المقدسة القادرة أن تحكّمه للخلاص وقال لأهل غلاطية: »إن بشرنا نحن أو إنسان آخر أو ملاك من السماء بإنجيل آخر فليكن أناثيما«. وهذا يدل أنه كان لمؤمني غلاطية حق أن يحكموا بصدق تعليم الرسول أو الملاك أو بعدم صدقه، وأن لهم مقياساً أو قانوناً لهذا الحكم، وهو ما ثبت عندهم أنه كلام اللَّه. ومبدأ الرسول هذا هو نفس مبدأ موسى في قوله لإسرائيل: «إذا قام في وسطك نبي أو حالم حلماً وأعطاك آيةً وأعجوبة، ولو حدثت الآية أو الأعجوبة وعلَّمك ما يضاد شريعة اللَّه فلا تسمع له» (تث 13: 1-3). وهذا يعني أن الشعب يقدر بإرشاد شريعة اللَّه (الكتاب المقدس) أن يحكم في التعاليم الدينية: أصادقة هي أم كاذبة؟ وإذا كان في طاقتهم أن يحكموا من جهة بشارة بولس أو إنسان آخر أو ملاك من السماء فكم بالحري لهم قدرة أن يحكموا من جهة تعاليم الكاهن (أع 17: 11 و2كو 4: 2 وغل 1: 8 و1تس 5: 21 و1يو 4: 1، 2). [/B] [B](4) الوعد بمعونة الروح القدس لفهم الكتاب وتفسيره موجَّه للمسيحيين المؤمنين عموماً، لا إلى الرؤساء والقسوس والمعلمين فقط (يو 14: 26 و16: 13 و17:17 ولو 24: 44-49 ورو 8: 9-11 و1كو 3: 16، 17 و12: 3-11 و1يو 2: 20 و27).[/B] [B](5) منع الشعب من درس الكتاب وتمييز معناه يسلبهم حرّيتهم ويجعلهم في عبودية، فهو الدستور والقانون الوحيد المُعطى للبشر للإيمان والعمل، ومنعهم من تلاوته يمنعهم من معرفة الإرادة الإلهية، وإقامة شخص أو كنيسة أو مجمع للتفسير يستعبدهم لأفكار بشرية. ومما يزيد هذا الاستعباد ثقلاً توكُّل بسطاء الشعب المتفرقين في الضياع والقرى البعيدين عن وسائط المعرفة على الكاهن الذي بينهم.[/B] [B]33 - ما هي حُجة التقليديين في أن تفسير الكتاب خاص بالكنيسة أو رؤسائها وفي منعه عن الشعب؟[/B] [B]* حجتهم هي زعمهم أن الشعب لا يقدر أن يفهم الكتاب. غير أن هذا الزعم يزيد المسألة صعوبةً على الشعب، لأن الإنسان يجب أن يتحقق أولاً أين هي الكنيسة الصحيحة، ثم يتحقق من عصمتها، ثم يتحقق من صحة تفاسيرها. وهذا يحتاج إلى عمق بحثٍ وتدقيق، كالسؤال: هل الكنيسة الصحيحة مؤلَّفة من رجال الدين، أم من الشعب فقط، أم من كليهما؟ وإذا كانت من الكهنة فقط، فمتى أُلّفت منهم، وفي أي الأحوال هم الكنيسة؟ أوَهم متفرقون كل في مكانه أم وهم مجتمعون في المجامع؟ وأيضاً السؤال عن مقرّ العصمة: هل هي في البابا كما حكم المجمع الفاتيكاني، أم في المجمع المسكوني ذاته على قول البعض؟ وينبغي أيضاً أن يقف على تفاسير الكنيسة القانونية للأسفار المقدسة وللأبوكريفا وللتقاليد المتفرّقة في كتب عديدة انتشرت في القرون المسيحية. ألا ترى أن فهم كتاب اللَّه الواضح أسهل على الشعب من حل هذه المشاكل؟![/B] [B]34 - هل وصول الخاص والعام إلى الكتاب المقدس سهل؟[/B] [B]* نعم وذلك لكثرة نُسخه في لغات مختلفة ورِخص ثمنها. [/B] [B]35 – ما هي نتيجة إثبات وحي الكتاب وكماله ووضوحه وسهولة الوصول إليه؟[/B] [B]* ينتج أن الكتاب المقدس هو القانون الوحيد للإيمان والعمل، والقاضي الوحيد للحكم في المسائل الشخصية أو الكنسية، فله السلطان في حل المشاكل والحكم في الدعاوى الشخصية والكنسية. وليس لشخص أو جماعة حق الحكم في الأمور الدينية إلا بما يعلّمه الكتاب. وليس لقوانين الإيمان ولا لتعاليم علم اللاهوت سلطان إلا في ما يوافق الكتاب، وقوَّتها ليست في نفسها بل في كتاب اللَّه.[/B] [B]36 - ما هو الاعتراض على عصمة الكتاب دون عصمة الكنيسة، وما هو الرد عليه؟[/B] [B]* هو قولهم إننا قبلنا الكتاب باعتبار أنه كلام اللَّه بناءً على شهادة الكنيسة. فإيماننا بالكتاب إيمان بالكنيسة، وتسليمنا بعصمته يستلزم التسليم أولاً بعصمتها وسلطانها. فنجيب:[/B] [B](1) لا نقبل الكتاب المقدس على مجرد شهادة الكنيسة وسلطانها، لأن عندنا غير شهادتها أدلة كثيرة على صدقه وأصله الإلهي، كالمعجزات، والنبوات، وماهية تعاليمه، وشهادة ضمائرنا.[/B] [B](2) إن صحَّ أن قبولنا الكتاب المقدس هو لمجرَّد شهادة الكنيسة، فهذا لا يعني أنها معصومة وذات سلطان في تفسيره، لأن شهادة شخص لملك أنه مولود من العائلة الملكية لا تعطيه حقاً أن يملك مكانه، ولا أن يكون مفسّراً معصوماً لإرادة ذلك الملك وأقواله. أما شهادة الكنيسة فليست بسلطان، لكنها شهادةٌ ثمينة لصدقها وكفايتها لإثبات أن كتبة الأسفار المقدسة ملهَمون. فننسب السلطان إلى الكتاب نفسه لأنه كلام اللَّه مكتوباً بالوحي، ونعتبر شهادة الكنيسة من الأدلة على ذلك.[/B] [B]37 - ما هو الرد على الاعتراض على عصمة الكتاب وسلطانه وحق عموم الشعب في مطالعته بحُجَّة كثرة الطوائف واختلاف الآراء اللاهوتية بين الإنجيليين؟[/B] [B]* لا يدَّعي الإنجيليون العصمة لكل شخص في تفسير الكتاب، بل القدرة على فهم معناه في كل الأمور الجوهرية اللازمة لخلاص النفس. ولا اختلاف بين الإنجيليين في الأمور الجوهرية، بل في الأمور الهامشية العرَضية الخارجية مثل النظامات الكنسية وما شابهها، أو المسائل اللاهوتية الصعبة غير الواضحة كل الوضوح في الأسفار المقدسة. أما اتفاقهم في كل التعاليم الجوهرية فواضح من تآليفهم الدينية وعبادتهم وترنيماتهم الروحية والمبادئ الأخلاقية المعتبرة عندهم.[/B] [B]ولم يكن في قصد اللَّه أن يُلزم كل المؤمنين أن يعتقدوا اعتقاداً واحداً في جميع الأمور الثانوية التي ليست لها أهمية جوهرية في خلاص النفس. ولا يعلّم الكتاب أن خلاص الإنسان يتوقف على براءته من كل خطإٍ في ما يتعلق بالعقائد، ولا على اتحاد جميع المؤمنين من كل الطوائف اتحاداً تاماً. فلو قصد اللَّه ذلك لجعل كل تعليم الكتاب المقدس أوامر أو قوانين حتى لا يمكن الخطأ في فهمه. ولو رأى اللَّه لزوماً لمفسّر معصوم للكلمة لأنبأنا بذلك بوضوح.[/B] [B]38 - ما هي الفائدة من قواعد تفسير الكتاب وما هي أهمها؟[/B] [B]* بما أن كل إنسان يجب أن يطالع الكتاب ويميّز معناه الحقيقي لنفسه، يكون لائقاً ومناسباً اتباع قواعد تساعد على صحَّة تفسيره، نذكر هنا بالاختصار بعضها:[/B] [B](1) يجب أن تؤخذ الكلمات بمعناها البسيط المشهور كما فهمه الذين خوطبوا بها أولاً.[/B] [B](2) الكتاب يفسّر نفسه، ويتضح معناه من مقارنة أجزائه ببعض، أو من ملاحظة القرائن، أو قصد الكاتب العام. فإن ما يحتمل منه تفاسير مختلفة يجب مقارنته بتعاليم الكتاب في ذات الموضوع واختيار التفسير الموافق لوحدة المعنى في كل الكتاب، لأنه صادر عن عقل واحد هو عقل اللَّه، فلابد من الموافقة بين كل تعاليمه.[/B] [B](3) يجب اعتبار المجاز مجازاً وتفسيره كذلك. وأيضاً الحقيقي أنه حقيقي وتفسيره كذلك.[/B] [B](4) يجب ملاحظة الصفة الرمزية في العهد القديم، ومعرفة الرموز تماماً وتفسيرها باعتبار أنها رموز.[/B] [B](5) يجب مطالعة النبوات بكل دقة وتفسيرها بحسب ما قد تمَّ منها، وبإرشاد العهد الجديد.[/B] [B](6) يجب طلب إرشاد الروح القدس في تفسير الكتاب بالتواضع واللجاجة، لأن شعب اللَّه موعود به معلّماً ومرشداً لهم إلى معرفة الحق. وأيضاً لأن الإنسان الطبيعي لا يقبل التعاليم الروحية بدون إرشاد الروح.[/B] [B]لقد استخدم شعب اللَّه الحقيقي حريتهم في كل زمان ومكان في تفسير الكتاب فنشأ عن ذلك اتفاقهم في كل أمرٍ جوهري. وهذا دليل قاطع على وضوحه وضرورة تسليمه للناس ليتمتعوا بحقهم الموهوب لهم من اللَّه في مطالعته وفهم معناه.[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى