الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Molka Molkan, post: 2790883, member: 79186"] [FONT="Tahoma"][SIZE="4"][FONT=Times New Roman][SIZE=5][COLOR=Black][B]الفصل السادس[/B] [B]اعتقاد الإنجيليين في الكتاب المقدس[/B] [B]1 - ما هو ملخص تعليم الإنجيليين في أن الكتاب المقدس هو قانون الإيمان؟[/B] [B]* ملخصه أن كلام اللَّه في العهدين القديم والجديد هو القانون الوحيد الإلهي المعصوم للإيمان والعمل، يعنون بذلك: [/B] [B](1) أسفار العهدين هي كلام اللَّه المكتوب بإلهام الروح القدس، فهي معصومة من الخطأ، ولها سلطان إلهي.[/B] [B](2) إنها تتضمن كل ما أعلنه اللَّه دستوراً دائماً للكنيسة للإيمان والعمل.[/B] [B](3) إنها واضحة، يقدر الشعب أن يفهم منها كل ما هو ضروري للخلاص باستعمال الوسائط المعهودة وبمعونة الروح القدس، دون احتياج لمفسر أرضي يدّعي أنه معصوم.[/B] [B]2 - ما هو تعليم الكنيسة الإنجيلية عن الكتاب المقدس؟[/B] [B]* كلام اللَّه الذي في الكتب المقدسة في العهدين القديم والجديد هو القانون الوحيد الذي به يعلمنا اللَّه كيف نمجده ونتمتع به. ومع أن نور الطبيعة وأعمال الخليقة والعناية تُظهر جود اللَّه وحكمته وقدرته إلى حد لا يُبقي للإنسان عذراً، إلا أنها ليست كافية للتعريف باللَّه وبمشيئته الضرورية للخلاص. فشاء اللَّه أن يعلن نفسه ومشيئته لكنيسته بأنواع وطرق كثيرة. ثم شاء أن يدوّن ذلك كتابةً، ليحفظ الحق ويذيعه بأفضل طريق، وليثبّت كنيسته ويعزّيها على أتم كيفية ضد فساد الجسد وخبث الشيطان والعالم. وهذا يوضح ضرورة الكتاب المقدس.[/B] [B]ويدخل تحت اسم الكتاب المقدس أو كلمة اللَّه المكتوبة كل أسفار العهد القديم والجديد، التي أعطاها اللَّه قانوناً للإيمان والسلوك.[/B] [B]ولا يتوقف سلطان الكتاب المقدس الموجب تصديقه وطاعته على شهادة إنسان أو كنيسة، بل على اللَّه الذي أوحى به، الذي هو الحق بعينه. فيجب قبول الكتاب لأنه كلمة اللَّه، ويليق بنا أن نوقّر الكتاب المقدس بناءً على شهادة الكنيسة له. وما أكثر الحجج التي يبرهن بها الكتاب أنه كلمة اللَّه، ومنها سماوية مادته، وفاعلية تعليمه، وجلال كلامه، واتفاق كل أقسامه، وهدفه الذي هو تمجيد اللَّه وكشف الطريق الوحيد لخلاص الإنسان، وكماله، وكثرة فضائله الأُخرى التي ليس لها مثيل. ومع هذا كله فإن اقتناعنا الكامل بصدقه المعصوم وسلطانه الإلهي صادر عن فعل الروح القدس الداخلي في قلوبنا، شاهداً بالكلمة ومع الكلمة في قلوبنا.[/B] [B]لقد تدوّنت كل أفكار اللَّه في كل ما يلزم لمجد ذاته ولخلاص البشر وللإيمان والسيرة صريحاً في الكتاب المقدس أو مُستنتجةً منه. ولا يُضاف إليه شيء في أي زمان، سواء كان بإعلانات جديدة من الروح أو بتقاليد البشر. ومع هذا نقرّ أن إنارة روح اللَّه الداخلية ضرورية لنا لنفهم إعلانات الكلمة. أما تصرفنا في الأمور الاجتماعية والسياسية فينبغي أن يكون بحسب نور الطبيعة والحكمة المسيحية المعلَنة في كلمة اللَّه.[/B] [B]والأمور التي يحويها الكتاب المقدس ليست كلها ظاهرة بنفس الدرجة، ولا يفهمها كل الناس بنفس الطريقة، لكن الأمور الضرورية لخلاصنا معلَنةٌ بكل وضوح، فيستطيع العالِم والبسيط أن يفهمها إذا مارس وسائط النعمة العادية كما ينبغي.[/B] [B]وقد كُتب العهد القديم بالعبرانية، وهي لغة بني إسرائيل، وكُتب العهد الجديد باليونانية وهي اللغة الشائعة بين الشعوب في زمن كتابته. وقد أُوحي بهما رأساً من اللَّه وحُفظا بعنايته في كل العصور سليمين من أي تغيير أو تحريف، فحملا إلينا السلطان الإلهي حتى أن الكنيسة تحتكم إليهما في كل خلاف ديني. لكن لما كانت هاتان اللغتان الأصليتان غير معروفتين عند كل شعب اللَّه الذين يجب أن يقرأوها ويفحصوها بخوف اللَّه، وجب أن تُترجم إلى اللغة المفهومة عند كل قوم بلغتهم لتحل كلمة اللَّه فيهم بغِنى، فيعبدوا اللَّه بكيفية مقبولة، وبالصبر والتعزية بما في الكتب يكون لهم رجاء.[/B] [B]أما القانون المعصوم لتفسير الكتاب المقدس فهو الكتاب المقدس نفسه، فإذا وُجدت آية صعبة نبحث عن معناها فنعرفه من آيات أخرى عبارتها أوضح، فنقرن الروحيات بالروحيات (1كو 2: 13).[/B] [B]والكتاب المقدس هو القاضي الأعلى الحاكم في كل الاختلافات الدينية، وعلى كل قوانين المجامع، وعلى آراء المؤلفين القدماء وتعاليم الناس والمذاهب الخصوصية. فليس غير الروح القدس متكلماً في الكتب المقدسة. [/B] [B]وتشمل الكتب المقدسة كل ما هو لازم للخلاص حتى أنه لا يُطلب من أحد أن يؤمن بما ليس فيها، ولا تتبرهن أية عقائد إلا منها. وقال إيرونيموس (جيروم): «أما الأسفار الأخرى فتقرأها الكنيسة لقدوة السيرة وتهذيب الأخلاق، ولكن لا تستند إليها في تعليم، ولا تثبت منها عقيدة (وهنا ذكر أسماء الأسفار الأبوكريفية). وجميع أسفار العهد الجديد كما هي مقبولة عموماً نقبلها ونحسبها قانونية». وأما الأسفار المسمّاة «الأبوكريفا» فليست من الأسفار المقدسة، ولم تُكتب بوحي إلهي، فلا سلطان لها، وتُعتبر وتُستعمل كسائر المؤلفات البشرية (انظر إجابة السؤال التالي وسؤال 8 في هذا الفصل).[/B] [B]3 - ما هو اعتقاد الإنجيليين في الأبوكريفا؟[/B] [B]* كتب الأبوكريفا، هي الكتب المشكوك في صحتها، أو في صحة نسبتها إلى من تُعزى إليهم من الأنبياء، هي كتب طوبيا، ويهوديت، وعزراس الأول والثاني، وتتمَّة أستير، ورسالة إرميا، ويشوع بن سيراخ، وباروخ وحكمة سليمان، وصلاة عزريا، وتسبحة الثلاثة فتيان، وقصة سوسنة والشيخين، وبل والتنين، وصلاة منسى، وكتابا المكابيين الأول والثاني. ومع أن هذه الأسفار كانت ضمن الترجمة السبعينية للعهد القديم، إلا أن علماء اليهود لم يضعوها ضمن الكتب القانونية. وبما أن اليهود هم حفظة الكتب الإلهية، وعنهم أخذ الجميع، فكلامهم في مثل هذه القضية هو المعوّل عليه. وقد رفضوا هذه الكتب في مجمع جامينا (90م) لاعتقادهم أنها غير موحى بها، للأسباب الآتية:[/B] [B](1) إن لغتها ليست العبرية التي هي لغة أنبياء بني إسرائيل ولغة الكتب المنزلة، وقد تأكدوا أن بعض اليهود كتب هذه الكتب باللغة اليونانية.[/B] [B](2) لم تظهر هذه الكتب إلا بعد زمن انقطاع الأنبياء، فأجمع شيوخ اليهود على أن آخر أنبيائهم هو ملاخي. وورد في كتاب الحكمة أنه من كتابة سليمان، وهو غير صحيح، لأن الكاتب يستشهد ببعض أقوال النبي إشعياء وإرميا وهما بعد سليمان بمدة طويلة، فلا بد أن هذه الكتابة تمَّت بعد القرن السادس ق.م. ويصف كتاب الحكمة اليهود بأنهم أذلاء، مع أنهم كانوا في عصر سليمان في غاية العز والمجد.[/B] [B](3) لم يذكر أي كتاب منها أنه وحي، بل قال كاتب المكابيين الثاني (15: 36-40) في نهاية سفره »فإن كنت قد أحسنتُ التأليف وأصبتُ الغرض، فذلك ما كنت أتمناه. وإن كان قد لحقني الوهن والتقصير فإني قد بذلتُ وسعي. ثم كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مُضرّ، وإنما تطيب الخمر ممزوجةً بالماء، وتُعقِب لذةً وطرباً كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يُطرب مسامع مُطالعي التأليف«. ولو كان سفر المكابيين وحياً ما قال إن التقصير ربما لحقه! [/B] [B](4) في أسفار الأبوكريفا أخطاء عقائدية، فيبدأ سفر طوبيا قصته بأن طوبيا صاحَب في رحلته ملاكاً اسمه روفائيل، ومعهما كلب. وذكر خرافات مثل قوله: »إنك إن أحرقت كبد الحوت ينهزم الشيطان« (طوبيا 6: 19). ونادى بتعاليم غريبة، منها أن الصَّدقَة تنجي من الموت وتمحو الخطايا (طوبيا 4: 11، 12: 9). وأباح الطلعة (الخروج لزيارة القبور) وهي عادة وثنية الأصل، وتخالف ما جاء في أسفار الكتاب المقدس القانونية. وجاء في 2مكابيين 12: 43-46 أن يهوذا المكابي جمع تقدمة مقدارها ألفا درهم من الفضة أرسلها إلى أورشليم ليقدم بها ذبيحة عن الخطية »وكان ذلك من أحسن الصنيع وأتقاه« لاعتقاده بقيامة الموتى وهو رأي مقدس تقَوي. ولهذا قدم الكفارة عن الموتى ليُحلّوا من الخطية. مع أن الأسفار القانونية تعلّم عكس ذلك.[/B] [B](5) في أسفار الأبوكريفا أخطاء تاريخية، منها أن نبو بلاسر دمر نينوى (طوبيا 14: 6) مع أن الذي دمرها هو نبوخذ نصر. وقال إن سبط نفتالي سُبي وقت تغلث فلاسر في القرن 8 ق م، بينما يقول التاريخ إن السبي حدث في القرن التاسع ق م وقت شلمنأصر. وقال طوبيا إن سنحاريب ملك مكان أبيه شلمنأصر (طوبيا 1: 18)، مع أن والد سنحاريب هو سرجون. وجاء في يشوع بن سيراخ 49: 18 إن عظام يوسف بن يعقوب »افتُقدت وبعد موته تنبأت«.[/B] [B](6) لم يعتبر اليهود هذه الكتب مُنزلة، ولم يستشهد بها المسيح ولا أحد من تلاميذه، ولم يذكرها فيلو ولا يوسيفوس ضمن الكتب القانونية، مع أن المؤرخ يوسيفوس ذكر في تاريخه أسماء كتب اليهود المنزلة، وأوضح تعلّق اليهود بها، وأنه يهُون على كل يهودي أن يفديها بروحه.[/B] [B](7) سار الآباء المسيحيون الأولون (ما عدا قليلون منهم) على نهج علماء اليهود في نظرتهم إلى هذه الأسفار. ومع أنهم اقتبسوا بعض أقوالها، إلا أنهم لم يضعوها في نفس منزلة الكتب القانونية. وعندما قررت مجامع الكنيسة الأولى الكتب التي تدخل ضمن الكتب القانونية اعتُبرت هذه الكتب إضافية أو محذوفة أو غير قانونية. وعلى هذا فلم يذكرها مليتو أسقف ساردس (القرن الثاني م) من الكتب المقدسة، ولا أوريجانوس الذي نبغ في القرن الثاني، ولا أثناسيوس ولا هيلاريوس ولا كيرلس أسقف أورشليم، ولا أبيفانيوس، ولا إيرونيموس، ولا روفينوس، ولا غيرهم من أئمة الدين الأعلام الذين نبغوا في القرن الرابع. وكذلك لم يذكرها المجلس الديني الذي التأم في لاودكية في القرن الرابع، مع أنه حرر جدولاً بأسماء الكتب المقدسة الواجب التمسك بها. ويقبل الكاثوليك قرارات هذا المجمع.[/B] [B]ولكن لما كانت هذه الكتب موجودة ضمن أسفار العهد القديم في الترجمات السبعينية واللاتينية، فقد أقرّ مجمع ترنت في القرن 16 اعتبارها قانونية، فوُضعت ضمن التوراة الكاثوليكية على أنها كتب قانونية ثانوية، علماً بأن جيروم (إيرونيموس) مترجم الفولجاتا وضع تلك الأسفار بعد نبوَّة ملاخي، فأُطلق عليها في ما بعد »أسفار ما بين العهدين«.[/B] [B](8) هذه الكتب منافية لروح الوحي الإِلهي، فقد ذُكر في حكمة ابن سيراخ تناسخ الأرواح، والتبرير بالأعمال، وجواز الانتحار والتشجيع عليه، وجواز الكذب (يهوديت 9: 10، 13). ونجد الصلاة لأجل الموتى في 2مكابيين 12: 45، 46 وهذا يناقض ما جاء في لوقا 16: 25، 26 وعبرانيين 9: 27.[/B] [B](9) قال الأب متى المسكين في كتابه »الحكم الألفي« (ط 1997، ص 3): »كتب الأبوكريفا العبرية المزيفة التي جمعها وألَّفها أشخاص كانوا حقاً ضالعين في المعرفة، ولكن لم يكونوا مسوقين من الروح القدس (2بط 1 :21) مثل كتب رؤيا عزرا الثاني وأخنوخ ورؤيا باروخ وموسى وغيرها«. ثم قال الأب متى المسكين في هامش الصفحة نفسها: »تُسمى هذه الكتب بالأبوكريفا المزيفة«. وهي من وضع القرن الثاني ق م، وفيها تعاليم صحيحة وتعاليم خاطئة وبعض الضلالات الخطيرة مختلطة بعضها ببعض، ولكنها ذات منفعة تاريخية كوثائق للدراسة «.[/B] [B]وبما أن اليهود المؤتمَنين على الكتب الإلهية هم الحكَم الفصل في موضوع قانونية الأسفار المقدسة، وقد أجمع أئمتهم في العصور القديمة والمتأخرة على أنهم لم يظهر بينهم نبي كتب هذه الكتب، فإنه من المؤكد أن أحد اليهود المقيمين في الشتات وضعها. ولو كانت معروفة عندهم لوُجد لها أثر في كتاب التلمود. [/B] [B]4 - ما هو المقصود بقانونية الكتاب المقدس، وما هي الأسفار القانونية عند التقليديين وعند الإنجيليين؟[/B] [B]* معنى «قانون» في الأصل اليوناني كما في العربي «قاعدة». فالمقصود أن الأسفار قانونية تتضمن الحق المنزَل لا غير. وكذلك يُقال «قانون الإيمان» أي قاعدة العقائد الدينية، ويُطلق غالباً على ملخص تعليم الكتاب المتضمن في تلك الصور المختصرة للإيمان المسيحي التي اشتهرت بين الكنائس المسيحية في القرون الأولى، كالقانون الرسولي والقانون النيقوي وغيرهما. وقد استُعملت كلمة قانون في العهد الجديد للدلالة على الحق المعلن للكنائس والمقبول عندها. ومن أمثلة ذلك قول الرسول: «وأما ما قد أدركناه فلنسلك بحسب ذلك القانون عينه ونفتكر ذلك عينه» (في 3: 16). وقوله: «فكل الذين يسلكون بحسب هذا القانون عليهم سلام ورحمة وعلى إسرائيل اللَّه» (غل 6: 16).[/B] [B]وتُبنى قانونية كل سفر من الأسفار المقدسة على نسبته نسبة صحيحة إلى الذي كتبه بالوحي. ويقبل الإنجيليون أسفار العهد القديم على شهادة الكنيسة اليهودية، وعلى شهادة المسيح ورسله، ويقبلون أسفار العهد الجديد بناءً على أنها مكتوبة إما من الرسل أو رفقائهم ممن أُوحي إليهم. وقد شهدت لذلك الكنيسة المسيحية في القرون الأولى، والمسيحيون الأفاضل في العصور القديمة، ولا سيما شهادة كل سفر بنفسه ولنفسه بناءً على ما يتضمنه من التعاليم الدينية. غير أن الشهادة الخارجية ليست أصل السلطان وأساسه بل هي مما تؤيد ذلك. [/B] [B]5 - ما هي الأدلة على قانونية أسفار العهد الجديد؟[/B] [B]* حُسبت هذه الأسفار منذ وجودها مقدسة أي ذات سلطان إلهي خاص بها. وكانت جميعها تُقرأ علانية في الاجتماعات المسيحية على أنها كلمة اللَّه، وجُمعت أسماؤها في فهارس كثيرة منها 13 فهرساً مما كُتب قبل القرن الخامس باقية إلى الآن. ومع أن بعضها ترك أسماء بعض الأسفار، إلا أنها كلها تتفق في عدم ذكر اسم أي سفر من أسفار الأبوكريفا. وكذلك فعلت أقدم ترجمات العهد الجديد، وهي الباشيتو السريانية، فهي لا تتضمن سوى أسفارنا القانونية. وقد كُتبت على هذه الأسفار تفاسير منذ القديم، واستشهد بها كثيرون من الهراطقة وغير المؤمنين، كما استشهد بها المؤمنون على أنها تواريخ صحيحة للدين المسيحي. ومع كل ما تقدم من الاتفاق العام والأدلة على قانونية أسفار العهد الجديد المتَّفق الآن على قانونيتها لا يمكن تعيين الوقت الذي فيه جُمعت معاً، ولا الأشخاص الذين جمعوها، وليس عندنا دليل ولا إشارة إلى أن هذه المسألة بُحثت قانونياً في مجمع كنسي. وأما زعم البعض أن مجمع لاودكية (سنة 364م) قبل أسفار الأبوكريفا قانونياً فغير صحيح، والصواب هو أن ذلك المجمع ذكر فهرس الأسفار التي كانت مقبولة. ولما كانت أسفار العهد الجديد قد كُتبت وأُرسلت في أول الأمر لأفراد وكنائس متفرقة في أقطار العالم، خلافاً لأسفار العهد القديم، احتاجت إلى وقت طويل لإذاعتها ولمعرفة أنها قانونية. وإذا اعتبرنا مع هذا صعوبات النسخ والتوزيع بسبب المقاومة السياسية التي استمرت عدة قرون، لم يلتئم مجمع كنسي للحكم في هذه المسألة وما أشبهها. فلا نتعجب من أن قانونية الأسفار المقدسة اتَّخذت هيئتها الحاضرة بالتدريج. ولابد أن كثرة المؤلفات الأبوكريفية التي ظهرت حالاً بعد العصر الرسولي ونُسبت زوراً إلى أصل رسولي قد عاقت ذلك أيضاً، لأن النظر في دعوى تلك المؤلفات الكاذبة وإبطالها بالأدلة القاطعة كان أمراً عسراً. وواضحٌ أن عدم ذكر أي سفر من تلك الأسفار الأبوكريفية في فهارس الأسفار القانونية، وعدم إجازة قراءة واحدٍ منها في الاجتماعات المسيحية دليل على اجتهاد الكنيسة الأولى وأمانة آبائها.[/B] [B]6 - هل قَبِل كل المسيحيين الأولين أسفار العهد الجديد على حدٍّ سواء في وقت واحد؟[/B] [B]* قال أوسابيوس وهو من أشهر المؤلفين في التحقيق والأمانة: «قبِل الجميع دون جدال أسفارنا المعروفة الآن ما خلا الرسالة إلى العبرانيين ورسالة يعقوب ورسالة يهوذا ورسالة بطرس الثانية وسفر الرؤيا ورسالتي يوحنا الثانية والثالثة، فقد قبلها الجمهور، ولكن البعض شك فيها، لأن الخمسة الأولى لم تذكر اسم كاتبها، أما رسالتا يوحنا فهما خطابان شخصيان يصعب برهنة صدق قانونيتهما». وفي شأن ذلك نقول إن ضعف برهان قانونية هذه الأسفار السبعة هو بالمقارنة بقوة براهين قانونية بقية الأسفار الإلهية فقط، فالبقية استندت على شهادات أقوى بما لا يُقاس مما يمكن أن يُقدّم من البينات على أحد الكتب الأبوكريفية. ويؤيد ما أظهرته الكنيسة الأولى من التردد والاحتياط في قبول تلك الأسفار أن حكمها الذي أجمعت عليه بعد ذلك كان صائباً تماماً، كما أن شك توما في قيامة المسيح أثبت لنا حدوثها.[/B] [B]7 - ما هي الأدلة على قانونية أسفار العهد القديم المقبولة عند الإنجيليين؟[/B] [B]* من ثبوت قانونية أسفار العهد الجديد تتبرهن قانونية أسفار العهد القديم المشار إليها، لأن المسيح ورسله اقتبسوا منها دون غيرها. وقد وبخ المسيح يهود عصره على خطايا كثيرة ليس من بينها إضافة شيء إلى أسفارهم القانونية ولا تحريف شيء منها. نعم إنهم بتقليدهم أبطلوا كلمة اللَّه، ولكن كلمة اللَّه نفسها لم يمسوها. ومن الأمور المقررة عندهم بالتواتر أن تلك الأسفار تفرَّقت وقت السبي البابلي بعد خراب أورشليم والهيكل. ولكن بعد الرجوع من السبي قام بأعباء جمعها نحميا وعزرا، وخصوصاً عزرا. ومع أن كتباً أبوكريفية ظهرت بعد آخر الأنبياء، أكثرها من الإسكندرية، وبعضها أُدرج في الترجمة السبعينية، إلا أنها لم تُعتبر قانونية حتى في مصر، وكذلك لم تُعتبر قانونية بين يهود فلسطين. ولكن على رغم هذا التواتر العام عند حفَظة العهد القديم المعيّنين لذلك من اللَّه (رو 3: 2)، وعلى رغم حقائق التاريخ، حكمت الكنائس التقليدية في مجمع ترانت أن الكتب الأبوكريفية التي في الفولجاتا وغيرها يجب اعتبارها مقدسة وقانونية.[/B] [B]8 - ما هي الأدلة التي يستند عليها الإنجيليون والتقليديون في الاعتقاد بقانونية سفرٍ ما؟[/B] [B]* يقبل الإنجيليون قانونية السفر بناء على اقتناعهم من البينات الداخلية والخارجية أنه كُتب بيد رجال ملهَمين، وهو إذ ذاك يتضمن كلام اللَّه الذي كُتب لنا بوحي الروح القدس. أما التقليديون فيستندون على حكم كنيستهم فقط، وهذا ظاهر من أحكام مجمع ترانت الذي حرم كل من لا يقبل أسفار طوبيا ويهوديت والحكمة وحكمة يشوع بن سيراخ ونبوة باروخ وسفري المكابيين على أنها قانونية ومقدسة، مع أن اليهود لم يحسبوها كذلك، ولا قبلتها الكنيسة المسيحية القديمة مطلقاً، بل بالعكس جميع الآباء الذين عرفوا العبرانية جيداً والذين بحثوا عن هذا الموضوع أجمعوا على رفضها.[/B] [B]9 - ما هو اعتراض الكنيسة الإنجيلية على الكنيسة التقليدية في تحقيق الأسفار القانونية؟[/B] [B]* لها على ذلك اعتراضان:[/B] [B](1) إننا لم نأخذ القانون من الكنائس التقليدية المعروفة الآن، ولا من كنائسهم التي كانت في القرن السادس عشر، بل من الكنيسة المسيحية الأولى.[/B] [B]2 - وظيفة الكنيسة في شأن تلك الأسفار محصورة في المحافظة عليها والشهادة لها، فتحافظ على سلامتها من الزيادة والنقصان والتحريف، وتسلّمها إلى من يأتي بعدها شاهدة لهم بصدقها. وهكذا من عصر لآخر. وهذا ما فعلته المرأة السامرية التي قالت لأهل بلدها: «هلموا انظروا إنساناً قال لي كل ما فعلت» (يو 4: 40). فإنها لم تكن سبباً في أن يكون المخلِّص كما كان، ولا أنتجت فيهم الإيمان الخلاصي، بل عرَّفتهم به فقط. ولما آمنوا لم يؤمنوا بسبب كلامها، بل لأنهم سمعوا المسيح وعلموا أنه هو بالحقيقة المخلِّص المنتظر.[/B] [B]10 - ماذا يؤيد شهادة الكنيسة الأولى لإثبات قانونية الأسفار المقدسة؟[/B] [B]* يؤيده قربها إلى العصر الرسولي ومعرفتها اللغة الأصلية. ولما كانت شهادة الكنيسة ذات قيمة لأنها شهادة الجماعة التي نالت الروح القدس الذي هو نفسه أوحى بالأسفار المقدسة، كانت كنيسة العصر الرسولي أقدر من غيرها على تحقيق الأسفار القانونية.[/B] [B]11 - هل لشهادة الكنيسة القديمة سلطان في تحقيق قانونية سفر من الأسفار المقدسة أو إثبات تعليم ديني؟[/B] [B]* تعود فائدة شهادة الكنيسة الأولى إلى وظيفتها لا إلى سلطانها، فهي من هذا القبيل تشبه الدار الخارجية التي نمرّ فيها إلى قدس الأقداس. ولا يدل تقديمها الكتاب لنا سالماً بالضرورة على سلطانها وكمالها، فإن اليهود حفظوا بكل دقة أسفارهم المقدسة وتركوها لنا سالمة، ولكنهم لم يكونوا معصومين في تفسيرها، بل ارتكبوا أخطاءً كثيرة. وهذا يصدق أيضاً على الكنيسة في كل زمان.[/B] [B]12 - برهن أن الكتاب المقدس كما هو عندنا اليوم قد تمّ باشتراك اللَّه والبشر معاً في العمل.[/B] [B]* يظهر الفعل البشري في تجهيز المواد التاريخية التي تملأ جزءاً كبيراً منه، وفي كتابته بيد أناس مختارين لذلك. ويظهر مما كتبوه بأنفسهم (أي غير ما رووه عن لسان اللَّه) إمكانيات كل منهم في إنشائه ومواهبه وقواه العقلية ومشاعره الروحية التي امتاز بها عن غيره، لأن كلاً منهم كتب لهدف معيّن بحسب معارفه واختباراته الشخصية، ناظراً إلى الموضوع العظيم من موقعه الخاص، ومتمماً ما قصده من بيان إرادة اللَّه، إتماماً للقصد الإلهي العام ولإعلانات اللَّه التي ظهرت بالتدريج في أثناء قرون عديدة، إلى أن ختم اللَّه الوحي في زمان يوحنا الرسول الكاتب الأخير.[/B] [B]أما الفعل الإلهي فيظهر في اختيار اللَّه الكتبة الأطهار، وتعيين عمل خاص لكل منهم، وفي الإعلانات الذاتية والمظاهر الإلهية المتكررة في أوقات متتابعة، وفي العهود والأوامر مثل سَنّ أنظمة جديدة وتثبيتها بعناية خاصة، وفي إرسال الأنبياء بإعلانات خاصة في أوقات مختلفة لتنبيه كل الشعب أو بعضهم، وتعليمهم ما كانت معرفته ضرورية لهم في أحوالهم. وقد استمر كل ذلك نحو 16 قرناً، فجاء كتاباً مؤلفاً من أجزاء كثيرة، لكلٍ منها علاقة بباقيه، كالأعضاء المختلفة في جسد واحد. وقد فوّض اللَّه لكل كاتبٍ منهم عملاً بإرشاد اللَّه وبمساعدة الروح القدس من المواهب الروحية والمعارف الدينية التي احتاج إليها. فقد دُعي داود مثلاً ليكتب المزامير، وسليمان ليكتب الأمثال، وموسى الأسفار الخمسة، وإشعياء نبوته، وكذلك دانيال وحزقيال وغيرهم من كتبة العهد القديم، وبولس ويوحنا وبطرس من كتبة العهد الجديد. فمن حيث أن الكتاب المقدس هو عمل اللَّه جاء كتاباً كاملاً مفيداً معصوماً من الخطأ. ومن حيث أنه عمل البشر جاء كتاباً سهل الفهم مناسباً لأحوالنا البشرية ولعقولنا القاصرة ونافعاً في بنياننا وخلاصنا.[/B] [B]13 - ما هو الوحي؟[/B] [B]* الوحي أو الإلهام هو عمل روح اللَّه في العقل البشري إرشاداً للأنبياء والرسل وكتبة الأسفار المقدسة، ليُظهروا الحق الإلهي، معصومين من الخطأ. فكل ما كتبه الملهَمون لإرشاد البشر هو كلام اللَّه بالحق والدستور المُعطى لنا من اللَّه للإيمان والعمل. والنسخ الأصلية التي خرجت من أيديهم هي معصومة تماماً، ولها سلطان إلهي، وكذلك كل نسخة مخطوطة كانت أو مطبوعة إذا طابقت الأصل كان لها نفس ذلك السلطان. وقد وُصف الوحي بأنه «كامل» أي كافٍ لتكميل هدفه، وأن الأسفار المكتوبة بالوحي وإن كانت قد كُتبت بأيدي البشر بواسطة عقولهم وقواهم الروحية هي كلام اللَّه. ويصدق القول إن الوحي عمَّ الألفاظ والأفكار. انظر إجابة سؤال 18 من هذا الفصل.[/B] [B]14 - ماذا نستفيد مما سبق من تعريف الوحي؟[/B] [B]* (1) الوحي فائق الطبيعة، فإن ما يعمله اللَّه باستعمال وسائط طبيعية ثانوية يسمى «طبيعياً» وما يعمله بإجراء قوته رأساً بدون استعمال وسائط ثانوية يسمى «فائق الطبيعة» ومنه الوحي، لأن الوحي لم ينشأ عن علم الإنسان ولا عن استعداده الطبيعي ولا عن أحواله الخارجية، بل عن فعل الروح القدس فيه رأساً لغاية معلومة. ولذلك يمتاز الوحي عن أعمال عناية اللَّه العامة الجارية دائماً، كما يختلف عن فعل النعمة الإلهية في قلوب المؤمنين لإنارتهم وتجديدهم وتقديسهم بواسطة الروح القدس. ونجد الاختلاف في أن الذين أُوحي إليهم قليلو العدد ومختارون ومفرَزون لذلك. وأما الذين أُنيروا وتجددوا بالروح القدس فهم كل المؤمنين الحقيقيين، الذين أنارهم اللَّه وأرشدهم وقدسهم في قبول الحق المُعلن، لا بكشف حقائق جديدة لهم غير معلنة في الكتاب المقدس، أي مجرد مساعدتهم على إدراك ما في الأسفار الإلهية من التعليم. وأيضاً في أن الوحي يجعل الموحَى إليهم معلّمين معصومين، ولكن ليس من الضرورة أن يقدسهم، مثل بلعام الذي أُوحي إليه رغم عدم قداسته، وكذلك شاول (1صم 10:10، 11) وقيافا (يو 11: 51). وأما الإنارة فمن وسائط التقديس.[/B] [B](2) يمتاز الوحي في عُرف اللاهوتيين عن الإعلان، لأن الإعلان هو كشف حقٍ إلهي لعقل النبي مباشرةً، لا يقدر أن يعرفه بطريقة أخرى. والوحي هو إرشاد الروح للنبي إرشاداً خاصاً يجعله قادراً أن يبيّن الحق بدون خطأ. فغاية الوحي هي حفظ الموحَى إليه من الخطأ في القول والكتابة. وغاية الإعلان تبليغ المُعلَن له بما هو مجهول عنده. فالوحي يعمُّ كل ما كُتب عن يد صاحبه للإرشاد الديني، سواء كان تعليماً أم خبراً أم نصيحة أم توبيخاً أم نشر ما أُعلن له عن المستقبل. وأما الإعلان فكشف ما فوق الطبيعة من الأسرار عند الاقتضاء فقط. ومن الناس مَن كان له الأمران معاً كموسى وبولس ويوحنا، ومنهم مَن كان له واحد منهما كبعض كتبة الأسفار المقدسة ولا سيما أسفار العهد القديم الذين أُوحي إليهم دون إعلان لعدم حاجتهم إليه، ومثل لوقا الذي لم يعرف ما كتبه بواسطة الإعلان بل من الذين «كانوا من البدء معاينين وخدَّاماً للكلمة» (لو 1: 2). فكل إعلان وحيٌ، وليس كل وحي إعلاناً.[/B] [B](3) كان المُوحى إليهم آلاتٍ في يد اللَّه، بمعنى أن ما علَّموه أو كتبوه هو تعليم اللَّه. فلم يغيرّ اللَّه طبيعتهم، ولا قادهم بطريقة تخالف قواهم الطبيعية، لأن الذين استعملهم آلات في يده استعملهم دائماً حسب طبيعتهم، سواء كانوا ملائكة أو بشراً، كما استعمل العناصر. والخلاصة أنه لم يكن كتبة الكتاب عند قبولهم الوحي بدون حسّ أو عقل، ولا كانوا في يد الروح كآلات ميكانيكية أو كأقلام كتب بها الروح كيفما شاء، بل تكلّموا مسوقين من الروح القدس كآلات حيَّة ناطقة عاقلة ذات إرادة مسترشدة بروح اللَّه، لم يوقف الروح قواهم أثناء وحيه لهم، ولا نزع ما امتاز به أحدهم عن الآخر من المواهب. فالعاميّ منهم تكلم كلام العاميّ كعاموس، والعالِم تكلم بكلام العالِم كموسى، وذو العواطف الرقيقة ومحبّ التأمل كتب حسب طبيعته كيوحنا، وذو العقل المنطقيّ تكلم كلام المنطقي وأورد الأدلة المنطقية كبولس. فكتب كل منهم حسب قدراته العقلية. لذلك نرى في جميع الأسفار المقدسة ما يدل على صفات كتبتها كأنهم لم يكونوا تحت سلطان الوحي، ومع كل ذلك كانوا آلات حقيقية في يد الروح القدس. لقد نالوا مساعدة الروح القدس وإنارته بحضوره في عقولهم على الدوام وإرشاده لأفكارهم حتى تمكّنوا من النطق بالحق الإلهي تماماً. ومع ذلك لم يخسروا شيئاً من صفاتهم الخاصة ومواهبهم الشخصية التي ميّزت أحدهم عن الآخر.[/B] [B](4) كانت العناية الإلهية دائماً تُجهز ما يلزم من الأمور الخارجية لكتابة الأسفار المقدسة، فكانت الوسائط الطبيعة تشترك مع التي هي فائقة الطبيعة. فقد أعدَّت عناية اللَّه في الأوقات المناسبة أشخاصاً من أهل الصفات والمعرفة والاختبار التي تؤهلهم لعملهم كموسى وداود وإشعياء وبولس ويوحنا. ثم أعطاهم اللَّه موهبة الوحي وعمل المعجزات حسب الاقتضاء.[/B] [B]15 - هل يجوز أن نثبت الوحي بالكتاب المقدس من نفس أقواله، بأدلة مُستخرَجة منه؟[/B] [B]* نعم، لأننا نبحث عن الوحي بالأسفار المقدسة ونحن واثقون بشهادة كاتبيها وصدق كل ما ذُكر فيها من الحوادث والحقائق وصدق قولها في أصل الديانة المسيحية الإلهي ولاهوت المسيح. ومما يؤيد كل ذلك ما تم من النبوات التي نطقوا بها وما صنعوه من المعجزات وغيرها من البراهين الكافية على أن اللَّه عمل معهم بآيات وعجائب ومواهب الروح القدس. فعدم قبول شهادتهم بأنه أُوحي إليهم هو تكذيب وشك في صدق كل أقوالهم.[/B] [B]16 - ما هي الأدلة على الوحي التي تصدُق على كتبة العهد القديم خاصة؟[/B] [B]* الأدلة على أن الموحَى إليهم في العهد القديم كانوا آلات في يد اللَّه، وأن كلامهم هو كلام اللَّه هي:[/B] [B](1) معنى كلمة «وحي» وكيفية استعمالها بين القدماء. فقد اعتقدت الشعوب في القديم، يهوداً وأمماً، أن اللَّه يقدر أن يحرّك عقل الإنسان كما يشاء، وأنه قد أوحى للبعض وجعلهم آلات لإعلان إرادته للعالم، واستعملوا لفظة وحي بهذا المعنى. وقد استعمل الكتبة الأطهار هذه اللفظة بمعناها المشهور عند أهل عصرهم.[/B] [B](2) معنى كلمة «نبي». فإن المقصود بها في الكتاب مَنْ يتكلم عن شخص آخر، بلسانه واسمه وسلطانه، فلا يكون هو المسؤول عن صحة قوله بل مَن يتكلم عنه. قال اللَّه لموسى: «أنا جعلتُك إلهاً لفرعون، وهارون أخوك يكون نبيّك» (أي المتكلم عنك) (خر 7: 1، 2 لزيادة الإيضاح انظر خر 4: 14-16 وإر 16: 17، 18). فالنبي هو فم اللَّه الذي به يكلّم الشعب، ولذلك كان اللَّه يقول للنبي عند تعيينه إياه لوظيفته: «ها قد جعلتُ كلامي في فمك» (إر 1: 9 وإش 51: 6). ويؤيد ذلك ألقاب النبي في الكتاب، فهي تصف وظيفته وواجباته مثل «رسول اللَّه» و«المتكلم باسم اللَّه» وقول الأنبياء دائماً: «هكذا يقول الرب». وكثيراً ما جاء في الكتاب: «وكان كلام الرب إلى هذا النبي أو ذاك» وأن «روح الرب حلَّ عليه» وأن «يد الرب كانت عليه» وغير ذلك. قال بطرس: «عالمين هذا أولاً أن كل نبوَّة الكتاب ليست من تفسير خاص، لأنه لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس اللَّه القديسون مسوقين من الروح القدس» (2بط 1: 20، 21). أي كلام الأنبياء هو كلام الروح القدس لأنهم تكلموا مسوقين من الروح القدس. ومن معرفتنا معنى كلمة «نبي» يتضح لنا حقيقة أسفار العهد القديم وما له من السلطان الإلهي.[/B] [B](3) نسبة أقوال الأنبياء إلى اللَّه وشهادة المسيح لذلك، مثل قوله: «داود دعاه بالروح رباً» (مت 22: 43). ونسبة الرسول قول داود «اليوم إن سمعتم صوته فلا تقسُّوا قلوبكم» (مز 95: 7، 8). وما قيل بفم إرميا (إر 31: 33) إلى الروح القدس (انظر عب 3: 7 و10: 15). وقول الرسل: «أنت هو الإله القائل بفم داود فتاك: لماذا هاجت الأمم؟» (أع 4: 25). وقول الرسول لليهود: «حسناً كلَّم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي» (أع 28: 25). فواضحٌ أن المسيح ورسله اعتقدوا وعلموا أن ما قاله كتبة العهد القديم هو قول الروح القدس. وكان المسيح ورسله متى ذكروا أسفار العهد القديم يلقبونها بألقاب سامية تبين عظمة شأنها عندهم مثل «كلام اللَّه» و«وصايا اللَّه» و«أقوال اللَّه» و«المعطاة بوحي من اللَّه» ونحو ذلك.[/B] [B](4) شهادة ما صنعوه من المعجزات لرسالتهم الإلهية، وتحقيق نبوات كثيرة نطقوا بها بغاية التدقيق، ومناسبة ما علّموا به لاحتياجات البشر، وسموّ تعاليمهم الأخلاقية، والعلاقة بين رموز العهد القديم وتمامها في العهد الجديد، واقتباس المسيح ورسله من العهد القديم على أنه كلام اللَّه، وشهادة كتبة العهد الجديد الصريحة أن العهد القديم كُتب بالوحي (لو 1: 70 وعب 1:1 و2تي 3: 16 و1بط 1: 10-12 و2بط 1: 20). وشهادة المسيح لسلطان العهد القديم (مت 21: 13 و22: 43 ويو 7: 23 و10: 35 ولو 24: 44).[/B] [B]17 - ما هي الأدلة على الوحي التي تصدُق على كتبة العهد الجديد خاصةً؟[/B] [B]* ما قلناه في إجابة السؤال السابق، ونضيف إليه: [/B] [B](1) وعد المسيح رسله أن يرسل إليهم الروح القدس ليذكّرهم بكل شيء ويعصمهم من الخطأ. ومن ذلك قوله: «لستم أنتم المتكلمين بل روح أبيكم الذي يتكلَّم فيكم. الذي يسمع منكم يسمع مني. وأما المعزّي الروح القدس الذي سيرسله الآب باسمي فهو يعلمكم» (يو 14: 26). وقوله أيضاً: «روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لي» (يو 15: 26). «وأما متى جاء روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق» (يو 16: 13). ومنعهم من البدء في ممارسة وظيفة التعليم إلى أن يُلبَسوا قوةً من الأعالي.[/B] [B](2) تمّم ذلك الوعد يوم الخمسين بدليل شهادة التاريخ المقدس أنه لما حل الروح القدس على الرسل كان كهبوب ريح عاصفة وملأ الجميع، فبدأوا يتكلمون كما أعطاهم الروح أن ينطقوا، وأخذوا يعلّمون بسلطان وحكمة وقوة فائقة الطبيعة مع أنهم لم يفهموا قبلاً تعاليم المسيح كما ينبغي، لأن عقولهم كان خاضعة لآراء يهودية.[/B] [B](3) ما قاله الرسل بعد أن نالوا موهبة الروح القدس التي تشهد لثقتهم في سلطان تعاليمهم الإلهية. ومن ذلك طلبهم من سامعيهم أن يقبلوا كلامهم لأنه كلام اللَّه لا كلام إنسان (1تس 2: 13). وقول بولس إن ما كتبه هو وصايا الرب (1كو 14: 37). وقوله أيضاً: »إن بشَّر أحد بإنجيل آخر غير ما بشَّر به ولو كان ملاكاً فليكن أناثيما (أي محروماً)« (غل 1: 8). وقول يوحنا إن من لا يقبل شهادته في المسيح يجعل اللَّه كاذباً لأنها شهادة اللَّه (1يو 5: 10). وكذلك قوله إنه كان في الروح حين رأى ما رآه في جزيرة بطمس، وقوله: »إن كان أحد يزيد على هذا يزيد اللَّه عليه الضربات المكتوبة في هذا الكتاب، وإن كان أحدٌ يحذف من أقوال هذه النبوة يحذف اللَّه نصيبه من سفر الحياة«. (رؤ 22: 18، 19). وقد صرَّح الرسل بأن كل تعاليمهم كانت مطابقة لروح المسيح. قال بولس: «إني عالمٌ ومتيقنٌ في الرب يسوع.. وأما نحن فلنا فكر المسيح.. لأنه قد رأى الروح القدس ونحن». وقال بطرس عن رسائل بولس: «كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس بحسب الحكمة المعطاة له» (1كو 1: 10، 5: 4 و14: 37 و2كو 2: 10 و10: 7، 8 و13: 3 وأف 4: 17 وغل 4 :14 و1تس 4: 1، 2 و2تس 3: 6، 12، 14). [/B] [B]لم يدّع كتبة الكتاب المقدس أن لهم سلطاناً شخصياً، ولا نسبوا قبول الناس لتعليمهم إلى معرفتهم وحكمتهم ولا إلى موافقة تعليمهم لعقل الإنسان، بل نسبوها لأنهم مرسَلون من اللَّه وشهوده وآلات في يده. ولما اعترض الكورنثيون على تبشير بولس بأنه ليس حسب قوانين الفلسفة المشهورة بينهم أجابهم أن تعاليمه ليست من حكمة البشر بل هي إعلانات اللَّه وأنه علَّمها كآلةٍ في يد روح اللَّه (1كو 2: 7-16).[/B] [B](4) أثبت اللَّه دعوى الرسل بالمعجزات، لأن المعجزة تثبت سلطان صانعها وأنه مرسَل من اللَّه، فكأنها أمرٌ من اللَّه أن نؤمن بمن أرسلهم (مت 16: 1، 4 وأع 14: 3 وعب 2: 4). ولا نقصد بهذا القول إن مجرَّد فعل العجائب دليل كافٍ على أن اللَّه أرسل فاعلها معلِّماً، فقد يسمح اللَّه لإنسانٍ أن يعمل معجزة دون أن يقصد بها إثبات أنه مرسَل منه للتعليم. ولكن إذا ادَّعى أحد أنه رسول اللَّه، وأن اللَّه يتكلم بواسطته، وكان تعليمه موافقاً للإعلانات الإلهية السابقة فيكون فعل العجائب ختم اللَّه لصدق دعواه. وعلى هذه الكيفية قدَّم اللَّه هذه الشهادة لإثبات الوحي لرسله.[/B] [B](5) أعطى المسيح رسله سلطاناً مطلقاً على إتمام ما فُوِّض إليهم، فضلاً عن وعده لهم بالروح القدس (مر 3: 14، 15 ومت 18:18 وأع 1: 8). فمن هذه الآيات يتبيَّن سلطان الرسل في إجراء عملهم، ومنه الوحي المعصوم من الخطأ، وهذا قد تمَّ بحضور الروح معهم على الدوام.[/B] [B](6) ما علَّمه الرسل وتأثيره في قلوب الناس وشهادة الروح القدس الداخلية لصدق الكتاب. فإن كل ما علَّمه الرسل سامٍ في نفسه ووافٍ بالمقصود وغير قابل للشك في أنه من عند اللَّه، وتأثيره في قلوب الناس أمر فائق وغريب جداً. قال يوحنا: «من يؤمن بابن اللَّه فعنده الشهادة في نفسه» أي أن الروح القدس يثبت بشهادته داخل النفس أن الإنجيل هو حق وموحى به من اللَّه.[/B] [/COLOR][/SIZE][/FONT][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
علم اللاهوت النظامي
أعلى