الاخت الفاضلة : كوبتك
سوف احاول ان اشترك معكم في اجابة هذا السؤال
اولا : هناك عدة مدارس للتفسير ، فهناك التفسير الحرفي ( الذي يلتزم بالنص وكلماته ) ، وهناك التفسير الرمزي ( الذي يعتمد ان الكلمات الواردة في النص هي رمز لاشياء اخرى ، وهناك التفسير الروحاني وهو ليس تفسيرا بالمعنى المتعارف عليه ولكنه اقرب الى حالات التأمل والوعظ الكنسي .
ولكن في حالتنا هنا لدراسة هذه الآية ، انا احب دائما ان اضعها في سياقها ودراسة الموقف الكامل الذي قيلت فيه هذه الاية والغرض النهائي الذي يريد الله ان يوصله كمعنى كامل متكامل بغض النظر عن الكلمات والحروف ، فنحن الان في عهد جديد (
خدام عهد جديد.لا الحرف بل الروح.لان الحرف يقتل ولكن الروح يحيي)( 2 كورنثوس 3 : 6)
" الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون"
( خروج 14 : 14)
هذه الكلمات كانت بغرض التشجيع ونزع الخوف والتمرد من الشعب الاسرائيلي بعد خروجهم من ارض مصر ، ففي رحلة الخروج من مصر وقبل الوصول الى البحر الاحمر ، وقد كان جيش فرعون بكامل عدته وعتاده خارجون ورائهم ، تمرد الشعب على موسى وانقل لكم نص الحوار الذي حدث بينهم وبين موسى :
"11 قالوا لموسى هل لانه ليست قبور في مصر اخذتنا لنموت في البرية.ماذا صنعت بنا حتى اخرجتنا من مصر.
12 أليس هذا هو الكلام الذي كلمناك به في مصر قائلين كف عنا فنخدم المصريين.لانه خير لنا ان نخدم المصريين من ان نموت في البرية.
13 فقال موسى للشعب لا تخافوا.
قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم.فانه كما رأيتم المصريين اليوم لا تعودون ترونهم ايضا الى الابد.
14
الرب يقاتل عنكم وانتم تصمتون
15 فقال الرب لموسى مالك تصرخ اليّ.قل لبني اسرائيل ان يرحلوا.
16
وارفع انت عصاك ومدّ يدك على البحر وشقّه.فيدخل بنو اسرائيل في وسط البحر على اليابسة.
17 وها انا اشدد قلوب المصريين حتى يدخلوا وراءهم.فاتمجد بفرعون وكل جيشه بمركباته وفرسانه
( الخروج 14 : 11 - 17)
في النص الانجليزي جائت ترجمة ( وانتم تصمتون ) بمعنى الصمت عن التمرد والشكوى ،
The LORD shall fight for you, and ye shall hold your peace.
الشعب لم يكن معه سلاح ، ولم يكونوا مدربين على القتال ، وكان العدو خلفهم والبحر امامهم ، وليس امامهم اي شيء يفعلونه ، انه كان طفل يبدأ خطواته الاولى ، لم يكن يدري ماذا يفعل ، وبدأو في التمرد والصراخ الى موسى ، ولذلك اراد موسى تشجيعهم ونزع الخوف من قلوبهم ...وان يدعوهم الى الرجوع الى حالة السلام وعدم التذمر والشكوى .
ورغم ذلك فيبدو ان موسى قد بدأ هو ايضا يفقد سلامه ، حتى ان الله قال له ( لماذا تصرخ اليّ) ، انت معك العصا التي علمتك كيف تفعل بها المعجزات ، قل للشعب ان يتحركوا ويرحلوا ، ان يتحركوا لمغادرة هذا المكان في الاتجاه الصحيح الى ارض الموعد ..
ربما اعود ببعض التوضيح بعد دراسة اكثر شمولا ، وقراءة بعض التفاسير الاخرى .
الرب معكم ..