الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
الشهادات
شهادة الشيخ محمد النجار
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="صوت صارخ, post: 1350828, member: 20688"] [font="arial"][size="5"][b]كانت أيام عجيبة تلك التي قضيتها داخل الدير ومن خلالها تشكلت حياتي المسيحية، والذي يريد أن يعرف سر شخصية صموئيل فعليه بالعودة لهذه المرحلة المبكرة من إيماني المسيحي، قبل أن أصير خادماً، فمن داخل هذا الدير بدأت لا أخاف من شيء، ولا أريد أي شيء سوى المسيح، المسيح وكفى، فلهذا كنت أشعر أني أسعد إنسان في العالم حتى وأنا داخل الصحراء الجرداء، وبدأت أدرك لماذا كان داود النبي لا يحلو له الصلاة للرب إلا داخل الصحراء ..في مكان ليس به ماء .. لقد أحببت الجبال والرمال، وبدأت أعرف لماذا اختار الرب يسوع الجبل ليبدأ منه رسالته بحسب الجسد، وكيف ألقى عظته الأولى على الجبل! وكيف ذهب القديس بولس الرسول إلى الصحراء قبل البدء في إعلان رسالته الكرازية, ففي هذه الصحراء الشاسعة لا شيء سوى الله .. فلا مال، ولا نساء، ولا جاه ولا سلطان ولا ألقاب، ولا إعلام، لا يوجد أي شيء مما لأهل العالم، ولعل هذا ما يفسر سر قوة وروحانية رهبان الصحراء ومن قبلهم القديسين القدامى وقبل مغادرتي للدير التقي بي الأب المسئول وأعطاني مبلغ بسيط من المال وقال لي: الدير مفتوح لك في أي وقت، فكلما تمر بضيقة في العالم تعال إلى هنا، فنحن أحببناك ونعتبرك واحداً منا . وقدم لي أبونا الحبيب ( ...... ) جهاز كاسيت صغير ومعه حوالي خمسة وأربعون شريط كاسيت عظات لقداسة البابا شنودة، وشريط قداس بصوت أبونا يوسف أسعد، ومبلغ بسيط من المال. وأب راهب آخر مسئول عن ورشة الخياطة المخصصة للملابس الرهبانية، قدم لي جلباب مخطط قام بصنعه خصيصاً لي حتى ارتديه في العالم! وأب ثالث أعطاني كرتونة بها معلبات غذائية !! وكان موقف مؤثر جداً وأنا أودع هؤلاء الآباء الذين شملوني بمحبتهم طوال هذه المدة، ومنهم تعلمت الحياة المسيحية الأصيلة والقداسة الحقيقية وحياة الإنجيل المعاش, فهؤلاء الرهبان القديسين كانوا في العالم من الأثرياء ومن حاملي الشهادات الجامعية المرموقة، وتركوا العالم كله وارتضوا على أنفسهم بالعيش في الصحراء مثل هذه الحياة الخشنة حباً في المسيح الذي ملكوه كل حياتهم وصار هو الكل في الكل، ودفنوا كل أحلامهم البشرية تحت قدم المصلوب وتركوا كل مباهج العالم في سبيل محبتهم له. هنا في الدير كانت بدايتي الحقيقية مع المسيح، وهنا تأسست على استقامة الإيمان، وأدركت تمام الإدراك أنه لا خلاص لإنسان خارج إيمان الكنيسة . وداخل الدير أيضاً كانت بداية معرفتي بآباء الكنيسة من القديسين وأبطال الإيمان من الشهداء والمعترفين وعشت بكل كياني وأنا أقرأ سيرتهم العطرة، فأحاديث الآباء الرهبان كلها عن هؤلاء القديسين الأبرار الذين أحبوا المسيح حتى المنتهى، وبرهنوا للعالم كله, من خلال سلوكياتهم اليومية, إمكانية أن يحيا المسيحي في القداسة التي سلمها لهم المسيح، الرب الطاهر القدوس الذي لم يفعل خطية وقال للناس من منكم يبكتني على خطية ؟ وهؤلاء القديسين اقتدوا بسيرته وتشبهوا به، ولم تكن قداستهم كلام، بل حياة، وهذه الحياة تبرهنت بالقوة من خلال حياة الإنجيل المُعاش التي يحيونها ويعيشونها أمام الآخرين فكانوا نوراً للعالم وملحاً للأرض . وأحببت هؤلاء القديسين الأبرار حباً جماً وكان أعظمهم على الإطلاق قديسون الكنيسة الجامعة الرسولية المقدسة أي الذين ظهروا في الخمسة قرون الأولى للمسيحية . فهؤلاء عاصروا نشأة المسيحية وما تعرضت له من اضطهاد دموي عنيف على أيدي اليهود والإمبراطورية الرومانية الوثنية في أوج مجدها وجبروتها العسكري، كما عاصروا تعرض الكنيسة للاضطهاد الفكري الرهيب على أيدي كهنة الآلهة الوثنية والفلاسفة والسحرة وكل قوات الشر .. كما عاصروا نشوء الهرطقات وتصدوا لها بقوة .. وكان عصر الاستشهاد هو العصر الذهبي للكنيسة المسيحية بأسرها والذي بدأ بصلب المسيح وأستمر بعنف بالغ طوال القرون الثلاثة الأولى، وما بعدها .. والذي يريد أن يجمع معلومات كافية عن المسيحية كدين سماوي عليه أن يدرس أوضاع المسيحيين في هذه القرون الأولى وكيف رغم تعرضهم للمذابح الوحشية من دينهم إلا أنهم صمدوا وكانوا أبطالاً في الإيمان كما كانوا أبطالاً في القداسة وقهر الذات. والقديسون الذين نعنيهم هنا هم قديسون الكنيسة من الشرق والغرب على حد سواء وكثير منهم لا يعرفهم العالم، أما المعروفين منهم فقرأت عن سير معظمهم، وخاصة أولئك الذين عاصروا أحداث تاريخية خطيرة في تاريخ الكنيسة كالقديس أثناسيوس الرسولي، ومار أنطونيس أبي الرهبان، ومار يوحنا فم الذهب، ومار كيرلس عمود الدين، ومار ديسقورس بطل الإيمان المستقيم، ومار أفرام السرياني قيثارة الروح، ومار سويروس العلامة العظيم، ومار اسحق السرياني، والشيخ الروحاني يوحنا سابا .. وفي الغرب القديس جيروم والقديس إيلاري والقديس أغسطينوس وغيرهم .. ولن أنس أبداً دموعي التي ذرفتها وأنا أقرأ عن الشهداء القديسين الأبطال مار جر جس ومار يعقوب المقطع والقديس جر جس المزاحم وغيرهم كثيرون .. كان كل الرهبان يعشقون سير القديسين ويتحدثون عنها بفخر واعتزاز، وعندما قرأت بستان الرهبان وأطلعت على سير معظم القديسين القدامى، وجدت نفسي أهتف من أعماقي: يا ليتني أصير مثلهم !!! وهكذا رتب الرب في هذا الوقت المبكر من حياتي المسيحية 1987 أن أتعرف على قديسون وقديسات كنيسته المنتصرة وعلى كفاحهم وجهادهم فأحببتهم وتأثرت بهم تأثر عظيم. وكانت القديسة العذراء مريم أم النور تحتل مكانة عظيمة جداً في نفوس كل الرهبان فتأثرت بمحبتهم لها وبدأت أدعوها بأمي العذراء، وأحببتها حباً جماً، وكنت أطلب شفاعتها بدموع لتساعدني بصلواتها لدى أبنها الحبيب ليدبر أمور حياتي. ونظراً لأني رأيت بعيني قبس من بهاء نور لاهوت المسيح، فكنت أتسائل بيني وبين نفسي كيف للقديسة العذراء استطاعت احتواء هذا النور الإلهي في أحشائها دون أن تحترق؟ وقضيت أياماً طويلة أتأمل في العليقة التي أراها الرب لموسى في البرية، وكيف رغم شدة النيران حولها إلا أنها بقيت سليمة ولم تحترق! كنت أسأل نفسي في عجب: كيف كانت القديسة العذراء تحمل ربها بين يديها وترضعه من ثديها؟ ومن هنا بدأت أوقر وأكرم وأقدر أمي العذراء، أم الطهارة والنور التي استحقت أن تلقبها الكنيسة بوالدة الإله وأستطيع القول بأن وجودي داخل الدير في السنة الأولى من إيماني قد أفادني إيمانياً وعقائدياً وروحياً إفادة عظيمة لا زال استفيد منها حتى اليوم . تجولت في أرجاء الدير مودعاً كل مكان فيه والدموع تملأ وجهي، ففي هذا الدير المقدس عشت أجمل أيام حياتي، سنة كاملة بدون خطية الشهوة وبدون كراهية وبدون أحقاد كان شيء عجيب على شيخ مسلم نشأ على الظلم والشهوة والعنف والكراهية أن يعيش مثل هذه الحياة المقدسة المباركة التي أتمنى أن يعرفها المسيحيين الشرقيين المولودين في المسيحية والتي تسلموها أباً عن جد دون أن يعيشوا عمق حلاوتها داخل الصحراء حيث التجرد والقداسة والعيش مع الرب عيشه كاملة لا ينازعهم فيه شيء، لا نساء ولا أولاد ولا جاه ولا سلطان ولا مال ولا أطماع .. تذكرت هذه الأيام المباركة من عمري وكيف كنت أستيقظ في الثالثة فجراً لأحضر صلاة التسبحة مع الرهبان، وكيف كنت أحضر ثلاث قداسات يومياً من الخامسة صباحاً حتى الثانية عشر ظهراً، لأنه كان في الدير ثلاث كنائس، منهم كنيسة أثرية تحت الأرض كانت في الأصل معبد فرعوني وثني، ثم تحولت لكنيسة تحمل اسم قديس الدير، وهو من آباء القرن الخامس الميلادي . وأما الكنيسة الثانية بالدير فهي الكنيسة الكبرى وكانت تحمل اسم القديسة العذراء مريم، والكنيسة الثالثة فكانت تحمل أسم اثنان من القديسين . وكنت أحضر قداس كامل في الكنيسة الأثرية تحت سطح الأرض، رغم أنها كانت مخصصة تماماً للآباء الرهبان فقط، ولكنهم كانوا يسمحون لي بالصلاة فيها، وكانت صغيرة جداً لا تسع إلا أفراد قليلين أحياناً لا يزيد عددهم عن خمسة رهبان!! وكان القداس غالباً ما يقام في هذه الكنيسة في الخامسة صباحاً وينتهي في السابعة، وهو القداس الذي أتناول فيه ثلاث مرات متتالية وكانت لقمة الجسد كبيرة جداً، وثلاث ملاعق من الدم المقدس. وبعدها أذهب للكنيسة الثانية لأحضر ما تبقي من القداس حتى نهايته، ثم أذهب بعدها للكنيسة الكبرى والتي كان يصلي فيها الزوار بجانب الرهبان، فأحضر ما تبقى من القداس . ومجرد الانتهاء من هذا القداس الأخير، أذهب وأجهز الطعام للكهنة الزوار في القصر . وبعدها كنت أكنس مدخل الكنيسة، وأنظف دورة مياه الزوار، وأحياناً كنت أقوم بتحميل جرارات الدير بالحجارة المخصصة للبناء داخل الدير بعد تقطيعها من الجبل القريب, وأحياناً كنت أعمل في المخبز، أو أزور المزارع وأجلس مع الآباء الذين يرحبون بي ويعدون لي الشاي، وكان هناك أب راهب قديس متواضع أسمه أبونا ( ...) وكان كلما يراني يقول لي: يقول يا أبونا (....) يا حمار, فأقول له: العفو يا أبونا, فكان أحياناً يمسكني من رقبتي ويقول لي مش هاسيبك إلا لو قلت لي يا حمار!! وكان يفعل الأمر نفسه مع العمال في الدير !!! وكنت قد التقيت بهذا الأب الراهب لأول بعد وصولي للدير بقليل، إذ أثناء تجوالي أسفل أحد الجبال رأيت مغارة منحوتة في أعلى الجبل، فصعدت إليها بصعوبة وطرقت بابها وكانت أبونا يعتكف بداخلها ولم يشاء أن يفتح لي، لكني بكيت وظللت أطرق على الباب طالباً منه أن يفتح لي ليباركني، ففتح أخيراً وذهلت عندما رأيت المغارة من الداخل، كانت ضيقة جداً ومنخفضة للغاية ولم يكن بها شيء من الأثاث سوى سجادة صغيرة مهللة ولمبة جاز واوبور صغير وبراد شاي قديم وكوز صفيح صدئ يستخدم ككوب، وكتاب مقدس قديم وكتاب بستان الرهبان.. ورحب بي وأعد لي كوب من الشاي وحكيت له ظروفي فباركني وصلى على رأسي وطلب مني أن أذهب إلى الرئيس السابق للدير، والمتواجد حالياً في البطريركية بالقاهرة، وأسمه أبونا أنسطاسي وأن هذه المغارة هي في الأصل راجعة له، وكان يقضي بها أغلب أيامه ويقود ويدبر الآباء الرهبان والدير وهو بداخلها !! وأنه لم يكن يغادرها إلا يوم السبت من كل أسبوع ويبقى في الدير حتى مساء الأحد وبعدها يعود إليها لأنه كان راهب متوحد، وقال عنه أنه رجل قديس وقوي، وأنه يستخدم هذه المغارة بإذن خاص منه لقضاء خلواته الروحية بها. وقال لي: أن هذا الأب سوف يساعدني كثيراً. ونفس الأمر كان يقوله أغلب آباء الدير، الكل كان يريدني أن أغادر الدير وأسافر للقاهرة لمقابلة أبونا أنسطاسي في البطريركية، لكني كنت لا أرغب في مغادرة الدير، ولم أكن متحمس للذهاب للبطريركية لأنها مكان رسمي وعلى أبوابها يجلس أفراد من الشرطة ومن مباحث أمن الدولة، وخشيت أن ترددي عليها قد يسبب في حدوث مشاكل للآباء . لهذا السبب كنت أستبعد فكرة ذهابي للكاتدرائية، وكنت أقول في نفسي: من أنت أيها المجرم حتى تدخل مقر رئاسة الكنيسة، حيث قداسة البطريرك والآباء الأساقفة والكهنة؟ لذلك كنت أتجاهل هذه الدعوة، وأقول إن شاء الله أن أذهب للبطريركية فسوف أذهب وأن شاء أن ألتقي بقداسة الأب أنسطاسي فسوف أفعل . وكان من ضمن الأماكن التي أتردد عليها داخل الدير الفسيح، مصنع الشمع . وكان المسئول عنه أب راهب طيب القلب أسمه أبونا ( ..... ) فكنت أزوره وأجلس معه وكان يرحب بي ويعد لي الشاي ويحدثني عن محبة المسيح للخطاة، أما معظم وقتي فكنت أقضيه مع أبي الحبيب ( ....) الذي كان مسئول عن القصر الذي كنت أقيم فيه. كنت حريص جداً أن أجلس مع الآباء الرهبان لأتعلم منهم، وكان يدهشني فيهم بساطتهم ونقاوة قلوبهم وطهارة نفوسهم، أحببتهم واحترمتهم وصاروا معلمون لي، ومع الأيام صرت كواحدً منهم، وكانوا يحبونني ويخافون علي للغاية. وكان أبونا ( ..... ) المقرب جداً من قلبي هو أول من علمني المحبة العملية المسيحية, وكان يأخذني لقلايته لنصلي سوياً بداخلها، وكنت لا أقدر على مواصلة الصلاة واقفاً لأنها كانت تمتد بالساعات، فأضطرر للجلوس أرضاً بينما كان أبونا يواصل الصلاة واقفاً وبدموع حارقة كانت تلهب ضعفي، كان يضع أمامه صوره كبيرة لجنب المسيح المطعون، وكانت صورة مؤثرة تجلد خطاياي وآثامي, وقد علمني هذا الأب المبارك كيف احب العذراء والكنيسة والقديسين والبابا شنودة وكيف احب العطاء للفقراء والمتألمين، كان عبارة عن كتلة من الحب والعطاء. تذكرت كل ذلك وأنا أغادر الدير مودعاً كل شيء فيه بدموع، راجياً من الرب أن يكمل ما بدأه معي، ونزلت إلى العالم واثقاً في قوة الرب وفي حسن تدبيره لحياتي ولسان حالي يقول احسبني كبهيم عندك [/b][/size][/font] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
الشهادات
شهادة الشيخ محمد النجار
أعلى