شمعة بيضاء تنير الظلمة

فادى نور

Active member
عضو
إنضم
8 مايو 2011
المشاركات
152
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
☆ داخل الكنيسة المهدمة ، حيث تتناثر الكراسي الخشبية المكسورة هنا وهناك ، ورائحة الحرائق المنبعثة ، وحيث الخراب قد حل ، كانت ثمة شمعة صغيرة بيضاء تنير ظلمة المكان الهادىء ، يرتجف نورها تحت صورة للمسيح يسوع .. اقتربت من مكان الضوء ورفعت بصري نحو صاحب الصورة كان وجهه يطفح بالصفاء ، ويداه تعطيان البركة بالحركة المقدسة، جمعت كلتا يدي إلى بعضهما وجلست على الأرض المليئة بالزجاج المتكسر *** ورحت في حوار مع نفسي وفادي الحبيب :
- قلت : أرأيت يا يسوع ، ماذا حل بكنيستك المقدسة ؟
☆ قال : قل لتكن مشيئتك يا رب .
- قلت : لكنهم يكررون أفعالهم كل يوم ؟
☆ قال : قل ولكن نجنا من الشرير.
- قلت : لقد أتوا على كل شيء في الكنيسة؟
☆ قال : لك وحدك أخطأت، والشر قدامك صنعت .
- قلت : وماذا نفعل؟
☆ قال: صلي وقل .. ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، ومثل كثرة رأفتك تمحو إثمي .
- قلت : هل نبقى مسالمين هكذا ؟
☆ قال: طوبى لِصَانِعِي السلاَمِ، لأَنَّهُم أَبْنَاء اللهِ يُدْعَوْن .
- قلت : ولكن يا معلم ، انهم يفعلون بنا ما لا نطيق تحمله !
☆ قال : طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ .
- قلت : وماذا نفعل ؟
☆ قال : اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا، لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُمْ هكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ.
- قلت : كيف يا رب ؟ انهم يهدمون كنائسنا ، ويقتلون أبنائنا ويحاولون ابعادنا عن موطننا ؟
☆ قال : أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَإِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟
أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ.
- قلت : انهم أعداء بلدنا ، كل بلدنا، وأعداء شعبنا ، كل شعبنا .. يا يسوع !
☆ قال : أما أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ.

- قلت : انحني أمام عظمتك يا يسوع ، فما من شيء قلته إلا وكان بلسما لجراحنا .
☆ ورحت في صلاة عميقة ..( أبانا الذي في السموات ....) وكانت الشمعة الصغيرة البيضاء ما تزال تنور المكان .
image_100031.jpeg
 

لمسة يسوع

Well-known member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
3,345
مستوى التفاعل
1,264
النقاط
113
روووعة بالقصة
تحكي معاناتنا كمسيحيين والمطلوب منا انه نكون ملح ونور وشهادة للمسيح وان نحب أعداءنا مثل ما الرب فعل
 
أعلى