سيرة حياة القديس أبو نفر السائح

Maran+atha

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
1,906
مستوى التفاعل
465
النقاط
83
الإقامة
فى قلب المسيح
القديس أبو نفر السائح | الأنبا نوفير

ouuous10.jpg



في دير الأشمونين:

التهب قلب الشاب أبو نفر بمحبة الله واشتاق للحياة التعبدية الهادئة فالتحق بدير بهرموبوليس (الأشمونين التابعة لمحافظة المنيا)، حيث كان بالدير حوالي مائة راهب يمارسون حياة الشركة، يتعبدون في صمت مع اهتمام بممارسة العمل اليدوي كجزء لا يتجزأ من العبادة.
أحب أبو نفر الآباء الرهبان، وسلك معهم بروح التقوى والطاعة، لكن نفسه كانت تتوق إلى حياة الوحدة في البرية ممتثلًا بالقديسين يوحنا المعمدان وإيليا النبي.



انطلاقه في البرية:

لم تمضِ إلا سنوات قليلة حتى شعر بالتهاب قلبه نحو حياة الوحدة، وفي إحدى الليالي تسلل في سكون دون أن يشعر به أحد، إذ عرف مدى حب الرهبان له ورغبتهم في ألا يفارقهم. حمل رغيف خبز واحد وقليلًا من الخضروات تكفيه لمدة أربعة أيام، وانطلق نحو الجنوب وسط الجبال التي تفصل بين الصعيد الأسفل والواحات... وكان يصلي في الطريق طالبًا مشورة الله.

إذ توغل في الصحراء رأى فجأة نورًا ساطعًا، لكنه رأى ملاكًا يقول له: "أنا ملاكك الحارس، لم أتركك منذ كنت في المهد، فلا تقلق بل تقدم إلى الأمام دائمًا فستبلغ الموضع الذي أعده الله لك". رافقه الملاك حتى بلغا مغارة واختفى، فقرع أبو نفر الباب قائلًا: "باركني؟؟" فظهر له رجل طويل القامة مهوب، فركع أمامه الشاب أبو نفر وقبّل قدميه، لكن الشيخ المتوحد أقامه من يده وقال: "يا أبا نوفر، أنت أخي في الرب. ادخل استرح بضعة أيام، ثم تتبع المسيرة التي أوحى لك بها الله".


بعد أيام قليلة سار الشيخ معه لمدة أربعة أيام حتى بلغا مغارة بجانبها نخلة، وسكن الشيخ معه فيها لمدة شهر يدربه على حياة الوحدة ليتركه ويعود إليه مرة كل عام، حتى تنيح الشيخ في إحدى زياراته له.


مع القديس بفنوتي:

قيل أن المتوحد بفنوتي اشتاق أن يدخل أعماق الصحراء، لعله يلتقي بأحد المتوحدين أو السواح، فأخذ قليلًا من المؤونة وانطلق في الصحراء لمدة سبعة عشر يومًا، وفجأة رأى القديس أبا نوفر السائح الذي كان له في البرية ما بين ستين وسبعين عامًا، كان شعره طويلًا غير مرتب ولحيته طويلة جدًا تتدلى على جسده، يتمنطق بحزام من الأوراق العريضة. رآه القديس بفنوتيوس فارتعب جدًا، وتسلق قمة تل قريب، وكانت عيناه شاخصتين نحو هذا الغريب، لكن الشيخ وكان منهك القوى صرخ، قائلًا: "انزل أيها الراهب القديس، إني أسكن هذا القفر من أجل محبة الله"... فالتقى الاثنان وقبّلا بعضهما قبلة السلام.

جاء حديثهما معًا روحيًا وشيقًا، فيه أوضح أبونفر أنه أقام في الصحراء ستين عامًا يتجول في القفر ويتغذى على حشائش البرية وبلح النخلة دون أن يرى إنسانًا، وأنه قد احتمل في البداية الكثير من جوع وعطش وحر وبرد لكن الله نظر إلى ضعفه وسنده، كما أخبره أن كثيرين ممن يسكنون القفار يتمتعون بعطايا جليلة، حتى أن منهم من يُحملون إلى السماء لينظروا القديسين في مجدهم ويتهللون بفرح لا تعرفه الأرض...

نسي القديس بفنوتي كل تعب خلال استماعه لحديث القديس السائح، وسار الاثنان إلى المغارة حيث بلغاها عند الغروب فوجدا على الصخر رغيف خبز وقليلًا من الماء..


نياحته:

يبدو أن القديس بفنوتي المتوحد لم يبق كثيرًا مع القديس السائح، إذ مرض أبو نفر فارتبك بفنوتي لكن القديس صار يطمئنه، موصيًا إياه أن يعود إلى مصر بعد تكفينه... وبالفعل أسلم قديسنا روحه الطاهرة. وقد شهد القديس بفنوتي أنه رأى ملائكة وسمع تسابيحهم عند رقاده. وقد قام بتكفينه، مشتهيًا أن يكمل بقية أيام غربته في المغارة، لكنه رأى النخلة قد يبست والينبوع قد جف، فبكى بمرارة وعاد ليمارس حياة الوحدة في ديره.
 
التعديل الأخير:

Maran+atha

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
1,906
مستوى التفاعل
465
النقاط
83
الإقامة
فى قلب المسيح
سنكسار اليوم 15 من شهر بؤونه لسنة 1731 لتقويم الشهداء
الموافق الأثنين 22 من شهر يونيو لسنة 2015 بالتقويم الميلادى

نياحة القديس ابو نوفر السائح
4229351487.jpeg


في مثل هذا اليوم تنيح الأب الفاضل صاحب الذكر الجميل والشيخوخة الصالحة القديس أبا نفر السائح ببرية الصعيد . وذلك قد ذكره القديس بفنوتيوس الذي حركته نعمة الله شوقا إلى رؤية عبيد الله السواح . فأبصر جماعة منهم ومن بينهم القديس أبا نفر وكتب قصصهم . وقال أنه دخل البرية مرة ووجد عين ماء ونخلة ورأي القديس مقبلا إليه عريانا ومستترا بشعر رأسه ولحيته . فلما رآه الأب بفنوتيوس خاف وظنه روحا فشجعه القديس وصلب أمامه وصلي الصلاة الربانية ثم قال له : " مرحبا بك يا بفنوتيوس " فلما دعاه باسمه هدأ روعه . ثم صليا وجلسا يتحدثان بعظائم الله . فسأله بفنوتيوس أن يعرفه عن سيرته وكيف وصل إلى هناك . فأجابه : " أنني كنت في دير رهبان أتقياء قديسين ، فسمعتهم ينعتون سكان البرية السواح بكل الأوصاف الجميلة فقلت لهم : وهل يوجد من هو أفضل منكم . فأجابوا نعم . سكان البرية السواح لأننا نحن قريبون من العالم فإن ضاق صدرنا وجدنا من يعزينا وان مرضنا وجدنا من يفتقدنا وان تعرينا وجدنا من يكسونا أما سكان البرية فليس لهم شيء من ذلك فلما سمعت منهم هذا جزع قلبي . ولما كان الليل أخذت قليلا من الخبز وخرجت من الدير ثم صليت إلى السيد المسيح أن يهديني إلى موضع أقيم فيه فسهل لي الرب أن وجدت رجلا قديسا فأقمت عنده حتى علمني كيف تكون السياحة وبعد ذلك أتيت إلى هنا فوجدت هذه النخلة وهذه العين . تطرح النخلة اثني عشر عرجونا في كل سنة فيكفيني كل عرجون شهرا وأشرب الماء من هذه العين . لي إلى اليوم ستون سنة لم أر وجه إنسان سواك . وبينما هما يتحدثان بهذا نزل ملاك الرب وأعلم القديس أبا نفر بقرب نياحته . وفي الحال تغير لونه وصار شبه نار . ثم أحني ركبتيه وسجد للرب . وبعد أن ودع القديس بفنوتيوس أسلم روحه الطاهرة فكفنه القديس بفنوتيوس ودفنه في مغارته ورغب أن يسكن موضعه ولكن بعدما دفنه نشفت النخلة وسقطت أما عين الماء فجفت . وكان ذلك بتدبير من الله ليعود القديس بفنوتيوس إلى العالم ويبشرهم بذكر السواح القديسين الذين رآهم . صلاتهم تكون معنا . ولربنا المجد دائما . آمين
 

Maran+atha

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
1,906
مستوى التفاعل
465
النقاط
83
الإقامة
فى قلب المسيح
7721792673.jpeg

تمجيد القديس أبو نفر السائح

1ـ أفتح فاى بالأفراح وأرتل بالتسابيح
السلام لأنبا نفر حبيب يسوع المسيح

2ـ بمعونة الله أبدى واكتب عن هذا القديس
أصله كان راهب بسيط من هرموبوليس

3ـ ترك الأرضيات وأحب السمائيات
يفوز بالباقيات عوضًا عن الفانيات

4ـ من صغرك يا آبا نفر أحببت حياة الدير
عشت مع مائة راهب علموك الكثير

5ـ كلمك الآباء الشيوخ كثيرًا عن الصحراء
أخبروك عن إيليا النبى ويوحنا المعمدان

6ـ فأحببت حياة الوحدة وحياة الوداعة
وقضيت معهم سنوات قليلة بقناعة

7ـ تركت حياة الدير أثناء سكون الليل
ومشيت فى الصحراء ولم تبالِ الويل

8ـ ظهر لك ملاك الله وأنار طريقك
أرسله لك الله يرشدك ويعينك

9ـ وظل ملاك الله سائر قدامك
وأراك المكان اللى أعده الله لك

10ـ ورأيت يا أنبا نفر مغارة عميقة
وسط الصخور تضئ بأنوار براقة

11ـ وقرعت يا أبا نوفر على باب المغارة
وطلبت البركة من ساكنها بطهارة

12ـ فتح لك الباب الشيخ ساكنها
كما فتح أنبا بولا لأبينا أنطونيوس

13ـ وركعت يا أبا نفر وعملت مطانية
فأقامك الراهب الشيخ وأدخلك المغارة

14ـ وسار معك أربعة أيام بليالى
وأراك نخلة ومغارة منها النور يلالى

15ـ ومكث معك شهرًا بكامل أيامه
يرشدك وينير طريقك بكلامه

16ـ وعشت يا أبا نفر تأكل تمرًا وأعشاب
وشرابك كان من عين الماء منها إنساب

17ـ وبدل الله ملابسك بالشعر الطويل
ليقيك برد الليل من ذقنك للأرض

18ـ وسترت جسدك بحزام من ورق الشجر
وسهرت ليالى طوال وغلبت شيطان الضجر

19ـ قدمت يا أبا نفر حياتك ذبيحة للمسيح
وقضيت سبعين سنة فى الصلاة والتسبيح

20ـ سبعين سنة يا أبانفر عشتها بأمان
لم تر فيها أبدًا وجه أى إنسان

21ـ أعطاك الله القدوس مواهب السماء
كل يوم أحد تناول من خبز الحياة

22ـ وأراد الله أن يريحك من الجسد البالى
فأرسل لك أنبا بفنوتى ليدفنه ويواريه

23ـ صليت فى مغارتك وقت اقتراب ساعتك
فى 15 بؤونة نعيد بتذكار نياحتك

24ـ أسلمت روحك على يد أنبا بفنوتى
وقلت كما قال يسوع فى يديك استودع روحى

25ـ وقسم أنبا بفنوتى ثوبه الكتان
إلى قسمين بخشوع وبكل اتقان

26ـ وكفن جسدك بأحداهما أثناء الليل
واحتمى هو بالآخر من برد الليل

27ـ وصلى أنبا بفنوتى بدموع طول الليل
وكرمتك الملائكة بالألحان والتراتيل

28ـ ووضع جسدك فى وعاء من الصخر
وبكى القديس وصلى وإلى المغارة نظر

29ـ فوجدها تنهار من أعلى إلى أسفل
وكذا النخلة وعين الماء جفت بأكملها

30ـ طوباك ثم طوباك أيها الأسد الشجاع
يا من سكنت الجبال وذكرك ملأ البقاع

31ـ طوباك ثم طوباك أيها اللابس الروح
الملائكة ترتل لك أكسيوس أكسيوس أكسيوس

32ـ تفسير اسمك فى أفواه كل المؤمنين
الكل يقولون يا إله الأنبا نفر أعنا آجمعين
 
التعديل الأخير:

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
65,173
مستوى التفاعل
5,997
النقاط
113
بركة صلوات القديس ابو نفر السائح
تكون معنا جميعا

شكراااا لك مارن ربنا يبارك حياتك وخدمتك
 

Maran+atha

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 سبتمبر 2012
المشاركات
1,906
مستوى التفاعل
465
النقاط
83
الإقامة
فى قلب المسيح
بركة صلوات القديس ابو نفر السائح

تكون معنا جميعا


شكراااا لك مارن ربنا يبارك حياتك وخدمتك
شكرا كثير لمشاركتك اختى الغالية كلدانية
ربنا يباركك ويعوض تعب محبتك ويكون معكى دائما
فيحافظ عليكى ويفرح قلبك ويحقق كل أمنياتك للأبد آمين.
 
أعلى