karas karas
Well-known member
- إنضم
- 13 مارس 2022
- المشاركات
- 353
- مستوى التفاعل
- 279
- النقاط
- 63
15كيهك الموافق 24 ديسمبر: استشهاد القديس امساح (ميساك) القفطى
السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه
فى هذا اليوم استشهد القديس أنبا امساح القفطى. لأن أريانوس الأمير لما وصل إلى ساحل مدينة قـفط خرجوا كهنة الأوثان والتقوه وافتخروا أمامه قائلين يا مولانا تعيش إلى الأبد، ليس فى مدينتنا من يذكر اسم المسيح فنشره ذلك (سَرَه) وأعطى لهم هدايا كثيرة، ورفع البخور وذبح الذبائح واصعد. وكان فى المدينة صبى نصرانى اسمه امساح وله أخت عذراء تسمى تاوضورا وكان سكان بحرى المدينة فى بستان يعرف بحقل النسوة، وكانوا يعملوا فى البستان ويجدوا ما يقتاتوا به ويستروا به الجسد والذى يفضل منهم يعطوه صدقة للمساكين. فلما سمع القديس بأن كهنة الأوثان قد أنكروا وقالوا ما عندنا نصرانى، لأنه كان مستعد وخلق (وكثيرين) من أهل المدينة أن يعترفوا بالمسيح وينالوا إكليل الشهادة، فبقى حزين القلب. فنظر الرب إلى حسن نيته فى أخذ إكليل الشهادة، فأرسل إليه ملاكه وقال له لا تحزن ولا تضيق صدرك، إذا قمت باكراً أخرج إلى ساحل البحر تجد سفينة وتسافر فيها إلى مدينة قاو، واعترف بالمسيح هناك أمام أريانوس، وهوذا أنا كائن معك حتى تنال إكليل الشهادة، وأعطاه السلام وصعد إلى السماء. ولما كان الغد لم يُظهِر ما فى قلبه لأخته، وأنه خرج إلى ساحل البحر ووجد سفينة كما أخبره ملاك الرب وسافر فيها إلى أن وصل مدينة قاو. وأنه وجد الوالى فى المدينة يعذب النصارى، فصرخ بصوت عظيم قائلاً علانية أنا نصرانى. فاستخبر منه عن اسمه وبلده فأعلمه، فقال له لأى سبب خرجت أنت وجئت أنت من تلك المدينة وحدك. وغضب عليه وأمر أن يضربه بالجريد الأخضر حتى جرى دمه مثل الماء وغشى عليه وقارب الموت. وأن الشرط حملوه وألقوه فى السجن إلى الغد. ولما كان الصباح أمر الوالى بإحضاره فانطلق الشرط فوجدوه قائماً يصلى، ولما أحضروه أمامه قال له لماذا أنت ظهرت مختل أكثر من أهل مدينتك، والآن تسمع منى ألقوه فى البحر. فعند ذلك أسلم الروح فى يدى الله الحى، ونال الإكليل الذى لا يضمحل فى ملكوت السموات. فأما ذلك التمساح فإنه نزل إلى البحر وتبع جسد القديس وهو مربوط فى الحصير، وشق تيار البحر بقوة السيد المسيح ولم يزل التمساح به إلى أن وصل إلى مدينة قـفط. فظهر ملاك الرب لأخته فى الليل وعرفها بالمجد الذى ناله وإكليله الحسن الذى ناله لأجل صبره واعترافه بالمسيح، وقال لها إذا ما كان الغد خذى كهنة المدينة واخرجى إلى ساحل البحر، تجيئ حصيرة ملفوفة فيها الجسد المكرم. ولما كان الصبح دعت الكهنة وأعلمتهم بجميع ما عرفها ملاك الرب، فاجتمعوا كلهم وحملوا الجسد الطاهر ومعهم بعض المؤمنين، ودفنوه فى بستانه.. وبعد إنقضاء فترة الاضطهاد بنى المؤمنون كنيسة باسمه، وقد أظهر الله عجائب كثيرة فى الكنيسة بصلواته.
قيل أنه فى أيام الملك أنسطاسيوس إمبراطور الشرق أرسل قائداً إلى ديار مصر ليجمع الخراج، وإذ بلغ مدينة قـفط سمع المؤمنون عنه أنه ظالم وعنيف وقاسى القلب، فاجتمعوا فى الكنيسة يطلبون رحمة الله بصلوات الشهيد إمساح. وإذ عرف القائد ذلك انطلق إلى الكنيسة ووجد أبوابها مغلقة، فمد يده ليشعل النار فى الباب، وإذ يده تيبس، ويصاب بالشلل، فيحمله رجاله إلى السفينة، وفى الطريق مات. ولما سمع أنسطاسيوس بذلك مجد الله وأمر أن يترفق جامعوا الخراج بالناس.
بركة صلواته تكون معنا أمين.
يقف نص رينيه باسيه عند هذا الجزء وتم إكمال السيرة من كتاب قاموس آباء الكنيسة وقديسيها للقمص تادرس يعقوب ملطى نقلاً عن كتاب: أبطال مجهولون ـ نبيل سليم ـ ديسمبر 1970م