سيرة القديس العظيم الشهيد الأنبا هيراكيون الأسقف من سنكسار رينيه باسيه

karas karas

Well-known member
إنضم
13 مارس 2022
المشاركات
388
مستوى التفاعل
289
النقاط
63
26 كيهك: 4 يناير شهادة أنبا هراكيون الأسقف

السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها

تنيح الأب القديس الأسقف أنبا هراكيون، وهذا من تكريز(كرزه) أنبا تاونا البطريرك على كرسى أبو الهيب من أعمال الإسكندرية. فلما سمع الاضطهاد مضى إلى أنبا بطرس البطريرك خاتمة الشهداء ليجتمع به ويعرفه الذى يصنعه. فأما ذلك العظيم لما خرج متوجهاً صادفوه البربر فى الطريق، فأخذوه معهم وكانوا يجوعوه ويضربوه ضرباً موجعاً ويعلقوه بالسلب فى الجمال. وفيما هو ذات ليلة مكتف مربوط فتنهد وبكى وطلب من الرب يقبض روحه لأنه ضجر وصغرت روحه. فظهر له ملاك الرب وقال له سلام لك لماذا أنت قلق من هذا الضرب القليل إلى الآن ما قدموك إلى المعاصر ولا رموك فى الخوابى المملوة زيت وزفت، ولا جعلوك على الأسرة الحديد التى يشعلوا تحتهم النيران، أصبر تنال الظفر. وبعد ذلك كانوا البربر يسيروا إلى الجبل وينهبوا القرى المنقطعة حتى وصلوا إلى مدينة البهنسا، وكان فيها يومئذ يوحنا الأمير من حلقة بقطر بن رومانوس الوزير. وكان متمركز فى تلك النواحى ومعه خمس ماية (500) فارس فلما سمع إن البربر اطرفوا البلاد، فخرج إليهم ولم يكن معه فى ذلك الوقت غير مايتى (200) فارس فلما نظر إلى كثرة البربر وكانوا ألفين فى عددهم، فنزل من على جواده وبسط يديه إلى ناحية الشرق وهو قائلاً أيها السيد الرب الإله الضابط الكل. أنت الذى أهلكت تسعة وعشرين مملكة على يد يشوع بن نون، أنت الذى كنت مع شمشون الجبار حتى أباد الفلسطينى، أنت الذى أعطيت القوة لداود حتى أخذ رأس جلعاد. يا ملكى وسيدى يسوع المسيح كون معى اليوم أنا عبدك يوحنا وخلص شعبك من هذا العدو الصعب، لك المجد إلى الأبد أمين.

فلما فرغ من صلاته، ركب على حصانه وهتف بأعلا صوته على الأجناد وقال لهم شدوا قلوبكم الرب معكم ويقاتل عنكم. وللوقت تقدموا إلى أولئك البربر بقوة المسيح. وكانوا البربر مخوفين فى مناظرهم جداً لأنه كان على وجوههم براقع وهم سود فزعين مرعبين وهم ركاب الجمال فكسروهم ولم يبقى منهم إلا القليل، وبعد ذلك لما استراحوا الأجناد فقاموا ليفتقدوا السبى الذى وجدوه مع البربر، فوجدوا أغنام وبهائم كثير وأناس ليس لهم عدداً، رجال ونساء ووجدوا هذا القديس هراكيون وهو لابس ثياب خلقة وهو لابس برنسة (ملابس الاسقف)، وقد تهرأوا من الضرب وهكذا جسده كله تقرح. فتقدم واحد من الأراخنة وسأل الأمير يوحنا وقال له أنا اشتهى منك يا سيدى ومولاى الأمير أن تطلق لى هذا الشيخ الراهب. فدفعه له. فلما أخذه إلى منزله واستراح من آلامه قال له يا أبى عرفنى الدير الذى أنت منه حتى أعيدك إليه كى تصلى عنى. فقال له يا ولدى: السيد الرب الإله يبارك عليك. أنا كنت أسقف على مدينة أبو الهييب والآن فما بقى نصرانى يقدر يظهر لأجل الضنك الشديد الذى على المسيحيين، فمكث عنده فى نسك كثير وتعب وصوم دائم وجهاد فى الليل والنهار فبلغ الخبر إلى أنبا تاوظوسيوس أسقف البهنسا بأنهم وجدوا أسقف فى سبى البربر وهو الآن فى بيت أحد الأراخنة، وظهر منه نسك كثير، وأظهر الرب على يديه آيات وبراهين. ففكر عند ذلك أن يذهب ويزوره (فرأى) منظر فى الرؤيا، وإذ إنسان يقول له اسرع وامضى إلى عند الأسقف أنبا هاراكيون وخذ بركته فلابد أن يجلس على كرسيك. فقام للوقت وهو مرجوف متفكر قائلاً أترى ماذا يصيبنى، يسقطونى من مرتبتى ويقدموا غيرى. فمضى إلى الأسقف وهو مشوش الخاطر، وسلم عليه وجلس عنده وبدأ يتحدث قائلاً سمعت يا أبى عن إنسان أنهم يطردوه من درجته ويقدموا غيره. وللوقت حل الروح القدس على القديس هراكيون وقال لا يا أنبا تاوظوروس يا أبى ليس هو كما تظن. أنت تصيبك قرعة أرميا النبى الذى كان فى البرارى يصلى عن شعب إسرائيل. فلا بد لك أن تخرج إلى البرية وتتعب لأجل الاضطراب الذى يجرى على المسيحيين. وأما أنا المسكين فليس لى قدرة على الهروب، وتترك لى اهتمام البيعة. فتعزا الأسقف وكان يزوره ويفتقد أحواله مراراً كثيرة. حتى وصل المرسوم الصعب والخبر المرجف من عند دقلديانوس قائلاً فيه كل من لا يسجد إلى الغرب للآلهة يهلك سريعاً. فعند ذلك جمع الأسقف شعبه وأتى بهم إلى عند الأب أنبا هراكيون وأوصاه عليهم وقال من الآن هذا هو راعيكم، فمن سمع منه سمع منى. وللوقت انصرف إلى البرية وبقى الأب أنبا هراكيون فى المدينة فسمع به الوالى أنه يصنع عجائب كثيرة وأرسل خلفه وألقاه فى السجن، وأقام محبوس اثنا عشر سنة. وكان أنبا بولس ابن الأرخن الذى كان أخذه من السبى يزوره ويفتقد أحواله، ويأتيه بالفواكه فى أوقاتها. وكانوا السجانين ما يدعوه يدخل إلى عنده إلا بدينار ذهب فى كل دفعة. وكان أبينا قد كرز أنبا بولس ابن الأرخن قسيس وأعطاه برنسه، وكان يقدس فى الخفاء فى بيته لأن ما كان أحد يقدر يقدس فى كنيسة، ولا يصلى. ولما شاعت أخبار القديس من أجل كثرة العجائب والآيات التى كان يصنعها فى السجن، سير الوالى وأحضره وهو غضبان عليه ومد يده واخذ حربة من يد أحد الأجناد القايمين أمامه وطعنه بها فأسلم الروح لوقته، وأمر أن يطرحه على كوم ولم يقربه أحداً وأقام جسده خمسة أيام ولم يلمسه شئ من الوحوش ولا طيور لأن ملاك الرب يحرسه. فظهر القديس لبولس ابن الأرخن وقال له كرزتك قسيس ووالدك نزلنى فى داركم فلماذا تتغافل عنى وتنسانى فى غربتى وجسدى مطروح فاحمله وأنا أعرف أن الرب يعطيك أجرتك فى السموات. فحمله سراً وخباه عنده فى أحد مخازنه وكان ابليس يخبر فى المدينة أن بولس يقدس فى السر، ولم يكتفى بذلك بل قالوا عنه أنه الذى أخذ جسد الأسقف ودفنه فى أحد مخازنه. ولما سمعوا أصحابه حضروا إليه وقالوا له تلبس برنس الأسقف عليك وتمشى ظاهر فى المدينة بلا خوف فسمع الوالى فأرسل الأجناد وأخذوه وجعلوه فى الاعتقال فحضر يوحنا الأمير الذى هو مركز على المحارس وذهب إلى السجن واجتمع بالقسيس بولس وسلم عليه وأنه مضى إلى عند الوالى فى سبيه وكلمه من أجله فخلصه. الرب يرحمنا بصلاته أمين.
 
أعلى