سيرة القديس العظيم الشهيد الأنبا إيلياس أسقف دير المحرق والقوصية من سنكسار رينيه باسيه

karas karas

Well-known member
إنضم
13 مارس 2022
المشاركات
364
مستوى التفاعل
279
النقاط
63
471505282-2324093194624945-5744827734691768455-n.jpg

20 كيهك: الموافق 29 ديسمبر شهادة الأب الأسقف أنبا هالياس _ايليا_ايلياس 304م

السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها


وفى هذا اليوم أيضاً شهادة الأب الأسقف الطاهر العظيم أنبا هالياس أسقف المحرق ـ دير سيدتنا الطاهرة البتول مرتمريم والدة النور الذى كان بسببها خلاص العالم ـ ومدينة القوصية، وكان فى زمان أريانوس الأمير. وهذا الأب الأسقف أنبا هالياس كان يجاهد فى جسده الليل والنهار، ويصوم من السبت إلى السبت، والصلوات الليلية والنهارية. جاء إليه ذات يوم إنسان مسكين وهو مستغيث صارخ باكى لأجل ما فعله به كاتب القوصية، لأنه كان ظالم .. وكان قليل الخوف من الله، فقام أبونا فى الليل ومضى إليه وقال له أما تعلم أن الله يسمع لمساكين العالم وينتقم لهم سريعاً، وهو أب الأيتام وقاضى الأرامل، يا ولدى خلص نفسك فما ينفعك هذا اللباس الحسن، ولا يقدر الذهب وقت سرة الموت أن يخلصك ولا ولد ولا أب ولا إمرأة لأن حياتنا كالظل الزائل. فلما سمع الأرخن هذا الكلام صرخ باكياً قائلاً الويل لى يا أبى أنى ما عملت قط حسنة طول ما خدمت فى هذه المدينة. وللوقت لما كلمه القديس حلت عليه نعمة روح القدس، ودفع لذلك المسكين حجج بيته، لأنه كان يقصد أن يستقلعه منه فى الدين، وخراج الزراعة، وكل ما أخذه منه رده إليه وأوفى كل ما كان عليه للناس، وصار متضع رحوم على المساكين، وكان إذا ما نظر أحد فى ضيقة يفرج عنه، وطول ما هو فى دار الولاية فلا يقدروا أن يضربوا أحداً لأن خوف الله صار أمامه والصلوات المتواترة والصوم الدائم والتنهد والبكاء فى الليل والنهار. وأما ذلك الرجل المسكين فإنه جعله وكيلاً .. ويوصيه قائلاً أحتذر من أن تغضب قلب مسكين.

فسمع أريانوس بما كان القديس أنبا إيلياس يصنعه من العجائب والآيات، فأرسل إليه الأجناد وأحضروه ووعدوه بالكرامات الجزيلة، وقال له احمل البخور لمعبودات الملك. فقال لا أفعل هذا أبداً وأسجد للشياطين، أما أنت يا أريانوس فلا بد أن تستشهد. وللوقت غضب عليه وعاقبه عقوبات كثيرة، والرب يخلصه. وفى اليوم الأخير أمر بأخذ رأسه، ففرح الشهيد وصلى وطلب من الله قائلاً يا سيدى يسوع المسيح كل من كان فى ضيقة أو شدة ويذكر اسمى خلصه، والذى يكتب شهادتى اكتب اسمه فى سفر الحياة. فأتاه صوت من السماء قائلاً يا حبيبى إيلياس كل ما قلته لك أنا متممه وأكثر من ذلك. وأدار وجهه إلى السياف وقال له انجزنى، وللوقت أخذ رأسه.

فأخذوه المؤمنين فى السر، وأخفوه حتى انقضى زمان الاضطهاد فبنوا عليه كنيسة وأظهر الرب من جسده آيات وعجائب كثيرة، وفى الأيام (التى) خربت (فيها) البلد وكان (ذلك) فى زمان أبونا قسطنطين أسقف مدينة أسيوط، فحمل جسده إلى مدينة أسيوط وأقام فيها أيام. ولما عمرت القوصية وتراجع الناس إليها، ظهر هذا القديس لرجل تاجر وهو سائر فى البحر قبالة مدينة أسيوط، وقال له احمل جسدى معك وأوصله إلى كرسىَّ فإنى ما أشتهى الغربة. فقال له يا أبى أنا أختشى من أهل المدينة لئلا يعوقونى عن أخذه، فقال له ادخل أنت وغلمانك واحملوا جسدى فإنكم ما تجدوا من يتعرض إليكم البتة والعلامة التى تكون لك أن تبرئ من المرض الذى فى جسدك. ولما كان الغد دخل التاجر إلى المدينة وغلمانه معه ودخل البيعة، وصلى وأخذ البركة من القديس. أقول لكم يا أخوة قول حقيقى إن الرجل التاجر نظر إلى القديس قائم من التابوت وهو فرحان وأمسك بيد الأرخن، وقال له لا تخاف وشفاه من مرضه وألمه، وحمل جسد القديس ولم يجد من يكلمه. وسار للوقت وهو فرحان إلى أن وصل إلى ساحل القوصية، فوجد على الساحل عجلة فحمل جسد القديس عليها، وترك البقر يسيروا وحدهم فمشوا للوقت بسرعة وكان من يسوقهم حتى وصلوا إلى القوصية، ودارت العجلة على البلد ثلاثة دفوع وبعد ذلك وقفوا البقر على باب البيعة، فحملوه شعبه بفرح وأدخلوه إلى البيعة وجسده الآن فى دير المحرق. باقى الرب يرحمنا بصلاته أمين.
 
أعلى