karas karas
Well-known member
- إنضم
- 13 مارس 2022
- المشاركات
- 376
- مستوى التفاعل
- 279
- النقاط
- 63
22 كيهك الموافق 31 ديسمبر : نياحة أنبا نابس اسقف عيداب
السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها
تنيح الأب أنبا نابس أسقف عيداب، وهكذا فليكن مبتدأ كلامنا واهتمامنا الآن بالصوت الحلو من كتب النبيين الذين يحثونا أن نبادر نحو أصفياء الرب بقلوب مستبشرة، ونكمل تذكارهم بفرح وكمالهم بتهليل وصوت السرور حسب ماهو مكتوب فى المزامير ارفعوا أيديكم فى ليالى القديسين وباركوا الرب يبارككم الرب، وأيضاً جميع الأطهار يصلون إليك ثم يقول هوذا موت أصفياء الرب كريماً أمامه. ومكتوب أيضاً فى أشعياء قائلاً تدلح روحى من الليل تبكر إليك اللهم لأن أوامرك نوراً هى على الأرض. فهات الآن نبادر بتصوير مبتدأ سيرته لكى نستطيع نصف غاية كماله، لأن الكتب نطقت بسببه من جهة الذين كانوا خداماً للكلمة. إنه ولد بقرية صغيرة من شرقى قـفط، وكان إنسان بهى فى جسده قوى، جميلاً جداً فى منظره. وكان هداه كرام فى مبتداه تخات مع الذين يعصرون فى معاصر العنب فاختار له من حداثته السيرة الجميلة المحبوبة التى هى سيرة الرهبان السواح وآثر المقام فى البرية، والهدوء، وكان طائع متتلمذاً لشيوخ أصفياء كاملين محبين للتعب، إذ اقتنى له أعمالهم وسيرتهم واتخذ فى اجتهاد زيهم وفضائلهم ولم يتباعد من صفوتهم. ويقال عنه أنه سليم القلب حتى كان يسمى بلغة المصريين بتانس. ولكيلا يطيل القول بكلام كثير فنتبع كلام الحكيم بولس أن الزمان لا يدعنى أن أتكلم فى جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل وبقية الأنبياء، حقاً إذا ما دمنا نتكلم فى الكتب المقدسة ليس يدعنا الزمان من حلاوة الكلام المكتوب فيهم لأنه قال إن كلامك حلواً فى حنجرتى أفضل من الشهد فى فمى. وأيضاً إن كلام الرب أحلى من الشهد والعسل. فلنعاود الآن إلى الشرح الذى ابتدأنا بذكره وتقصص منتهى سيرته أنه أستحق رتبة الأٍسقفية على كنائس عيداب التى هى على ساحل بحر القلزم فى تخوم البربر المعترفين بالبخاة. لأن آباؤنا اقتنوا ذلك الكرسى منذ البدء من أجل التجار والنواخيد الذين يسافرون فى البحر الأحمر كى يتقربوا هناك. وكان سكناه بقـفط ببيعة صغيرة حيث كان يصلى ويقرب وكهنة القلائل الذين معه، وكان يرسل قسيس وشماس إلى عيداب بالتوبة وهذه بعيدة من قـفط أكثر من ثلاثة عشر مرحلة فى القفار مواضع البربر وإذا دعت الحاجة أن يمضى إلى هناك فإن البجاة يحملوه على جمالهم مع جميع ما يحتاج إليه من استعداد البيعة ويأخذوا أجرة جمالهم. فانظروا الآن إلى هذه القرعة التى أصابته من الله من أجل أنه كان مرتبط بمحبة البرية منذ صغره بكل الاجتهاد حتى أنه لم يرض يخالط كثير من الناس، ولأجل هذا ورث فى اسقفيته هذه الأماكن القفرة، بعيد من كل قلق والخصام وخديعة الناس. كما كتب من أجل يوحنا المعمدانى أنه كان مقيم فى البرارى إلى يوم ظهوره لاسرائيل، وعلى هذا الحال أيضاً القديس أنبا نابس الأسقف.. هذا الذى صارت اعماله المستقيمة مضيئة كشعاع الشمس، إذ كان حياً بالجسد وكان طيب عطريته صاعداً إلى فوق عند الله كما قال بولس أنا طيباً بالمسيح لله لقوام عطر من الحياة إلى الحياة. وهذا كان انسان كامل بكل الدعاء والعفاف، ووجهه مملوء من الفرح والسرور، وهيئته منشطة سائلة. وكانت نعمة الله فى وجهه، وعلى الجملة كان لابس جميع الفضائل. ولم يكن أحداً من الناس يدخل إليه ويختلى به إلا ويخرج فرحان مستبشر وسكران من فرح وجهه كالمكتوب إنى أتهلل بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة وأيضاً جيداً هو الناموس لى فيك أفضل من ألوف من الذهب والفضة وأيضاً صوت الفرح والتهليل فى مساكن الأبرار كافة. وبالحقيقة مقنع لنا القول إذا ما نحن اجتمعنا أن نقف فى مساكن القديسين لا سيما نسجد فيها الآن الأمر ظاهر أن صوت التهليل والخلاص يدرك المسامع الداخلة حتى تفيق سائر الأعضاء وتذوب كالشمع من كثرة طيب الأصفياء المحرك لقلوبنا، لكيما ننمى ونعطى ثمار زكية بذكاوة ومحبة بعضنا بعضاً. فهو روحانى وكان ساجداً متواضع فى شكله له الدعاء المتبلة بالملح ممتزجة بالأدب، جميلاً فى منظره أميناً فيلسوف كمثل بطرس ويوحنا وبقية الرسل الذين لا يحسنون الكتابة وهم مرتاحون بروح القدس، يقولون فى الأقوال النبوية من كنوز قلوبهم المملوءة من كل طيب إلهى. وكان قد شاخ جداً فى الأسقفية وأقام أكثر من أربعين سنة فى رتبة الكهنوت. وهذا لم يكن يشتهى أن يخالط الجموع بل كان منعزل فى مكان وحده للسياحة، ولم يكن له أكثر من ثلاثة أو أربعة من الكهنة يتقرب معهم فى مخدعه وبابه مغلق. وكانت الآباء الأساقفة الذين أدركوا زمانه يستعطفه الذين هم أنبا بيفامون المستوجب ذكره، وأنبا يوحنا، وأنبا ببنوده والذين بعدهم يسألوه أن يجتمع معهم مراراً كثيرة فى البيعة الجامعة لأنهم كانوا يروه أشرف منهم قدر، وهو لهم بمنزلة الأب إذ كان قد شفى كثير ممن بهم الأمراض المختلفة. وليس ذلك فقط، بل كان ينظر على الحقيقة وتنبأ بأمور كثيرة قبل كونها، لأن النواخيذ العظماء كانوا يترددون إليه ويتباركون منه الذين هم السعيد سيرابيون وشمليق وظرتاوس ودستانس ولبداشانى. وكانوا يشتهوا أن يتمنى عليهم شئ، أو يأمرهم بأمر كأن الله يخاطبهم من فمه أسمعوا الآن وتعجبوا.
كان ذات يوم وقد توجع السعيد هرقليد وهذا الذى كان قد ترهب فى بيعة الرسل الذى هو الهيكل حسب اسمه، وظنوا بأجمعهم أنها مرضة موته. فدخل القديس أنبا ببنوديوس حسب المفترض الواجب كى يخاطب أبوه ويعتقد أحواله لمن من النواخيذ. ولما دخل من باب البيت حسبما قد تحققنا ذلك من جهة الذين شهدوا بأعينهم أنه لما وقع عليه خوف من أجل الإنسان، قال السيد رأس خادمه أنه وإن كان لم يمت، غير أنه يكون عند أبويه كمن مات وكقدر استحقاقه سيقوم من المرض، بل انه يفتقد نور بصره وكان ذلك بهذا السبب صار راهب وخلص من هموم هذه الدنيا واستقاد تعب هذا العالم العابر وفى آخر يوم كانت زوجة المغبوط أوجيوس قد توجعت بعد وفاة بعلها، فأشاروا عليها أناس كى تصوم وتشك لئلا يصيبها تجربة. وأما المغبوط أنبا نينس فإنه كان يعتقد حالها كنبى الله ويوصيها أن تتناول من الأطعمة التى اعتادت بهم، وتستجم بالماء لتتنيح حسب صورة قيام حياتهم إذ كان سبق وعلم أن وفاتها لا تبطئ وأنها سوف تموت بعد أيام قلائل وهذه هى الرؤيا التى شاهدها قال إنى حزين لأجلها ..ومن أجل أطفالها لئلا يتيتموا من الجهتين لشأن أن أبوهم قد توفى أولاً، وسمعت أيضاً أناس تحدث بعضها بعضاً بكلام هذيان قائلين قد سقط البرج وبعضه قائماً بغير سقوط قال انه سوف يسقط عن قليل ففكرا أنبا نبيس أنها حصن البيت وقال فى هذا أن يهتموا بشأنها وحسب ما سبق وقال هكذا كان. وان مقدم سيارة يسمى اجيلاس انساناً شريف القدر اعتقل اناس صادقين القول قبل وصوله إلى درجة التقدمة فى العسكر وطرحهم إلى السجن واستعمل فيهم سلطان فى الظاهر. فجاءوا وطلبوا إلى القديس أنبا نبيس أن يذهب إليه ويشفع فيهم ومضى وسأله جداً قائلاً لا تغفل هذا يا ولدى ولا تكون ذو قساوة قلب. ولما قال هذا تحرك فيه شيطان خبيث وجعل يفترى على القديس أنبا نبيس حتى انزعج الشيخ بغضب قائلاً انك لا تستريح ولا ينالك خير البتة. ولما انصرف الشيخ وهو مغمض مرض اجيلاس بغتة ومات إلى ظهر ذلك النهار وقبر وكان جميع عمر القديس أنبا نبيس تسعين
سنة منها أربعين سنة فى الأسقفية وتوفى فى سعادة تامة ولم يعوز ولم ينقص فضيلة إلى النفس الأخير. وكانت نياحته فى اليوم الثانى والعشرين من كيهك هذا الذى نعيد له فيه وهم قائلين مع الحسن فى المرتلين داود هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنجتمع ونفرح ونتهلل فيه لأن هذا هو يوم التهليل الذى يجب علينا أن نفرح ونبتهج فيه من أجل تذكار الصديق وأيضاً أن البار يكون طعام أبدياً. وقال بولس أنا عطر الله والعلامة هى هذه أن طيب الأبرار يدركنا بطلباتهم الذى بستشفعوا فينا بها عند مخلصنا الإله يسوع المسيح كى يحفظنا بمحبته له. كما قال بولس سلام الله الذى يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم ويقومها إلى محبة الله ورجاء يسوع المسيح الذى ينجينا من كل أمر ردئ ويوصلنا إلى ملكوته السمائية هذا الذى له المجد إلى الأبد أمين.
السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها
تنيح الأب أنبا نابس أسقف عيداب، وهكذا فليكن مبتدأ كلامنا واهتمامنا الآن بالصوت الحلو من كتب النبيين الذين يحثونا أن نبادر نحو أصفياء الرب بقلوب مستبشرة، ونكمل تذكارهم بفرح وكمالهم بتهليل وصوت السرور حسب ماهو مكتوب فى المزامير ارفعوا أيديكم فى ليالى القديسين وباركوا الرب يبارككم الرب، وأيضاً جميع الأطهار يصلون إليك ثم يقول هوذا موت أصفياء الرب كريماً أمامه. ومكتوب أيضاً فى أشعياء قائلاً تدلح روحى من الليل تبكر إليك اللهم لأن أوامرك نوراً هى على الأرض. فهات الآن نبادر بتصوير مبتدأ سيرته لكى نستطيع نصف غاية كماله، لأن الكتب نطقت بسببه من جهة الذين كانوا خداماً للكلمة. إنه ولد بقرية صغيرة من شرقى قـفط، وكان إنسان بهى فى جسده قوى، جميلاً جداً فى منظره. وكان هداه كرام فى مبتداه تخات مع الذين يعصرون فى معاصر العنب فاختار له من حداثته السيرة الجميلة المحبوبة التى هى سيرة الرهبان السواح وآثر المقام فى البرية، والهدوء، وكان طائع متتلمذاً لشيوخ أصفياء كاملين محبين للتعب، إذ اقتنى له أعمالهم وسيرتهم واتخذ فى اجتهاد زيهم وفضائلهم ولم يتباعد من صفوتهم. ويقال عنه أنه سليم القلب حتى كان يسمى بلغة المصريين بتانس. ولكيلا يطيل القول بكلام كثير فنتبع كلام الحكيم بولس أن الزمان لا يدعنى أن أتكلم فى جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل وبقية الأنبياء، حقاً إذا ما دمنا نتكلم فى الكتب المقدسة ليس يدعنا الزمان من حلاوة الكلام المكتوب فيهم لأنه قال إن كلامك حلواً فى حنجرتى أفضل من الشهد فى فمى. وأيضاً إن كلام الرب أحلى من الشهد والعسل. فلنعاود الآن إلى الشرح الذى ابتدأنا بذكره وتقصص منتهى سيرته أنه أستحق رتبة الأٍسقفية على كنائس عيداب التى هى على ساحل بحر القلزم فى تخوم البربر المعترفين بالبخاة. لأن آباؤنا اقتنوا ذلك الكرسى منذ البدء من أجل التجار والنواخيد الذين يسافرون فى البحر الأحمر كى يتقربوا هناك. وكان سكناه بقـفط ببيعة صغيرة حيث كان يصلى ويقرب وكهنة القلائل الذين معه، وكان يرسل قسيس وشماس إلى عيداب بالتوبة وهذه بعيدة من قـفط أكثر من ثلاثة عشر مرحلة فى القفار مواضع البربر وإذا دعت الحاجة أن يمضى إلى هناك فإن البجاة يحملوه على جمالهم مع جميع ما يحتاج إليه من استعداد البيعة ويأخذوا أجرة جمالهم. فانظروا الآن إلى هذه القرعة التى أصابته من الله من أجل أنه كان مرتبط بمحبة البرية منذ صغره بكل الاجتهاد حتى أنه لم يرض يخالط كثير من الناس، ولأجل هذا ورث فى اسقفيته هذه الأماكن القفرة، بعيد من كل قلق والخصام وخديعة الناس. كما كتب من أجل يوحنا المعمدانى أنه كان مقيم فى البرارى إلى يوم ظهوره لاسرائيل، وعلى هذا الحال أيضاً القديس أنبا نابس الأسقف.. هذا الذى صارت اعماله المستقيمة مضيئة كشعاع الشمس، إذ كان حياً بالجسد وكان طيب عطريته صاعداً إلى فوق عند الله كما قال بولس أنا طيباً بالمسيح لله لقوام عطر من الحياة إلى الحياة. وهذا كان انسان كامل بكل الدعاء والعفاف، ووجهه مملوء من الفرح والسرور، وهيئته منشطة سائلة. وكانت نعمة الله فى وجهه، وعلى الجملة كان لابس جميع الفضائل. ولم يكن أحداً من الناس يدخل إليه ويختلى به إلا ويخرج فرحان مستبشر وسكران من فرح وجهه كالمكتوب إنى أتهلل بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة وأيضاً جيداً هو الناموس لى فيك أفضل من ألوف من الذهب والفضة وأيضاً صوت الفرح والتهليل فى مساكن الأبرار كافة. وبالحقيقة مقنع لنا القول إذا ما نحن اجتمعنا أن نقف فى مساكن القديسين لا سيما نسجد فيها الآن الأمر ظاهر أن صوت التهليل والخلاص يدرك المسامع الداخلة حتى تفيق سائر الأعضاء وتذوب كالشمع من كثرة طيب الأصفياء المحرك لقلوبنا، لكيما ننمى ونعطى ثمار زكية بذكاوة ومحبة بعضنا بعضاً. فهو روحانى وكان ساجداً متواضع فى شكله له الدعاء المتبلة بالملح ممتزجة بالأدب، جميلاً فى منظره أميناً فيلسوف كمثل بطرس ويوحنا وبقية الرسل الذين لا يحسنون الكتابة وهم مرتاحون بروح القدس، يقولون فى الأقوال النبوية من كنوز قلوبهم المملوءة من كل طيب إلهى. وكان قد شاخ جداً فى الأسقفية وأقام أكثر من أربعين سنة فى رتبة الكهنوت. وهذا لم يكن يشتهى أن يخالط الجموع بل كان منعزل فى مكان وحده للسياحة، ولم يكن له أكثر من ثلاثة أو أربعة من الكهنة يتقرب معهم فى مخدعه وبابه مغلق. وكانت الآباء الأساقفة الذين أدركوا زمانه يستعطفه الذين هم أنبا بيفامون المستوجب ذكره، وأنبا يوحنا، وأنبا ببنوده والذين بعدهم يسألوه أن يجتمع معهم مراراً كثيرة فى البيعة الجامعة لأنهم كانوا يروه أشرف منهم قدر، وهو لهم بمنزلة الأب إذ كان قد شفى كثير ممن بهم الأمراض المختلفة. وليس ذلك فقط، بل كان ينظر على الحقيقة وتنبأ بأمور كثيرة قبل كونها، لأن النواخيذ العظماء كانوا يترددون إليه ويتباركون منه الذين هم السعيد سيرابيون وشمليق وظرتاوس ودستانس ولبداشانى. وكانوا يشتهوا أن يتمنى عليهم شئ، أو يأمرهم بأمر كأن الله يخاطبهم من فمه أسمعوا الآن وتعجبوا.
كان ذات يوم وقد توجع السعيد هرقليد وهذا الذى كان قد ترهب فى بيعة الرسل الذى هو الهيكل حسب اسمه، وظنوا بأجمعهم أنها مرضة موته. فدخل القديس أنبا ببنوديوس حسب المفترض الواجب كى يخاطب أبوه ويعتقد أحواله لمن من النواخيذ. ولما دخل من باب البيت حسبما قد تحققنا ذلك من جهة الذين شهدوا بأعينهم أنه لما وقع عليه خوف من أجل الإنسان، قال السيد رأس خادمه أنه وإن كان لم يمت، غير أنه يكون عند أبويه كمن مات وكقدر استحقاقه سيقوم من المرض، بل انه يفتقد نور بصره وكان ذلك بهذا السبب صار راهب وخلص من هموم هذه الدنيا واستقاد تعب هذا العالم العابر وفى آخر يوم كانت زوجة المغبوط أوجيوس قد توجعت بعد وفاة بعلها، فأشاروا عليها أناس كى تصوم وتشك لئلا يصيبها تجربة. وأما المغبوط أنبا نينس فإنه كان يعتقد حالها كنبى الله ويوصيها أن تتناول من الأطعمة التى اعتادت بهم، وتستجم بالماء لتتنيح حسب صورة قيام حياتهم إذ كان سبق وعلم أن وفاتها لا تبطئ وأنها سوف تموت بعد أيام قلائل وهذه هى الرؤيا التى شاهدها قال إنى حزين لأجلها ..ومن أجل أطفالها لئلا يتيتموا من الجهتين لشأن أن أبوهم قد توفى أولاً، وسمعت أيضاً أناس تحدث بعضها بعضاً بكلام هذيان قائلين قد سقط البرج وبعضه قائماً بغير سقوط قال انه سوف يسقط عن قليل ففكرا أنبا نبيس أنها حصن البيت وقال فى هذا أن يهتموا بشأنها وحسب ما سبق وقال هكذا كان. وان مقدم سيارة يسمى اجيلاس انساناً شريف القدر اعتقل اناس صادقين القول قبل وصوله إلى درجة التقدمة فى العسكر وطرحهم إلى السجن واستعمل فيهم سلطان فى الظاهر. فجاءوا وطلبوا إلى القديس أنبا نبيس أن يذهب إليه ويشفع فيهم ومضى وسأله جداً قائلاً لا تغفل هذا يا ولدى ولا تكون ذو قساوة قلب. ولما قال هذا تحرك فيه شيطان خبيث وجعل يفترى على القديس أنبا نبيس حتى انزعج الشيخ بغضب قائلاً انك لا تستريح ولا ينالك خير البتة. ولما انصرف الشيخ وهو مغمض مرض اجيلاس بغتة ومات إلى ظهر ذلك النهار وقبر وكان جميع عمر القديس أنبا نبيس تسعين
سنة منها أربعين سنة فى الأسقفية وتوفى فى سعادة تامة ولم يعوز ولم ينقص فضيلة إلى النفس الأخير. وكانت نياحته فى اليوم الثانى والعشرين من كيهك هذا الذى نعيد له فيه وهم قائلين مع الحسن فى المرتلين داود هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنجتمع ونفرح ونتهلل فيه لأن هذا هو يوم التهليل الذى يجب علينا أن نفرح ونبتهج فيه من أجل تذكار الصديق وأيضاً أن البار يكون طعام أبدياً. وقال بولس أنا عطر الله والعلامة هى هذه أن طيب الأبرار يدركنا بطلباتهم الذى بستشفعوا فينا بها عند مخلصنا الإله يسوع المسيح كى يحفظنا بمحبته له. كما قال بولس سلام الله الذى يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم ويقومها إلى محبة الله ورجاء يسوع المسيح الذى ينجينا من كل أمر ردئ ويوصلنا إلى ملكوته السمائية هذا الذى له المجد إلى الأبد أمين.