- إنضم
- 13 مارس 2022
- المشاركات
- 492
- مستوى التفاعل
- 415
- النقاط
- 63

27 بشنس: 4 يونيو نياحة القديس العظيم الأنبا توماس السائح
.. وكان فى جبل شنشيف رجل سائح قديس اسمه أنبا توماس وكان محبوباً وشهد له أبى أنه لم يكن أحد يعادله وأن السيد المخلص خاطبه وأن الملائكة حضروا عنده مراراً كثيرة وأوصله السيد إلى أبى فى القفر كما أنه قد أوصل أبى أيضاً إلى مسكن الصديق والقديس أنبا توماس وافتقده وعزاهما أيضاً معاً دفعات كثيرة.
وعندما دنت نياحته ليخرج من الجسد انطلق إلى البرية وتحدثنا معه بعظائم الله فقال القديس أبونا توماس لأبى: "ها أنا أفارقك لأن ملاك الرب أعلمنى هذه الليلة أنه سيفتقدنى الرب قريباً وهذه آخر دفعة أخاطبك فيها بالجسد كما أنه أخبرنى عن يوم نياحتك أنت أيضاً فليرصد أولادك ذلك اليوم ليكون لهم آية إلى الأبد وهو الموافق ليوم ميلاد كيرلس الحكيم رئيس أساقفة الإسكندرية ومار بقطر رئيس دير طفنس (مذكورة هكذا فى المخطوط ولعلها طبنس ) ليس ذلك فقط بل وفى نفس الساعة هو معلوم ومقدس الذى هو السابع من شهر أبيب ويخرج للقاءك قديسون كثيرون." فقال لـه أبى: "كيف يمكننى معرفة ذلك اليوم الذى ستنتقل فيه." فأجاب أنبا توماس قائلاً: "سأجعل لك علامة عجيبة وهى أن الحجر الذى تجلس عليه أنت خارج مسكنك وتنظر خطايا العالم بأسره، ويكون أنه فى الوقت الذى يفرق بين نفسى وجسدى ينفلق هذا الحجر نصفين كمثل كتاب تفتحه والذى عال طوبيت بن طوبيا فى أرض غربته الذى هو روفائيل رئيس الملائكة تنظره يسير قدامك أنت ومن تختارهم إلى أن تصل إلى مسكنى بغير سفينة، فاصنع محبة من أجل الرب واستر جسدى المسكين لأنى يائس ومنقطع وليس لى سوى الله وحده.."
فقال أبى: "لتكن إرادة الله."، ثم إن أنبا توماس قبل أبى وقال: "استودعك الله من الآن حتى ألتقى بك فى بيعة الأبكار." وخرج أبى من عنده ورجع إلى مسكنه ثم أن أبى زاد فى نسكه وعبادته. وحدث أنه بعد أشهر بينما كان أبى واقف عند الحجر الذى أمام مسكنه يصلى أن الحجر انشق إلى إثنين فتنهد أبى وقال: "لقد عدمت برية شنشيف سراجها."
ولما قال هذا أبصر رئيس الملائكة روفائيل يشير إليه بيده اليمنى يقول: "السلام لك يا خليل الله وحبيب سائر القديسين، هلم لنستر جسد القديس فإن الرب وملائكته ينتظرونك وسوف تسمع الكلام الحلو." فتبع وجاء إلى الدير وكان ليلاً فصادف أخاً يتلو المزمور القائل: "إنى أقوم فى نصف الليل لأشكرك على أحكام عدلك." فقال لـه أبى: "اتبعنى." ثم جاءوا إلى الأخ أخنوخ وكان شجاعاً قوياً يتلو المزمور القائل: "إنى استظل تحت جناحيك، وعدلك يحيط بى كسلاح." فقال لـه أبى: "اتبعنى." ثم جاءوا إلى أنبا يوساب الكاتب الحكيم وهو يتلو المزمور القائل: "نحن نهضنا وقمنا وباسم إلهنا انتصرنا." فقال لـه أبى: "السلام لك أيها الثمرة الطيبة اتبعنى." ثم دخل إلى المذبح وصلى مع الأخوة الثلاثة ثم انطلقوا وروفائيل الملاك يُنير قدامهم حتى وصلوا إلى باب المسكن بغير سفينة فدخل أبى أولاً وهو ينادى: "بارك علىَّ." فسمع المرتل داود النبى وهو يقول: "مبارك الآتى باسم الرب." ثم أنه سجد للسيد المسيح ثم رتل داود النبى بقيثارته قائلاً: "امتلأت أفواهنا فرحاً ولساننا تهليلاً." ثم صعد السيد المسيح مع ملائكته إلى السماء. فدعا أبى الأخوة فقرأوا عليه طويلاً ثم كفنوه ودفنوه بتجهيز عظيم ورجعوا إلى الدير بغير سفينة أيضاً ولم يقل أحد كلمة لأن رئيس الملائكة روفائيل كان يتقدمهم وبيده قضيب من نار لينير لهم الطريق، وهذا إنما كان لتمجدوا الله وقديسيه لذلك شرحته لكم…
بركة صلوات وطلبات القديس العظيم الأنبا توماس السائح تكون معنا أمين.
Thomas the anchorite of Shinshif
عن كتاب العظيم فى القديسين الأنبا توماس السائح إعداد القمص إبرآم الصموئيلى
وما هو منقول هنا من هذا الكتاب هو الجزء من الكتاب الذى به صورة المخطوط من سيرة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بقلم ويصا تلميذه فقط.
أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح
اسم توماس وهو باللغة القبطية أخذ عن الآرامية أي العبرية القديمة من كلمة توما بمعني الابن التوأم.
قديسون باسم توماس :-
القديس توما الرسول .
القديس توماس الذي من شندلات .
القديس توماييس .
القديس توماس السرياني .
أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح :-
كان قصير القامة ، ممتلئ الجسد .
مستدير الوجه ذو لحية بيضاء .
يرتدي علي رأسه دائماً طاقية عليها ثلاثة صلبان .
كان يحب دائماً أن يمسك الشورية حيث البخور يتصاعد منها برائحته الذكية .
هذا الوصف وإن كان مشابهاً للأيقونة الأثرية الموجودة بالدير . فقد ذكره الكثير من الناس حيث تكرر ظهوره لهم إما في رؤية أو شاهدوه بالعين المجردة إذ كان يظهر علي السور الشرقي للدير من ناحية الجبل .
الفترة التي عاش فيها أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح
أن الحقبة التاريخية التي عاشها أبينا القديس الأنبا توماس شهدت ستة من الأباء البطاركة بدءاً من :
البابا الأنبا أثناسيوس الرسولي البطريرك العشرين في بطاركة الكرازة المرقسية .
البابا الأنبا بطرس الثاني .
البابا الأنبا تيموثاوس الأول .
البابا الأنبا ثيئوفيولس .
البابا الأنبا كيرلس الأول ( عامود الدين ) .
البابا الأنبا ديسقورس .
نشأة أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح
إن المراجع المتوافرة حتى الآن لم توضح السنة التي ولد فيها الأنبا توماس إلا أنه من الواضح أنه عاش حياة تزيد عن 100 سنة ولا تتعدى 130 سنة .في قرية تدعي شنشيف وهي بالقرب من مركز ساقلته التابع لإيبارشية أخميم محافظ سوهاج . ولقد ولد الأنبا توماس من والدين تقيين مسيحيين محبين لرب المجد يسوع المسيح لها المجد فربياه بكل تقوي في مخافة الله وثقفاه بعلوم وأداب الكنيسة وطقوسها فأحب الكنيسة من كل قلبه ... وكلما أزداد حباً لها تعمق فيها أكثر وأكثر حتى زهد أباطيل العالم وشهوات الدنيا .
فترك منزله وخرج إلي البرية ... إلي جبل شنشيف القريب من قريته وفي أحضان الجبل اختار مغارة عاش فيها حياة نسكية متعبداً لرب المجد مجاهداً بقوة وبقلب مملوء بالقداسة . وشهد جبل شنشيف لقداسته وروحانياته وصلواته المرفوعة علي الدوام من أجل حياة أسمي وأبقي .
صفاته
+ كان مثلاً عالياً في حياة الجهاد والحكمة والمشورة الروحية حتى ذاع خبر قداسته بين الملائكة والقديسين .
+ كان نموذجاً مضيئاً للطهارة والعفة والجهاد المسيحي .
+ كان يتمتع بنقاوة القلب والبساطة الروحية التي هي من سمات أهل البرية حتى قال عنه شيوخ البرية " أنه كان كاملاً في الفضائل المسيحية" .
+ كان يعشق حياة الوحدة فكان لا يخالط أحد ... إلا أنه لم يكن يبخل بالمشورة لأحد بل يستمع بنقاوة قلب وطول أناة بروحانية متدفقة مملوءة نعمة وقداسة .
+ كان ذا مشورة روحية عالية في الفضيلة فكان يتردد عليه من سكان جبل شنشيف المتوحدين ومنهم أبينا القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وأبنائه .
+ كان طعامه مرة واحدة كل أسبوع وكان من بعض البقوليات وقيل أنها من بعض الأعشاب بل هي مجرد سد الاحتياج وليس لإشباع الجسد . فكان لا يهتم به كعادة الأباء السواح بجانب اهتمامه بالصلاة وتفكيره المستمر في أورشليم السمائية .
+ وهبه رب المجد يسوع المسيح له المجد سر عجيب في عمل الآيات والعجائب فكان يشفي المرضي من كل سقم ... وكل ضعف ... وكل علة ... كما وهبه سلطاناً خاصاً علي الأرواح النجسة .
+ قال عنه أحد أبناء القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين وهو عائد من زيارته " أنني عائد من أورشليم السمائية .. محمل بكل بركات " .
+ كان حافظاً للكتب المقدسة مردداً إياها علي الدوام .
+ كان يحب الصلاة .. فكان مثالاً عاليا لتأدية الصلوات بلياقة روحية .. إذ كان يصلي مزاميره بصوت عذب ، مسبحا ، مرتلا ، متهللا كل أوقات النهار . كما أنه كان لا ينام إذ يقضي ليله كله في الصلاة والحديث مع رب المجد يسوع المسيح له المجد .
+ كان مداوماً علي صلاة المزامير مردداً المزمور السادس "يا رب لا تبكتني بغضبك .... "
+ وقد تأثر الأنبا توماس بأبينا القديس العظيم الأنبا أنطونيوس في طريقته في الرهبنة فأحب حياة العزلة الفردية والصوم والتقشف إن التدريب الأول والرئيسي في حياة الرهبنة والقداسة هو السكون ، بمعني التمتع بحياة سرية مع رب المجد يسوع المسيح له المجد لا يدركها أحد ولهذا يصعب الدخول إلي تفاصيل الحياة الخاصة للقديس والتي يعتبرها شركة بينه وبين رب المجد يسوع المسيح له المجد فقط .
+ الذين اهتموا بكتابة سيرة القديس العظيم الأنبا توماس السائح هم :-
v أبينا القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .
v الأنبا ويصا تلميذ الأنبا شنودة الذي ذكر مختصرا سيرته أثناء سرد سيرة معلمه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .
v الأنبا يوساب الناسك المعروف باسم الأنبا يوساب الكاتب الحكيم وهو الذي كفن ودفن الأنبا توماس مع الأنبا شنودة وبعض الأباء الرهبان وهو من عادته أن يهتم بأجساد القديسين وكتابة سيرتهم . وقد قال عنه القمص يعقوب مويزر "أنه ربما يكون قد كتب سيرة الأنبا توماس " .
نبذة عن حياة أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح
قال أبينا القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين لأبنائه عن أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح "اذهبوا ... واستفيدوا من بهاء جبل شنشيف لتعرفوا كيف تكون الفضائل متكاملة في شخص القديس توماس كوكب جبل شنشيف " .
ما أحلي لقاء القديسين ... حديث نوراني ونعمة غزيرة ... منسكبة في محضر الصلاة بينهم .. وهكذا تميزت لقاءات رجال الله وبخاصة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين مع الأنبا توماس السائح .
أما أن يكون الأب القديس العظيم الأنبا توماس بمثابة مرشدا روحيا للأنبا شنودة ولذا كانت زيارته طلبا للإرشاد الروحي وأخذ البركة ، أو أن تكون هذه الزيارات من الأنبا شنودة كمرشد روحي للقديس العظيم الأنبا توماس . وفي كلتا الحالتين هذا يعطي لنا علامة واضحة علي الطريق لندرك كم هي عظيمة ومكرمة حياة أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح الذي بغزارة نعمة الله له وعمق الشركة الروحية كان القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين يسعى إليه .
نبوءة أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح
1- نبوءته عن موعد وعلامة نياحته .2- نبوءته عن نياحة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .
وهذا يدل علي أنه كان قديسا ملهما أعطيت له موهبة كشف الأسرار الإلهية .
وإليكم ما سجله لنا الأنبا ويصا تلميذ الأنبا شنودة رئيس المتوحدين في ميمره الذي نشره العلامة أملينو .
أنه في حديث ودي بين الأنبا توماس والأنبا شنودة قال الأنبا توماس للقديس شنودة ها أنا أفارقك لأن ملاك الرب أعلمني هذه الليلة أنه سيفتقدني الرب قريبا وهذه هي أخر مرة أخاطبك فيها بالجسد كما أن الله أخبرني عن يوم نياحتك أنت أيضا فليرصد أولادك ذلك ليكون لهم آية إلي الأبد .
وهذا اليوم يوافق يوم ميلاد كيرلس الحكيم رئيس أساقفة الإسكندرية ومار بقطر رئيس طفنس ليس ذلك فقط بل وفي نفس الساعة وهو معلوم ومقدس الذي هو السابع من شهر أبيب ويخرج للقائه قديسون كثيرون .
فقال له الأنبا شنودة :
كيف يمكنني معرفة ذلك اليوم الذي ستنتقل فيه .
فقال له الأنبا توماس :
سأجعل لك علامة عجيبة وهي أن الحجر الذي تجلس عليه وأنت خارج مسكنك وتنظر خطايا العالم بأسره في ذلك الوقت الذي يفرق الله بين نفسي وجسدي ينفلق هذا الحجر نصفين كمثل كتاب تفتحه والذي عال طوبيت ابن طوبيا في أرض غربته الذي هو رافائيل رئيس الملائكة تنتظره يسير قدامك أنت ومن تختارهم إلي أن تصل إلي مسكني بغير سفينة .
فأصنع محبة من أجل الرب وأستر جسدي المسكين لأني بائس ومنقطع وليس لي سوي الله وحده .
فقال له الأنبا شنودة :لتكن إرادة الله
وبعد ذلك قبل ا لأنبا توماس الأنبا شنودة قبلة الوداع الأخيرة . وقال له أستودعك من الآن حنى ألتقي بك في بيعة الأبكار .
نياحة أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح
ذكر الميمر أن رب المجد يسوع المسيح له المجد كان أول الحاضرين لنياحة أبينا القديس العظيم الأنبا توماس السائح وهذا شئ عادي حيث قوة العلاقة بينهما وصلت إلي درجة أنه كان يخاطبه فما بفم مثل موسى النبي .
وأيضا حضر النياحة كلا من :
1- الملائكة برئاسة الملاك رافائيل .
2- أبينا داود النبي .
3- الأنبا شنودة رئيس المتوحدين .
4- الأنبا ويصا تلميذ الأنبا شنودة .
5- الأنبا أخنوخ .
6- الأنبا يوساب الكاتب الحكيم .
7- أخ مجتهد الأنبا تمرينوس .
تابع ما سجله الأنبا ويصا
بعد شهور قليلة من لقاء الأنبا توماس بالأنبا شنودة إذ بينما كان الأنبا شنودة واقفا يصلي بجوار الحجر الذي أمام مسكنه أن الحجر انشق إلي نصفين .
عندئذ تنهد الأنبا شنودة وقال لقد عدمت شنشيف سراجها وعندما و عندما قال هذا أبصر رئيس الملائكة رافائيل يشير إليه بيده ويقول : السلام لك يا خليل الله وحبيب القديسين هلم نستر جسد الأنبا توماس فإن الرب وملائكته ينتظرونك وسوف تسمع الكلام الحلو .
فتبعه وجاء إلي الدير وكان الوقت ليلا فصادف أخا يتلو المزمور 118 وهو المكون من 22 قطعة في صلاة الخدمة الأولي لنصف الليل ومن ضمنه ما جاء في القطعة الثامنة في نصف الليل نهضت لأشكرك علي أحكام عدلك .
فقال له الأنبا شنودة أتبعني ثم جاءوا إلي الأخ أخنوخ وكان شجاعا وقويا يردد المزمور الساكن في عون العلي يستريح في ظل إله السماء .
فقال له الأنبا شنودة اتبعني ثم حضر الأنبا شنودة ومعه الأخ أخنوخ إلي أنبا يوساب الكاتب الحكيم ويتقدمهم رئيس الملائكة رافائيل فوجدوا الأنبا يوساب يتلو المزمور القائل نحن نهضنا وقمنا و باسم إلهنا انتصرنا .
فقال الأنبا شنودة للأنبا يوساب : السلام لك أيها الثمرة الطيبة اتبعني ثم دخل إلي المذبح وصلي مع الأخوة الثلاثة ثم انطلقوا و رافائيل الملاك يتقدمهم حتى وصلوا إلي باب المسكن المقيم فيه الأنبا توماس بغير سفينة كما قال لهم فوجدوه قد تنيح .
فدخل الأنبا شنودة وهو ينادي بارك عليٌ فسمع المرتل داود يقول مبارك الأتي باسم الرب فسجد للسيد المسيح ورتل مع داود النبي امتلأت أفواهنا فرحا ولساننا تهليلا . ثم دعا الأنبا شنودة الأخوة وقرءوا عليه طويلا وبعد ذلك كفنوه ودفنوه بتجهيز عظيم ورجعوا إلي الدير الغربي " دير الأنبا شنودة " بغير سفينة لأن الملاك رافائيل كان ينير لهم الطريق .
وهكذا تنيح الأنبا توماس بشيخوخة صالحة في 27 من شهر بشنس سنة 168 للشهداء .ولد القديس بقرية شنشيف والتي تعرف حالياً باسم: "عرب بني واصل" مركز ساقلته، محافظة سوهاج، من أبوين مسيحيين محبين لله، ربياه وأدباه بآداب الكنيسة.
المراجع الموجودة حتى الآن لم توضح السنة التي ولد فيها الأنبا توماس، إلا أنه من الواضح أنه عاش حياة تزيد عن مائة سنة ولا تتعدى مائة وثلاثين سنة.
اشتاق القديس إلى السيرة الرهبانية، فخرج وسكن في جبل شنشيف القريب من قريته، وفي أحضان الجبل اختار مغارة عاش فيها حياة العزلة والنسك، متعبداً لله، مجاهداً بقوة وقلب مملوء بالقداسة، مداوماً على الصلاة ليلاً ونهاراً، وكان طعامه مرة واحدة في الأسبوع.
تأثر الأنبا توماس بالقديس العظيم الأنبا أنطونيوس مؤسس الرهبنة، فأحب حياة العزلة الفردية، ولم يكن يخالط الإخوة (الرهبان) إلا وقت الصلاة.
ومع ذلك لم يبخل الأنبا توماس بالمشورة لأحد من الإخوة بل كان يستمع إليه بنقاوة قلب وطول أناة.
كان يذهب إليه بين الحين والآخر بعض الآباء الرهبان والمتوحدين الذين يسكنون الجبل، طلباً للإرشاد الروحي وأخذ البركة.
وكان يذهب إليه بين الحين والآخر القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين.
(قد يكون القديس الأنبا توماس بمثابة المرشد الروحي للأنبا شنوده أو العكس)
كان الأنبا شنوده يحث أبناءه دائما أن يذهبوا ويستفيدوا من بهاء جبل شنشيف ومن الأنبا توماس.
كان القديس ذا صوت هادئ في التسبيح لله -كصوت الملائكة، حافظاً الكتب المقدسة، كاملاً في الفضائل المسيحية.
أعطاه الله موهبة عمل الآيات والعجائب، مثل شفاء الأمراض وإخراج الشياطين.
كانت صلواته وأصوامه لها قوة وقدرة شديدة لإزعاج الشياطين وهروبهم، وكان لا يستطيع عدو الخير أن يقهره أو يهزمه.
شهد عنه الأنبا شنوده قائلاً: إنه لم يكن أحد يعادله وان السيد المخلص خاطبه فماً بفم وإن الملائكة حضروا عنده مراراً كثيرة.
أعطاه الله أيضاً موهبة النبوة، ومعرفة بعض أحداث المستقبل، إذ عرفه الروح القدس بيوم نياحته.
وفي أثناء زيارة القديس الأنبا شنوده إلى القديس الأنبا توماس -بجبل شنشيف، قال له الأنبا توماس إني سأفارقك، وقد أخبرني الرب أنك ستلحق بي بعد أيام.
فطلب الأنبا شنوده علامة من القديس.
فقال له: إن الحجر الموجود خارج مسكنك سينقسم إلى نصفين عند مفارقة نفسي من جسدي.
لما قرب وقت انتقال الأنبا توماس من هذا العالم الفاني، ظهر له رب المجد، وعزاه وقواه، ووعده بأن هذا المكان سيبنى فيه كنيسة على اسمه، ويأتون إليها من كل البلاد ويكون اسمه شائعاً. وأخبره بأنه بعد ثلاثة أيام سيترك الجسد وينال إكليل الحياة الدائم، ثم أعطاه السلام وصعد إلى السماء.
تنيح القديس بشيخوخة حسنه في اليوم السابع والعشرين من شهر بشنس سنة 168 للشهداء الموافق 452 م تقريباً.
عند انتقال القديس الأنبا توماس إلى السماء، كان الأنبا شنوده رئيس المتوحدين واقفاً خارج قلايته، فرأى الحجر الذي كان يجلس عليه قد انشق إلى نصفين، ففي الحال تنهد القديس وقال: لقد عدمت برية شنشيف سراجها المنير.
ولما قال هذا أبصر رئيس الملائكة رافائيل يشير إليه بيده اليمين ويقول: السلام لك يا خليل الله وحبيب سائر القديسين، هلم لنستر جسد القديس الأنبا توماس.
فقام القديس الأنبا شنوده وأخذ معه الأنبا ويصا تلميذه والأنبا يوساب الحكيم ومار أخنوخ والأنبا تمرينوس ليكفنوا الأنبا توماس.
كفنوا الجسد ودفنوه في المكان الذي كان ساكناً فيه.
وفي وقت تكفينه كان حاضراً السيد المسيح له المجد، وداود النبي.
ولقد تحققت نبوءة الأنبا توماس عن نياحة الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، في اليوم السابع من أبيب.
بركة صلاتهم تكون معنا. أمين
بركة صلواته و شفاعاته تكون معنا أمين
التعديل الأخير: