سيرة القديسين العظيمين الشهيدين بنيامين واوذوكسية اخته كاملة من المخطوطات الأصلية

karas karas

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
13 مارس 2022
المشاركات
527
مستوى التفاعل
452
النقاط
63
سيرة القديسين العظيمين الشهيدين بنيامين واوذوكسية اخته كاملة من المخطوطات الأصلية



سيرة القديسين العظيمين الشهيدين بنيامين واوذوكسية (تنطق ايضا اودكسية وأوذكسية) اخته كاملة من المخطوطات الأصلية نقلا عن مخطوط 47 سير قديسين بدير القديس ابو مقار انشروها على اوسع نطاق

عيد استشهادهم يوم 25 مسري الموافق 31 اغسطس

تجدر الاشارة الى ان ما بين الاقواس هو للتوضيح وليس من نص المخطوط ولم يتم تعديل النص الا للضرورة القصوى بشكل لا يغير اي معنى بتاتا لتلافي بعض الاخطاء الاملائية واللغوية فقط

نص المخطوط :

بسم الآب والإبن والروح القدس الاله الواحد

هذه شهادة المجاهد شهيد المسيح القديس ابوانامن واودوكسية (بنيامين واوذوكسية) اخته من اهل شبشير التي اكملاها في الخامس والعشرين من شهر مسري بسلام من الرب امين

كان في مملكة الطاغي المنافق دقلديانوس وارمانيوس والي على مدينة الاسكندرية واريانوس والي على قبلي (صعيد وجنوب مصر) ان كتب دقلديانوس امرا وارسله الى كل موضع في مملكته مكتوب هكذا: ؛"انا دقلديانوس الملك الضابط اكتب الى كل موضع يكون تحت عزة مملكتي, وبعث به الى القبلة (أي المتقدمين في الشعب) ان كانوا ان كانوا اساقفة او او قسوس او شمامسة او ابيذياقونيين او اغنسطسيين (رتب شماسية كنسية ) او رهبان او ولاة او قواد او وزراء او جنود او ذكرا او انثى او عبدا او حرا يسجدون كلهم لآلهتي ابلون وارطاميس ام الالهة والذين لا يسمعون تقتلونهم بحد السيف والنار وكل موت شرير" وهذا الامر ارسله الى مصر الى اريانوس مقدم الاسكندرية على يد قائدا اسمه ديوناسيوس وارمانيوس والقائد ارسلوه الى اريانوس والى انصانا وبليوس والي الفرما وقرأوا عليهم مطالعة (منشور) الملك ولما اخذوا المطالعة ساروا في ارض مصر كلها ,واخذ الولاة في الصعيد كله جموع كثيرة لا تحصى من النصارى ,قوم منهم قتلوهم بحد السيف واعطوا اجسادهم للوحوش والكلاب وطيور السماء واخرون احرقوهم بالنار وبهذا كله مجد الله اصفياءه في كل مكان وهكذا كان على النصارى قلق كثير عظيم على كل الكنائس واما اريانوس الوالي فكان يقتل النصارى بتعظم وبغير وقار وجاء اريانوس الى طوه وكتب كتب من عنده واعطاهم للجند قائلا لهم اذهبوا الى بحري (شمال مصر) في كل كورة مصر واقرأوا هذه الكتب لكل احد من الناس في كل مكان ليجتمعوا كلهم لكي يسجدوا لآلهة الملك أبلون واراووس وارطميس وبقية السبعين الها الذين اعطونا العظمة وواضع الوالي الات للتعذيب ليس لها عددا كل من يبلغ الى الوالي اذا رأى كثرة الات العذاب في موضع العذاب يقع عليهم خوفا عظيما

كان هناك طفلا ساكنا في مدينة شبشير هذا كان عمره تسعة سنين وكان حكيما جدا تاما في كل الحسنات ونعمة الله حالة في وجهه حسن المنظر يدعى اسمه ابوانامن (اي بنيامين) وله اخت اسمها اودوكسية (تنطق ايضا اوذوكسية) عمرها خمسة عشر سنة ولهما ابا مؤمنا واما مؤمنة اسم ابوه الياس وامه (اسمها) راحيل وهما رحومين محبين للغرباء يصنعون رحمة كثيرة مع الفقراء والضعفاء ورحمة الله معهم في كل حين وهم بإتضاع وخفر (اي حياء) يصلون صلوات كثيرة ويصومون وكل احد يحبهم من اجل محبتهم للبشر واعمالهم الحسنة فلما جاء الجند وكتب اريانوس وجمعوا جموعا كثيرة الى الموضع الذي فيه الوالي فأسلم جموع كثيرة اجسادهم للموت والسيف والنار من اجل محبتهم للمسيح اخذين اكليلا لا يهلك (يفنى) في ملكوت السموات فلما سمع القديس ابوانامن ان الوالي بطوه يعذب القديسين تفكر في نفسه قائلا ماذا اصنع انا الخاطئ وانا في هذا الهزل (اللهو) الباطل ان كنت سأموت ويلقوني في العذاب من اجل خطاياي لماذا اتكاسل عن خلاصي اين الاحباء والاقرباء اين الاخوة والاخوات اين الملوك والسلاطين اين الوزراء والذين في العظمة اين الحكماء والفهماء اين كل الاجيال الذين كانوا من ادم الى الان الم يزولوا كلهم سوف ازول انا ايضا مثل هؤلاء كلهم مكتوب انه يعلم طرقه وأيضا يهدي اهل الدعة (الوداعة والاتضاع ) بالخلاص

لما فكر بهذا الطوباوي ابوانامن قام للوقت وهو مزين بمحبة المسيح وجاء ووقف قدام الوالي فلما نظر هذا القديس للذين يسجدون للأوثان رفع صوته الى العلو وقال الويل لكم ايها الذين تبصرون هذا الزمان القليل الذي يباد ولا تفكروا بالزمان العظيم الدائم الى الابد غير خائفين من العذاب والدود الذي لا ينام وصرير الاسنان وبالأخص الذين ينكرون ربي يسوع المسيح من اجل مجد هذا العالم الذي يهلك وايضا (تكلم) طيب (بتعزية ) قلوب الجموع لكي لا يسجدوا للأصنام قائلا يا اخوتي العالم يزول وكل ما فيه وشهواته تهلك معه والذي يصنع ارادة الرب يدوم الى الابد اذكروا يا اخوة موضع الدينونة المخوف والخدام الذين بغير رحمة والمعذبين المخوفين الذين يعذبون بهم المنافقين هذا قاله الطوباوي من نعمة الروح القدس الخارجة من فمه الصغير الى معرفة ربنا يسوع المسيح

فلما سمع اريانوس هذا الكلام الذي يقوله القديس الطفل ابوانامن بغير خوف امتلأ غضبا بغضب الشيطان وامر ان يقدموا له القديس قائلا له من اين انت يا طفل تقول هذا الكلام الصعب امامي وترد قلوب الجموع لكي لا يسجدوا للألهة الهة سيدنا الملك اجاب الطوباوي ابوانامن وقال له يا اريانا ليس هذا امرا جيدا اذ رأى احدا اخاه يخطئ ويوافقه مكتوب ان من يرد رجلا خاطئا من طريق ضلالته يخلص نفسه من الموت والرب يغطي (يستر) على خطاياه من اجل هذا جئت أيها الوالي الى هذا المكان لكي ارد النفوس الضالة الى معرفة طريق الخلاص الذي للمسيح فغضب الوالي وقال له ما اسمك فقال له القديس اسمي ابوانامن فقال له الوالي اسجد لئلا تموت وتخسر شبابك فقال له القديس لست اسجد للحجارة الاوثان الغير فاهمين لكن اسجد لربي يسوع المسيح ملك السماء والارض الذي بغير دنس ولا عيب ولا يهلك ولا يتبدل الدائم في كل زمان وابوه الرحوم والروح القدس الثالوث الواحد هو وحده اسجد له

فلما سمع الوالي هذا من القديس ابوانامن غضب جدا وامران يعرى من ثيابه ويسلمونه لأربعة من الجند اشرار جدا وامر ان يوقدوا تحت زفت حتى يغلي ويلطخ به جسده من مشاعل موقودة ومن كثرة النار صار جسده كله تراب واسلم الروح وللوقت نزل ميخائيل رئيس الملائكة من السماء ووقف على جسد القديس وهو تراب وصرخ عليه قائلا اقول لك انت ايها الجسد الذي صار تراب قم وكن جسدا مثلما كنت بقوة المسيح وللوقت وثب القديس ابوانامن الى العلو وليس فيه شيئا من الهلاك ولما رأى رئيس الملائكة ميخائيل مجد الله لأنه ارسل ملاكه واقامه من بعد ان صار تراب وقال له رئيس الملائكة ميخائيل تقوى يا مجاهد الملك المسيح انا اكون معك واقويك حتى تكمل جهادك بمجد وكرامة وانقلك الى مساكن الراحة وتتنعم بالخيرات التي لا ينطق بها طوبى لمن يستحق تلك المواضع اقول لك ان الله قد فرغ ان يعد لك الخيرات الى الابد واختك اودوكسية هي ايضا تنال تعبا عظيما من الولاة وتكمل مثلك وتدخل الى مواضع الراحة ومساكن القديسين وانت ايها الشجاع عجائبك وقواتك ترد كثيرين وضالين من خطاياهم بصبرك على العذاب واختك اودوكسية وكثيرون يخلصون تقوى الان ولا تخف فلست افارقك واقويك حتى تكمل جهادك بسلام

فلما قال هذا رئيس الملائكة ميخائيل صعد الى علو السموات بمجد عظيم فذهب القديس ابوانامن الى الوالي وقال له يا اريانوس الوالي الويل لك لأنك صرت مسكنا للشيطان هوذا ثيابي التي جعلتها اجزاء اجزاء هوذا هم مثل الجدد علي وجسدي الاخر الذي جعلته تراب هوذا تنظره كيف هو طري فلما رآه الوالي وثيابه مزينة وهو لابسهم مثل عريس تعجب وصفق بيديه على بعضهم البعض وقال للجموع المحيطة به انظروا الى سحر هذا الطفل الصغير انني احرقت جسده بالنار حتى صار تراب وهوذا قد قام من الاموات واتى اخيرا الينا فأمر الوالى ان يمضي به الى السجن حتى يشاور نفسه بأي قتلة يقتله وفيما هم سائرين مع القديس الى السجن واذا الشيطان صار في شبه شيخ راهب قد طعن في ايامه ولحيته نازلة وهي بيضاء ومسح (من) جلد عليه وعصاه في يده مثل رجل قديس واجتاز على هذا الطفل القديس ابوانامن وقال له الشرير بعبوسة انني انظرك انك شاب حسن في قامتك وينبغي ان تتزوج زوجة وترزق منها بنين وبنات وتشبع من نعيم العالم وهوذا تراني من بعد هذا الزمان كله الذي اقمت فيه وانا راهب وهذا الكبر العظيم الذي انا فيه انني امضي اتزوج امرأة اجعلها تلد لي اولادا انظر فرحهم قبل ان اموت أوليس انت تنظر هذه القصور وهذه النعم العظيمة والذين بها ممتلئين بكل بنين وبنات واموالا بكل فرح فلما سمع القديس هذا من الشيطان ضحك من جهله وقال له انك معروف من كلامك انك تضل البشر اما تبصر انت شيبتك قد ابيضت وقربت (من) الموت الان الويل لك ايها الشيخ الجاهل والامرأة المسكينة التي يزوجوك اياها انما كل انسان فيه مخافة الله ساكنة اذا صار شيخا يدخل الى بيت الرب ويصلي بدموع على خطاياه وجهله في صبائه (شبابه) وانت ايها الشيخ الجاهل قد علمت الان ان هذا الكلام الذي تقوله هو من المتكلم فيك اب كل غش الذي يجذبك الى الهلاك معه الذي هو الشيطان ولما قال القديس ابوانامن هذا رشم عليه باسم الآب والإبن والروح القدس وللوقت هرب الشيطان لأنه اراد ان يضله فمجد الله الذي خلصه من فخاخه الشريرة

وان الجند طرحوه في السجن ورحلوا حينئذ جاء اليه رئيس السجن قائلا له يا اخي اسألك ان تعلمني من اجل اي علة القوك هؤلاء الجند في السجن ومضوا فقال له القديس يا اخي الصالح لست اقدر ان اعلمك بكثرة خطاياي العظيمة (يقول هذا ليتضع) بل اريد ان تعلم ان هؤلاء المنافقين القوني من اجل اسم ربي يسوع المسيح انني اعترفت به قدام الوالي انه ابن الله امام هذا الوالي الكافر حينئذ امن بواب السجن وكل بيته بالله (ربما ايضا اخبره بمعجزة اقامته من الموت التي حدثت معه وان لم يذكر نص المخطوط هذا فلهذا ربما تأثر حارس السجن وامن واهل بيته) وان القديس الطوباوي بسط يديه في السجن وصلى قائلا اشكرك يا ربي يسوع المسيح يسوع عزي يسوع مخلصي يسوع ساتري يسوع ملجأي يسوع رجائي يسوع صاحب اسم الخلاص في افواه السمائيين والارضيين يسوع ميناء الخلاص اسمع يا سامع انصت يا منير عيني كل من هو مسجون في كل مكان من اجل اسمك القدوس وايضا رتل بهذا المزمور الهي الهي ملجأ لي وأيضا سبحوا الرب في السموات سبحوه في الاعالي سبحوه يا جميع ملائكته سبحوه يا جميع اجناده وجميع بقية الذي يأتي بعد هذا ولما قال الطوباوي هذا اجتذب كل من في السجن الى ايمان المسيح

ومن بعد هذا جاء اليه رئيس الملائكة ميخائيل وعزاه هو وكل من هو ملقى معه في السجن ومع هذا كله لم يكن ابوه ولا امه يعرفون الى اين مضى وكانوا حزيني القلب لأجله وقال له الملاك لماذا تترك قلب ابويك متوجعا من اجلك الان قم وخذ قرطاس واكتب عليه اسم ابوك واسم امك واسمك ايضا ويمشي حارس السجن معك الى باب مغلق بيتك لكي اذا وجدوه اهلك يقرأوه ويقولوا لآبائك فيبطل اضطرابهم وحزن قلبهم من اجلك هذا لما قاله له الملاك اختفى عنه وان الطوباوي اخذ قرطاسا وكتب فيه انا الخاطئ ابوانامن من شبشير اكتب الى ايليا ابي وراحيل امي لأنني عالم بتحنن الاباء انهم محترقين على الابناء كما تقول الكتب من اجل يعقوب ويوسف وداود وابشالوم ابنه من بعد الشر كله الذي صنعه معه حزن جدا على موته الان يا ايلياس ابي وراحيل امي اسرعوا في ان لا تدعوا هذا العالم يضلكم لأنه اضل كثيرين العالم باطل وكل ما فيه مملوء عناء وتعب وتنهد وقلق الويل لكل من يكمل ارادته الشريرة فيه انهم يتعبوا ويصرخوا في العذاب وليس من يسمع لهم في العذاب الشديد الذي في الجحيم هوذا انا ملقى في السجن عند اريانوس من اجل اعتراف ربي يسوع المسيح الذي له المجد الى الابد امين فلما تم هذه الرسالة قال لحارس السجن اصنع رحمة وامشي معي الى باب مدينتي الرب يعطيك اجرتك

فقام الحارس يمشي معه الى باب مدينته فعلق الرسالة ورجعا وفيما القديس يمشي في الطريق وجدا رجلا قاضيا يأخذ الرشوة وكان قليل الرحمة جدا فوافاه اثنتيهما (القديس وحارس السجن) وهو يحكم على رجلين احدهما فقير والاخر غني فمن اجل هدايا الغني ظلم القاضي الفقير فقال القديس ابوانامن يا لهذا العالم المظلم والآثام التي فيه وهذا الزمان القليل الذي يهلك منا الزمان العظيم (اي يهلك الابدية) فقال للقاضي يا ابتاه ليس هذا حكم الله العدل اذكر ان الرب قال في الانجيل المقدس ان بالحكم الذي تحكم به على اخاك تحكم به عليك وايضا بالكيل الذي تكيلون يكال لكم اصنع الحكم العدل لتحكم به عليك فقام القاضي الشرير وضرب في وجه القديس قائلا له امضي الى عملك فصرخ القديس ابوانامن بصوت داود قائلا احكم يارب للذين يظلمونني قاتل الذين يقاتلونني اختطف ترس وسلاح وقم لمعونتي استل سيفك على كل من يضيق علينا وقل لنفسي انا مخلصك الان يا ربي يسوع المسيح انتقم لحكم هذا الإنسان الفقير وانتقم لي ايضا (من) الذي ظلمنا انا جرجس حارس السجن كنت اتمشى مع القديس ابوانامن في ذلك الوقت والرب يسوع المسيح شاهدا على نفسي ان للوقت والكلام في فم القديس ابوانامن رأيت شيطانا نازلا من السماء مخوف جدا مثل غراب اسود دخل على ذلك المنافق واختطف نفسه الشقية واذ هي مثل سحابة سوداء فجبدوها (فجروها) في الهوى (الهواء) ليطرحوها في العذاب الذي تستحقه فلما دفنوا جسد (ذلك) المسكين رهن اهل المدينة متاعه (متعلقاته الشخصية) وانا ايضا وقع لي ثوب من متاعه فقال لي القديس اطلب اليك يا اخي لا تترك هذا في بيتك لان هذا المنافق اخذها (ذبحها او ذلحها هكذا ترد في المخطوط) من الظلم

ولما كان بعد هذا (ان) قرأ ابوي الطوباوي الرسالة فقاما مع اودوكسية ابنتهم وجاءوا اليه في السجن وسلموا عليه فقالت له امه اموت الان يا ابني اذا (أو اذ) رأيت وجهك المبارك فقال لهم القديس الطفل لا تبكوا علي يا ابائي لأني تركت هذا العالم وافتخاره كله واتبعت ربي يسوع المسيح لأموت على اسمه القدوس لكي يصنع معي رحمة ويغفر خطاياي وانتم جاهدوا على انفسكم (جاهدوا انفسكم) ولا تدعوا هذا الزمان يضحك بكم ولما قال هذا طيب قلوبهم بكلام الحياة الذي يخرج من فيه وابويه متعجبين من النعمة نعمة الروح القدس الخارجة من فيه لأنه طفل صغير وهو في تسع سنين ونعمة الله حالة على وجهه فلما كان اول يوم من برمودة قال اريانا لجنده اني اذكر اليوم هذا الطاغي ابوانامن النصراني الذي من شبشير انه ملقى في السجن وارسل اربعة من الجند الى القديس ليأتوا به اليه وهذه اسماؤهم الاول بتوم (او ابتوم ) والثاني اوسابيوس (او اوساولوس ربما) والثالث قلومينا (اوفيلومينا) والرابع بطرس هؤلاء لما جاءوا الى السجن ليخرجوا القديس قام جرجس حارس السجن وقال للجند ليس هذا القديس وحده يمضي الى الوالي بل وكل من هو هاهنا مستعدين كلنا ان نموت على اسم ربنا يسوع المسيح حينئذ خرجوا كلهم يمشوا مع القديس ابوالنامن حتى بلغوا الى اريانا الوالي فصرخوا كلهم نحن نصارى علانية محسوبين على اله القديس ابوالنامن يسوع المسيح ربنا وللوقت امر الوالي بخروجهم خارجا بر (خارج) المدينة وان تقطع رؤوسهم بحد السيف وهكذا اكملوا شهادتهم بشجاعة وانفتحت اعينهم كل واحد منهم ورأوا الملائكة يكللونهم وحفروا حفرة وصيروا (جعلوا) دماء القديسين فيها مثل الماء وكان كل من به مرض من اصناف الأمراض اذا استحم منه يبرأ للوقت

ثم دعى الوالي ابوالنامن (اي بنيامين) وقال له اني بالحقيقة حزين القلب لأجلك من اجل حكمتك وشبابك الان اسجد لئلا تموت بشراً فقال له القديس لست اسجد فمهما شئت اصنع بي وربي يسوع المسيح يعينني فلما قال هذا واذا اخته اودكسية جاءت ووقفت معه على مجلس الحكم واخزت الوالي قائلة اخزى ايها الوالي الكلب النجس الجاهل الغير فاهم الكافر انا نصرانية علانية والموت الذي يموت به اخي اموت به انا ايضا ثم غضب الوالي وامر ان تقلع اعينهم وتنزع اظافر ايديهم وارجلهم ومن بعد ذلك تقطع اصابعهم وامر ان يصب على جراحاتهم خل حادق (حارق) وكبريت ورصاص مغلي ومن بعد ذلك امر الوالي ان يلقوهم داخل خزانة مظلمة بغير اكل ولا شرب عشرين يوما وان القديس ابوالنامن واودوكسية اخته بسطا ايديهم وصليا هكذا قائلين اسمعنا يا ربنا يسوع المسيح نحن في هذه الخزانة المظلمة لا تدع هذا المنافق يقول قد قويت عليهما الذي سمع الثلاثة فتية في اتون النار المملوءة اسمع لنا نحن ايضا اليوم (يا) الذي سمع دانيال في جب الاسد اسمع لنا نحن ايضا اليوم (يا) ربي يسوع المسيح الذي سمع صلاة كل القديسين واعنتهم في شدائدهم واوجاعهم كن معينا لنا نحن ايضا وخلصنا نحن عبيدك لأنك مبارك يا ربنا يسوع المسيح وابوك الرحوم والروح القدس الى ابد الأبدين امين ولما اكملوا هذه الصلاة جاء اليهم رئيس الملائكة ميخائيل وابرأهم وجعل الموضع كله نيرا واطعمهم من خيرات السماء وقواهم وصعد الى علو السموات بمجد عظيم

ومن بعد هذا ذكر الوالي هؤلاء القديسين فقال للجند امضوا وافتحوا باب الخزانة المظلمة وانظروا ما اصاب هؤلاء الضالين النصارى ابوالنامن واخته واذا وجدتموهم (قد) ماتوا خذوا اجسادهم وارموها على الجبل لكي تأكلهم الوحوش فلما فتح الجند الباب وجدوا القديسين قياما يصلون ويسجدون ويسبحون الله فرحين متهللين بالرب وقدموهم قدام الوالي فلما رآهم الوالي مسرورين وليس فيهم شيء من الهلاك تعجب وقال لهم يا سحرة يا نصارى انا اعذبكم كاستحقاقكم حينئذ امر الوالي بحملهم (طرحهم) على سرير (من) حديد ويوقدوا عليهما حتى يسلمان الروح و(من ثم) ان الملائكة حملوا انفسهما الى العلو واروهما سماء السموات والخيرات التي ينالها الابرار ومن بعد ذلك مضي بهم الى موضع العذاب وابصروا الحزن العظيم والتعب والبكاء والتنهد الذي الخطأة فيه كل واحدا واحدا يعذب (يعذبون في المخطوط ولكنها لا تتماشى مع السياق) كخطاياه التي صنعها على الارض وان اجساد القديسين ابوالنامن واودوكسية اخته اقامت ثلاثة ايام وثلاثة ليال مطروحة فنزل ربنا يسوع المسيح من السماء وميخائيل وجبرائيل واقام القديسين وقال لهم السلام لكم يا احبائي وشركائي في الاعضاء (اعضاء في جسد المسيح) المكرمين لا تخافوا انا معكم واقويكم

اقول لكم يا اصفيائي ان كل من يعطي خبزاً لفقير بأسمائكم او يطعم احداً جائعا او يستر احداً عريانا او يقبل اليه احداً غريبا (بأسمائكم) انا امضي به الى وليمتي (وليمة الالف) الف سنة ولا يحتاج (او) يعدم (من الرحمة) رحمة الى الابد ومن يعطي قربان او خمر الى الكنيسة بأسمائكم انا اقربهم (اعطيهم القربان) في كنيسة البنين الابكار (السماوية) ومن يكتب شهادتكم انا اكتب اسمه في سفر الحياة وكل من يطلب الي بأسمائكم وان كانوا في ضيقة انا اسمع لهم سريعا قوموا يا اصفيائي هذه الدفعة الاخرى الى الوالي وافضحوه وهوذا الاكاليل اقتربت منكم كي انقلكم الى مملكتي الى داخل مساكن الابرار وهذا لما قاله لهم المخلص الرحوم صعد الى علو السموات بمجد عظيم

فقام ابوالنامن واخته اودكسية ومضوا الى الوالي وقالوا له افتضح يا اريانا والهتك النجسة ربنا يسوع المسيح اقامنا من بين الاموات كي نفضحك فلما سمع الوالي هذا غضب جدا وامر ان يقدموا اليه حجرا كبيرا عظيما وامر بقسمته من وسطه وامر ان تربط ايديهم الى خلفهم وتلقى اعناقهم في الحجر وامر ان يربطوا ويرموا في البحر لكي لا توجد اجسادهم ولما طرحوهم في البحر واذا الرب يسوع المسيح جاء اليهم وخلصهم من الرباطات المرتبطة بهم وجعل الحجر يعوم بجنيمهم (باثنتيهما) وهم ركاب عليه مثل قارب صغير خفيف واعطاهم الرب السلام وصعد بمجد عظيم

وان القديس ابوالنامن واخته فتحا افواههم وسبحا الله قائلين باركوا الرب يا كل ملائكته فان رحمته الى الابد باركوا الرب يا كل اجناده فان رحمته الى الابد وليس اخر سواه باركوه يا كل النجوم والانوار فان رحمته الى الابد باركوه يا سماء السموات والماء الذي فوق السموات فليباركوا كلهم اسم الرب لأنه قال فكانوا وامر فخلقوا واقامهم الى الابد والى ابد الابد كل نسمة فلتبارك اسم الرب فان رحمته الى الابد وليس احد سواه فلما اكملا قراءة (تلاوة) هذا المزمور ارسوا الى قرية اسمها نبطو (او نطوا او بطرة او بسطرة) واذا عذراء (قد) خرجت للقائهما وسلمت عليهما وهذه كانت ممتلئة من ثمار الروح القدس ويفوح منها روائح طيب مثل الملائكة تدعى اماتقلا (او الام تكلا ربما) من اهل نطوا هذه ايضا اخذت عذابا عظيما من المنافقين ومن بعد ذلك اكملت جهادها بسلام ومن بعد ذلك ظهر رئيس الملائكة ميخائيل للقديس ابوالنامن واودكسية اخته وقال لهما قد تم الزمان لتكملا جهادكما وتمضيا الى ملكوت السموات المعدة لكما قوما اذهبا الى الوالي لتكملا قصتكما وهوذا انا اكون معكما حتى تكملا جهادكما واصعد انفسكما الى علو السموات وتعيدا مع القديسين في اورشليم السمائية فلما قاما القديسين ذهبا الى اريانا الوالي فوجدوه قد اعدت له مائدة وليمة ليأكل مع اصحابه فصرخ القديس ابوالنامن على الوالي قائلا افتضح الان يا اريانا الوالي انت واوثانك النجسة وانا ابوالنامن واودكسية اختي عبيد ربنا يسوع المسيح لم نمت بعد بل بل نحن احياء بقوة ربنا يسوع المسيح فلما سمع الوالي المنافق هذا من القديس ابوالنامن قلق وبهت وقال (أ)هؤلاء احياء ايضا

فأمر ان يحملوا القديسين الي البحر وان تقطع رؤوسهم بحد السيف فلما جاز القديسين في الموضع الذي يكملا فيه جهادهم رفعوا اعينهم الى علو السموات وصلوا للرب قائلين نشكرك يا رب يا الله ضابط الكل وابنك الوحيد يسوع المسيح ربنا والروح القدس المحيي لأنك جعلتنا مستحقين للسموات مع شهدائك القديسين نطلب اليك يا ملكنا لكي كل من يطلب اليك بأسمائنا ان كانوا في الشدائد تعينهم سريعا والذين يذكرونا على الأرض أذكرهم في ملكوتك كما وعدتنا يا ملكنا يسوع المسيح ربنا لأنك انت الذي ينبغي لك المجد وأبيك الرحوم والروح القدس الى الابد امين فلما فرغ القديس ابوالنامن واودكسية اخته من الصلاة قطعوا رؤوسهم المقدسة واكملا شهادتهما في الخامس والعشرون من شهر مسري واخذ ميخائيل رئيس الملائكة انفسهم وصعد بها الى علو السموات بمجد عظيم والملائكة تسبح امامهما واخذ اجسادهم المقدسة رجالا خائفين من الله وكفنوهما حسنا بثياب كريمة ودفنوهما في الأرض حتى زال الاضطهاد (وتمت بناء كنيسة لهما لكن هذا غير مذكور في المخطوط) هذه شهادة القديسين ابوالنامن واودكسية اخته الذين اكملاها بشجاعة عظيمة انا ديوناسيوس عبد يوليوس الاقفهصي كنت اتمشى مع الوالي اكتب تعب القديسين انا وعبيد كثر لسيدي هذا الذي رأيته بعيني والذي قالوه لي القديسين لم ازيد عليه ولم انقص عنه طوبى لكل من استشهد على اسم ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذي له كل الكرامات وكل السجود يجب للآب معه والروح القدس المحيي المساوي معه من الان والى كل اوان والى دهر الداهرين وعلينا رحمته امين


تمت شهادة القديسين المجاهدين ابوالنامن واودكسية اخته شفاعتهم معنا امين والسبح لله دائما وابدا

 
أعلى