karas karas
Well-known member
- إنضم
- 13 مارس 2022
- المشاركات
- 342
- مستوى التفاعل
- 272
- النقاط
- 63
7 كيهك: أنبا بانينا وباناوا
عيد استشهادهم 16 ديسمبر
السنكسار القبطى اليعقوبى لرينيه باسيه إعداد الأنبا صموئيا أسقف شبين القناطر وتوابعها
اعلموا يا أخوة أنه فى مثل هذا اليوم استشهد القديسين الفضلاء النساك أنبا بانينا وباناوا فى زمن دقلديانوس. و القديس بانينا من أهل دورة سريان وأبهاته (أهله) كانوا نصارى خائفين من الله، وكانت والدته من أهل أنصنا. فلما نشأ هذا القديس بغير تعليم فى بيت ابهاته، قالت والدته لأبوه أنت تعلم بأن إخوتى فى أنصنا، وما أشتهي لهذا الصغير أن يبقى سائب، فإن أردت فأنا أوديه (أذهب به) لأخواله وهم يرسلونه إلى المعلم مع أولادهم ويحفظوه كمثلنا. فسمع منها وأخذ الطفل ووالدته وعدوا البحر من دورة السريان إلى أنصنا، وعرفت أخوتها من أجل الصبى. ففرحوا كثيراً وأخذوه وودوه إلى عند معلم ماهر، فتعلم العلم جيداً، فحسده العريف الذى لما رآه زكى وفالح وناجح أكثر منه وكان يترصد، حتى خرج المعلم يوم من الأيام فقام بحسد وغيرة شيطانية وأخذ اللوح من يد الصبى بابينا وحدفها إلى بعيد وكسرها وأمسك أصابعه التى يكتب بهم وألواهم وكسرهم إلى خلف لأجل رطوبة جسد الطفل وهرب لوقته وعدى البحر إلى قرية كان لوالدته فيها معرفة واختفى عندهم.
فأما الصبى الطاهر فغشى عليه، ولما فاق لعقله بكى بكاءً شديداً بمرارة ومضى إلى بيت أخواله. ولم يعود من ذلك اليوم إلى الكتاب وبات تلك الليلة بوجع شديد فأتاه ملاك الرب ميخائيل وشفى أصابعه، وقام من نومه كأنه لم يتألم البتة. وعدى عند أبهاته فوجد صبى خائف من الرب اسمه أنبا ناو وترافقوا مع بعضهم فى الصلاة والصوم والطهارة. فلما نظر الرب إلى حسن عبادتهم الزكية، فأرسل إليهم ميخائيل وأمرهما أن يمضوا إلى بلاد الفيوم ويسكنوا عند قديس فاضل هناك وسيرته مشهورة بالبر. فأجابوا الملاك قائلين نحن صبيان ولم نسلك قط طريق. فقال لهم أنا أصحبكم وأوصلكم وتبعوه للوقت وسار بهم إلى عند ذلك الأب، وظهر ملاك الرب للقديس وعرفه بوصولهم إليه، فخرج وتلقاهم بفرح عظيم، وقبلهم، وسكنوا عنده ثلاث سنين وهم يتعلموا من حسن عبادته. وبعد هذا ظهر لهم رئيس الملائكة ميخائيل وقال لهم قد جاء الوقت الذى تنقلوا فيه من هذه البلاد إلى الجهة القبلية كما أمر السيد المسيح له المجد. فتبعوه وهو يمشى قدامهم وهم ماشيين إلى بلاد ابصاى من أعمال أخميم وصعدوا إلى الجبل ووجدوا هناك نساك وسواح كثيرين، وكانوا يتقربوا فى بيعة لطيفة لم تسعهم فنشط السواح وبنوا كنيسة أكبر من تلك، وطلبوا الأسقف يحضر يكرزها. وكان خوف دقلديانوس مبسوط على الديار المصرية، وكان الأب الأسقف أنبا بسادة مختفى ومتنكر لا يعرفه أحد إذا مشى. ثم استشاروا السواح فيما بينهم قائلين من هو الذى يذهب ليحضر لنا الأسقف يكرز الكنيسة. فنهض أنبا نينا ونزل وكان يطوف فى طلب الأسقف يكرز الكنيسة ولم يخبره أحد عنه بشئ. وبعد تعب كثير وهو سائر، وجد القديس أنبا بسادة فعرفه بالروح واستدعاه. وقال له ماذا تريد فعرفه فأظهر له نفسه ومشى معه بفرح إلى الجبل ودخل إلى البيعة وكرزها وقبض أنبا نينا وكرزه قسيساً ورفيقه أنبا ناو كرزه شماساً. وفر الشعب معهم وأقام عندهم أيام وانصرف. وأما القديس فأقام زمان هو ورفيقه وهم فرحين بعبادتهم الزكية. وبعد زمان ظهر لهم ملاك الرب وأمرهم بالانتقال من هناك إلى جبل ادريبة. وكان هناك فى ذلك الجبل صنم وعلى يده صحن نحاس يساع أردب بالكيل، وكان كهنة الأصنام يعملوا لذلك الصنم عيد فى ثمانية عشر من بابه ويجتمعوا له خلائق لا تحصى من كل الأماكن ويأتوا بصبيان عمرهم اثنى عشر سنة فما دون وعددهم اثنى عشر صبياً، ويذبحهم الكهنة فى ذلك الصحن ويعملوا العيد. وإذا ما هم أصبحوا فلا يجدوا من ذلك الدم شئ، فعند ذلك يفرحوا ويقولوا إن إلههم قد قبل قرابينهم، ويأخذوا للوقت أجساد الأطفال ويدفنوهم، ويعود كل واحد منهم إلى موطنه وهم فرحين قائلين إن إلههم ينجب الزرع فى تلك السنة. ولما مكث القديسين متعبدين لله فى ذلك الجبل. ظهر لهم ملاك وأمرهم أن يصلوا ويطلبوا من الله من أجل إبطال ذلك الصنم. فلما ذبحوا الأطفال فى ذلك العيد وصبوا الدم فى الصحن وكان القديسين وقوف للصلاة على تل جبل غربى أدريبة، وأن الدم الذى كان فى الصحن لم يتغير ثانى يوم كعادة عوائدهم النجسة، فغضب الكهنة وقالوا ما دام هؤلاء الشيوخ الجليليين فى هذه الناحية فإلهنا غضبان علينا، ولا يقبل ذبائحنا، ولا ينجب الزرع فى هذه السنة، وإذا ما دعوناه فى شدائدنا فلا يستجيب لنا. حينئذ تسلح أربعين غلاماً من عباد الأصنام بآلة السلاح ومضوا يطلبوهم بسرعة، فسترهم السيد المسيح منهم.
ومن بعد ذلك لما سمع مكسيميانوس أن فى ديار مصر نصارى مخفية، فطلع بعسكر عظيم حتى وصل إلى مدينة أسوان وهو يطوف البرارى ومعابد الأوثان بكل مكان، وكان يدفع لكل بربا قنطار ذهب وكان معه أصناف مزخرفين بحلى الذهب ولباس الحرير ومنهم من يكون فى أيديهم سيوف مسلولة وآخرين يكون فى أيديهم شروخ. وكانت جميع آلهة الملاهى فى الحراريق قدامهم.
ولما وصل الملك إلى أدريبة لينظر برابيها ويفتقد حالهم ، تقدموا إليه كهنة الصنم و استفتوا إليه واشتكوا القديسين وبما جرى لهم فى الذبائح والدم الذى لم يقبله صنمهم بسبب الشيوخ القديسين. فأمر للوقت بإحضارهم بسرعة. فظهر لهم ملاك الرب ميخائيل وقال لهم الملك يطلبكم عجلوا فإن الجهاد ما هو فى كل وقت مبسوط. وعرفهم بما يجيء عليهم، وعزاهم، ووعدهم بالأكاليل السمائية. فأتوا إلى الملك فوجدوا الرسل فى الطريق، فأمسكوهم وأحضروهم قدام الملك فشتموه وقالوا له إن أصنامك حجارة وخشب باطلة وأنهم شياطين. وأنه غضب عليهم وأخذهم صحبته وانحدر إلى أن وصل إلى بركة … فجلسوا فأمر الملك بأخذ رؤوس القديسين. فصلوا عند ذلك وطلبوا من الرب المعونة فظهر لهم ملاك الرب وقواهم ووعدهم بالخيرات الحسنة وكل من يذكر أسمائهم على الأرض إذا كان فى ضيقة أو فى شدة يخلصه الرب بصلاتهم وشفاعتهم.
وأخذت الأجناد رؤوسهم بحد السيف وغمسوا سيوفهم فى تلك البركة.. فظهر من ذلك الماء آيات وعجائب وأشفية ولا سيما الذين بهم مرض المثلثة إذا ما استحموا من ذلك الماء بإيمان يشفوا. وأما أجساد القديسين فبقيت مطروحة حتى انصرف الملك وعسكره، فأتى أناس مسيحيين مختفيين فى تلك النواحى وحملوا الأجساد وكفنوهم فى الجبل قبالة تلك البركة. ولما بطل الاضطهاد بنى لهم المؤمنون بيعة على أسمائهم، وجعلوا أجسادهم فيها وهى الآن تظهر فيها الآيات والأشفية. بركة هؤلاء الأبرار الشهداء تكون معنا ومع الناسخ. أمين.