karas karas
Well-known member
- إنضم
- 13 مارس 2022
- المشاركات
- 353
- مستوى التفاعل
- 279
- النقاط
- 63
15 كيهك الموافق 24 ديسمبر : شهادة القديسة اوجينيا
عن كتاب: الشهيدات فيفيان. كرستين. جوليا. جوليت. أوجينى. جـ3 إصدار أبناء البابا كيرلس
ولدت القديسة أوجينيا فى روما فى سنة 280م، وكان والدها ويدعى فيلبس من الولاة والعظماء، وكان مشهوراً بحسن الإدارة، وكانت هذه الأسرة وثنية تعبد الأصنام، وكان ذلك فى عهد الإمبراطور فالريان الذى أحب فيلبس وأراد أن يكرمه، فأرسله إلى الإسكندرية ليكون والياً عليها، فاصطحب زوجته وأبناءه، وابنته أوجينيا. فلما وصل الإسكندرية حيث مارس عمله، أدخل ابنته إلى مدرسة الإسكندرية المشهورة حينئذ فنالت ثقافة عالية، وتعلمت مبادئ الفلسفة والعلوم، وأخذت تبحث عن الزيادة فى تلك العلوم فى شتى أنحاء الإسكندرية وتسأل كل من يقابلها عن كتب الفلسفة والمنطق، وسمعت عن الكتاب المقدس الذى يقرأ فيه المسيحيون، فاستعارت أجزاء منه، وكانت تلك الأجزاء هى رسائل معلمنا بولس الرسول، فأعجبتها وطلبت المزيد منها حتى قرأتها كلها، فاستنار قلبها وعقلها، وأخذت تقرأ باقى أسفار الكتاب المقدس، فقرأت الأناجيل المقدسة وأسفار العهد القديم، وعمل الروح القدس داخلها، وجعلها تؤمن بالمسيح يسوع لـه المجد، فطلبت أن تعتمد وتصير مسيحية، وعرف والدها بتلك الأخبار فاستشاط غضباً، وهددها بحبسها فى المنزل إذا هى لم ترجع عن معتقدها الجديد، لكنها استطاعت الهروب من منزل والديها، وتزيت بزى الرجال، وذهبت إلى أصدقائها المسيحيين الذين تعرفت عليهم فى مدرسة الإسكندرية وكان منهم خادمان قديسان يدعيان برونس وهيسينس، فأخذاها إلى القديس هيلينوس أسقف هليوبوليس، حيث امتحن إيمانها وتحقق من ثباتها وقوة إصرارها على أن تصير مسيحية حتى لو تعرضت للتعذيب أو الموت، فعمدها وباركها وناولها من الأسرار الطاهرة، ثم أرسلها إلى مكان منفرد لتستطيع أن تقرأ كثيراً فى الكتاب المقدس الذى أحبته، وتصلى صلواتها بدون معطلات العالم وصخبه.
أعطى الله أوجينيا موهبة شفاء الأمراض، وانتشر خبرها فى أنحاء الإسكندرية، وكان يذهب إليها الكثير من الذين أصابتهم الأمراض المختلفة، ولم يكن يعلم أحد حتى هذا الوقت أنها امرأة.
أهاج الشيطان أحد العسكر الرومان، وقبض عليه بحجة2 أنها تبشر بدين غير مسموح به وتحتقر الآلهة الأوثان، وألقاها فى السجن، ثم قدمها للمحاكمة أمام والدها حاكم الإسكندرية، الذى لم يكن يعرفها بسبب إخفائها لملامحها، وابتدأ والدها يقرأ عليها أسباب حبسها، ويناقشها فى كل الأمور التى أُذيعت عنها، وكانت أوجينيا فى صراع بين قبولها الموت بفرح على اسم المسيح، وبين خلاص والدها من عبوديته للأوثان، وقد فضلت أن تعلن لوالدها عن نفسها، فطلبت مقابلته على انفراد لتجاوبه عن كل أسئلته، وأمر الوالى أن تخلى القاعة من الناس، وابتدأت تخبره عن نفسها وأنها ابنته، ففرح والدها بها فرحاً شديداً، لأنه كان يعتقد أنها قد ماتت أو لحقها مكروه، وأخذها إلى بيته، وسألها عن كل ما فعلته بهم من هربها واختفائها، فأعلنت لهم إيمانها بالمسيح، وأنها لا تستطيع أن تعبد الأحجار التى لا تنطق أو تسمع أو ترى،وأخذت تحدثهم عن إيمانها من الكتاب المقدس منذ خلقة آدم وحواء إلى تجسد ابن الله الوحيد الذى أخذ صورة الإنسان وخلصنا من عبودية الشيطان، وصارت تعظهم بكلام النعمة من أقوال معلمنا بولس الرسول، فامتلأ والداها من الروح القدس وذهبا معها إلى القديس هيلينوس أسقف هليوبوليس حيث عمدهم وكل أهل بيتهم، وصار فرح عظيم فى الشعب، ومجد الجميع الله.
لم يستطع والدها فيلبس أن يجمع بين خدمة الإمبراطور الوثنى وخدمة ربنا يسوع، فقدم استقالته والتحق بالكنيسة، وكرس حياته لخدمة المحتاجين والفقراء، وكان الجميع يمجدون الله الذى جعل هذا الحاكم الوثنى يصير مكرساً فى كنيسة المسيح له المجد ويؤمن بـه.
اختاره الشعب ليكون أسقفاً عليهم بعد نياحة أسقفهم القديس، فازداد فى النعمة وصار يخدم الشعب وينميه فى الروح، معلناً لهم أنه هو ذاته الذى كان يضطهد كنيسة الله، وأن الروح القدس قد فتح عينيه ومسَ قلبه، وأنه مستعد للموت على اسم المسيح. ليسامحه الله على كل ما رتكبه من تعذيب لشعب المسيح والتنكيل بهم.
أهاج الشيطان أعوانه، فدخل بعض الرعاع إلى الكنيسة فوجدوه يعلم الشعب ويعظه بكلام وتعاليم الكتاب المقدس، فخطفوه وضربوه ضرباً مبرحاً ثم قتلوه، فنال إكليل الشهاده وإكليل الإيمان، متمثلاً بمعلمنا بولس الرسول، بركته تكون معنا أمين.
أرادت زوجته كلوديا أن ترجع إلى بلدتها، فقامت وجمعت أولادها فغادروا الإسكندرية وسافروا إلى روما، والتقوا بعشيرتهم وأقاربهم، فوجدت أوجينيا الفرصة لتعظ كل من يقابلها عن المسيح، واستطاعت أن تجعل كل عشيرتها وأقاربها يؤمنون بالمسيح وينالوا العماد المقدس.
وصلت الأخبار إلى الإمبراطور، فاستحضرهم إليه وتحقق منهم عن كل ما سمعه، وأخذ يلاطفهم ويحثهم أن يعودوا إلى عبادة الأوثان، واعداً إياهم أن يعطيهم كل ممتلكاتهم، ويلحقهم بوظائف ورتب تليق بمكانة والدهم، وما كان عليه من العظمة والمركز العظيم، فردَّت عليه أوجينيا بأن والدها قد حسب كل هذا نفاية ليربح المسيح الإله الوحيد، وقالت لـه: "ونحن أيضاً مستعدون لأن نموت على اسم المسيح، من أن نكتسب أموراً فانية لا تنفع صاحبها لا فى هذا الدهر ولا فى الدهر الآتى". فأمر الإمبراطور بتعذيبهم ثم أمر بقتلهم بحد السيف، فذبحهم العسكر وأماتوهم، أما أوجينيا فقد رماها الغوغاء فى نهر التيبر حقداً، لأنهم عرفوا أنها كانت السبب فى تحويل والديها واخوتها وكل عشيرتها إلى الإيمان بالمسيح يسوع، ولكن أراد الله أن يكرمها، فعثر بعض المسيحيين على جسدها الطاهر فأخذوه بإكرام ودفنوه فى مقابر بقرب مدينة لاتينا، وبعد ذلك أقيمت كنيسة باسمها ونقل إليها جسدها الطاهر. بركة شفاعتها تكون معنا أمين.