الرد على شبهة: سمع له من اجل تقواه شبهات حول صلب المسيح

ava_kirolos_son

Տեր Հիսո
عضو مبارك
إنضم
24 فبراير 2009
المشاركات
3,441
مستوى التفاعل
63
النقاط
0
الإقامة
Տեր Հիսուս Քրիստ
سُمع له من أجل تقواه


من ضمن شبهات غير المؤمنين حول حادثة صلب الرب يسوع المسيح , لإختلاف عقيدة المسلمين عن عقيدتنا , يقوم البعض بطرح شبهة مُلخصها كالتالى:


يقول القديس بولس فى رسالته الى العبرانيين :

" الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" (عب 5 : 7) ,





فإن كان المسيح قد صُلب و مات على الصليب بالفعل ,

فكيف يقول بولس أن المسيح كان يتضرع الى الله الآب أن يخلصه من هذا الموت و بالفعل الله الآب سمع له – من أجل تقواه – و خلصه من هذا الموت؟


أليس هذا إقرار بعدم صلب المسيح و صحة المُعتقد الإسلامى فى هذه المسألة و بُطلان الإعتقاد المسيحى؟



"الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" (عب 5 : 7).
__________________




"الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طِلْبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ" (عب 5 : 7).



تأتى هذه الآية كصدمة عنيفة بلبلت فكر كثير من المفسرين , و بالأكثر بسبب ورودها بعد النداء النبوى من السماء "أنت إبنى انا اليوم ولدتك" , و بعد القسم المُغلّظ من فم الله "أنت الكاهن الأبدى أمامى".


و لكن هذا ما قصده كاتب الرسالة و أعتنى أن يُبرزه بهذه المفارقة الصارخة المُبكية!!


لأن المجد الذى إرتفع إليه الإبن و الكهنوت الأبدى الذى استوى على عرشه السماوى لم يأتِ كمنحة أو كما من فراغ , بل قصد ق. بولس قصداً أن يُبرز و يُمعِن فى الإبراز , أنه عن ألم و آلام و عن إهانة و مهانة و فضيحة و عار ,

و إن لم تأبه بها قلوب رؤساء الكهنة و أتباعهم الذين وقفوا يعاينون مأساة و محنة إبن الله بقلوب الوحوش الكواسر , و هم يمزقون جسده و يدوسون كرامته كإنسان حتى العُرى و العار و دق الجسد بالمسمار.

فهل تستكثر يا قارئى العزيز أن يصرخ و يزيد و بصراخ شديد و يبكى بدموع و أنين مسموع و تأوهات تكسر القلب , ناظراً إلى فوق , أن ينقذه من وعد بإنقاذه من أيدى الظالمين.



و هنا تزوغ نفسه فى سكرات الموت , و تداهمه سكتة القلب , ليتوقف القلب القدوس عن نبضات الحياة ليتم الفداء!!


بل كيف نطيق أو نفهم أن مثل ضربات السياط التسع و الثلاثين الموجعة التى مزقت ظهره تنهال عليه و هو صامت أو مبتسم؟








هل يمكن؟ هل يُعقل؟ هل يُصدق؟


إن لم يكن المسيح بجسد خيالى – كما يقول الهراطقة – و يبالغون فى الهرطقة فيقولون إنه حتى على الصليب كان يضحك!!


إن كان المسيح إنساناً كامل الاحاسيس و الشعور , و قد كان , فكل ضربة كان يقابلها حتماً أنين , و إن تكررت يقابلها بالضرورة تأوه , و إن زادت فلها بكل يقين شديد الصراخ , و إن بلغت العنف – و قد بلغت حتى الموت – تسيل الدموع بلا ضابط. و أى إنسان – و هو كان أنبل إنسان – يأتيه الموت كغادر ولا يطلب منه الخلاص؟ ثم أى تقى – و هو كان أتقى الأتقياء – يتضرع ولا يُسمع له من أجل تقواه؟




إن هذه الآية البليغة هى أبلغ آية فى توقيع أوصاف البشرية على المسيح كتوقيع سيمفونية إلهية رائعة الأنغام و الوقفات لكى يُسمع فى نهايتها هتاف المجد!!


إن هذه الصرخات هى أصلاً و فى الحقيقة صرخاتنا[1] التى صرخها من أجلنا ,

و الدموع هى دموعنا و قد كان يبكى من أجلنا ,

و التوسلات هى توسلاتنا توسلها بإسمنا.

لأنه إبن الله ,


فقد صمم أن يحمل كل أوجاعنا , فتحملها فى جسده الذى هو اصلاً جسدنا الذى لبسه عليه ليظهر به كإنسان خاطىء أمام الله أبيه لينال تعطفاته عن جنسنا ,

هذا البشرى الذى بلغ الذل بين الأجناس!! فنال , و سُمع له فسُمع لنا[2] و صرنا به أتقياء!! و فيه أبناء.




و لكن عجبى على قوم و مفسرين يستكثرون على المسيح الصراخ و هو مذبوح على الصليب!!


كيف لا يزداد الصراخ على ضرب المسامير فى الجسد الغض ضربة بضربة , و بصرخة تلو صرخة ,



و هل قُد جسده من حديد؟

حتى الحديد إذا دُق فيه فله صدى الدق بما يساوى الدق أو يزيد!!




و حين عُلق الجسد بمسمار على خشبة و أنحلت أوصاله و تقطعت أوتاره ألا يصاحبه الأنين؟

و أى نزيف ينزف و القلب لا يخفق , و الدوار لا يلمه و معه الأنين المكتوم؟



ألا لأن الإنجيل صمت و حبس أنفاسه حتى لا يوقعنا فى المشهد ذاته فنفقد الصواب , و يداهمنا الدوار و ربما الصراخ!




فصدقنا الرواية كأنه صُلب فى صمت , و تقطعت شرايينه و نزف دماءه فى سكون , كمن يتفرج على صالبيه من علِ؟ هل نحن دوسيتيون[3]؟!!



و لما جائنا ق. بولس بهذه الرسالة يكشف طرفاً قليلاً و قليلاً للغاية عما حدث من على بعدِ , جزعنا و تمنينا منه الصمت كرامة للألوهية ,


مع أنه صمم أن يبلغنا الرسالة أنه تألم بالحق و فعلاً تألم , بكل ملابسات الألم من مشاعر و تعبيرات أثبتت صدق الألم بل نُبله بل مجده!


و حقيقة موته و بالتالى حقيقة ثمن الخلاص الذى دُفع لأجل خلاصنا.




فعلينا أن لا نستكثر صراخه و دموعه بل بالحرى نقدسها و نكرمها :"و بحبره شفينا...و الرب وضع عليه إثم جميعنا" (إش 53 : 5 – 6).
 
أعلى