سلسلة مصادر شرح الكتاب المقدس، أهمية الدراسة عند اليهود (4)

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
تابع سلسلة مصادر شرح الكتاب المقدس في القرن الأول وأهم الترجمات [ الجزء الرابع]
أهميــــــــــة الدراســــــــــة عند اليهــــــــــود
[FONT=&quot]
للرجوع للجزء الثالث أضغط هُنــــــــــــــــــــــا
[/FONT]


ولنا الآن أن نعرف أهمية الدراسة عند اليهود:
[FONT=&quot]يقول الكهنة اليهود أنه من واجب الإنسان أن يدرس الشريعة مسطرة وشفوية، ومن حكمتهم المأثورة في هذا المعنى قولهم (وهو هام جداً): " إن دراسة التوراة أجل قدراً (أعظم) من بناء الهيكل "[FONT=&quot][1] وإن من واجب الإنسان وهو منهمك في دراسة الشريعة أن يقول لنفسه كل يوم:" كأنا في هذا اليوم قد تلقيناها من طور سيناء"[FONT=&quot][2][/FONT]، ويعتبرون كل كلمة في الكتاب المقدس من كلمات الله بالمعنى الحرفي لهذه العبارة، وأن الشريعة وجدت لا محالة قبل أن يُخلق العالم " في صدر الله أو عقله"[FONT=&quot][3][/FONT] والتلمود هو الذي يبحث في الشريعة (هالكا) وهو أيضاً كلمات الله الأزلية، وهو صياغة للقوانين التي أوحاها الله إلى موسى شفوياً (التلمود) ثم علّمها موسى وسلمها لمن بعده، ولهذا فإن ما فيها من الأوامر والنواهي واجبة الطاعة وتستوي في هذا مع كل ما جاء في الكتاب المقدس (رغم من أنه لم يقر أي مجمع يهودي رسمي هذا الرأي التلمودي الخاص بالتلمود؛ واليهودية الحديثة ترفضه).[/FONT][/FONT][FONT=&quot]
[/FONT]​
[FONT=&quot]ومن أحبار اليهود من يجعلون المشنا مرجعاً أقوى حجة من الكتاب المقدس، لأنها صورة من الشريعة معدلة جاءت متأخرة عنها. وكانت بعض قرارات الأحبار تتعارض تعارضاً صريحاً مع قوانين أسفار موسى الخمسة، أو تفسيرها تفسيراً يبيح مخالفتها. وكان يهود ألمانيا وفرنسا في العصور الوسطى يدرسون التلمود أكثر مما يدرسون الكتاب المقدس نفسه.[FONT=&quot][4]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot]وعموماً نرى ملامح هذا الرفض موجود في ما يحتويه التلمود نفسه وتحديداً في سفر رأس السنة إذ يحتوي على مقدمة طويلة تتكلم عن أعداء التلمود من صدوقيين أيام الحاكم [FONT=&quot]Antiochus Epiphanes[/FONT][FONT=&quot] والإمبراطور الروماني [/FONT][FONT=&quot]Nero[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]Domaitian[/FONT][FONT=&quot]، [/FONT][FONT=&quot]Hadrian[/FONT][FONT=&quot]، وغيرهم الكثيرين، ورافضي التلمود لم يكونوا فقط من الأمم بل هناك من اليهود: الصدوقيون والسامريون وبالتالي المسيحيين أيضاً، لأن التلمود يحتوي على بعض الافتراضات والتفاصيل المنافية لروح الكتاب المقدس نفسه، [ مثلما تحدث عن السقوط وحديث الشجرة مع الحية، وحديث الله مع الشيطان كالآتي: (( قال الواحد القدوس (للشيطان): أنت ظننت أنك ستقتله (آدم) وتتزوج زوجته (حواء) وتملك الدُنيا: فسأجعل بينك وبين زوجته العداوة، وظننت (أو بكونك ظننت) أنك ستملك العالم، فأنك تكون ملعون من بين الماشية كلها فلا تمشي منتصباً وعلى بطنك تذهب، واعتقدت أنك ستأكل من أطياب الرض، فلن تأكل طول أيام الحياة... الربي سمعان قال: حينها فقدنا خادماً (يتكلم عن الشيطان) كان يُمكن أن يحضر لنا اللآلئ العظيمة لو أنه لم يستطع إمالة الإنسان للمعصية، الربي يهودا قال: [ كان آدم يجلس في جنة عدن والملائكة تخدمه وتُقدم له اللحم والنبيذ، فأصابته الغيرة (يتكلم عن غيرة الشيطان من آدم)، كيف آدم خُلق، في بالساعة الأولى جُمعت غبار طينته، وبالثانية (اي الساعة الثانية) خُلِقَ، وبالثالثة اكتمل جسمه، وبالرابعة فُصِلَّت أعضاؤه، وبالخامسة ظهر، وبالسادسة أُيد بالروح، وبالسابعة ارتفع على قدميه، وبالثامنة زُوِجَ من حواء، وبالتاسعة أُسكن جنة عدن وبالعاشرة أُوكِلَت إليه القيادة، وبالحادية عشر أثمَ (أخطأ)، وبالثانية عشر طُرد ]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot]وهكذا احتوى التلمود في بعض التعليقات عليه والشروحات ما هو غير متفق مع الكتاب المقدس وتلقفت منه أديان أخرى نفس النظرة والكلام والأحاديث، وقد أُدخل بعضها عند بعض المفسرين وشارحي الكتاب المقدس واعتبرتها الكنيسة آثار يهودية لا يصح أن يتم بها شرح الكتاب المقدس لأنها منافيه لروحه، واعتبروا بعض الأفكار التي دخلت عن طريق بعض الكهنة والأساقفة أنها أفكار مهدت للهرطقات، وأنها دخيلة على روح العهد الجديد ولا يصح التعليم بها إطلاقاً بكونها تفسد عقول البسطاء، ولا زال بعضها موجود إلى اليوم في فكر البعض كآثار للشروحات الغير منضبطة بالروح ولا يعلم أحد أن أصلها يهودي متطرف، وقد رفضتها الكنيسة لأنها في الأصل تهدف لتهويد المسيحية، (ومن أمثلة ذلك الملك الألفي وظهور إيليا وأخنوخ، وموضوع عدم إيجاز صلاة المرأة الحائض أو مسها الكتاب المقدس ... وغيرها الكثير والذي لا يمكننا كتابته بالتفصيل الآن لأنه سيطول الحديث جداً ونخرج عن الموضوع الأساسي والرئيسي) وعموماً هذا ليس بغريب أن يحدث، لأنه حدث منذ العصر الرسولي كما هو واضح في سفر الأعمال وانعقاد مجمع أورشليم الأول الذي حدد فيه الرسل الابتعاد فقط عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم (أنظر أعمال الرسل 15)...[/FONT]​
_____________________________________
[FONT=&quot][1] Catholic Encyclopedia, XIV, 38.[/FONT]
[FONT=&quot][2] Ashley. Introd, To English Economic History, II. 279[/FONT]
[FONT=&quot][3][/FONT] "فإني الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء ولأرض لا يزول حرف واحد أو نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل" ( مت5: 18)
[FONT=&quot]
56438125.png

[/FONT]​
[FONT=&quot][FONT=&quot]
28348937.png
[/FONT][/FONT][FONT=&quot] (أنظر مت3: 9) هذه اللفظة تعني "الحق أقول" وهذا التعبير دائماً يتصدر تصريحاً مهيباً.[/FONT]​
[FONT=&quot]
21022574.png
[/FONT][FONT=&quot] اسم مؤنث مفرد في حالة الفاعل، معناه النقطة التي توضع على الحروف العبرية ([/FONT]dagesch داجش דּ גַ שׁ) لتميز بينها أو توضع تحت الحروف العبرية بقصد التشكيل (وهي تُشبه النقاط التي توضع فوق الحروف في اللغة العربية فحرف س في العربية يختلف عن حرف ش بوضع ثلاث نقاط فوق حرف س.. وهكذا) والمقصود هنا "أصغر جزء من الحرف".
[FONT=&quot][FONT=&quot]
71740206.png
[/FONT][/FONT][FONT=&quot] الحرف
63187129.png
[/FONT][FONT=&quot]هو أصغر الحروف في الأبجدية العبرية اليود (י[/FONT][FONT=&quot])، والنقطة
21022574.png
[/FONT][FONT=&quot]هي النقطة التي كانت تُستخدم لتمييز الحروف العبرية المتشابهة. ويذكر التقليد اليهودي أن الحرف يود (י[FONT=&quot]) يتعذر نقله أو إزالته، ويضيفون أنه لو اجتمع جميع الرجال في العالم لكي يزيلوا أصغر الحروف من الناموس، فإنهم لن ينجحوا، وأن جريمة تغيير هذه العلامات التي تُميز بين الحروف العبرية هي جريمة خطيرة، فإذا تمت، فإن العالم يقبل على الدمار. وهكذا يذكر السيد المسيح أنه لا يزول حرف واحد وإن كان أصغر الحروف أو نقطة واحدة صغيرة إلى أن يصير الكل.[/FONT][/FONT]​
[FONT=&quot][FONT=&quot]
97615377.png
[/FONT][FONT=&quot]للنفي القوي بمعنى "أبداً – لن" وخاصة مع الصيغة المصدرية للماضي فإنه يُفيد النفي المؤكد أو المشدد المتصل بالمستقبل (لن يزول أبداً) وفي غالبية استخدام العهد الجديد لهذا التكوين يعبر عن التأكيدات النبوية كما في (مت18: 3) (أنظر تحليل لغة الإنجيل للقديس متى في أصولها اليونانية إعداد الدكتور موريس تاوضروس ص140 و141) [/FONT][/FONT]
[FONT=&quot][4] أنظر قصة الحضارة (عصر الإيمان) ج14 من ص10 إلى ص17.

[/FONT]
_______________يتبــــــــــع_______________
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
عناوين الموضــــــــــــــــــوع

  • أ- المدرسة التفسيرية في فلسطين
  • ب- مدرســــــــــــــة الإسكندرية
    • الفيلسوف اليهودي فيلون
    • أولاً: حياته ومكانته ومؤلفاته
    • ثانياً: طبيـــــــــــــــعة فكره
    • منهج التأويل الرمزي The Allegorical Method
  • المدرسة التفسيرية في فلسطين – لمحة تاريخية
  • أهمية الدراسة عند اليهود
    • + ملاحظات وتفسير بعض الألفاظ +
    • + أهمية التلمــــــــــــــــــــــــــــود +
    • + أقسام المشنا – التلمـــــــــــــــود +
    • + المفاهيم الأسـاسية في المـدراش +

  • مدرســــــــة الإسكندرية
  • 1- نشأة المدرســــــــــة
    • + مؤسسي المدرسة ورؤسائها +
    • + مؤسسي المدرسة على مر العصور
    • + مديرو ورؤساء مدرسة الإسكندرية
  • 2- سماتها ومنهجها
    • الموعوظين Catechumens
    • ملامح برنــــامج تعليم الموعوظين
    • محتــــــــــــــوى تعليم الموعوظين
    • منـــــــــــــــــهج تعليم الموعوظين
    • عظات وكتابات الآباء للموعوظين
  • 3- مدرسة الإسكندرية والتفسير الرمزي
_____________________
_____المراجــــــــــــــع الخاصة بالموضوع_____
  • 1- دائرة المعارف الكتابية ( الجزء 1 + 2 + 3 + 4 )
  • 2- مدخل للعهد القديم ( الطبعة الجديدة للكتاب المقدس - موسوعة المعرفة المسيحية )
  • 3- المعجم الفلسفي - الدكتور عبد المنعم الحفني
  • 4- سلسلة آباء الكنيسة - الكتاب الأول - الناشر : دار فيلون للطباعة
  • 5- تاريخ الكنيسة تأليف يوسابيوس القيصري - ترجمة القمص مرقس داود
  • 6- مشاهير الرجال للقديس جيروم - إعداد وترجة الراهب حنانيا السرياني
  • 7- الكتاب المقدس - أسلوب تفسيرة السليم وفقاً لفكر الآباء الجزء 4 - تأليف الشماس الدكتور إميل ماهر اسحق
  • 8- The NIV Exhaustive Concordance
  • 9- قواعد اللغة العبرية - الدكتور عوني عبد الرؤوف ( 1971 )
  • 10- فلاسفة الأغريق - تأليف ريكس ورنر - ترجمة : عبد الحميد سليم
  • 11- مدرسة الإسكندرية اللاهوتية – أوريجانوس تأليف المستشار/ زكي شنودة مدير معهد الدراسات القبطية
  • 12- قصة الحضارة تأليف و.ل. ديورانت – الجزء الثالث من المجلد الرابع (عصر الإيمان) ترجمة محمد بدران
  • 13- اليهودية في القرون الأولى من التاريخ المسيحي طبعة جامعة كيمبردج بولاية مشوستس عام 1932 ( Judaism in the first centuries of the Christian era )
  • 14- نظرة قصيرة في الآداب الدينية اليهودية في العصور الوسطى - ( Short survey of the literature of Rabbinical and Medieval Judaism )
  • 15- التلمود تأليف د.روهلنج – شارل لوران
  • 16- الحياة اليهودية بحسب التلمود للقمص روفائيل البرموس
  • 17- الدولة والكنيسة للدكتور رأفت عبد الحميد – الجزء الثالث
  • 18- مدرسة الإسكندرية الفلسفية بين التراث الشرقي والفلسفة اليونانية
  • 19- الكنيسة المصرية تأليف لويزا بوتشر ترجمة دياكون د.ميخائيل مكس اسكندر
  • 20- موسوعة الأنبا غريغوريوس – الدراسات الفلسفية
  • 21- سلسلة تاريخ البطاركة (1) ما ر مرقس الرسول ومدرسة الإسكندرية – إعداد أمير نصر – تقديم الأنبا موسى
  • 22- حياة وفكر آباء الكنيسة – الموسوعة الآبائية - القس أثناسيوس فهمي جورج
  • 23- الكتاب المقدس وحياتنا الشخصية - مجموعة من المؤلفين
  • 24- مقدمات في علم الباترولچي القمص تادرس يعقوب مالطي
  • 25- مدخل للكتاب المقدس - مقدمة لطبعة الكتاب المقدس - نشر دار الكتاب المقدس
  • 26- تاريخ العالم للسيرجن أ هامرتن - ترجمة إدارة الترجمة بوزارة المعارف - (تم إصداره في سبعة مجلدات ضخمة) مكتبة النهضة المصرية
  • 27- قاموس عبري عربي - ي قوجمان - دار الجيل ( بيروت )
  • 28- التلمود الأساسي - أسفار الحكمة - مكتبة السائح - انتقاء وترجمة وتقديم: إميل عباس - الطبعة الأولى
  • 29 - هذه هي المراجع التي تخص الموضوع بخلاف المراجع المذكورة في الحواشي أسفل أجزاء الموضوع
 
أعلى