اوريجانوس المصري
عابر سبيل
سبعه أيام لن تنساها البشرية
تعيش البشرية هذه الأيام مرحلة فاصلة فى تاريخها – أقصد مصيرها الأبدى, ذلك لكون هذا الأسبوع – أسبوع الآلام – يعيد علينا الذكريات المقدسة فى أخطر مرحلة من مراحل الخلاص، وأهم فصل فى قصة الفداء عندما قدم الرب ذاته – طواعية– ذبيحة ليعبر بنا نحن المعذبين فى حمأة الخطية من الظلمة إلى النور ومن الشقاء والهلاك إلى الراحة.
وفى كتابه " سبعه أيام ... لن تنساها البشرية" – الجزء الثانى الذى صدر مؤخراً - يقدم لنا الشماس ناصف لويس الباحث بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة خمسين سؤالا مهما حول آخر سبعة أيام فى حياة المخلص من تقديم ومراجعة نيافة الحبر الجليل الأنبا غبريال أسقف بنى سويف .
من هذه التساؤلات: ما مدى أهمية أسبوع الآلام, وما هو مجلس السنهدريم الذى وقف أمامه السيد المسيح فى المحاكمة الثالثة؟ ما هو موضوع الصلب تاريخياً, وكم يقدر وزن الصليب وما هو شكله؟ بأى سبب طبى مات السيد المسيح ؟ لماذا ذكر الكتاب المقدس أن السيد المسيح ( نكس رأسه)، ثم ( أسلم الروح )، ولم يقل ( أسلم الروح )، ثم ( نكس رأسه )؟، وهل حدث ( تغسيل ) لجسد السيد المسيح بعد موته كما هى العادة عند اليهود؟، كم هو يوسف الرامى؟، كيف تحققت كل نبوات العهد القديم الخاصة بالآلام فى السيد المسيح؟، لماذا نقول عن ليلة سبت الفرح ( ليلة أبو غالمسيس )؟.
مجلس السنهدريم
ما هو مجلس السنهدريم الذى وقف أمامه السيد المسيح فى المحاكمة الثالثة؟
هو مجلس اليهود الكبير فى أيام حياة السيد المسيح على الأرض (Sanhedrim Counci )
وقد أطلق المؤرخون هذا الاسم على هذا المجلس باعتباره المحكمة العليا للأمة اليهودية
وكلمة سنهدريم :
هى كلمة عبرية منقولة عن " سندريون " ( Synedrion ) اليونانية ومعناها " الجالسون معاً ( أى مجمع, مشيخة أومجلس المشيرين )، وكان مجلس السنهدريم يقوم بالسلطة القضائية المركزية لليهود, ويشار إليه فى العهد القديم – عند إصدار الأمر بالقبض على الرب يسوع – " بشيوخ الشعب " ( مت 26 : 47 ) , والمجمع ( يو 11: 47- 52 ) . وقد وقف أمامه للمحاكمة " الرب يسوع " ( مت 26: 57 , 27 : 2 ) . كما وقف أمامه بعض الرسل والتلاميذ .
وكان عدد أعضاء السنهدريم سبعين شخصاً, وإذا أضيف إليهم رئيسه, يصبح عددهم واحداً وسبعين شخصاً . وكان يرأس اجتماعاته فى أيام العهد الجديد رئيس الكهنة ( مت 26 : 57) وكان أعضاء المجلس يختارون من العائلات الكهنوتية وكبار المعلمين الدينيين المعروفين باسم الكتب هاو معلمى الشريعة . وبالمجمع هاتين الفئتين, كان السنهدريم يتكون من الصدوقين ( رجال الكهنوت )، ومن الفريسيين ( الكتبة ), كما كان يضم عدداً من الشيوخ الذين لا ينتمون لهاتين الفئتين . أما رئيس الكهن فهو رئيس مجلس السنهدريم .
+ وكان يوسف الرامى ونيقوديموس كانوا من أعضاء مجلس السنهدريم ( مرقس 15 : 43 ) وهم اللذان سلما الإنجيليين وعرفوهم ما دار داخل هذا المجلس أثناء محاكمه السيد المسيح ولم يعطوا موافقتهم على هذه المحاكمة, وعن منشأ السنهدريم يقول الباحث :
يرجع تقليد معلمى اليهود بمنشأ " السنهدريم الأعلى " إلى السبعين شيخاً الذين استعان بهم موسى فى البرية ( عد 11: 16 , 24 , 25 )
سلطاته:
وبوجه عام , قام السنهدريم بأعمال السلطة المركزية فى الإدارة المدنية لأورشليم وبالإشراف على الشئون الدينية, ووضع خطه للخدمات فى الهيكل, وفى تنفيذ العدالة فى الحالات التى تختص بها السلطه المحلية, أما التى لم تكن تحتفظ بحق البث فيها السلطات الرومانية, فكان يختص بالقضايا المتعلقة بشئون الهيكل وحفظ وصايا التوراة .
وكان من سلطة السنهدريم إصدار الأحكام وتنفيذها عدا حكم الموت فكان يرفعه إلى الحاكم الرومانى للتصديق عليه حتى يصبح فى قيد التنفيذ .
وقد توقف عمل السنهدريم بعد عام 70 وذلك بعد خراب أورشليم.
من هى السيدة التى انطبع على منديلها صوره السيد المسيح ؟.
هى سيده اسمها " فيرونيكا " ( VERONICA ) من أورشليم كانت تقف أمام بيتها على طريق الجلجثة وسمعت ضجيجاً لجمهور كبير يحيط بالجنود الرومان الذين كانوا يقودون السيد المسيح إلى الجلجثة للصلب، فقامت مسرعة وتطلعت من فوق رؤوس الجمع الغفير ورأت السيد المسيح يتصبب بالعرق والدم المتساقط من جراحات أكليل الشوك، وهو متعب جداً بحمل الصليب الثقيل فأسرعت وأخذت منديل رأسها وهرولت إلى الطريق غير عابثة بالشتائم ولا انتهار الجنود الذين حاولوا إبعادها، ومسحت وجهه بالمنديل الذى معها ولما نشرت المنديل بين يديها فوجدت أنه طبع لها صورته على المنديل صورة كاملة الشبه والملامح هى صورة للسيد المسيح له المجد .
ويقال إن هذه السيدة هى المرأه نازفة الدم التى لمست هدب ثوب السيد المسيح .
ما هو موضع الجلجثة التى صلب عليها رب المجد ؟
معانى هذا الاسم فى كثير من اللغات :
معناها باليونانية ( كرانيون ) " وهى الإفرانيون المذكوره فى لحن الغولغوثا " وبالآرامية (جلجثة) وبالعبرية ( جولجوليث)، وباللاتينية كلفاريوم ( Calvarium ) والتى جاءت منها الكلمة الإنجليزية المستعمله حاليا Calvary ومعناها باللغة العربية ( جمجمة).
وتعود تسميه هذا الموقع بالجلجثة او الجمجمة للأسباب الآتية :
1- كونها الموضع الذى كانت تلقى فيه الجماجم أى أنها كانت الموقع المخصص لتنفيذ أحكام الإعدام . وقد نشأ هذا الاعتقاد منذ عصر جيروم ( 396 – 420 )، حيث إنه يقول : " كان هناك موضع خارج المدينة، حيث كانت تقطع رؤوس المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام " . وتقول أحد المصادر اليهودي إن هذا المكان بالذات كان مخصصاً للرجم وكانت تتم فرقه عمليات الصلب.
2- أما السبب الثانى فيرجع إلى تقليد قديم يعود إلى ما قبل المسيحية, بأن جمجمه آدم وجدت هناك . وأول من ذكر هذا التقليد هو أوريجانوس ( 185 – 253 م ) الذى عاش فى أورشليم عشرين عاما, حيث كتب : " لقد سمعت تقليد يقول بإن جسد آدم الإنسان الأول قد دفن فى نفس هذا الموضع الذى صلب فيه السيد المسيح "، وقد أشار إلى نفس هذا التقليد القديسون إثناسيوس وإبيفانيوس وباسيليوس القيصرى وفم الذهب, ومازال هذا التقليد يتردد إلى يومنا هذا, حيث يشار إلى وجود قبر آدم وجمجمته فى كهف محفور أسفل الجلجثة.
ملحوظه: ويقال إن نوح عندما دخل إلى الفلك أخذ معه جسد آدم، وعندما خرج وزع أعضاء الجسد على أولاده. وقسم الأرض بينهم فأخذ سام رأس آدم، وبإرشاد إلهى دفنها فى أورشليم، حيث يصلب عليها المسيح المخلص فيذكره بخطيته، وكيف خلصه منها.
3- ويرجحون العلماء أيضا أن هذا الاسم هو صفة لشكل المكان المرتفع، لأن شكله الجغرافى يشبه الجمجمة.
ملحوظة: وكان الموضع خارج المدينه وبالقرب منها على بعد دقائق "أن المكان الذى صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة"( يو 19 : 20). ويقال أيضا إنه توجد فيه(مغارة إرميا النبى ).
موقعها :
يرى بعض المفسرين أن الجلجثة تقع فى وسط العالم مستندين فى ذلك إلى قول معلمنا داود النبى: " فاعل الخلاص فى وسط الأرض " ( مز 74 : 12)، ولعل هذا هو السبب فى أننا نصلى فى قطع الساعة السادسة من صلوات الأجبية، ونقول "صنعت خلاص فى وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب، فلهذا كل الأمم تصرخ قائلة المجد لك يارب"، وهذا يعنى كما أن بواسطة الشجرة التى فى وسط الفردوس دخل الموت إلى العالم . هكذا أيضا بواسطة الصليب المقدس الذى صلب عليه مخلصنا فى وسط العالم نلنا الخلاص.
أين موقعها الآن :
لقد قرر الإمبراطور الرومانى الوثنى هادريان سنه135 م إخفاءها مع القبر المقدس وخشبة الصليب، وذلك بسبب ذهاب المسيحيين للتبرك منها، فأمر بوضع التراب والحجارة فوقها وبنى عليها معبد وثنى.
جاءت الملكة هيلانة أم قسطنطين, أو إمبراطور مسيحى, وبنت هناك كنيسة القيامة, بعد أن هدمت المعبد الوثنى ( سنه 326 م )، وأمرت بتنظيف الجلجثة، وتم الكشف عن الصليب المقدس الذى لربنا يسوع المسيح، وذلك بأن وضعته على ميت فقام.
الجلجثة والقبر المقدس فى داخل منطقة كنيسة القبر المقدس الحالية بالقدس إحدى كنائسها الصغيرة، ترتفع بسلم 7, 4 م مبنية على صخرة الجلجثة, فيها مذبح الروم الأرثوذكس, أسفله دائرة فضية مفرغه تعين مكان غرس الصليب المقدس، وإذا أدخلت يدك فى وسط الدائرة تستطيع لمس صخرة الجلجثة.
إلى اليمين لوحة رخامية تغطى شقاً فى الصخر إتساعه 10 سم حدث ساعة موت المسيح (مت 27 : 51 ) . يشاهد الشق بوضوح خلف المذبح. أسفلها ممر ضيق مظلم مسمى معبد آدم, يذكر التقليد أنه يضم جمجمة آدم .
تعيش البشرية هذه الأيام مرحلة فاصلة فى تاريخها – أقصد مصيرها الأبدى, ذلك لكون هذا الأسبوع – أسبوع الآلام – يعيد علينا الذكريات المقدسة فى أخطر مرحلة من مراحل الخلاص، وأهم فصل فى قصة الفداء عندما قدم الرب ذاته – طواعية– ذبيحة ليعبر بنا نحن المعذبين فى حمأة الخطية من الظلمة إلى النور ومن الشقاء والهلاك إلى الراحة.
وفى كتابه " سبعه أيام ... لن تنساها البشرية" – الجزء الثانى الذى صدر مؤخراً - يقدم لنا الشماس ناصف لويس الباحث بمعهد الدراسات القبطية بالقاهرة خمسين سؤالا مهما حول آخر سبعة أيام فى حياة المخلص من تقديم ومراجعة نيافة الحبر الجليل الأنبا غبريال أسقف بنى سويف .
من هذه التساؤلات: ما مدى أهمية أسبوع الآلام, وما هو مجلس السنهدريم الذى وقف أمامه السيد المسيح فى المحاكمة الثالثة؟ ما هو موضوع الصلب تاريخياً, وكم يقدر وزن الصليب وما هو شكله؟ بأى سبب طبى مات السيد المسيح ؟ لماذا ذكر الكتاب المقدس أن السيد المسيح ( نكس رأسه)، ثم ( أسلم الروح )، ولم يقل ( أسلم الروح )، ثم ( نكس رأسه )؟، وهل حدث ( تغسيل ) لجسد السيد المسيح بعد موته كما هى العادة عند اليهود؟، كم هو يوسف الرامى؟، كيف تحققت كل نبوات العهد القديم الخاصة بالآلام فى السيد المسيح؟، لماذا نقول عن ليلة سبت الفرح ( ليلة أبو غالمسيس )؟.
مجلس السنهدريم
ما هو مجلس السنهدريم الذى وقف أمامه السيد المسيح فى المحاكمة الثالثة؟
هو مجلس اليهود الكبير فى أيام حياة السيد المسيح على الأرض (Sanhedrim Counci )
وقد أطلق المؤرخون هذا الاسم على هذا المجلس باعتباره المحكمة العليا للأمة اليهودية
وكلمة سنهدريم :
هى كلمة عبرية منقولة عن " سندريون " ( Synedrion ) اليونانية ومعناها " الجالسون معاً ( أى مجمع, مشيخة أومجلس المشيرين )، وكان مجلس السنهدريم يقوم بالسلطة القضائية المركزية لليهود, ويشار إليه فى العهد القديم – عند إصدار الأمر بالقبض على الرب يسوع – " بشيوخ الشعب " ( مت 26 : 47 ) , والمجمع ( يو 11: 47- 52 ) . وقد وقف أمامه للمحاكمة " الرب يسوع " ( مت 26: 57 , 27 : 2 ) . كما وقف أمامه بعض الرسل والتلاميذ .
وكان عدد أعضاء السنهدريم سبعين شخصاً, وإذا أضيف إليهم رئيسه, يصبح عددهم واحداً وسبعين شخصاً . وكان يرأس اجتماعاته فى أيام العهد الجديد رئيس الكهنة ( مت 26 : 57) وكان أعضاء المجلس يختارون من العائلات الكهنوتية وكبار المعلمين الدينيين المعروفين باسم الكتب هاو معلمى الشريعة . وبالمجمع هاتين الفئتين, كان السنهدريم يتكون من الصدوقين ( رجال الكهنوت )، ومن الفريسيين ( الكتبة ), كما كان يضم عدداً من الشيوخ الذين لا ينتمون لهاتين الفئتين . أما رئيس الكهن فهو رئيس مجلس السنهدريم .
+ وكان يوسف الرامى ونيقوديموس كانوا من أعضاء مجلس السنهدريم ( مرقس 15 : 43 ) وهم اللذان سلما الإنجيليين وعرفوهم ما دار داخل هذا المجلس أثناء محاكمه السيد المسيح ولم يعطوا موافقتهم على هذه المحاكمة, وعن منشأ السنهدريم يقول الباحث :
يرجع تقليد معلمى اليهود بمنشأ " السنهدريم الأعلى " إلى السبعين شيخاً الذين استعان بهم موسى فى البرية ( عد 11: 16 , 24 , 25 )
سلطاته:
وبوجه عام , قام السنهدريم بأعمال السلطة المركزية فى الإدارة المدنية لأورشليم وبالإشراف على الشئون الدينية, ووضع خطه للخدمات فى الهيكل, وفى تنفيذ العدالة فى الحالات التى تختص بها السلطه المحلية, أما التى لم تكن تحتفظ بحق البث فيها السلطات الرومانية, فكان يختص بالقضايا المتعلقة بشئون الهيكل وحفظ وصايا التوراة .
وكان من سلطة السنهدريم إصدار الأحكام وتنفيذها عدا حكم الموت فكان يرفعه إلى الحاكم الرومانى للتصديق عليه حتى يصبح فى قيد التنفيذ .
وقد توقف عمل السنهدريم بعد عام 70 وذلك بعد خراب أورشليم.
من هى السيدة التى انطبع على منديلها صوره السيد المسيح ؟.
هى سيده اسمها " فيرونيكا " ( VERONICA ) من أورشليم كانت تقف أمام بيتها على طريق الجلجثة وسمعت ضجيجاً لجمهور كبير يحيط بالجنود الرومان الذين كانوا يقودون السيد المسيح إلى الجلجثة للصلب، فقامت مسرعة وتطلعت من فوق رؤوس الجمع الغفير ورأت السيد المسيح يتصبب بالعرق والدم المتساقط من جراحات أكليل الشوك، وهو متعب جداً بحمل الصليب الثقيل فأسرعت وأخذت منديل رأسها وهرولت إلى الطريق غير عابثة بالشتائم ولا انتهار الجنود الذين حاولوا إبعادها، ومسحت وجهه بالمنديل الذى معها ولما نشرت المنديل بين يديها فوجدت أنه طبع لها صورته على المنديل صورة كاملة الشبه والملامح هى صورة للسيد المسيح له المجد .
ويقال إن هذه السيدة هى المرأه نازفة الدم التى لمست هدب ثوب السيد المسيح .
ما هو موضع الجلجثة التى صلب عليها رب المجد ؟
معانى هذا الاسم فى كثير من اللغات :
معناها باليونانية ( كرانيون ) " وهى الإفرانيون المذكوره فى لحن الغولغوثا " وبالآرامية (جلجثة) وبالعبرية ( جولجوليث)، وباللاتينية كلفاريوم ( Calvarium ) والتى جاءت منها الكلمة الإنجليزية المستعمله حاليا Calvary ومعناها باللغة العربية ( جمجمة).
وتعود تسميه هذا الموقع بالجلجثة او الجمجمة للأسباب الآتية :
1- كونها الموضع الذى كانت تلقى فيه الجماجم أى أنها كانت الموقع المخصص لتنفيذ أحكام الإعدام . وقد نشأ هذا الاعتقاد منذ عصر جيروم ( 396 – 420 )، حيث إنه يقول : " كان هناك موضع خارج المدينة، حيث كانت تقطع رؤوس المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام " . وتقول أحد المصادر اليهودي إن هذا المكان بالذات كان مخصصاً للرجم وكانت تتم فرقه عمليات الصلب.
2- أما السبب الثانى فيرجع إلى تقليد قديم يعود إلى ما قبل المسيحية, بأن جمجمه آدم وجدت هناك . وأول من ذكر هذا التقليد هو أوريجانوس ( 185 – 253 م ) الذى عاش فى أورشليم عشرين عاما, حيث كتب : " لقد سمعت تقليد يقول بإن جسد آدم الإنسان الأول قد دفن فى نفس هذا الموضع الذى صلب فيه السيد المسيح "، وقد أشار إلى نفس هذا التقليد القديسون إثناسيوس وإبيفانيوس وباسيليوس القيصرى وفم الذهب, ومازال هذا التقليد يتردد إلى يومنا هذا, حيث يشار إلى وجود قبر آدم وجمجمته فى كهف محفور أسفل الجلجثة.
ملحوظه: ويقال إن نوح عندما دخل إلى الفلك أخذ معه جسد آدم، وعندما خرج وزع أعضاء الجسد على أولاده. وقسم الأرض بينهم فأخذ سام رأس آدم، وبإرشاد إلهى دفنها فى أورشليم، حيث يصلب عليها المسيح المخلص فيذكره بخطيته، وكيف خلصه منها.
3- ويرجحون العلماء أيضا أن هذا الاسم هو صفة لشكل المكان المرتفع، لأن شكله الجغرافى يشبه الجمجمة.
ملحوظة: وكان الموضع خارج المدينه وبالقرب منها على بعد دقائق "أن المكان الذى صلب فيه يسوع كان قريبا من المدينة"( يو 19 : 20). ويقال أيضا إنه توجد فيه(مغارة إرميا النبى ).
موقعها :
يرى بعض المفسرين أن الجلجثة تقع فى وسط العالم مستندين فى ذلك إلى قول معلمنا داود النبى: " فاعل الخلاص فى وسط الأرض " ( مز 74 : 12)، ولعل هذا هو السبب فى أننا نصلى فى قطع الساعة السادسة من صلوات الأجبية، ونقول "صنعت خلاص فى وسط الأرض كلها أيها المسيح إلهنا عندما بسطت يديك الطاهرتين على عود الصليب، فلهذا كل الأمم تصرخ قائلة المجد لك يارب"، وهذا يعنى كما أن بواسطة الشجرة التى فى وسط الفردوس دخل الموت إلى العالم . هكذا أيضا بواسطة الصليب المقدس الذى صلب عليه مخلصنا فى وسط العالم نلنا الخلاص.
أين موقعها الآن :
لقد قرر الإمبراطور الرومانى الوثنى هادريان سنه135 م إخفاءها مع القبر المقدس وخشبة الصليب، وذلك بسبب ذهاب المسيحيين للتبرك منها، فأمر بوضع التراب والحجارة فوقها وبنى عليها معبد وثنى.
جاءت الملكة هيلانة أم قسطنطين, أو إمبراطور مسيحى, وبنت هناك كنيسة القيامة, بعد أن هدمت المعبد الوثنى ( سنه 326 م )، وأمرت بتنظيف الجلجثة، وتم الكشف عن الصليب المقدس الذى لربنا يسوع المسيح، وذلك بأن وضعته على ميت فقام.
الجلجثة والقبر المقدس فى داخل منطقة كنيسة القبر المقدس الحالية بالقدس إحدى كنائسها الصغيرة، ترتفع بسلم 7, 4 م مبنية على صخرة الجلجثة, فيها مذبح الروم الأرثوذكس, أسفله دائرة فضية مفرغه تعين مكان غرس الصليب المقدس، وإذا أدخلت يدك فى وسط الدائرة تستطيع لمس صخرة الجلجثة.
إلى اليمين لوحة رخامية تغطى شقاً فى الصخر إتساعه 10 سم حدث ساعة موت المسيح (مت 27 : 51 ) . يشاهد الشق بوضوح خلف المذبح. أسفلها ممر ضيق مظلم مسمى معبد آدم, يذكر التقليد أنه يضم جمجمة آدم .