تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.

الرد على الموضوع

الرسالة: [QUOTE="خادم البتول, post: 3430264, member: 113971"] [COLOR="Black"][FONT="Arial"][SIZE="5"][COLOR=Black][FONT=Arial][SIZE=5][SIZE=5] [B]سلام لك أستاذنا الحبيب:[/B] كنت بالمصادفة أتحدث منذ يومين فقط مع أحد أعضائنا الأحباء حول هذا الأمر.. ومن بين أمثلة عديدة طرحت له مثال [B]الثعبان[/B]: لو أن أحدنا أبصر فجأة ثعبانا يتلوى أمامه فوق أي جدار فإنه يشعر فورا [B]بالفزع [/B]ويهرب من المكان وقد ارتبط المشهد عنده بكل معاني [B]القبح والخطر وحتى الموت[/B].. ولكن لو أن الشخص نفسه تلقى هدية ـ حافظة نقود مثلا ـ من "جلد الثعبان" لفرح بالعكس بها، وعندئذ ربما يجلس ليتأمل [B]جمال [/B]هذا الجلد [B]الثمين [/B]سعيدا بهديته مفنخرا بها. [/SIZE][CENTER][SIZE=5][IMG]http://wheretobuy.com.ph/wp-content/uploads/2012/01/snake_leather.jpg[/IMG][/SIZE] [/CENTER] [SIZE=5] [B]السؤال [/B]من ثم هو: أين يذهب جمال هذا الجلد عندما يكون الثعبان حيا أمامنا؟ لماذا يغيب [B]كل هذا الجمال [/B]عن عيوننا في هذه الحالة؟ لماذا يأخذنا الفزع وقد نصرخ، بل نستشعر بالعكس "القبح" في هذا التعبان؟ [B]والإجابة بسيطة[/B]: عندما يكون الثعبان حيا يتلوى أمامنا فإن [COLOR=DarkRed][B]العقل[/B][/COLOR] يقوم بترتيب خبرتنا وفق معايير الأمن والسلامة أولا. لا يترك العقل لنا الفرصة للتأمل في هذه الحالة، وإنما بالعكس يستدعي فورا كل معارفنا وخبراتنا السيئة أولا، كل ما يرتبط بلدغة الثعبان وسمه وخطره، وبالتالي نراه بالأحرى [B]قبيحا منفرا[/B]، وبالإجمال نهرب منه، أو نهاجمه. ورغم وجاهة الدور الذي يقوم به العقل، ورغم أهميته، لكن الدرس واضح: إن [COLOR=DarkRed][B]العقل هو ما يحجب عنا الجمال[/B][/COLOR]، سيان في الثعبان أو في [B]أي شيء آخر[/B]، لأن كل ما خلق الله خلقه جميلا باهرا. لكن العقل ـ بكل [B]برامجه وترتيباته وأولوياته [/B]ـ هو ما يحجب عنا [COLOR=DarkRed][B]الحقيقة[/B]. [/COLOR] [B]بعبارة أخرى[/B]: نحن لا نرى العالم [B]كما هو حقا في ذاته[/B]، بل نراه خلال [COLOR=DarkRed][B]منظار العقل[/B][/COLOR]، وهو المنظار الذي يجعل بعض الجمال قبحا أو العكس، وهو المنظار الذي يجعل بعض الحق باطلا أو العكس، وهو بالجملة المنظار الذي [B]يشوّه الحقائق أو ربما يخفيها بالكليّة أحيانا. [/B] [B]من هنا أعود لرسالتك[/B]: إجابة سؤالك هي أننا، نعم، نعيش [COLOR=DarkRed][B]في[/B][/COLOR] عقولنا. نحن لا نحكم العقل، ولكن العقل هو الذي يحكمنا. نحن لا نستخدمه، بل هو الذي يستخدمنا. أصبحت القضية إذا هي أن نغمض العقل، وهذا هو التحدي الذي نسميه "[B]الإيمان[/B]"! نحن نختار أن [COLOR=DarkRed][B]نسأل[/B][/COLOR]، لا أن [COLOR=DarkRed][B]نصلي[/B][/COLOR]! لماذا؟ لأننا أسرى العقل، لا نثق إلا في أحكامه، بل لا نستطيع الحياة بدونه، من ثم لا نستطيع أن نغمضه ثم نقفز [B]قفزة الإيمان[/B]، أي أنه في التحليل الأخير [B]ضعف في الإيمان[/B]. بالمثل نختار أن [COLOR=DarkRed][B]نقرأ [/B][/COLOR]لا أن [B][COLOR=DarkRed]نختبر[/COLOR][/B].. لماذا؟ ضعف في الإيمان. نختار أن [COLOR=DarkRed][B]نعرف [/B][/COLOR]لا أن [B][COLOR=DarkRed]نعيش[/COLOR][/B].. لماذا؟ ضعف في الإيمان! نختار أن [COLOR=DarkRed][B]نفهم [/B][/COLOR]لا أن [B][COLOR=DarkRed]ندرك[/COLOR][/B].. لماذا؟ ضعف في الإيمان! وبينما يعطينا الكتاب الوعد بما هو أكبر وأعظم ـ [B]بالمعاينة [/B]نفسها ـ "طوبي للأنقياء القلب، لأنهم [COLOR=DarkRed][B]يعاينون [/B][/COLOR]الله"، نحن رغم ذلك نختار الأقل والأتفه ـ طوبى للأذكياء العقل ـ ونريد فقط أن [B]نستوعب [/B]الثالوث والأقانيم والتجسد ونريد فقط أن [COLOR=DarkRed][B]نفهم [/B][/COLOR]الله! وليس ضعف الإيمان في هذا السياق سُبة أو تهمة أو إدانة، حاشا.. أقول هذا خاصة لصديقي إذا كان يقرأ هذه الكلمات. وإنما أقصد بضعف الإيمان وصفا دقيقا لمشكلتنا الأولى، مشكلتنا جميعا، وهي أننا صرنا [B]أسرى العقل[/B]، من ثم نعيش تحت [B]سلطان الحواس [/B]وتحت [B]عبودية المادة[/B]! هكذا قام العلم وشمخت المعرفة وزاد الذكاء حقا، ولكن صار [B][COLOR=DarkRed]الإنسان [/COLOR][/B]بالعكس أكثر [B]ضعفا وعجزا وانحطاطا[/B]! لكن هذه بالطبع قصة أخرى. [B]عودة ميمونة أستاذنا الحبيب، وموضوع رائع كالعادة. :)[/B] [/SIZE][CENTER][SIZE=5]* * *[/SIZE] [/CENTER] [SIZE=5] [/SIZE][/SIZE][/FONT][/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR] [/QUOTE]

التحقق