چاكس
مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
- إنضم
- 6 فبراير 2012
- المشاركات
- 2,895
- مستوى التفاعل
- 466
- النقاط
- 0
لا اعلم من اين ابدأ .. كيف بدأت قصتى .. بدأت يوم ولدت من بطن امى .. يقولون اننى كنت اشبهها الى حد كبير حين كنت طفلا .. و لا انكر اننى كنت احبها جدا حين كنت طفلا !!
امى ولدت قبلى .. 3 اطفال ، نعم انا الطفل الرابع .. لكن لسوء قدر اخوتى الثلاثة .. فلم يحيا منهم الا انا .. نعم .. انا من اختاره القدر ليعيش ... انا من اختاره القدر ان يـــ ...
لذلك فقد احبتنى امى لدرجة اننى ... بدأت اكرهها و اكره حبها ..
احمد .. انت رايح فين ؟
احمد انت هتقابل مين ؟؟ هترجع امتى ؟؟ متتأخرش ؟؟
بلاش تخرج النهارده .. الجو برد ؟؟
بلاش تاكل برا ..
البس الكاب و غطى ايديك كويس و البس نضارة الشمس .. الشمس اشعتها مضره عشانك ؟...... albino
احمد .. كلمنى كل شويه طمنى عليك ؟ .. و لو مكلمتهاش .. كانت بتتصل بكل اللى يعرفونى عشان تسأل عنى ..
احمد .. احمد .. احمد .. انا زهقت
حتى البنت اللى حبيتها بعد معاناه مع ماما .. و طبعا ماما كانت مش طيقاها .. قالتى .. " احمد ، يا روح ماما .. مش عايزه اشوف وشك تانى " ..
كل حاجة كانت بتعملهالى حتى و انا كبير ..
امى .. بجد انا زهقت من تصرفاتها .. لكن كنت الى اقصى درجة بحب اكون هادى معاها و اكتم غضبى .. لأنها امى اولا و اخيرا + انها عانت كثيرا مع والدى .. ذلك الرجل العصبى المتشدد .. العنيف و القاسى ..
اذكر مرة .. كنت طفلا العب مع صديق لى فى منزلنا (لرفض امى ان اذهب انا للعب معه ) .. و فجأة سمعت صراخ امى و بكاءها ( نادرا ما كانت تشعرنى بألمها و ما تتعرض له من عذاب على يد هذا الرجل القاسى .. ) كانت تصرخ بشده .. انتفض صديقى و هرب من باب البيت .. كان هذا الرجل يضربها .. كان يصرخ فى وجهها .. ايتها الحقيرة انتى و ابنك الحياة معكما اصبحت جحيم .. غلطة عمرى انى بصيت لواحدة زيك ..
فلتدعوا له انتم بالرحمة الان .. و سأدعو انا له بأن يذهب الى الجحيم
هدأت حياتنا بعد ان توفى .. لم احزن عليه .. بل فرحت كثيرا لنجاة امى من ايدى هذا الرجل .. ترك لنا المال ( و لم يتكر غيره ) + ورقة .. اما امى .. فكانت تبكى كثيرا لفراقه .. و كنت اتعجب .. ازاى تبكى عليه بعد كل اللى عمله فيكى .. و كانت تبتسم لى و الدموع لا تفارقها .. " دائما التمس له العذر يا احمد .. الحياة و الظروف بتغيرنا .. و لازم نتغير للأحسن ، بابا كان ضعيف و انا كنت بستحمله لأنه كل حاجة فى حياتى لحد ما جيت انت .. انتوا الاتنين كل دنيتى " .. " اوعدنى يا احمد انك تكون اقوى من الظروف .. اوعدنى يا حبيبى " .. اى كائن هى !!!
ترك لنا ورقة .. كلام .. لأمى يطلب منها ان تغفر له و تسامحه على ما فعله بها .. لكن اى ندم هذا بعد ان انتهت حياته .. هل يمازحنا حتى و هو ميت ، " سأظل اكرهك " .. الاغرب ان امى كانت سعيدة و الرضا يملأها عندما تقرأ هذا الكلام .. !! ترك لى ايضا انا الاخر ورقة .. كلام .. يطلب منى ان لا اكون مثله .. الا افعل ما فعله هو .. " بالتأكيد مش هكون زيك " ..
ولا يوم عيد ميلادى .. بتعمل عمايل .. لازم تجيب لى هدية .. و تعزم خالتو و نحتفل احنا التلاتة بس مع بعض .. حتى و انا كبير ، كانت بتنزل و تتفق على التورتة و تجيبها بنفسها ..
- انت اصلك مش عارف انت عند ماما دى ايه .. فرخة بكشك .
- خالتو ,, بس مش هى اوفر شويه .. انا بجد بزهق من العمايل دى .
- امك مريضة .
- بتقولى ايه . " اتخضيت "
- لا متقلقش .. انا اقصد انها مريضة بيك انت .
- مش المفروض ان انا اللى اهتم بيها ؟
- هههههه .. ده المفروض ، بس هنعمل ايه بقى .. مرضها ده ملوش علاج .
تقلبت حياتنا انا و امى .. لم يعد الزمان هو الزمان .. ولا الانسان هو الانسان .. تغير كلاهما !!
فارقنى اصدقاء و تعرفت الى اصدقاء .. لم يعرف الحب طريق لى .. بالرغم من اننى كنت احاول البحث عنه .. الى متى ؟
" الو .. ايوة يا احمد ، ازيك .. نزلت النهارده من غير ما تقولى رايح فين .. انت فين " .
- انا مع صحابى .. عندك مانع .
- - احمد متتأخرش .
صحيح .. انا نسيت ، ماما كانت طالبة منى دواء ,, نسيت اجيبهولها .
رجعت البيت متأخر .. كانت هى فى انتظارى .. قعيدة على الكرسى .. " احمد .. عايزه اكلمك فى موضوع " .. خير
جلست امامها .. حركت نفسها بالكرسى لتصل قريبة منى .. " احمد .. مالك .. كل يوم تأخير كدا .. فى ايه ؟ "
- مفيش حاجة ..
- لا فيه .. انت متغير
- قلتلك مفيش .
- انا عرفاك ..
- يوووووه ، ايه بقى .. قلتلك مفيش .. ايه اتعرفت على شله جديدة .. و بنسهر و نخرج .. عندك مانع .. بعيش سنى ..
- المهم تسمع ...
- بصى .. بصى .. انا خلاص كبرت و عارف انا بعمل ايه .. شكرا كتر خيرك لحد كدا .. سيبينى بقى اعيش حياتى .. هو فيه ام بتعمل اللى انتى بتعمليه ده .. عاجبك كل شويه اللى بيقولوه عليا .. صحابى القدام سبتهم عشان التريقة اللى انتى السبب فيها ..
دخلت انام .. و سيبتها برا فى الصالة
بدأت اعاملها بقسوة .. اهملتها كثيرا .. لم اعد امضى معها اطول وقت ممكن فى البيت .. انخرطت فى العمل ( كان صاحب الشغل .. صديق قديم لأمى ) .. احمد انا عينتك هنا عشان طبعا انت مهندس كويس .. بس المهندسين الكويسين كتير .. و ثانيا عشان انت ابن الست العظيمة دى ..
حتى صاحب الشغل .. ابن *** .. عينى فى الشركة عشان خاطر ماما .. زميلته القديمة ..
حياة مملة اعيشها .. حياة مملة لا اريدها .. جربت المخدرات .. تعاطيت منها مع اصدقاءى الجدد .. شعور غريب .. سعادة كبيرة مؤقتة .. افعال جريئة فاعلها طاير فى السما .. تذكرت ان امى تتناول المخدرات كعلاج لمرضها و لألامها المزمنة ..
رجعت البيت فى يوم و قررت اصالحها .. لقيت ماما نايمة فى سريرها .. ماسكة صورة بابا و صورتى .. حاولت اصحيها و انده عليها .. كانت نايمة بعمق .....
فى اليوم التالى .. ظلت نائمة فى سريرها .. قلت احضر لها الفطار .. حضرت لها الفطار .. ولازالت هى نائمة .. قررت اصحيها بالعافية و اصالحها .. و قضينا اليوم سوا ..
" احمد ... ماما عاملة اية ؟ " .. سأل عنها مديرى فى الشغل .. قلت له انها كويسة و صحتها فى تحسن .. قال لى " انت محظوظ بيها " ..
كنت يوميا انهى العمل و اعود للبيت مسرعا لأمضى معها اكبر وقت ممكن .. كنت يوميا ابكى بين ايديها بعدما انقلها على السرير .. اطلب منها ان تسامحنى .. اطلب منها ان تغفر لى قسوتى معها .. اطلب منها ان تغفر لى عندما صرخت فيها " انتى كابوس حياتى انا زهقت منك " .. اطلب منها ان تسامحنى لاننى دفعتها من فوق كرسيها المتحرك .. حين عدت ذات ليلة متأخرا مخدرا ...
كنت اعلم انها هتسامحنى .
قبل عيد الام بيومين اتصلت بنا خالتى و كنت اشاهد التى فى انا و ماما سوا .. و كنت اضحك كثيرا ..
" الو .. ازيك يا احمد .. ماما عاملة اية ؟ "
القيت ببصرى ناحية ماما و ابتسمت .. " هى زى الفل .. بس نامت منى كالعادة و احنا بنتفرج على التى فى "
" نايمة نايمة يعنى ؟ "
" اه .. نايمة "
" طيب سلملى عليها لما تصحى و قول لها كلسنة و هى طيبة "
" و انتى طيبة يا خالتو .. وحشانى "
" يا واد .. يا واد ياللى مش بتسأل .. "
" لا بجد والله وحشانى .. "
" تسلم يا حبيبى .. يلا بقى دخلها و نيمها على السرير .. بلاش تعذبها بالقاعدة دى "
حضرت لــ ماما الفطار .. و قعدت جنبها عشان أاكلها .. بس كانت نايمة .. مرضيتش تاكل ولا تشرب .. قلت لها " فى ايه .. انتى زعلانة منى " .. لم تجيبنى .. " ماما .. كل سنة و انتى طيبة .. النهارده عيد الام " ..
" عايز اقولك ان انا اسف على كل حاجة وحشة عملتها .. اسف على انى كنت تاعبك معايا .. سامحينى " .. ثم قبلت يدها
رن جرس الباب .. ذهبت لأفتح الباب .. قبلتنى خالتى و دخلت غرفة ماما و هى سعيدة و مبتسمة ..
صرخت مما رأته .. ماذا رأت ؟
ماما كانت ممددة رأسها الى الاعلى .. مغمضة العينين .. لا تتحرك .. لا تتنفس .. لا حياة بها ...
انتهت القصة ..
لا ادرى ... كيف كنت اتعامل كل هذه المدة مع امى .. امى لم تمت .. نعم انا واثق انها عايشة ..
معقول .. معقول اللى الدكتور قاله ؟ !! .. من ليلة ما كنا بنتكلم سوا انا و هيا .. اصابتها سكتة قلبية .. و طول هذه المدة كنت اتعامل معها كأنها على قيد الحياة ..
الدكتور يقول اننى مجنون .. كنت اتحرك و احرك امى و انقلها و اتحدث معها و اضحك معها و هى ميتة و لم تكن تستجيب لى .. قال اننى لا اصدق ان امى ميتة ..
كل ما يزعجنى هو ان امى ذهبت الى ذلك الرجل القاسى ابى .. و تركونى وحيدا ..
كيف يعاملها الان ..
بقلمى
التعديل الأخير: