روح الشهادة وفرح آلام الصليب، الكل تحت نفس ذات الآلام

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
روح الشهادة وفرح آلام الصليب
الكل تحت الآلام ونفس الضيقات


  • إلهي رحمته تتقدمني يُنقذ من الضيق نفسي ،
  • ينصرني باسمه ويرفعني فوق آلام جسدي ،
  • ينصفني في الضيق وأمام روح الشر يقويني بإشراق وجهه .
  • لتتحنن يا الله علينا ولتُباركنا نحن شعبك ولتنر بوجهك علينا .
  • لكي يُعرف في الأرض طريقك وفي كل الأمم خلاصك .
  • يحمدك الشعوب يا الله يحمدك الشعوب كلهم .
  • تفرح وتبتهج الأمم لأنك تُدين الشعوب بالاستقامة وأمم الأرض تهديهم .
  • لتنشر برك وعدلك في الأرض كلها وترد إليك أشرار الأرض وتهديهم .
  • خطية أفواههم هي كلام شفاههم بكبريائهم يتحركون ومن اللعنة تتمرمر نفوسهم ومن الكذب الذي يحدثون به ينشرون فساداً في الأرض .
  • تائهون بطمعهم في الأرض، يغتنون بسلب الأرملة واليتيم ويبثون في الأرض فساد، يهتمون للأكل لا يشبعون أو يُسرون، في الغم والشر يبيتون .
  • افن شرهم يا رب، بدد مشورة قلبهم الشرير ليعلموا أن الله متسلط في كل الأرض، لا يُخفى عنه شيئاً .
  • بدل شرهم بخيرك، أنخس قلوبهم وهبهم إحسان من صلاحك ساكباً في قلبهم روح توبة .
  • واجعل خيرك يفيض على المسكين والفقير والبائس والعريان والأرملة واليتيم والغريب والضيف
  • أعن كل من في ضيق ويحمل حزن وهم الأيام بقوة رؤية مجد حضورك الخاص بوجهك المُنير المشرق مجداً .
  • كثيرين لا ينتبهون لك في أزمنة الضيق ، يقولون أين الله
  • أما أنا فأُغني بقوتك وأُرنم برحمتك لأنك أنت ملجأ لي وحصناً منيعاً في يوم ضيقي .
  • يا قوتي لك أُرنم لأنك أنت يا الله ملجأي إله رحمتي

  • أعظم وأمجد صلاحك لأنك حولت آلام شهداءك لغنى مجد في ذبيحة ذاتك
  • فبدم شهدائك أيها المسيح إلهنا، تتزين كنيستك في كل العالم
  • كما بالأرجوان وتيجان ذهب وفضة وكل حجارة كريمة
  • ومثل باكورة ثمار الطبيعة نحو بستاني الخليقة
  • فإن الأرض والمسكونة كلها تقدم لك أيها الحب المتجسد
  • الشهداء حاملين شخصك المتوشحين بصلاحك
  • يا رب المجد لك
______________


في الواقع اللاهوتي وحسب أسفار الخلق الأولى نتيقن اننا لم نُخلق للحزن، ولم يدعونا الله للكآبة أو الضيق، فالله لم يخلق الآلام ولا الضيقات ولا المشقات أو الأمراض، بل كل هذا أساس نبعه ومصدره الشرّ والموت الذي دخل إلى العالم بحسد إبليس، لأننا لم نسمع قط أن هذا صدر من الله الكلي الصلاح في الخلق أو تفوه به وقال ليكن ألم أو ضيق أو مرض، بل كل ما يخرج من فم الله ويصنعه هو كامل في البهاء والمجد والجمال الذي لا يزول حتى لو تشوه بسبب السقوط !!!

والمسيح الرب الكلمة المتجسد، بآلام صليبه المُحيي قضى على ناموس الخطية والموت، ولم يرفع الآلام من العالم أو يزيلها من على أكتاف من آمنوا به، بل حوَّل نفس ذات آلام العالم بكل ما فيها من معاناة ومشقات مرهقة، إلى سرّ الأمجاد السماوية في روح قيامته من الأموات !!!

لذلك فأن السبب الحقيقي للتململ من الألم ورفض الضيق، لا يكمن في صعوبته على قدر انعدام الرؤية في كثير من المسيحيين والذين من المفترض أن يكون لهم إيمان حي - يجعلهم لابسي قيامة يسوع - فيروا به ما لا يُري في داخل قلوبهم ويرفعهم لمستوى الشهادة والاعتراف بالرب حتى بذل الذات، بل وسفك الدم ...

ففي هذا العالم الساقط كلنا مدعوين أن نلتقي بشيء ما من الألم والضيق والمحنة والشدة أو خيبة الأمل أو فقدان من نحبهم، أو نعاني من أمراض أو آلام متنوعة مختلفة والتي تتفاوت من شخص لآخر، ونجد أنه لا مفر من الألم مهما ما حاولنا؛ والسؤال المهم والحاسم هو: كيف نواجه هذه الآلام وننتصر ونفوز ونعبرها عبوراً

أن تأثير الألم على بعض الناس هو تأثير مدمر تماماً، لا يؤدي سوى إلى المرارة واليأس ويدفع للغضب، بل وكثيراً ما يشتهي القصاص أحياناً من الذين يتسببون له هذا الألم أو الضيق؛ وحينما يعيش الإنسان تحت هذا الضغط بلا رؤية إيمانية واضحة حتماً سيزداد انهياره بل وممكن أن ينكر الله لا بشفتيه على قدر أن قلبه غير قانع بهذا قط، ويصرخ ويشتكي أين الله الذي تعلمنا عنه أنه معين المجربين!! أو يقول الله لا يهتم أو يكترث فهو في سماه منعزل عن كل من هم على الأرض يشاهدهم كمن يُشاهد فيلماً!!! أو الله يعاقبني على خطاياي!!! أو ينتقم مني !!! الخ... وسلسلة طويلة من الاتهامات التي لا تنتهي وكلها ضد الله محب البشر!!! وهذه كلها تؤكد على ضعف الإيمان وعدم رؤية الأمجاد في سرّ قيامة يسوع.

وبالطبع لا نستطيع أن نقول أن الألم بهذه الطريقة هو بركة من الله، ولكن بقوة رحمة الله في آلام الصليب يُحسب الألم ويتحول لفرح مجد بروح قيامة يسوع المسيح الحي؛ فالموضوع كله – يا إخوتي – يتوقف على الموقف الداخلي للشخص المتألم أو القريبين منه !!!

فممكن أن نقابل الألم بغيظ وبتحدٍ وتمرد، أو على النحو الأضعف نشتكي بمرارة ونتكلم، أو نستسلم كسلبيين للوضع خانعين لأننا نعلم أننا لن نستطيع أو نقدر أن نصنع شيئاً، لأنه ليس باليد حيلة!!! وهذه المواقف كفيلة أن تلاشينا روحياً، والسلبية - بالطبع - ستجعل شخصيتنا تتآكل ونصير بلا شخصية، نسير كيف ما اتفق، ونحيا أمواتاً في الحياة منكمشين على أنفسنا، وفي النهاية لا نبالي بشيء قط وذلك لأننا سنتبلد حتماً ونتجمد!!! والحياة تُصبح بلا طعم، كلها مرار وعذاب لا ينتهي وننتظر يوم موتنا لنتخلص منها ونرتاح!!!

مع أن في الواقع العملي المُعاش، فأن العالم كله تحت الألم، ولا مناص من الهروب منه بأي شكل من الأشكال، حتى لو الإنسان ملك العالم كله وله كل الحقوق!!! فأن هرب من آلام الناس لن يهرب من المرض أو شيخوخة الجسد ومشاكلها الكثيرة جداً!!!
لكن الذين يؤمنون فقط هم الذين يحيون في حالة سمو بالآلام، لأن من آمن بالمسيح الرب يقبل الألم في المحبة، وبسرّ حمل الصليب في نور مجد قيامة يسوع، يقدم ذاته بإرادته الحرة بصبر في الآلام التي يقبلها على نفسه من أصوام وأسهار وغيرها من الإماتة الطواعية التي يقدمها للرب بالحب، وعند مواجهة الأمراض والآلام التي في واقع الحياة اليوميةن يكون مستعداً لها بروح تقدمة ذاته وقبول الصليب بمسرة أولاد الله الذين يرون أن شدة ضيقاتهم الوقتية تُنشأ لهم ثقل مجد محفوظ لهم في السماوات، والذي يتذوقونه منذ الآن، فهم يتذوقونه في عزاء الروح القدس وإشراق نور وجه الله الذي يشع فيهم فرح من نوع خاص يجعل القلب يشتهي أن يتمم آلامه بالموت لينطلق ليكون مع المسيح فذلك أفضل جداً...
[ إن كانت الشهادة تعني أن نحمل الصليب مع المسيح – نأخذ الصليب بفعل قبول إرادي – وفي حملنا له، نوحد آلامنا مع آلام المسيح وآلام العالم كله – فعندئذٍ يكون هذا شيء ينبغي أن يقوم به كل مسيحي.
فالجميع هم حاملو الصليب، الجميع بمعنى ما، هم شهداء . فسواء دُعينا لنموت خارجياً لأجل المسيح في ساحة الاستشهاد، أو في غرفة الغاز أو في معسكر السجن. فهذا يتوقف أساساً على عوامل خارجة عن سيطرتنا، أي يتوقف على الوضع السياسي الذي نعيش تحت حكمة. ولكن ما يتوقف علينا مباشرة، هو أن نحمل الصليب داخلياً ] (الأسقف كاليستوس وير – عن كتاب الشهداء بذار الكنيسة ص 24و 25)
فيا إخوتي الأعزاء مُحبي المسيح الرب، لنحيا كلنا بروح الشهادة الحقيقية، لا على مستوى أن ننتظر أن نستشهد أو نتحمس بسبب عظة من فوق المنابر، بل أن نبذل أنفسنا طواعية لله قابلين كل ألم مهما ما كان بسيطاً بروح تلاميذ المسيح الرب الذين يحملون صليبه بمسرة برؤية قيامة واضحة بروح وداعته الذي يسكن أوانينا الخزفية الضعيفة، كونوا معافين باسم الرب في روح الوداعة ومحبة الله آمين
 
التعديل الأخير:

candy shop

مشرفة منتدى الاسرة
مشرف سابق
إنضم
29 يناير 2007
المشاركات
50,816
مستوى التفاعل
2,027
النقاط
113
العالم كله تحت الألم، ولا مناص من الهروب منه بأي شكل من الأشكال، حتى لو الإنسان ملك العالم كله وله كل الحقوق !!! فأن هرب من آلام الناس لن يهرب من المرض أو شيخوخة الجسد ومشاكلها الكثيرة جداً !!!

رووووووووووووووووووعه حقيقى

موضوع جميل وممتع جداااااا

شكراااااااااااا ليك

ربنا يبارك خدمتك الجميله
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,370
النقاط
0
ويبارك حياتك فقط صلي من أجلي
حفظ الله قلبك في روح قيامة يسوع آمين
 
أعلى