سأنقل لك حرفيا رد الانبا ابرام :-
بالنسبة للسؤال الخاص بمزمور ( رفضوني انا الحبيب .... ) مز37: 21، 22 فلي عدة ملاحظات
1 نتفق مبدئيا ان ما بين ايدينا من الكتاب المقدس هو ترجمة للنص الاصلي لذا قد تختلف الترجمات في صياغة المعني مع الاحتفاظ بوحدة المعنى والمضمون
ان مزمور 37 حسب الترجمة القبطية المعمول بها في قطمارس اسبوع الالام هو المزمور 38 حسب الترجمة البيروتية المتداولة لدينا لان النسخة العبرية للمزامير تضم مزموري 9، 10 في مزمور واحد
3 لو رجعنا للترجمة التي بين ايدينا ( البيروتيه ) سنجد النص كالاتي ( لا تتركني يارب يا الهي لا تبعد عني اسرع الي معونتي يا رب يا خلاصي ) مز38: 21، 22 وواضح ان المرتل ( داوود ) يقول بروح النبوة على لسان السيد المسيح له المجد ان جميع الناس تركوني وابغضوني ولا يوجد احد الي جواري الان. وهو ما يُفهم من النص حسب الترجمة القبطية – قطمارس اسبوع الالام – وهو ايضا ما حدث على الصليب اذا الجميع تركوا المسيح له المجد سواء تلاميذه او اليهود خاصته
الذي يهمني في المقام الاول والاخير ان المعني الذي وصلنا من الترجمة القبطية هو ذات المعني الذي وصلنا من الترجمة البيروتية التي بين ايدينا وما يهم الوحي المقدس هو أن تصلك رسالته وليس المهم الصيغة التي تصل بها هذه الرسالة
لتوضيح هذا الكلام بصورة اكبر نأخذ مثال ... فقد ورد في مز40: 6 ( بذبيحة وتقدمة لم تسر . اذني فتحت ) ولما نقلها الرسول بولس في رسالة العبرانيين جاءت كالاتي ( ذبيحة وقربانا لم تُرد ولكن هيأت لي جسدا ) عب10: 5 فنجد في المزمور ( ثقبت اذني ) -- في العبرانيين ( هيأت لي جسدا ) وهذا ليس خطأ من الرسول بولس ولكن الموضوع كالاتي
في العهد القديم كان العبد يظل يخدم لدى سيده حتى سنة اليوبيل – تأتي كل 50 سنة – ثم يُطلق صراحة لكن اذا اصر هذا العبد على الاقامة عند سيده دائما كان يأخذه سيده الي باب المدينة – حيث مجلس الشيوخ – ويعلن العبد امامهم طاعته الكاملة لسيده وعدم رغبته ترك خدمة سيده فكان يقوم السيد امام الجالسين بثقب اذن عبده علامة الطاعة الكاملة من هذا العبد لسيده ( راجع خروج 21 : 6) فحينما يقول المرتل بروح النبوة على فم المسيح له المجد ( ثقبت اذني ) أي ارتضيت أيها الآب ان اكون لك عبدا مطيعا ( اخلى نفسه آخذاً صورة عبد .... ) فيلبي 2: 7 وهو ما اراده الرسول بولس حينما قال ( هيت لي جسدا ) لي اقدمه لك ذبيحة على الصليب لفداء العالم كله
بهذا المثال اتضح ان الالفاظ قد تختلف لكن المعنى الجوهري للآية واحد
الرب يبارك حياتك