أعتقد أن البعض بدأ ييأس من إنكار إلوهية المسيح في الكتاب المقدس ليهاجم كون المسيح إله لكن مخلوق! فبغض النظر عن الطريقة الغير سليمة و غير الأمينة في التوصل لهذا الإستنتاج، فهذا يُعتبر تطور نسبي في تفكير البعض، عله يصب في منفعتهم يوماً ما.
أن نقول إن العهد الجديد يقول إن المسيح إله مخلوق يحتاج الى فحص العهد الجديد بكل أسفاره و إصحاحاته و أعداده، فهكذا يكون البحث الصحيح المبني على كل المعطيات لا على ما نختاره لنصل للغاية التي هي سبب البحث و نتيجته و ليس العكس!
البحث رائع و مليئ بالمعلومات الدسمة المفدية و لعل أكثر من ما يشد هو موضوع قوانين الإيمان و الترانيم التي كانت تترنم بها الكنيسة الأولى و التى كان يرددها المسيحيون الأوائل، فهي تصب في ترسيخ العقيدة المسيحية الحقة قبل أن تدون بيد التلاميذ و الرسل في أسفار العهد الجديد، فهذا دليل آخر على إن العقيدة المسيحية و في القرون الأولى كانت قائمة على الشهادة المُستلمة من شهود العيان و ليست العهد الجديد فقط بكونه شاهد و دليل على الإيمان.
لكن قبل أن يقفز البعض و يحاول اللعب بالكلمات للتشكيك بوحي العهد الجديد و علاقته بإقتباسات من ترانيم و قوانين إيمان، نقول إن الوحي في العهد الجديد يختلف عن ما تفكره! الكاتب اي التلميذ او الرسول ليس آلة طابعة بس شخصية اُختيرت بعناية آلهية اثر الله على فكرها و بالتالي ما يكتبه الكاتب حتى لو كان إقتباس من قانون ايمان او ترانيم او عهد جديد هو في مصاف واحد. فبولس الرسول أقتبس لكن غير و اضاف و وضفها لغرض محاربة الهرطقة التي كانت منتشرة في وقتها.
شئ آخر اتمنى من القارئ ان ينتبه له هو ظهور الهرطقات من اول بدايات الكنيسة الأولى، فهو ليس شئ جديد و لا غريب دخل على الكنيسة لاحقاً و بالتالي نظريات أن آريوس كان صاحب العقيدة الصحيحة و تم القضاء عليه هو أضعف ما يكون و من يحاول ان يدعم النظرية الآريوسية هو إنسان بلا عقل، إذ يحاول ان يقبل و يدعم عقيدة إن هناك إله مخلوق!
من ناحية آخرى، مسألة كون المسيح بكر الخليقة هو حقيقة لا تعتمد على نص واحد، بل لها ادلتها الكتابية الموازية، فكون المسيح كائناً قبل الخليقة شئ ينص عليه الكتاب المقدس بكل وضوح و الخوض في هذه النصوص و معانيها وحده يحتاج لبحث كامل منفصل
اما كون المسيح اله مخلوق و له بداية فهو شئ يسقط مُجدداً عندما نرى أدلة ازلية المسيح في كذا سفر و كذا نص. محاولة تناسي النصوص التي تشهد لأزلية المسيح من قِبل المعترض هو شئ مُقزز فعلاً و كأنه يحاول الحكم على العقيدة المسيحية من خلال نص واحد فسره و صاغه بحسب مزاجه! لا علاقة للمعترض بأي نص آخر يهدم قوله بكل بساطة سواء كان لإثبات إن المسيح ليس مخلوق او إنه أزلي.
على أي حال، البحث رائع جداً، يرد بصورة علمية أصلها الوصول للحقيقة و عرضها بكامل أدلتها كما هي، بدون تزييف او خداع او تأثير مُسبق للوصول للخلاصة و النتيجة.
الرب يبارك.
سلام و نعمة