دُرُوسٌ مِنْ قَلَمِ الرَّصَاصِ

«آذَوْا بِالْقَيْدِ رِجْلَيْهِ. فِي الْحَدِيدِ دَخَلَتْ نَفْسُهُ» ( مز 105: 18 )
table_aya_bottom.gif
عزيزي القارئ: هل تتذكر القلم الرصاص الذي رافقنا في مراحل تعليمنا منذ الصغر حتى الكبر؟ هل تتذكر أهميته؟ تعال الآن لنرى بعض الدروس من ورائه:

(1) القيمة في العنصر الداخلي: إن قيمةَ القلم تتوقف بالأكثر على عنصره الداخلي. أهمُ جزءٍ في القلم ليس خشبــَه الخارجي، من حيث النوع واللون، وإنما يهمُنا كثيرًا جودةُ رصاصِهِ. وكذلك الأمر مع الناس. لا يهم كثيرًا الشكل أو اللون الخارجي، لكن المهم الكيان الدخلي. فما أكثر المختبئين خلف صورة التقوى الخارجية البرّاقة، لكنهم منكرون قوتها ( 2تي 3: 5 )! وما أكثر الذين يُنقون خارج الكأس، لكن لا يشغله ولا يؤرقه أن قلبه ممتلئٌ اختطافًا ودعارة ( مت 23: 25 )!

(2) ضرورة المبراة: لا يمكن أن يعمل القلم جيدًا، إلا إذا جرحته المبراة الحادة، فيجب أن يـُضحَّى بالجزء الخارجي من القلم، حتى يمكن الاستفادة منه. وكما يـُبرى القلم، كذلك يجب أن نُبريَ الأنانية والكبرياء، قبل أن نكونَ ذوي نفع. ولو أن القلم يشعر، لتألم من المبراة ولكنّ المبراةَ نافعة له. وما أكثر النماذج الكتابية الدَّالة على ضرورة الآلام لصناعة الرجال، فلنتذكر ما حدث ليوسف.

(3) ضرورة وجود الممحاة ( الأستيكة): توجدُ في كثير من الأقلام ممحاة لمحو الأغلاط. وهذا ما يدعونا إليه الكتاب، أن نراجع طرقنا ونرجع عن شرورنا «إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» ( 1يو 1: 9 ).

عزيزي: إن أردت أن تكون نافعًا في يد الرب، فعليك الاهتمام بالجوهر لا بالمظهر، وعليك الخضوع لتشكيل الرب المؤلم، وعليك مراجعة نفسك والاعتراف بخطئك!
 
أعلى