ناجح ناصح جيد٢
Member
٢٥-
بَلْ هَدَّأْتُ وَسَكَّتُّ نَفْسِي كَفَطِيمٍ نَحْوَ أُمِّهِ. نَفْسِي نَحْوِي كَفَطِيمٍ. (المزامير ١٣١: ٢)
لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ». فَلَمْ تَشَاءُوا.
(إشعياء ٣٠: ١٥)
تأمل و تحريض
صوت الصخب الذى بداخلك أفظع من الذى بخارجك
لذا
هدئ داخلك ليستقيم خارجك و ليس العكس!!!
...بَلْ هَدَّأْتُ وَسَكَّتُّ نَفْسِي كَفَطِيمٍ نَحْوَ أُمِّهِ. نَفْسِي نَحْوِي كَفَطِيمٍ. (المزامير ١٣١: ٢)
لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: «بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ». فَلَمْ تَشَاءُوا.
(إشعياء ٣٠: ١٥)
تأمل و تحريض
صوت الصخب الذى بداخلك أفظع من الذى بخارجك
لذا
هدئ داخلك ليستقيم خارجك و ليس العكس!!!
#NagehNaseh
♡♡♡♡♡♡ الدراسة♡♡♡♡
الطمأنينة الروحية وثقة النفس بالله
مقدمة
تتناول النصوص المقدسة مفهوم الراحة الداخلية، الاتكال على الله، والتحرر من الاضطراب الداخلي، وهي مواضيع جوهرية في حياة الإنسان الروحية. في مزمور 131: 2، يصوّر داود النبي حالة النفس الهادئة كمثل طفل مفطوم مستكين في حضن أمه، بينما في إشعياء 30: 15، يعلن الرب أن الخلاص والقوة لا يأتيان من الاضطراب أو البحث عن الحلول البشرية، بل من الرجوع إلى الله والسكون فيه. لفهم هذه المفاهيم بعمق، سنحلل المعاني الأصلية للمفردات العبرية المستخدمة، ثم نربطها بالسياق الروحي والتطبيقي.
---
أولًا: التحليل اللغوي العميق
1. "هدّأتُ وسكّنتُ نفسي" (מִיַּח שִׁוִּיתִי וְדוּמַּמְתִּי נַפְשִׁי – مزمور 131: 2)
أ) الفعل שׁוה (shâvâh – Strong’s H7737)
الجذر يحمل معنى التسوية والتوازن، أي جعل الأمور متساوية ومستوية، كما يُستخدم بمعنى التشابه والتماثل.
في سياق المزمور، يدل على ضبط النفس، وتسويتها، وتهدئتها بحيث تصبح في حالة من الاستقرار الروحي والنفسي، وكأنها في حالة من التوازن الداخلي والانسجام مع الله.
ب) الفعل דּמם (dâmam – Strong’s H1826)
الجذر يشير إلى الصمت، الهدوء العميق، وأحيانًا الانقطاع التام عن الكلام أو النشاط.
هذا يعكس حالة النفس التي تصل إلى السلام الكامل، حيث يتوقف الضجيج الداخلي، وينقطع القلق والتوتر.
في استخدامه الكتابي، يرتبط أحيانًا بـالتأمل العميق في الله، أو الوقوف في رهبة وسكون أمامه.
ج) الكلمة נֶפֶשׁ (nephesh – Strong’s H5315)
تعني النفس، الكيان الداخلي، الحياة بكل ما فيها من مشاعر ورغبات وانفعالات.
تشير هنا إلى أعمق جزء من الإنسان، حيث يتم التفاعل مع الله بسلام واستقرار.
هذه الكلمة تعبر عن الذات بكاملها، وليس فقط الجانب العاطفي أو الفكري، بل كل كيان الإنسان الداخلي.
د) الكلمة גּמל (gâmal – Strong’s H1580)
تعني فطم الطفل، أو إنضاج الثمر، أو منح مكافأة أو جزاء.
الفطام هنا لا يُقصد به مجرد الانفصال عن الرضاعة، بل الانتقال من مرحلة الاعتماد الكلي إلى مرحلة النضج والاستقلال التدريجي.
يشير إلى النفس التي تعلمت أن تجد راحة في الله، حتى بعد أن لم تعد تعتمد على المسرّات الزمنية السطحية.
2. "بالرجوع والسكون تخلصون، بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم" (إشعياء 30: 15)
أ) الكلمة שׁוּבָה (shûbâh – Strong’s H7729)
الجذر שׁוּב (shûb) يعني الرجوع، العودة، التوبة.
الرجوع هنا ليس مجرد تغيير مسار، بل عودة إلى الأصل، إلى الله، إلى العلاقة الحقيقية التي تهب النفس حياة وسلامًا.
في السياق الكتابي، يستخدم للإشارة إلى التوبة والعودة القلبية إلى الله كشرط للخلاص.
ب) الكلمة נַחַת (nachath – Strong’s H5183)
تعني الراحة، الهدوء، السكينة، وتشير إلى حالة الاستقرار الداخلي العميق.
تُستخدم أيضًا بمعنى الانحدار أو النزول، مما قد يشير إلى الخضوع لإرادة الله، أي أن الراحة الحقيقية تأتي من التسليم له.
ج) الكلمة יָשַׁע (yâsha‛ – Strong’s H3467)
تعني الخلاص، التحرير، النجاة، وهي مرتبطة باسم يسوع (يهوشوع – יהושע).
الخلاص هنا ليس مجرد إنقاذ من ضيق خارجي، بل تحرير النفس من الاضطراب الداخلي، والخوف، والاعتماد على القوة البشرية.
د) الكلمة שָׁקַט (shâqaṭ – Strong’s H8252)
تعني الطمأنينة، الراحة العميقة، السكون الداخلي.
تُستخدم في الكتاب المقدس لوصف حالة الأرض بعد الحرب، أو النفس التي تجد راحتها في الله.
السلام هنا ليس مجرد غياب الصراع، بل حالة من الهدوء المبني على الثقة بالله.
هـ) الكلمة בִּטְחָה (biṭchâh – Strong’s H985)
تعني الثقة، الاعتماد التام، الطمأنينة التي تنبع من الاتكال على الله.
الثقة الحقيقية ليست مجرد شعور إيجابي، بل قرار واعٍ بالاحتماء في الله والاتكال عليه في كل الأمور.
و) الكلمة גְּבוּרָה (gebûrâh – Strong’s H1369)
تعني القوة، الشجاعة، الانتصار، الأعمال العظيمة.
تشير إلى أن القوة الحقيقية لا تأتي من النشاط المفرط أو السعي البشري، بل من الهدوء العميق الذي ينبع من الثقة بالله.
---
ثانيًا: الرسالة الروحية والتطبيق العملي
1. الراحة الروحية كحالة قلبية
المزمور يصف حالة النفس التي وجدت استقرارها في الله، مثل طفل مفطوم في حضن أمه. الفطام هنا ليس مجرد انفصال، بل انتقال إلى مرحلة جديدة من الثقة العميقة. الإنسان الروحي لا يعتمد على العوامل الخارجية للراحة، بل يجد في الله ملجأه وسكينته.
2. الرجوع إلى الله كمصدر للخلاص
إشعياء يوضح أن الخلاص لا يأتي بالسعي البشري، بل بالرجوع إلى الله والاستكانة فيه. السعي الدائم وراء الحلول الذاتية قد يؤدي إلى الإرهاق الروحي، بينما التوبة والعودة إلى الله تهب الإنسان قوة تفوق كل التدابير البشرية.
3. الطمأنينة قوة وليست ضعفًا
العالم يعلّم أن القوة في العمل الجاد والسعي المستمر، لكن الكتاب المقدس يعلّم أن القوة الحقيقية تكمن في الطمأنينة المبنية على الثقة بالله. حين يكون الإنسان في سلام داخلي، يصبح أقوى في مواجهة الصعوبات.
---
خاتمة
الرسالة الكتابية واضحة: الهدوء والثقة بالله هما مفتاح الخلاص والقوة الحقيقية. حينما يصل الإنسان إلى حالة السكون الداخلي، لا يعود يتزعزع بالظروف الخارجية، بل يحيا في استقرار داخلي يشبه فطيمًا في حضن أمه، مدركًا أن قوته الحقيقية تأتي من الله وحده.
المراجع المعتادة
قواميس
My Sword Bible
الترجمة و التحليل المتسق مع القواميس ل
ChatGPT