خدعوك فقالو وكان الكلمه الله
كثيرا ما يستشهد المسيحيين بمقدمة انجيل يوحنا فى محاولاتهم لاثبات لاهوت المسيح
ولكن تعالى لنرى الحقيقه سويا فى مقدمة انجيل يوحنا
اولا ليس هذا النص وحده هو التعبير عن لاهوت السيد المسيح لكن كل الكتاب قائم علي شخصه من العهد القديم الي العهد الجديد ..فنبؤات العهد القديم كانت تتحدث عن شخص الكلمة المتجسد الابن الوحيد من ذات الاب حكمته و عقله
و هذه بعض النبؤات من العهد القديم التي تتحدث عن شخص الكلمة:
رآه داود بالروح فتهلل قائلا طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ
مز 18 : 9
بل دعاه المرنم بهذا التعبير ( الكلمة ) فَصَرَخُوا إِلَى الرَّبِّ فِي ضِيقِهِمْ فَخَلَّصَهُمْ مِنْ شَدَائِدِهِمْ. 20أَرْسَلَ كَلِمَتَهُ فَشَفَاهُمْ وَنَجَّاهُمْ مِنْ تَهْلُكَاتِهِمْ
مز 107 : 19 - 20
و يقول الرب انه يأتي و يسكن في وسط شعبه «تَرَنَّمِي وَافْرَحِي يَا بِنْتَ صِهْيَوْنَ لأَنِّي هَئَنَذَا آتِي وَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ يَقُولُ الرَّبُّ. 11فَيَتَّصِلُ أُمَمٌ كَثِيرَةٌ بِالرَّبِّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ وَيَكُونُونَ لِي شَعْباً فَأَسْكُنُ فِي وَسَطِكِ فَتَعْلَمِينَ أَنَّ رَبَّ الْجُنُودِ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكِ
زك 2 : 10 - 11
و هنا ايضا يتحدث الكلمة من حيث تجسده انه مرسل من الله و قد قال في البداية انه الله و لكن هذا احد اعمال الكلمة و احد اهداف التجسد ان يكون رسولا و معه التعليم و لكنه فاق الرسل بانه هو صاحب السلطان علي الشريعة كما سنوضح
و قد تحدث النبي ميخا بالروح عن مجئ الرب و تجسده لاجل رفع خطية الشعب فيقول اِسْمَعُوا أَيُّهَا الشُّعُوبُ جَمِيعُكُمْ. أَصْغِي أَيَّتُهَا الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. وَلْيَكُنِ السَّيِّدُ الرَّبُّ شَاهِداً عَلَيْكُمُ السَّيِّدُ مِنْ هَيْكَلِ قُدْسِهِ. 3فَإِنَّهُ هُوَذَا الرَّبُّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَانِهِ وَيَنْزِلُ وَيَمْشِي عَلَى شَوَامِخِ الأَرْضِ 4فَتَذُوبُ الْجِبَالُ تَحْتَهُ وَتَنْشَقُّ الْوِدْيَانُ كَالشَّمْعِ قُدَّامَ النَّارِ. كَالْمَاءِ الْمُنْصَبِّ فِي مُنْحَدَرٍ. 5كُلُّ هَذَا مِنْ أَجْلِ إِثْمِ يَعْقُوبَ وَمِنْ أَجْلِ خَطِيَّةِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ
مي 1 : 2 - 5
و هنا اعلن يوحنا الرسول ايضا بوضوح ان الكلمة هو واحد مع الاب و الروح فالله بذاته و جوهره الالهي و عقله و حكمته و روحه اساس و مبتدأ و مصدر الحياة واحد يستحيل ان ينفصل احدهم عن الاخر اذ ليسوا ثلاثة كيانات بل كيان واحد جوهر واحد و قد دعي المسيح حكمة الله فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ
1 كو 1 : 24
بل هو تمام الحكمة و فيه كمالها ،الْمُذَّخَرِ فِيهِ جَمِيعُ كُنُوزِ الْحِكْمَةِ وَالْعِلْمِ
كو 2 : 3
و تحدث عنه الرسول بالروح في سفر الرؤيا حين رآه في مجده و مجيئه الثاني قائلا : ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِيناً وَصَادِقاً، وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ.12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ، وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ، وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلا هُوَ. 13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ، وَيُدْعَى اسْمُهُ «كَلِمَةَ اللهِ». 14وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِي السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ، لاَبِسِينَ بَزّاً أَبْيَضَ وَنَقِيّاً. 15وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ. وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصاً مِنْ حَدِيدٍ، وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. 16وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ».
رؤ 19 : 11 - 16
فدعاه كلمة الله و منسوب اليه كل الصفات الكاملة لله اذ هو اله واحد و ليس اخر
و الان لنري ماذا يريد المعترض ان يقول في ( في البَدءِ كانَ الكلِمَةُ، والكلِمَةُ كانَ عِندَ اللهِ، وكانَ الكلِمَةُ اللهَ ) يو 1 : 1
أولاً
وكان الكلمه الله هى عباره خطأ فلسفيا حيث ان الكلمه فلسفيا هى شىء منطوق ناطقها هو صانعها فمن الذى قال فليكن الله فكان الله والعياذ بالله من الذى نطق الله حتى يكون الله كلمه له ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
واذا افترضنا جدلا والعياذ بالله ان هناك شخص نطق الله فهذا يعنى ان الله منطوق والشخص الذى نطق الله هو من صنع الله ا وهذا يهدم الوهية الاله فى العقيده المسيحيه
هذا فكر فاسد من المعترض حتي انه لا يكتفي بانه لا يفهم معني ( الكلمة ) فقط بل يفسرها ايضا
لم يقل النص و لا اي شخص احد قال ليكن الله فكان الله ..ما هذا الفكر عجيب .. و علي اي النصوص كان يتحدث
بعيدا عن التشتيت , لنعرف اولا ما معني الكلمة التي اتي ذكرها في النص
ان ( الكلمة ) جائت في الاصل اليوناني بالمصطلح ( لوجوس ) و هو في الفكر اليوناني يعني نطق الله العاقل او عقل الله الناطق .. و لا يمكن ان وجد وقت كان الله فيه بدون عقله و حكمته . حاشا
اذا ( اللوجوس ) هو ذات الله و ليس مخلوق من الله او بواسطته بل هو عقل الله وجد بوجود الله اي منذ الازل , و هذا ما اشار اليه الرسول يوحنا بقوله ( في البدء ) اي قبل خلق العالم منذ الازل
, و في الفكر اليهودي ايضا ( الكلمة ) هو تعبير عن الله حيث جاء في كتابات انقليوس اليهودي الذي ترجم التوراة من العبرية إلى الآرامية في القرن الثاني قبل الميلاد , وفي ترجمته استعاض عن اسم الجلالة بلفظ " ممرا " وتقابلها في العربية " الكلمة "
غير ان المعني الذي تحمله الكلمة في كتابات يوحنا يسمو عن المعني الفلسفي فقد قصد بهذا التعبير ان السيد المسيح هو ذات الله المتكلم فاذا كان الله قد كلمنا بانبيائه فقد كلمنا هذه الايام في ابنه لذلك كل من سمع المسيح فقد سمع الله بالذات و من رآه فقد رآي الله اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ،2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ الَّذِي جَعَلَهُ وَارِثاً لِكُلِّ شَيْءٍ، الَّذِي بِهِ أَيْضاً عَمِلَ الْعَالَمِينَ.3الَّذِي، وَهُوَ بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ، وَحَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيراً لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي
عب 1 : 1 - 3 اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ،
يو 14 : 9
و حتي بالمفهوم الفلسفي الذي ذكره المعترض و لم يقترب منه ان كلمة شخص تعبر عن افكاره و ارادته ..اذا هي صورته و من وراءها عقله و من وراء العقل الذات و من وراء الذات الجوهر . بمعني انها جزء من الشخص غير منفصل عنه و ان طبع كلمته علي ورق و ارسلها الي كل العالم تبقي ايضا في عقله لا تترك عقله لتصبح في الورق لكن تبقي في عقله و يعلن عنها في الورق .. ذلك لانها جزء من ذاته مستحيل ان ينفصل عنه
و الغريب ان المعترض لا يعرف ان المفهوم الاسلامي ان كلمة الله التي هي كلماته و وحيه الي انبيائه غير مخلوق بشهادة كل العلماء و من يقول غير ذلك فهو كافر
و هذه المشكلة تظهر عندما يبدأ احد المراهقين غير الدارسين في التكلم في الاديان الامر الذي يحتاج بعض البحث و الدراسة في المعتقد و الدين الذي يؤمن به اولا
و اليك بعض هذه الاحكام التي اجمع عليها العلماء
ثانيا
مقدمة يوحنا تقول ان الكلمه كان عند الله والعنديه تفيد المغايره والاختلاف فمثلا من المستحيل ان اقول انا عند نفسى وذلك لانى انا نفسى ولذلك فمستحيل ان يكون الكلمه عند الله وهى نفسها الله ولااحنا عندنا اتنين الله واحد كان عند التانى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بالمعني السابق ذكره لمعني ( الكلمة ) ( اللوجوس ) هي فكر الله الكائن و عقله الناطق و حكمته فمن غير المعقول ان يكون كلمة الله منفصلا عنه
يعيد نفس العبارة الرسول يوحنا مرتين في اول الاصحاح فيقول : فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ.2هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّهِ
يو 1 : 1 - 2
هنا يعلن الرسول وجود ( الكلمة ) قبل الازمنة كلها مع الله في ذات الله عنده هو عقله و حكمته منذ الازل
كما ان الرسول يوضح ان وجوده هو عند الاب و معه عند الله و لم يوجد فقط بمجيئه الي العالم بل هو كلمة الله منذ الازل معه و لا ينفصل عنه
و قد اتي المعترض كالعادة بمثال فاسد انه كان عند نفسه و هذا امر غير صحيح بالمرة و يدل علي جهل حتي بمعني الاية التي يتحدث عنها
فالاية لا تتحدث عن شخص و اخر لكن شخص و كلمته او فكره و منطقه و عقله .. فهذا الفكر و العقل كان عنده و معه منذ بدايته لا ينفصل عنه و لا يمكن ان يبقي بدونه .. كما انه من الطبيعي جدا ان يكون الفكر عند صاحبه دون ان نفهم ان الشخص و فكره شخصان منفصلين
ثالثا
هل كلمة الله هى نفسها الله فى لغة الكتاب المقدس ??????
بالطبع لا واليكم الادله الدامغه على ذلك
1- كلمة الله مؤنثه وتعنى الشريعه اى التوراه
إنجيل يوحنا 10: 35
إِنْ قَالَ آلِهَةٌ لأُولئِكَ الَّذِينَ صَارَتْ إِلَيْهِمْ كَلِمَةُ اللهِ، وَلاَ يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَضَ الْمَكْتُوبُ،
فهل الشريعه والتوراه هى الله
وهذا اول دليل على ان كلمة الله لا تعنى الله ولا حتى مذكره مثلما ادعى كاتب انجيل يوحنا
من الواضح جدا ان الرجل فقط ينقل نصوص دون ان يفكر حتي قليلا
فهو يقول ان الكلمة ليست مذكرة كما ادعي كاتب انجيل يوحنا
مع ان النص الذي اتت فيه الكلمة مؤنثة هو ايضا في نفس انجيل يوحنا ؟!!!!
و هذا دليل واضح انه حتي لم يكلف نفسه عناء البحث و القراءة و هو فقط ناقل و هذا امر مؤسف ان لا يستخدم الانسان عقله ليصنع بحثا منطقيا مقنعا و لا يعتمد فقط علي لي نصوص الايات
و ( الكلمة ) في الكتاب المقدس تأتي بأكثر من معني
فهي تعني الشريعة و الوحي
و اعلانات الله
و في هاتين الحالتين تأتي بمعني اهداف الله تجاه البشر و اعلانه لهم كما يقول الرسول اَللهُ، بَعْدَ مَا كَلَّمَ الآبَاءَ بِالأَنْبِيَاءِ قَدِيماً، بِأَنْوَاعٍ وَطُرُقٍ كَثِيرَةٍ،2كَلَّمَنَا فِي هَذِهِ الأَيَّامِ الأَخِيرَةِ فِي ابْنِهِ
عب 1 : 1 - 2
فهناك فرق واضح بين كلمة ( كلم بالانبياء ) و بين ( كلمنا في ابنه ) فكلمته او ذاته اعلن في الابن الكلمة المتجسد .. اما قديما فكان يتكلم عن طريق الانبياء و ليس فيهم يعطيه ماعلان او نبوة او فكرة يسردونها هم بطريقتهم و كلماتهم بارشاد من الروح القدس فكلمة الله بمعني إعلانات الله غير ان يكون كلمة الله الذي هو فكر و عقل الله و كامل اعلانه عن ذاته و سلطانه و قدرته
2- كلمة الله تعنى الوحى والنبوه وهى مؤنثه
ارميا 32:1الكلمة التي صارت الى ارميا من قبل الرب
فهل الوحى هو الله نفسه ??????????
قد شرح ذلك في الرد السابق و لكن الغريب انه يقول انها جائت بمعني النبوة و الوحي و الشريعة و في نفس الوقت لا يستطيع ان يفرق بينها و بين ( اللوجوس ) بمعني عقل الله و فكره و حكمته و ليس مجرد اعلان او نبوة
3- الكلمه كانت على يوحنا المعمدان وهى مؤنثه
إنجيل لوقا 3: 2
فِي أَيَّامِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ حَنَّانَ وَقَيَافَا، كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ عَلَى يُوحَنَّا بْنِ زَكَرِيَّا فِي الْبَرِّيَّةِ،
فهل يوحنا المعمدانى هو الله لان كلمة الله كانت عليه ???????????
لم يكن يوحنا هو كلمة الله و لكن كلمة الله اي اعلانه و وحيه كان عليه و هناك فرق كبير بين ان يعطيه الله وحي او يكون عليه وحي من الله .. وبين ان يكون هو نفسه كلمة الله و كامل اعلانه عن ذاته
4- الله ليس له كلمه واحده بل كلمات كثيره وتعنى الاوامر والوصايا التى يصدرها الله
إنجيل لوقا 4: 4
فَأَجَابَهُ يَسُوعُ قِائِلاً: «مَكْتُوبٌ: أَنْ لَيْسَ بِالْخُبْزِ وَحْدَهُ يَحْيَا الإِنْسَانُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ مِنَ اللهِ».
فهل اوامر الله هى نفسها الله ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كما ان هذا يجعل لدينا اقانيم كثيره ومسحاء كثيرين لا يعدوا ولا يحصو فهل الله تحول الى ماعدد لانهائى من الاقانيم ……………………
كلمة الله هنا ايضا تعني الشريعة و وصايا الله و ليست كل كلمة ينطقها الانبياء وحدها هي اله .. لكن فكر الله و عقله و حكمته هو الله ذاته من نفس جوهره و تعبير عنه و كامل اعلانه عن ذاته و في احد امثال السيد المسيح شرح هذا الامر : «اِسْمَعُوا مَثَلاً آخَرَ: كَانَ إِنْسَانٌ رَبُّ بَيْتٍ غَرَسَ كَرْماً، وَأَحَاطَهُ بِسِيَاجٍ، وَحَفَرَ فِيهِ مَعْصَرَةً، وَبَنَى بُرْجاً، وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ. 34وَلَمَّا قَرُبَ وَقْتُ الأَثْمَارِ أَرْسَلَ عَبِيدَهُ إِلَى الْكَرَّامِينَ لِيَأْخُذَ أَثْمَارَهُ. 35فَأَخَذَ الْكَرَّامُونَ عَبِيدَهُ وَجَلَدُوا بَعْضاً وَقَتَلُوا بَعْضاً وَرَجَمُوا بَعْضاً. 36ثُمَّ أَرْسَلَ أَيْضاً عَبِيداً آخَرِينَ أَكْثَرَ مِنَ الأَوَّلِينَ، فَفَعَلُوا بِهِمْ كَذَلِكَ. 37فَأَخِيراً أَرْسَلَ إِلَيْهِمُ ابْنَهُ قَائِلاً: يَهَابُونَ ابْنِي! 38وَأَمَّا الْكَرَّامُونَ فَلَمَّا رَأَوْا الاِبْنَ قَالُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ: هَذَا هُوَ الْوَارِثُ! هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ وَنَأْخُذْ مِيرَاثَهُ! 39فَأَخَذُوهُ وَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ، وَقَتَلُوهُ. 40فَمَتَى جَاءَ صَاحِبُ الْكَرْمِ، مَاذَا يَفْعَلُ بِأُولَئِكَ الْكَرَّامِينَ؟» 41قَالُوا لَهُ: «أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءُ يُهْلِكُهُمْ هَلاَكاً رَدِيّاً، وَيُسَلِّمُ الْكَرْمَ إِلَى كَرَّامِينَ آخَرِينَ يُعْطُونَهُ الأَثْمَارَ فِي أَوْقَاتِهَا». 42قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَمَا قَرَأْتُمْ قَطُّ فِي الْكُتُبِ: الْحَجَرُ الَّذِي رَفَضَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ الزَّاوِيَةِ؟ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ هَذَا وَهُوَ عَجِيبٌ فِي أَعْيُنِنَا 43لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللَّهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لِأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ. 44وَمَنْ سَقَطَ عَلَى هَذَا الْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ!».45وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْفَرِّيسِيُّونَ أَمْثَالَهُ، عَرَفُوا أَنَّهُ تَكَلَّمَ عَلَيْهِمْ. 46وَإِذْ كَانُوا يَطْلُبُونَ أَنْ يُمْسِكُوهُ، خَافُوا مِنَ الْجُمُوعِ، لأَنَّهُ كَانَ عِنْدَهُمْ مِثْلَ نَبِيٍّ.
مت 21 : 33- 46
فان الله ارسل عبيده و رسله كممثلين له و لكن الناس رفضوهم فارسل ايضا عبيدا و رسلا و انبياء اخرين و قد اعطاهم ان يتكلموا باسمه و عنه و لكنهم لا يساوه فهم مازالوا عبيدا تحت امر سيدهم حتي ان كانوا ممثلين له و معبرين عن كلامه و وصاياه الا انهم غير مساوين له و لا يعبرون بالتمام عن شخصه و ارادته فقط ممثلين له في حدود عملهم كعبيد اما الابن الوحيد فهو كامل التعبير عن ذا ت الله و شخصه و فكره و ارادته تجاه البشرية ..له نفس ارادة ابيه و له سلطان ابيه المطلق فهو و ابيه يعبران عن كيان واحد له ذات السلطان و القدرة .. له القدرة اللاهوتية و السلطان
الالهي الخاص به وحده ذلك لان (كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ . يو 1 : 3 ) و قد كان سلطانه واضحا امام الجميع حتي في تعليمه فلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هَذِهِ الأَقْوَالَ بُهِتَتِ الْجُمُوعُ مِنْ تَعْلِيمِهِ، 29لأَنَّهُ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ كَمَنْ لَهُ سُلْطَانٌ وَلَيْسَ كَالْكَتَبَةِ.
مت 7 : 28 - 29 اذ هو واضع الشريعة و ربها و قد ظهر هذا في قوله وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ و هذا ما لا يجرؤ ان يقوله اي نبي بل كانوا يستخدمون كلمة ( هكذا يقول السيد الرب ) و قد اوضح السيد ايضا انه هو رب الشريعة حيث قال : فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً»
مت 12 : 8 إِذاً ابْنُ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً».
مر 2 : 28 وَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً».
لو 6 : 5 فشخص الكلمة ( اللوجوس ) هو كامل التعبير عن ذات الله و فكره و حكمته و قدرته و سلطانه و هذا فرق واضح بين الكلمة بمعني الشريعة و (الكلمة اللوجوس) بمعني عقل الله و تفكيره و ارادته و سلطانه
و كان الكلمة الله؟
دراسة لغوية و نصية فادى اليكساندر
لست بصدد كتابة تفصيل شامل و كامل عن كيفية ترجمة نص يوحنا 1 : 1، فلا يعرف خلافاً فى ترجمة هذا النص سوى الفرقتين المعتادتين: شهود يهوه، و المسلمين. و لكن هدفى هنا هو بيان بعض الحقائق، بالإضافة إلى شرح نقطتين رئيسيتين:
أولاً: ما الذى كان يعنيه يوحنا من عبارته και θεος ην ο λογος؟
ثانياً: المخطوطات العربية.
أولاً: لا يوجد أى ترجمة إنجليزية نُشِرت فى التاريخ البشرى بأكمله، ترجمت النص "و كان الكلمة إلهاً" إلا ترجمتى شهود يهوه New World Translation و The Emphatic Diaglott.
ثانياً: وردت لفظة θεός فى العهد الجديد بتصريفاتها 282 مرة بدون أداة التعريف، و قام مترجمى "ترجمة العالم الجديد" لشهود يهوه، بترجمة اللفظة 16 مرة فقط "إلهاً". هذا يعنى أن نسبة أمانة هؤلاء المترجمين لا تتعدى 6%!
ثالثاً: وردت لفظة θεός بتصريفاتها فى يوحنا 1 : 1 – 18 ثمانية مرات، و بها أداة التعريف مرتين فقط. رغم ذلك، ففى هذه الأعداد فى "ترجمة العالم الجديد"، نجدها مُترجمة إلى "الله" ست مرات، و مرة واحدة "إله"، و مرة واحدة "الإله"!
رابعاً: وردت لفظة θεός فى العهد الجديد 1344 مرة، و فى مئات المرات منها لم تأتى معرفة، و مع ذلك تمت ترجمتها إلى "الله"، و من هذه الترجمات "ترجمة العالم الجديد".
خامساً: لو أن عدم وجود أداة التعريف يعنى ترجمة النص "إله"، فهو يعنى أيضاً أن αρχη يجب أن تترجم "بدء" و ليس "البدء" (ع 1)، و أن ζωη يجب أن تترجم "حياة" و ليس "الحياة" (ع 4)، و أن παρα θεου يجب أن تترجم "من إله" و ليس "من الله" (ع 6)، و أن θεον يجب أن تترجم "إله" و ليس الله (ع 18). هذا لم يحدث فى ترجمة العالم الجديد، و لا يستطيع أن يوافق على ذلك إلا حماراً يحمل أسفاراً!
سادساً: لا يُوجد عالم واحد فى اللغة اليونانية، يقول بأن النص يجب ترجمته إلى "و كان الكلمة إلهاً". على العكس من ذلك، فكافة علماء اللغة اليونانية يؤكدون أن النص لا يُمكن ترجمته "و كان الكلمة إلهاً"، ولا يُوجد سوى مترجمى "ترجمة العالم الجديد" الذين يؤمنون بذلك.
سابعاً: رد العلماء على هذه الإدعاءات منذ زمن بعيد، فكان ويستكوت و لانج و ألفورد، و من بعدهم روبيرتسون و بروس ميتزجر (الذى أصدر كتيباً من خمسين صفحة فى الخمسينات، و العديد من المقالات، رداً على هذا الإدعاء)، و اليوم فالنظرة القياسية يقدمها دانيال ب. والاس فى كتابه "النحو اليونانى فيما بعد الأساسيات" Greek Grammar Beyond Basics.
بعد هذه الحقائق، فيجب علينا أن نفهم ما الذى عناه يوحنا بالضبط من كلامه.
فالمقطع الأول يوضح أزلية الكلمة، و ليس فيه قول. أما المقطع الثانى فيوضح التمايز بين الآب و الإبن، فالآب و الإبن "اثنين" اقنومياً، أى شخصيتين، و بهذا يكون قد تحدث يوحنا عن هوية الإبن أو شخصيته. أما المقطع الثالث فهو عن طبيعة الكلمة. يوحنا كان قد تعرض لهوية الكلمة فى المقطع الثانى، و لكن فى هذا المقطع فهو يتكلم عن طبيعة الكلمة. لذا، فأفضل ترجمة للنص هى:"و كان الكلمة إلهياً Divine". أى أن طبيعة الكلمة هى طبيعة إلهية.
دانيال ب. والاس يقول عن هذه الترجمة:
"هذا الخيار لا يطعن فى إلوهية المسيح أبداً. على العكس، أنه يقويها، فرغم أن شخص المسيح ليس هو شخص الآب، فإن جوهرهما واحد. يُمكن الترجمة كما يلى:"ما كانه الله، كانه الكلمة" NEB، أو "كان الكلمة إلهياً" Moffatt. فى الترجمة الثانية فإن كلمة "إلهياً" Divine مقبولة، فقط إذا كانت مصطلحاً يدل فقط على الإلوهية الحقيقية. لكننا فى الإنجليزية الحديثة، نستخدمه فى حق الملائكة، اللاهوتيين، بل و حتى الوجبات! لهذا فإن "إلهياً" قد تكون لفظة مضللة فى أى ترجمة إنجليزية. فكرة أن اللفظة تكون نوعية هى أن "الكلمة" له كل الخصائص و الصفات التى لـ "الله" فى المقطع الثانى. بكلمات أخرى، الكلمة يشارك الآب فى الجوهر، رغم أنهما مختلفين فى الأقنومية. إن التكوين اللغوى الذى اختاره الإنجيلى ليعبر عن هذه الفكرة، هو أكثر التكوينات إختصاراً لديه ليبين أن الكلمة هو الله، و لكنه مختلف عن الآب" [1].
لكن هناك أفراد قاموا، بكل جهل، بإستخدام كلام دان والاس فى ترجمته NET Bible عن قاعدة كولويل، و كأنهم يقصدون أن والاس لا يرى أن قاعدة كولويل قابلة للتفعيل فى هذا النص. قبل شرح ما قصده والاس، يجب أن نوضح بعض المفاهيم.
هناك مصطلح يُسمى Predicate Nominative، ولا أعرف إن كان له مقابل فى العربية أم لا، و لكنه هو الفاعل إلى حد ما، فهو فى الإنجليزية، الإسم الذى يأتى بعد فعل ربط غالباً ما يأتى قبله الفاعل، و يعود على الفاعل. فى الجملة التالية مثلاً:
For many of students, exegesis is a difficulty
"للكثير من التلاميذ، التفسير صعب". لفظ "صعب" فى هذه الجملة، هو الـ Predicate Nominative. أى أن هذا الإسم لابد أن يكون له علاقة بالفاعل. و سأعطيه إسماً عربياً "الإسم المرفوع". بالإضافة إلى ذلك، لدينا ثلاث حالات إعرابية ممكن للإسم: الحالة التعريفية Definite، الحالة الغير تعريفية (او النكرة فى العربية) Indefinite، و الحالة النوعية أو الوصفية Qualitative. الحالة التعريفية هى وجود أداة التعريف قبل الإسم، و الغير تعريفية هى عدم وجود أداة التعريف قبل الإسم، و الحالة الوصفية هى التى يأتى فيها الإسم كوصف للفاعل.
بعد هذه المفاهيم، نفهم ما هى قاعدة كولويل. توصل ارنيست كولويل إلى قاعدة لغوية تقول:"الأسماء المرفوعة المعرفة و التى تسبق الفعل، عادةً تفتقد إلى أداة التعريف...الإسم المرفوع الذى يسبق الفعل لا يمكن ترجمته كإسم غير معرف أو كإسم وصفى، فقط لأن أداة التعريف غائبة؛ فلو أن سياق النص يوضح أن الإسم المرفوع يجب أن يكون معرفة، فلابد أن يُترجم كإسم مُعرف".
ما قصده كولويل من سياق النص هو ترتيب الكلمات، و ها هو المثال الذى استخدمه:
"فَقَالَ نَثَنَائِيلُ: «يَا مُعَلِّمُ أَنْتَ ابْنُ اللَّهِ! أَنْتَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ!»" (يو 1 : 49). لاحظ كولويل أن الإسم المرفوع (ملك) فى العبارة الثانية فى حالة غير تعريفية (بحسب النص النقدى)، بينما الإسم المرفوع فى العبارة الأولى (ابن) به أداة التعريف. و لاحظ فى العبارة الثانية أن الإسم المرفوع قبل الفعل (الفعل هو يكون غير قابل للترجمة فى العربية)، بينما فى العبارة الأولى بعد الفعل. و لكن لأن المعنى اللغوى واحد، فقال أن الإسم المرفوع يجب أن يكون معرفاً فى الحالتين. ثم كان إستنتاج كولويل النهائى، أن تعريف الإسم المرفوع، يكون من أداة التعريف أو من تغير ترتيب الكلمات.
هذه هى قاعدة كولويل، و فى حالتنا فى يو 1 : 1، فإن لفظ θεός فى المقطع الثالث من النص، هو الإسم المرفوع. و لأن اللفظ يقع قبل الفعل ("يكون" و هو غير قابل للترجمة فى العربية)، فإن اللفظ بذلك يكون معرف. المشكلة التى يعرضها والاس، هى أن القاعدة تقول بأن إكتساب التعريف يكون من سياق النص، و لكن علماء كثيرين فهموا القاعدة على أنها تقول: أن الإسم المرفوع الغير مُعرف حينما يسبق الفعل، يكون معرف. بينما تقول القاعدة أن الإسم المعرف (و الذى اكتسب التعريف من خلال سياق النص)، والذى يسبق الفعل، عادةً لا تسبقه أداة تعريف. أى أن هؤلاء العلماء قد عكسوا القاعدة.
إذا كان الإسم المرفوع فى هذه الحالة معرف Definite، فلا يمكن أن يكون وصفياً Qualitative. و هنا يكمن نقد دان والاس لقاعدة كولويل. والاس قدم تأريخاً لنقد قاعدة كولويل من قِبل هارنر و ديكسون، ثم قدم نقده الخاص. و بعد أن قدم شرحه الوافى جداً، أكد أنه لو كانت قاعدة كولويل صحيحة، فإننا بذلك نكون قد هربنا من لهيب الأريوسية، إلى نار السابيلية!
تأمل النص: يوحنا يُسمى الآب بـ "الله"، و الإبن بـ "الكلمة. و فى النص قال أن الكلمة كان عند الله، الذى هو الآب. فلو عاد و قال أن الكلمة هو الله، أى أن الكلمة هو الآب، يكون بذلك يعلم بالسابيلية. السابيلية هى هرطقة سابيليوس، الذى قال بأن الثالوث هو مجرد ظهورات لأقنوم واحد؛ أى أن الآب و الإبن و الروح القدس، هم أقنوم واحد، لجوهر واحد، و لكنهم مجرد ظهورات مختلفة لله.
هذا لا يعنى أن ترجمة النص "و كان الكلمة الله" خاطئة، بل والاس قال أنه يفضل هذه الترجمة عن أى ترجمة أخرى. لكن الفكرة هى أن يوحنا يعرض لاهوتاً دقيقاً جداً، يجب عرضه بالتدقيق. فلو أن لفظ θεός فى المقطع الثالث كان معرفاً، فهو يعنى تماماً أن الإبن هو الآب! نحن لا نؤمن أن الإبن هو الآب من ناحية أقنوميتهما، بل فى جوهرهما. لذا فإن الفهم المستقيم للنص، لا يكون إلا بفهم الإسم المرفوع على أنه فى الحالة الوصفية. أن الكلمة إلهياً، أى أن طبيعته هى طبيعة إلهية.
مرة أخرى ببساطة، قاعدة كولويل تقول أن الأسماء المرفوعة الغير معرفة و لكن التى اكتسبت التعريف من خلال سياق النص، و التى تسبق الأفعال، غالباً لا تحتاج إلى أداة تعريف. و لكن بعمل هارنر، و الذى قام بدراسة كافة الأسماء المرفوعة الغير معرفة، تبين أن 80% منها وصفياً، و ليس تعريفياً. المشكلة التى ينقدها والاس، هى أن العلماء عكسوا قاعدة كولويل، و قالوا أن كافة الأسماء المرفوعة الغير معرفة حينما تسبق الفعل تصبح معرفة، و هذا غير صحيح، و هذا هو ما ينقده والاس. أى أن والاس ينقد عكس العديد من العلماء لقاعدة كولويل، و ليس قاعدة كولويل نفسها. و مع ذلك، فهو يرى أن الإسم المرفوع فى يوحنا 1 : 1 وصفى و ليس تعريفى، فى ضوء عمل هارنر، المنافس لنظرية كولويل بشكلها الصحيح. فحينما يكون ثمانين بالمئة من الأسماء المرفوعة وصفياً، فهذا ينطبق أيضاً على نص يوحنا 1 : 1، أى أن الكلمة إلهياً، و طبيعته إلهية، و ليس أن الكلمة هو الله الآب. ذلك لأن المقطع الثانى يتحدث عن شخصيات، الآب و الإبن، فلو قلنا أن المقطع الثالث حينما يذكر θεός، يتحدث عن شخص أيضاً، فهذا يعنى أننا نقول بأن شخصية الآب هى شخصية الكلمة!
بذلك يتضح التعليم اللاهوتى الذى يقدمه يوحنا بمنتهى الدقة، و بذلك نفهم كيف أن الأريوسية و السابيلية هما بالفعل هرطقتين!
نقطة أخرى، و هى أن لو لفظ θεός فى المقطع الثالث من النص، تمت ترجمته فى الحالة الغير تعريفية، أى "إله"، فإنه بذلك سيكون الحالة الوحيد لإسم مرفوع يسبق الفعل فى إنجيل يوحنا بأكمله، و يكون فى الحالية الغير تعريفية، مما يشكل طعناً صريحاً و مباشراً فى الإحتجاج للحالة الغير تعريفية.
و بالتالى، قبل أن يحتج أحد بكلام والاس، عليه أن يفهمه أولاً بشكل صحيح[2]!
آخر نقطة سأذكرها هنا، هى أنه ليس فقط الإحتجاج اللغوى الذى يطعن فى الحالة الغير تعريفية، بل أيضاً سياق النص يطعن فيها. المقطع الأول يقول أن الكلمة كان موجود فى البدء، أى أنه أزلى الوجود، فكيف يُمكن أن تكون الإلوهية المقصودة هى إلوهية غير حقيقية؟! بل إن هناك توازن واضح بين الإلوهية الحقيقية فى يوحنا 1 : 1، و التجسد الحقيقى فى يوحنا 1 : 14.
نأتى الآن لكلام الأب القمص متى المسكين. للأسف، مسيحين كثيرين يفهمون كلامه على أنه موافقة على أن النص يجب أن يُترجم "و كان الكلمة إلهاً". أرجو منك أن تقرأ كلمات الأب متى المسكين الآن، فى ضوء الشرح الذى قرأته بالأعلى:
" هنا كلمة "الله" جاءت فى الأصل اليونانى θεος غير معرفة بـ "أل" ο، بعكس الجملة السابقة "و الكلمة كان عند الله" ο θεος، حيث كلمة الله معرفة بـ "أل". ففى الجملة الأولى "و الكلمة كان عند الله"، نجد أن "الكلمة" λογος معرفة بـ "أل" ο و "الله" θεος معرف بـ "أل" ο توضحياً أن لكل منهما وجوده الشخصى، و حيث "الله" المعرف بـ "أل" يحمل معنى الذات الكلية. أما فى الجملة الثانية فالقصد من قوله:"و كان الكلمة الله"، هو تعيين الجوهر، أى طبيعة "الكلمة" أنها إلهية، ولا يُقصد تعريف الكلمة أنه هو الله من جهة الذات. و هنا يُحذر أن تُقرأ "الله" ο θεος معرفاً بـ "أل" فى "و كان الكلمة الله"، و إلا يكون لا فرق بين الكلمة و الله، و بالتالى لا فرق بين الآب و الإبن، و هذه هى بدعة سابيليوس الذى قال أنها مجرد أسماء، فى حين أن الإيمان المسيحى يقول أن الأقانيم فى الله متميزة: فالآب ليس هو الإبن ولا الإبن هو الآب، و كل أقنوم له إختصاصه الإلهى. كذلك فالله ليس هو الكلمة و الكلمة ليس هو الله (الكلى). و هنا يقابلنا قصور مكشوف فى اللغة العربية، فلا توجد كلمة "الله" بدون التعريف بـ "أل". و قد يتراءى للبعض أنه يمكن أن يُقال "و كان الكلمة إلهاً"، و هذا أيضاً انحراف لأن الكلمة اللوغس (أو الإبن) ليس إلهاً "آخر" أو "ثان" غير الله الواحد، كما أن الله ليس فيه آلهة - بالمثنى أو الجمع - فالله إله واحد آب و إبن و روح قدس"[3].
إن ما قاله الأب متى المسكين، هو نفس الشرح الذى قرأته بالأعلى. أننا لا نستطيع أن نقول أن الإبن هو الله فى هذا النص، لأن هذا النص يسمى الآب، بأقنومه الخاص، الله، و يُسمى الإبن، بأقنومه الخاص، الكلمة. فى نفس الوقت لا يُمكن أن يكون "إلهاً" god، لأن الحالة الغير تعريفية منعدمة تماماً فى النص. و بعد عمل هارنر و ديكسون و والاس، فإن الإسم المرفوع فى الحالة الوصفية. هذا ما أكده الأب متى المسكين، أن النص يقصد طبيعة الإبن، أن طبيعته إلهية.
تحديث: أشار علىّ أحد اللاهوتيين من الكنيسة الأرثوذكسية، أن الأب متى المسكين قد اخطأ فى قوله أن الكلمة ليس هو "الله الكلى"، لأن الله غير قابل للتجزئة، و نحن لا نؤمن أن الثلاث أقانيم هم تركيب فى جوهر الله الواحد. إن كان هذا هو ما قصده الأب متى المسكين فعلاً، فهو قد اخطأ بالفعل. و لكن النقطة الخاصة بموضوع المقال، أن الأب متى المسكين شهد بأن "و كان الكلمة الله"، يجب أن تترجم "و كان الكلمة إلهياً"، ثابتةً. لأن الأب متى المسكين أوضح أن النص يتكلم عن طبيعة الكلمة، لا أقنومه الخاص.
كان هذا عن الجانب اللغوى.
بالإضافة إلى الجانب اللغوى، فقد تردد كثيراً أن المخطوطات العربية تترجم النص "إله" و ليس "الله"، نقلاً عن دراسة لحكمت قشوع (لاهوتى لبنانى قدم رسالة الدكتوراه الخاصة به فى جامعة برمنجهام عن التقليد العربى للأناجيل). لكن غفل هؤلاء عن أن أقدم مخطوطة عربية تقرأ النص "و الله لم يزل الكلمة":
فلا معنى للإحتجاج بمخطوطات لاحقة. بالإضافة إلى ذلك، فقد تغافل (و ليس "غفلوا") عن ذكر ما قاله نفس اللاهوتى الذى نقلوا عنه، تحت عنوان "الحالة الغير تعريفية لـ θεός"، و هو التالى:
" يبدو أن النُساخ الذين كانوا يترجمون هذه العبارة (خاصةً من اليونانية حيث يقرأ النص Θεὸς ἦν ὁ Λόγος)، أو أولئك الذين كانوا ينسخون من مصدر عربى آخر، وجدوا أن الحالة الغير تعريفية لـ Θεὸς لها بعض الأهمية، و لهذا إتبعوا ثلاثة طرق: الطريقة الحرفية: النُساخ الذين ترجموا Θεὸς إلى إله، و ὁ Θεὸς إلى الله. هذا التفريق قد يكون أدى إلى سوء تقديم للإعتقاد التوحيدى الذى شددت عليه المسيحية، خاصةً فى ظل وسط إسلامى. النُسخ المبكرة للأناجيل تفضل هذه الترجمة. الطريقة النحوية: النُساخ الذين رأوا الحالة الغير تعريفية لـ Θεὸς كتلميح إلى أن حالة الإسم فى الإسناد و ليست موضوع الجملة. فأنهى البعض الجملة بـ الهٍ أو الهاً (منصوب أو مكسور) للتأكيد على أن "الكلمة" هو موضوع الجملة. و البعض عكس كلمات الجملة من "و إله لم يزل الكلمة" إلى "و الكلمة لم يزل - لم تزل إلهاً". الطريقة اللاهوتية: النُساخ الذين رأوا أن "و الإله هو الكلمة" أو "و الله هو الكلمة" يمكن أن تعنى أن الله هو الكلمة أو أن الكلمة هو الله. و للتخلص من سوء الفهم هذا، و لعدم رؤية الله كالكلمة و لكن بدلاً من ذلك أن الكلمة كالله، فقد يكون النساخ شعروا بأنهم يجب أن يكتبوه "اله - الها - أله" بدلاً من "الله" أو "الإله". قد يكون هناك سبب ثانى و هو التفريق بين الكلمة و الآب. و هذا قد يشرح لماذا نجد فى بعض المخطوطات التعبير "الاله" و ليس "الله" حينما يُشار إلى يسوع"[4].
هكذا تتضح الصورة أمام القارىء، و يفهم جيداً أن النُساخ فهموا و عرفوا أن النص يُصرح بلاهوت المسيح، و لكن كان لديهم أسبابهم لترجمته "إلهاً" فى المخطوطات العربية. و قد حصلت بنعمة الرب على التقليد العربى الكامل لنص العهد الجديد، و إليكم بعض صور المخطوطات العربية التى تترجم النص "الله":
(المخطوطة 2 عربى – المتحف القبطى)
(المخطوطة 5 عربى – المتحف القبطى)
(المخطوطة 9 عربى – المتحف القبطى)
(المخطوطة 10 عربى – المتحف القبطى)
و هذا هو فهم المسيحى العربى للنص، لإبن الطيب البغدادى:
(المخطوطة 4 عربى – المتحف القبطى)
"قال فيه أنه الله جل إسمه، إذ كان أقنوم الآب و أقنوم الإبن و أقنوم الروح، فى الجوهر واحداً".
ما لم أفهمه حول الإحتجاج بالمخطوطات العربية، هو المغزى منه. هل يريد هؤلاء أن يقولوا بأن المسيحيين العرب لم يروا فى هذا النص دلالة على لاهوت المسيح؟! أم هل يريد هؤلاء أن يقولوا بأن المسيحيين العرب لم يؤمنوا بلاهوت المسيح؟! أنا لا أعتقد أن هناك من يجرؤ أن يقول هذا أبداً، لأن هذا واحدة من إثنين: إما جهل تام بالتراث العربى المسيحى بدايةً من القرن السابع، أو أنه تكبر و غطرسة و تحدى للبرهان الثابت و الواضح، و إن كنت أعتقد أنه الأول. أخيراً، لمن أراد المزيد، عليه بكتاب الأب القمص عبد المسيح بسيط "و كان الكلمة الله": هل الكلمة الله إم إله؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ [1] Daniel B. Wallace, Greek Grammar Beyond Basics: An Exegetical Syntax of The New Testament, P. 269 [2] مناقشة والاس التفصيلية لقاعدة كولويل و علاقتها بيوحنا 1 : 1، وردت فى المرجع السابق، ص 256 - 270 [3] الأب متى المسكين، شرح إنجيل يوحنا، الجزء الثانى، ص 35 - 36 [4] Hikmat Kachouh, The Arabic Versions of The Gospels: A Case Study of John 1:1 & 1:18, In: The Bible In Arab Christianity, Brill 2007, Edited By David Thomas, P. 29-30
:new5: سلام المسيح لكل من يقبه ولا سلام قال الرب للأشرار :new5:
رابعا
كما ان النص الذى يقول ان الكلمه الله محرفه عن النص الحقيقى بالذهاب الى المخطوطات وكما هو موجود فى الاصل اليونانى
نجد الاتى joh-1-1: εν αρχη ην ο λογος και ο λογος ην προς τον θεον
και θεος ην ο λογος والترجمة الحرفية للنص هكذا: [فى البدء .. كان الكلمة .. والكلمة كان عند الله .. وكان الكلمة إله] .. حيث لفظ الجلاله الله فى اللغه اليونانيه هى τον θεον joh-1-1: εν αρχη ην ο λογος και ο λογος ην προς τον θεον فى البدء كان الكلمه وكان الكلمه عند الله
بل و الترجمة هي كما كُتبت في الكتاب المقدس الذي بين أيدينا :
[Q-BIBLE]
Joh 1:1 في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله.
[/Q-BIBLE]
فهي ليست ترجمة خاطئة , بل صحيحة جداً , حيث أنه طالما أتي إسمان في حالة الفاعل و هما : هو لوغوس ὁ Λόγος - هو ثيؤس ὁ Θεὸς
و يربط بينهما فعل الكينونة ἦν ( في حالة الماضي المتصل )
فيمكن أن تترجم " كان الكلمة الله " أو " كان الله الكلمة "
و ما قصده القديس يوحنا أن تكون " كان الكلمة الله " حيث أن الجملة توضح طبيعة الكلمة , و هذا ما نفهمه من تفسير الآباء القديسيين للآية , فعلي سبيل المثال كتب القديس كيرلس السكندري مُفسراً هذه الآية قائلاً : " و لأن بعض هؤلاء يقاومون كلمات الحق و كأنهم يقولون للإنجيلي القديس : " الكلمة كان عند الله " نحن نوافق عليها و بكل ارتياح نوافق على ما كتبت و لكن الآب كائن وحده منفصل عن الابن و كذلك الابن كائن وحده منفصل عن الآب . فما هي طبيعة الابن ؟ إن وجوده عند الله الآب لا يعلن شيئاً عن جوهره و لكن حيث إن الأسفار الإلهية تعلن إلهاً جديداً فإننا مستعدون للإعتراف بالآب فقط الذي كان الكلمة عنده . فبماذا يجيب البشير الحق : ليس فقط أن " الكلمة عند الله " بل " و كان الكلمة الله " لكي يعلن وجوده مع الله و تمايزه عن الآب و إنه أقنوم آخر غير أقنوم الآب و لكن في نفس الوقت هو الله , و من الجوهر نفسه الذي للآب , و هو منه بالطبيعة لأنه إله من إله . لأنه من غير المعقول أن يكون اللاهوت واحداً ولا يكون هناك تماثل تام في الصفات الإلهية بين الأقانيم أو أن تكون الأقانيم متساوية , لذلك يقول عن الابن إنه " كان الله " , و لم يصبح كذلك في وقت , بل كان دائماً و أزليّاً الله , لأن ما يحدث في الزمان أو ما لا وجود أزليّ له , ثم يوجد بعد ذلك , لا يكون إلها بالطبيعة . "
شرح إنجيل يوحنا للقديس كيرلس الاسكندري , ص52 , مؤسسة القديس أنطونيوس , المركز الأرثوذكسي للدراسات الآبائية , المجلد الأول , نصوص آبائية - 142 - .
و في هذه الحالة تسقط أداة التعريق عن ὁ Θεὸς ليكون المُتمم مثلما كتبها القديس يوحنا اللاهوتي :
[Q-BIBLE] Joh 1:1 ᾿Εν ἀρχῇ ἦν ὁ Λόγος, καὶ ὁ Λόγος ἦν πρὸς τὸν Θεόν, καὶ Θεὸς ἦν ὁ Λόγος.
[/Q-BIBLE] فالكلمة مُعرفة و لكن بدون أداة تعريف , يُمكنك الرجوع إلى كتاب " يوناني العهد الجديد " , إعداد الراهب القمص ببنوده الأنبا بيشوي , ص37 . :
خامسا
اذا اردنا ان نقول وكان الكلمه اله باللغه اليونانيه فان العباره ستكون
και θεος ην ο λογος
اى نفس العباره الموجوده فى مقدمة يوحنا
خطأ بل ستكون : ο λογος ην θεος حيث أن من المفترض أنه لو كانت θεος مُعرفة , كانت ستأتي قبل فعل الكينونة ην و تكون هي المُتمم , و لكنها أتت بعدها و بدون أداة تعريف , مما يعني أنها ليست معرفة
فى حين اذا اردنا ان نقول وكان الكلمه الله باللغه اليونانيه فستكون
Και τον θεον ην ο λογος حيث τον θεον الله
خطأ , لماذا وضعت τον ؟ τον توضعفي حالة المُفرد المفعول به , و الله هنا من المُفترض أنها فاعل على أي إذا كنت تُريد وضع أداة التعريف لكلمة θεος في حالتها , فستضع ο و التي هي للمفرد الفاعل , و في هذه الحالة ستُكتب هكذا : Και ο θεὸς ην ο λογος
و لكن في هذه الحالة أنت لا تعرف من هو المُتمم , فيُمكن أن تُترجم هكذا : 1 - و الكلمة كان الله أو و الكلمة هو الله 2 - و الله كان الكلمة أو و الله هو الكلمة
و قد أوضحنا أنه من المُفترض سقوط أداة التعريف في هذه الحالة
1 - New World Translation ليست ترجمة مسيحية , بل هي ترجمة هراطقة شهود يهوه
2 - هي تقول :
Joh 1:1 In [the] beginning the Word was, and the Word was with God, and the Word was a god.
و التي تعني و كان الكلمة إله
أما ما وضعته أنت the Word was divine أي " و كان الكلمة إلهياً " و هذه الجملة ليس بها إشكال , لإنها وضحت أن طبيعة الكلمة الإلهية و لكنها ليست ترجمة شهود يهوه
وايضا نسخة
The New Testament, An American Translation
In the beginning the Word existed. The Word was with God, and the Word was divine.وايضا نسخة
و هذه أيضاً ليست ترجمة مسيحية , بل هي ترجمة هراطقة السبتيين الأدفنتست و هي تقول :
Joh 1:1 In a beginning was the Word, and the Word was with the God,and a god was the Word. أى و إلهاً كان الكلمة , مثلها مثل شهود يهوه , و كلا الترجمتين خطأ , و غير مُعترف بهم مسيحياً
من بعض التفسيرات المسيحيه للنص
يقول الأب متى المسكين في شرحه لإنجيل يوحنا : “هنا كلمة (الله) جاءت في الأصل اليوناني غير معرفة بـ (الـ) …، وحيث (الله) المعرف بـ (الـ) يحمل معنى الذات الكلية، أما الجملة الثانية فالقصد من قوله “وكان الكلمة الله” هو تعيين الجوهر أي طبيعة (الكلمة)، أنها إلهية، ولا يقصد تعريف الكلمة أنه هو الله من جهة الذات.
وهنا يُحذَّر أن تقرأ (الله) معرفاً بـ (الـ) في “وكان الكلمة الله” ، وإلا لا يكون فرق بين الكلمة والله، وبالتالي لا فرق بين الآب والابن،
وهذه هي بدعة سابيليوس الذي قال أنها مجرد أسماء،
في حين أن الإيمان المسيحي يقول أن الأقانيم في الله متميزة، فالآب ليس هو الابن، ولا الابن هو الآب، وكل أقنوم له اختصاصه الإلهي،
كذلك فالله ليس هو الكلمة، والكلمة ليس هو الله الكلي”.
شرح انجيل يوحنا لمتى المسكين الجزء الاول صفحة 35 طبعة 1990 طبعة اولى مطبعة دير القديس انبا مقار
قال انه سيأتي ببعض التفاسير المسيحية الا انه لم يأتي الا بتفسير واحد و حتي انه لم يسرد ما جاء فيه بامانة بل اقتطع جزء من الكلام و اقتص اجزاء بداخله ايضا و اضعا مكانها نقط
و هذا تدليس واضح و لا اعلم لماذا يخدع شخص نفسه و يدلس علي الناس ايضا بهذه الطريقة
لنري ما هو التفسير الحقيقي للاب متي المسكين
يقول الاب متي المسكين في الجزء الذي قام بحذفه المدلس و وضع مكانه نقط هنا كلمة الله غير معرف ب ( ال ) توضيحا ان لكل منهما وجوده الشخصي
و يكمل قائلا :
و قد يترآي للبعض انه يمكن ان يقال ( و كان الكلمة الها ) و هذا ايضا انحراف لان الكلمة اللوجوس او ( الابن ) ليس الها اخر او ثان غير الله الواحد كما ان الله ليس فيه الهة بالمثني او الجمع - فالله إله واحد آب و ابن و روح قدس
و المعني يكون ان الكلمة اللوجوس ليس بمفرده الذات الكلية لله , و لكن الله و الكلمة هو الله , و لكن الله و الكلمة هو ( الله ) . و كما نقول الله الابن او الله الاب يمكن ان نقول ( الله الكلمة ) او ( الكلمة الله ) لتعريف ما هية الكلمة
و يكمل ايضا الاب متي قائلا :
و لينتبه القارئ , لان طبيعة الله ليست كطبيعة اعلي المخلوقات مهما غلت و سمت هذه المخلوقات , فطبيعة الملائكة و الانسان فيها المفرد و الجمع , فيها الملاك و ربوات الملائكة , و فيها الانسان و ملايين الناس . اما طبيعة الله فهي طبيعة مطلقة لا تقبل المفرد و لا المثني و لا الجمع العدديين , فهي منزهة عن العددية , طبيعة بسيطة غير مركبة , و هي واحدة لانها وحيدة لواحد مطلق , و الكلمة فيها متحد بالله اتحادا مطلقا , فالله و الكلمة هو الله الواحد الاحد
لماذا اذا دلس و لم يذكر بقية الشرح و لم يكتف بذلك بل دلس و اقتطع الجزء الذي يثبت تدليسه و عدم امانته في البحث .. فلم يكتفي بانه جاهل بابسط المعلومات عن العقيدة المسيحية بل فسر ايضا النصوص علي حسب رغبته تفسيرات خاطئة و امثلة فاسدة لا تمت للنص بأي صلة و ازداد في فجوره و كذبه و تدليسه علي القارئين ليأتي بتفسير مسيحي و يدلس فيه و يحرف محتواه ثم يقول انه يشهد لصالح افكاره الفاسده
اي بحث هذا ؟
سابعا
يقول البابا
أثناسيوس الرسولي
ا فالذي ينمو ليس إلاَّ مخلوقاً، والإدعاء بأن الذي ينمو غير مخلوق كفر وتجديف..
و المفاجئه ان كلمة الله بتنمو وتزيد كما ينص الكتاب المقدس
سفر أعمال الرسل 6: 7
وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو،
سفر أعمال الرسل 12: 24
وَأَمَّا كَلِمَةُ اللهِ فَكَانَتْ تَنْمُو وَتَزِيدُ
وبالتالى فاننا نستطيع القول ان كلمة الله مخلوقه وبالتالى يستحيل ان تكون الكلمه هى نفسها الله
هذه الايات لا تتحدث عن السيد المسيح لكن عن كلمة الله بمعني بشارة الانجيل او البشارة المفرحة بالخلاص و التعليم القويم
و هذا هو نص الاية كامل بدون اقتطاع يثبت ذلك وَكَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدّاً فِي أُورُشَلِيمَ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ.
اع 6 : 7
و قد تمت الاشارة سابقا الي الفرق بين كلمة الله بمعني الوحي او التعليم و ( كلمة الله ) بمعني فكر الله و التعبير عن ذا ت الله و كامل اعلانه عن ذاته
كما ان البابا اثناسيوس الرسولي كان كلامه هذا ردا علي بعض المهرطقين الذين يقولون ان جسد السيد المسيح ازلي و هو يتحدث هنا عن الجسد لا عن الطبيعة الالهية للكلمة
و هذا نص كلامه أنتم تقولون بأن الناسوت صار غير مخلوق بسبب إتحاده بالواحد غير المخلوق ، ولكن خطأكم هذا سوف يظهر إنه متناقض مع نفسه.. لقد تم إتحاد الناسوت بلاهوت الله الكلمة في أحشاء القديسة مريم، عندما نزل الكلمة من السماء. أي إن الناسوت لم يكن له وجود قبل نزول الكلمة وتجسده.. فإذا قيل أن الناسوت " غير مخلوق " بسب إتحاده بالكلمة غير المخلوق، فكيف نمت القامة، ولماذا لم نره إنسانًا كاملًا وتامًا منذ الإتحاد؟ فالذي ينمو ليس إلاَّ مخلوقًا، والإدعاء بأن الذي ينمو في القامة (الناسوت) غير مخلوق كفر وتجديف..
كيف أمكنكم أن تتصوَّروا أن الجسد غير مخلوق؟ وإذا تغيرت طبيعة مخلوقة وصارت غير مخلوقة، ألا يعني هذا أنه يجب أن تصبح غير منظورة، بل تصبح أيضًا عديمة الموت، ليس فقط بعد القيامة، بل تصبح غير قابلة للموت بالمرة؟ فإن صح تصوُّركم فكيف يمكن أن نقول أن الرب مات مادام قد تغيَّر ناسوته وصار غير مخلوق عندما ظهر على الأرض؟.. بل كيف أمكن لمسه..؟
و يشرح في هذا الامر ايضا القديس غريعوريوس اسقف نيصص فيقول :
المسيح غير مخلوق (اللاهوت) ومخلوق (الناسوت) اجتمعتا في موضع واحد معًا، أما الغير مخلوق، فنقول لأجله أنه أزلي قبل كل الدهور، وانه دائم إلى الأبد، وهو خالق كل شيء كائن، فإما المخلوق (الناسوت) فهو المشاركة التي صار فيها مع جسد تواضعنا بالتدبير (التجسد)
جوهر واحد ليس أثنين، لم ينقل لاهوته الخالق فيجعله مخلوقًا، ولا نقل المخلوق فجعله غير مخلوق، هو هو واحد ليس أثنين
و يشرح ايضا القديس بوليدس اسقف روما :
لا نجعل اللاهوت مخلوقًا ولا عبدًا، لأنه غير مخلوق، ولا نجعل أيضًا الجسد غير مخلوق. بالفعل نوافق ونعترف به باتفاق واحد، إن الجسد هو من العذراء مريم، وإن اللاهوت من السماء، وإن الجسد مخلوق من البطن، واللاهوت غير مخلوق في خاصته بل هو موجود في كل حين هكذا نعترف بالمخلوق بإتحاد الخالق لما اجتمع بالمخلوق، طبيعة واحدة قائمة ثابتة من الجهتين
و كل هذا يفسر بدقة معني ان الكلمة صار جسدا فهو اله قدير قادر علي كل شئ اتخذ جسدا من اجل خلاصنا و اتحد به اتحاد غير منطوق به و مجيد .. و ان امكن تشبيهه باتحاد الحديد بالنار في اتحاد حقيقي بغير اختلاط و لا امتزاج و لا تغيير ( فلا يصير الحديد نار او النار تصبح حديد بل يبقي لكل منهم خواصه مع كونهم في اتحاد حقيقي ) و لهذا يجب التفرقة بين كون السيد المسيح انسان و كونه في ذات الوقت الها لكنه كأنسان يعطش و يتعب و ينمو و يجوع و يموت و هذا كان واجبا و لازما لتميم الفداء ان يصبح انسان كاملا
و هو في ذات الوقت اله يغفر الخطايا و يهدئ البحار و تسمع الطبيعة صوته و تجيبه بالطاعة و يشفي الامراض و يقيم الموتي بكلمة منه و بسلطانه