الرد على شبهة: تفسير عبارة ابن الله الوحيد

AL MALEKA HELANA

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 يوليو 2011
المشاركات
3,814
مستوى التفاعل
1,434
النقاط
113
الإقامة
ســفـر الحــيـاة
ZDG19077.gif


298174547.gif



تفسير عبارة ابن الله الوحيد

لقداسة البابا شنودة




أولاً / معنى الإبن


+ البشر يتكلم عنهم بأسلوب الجمع أنهم " أبناء الله "

أما عن نفسه فيقول إنه " الإبن " .

وحينما تذكر هذه الكلمة وحدها ، إنما تعني ربنا يسوع المسيح .

وهو يذكر عبارة ( الإبن )في دلالات معينة تبرهن علي لاهوته .

وسنذكر أمثلة من ذلك :

502_2.gif


1- قوله في نقاشه مع اليهود :


" إن حرركم الإبن ، فبالحقيقة تكونون أحراراً " ( يو 8 : 36 ) .

وهذا التحرير يعني بلاشك الخلاص ، أو التحرير من عبودية الخطية والشيطان .

ويعني حصر هذا العمل في الإبن .


502_2.gif


2- قوله " الذي يؤمن بالإبن له حياة أبدية ، والذي لا يؤمن بالإبن

لن يري حياة ، بل يمكث عليه غضب الله " ( يو 3 : 36 ) .



ونلاحظ هنا

أنه يتطلب الإيمان به . وهذا في حد ذاته موضوع نحب أن نبحثه بالتفصيل ...

فكثيراً ما قال الرب في إنجيل يوحنا " آمنوا بي "...

وكل هذا دليل علي لاهوته .

وبخاصة هنا ، عندما يربط الإيمان به بالحياة الأبدية ، كشرط .

ويكرر هذا الأمر فيقول :

" كل من يري الإبن ويؤمن به ، تكون له حياة أبدية ،

وأنا أقيمه في اليوم الأخير " ( يو 6 : 40 ) .


ولعل هذا المعني أيضاً أورده القديس يوحنا في رسالته الأولي ، فقال :


" وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية ، وهذه الحياة هي في إبنه .

من له الإبن، فله الحياة . ومن ليس له إبن الله 

فليست له الحياة " ( 1 يو 5 : 11 ، 12 ) .

502_2.gif


3- يتكلم أيضاً عن الإبن كصاحب

سلطان علي كل شئ فيقول :


" الاب يحب الإبن . وقد دفع كل شئ في يده " ( يو 3 : 35 ) .


فمن يكون هذا الذي دفع إليه كل شئ ؟!

ولعل هذا يذكرنا بقول الرب في آخر إنجيل متي


" دفع إلي كل سلطان في السماء وعلي الأرض " ( مت 28 : 18 ) .

502_2.gif

4- يذكر أن الدينونة هي عمل الإبن فيقول :


الآب لا يدين أحداً ، بل أعطي كل الدينونة للإبن " ( يو 5 : 22 ) .


كيف نفهم هذه العبارة في ضوء مخاطبة إبراهيم أبي الآباء لله قائلاً عنه إنه

" ديان الأرض كلها " ( تك 18 : 25 ) .


إن قيامه بالدينونة هو بلاشك دليل واضح علي لاهوته . أ

ما قيام الإبن للدينونة فواضح في

( مت 25 : 31 - 46 ) ، وفي مواضع أخري كثيرة .


ونحن نذكر ذلك في قانون الإيمان فنقول عنه إنه


" يأتي في مجده ليدين الأحياء والأموات " .

502_2.gif

5- كذلك يتحدث عن عمل الإبن في القيامة العامة . فيقول :

الحق الحق أقول لكم ،

إنه تأتي ساعة وهي الآن ، حين يسمع الأموات صوت إبن الله ،

والسامعون يحيون

" ... تأتي ساعة يسمع فيها جميع من في القبور صوته .

فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلي قيامة الحياة ،

والذين عملوا السيئات إلي قيامة الدينونة ( يو 5 : 25 ، 28 ، 29 ) .


وهنا نري أنه بواسطة الإبن يقوم الأموات ،

كما بواسطته أيضاً تكون الدينونة .

502_2.gif

6- وعقب كلام الرب عن الدينونة ، يتحدث عن إكرام الإبن فيقول :


" لكي يكرم الجميع الإبن كما يكرمون الآب " ( يو 5 : 23 ) .


ومساواة الإبن للآب في الكرامة دليل آخر علي لاهوته .


وقد حاول اليهود أن يقتلوه قبل تصريحه هذا ، لأنه قال

إن الله أبوه ، معادلاً نفسه بالله ( يو 5 : 18 ) .

502_2.gif


7- ويتكلم عن الإبن أيضاً في مساواته للآب في العمل . فيقول

" لأن مهما عمل ذاك ( أي الآب ) ، فهذا يعمله الإبن كذلك " ( يو 5 : 19 ) .

وكان هذا ما آثار اليهود من جهة معادلته للآب من جهة العمل ،

حينما قال

" أبي يعمل حتي الآن ، وأنا أيضاً أعمل " ( يو 5 : 17 ) .


فطلبوا أن يقتلوه ...

502_2.gif


8- إنه يربط أيضاً بين الآب والإبن في الوجود في كل مكان ،

في قلوب المؤمنين ، فيقول :



" إن أحبني أحد يحفظ كلامي ، ويحبه أبي . وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً " ( يو 14 : 23 ) .


فكيف يأتي مع الآب إلي كل إنسان يحبه . وعنده يصنع منزلاً ، أي يقيم عنده مع الآب . أليس هذا دليلاً آخر علي لاهوته ؟


إنه يذكرنا بقوله في إنجيل متي

" حيثما إجتمع إثنان أو ثلاثة بإسمي ، فهناك أكون في وسطهم "

( متي 18 : 20 )


502_2.gif

9- ويذكر أيضاً أن الإبن قد جاء لأجل خلاص العالم ، فيقول :

" لأنه لم يرسل الله إبنه ليدين العالم ، بل ليخلص العالم " ( يو 3 : 17 ) .

502_2.gif

10- كذلك يتحدث عن الآب بكلمة ( أبي ) بالتخصيص

" الذي يحبني يحبه أبي " ( يو 14 : 21 ) . وأيضاً " أبي هو الذي يمجدني ،

الذي تقولون أنتم إنه إلهكم " ( يو 8 : 54 ) "

لستم تعرفونني أنا ولا أبي . لو عرفتموني لعرفتم ابي أيضاً " ( يو 8 : 19 ) .



502_2.gif

ثانياً / معنى ابن الله


يوضح لنا إنجيل يوحنا ،

وعلي لسان السيد المسيح ذاته


الإعلانات الآتية الخاصة به كإبن الله :


1- الإبن هو الذي يحررنا .

2- بالإيمان به تكون الحياة .

3- كل شئ قد دفع إلي يديه .

4- الدينونة هي عمله .

5- وكذلك إقامة الأموات .

6- إكرام الإبن كإكرام الآب .

7- الإبن مساو للآب في العمل .
8- ومساو له في الوجود في كل مكان .

9- يتكلم عن الآب بصفة التخصيص .

10- ذكرت علاقة الآب بالإبن

502_2.gif


+ نقطة أخري إنفرد بها إنجيل يوحنا وهي :


حديثه عن السيد المسيح ، من حيث هو الإبن الوحيد ،


وتأكيده لهذه الحقيقة :


قد يقول البعض كلنا أبناء لله ،


فما هي ميزة المسيح كإبن لله ؟ ماذا يفترق في هذه النقطة عن البشر ؟!

بنوة المسيح لله وردت في الأناجيل الأخري ...

فما هي الحقيقة التي أراد يوحنا الإنجيلي توضيحها ،

مميزاً بنوة المسيح عن كل بنوة أخري ؟

إنها تأكيده علي أن المسيح هو الإبن الوحيد .

502_2.gif


ورد هذا الأمر في عدة مواضع هي :

1- ( يو 1 : 18 ) " الله لم يره أحد قط . الإبن

الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر "


. إنه أعطانا فكرة عن الله الذي لا يمكن رؤيته .

وقد أثبت الرب هذا الأمر في قوله لفيلبس ، لما سأله ذاك

" أرنا الآب وكفانا "

. فأجابه الرب موبخاً وموضحاً

" أنا معكم زماناً هذه مدته ، ولم تعرفني يا فيلبس ؟!

الذي رآني فقد رأي الآب . فكيف تقول أنت : أرنا الآب ؟! " ( يو 14 : 9 ) .

وأكمل الشرح بقوله

" ألست تؤمن أني أنا في الآب ، والآب في "

... وهذه العبارة الأخيرة سنوردها وأمثالها بإستفاضة عند الحديث عن العلاقة بين الآب والإبن في إنجيل يوحنا ...

502_2.gif

2- ( يو 3 : 16 ) " هكذا أحب الله العالم ، حتي بذل إبنه الوحيد ،

لكي لا يهلك كل من يؤمن به ، بل تكون له الحياة الأبدية " .


وهنا نري أن الفداء قام به الإبن الوحيد .

وأنه لابد من الإيمان به ، لنوال الحياة الأبدية ،

وللخلاص من الهلاك الأبدي بسبب الخطية ...

وهكذا أرسل الله إبنه لخلاص العالم ( يو 3 : 17 ) .

ويكرر عبارة ( الإبن الوحيد ) في نفس المناسبة فيقول :

502_2.gif

3 - ( يو 3 : 18 ) الذي يؤمن به لا يدان . والذي لا يؤمن قد دين ،

لأنه لم يؤمن بإسم إبن الله الوحيد "


ونري هنا تكرار لوجوب الإيمان به للنجاة من الدينونة .

ومن لا يؤمن تقع عليه الدينونة .

502_2.gif

4- ( يو 1 : 14 ) " والكلمة .. حل بيننا ، ورأينا مجده ، مجداً كما لوحيد من الآب" .

الكلمة أي اللوجوس ، تجسد وحل بيننا ، بمجده ، مجداً يليق بوحيد للآب ..

ولكننا نورد هنا ملاحظة هامة . وهي أن وصف السيد المسيح بأنه الإبن الوحيد

502_2.gif

ورد أيضاً في رسالة يوحنا الأولي :

+ { 1 يو 4 : 9 ) " بهذا أظهرت محبة الله فينا ،

أن الله قد أرسل إبنه الوحيد إلي العالم لكي نحيا به "


ويتابع حديثه فيذكر أن عمل الإبن الوحيد

هو القيام بعملية الفداء ،أو الكفارة ، فيقول :

" في هذا هي المحبة ، ليس أننا نحن أحببنا الله ،

بل أنه هو أحبنا قبلاً ، وأرسل إبنه كفارة لخطايانا " ( 1 يو 4 : 10 ) .


502_2.gif

ثالثاً / معني عبارة الإبن الوحيد

+ نحن أبناء لله ، ولكننا لسنا من طبيعته الإلهية ،

وإنما :

1- نحن أبناء بالإيمان :

كما قيل

" وأما كل الذين قبلوه ، فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء لله ،

أي المؤمنين بإسمه " ( يو 1 : 12 ) .


2- ونحن أبناء بالمحبة :

وفي ذلك قيل

" أنظروا أية محبة أعطانا الآب ، حتي ندعي أولاد الله " ( 1 يو 3 : 1 ) .

3- ونحن أبناء بالتبني ،

كما ورد في ( رو 8 : 23 ) " متوقعين التبني فداء أجسادنا " .

502_2.gif

رابعاً / معنى إبن الله الوحيد

فهو الوحيد الذي من طبيعة الآب ، ومن جوهره ، ومن لاهوته .

وفي هذا يختلف عن الذين دعوا أبناء ، بالإيمان بالحب بالتبني .


وهكذا إشتمل إنجيل يوحنا علي ثلاث عبارات في الدلالة علي بنوة المسيح لله ،

وهي :

1- إبن الله الوحيد .


2- الإبن . مجرد عبارة ( الإبن ) تعني أنه هو . وتدل ضمناً علي أنه لا يوجد إبن غيره .


3- إبن الله .


76795654.jpg
 
إنضم
22 أكتوبر 2007
المشاركات
6,131
مستوى التفاعل
494
النقاط
83
ربنا يسوع المسيح يعوضك بكل الخير على هذا الموضوع المتكامل السهل العميق
 
أعلى