- إنضم
- 24 ديسمبر 2012
- المشاركات
- 2,622
- مستوى التفاعل
- 786
- النقاط
- 113
الإتجار بالبشر مواجهة أم إنكار...!
تعرضت حياة "لين" إلى الخطر عندما كانت في الرابعة عشر من العمر. كانت تعيش في قرية صغيرة على قمة إحدى التلال الهادئة الخاضعة لمقاطعة تايلاندية مشهورة بكونها مركزاً لتجارة المخدرات وأيضًا تجارة البشر. وبالرغم من أن "لين" كانت تعيش مع أهالي قريتها في سلام وأمان، إلا أن حياة الفقر وقلة الفرص التعليمية عرَّضت حياتها هي ورفيقاتها الأخريات إلى الخطر.
في يوم من الأيام، ذهبت إحدى الفتيات لزيارة لين في المنزل. كانت هذه الفتاة تعمل في مطعم، وطلبت من لين وبعض صديقاتها أن يأتين للعمل معها. لم تكن لين تعلم أن المطاعم والحانات في تلك المناطق هي أماكن يذهب إليها الشباب وتـُجَّار البشر لإيجاد فتيات سيسقطن أخيراً ضحايا للاغتصاب والتحرش الجنسي والتجارة!
تقول لين: "لقد كانت تلك الفتاة ترتدي ملابس أنيقة جدًا. وقالت بأنها اشترت الكثير من الأشياء الجميلة بفضل المال الذي كانت تحصل عليه من العمل في المطعم. وأخبرتني أنها كانت تعمل هناك رغبة منها في مساعدة عائلتها الفقيرة وأيضًا لشراء الملابس الأنيقة والمكياج".
تحمَّست لين وابتدأت تفكـِّر هي وبعض صديقاتها في الأمر جدياً. فقد أردن الحصول على المال لأن وضعهن المادي كان متدنياً، كما أنهن أردن التمتع بالملابس الجميلة والحلي وكل الأمور الأخرى التي لا يمكنهن الحصول عليها إذا بقين في البيت مع عائلاتهن. تردَّدت تلك الفتاة إلى منزل لين مرتين أو ثلاثة، إلى أن حدث أمر غيَّر مجريات الأمور...!
في أحد الأيام، جاءت سيدة إلى منزل لين وبرفقتها فتاتين وتحدَّثن إلى لين ومجموعة من صديقاتها. كانت السيدة مسؤولة عن مركز لتعليم الفتيات وتدريبهن على حرف يدوية. وقد قدَّمن الدعوة لهن للإنخراط في هذا المركز. ثم حذروهن من الفتاة التي كانت تتردد إلى المنطقة وتتحدَّث إليهن بشأن العمل، إذ أنها قد ورَّطت العديد من الفتيات في أعمال غير أخلاقية وتسببت بطريقة أو بأخرى في اختفاء أخريات...!
التحقت لين وبعض صديقاتها بمركز تعليم الفتيات واستطاعت أن تتعلم القراءة والكتابة، وتعلمت أيضاً حرفة يدوية لتتمكن من تحصيل بعض المال لمساعدة أهلها والاعتماد على نفسها. تقول لين: "لو لم تأتِ تلك السيدة إلى منزلي وتحذرني من خطورة ما أنا مُقبـِلة على فعله، ولم لم تمنحني فرصة الانخراط في مركز تعليم الفتيات، لأخذت حياتي مجرى مختلفًا تمامًا...! لا أعرف ما الذي كان من الممكن أن يحدث لي أو إذا كنت سأبقى على قيد الحياة إلى هذه اللحظة! أنا متأكدة من أنني نجوت بإعجوبة من قبضة تجارة البشر والاستغلال الجنسي."
مواجهة الفقر
إن الفقر يضع الفتيات الصغيرات تحت طائلة الاستعباد أو المتاجرة الجنسية التي تـُفرَض عليهن بالقوة والإكراه، أما إذا حدثت طوعًا فذلك بسبب عدم وجود أي حلول أخرى متاحة أمام هؤلاء الفتيات! وقد وصف مصدر من هيئة الأمم المتحدة أن عمليات المتاجرة بالنساء والفتيات عبر أنحاء القارة الأسيوية تـُعتـَبَر "أخطر نوع من العبودية في تاريخ العالم". إذ يقوم المتاجرون بشراء الفتيات اللواتي يبلغن من العمر عشر سنوات، كما تقوم بعض العائلات الفقيرة ببيع بناتهن عبيدًا للجنس مقابل 450 دولار تقريبًا للفتاة! وفي بعض المناطق النائية والفقيرة جدًا، تقوم العائلات ببيع بناتهن بسعر لا يزيد عن 100 دولار فقط! إن هذه الحقائق المروعة تجعلنا نتساءل عمَّا إذا كان بوسعنا القيام بأي شيء لوضع حد لمثل هذه الإحصائيات المخيفة؟
وكيف نستطيع أن نترك أثرًا إيجايبًا؟
إن الفقر يضع الفتيات الصغيرات تحت طائلة الاستعباد أو المتاجرة الجنسية التي تـُفرَض عليهن بالقوة والإكراه، أما إذا حدثت طوعًا فذلك بسبب عدم وجود أي حلول أخرى متاحة أمام هؤلاء الفتيات! وقد وصف مصدر من هيئة الأمم المتحدة أن عمليات المتاجرة بالنساء والفتيات عبر أنحاء القارة الأسيوية تـُعتـَبَر "أخطر نوع من العبودية في تاريخ العالم". إذ يقوم المتاجرون بشراء الفتيات اللواتي يبلغن من العمر عشر سنوات، كما تقوم بعض العائلات الفقيرة ببيع بناتهن عبيدًا للجنس مقابل 450 دولار تقريبًا للفتاة! وفي بعض المناطق النائية والفقيرة جدًا، تقوم العائلات ببيع بناتهن بسعر لا يزيد عن 100 دولار فقط! إن هذه الحقائق المروعة تجعلنا نتساءل عمَّا إذا كان بوسعنا القيام بأي شيء لوضع حد لمثل هذه الإحصائيات المخيفة؟
وكيف نستطيع أن نترك أثرًا إيجايبًا؟
ضع حدَّاً للاتجار بالبشر
تخيَّل أن شخصاً تحبه تمَّ استغاله أو تعذيبه أو الإساءة إليه لدرجة أنه تُرِكَ ليموت أو يُباع كسلعة. هل سيكون من السهل عليك التغاضي عن أمر كهذا؟ بالطبع لا! إنَّ 80% من نسبة الذين تتم المتاجرة بهم من البشر هم من النساء والفتيات الصغيرات. فكيف ستتمكن من حمايتهن وماذا بإمكانك أن تفعل؟
تخيَّل أن شخصاً تحبه تمَّ استغاله أو تعذيبه أو الإساءة إليه لدرجة أنه تُرِكَ ليموت أو يُباع كسلعة. هل سيكون من السهل عليك التغاضي عن أمر كهذا؟ بالطبع لا! إنَّ 80% من نسبة الذين تتم المتاجرة بهم من البشر هم من النساء والفتيات الصغيرات. فكيف ستتمكن من حمايتهن وماذا بإمكانك أن تفعل؟
إن الاتجار بالبشر هو من أحد المشاكل الأساسية المُنتشرة حول العالم اليوم. إنه أحد أشكال الجريمة المنظمة. من السهل علينا أن نصرف النظر عن هذه القضية بدعوى أننا لا نستطيع عمل أي شيء! ولكن في الواقع هناك الكثير مما يُمكن أن يُفعَل. يمكننا مثلاً إثارة الرأي العام ضد جريمة الإتجار بالبشر داخل المجتمع، إما عن طريق المقالات أو الندوات أو الحملات أو الدعاية. ومن الأمور الأخرى التي يمكن تطبيقها هو نشر الوعي ما بين الفتيات والنساء في المجتمعات التي تمتاز بـ: الفقر، أو تعاني من تدنـّي منزلة ومكانة الإناث مقارنة بالذكور، انتشار ظاهرة الاتجار بالبشر بالإضافة إلى انتشار المتاجرة بالجنس، ظروف عائلية خاصة كـ موت أحد الوالدين، زوجة أب غير محبة، اغتصاب، عنف، وغيرها من ظروف. يمكننا نشر هذا الوعي بكافة الوسائل وعلى كل الأصعدة، سواء كان ذلك داخل البيت، أو في المدرسة، أو في المصنع أو دار العبادة. علينا أن نـُحذر بناتنا من خطورة هذا الأمر ونصغي لحاجاتهن ونراعي مصالحن.
توجد بعض المؤسسات الإنسانية التي بادرت بتوفير مراكز وملاجئ وسكن للفتيات بالإضافة إلى خلق فرص تعليمية أفضل لهن، وبالتالي تقليل إحتمالية تعرضهن للاستغلال أو المتاجرة الجنسية. كما تهدف هذه المؤسسات إلى زيادة فرص العمل لهؤلاء الفتيات، وذلك عن طريق تسهيل المهارات التدريبية وأيضًا تطوير أنشطة المشاريع الصغيرة. عندما تحصل الفتيات المعرضات لخطر المتاجرة بالجنس على منح ومساعدات دراسية، سوف تتاح لهن الفرصة المناسبة لإيجاد عملٍ بعيداً عن الاستسلام أو الخضوع للمُتاجرة بالجنس. والملفت للنظر بأن الكثير من الفتيات اللواتي تمَّ إنقاذهن، أصبحن الداعم الرئيسي للفتيات الأخريات المعرضات لذات الخطر. ومن خلال المشاريع الإنسانية التي تـُقدم لنشر الوعي ضد هذه القضية الخطيرة، ستـُدرك المجتمعات الأخرى مدى خطورة وبشاعة هذه الجريمة التي يسقط ضحيتها العديد من الأطفال والفتيات. والأهم من ذلك هو أن الفتيات سوف يعرفن حقوقهن وكيف يمكنهن الحصول على المساعدة.
من قراءتنا لحياة السيد المسيح كما هي مدونة في الكتاب المقدس، نجد أنه "تحنـَّن" على الجموع.
فماذا عنـّا نحن؟
أمِن المعقول أن نتجاهل محنة الآخرين بحجَّة أنه من الصعب علينا مساعدتهم أم سنتحنن عليهم؟
هل يا ترى يمكننا إحداث فرق على الصعيدين الشخصي والروحي في حياة هؤلاء الأشخاص؟
فماذا عنـّا نحن؟
أمِن المعقول أن نتجاهل محنة الآخرين بحجَّة أنه من الصعب علينا مساعدتهم أم سنتحنن عليهم؟
هل يا ترى يمكننا إحداث فرق على الصعيدين الشخصي والروحي في حياة هؤلاء الأشخاص؟
إن محبة المسيح تحثـُّنا على وضع حد لكافة أشكال القسوة والعنف الموجَّهة ضد البشر، وتحثنا على تبنـِّي مفهوم المساواة بين جميع الناس واحترام كرامة الجميع. وبالرغم من أنَّ الإحصائيات المتعلقة بتجارة البشر والجنس مهولة ومُخيفة، إلا أننا ينبغي أن نثق بإمكانية إحداث فرق وإنقاذ العديد من الفتيات مثلما تم إنقاذ لين مِن قبضة مُستقبل غامض وقاتم. لنبذل كل ما في وسعنا للحد من خطر الإتجار بالبشر والمتاجرة بالجنس للحفاظ على النساء والفتيات آمنات.
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح يحبكم
هو السلام وينبوع الحياة
أشكرك أحبك كثيراً
يسوع المسيح يحبكم
هو السلام وينبوع الحياة
