- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,370
- النقاط
- 0
حياة القداسة خطوة بخطوة
الخطوة الثالثة : فلاحة النعمة
[ الحفاظ على استمرار عمل الله في داخل القلب ]
للعودة للجزء السابق - أضغط هنــــــــــــا
الخطوة الثالثة : فلاحة النعمة
[ الحفاظ على استمرار عمل الله في داخل القلب ]
للعودة للجزء السابق - أضغط هنــــــــــــا
+ حينما نعي الطريق الروحاني وهو الرب يسوع نفسه الذي قال [ أنا هو الطريق والحق والحياة ] ونبدأ ندخل إليه بالتوبة لنسير فيه، إذ قد عرفنا أننا مزدرى وحياتنا برمتها قبيحة لا تُرضي الله [ الجميع زاغوا وفسدوا معاً، ليس من يعمل صلاحاً، ليس ولا واحد ] (رومية 3: 12)، بل ولا نستطيع مهما ما قدمنا من عمل أو اي شيء، أن نتجاوب مع قداسة الله التي لا يستطيع أحد أن يفحصها أو يعرف عمق اتساعها، لأن الله غير مفحوص أو مدرك ولا حتى من الملائكة، إلا في حدود إعلانه هو عن ذاته حسب إمكانية كل واحد على قدر انفتاح قلبه، وعمل الله فيه بالروح، ليفتح ذهنه بالنور قليلاً قليلاً ليدرك أقل من أقل القليل عن الله، لأن الله في كمال اتساعه لا يُحدْ، فهو أعلن لنا عن ذاته في الابن الوحيد الذي اتخذ جسم بشريتنا ليُدخلنا إلى داخل الله، لأنه يستحيل أن نعرف الله إلا من خلال الطريق المرسوم منه، والطريق الذي أعده لنا هو تجسد الكلمة ليُصعدنا إليه، والذي من خلاله فقط نعرف الله :
إذن في المسيح يسوع ربنا نقدر أن نعمل أعمال الله بقوة الله، وعمل الروح القدس في داخلنا، ولكن علينا أن نثبت في الكرمة ونُثمر لله، فواجب علينا الآن أن نفلح حياتنا بفلاحة النعمة، وفلاحة النعمة تبدأ بوعينا التام أنه ينبغي في كل حين نجدد العهد مع الله بالتوبة الدائمة والثقة فيه، ومفهوم التوبة الصحيح هو لبس الرب يسوع وعدم صُنع تدبير أو تخطيط للجسد لأجل الشهوات، أي أن نلبس قداسة المسيح الرب وبره وطهارته كل يوم، وهذا هو عمل الله الإيجابي فينا بالروح القدس الذي يأخذ من المسيح الرب ويعطينا، ويتم ذلك باستمرار الاعتذار عن أقل هفوة في حياتنا معترفين أمامه بخطايانا ولا نعود إليها مرة أخرى، بل نتمسك بالرب يسوع طالبين أن يلبسنا ذاته لنتشح به ويسكن فينا بقوته لتنحل كل رباطات الخطية وتهرب الظلمة الداخلية أمام نوره المُشرق فينا :يا أحبائي لنا أن نحذر جداً من أن نحب الظلمة أكثر من النور، ونهمل حياتنا ولا نُفَلَّح القلب فلاحة النعمة، ليُزال كل ما في تربة القلب من شوائب تعيق بذرة الحياة أن تنمو فينا، لأن الشوك والحسك يخنق الزرع الجيد، ويتحول في النهاية لموت داخلي لا تسعفه حياة !!!
وأيضاً فلنحذر جداً من أن نعتقد أننا وصلنا للكمال، لئلا نتوقف عن السعي وننتفخ ونتكبر، فنخسر النعمة وعمل الله في داخلنا، لأن كما قلنا أن كل واحد يستوعب غنى وأسرار النعمة حسب قامته ونموه في الروح، لأن الزرع الجيد يأتي بثمر بعد أن يصل للوقت المعين الذي فيه تظهر الثمار أي أوان الثمر، ونحن مهما ما وصلنا في معرفة الله مستحيل أن ندرك أعماقه، لأن كل ما ندركه هو القليل جداً لأن الله مُطلق في اتساعه، مستحيل يدركه إنساناً مهما ما بلغ من قامة، والكنيسة كلها كأعضاء معاً تُدرك الله لأنه حي فيها وتنبض بحياته، فالكنيسة كلها معاً بأنبياء وأتقياء العهد القديم إلى آخر إنسان يأتي قبل مجيء الرب، هما معاً سيدركون عظمة بهاء مجد الله في ملكوته الآتي، لتصل الكنيسة ككل إلى ملء قامة المسيح كما هو مكتوب :
[ الله لم يره احد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر (يوحنا 1: 18)؛ أيها الآب البار أن العالم لم يعرفك أما أنا فعرفتك (أو أعرفك) وهؤلاء عرفوا أنك أنت أرسلتني (يوحنا 17: 25) ]
وحينما نأتي إلى الرب المسيح البار بالتوبة والإيمان الشخصي، ندخل فيه كطريق حي نرعى فيه، ونأخذ منه قوة الحياة الجديدة لنتجدد كل يوم حسب صورته هو [ أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص ويدخل ويخرج ويجد مرعى (يوحنا 10: 9) ]، بل وتنمو فينا بذرة الحياة الأبدية التي ذرعها فينا بالمعمودية، لننمو في النعمة والقامة كل يوم، ونتعمق في معرفته، ونتأصل في حياة القداسة والبرّ فيه، ولكن بالرغم من نعمة الله المجانية والتي لا تُعطى لنا بسبب برنا الشخصي أو لأن فينا ما هو صالح، لأن كما رأينا سابقاً أن كل أعمالنا مستحيل أن تُرضي الله، لأن أصبح طبيعياً – بسبب السقوط وشدة الفساد – لا نقدر أن نصل لله أو نعمل أعمال برّ ولا قداسة، أما في المسيح يسوع، وحسب الإنسان الجديد الذي نلناه بمعموديتنا تصبح أعمالنا كلها معمولة بالله، لأننا طُعمنا في الكرمة الحقيقية بسبب التجسد [ أنا الكرمة وأنتم الأغصان الذي يثبت في وأنا فيه هذا يأتي بثمر كثير لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً (يوحنا 15: 5) ]
إذن في المسيح يسوع ربنا نقدر أن نعمل أعمال الله بقوة الله، وعمل الروح القدس في داخلنا، ولكن علينا أن نثبت في الكرمة ونُثمر لله، فواجب علينا الآن أن نفلح حياتنا بفلاحة النعمة، وفلاحة النعمة تبدأ بوعينا التام أنه ينبغي في كل حين نجدد العهد مع الله بالتوبة الدائمة والثقة فيه، ومفهوم التوبة الصحيح هو لبس الرب يسوع وعدم صُنع تدبير أو تخطيط للجسد لأجل الشهوات، أي أن نلبس قداسة المسيح الرب وبره وطهارته كل يوم، وهذا هو عمل الله الإيجابي فينا بالروح القدس الذي يأخذ من المسيح الرب ويعطينا، ويتم ذلك باستمرار الاعتذار عن أقل هفوة في حياتنا معترفين أمامه بخطايانا ولا نعود إليها مرة أخرى، بل نتمسك بالرب يسوع طالبين أن يلبسنا ذاته لنتشح به ويسكن فينا بقوته لتنحل كل رباطات الخطية وتهرب الظلمة الداخلية أمام نوره المُشرق فينا :
[ والنور يضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه (يوحنا 1: 5) ]
[ ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يوحنا 8: 12) ]
[ أنا قد جئت نوراً إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة (يوحنا 12: 46) ]
فالمسيح الرب يُشرق في داخل النفس كنور مبدداً ظلام النفس ويزيل خبرتها في الشرّ، وذلك لكي يُرجعها لبساطتها الأولى التي شوهتها الخطية وظلمة الفساد، وعلى الإنسان أن يحفظ نور الله في قلبه بقراءة الكلمة بوعي، مع الحفاظ على صلاته بقلب محترف للتوبة الصادقة، مُحباً لله الذي فداه وأعطاه حياه باسمه، مستمراً في شركة الكنيسة في سر الإفخارستيا بكل نشاط وعزم لا يلين، وهذه تُسمى فلاحة النعمة ...[ ثم كلمهم يسوع أيضاً قائلا أنا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة (يوحنا 8: 12) ]
[ أنا قد جئت نوراً إلى العالم حتى كل من يؤمن بي لا يمكث في الظلمة (يوحنا 12: 46) ]
_____الدينونة_____
يا إخوتي لا تظنوا أن الدينونة مجرد حساب على ما نقترفه من أعمال لا تليق، لأن وأن كان كتب أنه يُجازي كل واحد حسب أعماله، ذلك لا من أجل الأعمال ذاتها بل من أجل أنها تظهر كثمرة عن ما في داخل النفس، لأن كل عمل هو ناتج من الداخل، فالعمل الخارجي يدل على البذرة الحقيقية المزروعة في داخل الإنسان، فأن كان ما في داخلنا بذرة الحياة، سنثمر طبيعياً ما يتفق مع الحياة التي فينا، أي تظهر حياة الله فينا، أما أن كانت البذرة غير صالحة فستخرج أعمال الموت، وأنا هنا لا أتكلم عن حالة ضعف عابرة، إنما اتكلم عن حالة دائمة مستمرة لا تتوقف، بمعنى حياتي هي الشر والفساد والله غايب عني أو بالحري أنا غايب عن الله كشخص حي وحضور مُحيي، وعموماً الرب كشف لنا سر الدينونة إذ قال بفمه الطاهر :
[ و هذه هي الدينونة أن النور قد جاء إلى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة (يوحنا 3: 19) ]
وأيضاً فلنحذر جداً من أن نعتقد أننا وصلنا للكمال، لئلا نتوقف عن السعي وننتفخ ونتكبر، فنخسر النعمة وعمل الله في داخلنا، لأن كما قلنا أن كل واحد يستوعب غنى وأسرار النعمة حسب قامته ونموه في الروح، لأن الزرع الجيد يأتي بثمر بعد أن يصل للوقت المعين الذي فيه تظهر الثمار أي أوان الثمر، ونحن مهما ما وصلنا في معرفة الله مستحيل أن ندرك أعماقه، لأن كل ما ندركه هو القليل جداً لأن الله مُطلق في اتساعه، مستحيل يدركه إنساناً مهما ما بلغ من قامة، والكنيسة كلها كأعضاء معاً تُدرك الله لأنه حي فيها وتنبض بحياته، فالكنيسة كلها معاً بأنبياء وأتقياء العهد القديم إلى آخر إنسان يأتي قبل مجيء الرب، هما معاً سيدركون عظمة بهاء مجد الله في ملكوته الآتي، لتصل الكنيسة ككل إلى ملء قامة المسيح كما هو مكتوب :
[ إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله إلى إنسان كامل إلى قياس قامة ملء المسيح (أفسس 4: 13) ]
وفي الجزء القادم سوف نتكلم عن الشركة والاتحاد بالعريس السماوي ؛ النعمة معكم