تأملات وقراءات فى رسالة بولس الرسول إلى أهل كولوسى
الإصحاح الأول
الجزء الأول
مقدمة
الحقيقة رسالة بولس الرسول لأهل كولوسى هى رسالة عجيبة جدا لأنها بتختلف عن كل الرسائل الأخرى التى أرسلها بولس الرسول لأن زى ما حانعرف أن بولس الرسول لم يذهب لمدينة كولوسى ولم يرى هؤلاء الناس بعكس جماعة فيليبى اللى كان راح لهم وعاش بينهم وقام بالكرازة بينهم و زى جماعة غلاطية اللى قعد عندهم فترة كبيرة , وزى كنيسة كورونثوس , لكن كنيسة كولوسى ماشافوش بولس ولا بولس شافهم , لكن كان فى خادم تتلمذ على أيدين بولس وأسمه أبو فراس وهو من كولوسى , وبعدين ترك بولس الرسول وراح بلده كولوسى وقام بتبشير أهل كولوسى على أساس الإيمان الذى تعلمه من بولس الرسول , وكان فى بعض النقاط أو اللى حصل أنها أتلخبطت فى إيمان أهل كولوسى وعلشان كده أبو فراس راح لبولس اللى كتب الرسالة علشان يعدل إيمان هؤلاء الناس أو أنه يشيل الشوائب اللى دخلت واللى أختلطت نتيجة تأثر أهل كولوسى بالفلسفات اليونانية اللى كانت موجودة ومعروفة فى هذا الوقت , وبنتيجة العادات الوثنية اللى كانت منتشرة أيضا فى هذا الزمان وأيضا لأختلاطهم باليهود اللى كانوا موجودين فى هذه المنطقة .
مدينة كولوسى هى مدينة فى آسيا الصغرى والتى هى أيضا جزء من تركيا وكان جنبها مدينة مشهورة وأكثر شهرة منها وهى مدينة لاودكية , والتى قام يوحنا الرسول بكتابة آخر رسالة من رسائل الكنائس السبعة فى سفر الرؤيا (14وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ اللاوُدِكِيِّينَ) , وبولس كتب هذه الرسالة سنة 60 ميلادية وكان فى هذا الوقت فى سجنه فى روما , وكلنا نعرف أن بولس الرسول من خلال السجن كتب أربعة رسائل ونقدر نحفظهم لأن كلهم فيهم حرف الفاء وهم فيليبى وفيليمون وأفسس وبعدين كولوسى , وهم الأربعة رسائل اللى كتبهم بولس وهو محبوس , وبولس الرسول لم يقوم بزيارة كولوسى لكن اللى أسسها كان أبى فراس وكان فى شخصية مشهورة وكانت كنيسة كولوسى بتتجمع وبتصلى فى بيته اللى هى شخصية فيليمون وحانعرف بعد كدة أن بولس أرسل رسالة بأسم فيليمون هذا بالذات اللى كان عايش فى مدينة كولوسى وكانت الكنيسة بتجتمع فى بيته , ونتيجة تأثر أهل كولوسى بالفلسفات اليونانية والعادات الوثنتية والأفكار اليهودية ونتيجة للتقرير الذى وصل له من أبى فراس , كتب بولس الرسول هذه الرسالة لكى يتّك على نقطة مهمة جدا وهى أن السيد المسيح هو الإله المتجسد , السيد المسيح هو الله الذى تجسد , وأن السيد المسيح هو الطريق الوحيد لغفران الخطية ومفيش أى طريق تانى لغفران الخطية وهو أيضا الطريق الوحيد للسلام مع الله , وأن السيد المسيح هو كل شىء لينا , وأن السيد المسيح هو كل ما نحتاج إليه , وعلشان كده حانعرف مدى خطورة هذه الرسالة , وأننا بنعمل تركيز أو Focus على شخص السيد المسيح علشان لو أننا درسنا هذه الرسالة نقدر نكتشف أن السيد المسيح هو الوحيد اللى أحنا محتاجين له بل هو كل شىء بالنسبة لينا ومن غيره ما نقدرش نعمل أى حاجة , وليست الآراء اللى بيضعوها الناس ولا الأفكار ولا المعتقدات ولا الفلسفات ومش زى أى واحد يعمل اللى على مزاجه ويقول أصل أنا شايف كده أو أن أنا مقتنع بكده , أحبائى لأ وألف لأ , فبولس بيسلط الضوء على شخص السيد المسيح , وأن السيد المسيح هو كل حاجة ومن غيره مفيش حاجة ومش عايزين أى وسيط آخر لكى نصل إليه ونتحد بيه , وهذا بإختصار , فتقول لى ده فى ناس طيبين وفى ناس كويسين وفى ناس بيعملوا أيه , فحأقول لك لأ وألف لأ , السيد المسيح هو كل حاجة ومن غير السيد المسيح يبقى مفيش حاجة , والحقيقة نقدر نقسم الرسالة إلى جزئين , وهى عبارة عن أربعة إصحاحات , والإصحاحين الأوليين بيتكلموا عن اللى عمله السيد المسيح لينا , طيب أيه اللى عمله السيد المسيح لينا ؟ والإصحاحين التانيين بيتكلموا عن ما الذى يجب أن نفعله ؟ فإذا كان السيد المسيح عمل لنا حاجة , طيب ما هو موقفنا من اللى عمله السيد المسيح؟.
الحقيقة أن أحنا لما نعرف مين هو السيد المسيح و نعرف كويس مين هو السيد المسيح نستطيع أن ندرك ما يلزمنا أن نكون عليه وماذا ينبغى أن نكون وكيف نعيش ونسلك ؟ وأى تراتيل بتتكلم عن القدوس رب الحياة الذى يستحق أن تنحنى له الجبال وأن كل الخليقة منه وأنت هو الرب وحدك هى التراتيل التى يجب أن نرتلها , وإذا كان السيد المسيح هو رب كل الخليقة زى ما حايظهر لنا فى هذه الرسالة فينبغى أن يكون فعلا رب فى حياتنا ويكون سيد ويكون له الخضوع ويكون لينا الولاء , إذا كان أيضا كما سيظهر أن هو رأس الجسد اللى هو الكنيسة فينبغى أننا نعزز صلتنا وإرتباطنا بالرأس , وإذا كنا أعضاء فى الجسم فينبغى أننا نقوى الرباط والإتصال اللى مابين الجسم وما بين الرأس , وللتوضيح , كما نعرف أن الإنسان المشلول اللى بحصل فيه أن الرباط بين الرأس وباقى الأعضاء بيكون فقد وعلشان كده ما بيقدرش يعمل أى حاجة , فإذا كان السيد المسيح هو رأسنا فينبغى أننا نعزز ونقوى الصلة والإرتباط اللى بيننا وبين هذا الرأس وهذا يقودنا إلى سؤال خطير جدا وهو ما هو مفهوم التدين ؟وبعنى أيه التدين ؟ ففى ناس بتقول أن التدين هو أن أنا أروح الكنيسة وأن أنا أصوم وأن أنا أصلى , لكن ما هو التدين السليم؟ ففى ساعات بعض الناس بتفتكر أن واحد متدين يعنى يعرف حاجات فى الدين ويعرف يتكلم ويقول كلمتين أو يعرف شوية معلومات عن الدين , فعلشان كده إذا كنا بنحب نتدين فأننا بنروح نقرأ شوية كتب وبنسمع شوية وعظات أو شوية أسطوانات , لكن أحبائى مش هو ده التدين , وهنا حايفضح بولس الرسول هذه النقطة بالذات لأن كان فى جماعة مشهورين جدا فى هذا الوقت ولم يكونوا مشهورين فقط على مستوى الكنيسة لكن أيضا على مستوى العالم وهم أسمهم جماعة الغنوسيين , وغنوسيين من كلمة يونانية أسمها جينيسيس ( GENESIS) أو المعرفة ( KNOWLEDGE) وهم كانوا بيدّعوا أن المعرفة هى الطريق لكل حاجة وهى التى تعطى قيمة للإنسان وهى التى تعطى خلاص للإنسان وهى التى تعطى سعادة للإنسان , فإذا كنا بنظن أن واحد متدين يعنى يعرف شوية حاجات كثرت أو قلت , وشوية معلومات وعلى قد ما تزيد هذه المعلومات بتزيد درجة تدين الإنسان وعلى قد ما بتقل بالتالى بتقل درجة تدينه , فهذا الكلام كما سنرى أنه ليس التدين أو الحياة الروحية المقصود بيها وأن أنا أعرف شوية معلومات , وأحنا ماشيين فى الرسالة حانعرف بعض الأفكار الخاصة بهؤلاء الغنوسيين ولماذا كتب بولس الرسول هذه الرسالة ولماذا أظهر السيد المسيح بهذه الصورة لأن كان فى بعض مبادىء مشهورة عند هؤلاء الغنوسيين ومن أولها أن المادة شر وكل ما هو مادى فهو شر وهذا الجسد شر ! بل كل هذه الخليقة شر وأن هذا الشر قد نشأ نتيجة أن فى إنبثاقات كثيرة قدرت تخرج من الله أو إنبثاق وراء إنبثاق أو ملايين الإنبثاقات وكل ما يخرج إنبثاق ينفصل عن الله وبالتالى يبعد عن الله فيعيش الإنسان فى الشر ويعيش فى الخطية وليس بسبب أن ربنا اللى خلقه ولكن نتيجة أنه بعد عن أصله أو بعد عن ربنا , فعلشان كده كانوا بينظروا للجسد نظرة من أتنين ,(1) إما ينظرون للجسد أنه شر وأنه أتخلق بالشر وبالشهوات وأن المادة كلها شر وعلشان يتخلصوا من هذا الشر قد لجأوا لتعذيب الجسد وحرمان الجسد وقهر الجسد ومازالت بعض هذه الفلسفات موجودة والناس بتمشى وراها زى مثلا بتوع اليوجا وبيعملوا أيه فى الجسد؟ بيذلوا الجسد , وزى بتوع الهند مثلا بيناموا على مسامير وبيمشوا فى النار علشان يعذبوا الجسد ويقولوا هذا طريق لما تعذب الجسد تتسامى الروح , أو أحنا بناخد لمحة خفيفة أيضا لو واحد يحب يبقى قديس أو عايز يمشى معتدل فيقوم يعمل أيه ؟ يذل الجسد ويحرم الجسد ويضطهد الجسد ويطلّع عين الجسد والمصيبة أنه بيفتكر أنه كل ما يعذب الجسد كل ما تبتدى درجة قداسته تزيد ! وطبعا أحبائى هذا ليس مفهوم القداسة لأن أحنا ليس لنا قداسة إلا فى شخص السيد المسيح , فهذه نظرة أن الجسد شر فأعذبه , أو (2) أخذوا النقيض من هذه النظرة وقالوا مادام الجسد شر شر فمفيش فايدة فأعطى الجسد اللى هو عايزه وعيش بمزاجك وعيش بكل متطلبات الجسد وأعطيه ما يريد وهذا الجسد لما تعطى له فمهما أن أخذ حايرجع فى الآخر وينتهى ويفنى فى التراب فمفيش داعى أنك تضع نقرك من نقره واللى عايزه الجسد أعطيه له وهذا عن يأس وعن إحباط لأنهم مش قادرين على الجسد فخلاص فعيش وأعطى الجسد ومهما أن أخذ وعمل من الشر هذا مش مهم لأن فى الآخر حايموت وينتهى , ولذلك أخذوا النقيضين , إما أنك تذل الجسد , وإما أنك تخضع وتترك الجسد على مزاجه وبلاش أنك تعانده وبلاش أنك تقعد تخبط فيه , والحقيقة هذه خطة من الشيطان والحقيقة أيضا أن كل الناس اللى عايشين لحد دلوقتى هم حاجة من الأثنين اللى ذكرناهم , لإما نوع بيحاول يعذب جسده ويفتكر أن تعذيب الجسد هو طريق القداسة , أو نوع تانى بيقول لك يا عم مفيش فايدة علشان كده أستسلم للجسد وعيش وأعطيه اللى هو عايزه وما تقعدش تحرم نفسك وتعاند فى نفسك وتآوح مع نفسك , والحقيقة وكما قلت هذه هى خطة الشيطان لأن الشيطان يريد أنه يفقدنا الإتصال السليم بالله , وممكن تقول لى طيب و أحنا مالنا ومال الغنوسيين ومالنا ومال أهل كولوسى وأحنا مالناش دعوة بالناس دى , طيب بتكلمنا فى الرسالة دى ليه ؟ فأسمح لى أن أقول لك لأ ده اللى كان بيعمله الشيطان زمان علشان يعطل عمل السيد المسيح فى حياة الإنسان مازال بيعمله النهاردة وحايعمله بكرة و طول ما الحياة موجودة على الأرض فالشيطان بيغير خططه لكن المبدأ هو واحد (أنه يفقد الإنسان الإتصال السليم بينه وبين ربنا) وعلشان كده ياما الكنيسة مليانة ناس بيظنوا أنهم متدينين وأن لهم علاقة بربنا ولكن فى واقع الأمر هم مالهومش علاقة بربنا , وأخشى ما أخشى أن إحنا نكون من هؤلاء الناس وعلشان كده لابد أن أحنا نفهم العلاقة السليمة اللى بينى وبين السيد المسيح ولا وسيط على الإطلاق ولا ملاك ولا قديس حايوصلنى للعلاقة السليمة بينى وبين ربنا , فالشيطان إما يقول لى مفيش ربنا خالص فيقطع العلاقة اللى بينى وبين ربنا وأبدأ أقول خلاص ربنا ده حاجة وأنا حاجة وربنا مش موجود وربنا ده لوحده وأنا لوحدى , أو لو وجدنى عندى إصرار أنى أعمل علاقة بينى وبين ربنا فيروح يحول هذه العلاقة ويجعلها علاقة مغلوطة وعلاقة شكلية أو علاقة غير سليمة , ويكون لى أسم ومنظر أن لى علاقة بربنا لكن فى واقع الأمر ليس لى علاقة جوهرية وهؤلاء الذين قال عنهم بولس الرسول (لهم صورة التقوى ولكن ينكرون قوتها) علشان كده أوعى تفتكر أنك متدين لأنك بتروح الكنيسة أو أنك بتعرف شوية معلومات أو أنك بتمارس شوية ممارسات أو أنك بتعتمد على معلومات مغلوطة ليس لها دليل كتابى , لأن ممكن الشيطان يجعلنى أعمل كل هذا لكن فى واقع الأمر ليس لى رابطة حقيقية وقوية بشخص السيد المسيح , ومن هنا تتضح خطورة رسالة كولوسى بالذات , فعلشان كدة لما توجد حياة إيمانية وثيقة وعلاقة وطيدة بينى وبين السيد المسيح فى ثقة , هذا هو المطلوب , فهذه الرسالة بتحتوى على أعظم الأفكار عن شخص السيد المسيح اللى فيه الكفاية وفيه كل حاجة ومن غيره مايبقاش أى حاجة , تعالوا أحبائى نتأمل فى هذه الرسالة لكى نخرج بحياة إيمانية وثيقة وسليمة وحقيقية ووطيدة بالسيد المسيح.
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ،2إِلَى الْقِدِّيسِينَ فِي كُولُوسِّي، وَالإِخْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
شكر وصلاة
3نَشْكُرُ اللهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، مُصَلِّينَ لأَجْلِكُمْ،4إِذْ سَمِعْنَا إيمَانَكُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتَكُمْ لِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ،5مِنْ أجْلِ الرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ لَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ،6الَّذِي قَدْ حَضَرَ إلَيْكُمْ كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أيْضاً، وَهُوَ مُثْمِرٌ كَمَا فِيكُمْ أيْضاً مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ.7كَمَا تَعَلَّمْتُمْ ايْضاً مِنْ ابَفْرَاسَ الْعَبْدِ الْحَبِيبِ مَعَنَا، الَّذِي هُوَ خَادِمٌ امِينٌ لِلْمَسِيحِ لأَجْلِكُمُ،8الَّذِي اخْبَرَنَا ايْضاً بِمَحَبَّتِكُمْ فِي الرُّوحِ.9مِنْ أجْلِ ذَلِكَ نَحْنُ أيْضاً، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ 10لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، 11مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، 12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا،
عظمة المسيح وسموه
15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ. 19لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ انْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، 20 وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. 21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ، 23إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ انَا بُولُسَ خَادِماً لَهُ،
جهاد بولس من أجل الكنيسة
24الَّذِي الآنَ افْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ: الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ، 25الَّتِي صِرْتُ انَا خَادِماً لَهَا، حَسَبَ تَدْبِيرِ اللهِ الْمُعْطَى لِي لأَجْلِكُمْ، لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ اللهِ. 26السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لَكِنَّهُ الآنَ قَدْ اظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ، 27الَّذِينَ ارَادَ اللهُ انْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هَذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ. 28الَّذِي نُنَادِي بِهِ مُنْذِرِينَ كُلَّ انْسَانٍ، وَمُعَلِّمِينَ كُلَّ انْسَانٍ، بِكُلِّ حِكْمَةٍ، لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ انْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 29الأَمْرُ الَّذِي لأَجْلِهِ اتْعَبُ ايْضاً مُجَاهِداً، بِحَسَبِ عَمَلِهِ الَّذِي يَعْمَلُ فِيَّ بِقُوَّةٍ.
1*و2* 1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ،2إِلَى الْقِدِّيسِينَ فِي كُولُوسِّي، وَالإِخْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. بولس الرسول لم يرى أهل كولوسى لكن كل هذا نتيجة الكلام اللى أوصله أبو فراس والحكايات التى حكاها أبو فراس لبولس عن الكنيسة اللى هو أنشأها وخدمها فى كولوسى , وهنا بولس بيعرّف نفسه لأهل كولوسى وبيرسل لهم الجواب فعايز يعرفهم بنفسه , فبيقول بولس رسول يسوع المسيح , يعنى أنا مجرد رسول وخادم , ولكن هذه الرسولية لم أأخذها بمشيئتى أو بأرادتى أو لأنى عايز كده أو لأن هذا نصيبى اللى جاء فى الحياة , لكن هذا جاء نتيجة مشيئة الله , فكلمة مشيئة الله هذه هى شىء خطير جدا فى حياة الإنسان , فأنت يا ترى من النوع اللى عايش وحاسس أن كل حاجة بتحصل فى حياتك هى نتيجة مشيئة الله وأن مشيئة الله هذه أنت فرحان بيها وراضى عنها , أو أنت مجبر ومغلوب على أمرك تجاه مشيئة الله ,وبتقول زى ناس كثيرين جدا أهو ربنا عايز كدة حانعمله أيه , لكن مشيئة الله كانت بالنسبة لبولس موضع إفتخار وموضع فرح لأنه حاسس أن مشيئة الله هذه هى عمل النعمة , وفى دايرة النعمة وفى مجال عمل النعمة مفيش هناك ناس صنعوا أنفسهم , ومحدش بيقول أنا عملت نفسى بنفسى , وأنا كونت نفسى , لكن هناك فقط إناس صنعهم الله وصنعتهم نعمة الله , ولذلك هناك فرق بين واحد حاسس أنه صنع نفسه وصنع الظروف اللى حواليه , وبين واحد تانى حاسس أن اللى صنعه نعمة ربنا وعمل ربنا , فرق بين ناس رفضوا السماح لله بأنه يصنعهم ويشكلهم ويصنع فى حياتهم شىء وبين ناس تانية أستجابت لمشيئة الله وفرحت بمشيئة الله وقبلت برضى وبشكر وبفرح مشيئة الله , وعلشان كده أول حاجة فى العلاقة السليمة أو التدين السليم اللى بينى وبين ربنا هو ما مدى إحساسى بمشيئة الله وإرادة الله .
وبعدين بولس الرسول بيقول وتيموثاوس الأخ ونلاحظ أن تيموثاوس كان من أكثر الناس مرافقة لبولس الرسول فى الخدمة وعلشان كده بيسميه أخوه وفى بعض الأحيان كان بيسميه أبنى ولم بيبعت له رسالة كان بيكلمه كأبن , لكن لما بيذكره أمام الآخرين بيذكره كأخ , وبعدين بيقول إلى القديسين , وكلمة قديس لا تعنى اللى بيعمل معجزات كمفهوم الكنيسة التى تعلمه للناس وهذه للأسف الصورة اللى فى ذهن معظم الناس المعثورين , فلما يقولوا القديس فلان فعلى طول ده اللى بيعمل معجزات وده اللى بينور وبيطفى وده اللى أيديه ما أعرفش بتعمل أيه وده اللى بينزل زيت , ولكن أحبائى مش دى كلمة القديسين فى أصلها , ولكن القديس هو الإنسان المفرز أو المخصص أو المكرس لربنا , وهذا هو القديس , فالقديس هو الإنسان اللى حياته أتكرست لله وقدمت لله وصارت ملك لله , وبعدين بولس الرسول بيقول القديسين فى مدينة كولوسى والأخوة المؤمنين , بالرغم أن بولس ماشافش أى أحد من هؤلاء الناس لكن أطلق عليهم هم أيضا أخوته لأنهم أخوته فى الإيمان , وما أجمل إن الإنسان يكون صديقا لكل واحد ويعتبره كأخ , ويكون صديق للفقراء من غير ما يتعالى ويتكبر ويشعر أنه أعلى منهم , وصديق للأغنياء من غير ما يتذلل ليهم ويتملقهم , يعنى شاعر أن الفقير والغنى هؤلاء أخوته وسواء متعلم أو جاهل , او شكله حلو أو مش حلو هم أيضا أخوته , فأسمحوا لى اللى بيترفع على الناس مش ممكن أنه يكون للسيد المسيح أو اللى بيعتزل الناس مش ممكن أيضا أنه يكون للسيد المسيح , لأن علامة وجود السيد المسيح فى حياة الإنسان هو أنه يعتبر أن الكل أخوة ليه , وبيقول الأخوة المؤمنين فى المسيح , وياريت نضع خطا كبيرا جدا تحت كلمة فى المسيح , وسنلاحظ أن بولس الرسول بيستخدم هذا التعبير كثيرا جدا فى كل كتاباته , وأن أى أحد يعرفه , لا يريد أنه يعرفه إلا فى السيد المسيح , يعنى أى أحد أيا كان فى أى مكان لا ينظر إليه إلا وهو فى السيد المسيح , بولس الرسول بيكتب للمسيحيين الموجودين فى كولوسى , ولكن فى نفس الوقت لو كانوا موجودين فى المجتمع أو المدينة التى أسمها كولوسى لكن هم فى نفس الوقت أو بالدرجة الأعظم هم فى السيد المسيح , وعلشان كده الإنسان اللى عايش مع ربنا فعلا ولو وجد فى أى بلد أن كان فى كولوسى فى طنطا فى أسيوط فى نيويوك .....إلى آخره هو موجود فى الجتمع أو فى البلد اللى هو فيها , لكن فى واقع الأمر وهذا هو الأهم أنه إينما وجد هو موجود فى السيد المسيح , وإذا كان السيد المسيح موجود فى كل مكان , فأى مكان يوجد فيه الإنسان هو فى السيد المسيح , وعلشان كده نقيم فى السيد المسيح أينما نذهب وحيثما نذهب نكون فى السيد المسيح , والنقطة دى مهمة جدا أن أحنا نكون فى السيد المسيح فى أى مكان أو أى زمان أو أى شكل أو أى وظيفة نكون فيها لأن الإنسان اللى بيعيش فعلا فى السيد المسيح وبيوجد فيه فهو بيصل إلى مرحلة من الثبوت , وعلى العكس الإنسان الذى ليس فى السيد المسيح يكون إنسان عايش فى الظروف والظروف كما نعرف بأستمرار بتكون متغيرة يوم حلوة ويوم مش حلوة , يوم صعبة ويوم مريحة , ويوم متضايق ويوم فرحان وهذا ما يفسر لنا التقلبات المزاجية التى نعيش فيها , ومعنى كده لو أحنا متقلبين أننا لسنا فى السيد المسيح , وعلشان كده اللى عايز يوصل لحالة الثبات لابد أن يكون فى السيد المسيح , وعلشان كده الظروف الخارجية لا تغير فى سعادته وفى حياته وفى سلامه وفى هدوئه وفرحه اللى لا يعتمدوا على الظروف اللى بتتغير من يوم ليوم , لكن حقيقة وجوده فى السيد المسيح أو السيد المسيح الذى لايتغير كيفما كان المكان الذى يعيش فيه فهو فى السيد المسيح , فهنا بولس الرسول بيعطيهم البعد الحقيقى للتدين أو للعلاقة بينهم وبين ربنا أن الإنسان يحقق هذه النقطة أنه يكون فى السيد المسيح .
وبعدين بيقول نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح , والنعمة هى العطية الجميلة وليست فقط مجرد عطية مجانية لكن عطية جميلة ومجانية وجذابة , وبيقول وسلام يعنى الهدوء والإتفاق والتناغم الذى يأخذه الإنسان من الله ومن الرب يسوع المسيح .
3*3نَشْكُرُ اللهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، مُصَلِّينَ لأَجْلِكُمْ، بيقدم شكر لربنا فى كل حين وبيقدم صلاة لأجل هؤلاء الناس اللى لا شافهم ولا قام بتبشيرهم ولا خدمهم ولا هو مسئول عنهم لكن بيصلى من أجلهم , الحقيقة حاجة عجيبة جدا , فين بولس الرسول من الخدام اللى تيجى تكلمهم يقول لك ده مش من الفصل اللى بأخدمه ماليش دعوة بيه أنا مش مسئول عنه , مش مسئول عنه ! طيب ده بولس الرسول ولا شافهم ولا راح عندهم ولا هو مسئول عنهم لكن بيصلى من أجلهم .
4*و5* ،4إِذْ سَمِعْنَا إيمَانَكُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتَكُمْ لِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ،5مِنْ أجْلِ الرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ لَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ، ونلاحظ بولس الرسول بيتكلم على كم فضيلة , تعالوا نطلعهم , 1- إيمان 2- محبة 3- رجاء , فدايما هذا الثالوث أو التراينجل ( TRIANGLE )اللى بيتكلم عنهم بولس الرسول مرتبط بعضيه ببعض )الإيمان والمحبة والرجاء) ففى صفتين عظيمتين جدا فى أهل كولوسى , الصفة الأولى أن ليهم إيمان ويظهرون هذا الإيمان والثقة فى شخص السيد المسيح والصفة الثانية هى صفة المحبة بعضيهم لبعض ومحبتهم لكل الناس اللى كرّسوا حياتهم لربنا وهنا المحبة فعل وموقف مش مجرد مشاعر وعواطف وليست مجرد مشاعر تجاه الآخرين ولكن المحبة هنا علامة لخدمة الآخرين لأن فى ساعات فى بعض الأحيان بندعى أننا بنحب بعض ولكن هى مجرد مشاعر وعواطف وإنفعالات , أشوف واحد أبوسه أوأن أنا يعنى أشوف واحدة ويبقى فى مشاعر وعواطف وأقول ان احنا بنحب بعض , ولكن ليست هذه هى المحبة أو ليست هى محبة المشاعر والعواطف ولكن محبة الفعل وتقديم الخدمة للآخرين , فهنا بنشوف إن الإيمان مرتبط جدا مع المحبة وما ينفعش ده لوحده أو الأخرى لوحدها أو الإيمان والمحبة , لأنه يجب أن نعرف ما نؤمن به ولا يكفى أن يكون عندنا العقيدة والإيمان لكن لابد أن يكون فى العقيدة أو الإيمان المحبة , لأن عقيدة خالية من الحبة تكون لا شىء , حتى لو كان هذا الإيمان إيمان سليم وعقيدة سليمة لكن لا يوجد فيه محبة فهو لا يساوى شىء, وأيضا لو كان عندى محبة للأخوة من غير ما تكون مبنية على أساس إيمان حقيقى وثقة حقيقية تكون هذه المحبة مجرد مشاعر وشوية عواطف لكن ليست فعل مسيحى وليست مجرد تظاهر فى العواطف ورقة فى الأحاسيس , لكن المحبة السليمة هى المبنية على الإيمان وعلى الثقة فى ربنا , ونلاحظ أن بولس الرسول تكلم عن الإيمان والمحبة اللى بيعتمدوا على الرجاء الموضوع فى السماء , أو ثلاثة حاجات مرتبطين ببعض أتكلم عنهم لكن لم يذكر حاجة معينة هنا وهى المعرفة ولم يقل لهم أن عندكم معرفة لأنه بيحارب بدعة وفكرة الغنوسية التى تمجد المعرفة , وهو فى نظره وهذا فعلا حقيقى أن الإيمان والمحبة والرجاء أفضل من اللى عنده معلومات ومن اللى عنده معرفة ويعرف له كلمتين أو قرأ ليه كلمتين , وعلشان كده المسيحى لا يكون مسيحيا بسبب ما يعرفه من معومات أو المعلومات اللى بيعرفها لا تكفى أن تجعله مسيحى , لكن المسيحى يكون مسيحيا بسبب من يعرفه اللى هو السيد المسيح الذى يضع فيه إيمانه وثقته والسيد المسيح الذى يضع فيه محبته تجاه الآخرين والرجاء الذى فيه من خلال شخص السيد المسيح , بيتكلم من أجل الرجاء الموضوع لكم فى السموات وياريت نفكر فى هذه الآية شوية وساعات الواحد يجيله شوية يأس وإحباط ويقول يعنى أيه فايدة أن أنا بأخدم الناس ؟ ممكن أوعظ الناس وممكن يعنى أقدم لهم خدمات وممكن أجيب لهم يأكلوا ويشربوا ويلبسوا وممكن أعمل لهم شوية خدمات , وإيه فايدة أن أنا بأصوم وأصلى وأروح الكنيسة ؟ وأيه فايدة أن اللى يغلط فىّ أسامحه ؟ وليه بتتعب فى حياتك وتتعب فى صحتك وفى جسدك وأيه المنفعة اللى حاتستفيها من كل ده ؟ وأيه المنفعة الشخصية اللى أنت حاتخدها؟ وتفرق أيه أنك أنت خدمت أو ماخدمتش ؟ يعنى على رأى اللى قالوا هو اللى خدموا يعنى أخذوا أيه؟ ويمكن وهذا وضع عام موجود فى الكنيسة لما بأقعد أفكر فى الخدام اللى كانوا بيخدموا من زمان وكان عندهم غيرة وبيطلعوا مؤتمرات وبيحضروا وبيجاهدوا وبيصوموا وبعدين آجى أنظر إليهم دلوقتى مالاقيش أى أحد منهم طيب هو أيه اللى حصل لهم ؟ اللى حصل لهم ببساطة أنهم أندفعوا فى تيار الخدمة وضحوا كثير جدا لكن سألوا نفسهم أحنا ماحققناش اللى أحنا عايزينه والخدمة دى عملت لنا أيه وأيه اللى يخلينا نيجى ونتبهدل فى البيات ونجوع ونبقى تعبانين ومصدعين يعنى أستفدنا أيه ؟ ما ياما عملنا الكلام ده طيب أخذنا أيه ؟ طيب أرتاح بقه وشوف مستقبلك وشوف صحتك وشوف مزاجك وشوف رغباتك وشوف حياتك , طيب ليه كل ده ؟ الحقيقة الإجابة بسيطة جدا أنهم ليس عندهم حاجة أسمها الرجاء اللى موضوع فى السماء , وآه من الإنسان اللى أنضرب فى هذه النقطة , وأيه المنفعة الشخصية من كل اللى أنا بأعمله فى الأمور الروحية وأيه المنفعة الشخصية اللى بأخذها من الخدمة والصوم والصلاة أو من حضور إجتماعات أو من حضور مؤتمرات ما ياما حضرنا وياما صلينا وياما صمنا أخدنا أيه؟ وخصوصا لو هذا الإنسان محبط نتيجة أنه لم يحقق بعض الآمال اللى كان بيتمناها , فهذا الإنسان يعوذه الرجاء الموضوع فى السموات , وإذا كنت بتسأل أو الشيطان بيحاربك بأيه المنفعة الشخصية اللى أنت أخذتها , فعلى طول يا أخى قول له من أجل الرجاء الموضوع أمامنا فى السموات , وأنا لىّ إيمان وثقة فى ربنا ولىّ محبة لله ومحبة للآخرين من أجل الرجاء الموضوع لىّ فى السموات , طيب ما هو معنى الرجاء ؟ الإنسان اللى عنده رجاء هو اللى بيقول بإستمرار لنفسه أن طريق الله أو الحياة مع ربنا هى أفضل الطرق بل مش أفضل الطرق بل هى الطريق الوحيد للسلام الوحيد وللفرح الحقيقى وللسعادة الحقيقية , نعم الحياة مع الله هى الشىء الوحيد الحقيقى الذى يعطى الإنسان معنى للحياة الحقيقية , فالسعادة الحقيقية هى ما نجده فى طريق الله , وصحيح الرجاء المسيحى هو نوع من المغامرة للحياة كلها مع الله , لكن المغامرة بالحياة علشان أعيش مع ربنا هى أفضل من أن أعيش مستقر وثابت فى العالم من ناحية أمورى الإحتماعية وأمورى الأسرية وأمورى العاطفية ماشية ومستقرة , والولاء مع السيد المسيح والحياة مع السيد المسيح قد تجلب فى بعض الأحيان وفى كثير من الأحيان بعض المتاعب وبعض الحرمان لأن هو قال كده (فى العالم سيكون لكم ضيق) لكن عمر ماكان الضيق هذا الكلمة النهائية للناس اللى عاشت مع السيد المسيح , وعمر ما كان الحرمان هو الكلمة النهائية فى حياة الناس اللى عاشت مع السيد المسيح , وقد يكون فى وقت من الأوقات كلمة موجودة لكن الكلمة الأخيرة هى الرجاء الموضوع لنا فى السموات , فإن كنا نتألم معه لكى ما نتمجد معه أيضا .
وبعدين بولس الرسول بيقول ( الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ، ) , وهذا الرجاء أنتم سمعتم منه فى كلمة حق الإنجيل والكلمة الصحيحة التى يقولها الإنجيل لأن الإنجيل لا يقول لكم إلا الحق والصح , والإنجيل هنا هو البشارة والخبر السار لأنه لم يكن مكتوبا البشارات الأربعة كما نعرفهم ألان .
6*و7*و8* 6الَّذِي قَدْ حَضَرَ إلَيْكُمْ كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أيْضاً، وَهُوَ مُثْمِرٌ كَمَا فِيكُمْ أيْضاً مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ.7كَمَا تَعَلَّمْتُمْ ايْضاً مِنْ ابَفْرَاسَ الْعَبْدِ الْحَبِيبِ مَعَنَا، الَّذِي هُوَ خَادِمٌ امِينٌ لِلْمَسِيحِ لأَجْلِكُمُ،8الَّذِي اخْبَرَنَا ايْضاً بِمَحَبَّتِكُمْ فِي الرُّوحِ.إذا كلمة الإنجيل حق وكلمة الإنجيل مثمرة يعنى لازم تجيب ثمرة ولازم تطلع فى حياة الإنسان ثمرة , والحقيقة أن هنا بيعطينا جوهر الإنجيل ومعنى كلمة الإنجيل , وإذا كان إيفانجيليون أو الخبر السار, فالخبر السار الذى يقوله لنا الإنجيل أنه بيضعنا على علاقة طيبة وعلاقة وطيدة وجيدة مع الله وهذا هو الخبر السار اللى الأنجيل عايز يوصله لك , أنك تكوّن علاقة حلوة بينك وبين ربنا , وعلاقة حقيقية وعلشان كده هو الحق وهو الصح , وإذا كانت الأديان أو الفلسفات التانية بتقول تخمينات عن الله لكن الخبر السار أو الأنجيل هو الحاجة الحقيقية الصحيحة وهو أيضا لجميع الناس ومش لناس معينة غير بقية الناس لأن أيضا جماعة الغنوسيين قالوا أن المعرفة أمر صعب وليس بميسور أى أحد أنه يعرفها وعلشان كدة هذه المعرفة لناس معينة لكن هنا الإنجيل لكل الناس ومش لناس معينة وأن للأنجيل قوة للتغيير يعنى تغيير حياة الناس علشان كده لازم يخرج ثمرة فى حياة الناس والإنجيل أو هذه البشارة المفرحة تخبرنا عن نعمة الله , وعرفتم نعمة الله أو العطية الجميلة المجانية , وياريت الكل يصحح رؤيته للكتاب المقدس , فالإنجيل ليس هو الرسالة التى تحمل مطالب الله من الإنسان , ولكن الإنجيل هو الرسالة التى تحمل عطايا الله للإنسان , فالإنجيل ليس هو مطالب الله منى أو ربنا عايز منى أيه لكن فى واقع الأمر الإنجيل بيحمل لنا اللى ربنا عايز يعطيه لى , فالإنجيل لا يحدثنا عما يطلبه الله من الإنسان بل عما يقدمه الله للإنسان وبيكلمنا الإنجيل كيف يأخذ الإنسان اللى ربنا عايز يعطيه له , فالإنجيل لم يجىء لكى يضع علينا أثقال وأحمال وأوامر ونواهى , ولكن الإنجيل علشان هو خبر مفرح جاء علشان يشيل عننا حملنا الثقيل وكل ثقل الخطية , وهذا الإنجيل وصل لنا بواسطة وسيلة بشرية ومسرة ربنا أنه يعطينا لكن الدور علىّ أن يكون عندى الرغبة أنى آخذ اللى عايز يعطيه لى ربنا وإذا كان الإنجيل بيذاع وبيكرز بيه بواسطة وسائل بشرية وتكون أيدين وأقدام وشفاة تحمل الخبرالمفرح للآخرين وهذا يجعل علينا مسئولية تجاه الإنجيل تماما كما شال أبو فراس المسئولية تجاه هؤلاء الناس علشان يوصل لهم الخبر المفرح ونحن أيضا علينا مسئولية أننا نوصل الخبر المفرح للآخرين ونحدثهم عن ربنا ومش مجرد أنى آخذ شوية حاجات وبس لكن الإنجيل عايز أيدين ورجلين , الأيدين تعطى والرجلين تمشى وتوصل للآخرين وفم يكلم الآخرين فهذا هو دورى أن أكون الأيدين التى تحمل الرسالة والإيدين التى توصل الرسالة والفم الذى يقول الرسالة للآحرين وعلشان كده بيقول لهم الذى تعلمتوه من أبو فراس العبد , والحاجة العجيبة أن الذى أعطاهم البشارة المفرحة بيقول عنه أنه عبد أو عبد حبيب , وعلشان كده محتاجين لأيدين أمينة ورجلين أمينة وفم أمين للسيد المسيح لأجل الآخرين , وبعدين بيقول الذى أخبرنا أيضا بمحبتكم فى الروح ,ولازم ناخد بالنا من كلمة بالروح لأنها ستفرق لنا بين المحبة التى هى مجرد مشاعر وعواطف إنفعالية وشوية أحاسيس رقيقة وبين المحبة اللى بتكون فى الروح , وحقيقى مساكين الناس اللى عايشين فى هذه الأيام بمجرد محبة أحاسيس ومشاعر لكن ليس لهم المحبة التى فى الروح , ولكن ما أجمل أن يكون فى الإنسان محبة الروح فهو يقدم أجمل وأرق مشاعر وأحاسيس لكن يقدمها بطريقة حقيقية وليست بطريقة تمثيلية .
9*و10* و11* 9مِنْ أجْلِ ذَلِكَ نَحْنُ أيْضاً، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ 10لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، 11مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، لما أبو فراس ذهب لبولس وحكى له عن الكنيسة التى فى كلوسى , وبمجرد ما سمع عن أخبارهم , تعالوا ننظر دقيقة لهذه الثلاثة آيات وننظر موضوع الصلاة التى رفعها بولس الرسول وكيف هو صلى ؟ ومن أجل أيه صلى؟ طيب تعالوا ناخدها كده وأنا عايز أقول الكلام ده لأنه سيكون موضوع أى إجتماع صلاة فى الكنيسة لأن أحنا مشكلتنا لما بنيجى نصلى من أجل الآخرين بنصلى صلوات خيبانة قوى يعنى مثلا ... يارب أشفى فلان ... يارب نجّح فلان .... يارب حل لينا المشكلة , يعنى كويس لكن هذا هو البعد الصغير جدا للطلبات اللى أحنا بنطلبها لأننا بنطلب من ربنا طلبات صغيرة جدا لكن الطلبات الكبيرة التى تطلبها من أجل نفسك ومن أجل الآخرين ينبغى أنها تكون هذه الأشياء طيب أيه هى؟ بيقول 1- لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ يعنى فى دوام على الصلاة وليست مجرد لحظة طلبناها وخلاص لأ لكن فى مداومة ومواظبة على الصلاة وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ وكلمة أن تمتلئوا عايزة خط كبير قوى لأنه ليست مجرد أن تعرفوا مشيئة ربنا لكن تصبحوا ممتلئين من معرفة مشيئة ربنا , فلو أنت بتصلى خللى الطلبة الأساسية فى صلاتك ولو بتصلى من أجل الآخرين , صلى أنك تمتلىء معرفة مشيئة الله وليس أن ربنا ينفذ مشيئتك أو اللى أنت عاوزه لكن صلى أنك تعرف ربنا عايز أيه وأنك تميز معرفة إرادة ربنا وتعرف ربنا عايز أيه ,وتمتلىء بهذه العرفة لأن احنا عايزين لما نصلى نخللى ربنا يصغى إلينا لكن فى واقع الأمر أن الصلاة السليمة ليست أن ربنا هو اللى يسمعنا لكن أحنا اللى نسمعه ونصغى إليه ونصغى إلى مشيئته ,يعنى مشكلتنا نبقى عايزين أن ربنا يعمل اللى أحنا عاوزينه لكن ليس هذا هو الصح , لأن الصح هو أنك تعرف ماذا يريد الله أنك تعمله , إذا الغرض الأول من الصلاة ليس أننا نكلم ربنا لكن بالأولى أن ربنا هو اللى يكلمنا وأحنا اللى نسمعه ونمتلىء معرفة لإرادة ربنا ,2- فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ وكون أننا نعرف ماذا يريد ربنا أو نعرف إرادة ربنا أو نعرف مشيئة ربنا ليست مجرد فقط أنى أعرف لكن هذه المعرفة تترجم وتتحول إلى فعل وسلوك أنا بأسلك بيه(لتسلكوا كما يحق للرب) وتتحول إلى مواقف فى حياتى , وهو هنا بيكرر كلمتين الحكمة والفهم , طيب ياترى ما هو الفرق بينهما؟ الحكمة باليونانية (صوفية) أو معرفة المبادىء وإن الإنسان يبقى عنده معرفة , لكن كلمة الفهم معناها المعرفة التطبيقية , أو بمعنى آخر هو كيف تأخذ الذى تعرفه وتطبقه وتعيش بيه وتنفذه , والحقيقة يمكن فينا ناس عندهم معلومات كثيرة وتستعجب أن فى ناس فينا فيها ضلع كبير فى الكنيسة وخدمة كبيرة وحضور كبير فى الكنيسة لكن هؤلاء نجد أنهم بيفشلوا فى الحياة اليومية ويمكن قارى كتب وعامل دراسات أو حافظ ألحان وعنده معرفة عقائد لكن ييجى فى التصرفات اليومية الصغيرة اللى بينه وبين بيته أو بينه وبين شغله يفشل , وهو عنده معرفة لكن ليس عنده مقدرة على التطبيق , وساعات الإنسان ينظر للصلاة لما يكون الواحد متضايق أو محبط أو مش عارف يعمل أيه والموضوع متأزم معاه تنظر تلاقى الناس عمالة تصلى , وتقولوا لى ودى كمان حاتعترض عليها طيب عايز الناس تعمل أيه ؟ طيب ما تخليهم يصلوا , الحقيقة ياريتها بتصلى لكن هى فى واقع الأمر بتعمل منظر الصلاة هذا كنوع من الهروب من الواقع , وهى بتعتقد أنها بتصلى لكن هى بتهرب من الواقع وبتصلى علشان تهرب من الحياة ومن المواقف وبتخدع نفسها أنه أهى بتعمل حاجة لكن أحبائى الصلاة ليست هكذا على الإطلاق , لأن الإنسان الذى يصلى بحقيقى هو لكى ما يكون أكثر إقتدارا على مواجهة الحياة ومش على أنه يهرب من الحياة أو أنه يهرب من المشكلة أو ينسى شوية المشكلة اللى هو فيها أو يخدر نفسه فهذا الإنسان بيضحك على نفسه وما بيصليش , لكن الصلاة الحقيقية هى كما قلت التى تجعل الإنسان فعلا أكثر إقتدارا أنه يواجه الحياة ويواجه مشاكله وينتصر عليها , ولذلك من السهل أن تفرق بين إنسان بيلجأ إلى الصلاة كنوع من الهروب والدروشة , وبين واحد بيلجأ للصلاة علشان ياخد قوة فعلا من الصلاة , وربنا بيقول أدعونى صح , ولا تدعونى بدروشة , لأنه اللى بيحصل أن الواحد منهم بيقعد يدعى لربنا وبيخبط راسه فى الحيط وبعدين فى الآخر بيقول ربنا ما بيسمعش وربنا معملش حاجة , وبعدين يقولوا له علشان يخدروه , أهو حاتعمل أيه أصل قول بإستمرار لتكن مشيئتك ! يا أحبائى هو ليس تسليم لربنا أو الموضوع مش موضوع تسليم ده موضوع تخدير , ولما كارل ماركس قال أن الدين أفيون الشعوب , فهو على صواب مليون فى المائة لأن هذا هو التدين الخاطىء الذى يصبح أفيون للإنسان ومخدر كاذب , ولكن لو هذا الإنسان فعلا بيصلى صح ياخد من ربنا قدرة وقوة , ولذلك بولس الرسول ليس فقط بيقول لهم ليس فقط أن تعرفوا اللى ربنا عايزه ولكن بيقول متقوين بكل قوة , فالصلاة ليس فقط تجعلك تعرف ما يريده الله لكن تعطيك قوة أنك تنفذ اللى ربنا عايزه منك , ولذلك نحن لا نصلى علشان ننسحب من المواقف ومن الحياة ولكن بنصلى لكى نحيا كما ينبغى أن نحيا كما يريدنا الله , إذا أنا بأصلى علشان حاجتين 1- أصلى علشان أعرف ربنا عايز أيه ومشيئته , 2- أصلى أن ربنا يعطينى قوة اللى أنا مش قادر , أقدر أعمله , يبقى أعرف أولا وثانيا بعد ما أعرف آخذ القوة لتنفيذ اللى أنا عارفه وهى دى الصلاة الصح , وهى الصلاة اللى بتجيب ثمر فى حياة الإنسان , وعلشان نحيا الحياة اللى ربنا عايزها محتاجين لقوة , إذا المشكلة الكبرى مش أننا نعرف أن ربنا عايز أيه لأن ياما بنعرف ربنا عايز أيه لكن ما بنقدرش نعمل اللى ربنا عايزه , وهذا ما ينبغى أن نصلى من أجله بلجاجة وهو أن ربنا يعطينا القوة علشان نحول المعرفة إلى عمل , إذا ما نحتاج إليه هو القوة فعلا , وعلشان كده كلمة ربنا ليست مجرد إضافة إلى الذى يعرفه الإنسان من معلومات لكن كلمة ربنا هى قوة تغير حياة الإنسان , وعندما نقرأ الكتاب المقدس وليس فقط الصلاة , فالكتاب المقدس ليس مجرد كلمة تعرفها علشان تضيفها لرصيدك الذى تعرفه من معلومات , لكن دى قوة تغير فى الحياة وتجعلك مثمر وليست مجرد صفحة جديدة الواحد بيفتحها لحياة أفضل بصورة أجمل أو بصورة أحسن لكن فى واقع الأمر هذا تسليم حياة كامل إلى ربنا , وإن ربنا يعلن اللى عايزه منى وأن ربنا يعطينى القوة أنى أنفذ اللى هو عايزه منى ولذلك بيقول (انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ ) يعنى معرفة المبادىء (حكمة) والمعرفة التطبيقية ( فهم روحى) للى أحنا عرفناه , طيب ليه؟ 10لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، وعلشان كده ياريت نصلى لربنا ونقول أعطينا يارب أننا نعيش زى ما يحق ليك وزى ما انت عايز ومش كل صلواتنا اللى احنا بنصليها يارب نجّج ويارب جوّز ويارب أعطى ويارب حلّ , لكن مين فينا اللى بيصلى لربنا ويقول أعطينا أننا نسلك كما يحق للرب فى كل رضى , ويكون فى حياتنا حياة الرضاء وأكون إنسان راضى بحياتى وفرحان بيها ومثمر فى كل عمل صالح لأن الصلاة لابد انها تثمر فىّ وفى كل عمل صالح وأكون ناميا فى معرفة الله أو حياة النمو تكون موجودة بإستمرار , وهذا فرق بين واحد بيصلى كل الصلوات لكن لا ينمو ولا فى علاقته مع ربنا ولا فى علاقته مع الآخرين ولا فى علاقته مع نفسه , وبين واحد تانى بيصلى لكن بإستمرار عنده نمو والعلاقة اللى بينه وبين ربنا تأخذ تكبر وتكبر وتنضج , والعلاقة اللى بينه وبين الآخرين بتنضج وبتكبر , والعلاقة اللى بينه وبين نفسه بتكبر وبتنضج وأصبح نامى فى المعرفة , معهش الكلام قد يكون قاسيا نوعا ما وصعبا لكن هذه هى الضرورة وهذه هى الحقيقة لأن ياما ناس بتصوم وبتصلى وبتحضر إجتماعات وعايشة جوة الكنيسة لكن بتفشل فى أبسط أمور الحياة , ولا بنعرف تعيش واقعيا مع ربنا ولا بتعرف تعيش مع غيرها ولا بتعرف تعيش حتى مع نفسها ومش طايقة نفسها , فالإنسان عنده كمية من المعلومات وحافظ كمية من الحفظ لكن مع الأسف ليس عنده الحياة الإختبارية وعلشان كده عليه أنه يراجع نفسه فى علاقته مع ربنا ويكون هذا هدف بإستمرار للصلاة التى سأصليها وليست الطلبات التى أضعها أمام ربنا يارب أعطينى الحاجة الفلانية وحقق لى الحاجة الفلانية وشيل الحاجة الفلانية وهات الحاجة الفلانية الحقيقة لأ وألف لأ ياريت تكون صلاتى فيها شىء من النضوج , يارب عرفنى مشيئتك وأعطينى القوة لكى ما أسلك بهذه المشيئة وأعيش وأختبر اللى أنت عايزه , ولما بأصلى علشان الآخرين مش حأصلى من أجل طلبات معينة أعطى وخد وهات وحط وشيل وأعمل ولكن لما بأعمل كده أنا بأفرض مشيئتى على ربنا لكن حأقول له عرفهم مشيئتك أنت عايز منهم أيه وأعطيهم قدرة أنهم ينفذوا هذه المشيئة وأجعلهم ينمون فى معرفتك وأجعلهم ينمون فى كل عمل صالح وأعطيهم أنهم يسلكوا كما يحق للرب بكل رضى مثمرين فى كل عمل صالح متقويين بكل قوة بحسب قدرة مجده وحسب قدرة ربنا ومجد ربنا أنه يستطيع أن يصنع فى حياتى قوة وفى حياة الآخرين قوة , وعلشان كده فى فرق كبير بين واحد بيصلى هذه الصلاة وبين واحد تانى بيصلى مجرد إملاء رغبات أمام الله , او بين اللى عايش ليس لكى يخدم نفسه ولكن لكى يخدم الله بكل رضى ويعيش كما يحق للرب فى كل عمل مثمر لكن التانى ده عايش وجاعل ربنا مجرد آلة أو قوة لتنفيذ الطلبات اللى هو عايزها والرغبات اللى هو عايزها و وبعدين بيقول لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، وهذه ثلاثة كلمات مرتبطين ببعض 1- الصبر وهو ليس المفهوم السلبى للإنسان اللى قاعد ومكتف أيديه أو يعنى الصبر هو المقدرة على إحتمال المصائب أو الأشياء اللى بتحصل فى حياتى أو الإحباطات اللى بتحصل فى حياتى , لكن الحقيقة ليس هذا هو الصبر , لكن الصبر هو الصبر الإيجابى الذى يحول كل تعب وكل إحباط إلى مجد وإلى قوة , الصبر هو المواجهة المنتصرة لكل ما تستطيع أن تعمله فينا الحياة وهذا هو الصبر الإيجابى , والصلاة الصح تستطيع أن تعطينا مثل هذا الصبر , ولس الصبر زى ما بيقولوا عجزت حتى عجز الصبر عن صبرى , لكن الصلاة تعطينى الصبر الإيجابى الذى يستطيع أن يجعلنى أنتصر على كل الإحباطات وعلى كل التعب وعلى كل التجارب الموجودة وعلى كل الفشل اللى بتعمله الحياة فى حياتى وأواجهه بصبر السيد المسيح لأى باخد قوة الصلاة لهذا الصبر , 2- طول الأناة هى أيضا نوع من الصبر ولكن يختص بالناس , وكما قلت الصبر يختص بالحياة ككل , لكن فى معاملتى مع الناس أنا محتاج لطول الأناة أن أنا أصبر على الناس فى كراهيتهم وشرهم وقسوتهم ما تتحولش فىّ إلى مرارة لكن بطول الأناة أستطيع أنى أنتصر على كراهية الناس وشرهم وقسوتهم , وفى واحد كل ما يشوف الناس وقسوتهم وحقدهم وشرهم وكراهيتهم يزداد حقد ومرارة على الناس فهذا محتاج أنه يصلى علشان ياخد طول الأناة , أو واحد يشوف غباوة الناس فيصاب باليأس والإحباط لأن الناس ما بتفهمش ومش عايزة تفهم , أو أنه يشوف عدم محبة الناس وهو بيخدم الناس وبيحبهم والناس لا تعنى لما يقدمه لهم فيصاب بالإحباط , لأ فطول الأناة التى يأخذها الإنسان بالصلاة لا تجعله يتحول للحقد وللمرارة أو لليأس والإحباط ولا يفقد صبره مع الناس ولا رجاؤه فى تغير الناس ولا ثقته فى الناس وهذا صدقونى عن تجربة شخصية أختبرتها وأختبرها حتى الآن , لكن طول الأناة يظل فيه ثقة فى الناس ويظل فيه ثقة فى تغييرهم , ومشكلة الصبر وطول الأناه أنه لازم يقابلهم 3- بفرح , وهذا الفرح لا يستطيع أحد أن يشعر بيه إلا الإنسان الذى يصلى صلاة حقيقية , والصبر بالرغم من أنه يحتاج إلى جهاد وتعب ومرارة , وطول الأناة تحتاج إلى بذل جهد , لكن الإنسان الذى يصلى يرى أن هناك فرح يصحب الصبر وطول الأناة , وإذا لم يكن الفرح متأصلا فى طلبة الألم يكون فرح كاذب لأنه ما معنى أنى أقول أن أنا فرحان لأن الظروف اللى حولى كويسة واللى أنا عايزه بلاقيه والناس بتحبنى والظرف حولى هادية وأقول علشان كده أنا فرحان لكن للأسف هذا لا يسمى فرح , لكن الفرح الحقيقى هو أن أنا أفرح بالرغم من أن الظروف صعبة وبالرغم من الألم الموجود , فهذا هو الفرح الحقيقى لأنه بيجعل الإنسان يفرح بالرغم من الألم موجود ومن أن الظروف الصعبة موجودة , وهذا هو الفرح الحقيقى , وليس الفرح الحقيقى أنى أفرح لما يكون كل شىء ماشى كويس أوكى , فهذا فرح خيبان ومش متأصل ولكن الفرح المتأصل بالرغم من وجود الألم هو الفرح العميق ولكن الفرح التانى فرح سطحى لا قيمة له , وإذا كنا من السهل أن نكون فرحانين عندما تكون الظروف سعيدة لكن من الصعب أن نكون فرحانين لما تطون الظروف صعبة , أحنا عايزين الصعب وهذا ما تحققه الصلاة , لما كان بولس وسيلا مضروبين ومرميين فى السجن الداخلى ومجروحين ورائحة السجن عفنة ونتنة لكن الصلاة أعطتهم الفرح وأعطتهم الصبر على كل اللى عملته الحياة فيهم , والصبر وطول الأناة على اللى عمله الناس فيهم لكن أعطتهم فرح حقيقى وعلشان كده ياريت بعد ما تقرأوا هذه التأملات أنكم تصلوا حتى من أجل الذين لم تقابلوهم مطلقا واللى ما نعرفهومش خالص والى لم نسلم عليهم ونصلى من أجل الكل , نصلى من أجل الآخرين أبائنا وأمهاتنا وأقربائنا وأبنائنا واللى لا نعرفهم خالص , نصلى من أجل الكل أنهم 1- يدركوا مشيئة الله , 2- أن يكون لهم حكمة وفهم روحى , 3- أنهم يعيشوا حياة ترضى الله وتكرمه , 4- أن يصنعوا الخير للآخرين ويقدموا محبة للآخرين , 5- يزدادوا فى معرفة الله ويمتلئوا بقوة الله ويثبتوا فى الإيمان والثقة بربنا , ويمتلئوا بفرح السيد المسيح وأن تدخل فيهم حياة الرضى والشكر , هل ممكن نقدر نصلى من أجل هذه المواضيع إذا كنا عايزين نصلى من أجل نفوسنا أو من أجل اى أحد وليس فقط مجرد الطلبات الصغيرة ينجح ويشفى ويحل ويعمل لكن نصلى من أجل أن هؤلاء الناس يدركوا مشيئة ربنا أو يكون لهم فهم ووعى روحى وأنهم يعيشوا حياة ترضى ربنا ويزدادوا فى معرفة الله ويمتلئوا قوة وراء قوة من ربنا ويثبتوا فى الإيمان دايما فى ربنا ويمتلئوا بفرح إذا كنت بتحب الآخرين , وإذا كنت بتدعى أنك بتحب الآخرين وبتحب أقرباءك فأرجوك صلى أن تكون هذه الأمور فى حياتهم لكى تصنع فى حياتهم تغيير أنهم يعرفوا ربنا ويمتلئوا من المعرفة وياخدوا قوة للحياة بحسب هذه المعرفة وعلشان كده لازم نصلى صح .
والى اللقاء مع الجزء الثانى من الإصحاح الأول من رسالة كولوسى راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
أخوكم
فكرى جرجس
إهداء إلى أبنتى الحبيبة جولييت
الإصحاح الأول
الجزء الأول
مقدمة
الحقيقة رسالة بولس الرسول لأهل كولوسى هى رسالة عجيبة جدا لأنها بتختلف عن كل الرسائل الأخرى التى أرسلها بولس الرسول لأن زى ما حانعرف أن بولس الرسول لم يذهب لمدينة كولوسى ولم يرى هؤلاء الناس بعكس جماعة فيليبى اللى كان راح لهم وعاش بينهم وقام بالكرازة بينهم و زى جماعة غلاطية اللى قعد عندهم فترة كبيرة , وزى كنيسة كورونثوس , لكن كنيسة كولوسى ماشافوش بولس ولا بولس شافهم , لكن كان فى خادم تتلمذ على أيدين بولس وأسمه أبو فراس وهو من كولوسى , وبعدين ترك بولس الرسول وراح بلده كولوسى وقام بتبشير أهل كولوسى على أساس الإيمان الذى تعلمه من بولس الرسول , وكان فى بعض النقاط أو اللى حصل أنها أتلخبطت فى إيمان أهل كولوسى وعلشان كده أبو فراس راح لبولس اللى كتب الرسالة علشان يعدل إيمان هؤلاء الناس أو أنه يشيل الشوائب اللى دخلت واللى أختلطت نتيجة تأثر أهل كولوسى بالفلسفات اليونانية اللى كانت موجودة ومعروفة فى هذا الوقت , وبنتيجة العادات الوثنية اللى كانت منتشرة أيضا فى هذا الزمان وأيضا لأختلاطهم باليهود اللى كانوا موجودين فى هذه المنطقة .
مدينة كولوسى هى مدينة فى آسيا الصغرى والتى هى أيضا جزء من تركيا وكان جنبها مدينة مشهورة وأكثر شهرة منها وهى مدينة لاودكية , والتى قام يوحنا الرسول بكتابة آخر رسالة من رسائل الكنائس السبعة فى سفر الرؤيا (14وَاكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ اللاوُدِكِيِّينَ) , وبولس كتب هذه الرسالة سنة 60 ميلادية وكان فى هذا الوقت فى سجنه فى روما , وكلنا نعرف أن بولس الرسول من خلال السجن كتب أربعة رسائل ونقدر نحفظهم لأن كلهم فيهم حرف الفاء وهم فيليبى وفيليمون وأفسس وبعدين كولوسى , وهم الأربعة رسائل اللى كتبهم بولس وهو محبوس , وبولس الرسول لم يقوم بزيارة كولوسى لكن اللى أسسها كان أبى فراس وكان فى شخصية مشهورة وكانت كنيسة كولوسى بتتجمع وبتصلى فى بيته اللى هى شخصية فيليمون وحانعرف بعد كدة أن بولس أرسل رسالة بأسم فيليمون هذا بالذات اللى كان عايش فى مدينة كولوسى وكانت الكنيسة بتجتمع فى بيته , ونتيجة تأثر أهل كولوسى بالفلسفات اليونانية والعادات الوثنتية والأفكار اليهودية ونتيجة للتقرير الذى وصل له من أبى فراس , كتب بولس الرسول هذه الرسالة لكى يتّك على نقطة مهمة جدا وهى أن السيد المسيح هو الإله المتجسد , السيد المسيح هو الله الذى تجسد , وأن السيد المسيح هو الطريق الوحيد لغفران الخطية ومفيش أى طريق تانى لغفران الخطية وهو أيضا الطريق الوحيد للسلام مع الله , وأن السيد المسيح هو كل شىء لينا , وأن السيد المسيح هو كل ما نحتاج إليه , وعلشان كده حانعرف مدى خطورة هذه الرسالة , وأننا بنعمل تركيز أو Focus على شخص السيد المسيح علشان لو أننا درسنا هذه الرسالة نقدر نكتشف أن السيد المسيح هو الوحيد اللى أحنا محتاجين له بل هو كل شىء بالنسبة لينا ومن غيره ما نقدرش نعمل أى حاجة , وليست الآراء اللى بيضعوها الناس ولا الأفكار ولا المعتقدات ولا الفلسفات ومش زى أى واحد يعمل اللى على مزاجه ويقول أصل أنا شايف كده أو أن أنا مقتنع بكده , أحبائى لأ وألف لأ , فبولس بيسلط الضوء على شخص السيد المسيح , وأن السيد المسيح هو كل حاجة ومن غيره مفيش حاجة ومش عايزين أى وسيط آخر لكى نصل إليه ونتحد بيه , وهذا بإختصار , فتقول لى ده فى ناس طيبين وفى ناس كويسين وفى ناس بيعملوا أيه , فحأقول لك لأ وألف لأ , السيد المسيح هو كل حاجة ومن غير السيد المسيح يبقى مفيش حاجة , والحقيقة نقدر نقسم الرسالة إلى جزئين , وهى عبارة عن أربعة إصحاحات , والإصحاحين الأوليين بيتكلموا عن اللى عمله السيد المسيح لينا , طيب أيه اللى عمله السيد المسيح لينا ؟ والإصحاحين التانيين بيتكلموا عن ما الذى يجب أن نفعله ؟ فإذا كان السيد المسيح عمل لنا حاجة , طيب ما هو موقفنا من اللى عمله السيد المسيح؟.
الحقيقة أن أحنا لما نعرف مين هو السيد المسيح و نعرف كويس مين هو السيد المسيح نستطيع أن ندرك ما يلزمنا أن نكون عليه وماذا ينبغى أن نكون وكيف نعيش ونسلك ؟ وأى تراتيل بتتكلم عن القدوس رب الحياة الذى يستحق أن تنحنى له الجبال وأن كل الخليقة منه وأنت هو الرب وحدك هى التراتيل التى يجب أن نرتلها , وإذا كان السيد المسيح هو رب كل الخليقة زى ما حايظهر لنا فى هذه الرسالة فينبغى أن يكون فعلا رب فى حياتنا ويكون سيد ويكون له الخضوع ويكون لينا الولاء , إذا كان أيضا كما سيظهر أن هو رأس الجسد اللى هو الكنيسة فينبغى أننا نعزز صلتنا وإرتباطنا بالرأس , وإذا كنا أعضاء فى الجسم فينبغى أننا نقوى الرباط والإتصال اللى مابين الجسم وما بين الرأس , وللتوضيح , كما نعرف أن الإنسان المشلول اللى بحصل فيه أن الرباط بين الرأس وباقى الأعضاء بيكون فقد وعلشان كده ما بيقدرش يعمل أى حاجة , فإذا كان السيد المسيح هو رأسنا فينبغى أننا نعزز ونقوى الصلة والإرتباط اللى بيننا وبين هذا الرأس وهذا يقودنا إلى سؤال خطير جدا وهو ما هو مفهوم التدين ؟وبعنى أيه التدين ؟ ففى ناس بتقول أن التدين هو أن أنا أروح الكنيسة وأن أنا أصوم وأن أنا أصلى , لكن ما هو التدين السليم؟ ففى ساعات بعض الناس بتفتكر أن واحد متدين يعنى يعرف حاجات فى الدين ويعرف يتكلم ويقول كلمتين أو يعرف شوية معلومات عن الدين , فعلشان كده إذا كنا بنحب نتدين فأننا بنروح نقرأ شوية كتب وبنسمع شوية وعظات أو شوية أسطوانات , لكن أحبائى مش هو ده التدين , وهنا حايفضح بولس الرسول هذه النقطة بالذات لأن كان فى جماعة مشهورين جدا فى هذا الوقت ولم يكونوا مشهورين فقط على مستوى الكنيسة لكن أيضا على مستوى العالم وهم أسمهم جماعة الغنوسيين , وغنوسيين من كلمة يونانية أسمها جينيسيس ( GENESIS) أو المعرفة ( KNOWLEDGE) وهم كانوا بيدّعوا أن المعرفة هى الطريق لكل حاجة وهى التى تعطى قيمة للإنسان وهى التى تعطى خلاص للإنسان وهى التى تعطى سعادة للإنسان , فإذا كنا بنظن أن واحد متدين يعنى يعرف شوية حاجات كثرت أو قلت , وشوية معلومات وعلى قد ما تزيد هذه المعلومات بتزيد درجة تدين الإنسان وعلى قد ما بتقل بالتالى بتقل درجة تدينه , فهذا الكلام كما سنرى أنه ليس التدين أو الحياة الروحية المقصود بيها وأن أنا أعرف شوية معلومات , وأحنا ماشيين فى الرسالة حانعرف بعض الأفكار الخاصة بهؤلاء الغنوسيين ولماذا كتب بولس الرسول هذه الرسالة ولماذا أظهر السيد المسيح بهذه الصورة لأن كان فى بعض مبادىء مشهورة عند هؤلاء الغنوسيين ومن أولها أن المادة شر وكل ما هو مادى فهو شر وهذا الجسد شر ! بل كل هذه الخليقة شر وأن هذا الشر قد نشأ نتيجة أن فى إنبثاقات كثيرة قدرت تخرج من الله أو إنبثاق وراء إنبثاق أو ملايين الإنبثاقات وكل ما يخرج إنبثاق ينفصل عن الله وبالتالى يبعد عن الله فيعيش الإنسان فى الشر ويعيش فى الخطية وليس بسبب أن ربنا اللى خلقه ولكن نتيجة أنه بعد عن أصله أو بعد عن ربنا , فعلشان كده كانوا بينظروا للجسد نظرة من أتنين ,(1) إما ينظرون للجسد أنه شر وأنه أتخلق بالشر وبالشهوات وأن المادة كلها شر وعلشان يتخلصوا من هذا الشر قد لجأوا لتعذيب الجسد وحرمان الجسد وقهر الجسد ومازالت بعض هذه الفلسفات موجودة والناس بتمشى وراها زى مثلا بتوع اليوجا وبيعملوا أيه فى الجسد؟ بيذلوا الجسد , وزى بتوع الهند مثلا بيناموا على مسامير وبيمشوا فى النار علشان يعذبوا الجسد ويقولوا هذا طريق لما تعذب الجسد تتسامى الروح , أو أحنا بناخد لمحة خفيفة أيضا لو واحد يحب يبقى قديس أو عايز يمشى معتدل فيقوم يعمل أيه ؟ يذل الجسد ويحرم الجسد ويضطهد الجسد ويطلّع عين الجسد والمصيبة أنه بيفتكر أنه كل ما يعذب الجسد كل ما تبتدى درجة قداسته تزيد ! وطبعا أحبائى هذا ليس مفهوم القداسة لأن أحنا ليس لنا قداسة إلا فى شخص السيد المسيح , فهذه نظرة أن الجسد شر فأعذبه , أو (2) أخذوا النقيض من هذه النظرة وقالوا مادام الجسد شر شر فمفيش فايدة فأعطى الجسد اللى هو عايزه وعيش بمزاجك وعيش بكل متطلبات الجسد وأعطيه ما يريد وهذا الجسد لما تعطى له فمهما أن أخذ حايرجع فى الآخر وينتهى ويفنى فى التراب فمفيش داعى أنك تضع نقرك من نقره واللى عايزه الجسد أعطيه له وهذا عن يأس وعن إحباط لأنهم مش قادرين على الجسد فخلاص فعيش وأعطى الجسد ومهما أن أخذ وعمل من الشر هذا مش مهم لأن فى الآخر حايموت وينتهى , ولذلك أخذوا النقيضين , إما أنك تذل الجسد , وإما أنك تخضع وتترك الجسد على مزاجه وبلاش أنك تعانده وبلاش أنك تقعد تخبط فيه , والحقيقة هذه خطة من الشيطان والحقيقة أيضا أن كل الناس اللى عايشين لحد دلوقتى هم حاجة من الأثنين اللى ذكرناهم , لإما نوع بيحاول يعذب جسده ويفتكر أن تعذيب الجسد هو طريق القداسة , أو نوع تانى بيقول لك يا عم مفيش فايدة علشان كده أستسلم للجسد وعيش وأعطيه اللى هو عايزه وما تقعدش تحرم نفسك وتعاند فى نفسك وتآوح مع نفسك , والحقيقة وكما قلت هذه هى خطة الشيطان لأن الشيطان يريد أنه يفقدنا الإتصال السليم بالله , وممكن تقول لى طيب و أحنا مالنا ومال الغنوسيين ومالنا ومال أهل كولوسى وأحنا مالناش دعوة بالناس دى , طيب بتكلمنا فى الرسالة دى ليه ؟ فأسمح لى أن أقول لك لأ ده اللى كان بيعمله الشيطان زمان علشان يعطل عمل السيد المسيح فى حياة الإنسان مازال بيعمله النهاردة وحايعمله بكرة و طول ما الحياة موجودة على الأرض فالشيطان بيغير خططه لكن المبدأ هو واحد (أنه يفقد الإنسان الإتصال السليم بينه وبين ربنا) وعلشان كده ياما الكنيسة مليانة ناس بيظنوا أنهم متدينين وأن لهم علاقة بربنا ولكن فى واقع الأمر هم مالهومش علاقة بربنا , وأخشى ما أخشى أن إحنا نكون من هؤلاء الناس وعلشان كده لابد أن أحنا نفهم العلاقة السليمة اللى بينى وبين السيد المسيح ولا وسيط على الإطلاق ولا ملاك ولا قديس حايوصلنى للعلاقة السليمة بينى وبين ربنا , فالشيطان إما يقول لى مفيش ربنا خالص فيقطع العلاقة اللى بينى وبين ربنا وأبدأ أقول خلاص ربنا ده حاجة وأنا حاجة وربنا مش موجود وربنا ده لوحده وأنا لوحدى , أو لو وجدنى عندى إصرار أنى أعمل علاقة بينى وبين ربنا فيروح يحول هذه العلاقة ويجعلها علاقة مغلوطة وعلاقة شكلية أو علاقة غير سليمة , ويكون لى أسم ومنظر أن لى علاقة بربنا لكن فى واقع الأمر ليس لى علاقة جوهرية وهؤلاء الذين قال عنهم بولس الرسول (لهم صورة التقوى ولكن ينكرون قوتها) علشان كده أوعى تفتكر أنك متدين لأنك بتروح الكنيسة أو أنك بتعرف شوية معلومات أو أنك بتمارس شوية ممارسات أو أنك بتعتمد على معلومات مغلوطة ليس لها دليل كتابى , لأن ممكن الشيطان يجعلنى أعمل كل هذا لكن فى واقع الأمر ليس لى رابطة حقيقية وقوية بشخص السيد المسيح , ومن هنا تتضح خطورة رسالة كولوسى بالذات , فعلشان كدة لما توجد حياة إيمانية وثيقة وعلاقة وطيدة بينى وبين السيد المسيح فى ثقة , هذا هو المطلوب , فهذه الرسالة بتحتوى على أعظم الأفكار عن شخص السيد المسيح اللى فيه الكفاية وفيه كل حاجة ومن غيره مايبقاش أى حاجة , تعالوا أحبائى نتأمل فى هذه الرسالة لكى نخرج بحياة إيمانية وثيقة وسليمة وحقيقية ووطيدة بالسيد المسيح.
الإصحَاحُ الأَوَّلُ
1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ،2إِلَى الْقِدِّيسِينَ فِي كُولُوسِّي، وَالإِخْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.
شكر وصلاة
3نَشْكُرُ اللهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، مُصَلِّينَ لأَجْلِكُمْ،4إِذْ سَمِعْنَا إيمَانَكُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتَكُمْ لِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ،5مِنْ أجْلِ الرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ لَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ،6الَّذِي قَدْ حَضَرَ إلَيْكُمْ كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أيْضاً، وَهُوَ مُثْمِرٌ كَمَا فِيكُمْ أيْضاً مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ.7كَمَا تَعَلَّمْتُمْ ايْضاً مِنْ ابَفْرَاسَ الْعَبْدِ الْحَبِيبِ مَعَنَا، الَّذِي هُوَ خَادِمٌ امِينٌ لِلْمَسِيحِ لأَجْلِكُمُ،8الَّذِي اخْبَرَنَا ايْضاً بِمَحَبَّتِكُمْ فِي الرُّوحِ.9مِنْ أجْلِ ذَلِكَ نَحْنُ أيْضاً، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ 10لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، 11مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، 12شَاكِرِينَ الآبَ الَّذِي اهَّلَنَا لِشَرِكَةِ مِيرَاثِ الْقِدِّيسِينَ فِي النُّورِ، 13الَّذِي انْقَذَنَا مِنْ سُلْطَانِ الظُّلْمَةِ وَنَقَلَنَا الَى مَلَكُوتِ ابْنِ مَحَبَّتِهِ، 14الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا،
عظمة المسيح وسموه
15اَلَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ، بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ. 16فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. 17اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ 18وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ. 19لأَنَّهُ فِيهِ سُرَّ انْ يَحِلَّ كُلُّ الْمِلْءِ، 20 وَأَنْ يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلاً الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مَا عَلَى الأَرْضِ امْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ. 21وَأَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً اجْنَبِيِّينَ وَأَعْدَاءً فِي الْفِكْرِ، فِي الأَعْمَالِ الشِّرِّيرَةِ، قَدْ صَالَحَكُمُ الآنَ 22فِي جِسْمِ بَشَرِيَّتِهِ بِالْمَوْتِ، لِيُحْضِرَكُمْ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ وَلاَ شَكْوَى امَامَهُ، 23إِنْ ثَبَتُّمْ عَلَى الإِيمَانِ، مُتَأَسِّسِينَ وَرَاسِخِينَ وَغَيْرَ مُنْتَقِلِينَ عَنْ رَجَاءِ الإِنْجِيلِ، الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ، الْمَكْرُوزِ بِهِ فِي كُلِّ الْخَلِيقَةِ الَّتِي تَحْتَ السَّمَاءِ، الَّذِي صِرْتُ انَا بُولُسَ خَادِماً لَهُ،
جهاد بولس من أجل الكنيسة
24الَّذِي الآنَ افْرَحُ فِي آلاَمِي لأَجْلِكُمْ، وَأُكَمِّلُ نَقَائِصَ شَدَائِدِ الْمَسِيحِ فِي جِسْمِي لأَجْلِ جَسَدِهِ: الَّذِي هُوَ الْكَنِيسَةُ، 25الَّتِي صِرْتُ انَا خَادِماً لَهَا، حَسَبَ تَدْبِيرِ اللهِ الْمُعْطَى لِي لأَجْلِكُمْ، لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ اللهِ. 26السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ وَمُنْذُ الأَجْيَالِ، لَكِنَّهُ الآنَ قَدْ اظْهِرَ لِقِدِّيسِيهِ، 27الَّذِينَ ارَادَ اللهُ انْ يُعَرِّفَهُمْ مَا هُوَ غِنَى مَجْدِ هَذَا السِّرِّ فِي الأُمَمِ، الَّذِي هُوَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ الْمَجْدِ. 28الَّذِي نُنَادِي بِهِ مُنْذِرِينَ كُلَّ انْسَانٍ، وَمُعَلِّمِينَ كُلَّ انْسَانٍ، بِكُلِّ حِكْمَةٍ، لِكَيْ نُحْضِرَ كُلَّ انْسَانٍ كَامِلاً فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. 29الأَمْرُ الَّذِي لأَجْلِهِ اتْعَبُ ايْضاً مُجَاهِداً، بِحَسَبِ عَمَلِهِ الَّذِي يَعْمَلُ فِيَّ بِقُوَّةٍ.
1*و2* 1 بُولُسُ، رَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِمَشِيئَةِ اللهِ، وَتِيمُوثَاوُسُ الأَخُ،2إِلَى الْقِدِّيسِينَ فِي كُولُوسِّي، وَالإِخْوَةِ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْمَسِيحِ. نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. بولس الرسول لم يرى أهل كولوسى لكن كل هذا نتيجة الكلام اللى أوصله أبو فراس والحكايات التى حكاها أبو فراس لبولس عن الكنيسة اللى هو أنشأها وخدمها فى كولوسى , وهنا بولس بيعرّف نفسه لأهل كولوسى وبيرسل لهم الجواب فعايز يعرفهم بنفسه , فبيقول بولس رسول يسوع المسيح , يعنى أنا مجرد رسول وخادم , ولكن هذه الرسولية لم أأخذها بمشيئتى أو بأرادتى أو لأنى عايز كده أو لأن هذا نصيبى اللى جاء فى الحياة , لكن هذا جاء نتيجة مشيئة الله , فكلمة مشيئة الله هذه هى شىء خطير جدا فى حياة الإنسان , فأنت يا ترى من النوع اللى عايش وحاسس أن كل حاجة بتحصل فى حياتك هى نتيجة مشيئة الله وأن مشيئة الله هذه أنت فرحان بيها وراضى عنها , أو أنت مجبر ومغلوب على أمرك تجاه مشيئة الله ,وبتقول زى ناس كثيرين جدا أهو ربنا عايز كدة حانعمله أيه , لكن مشيئة الله كانت بالنسبة لبولس موضع إفتخار وموضع فرح لأنه حاسس أن مشيئة الله هذه هى عمل النعمة , وفى دايرة النعمة وفى مجال عمل النعمة مفيش هناك ناس صنعوا أنفسهم , ومحدش بيقول أنا عملت نفسى بنفسى , وأنا كونت نفسى , لكن هناك فقط إناس صنعهم الله وصنعتهم نعمة الله , ولذلك هناك فرق بين واحد حاسس أنه صنع نفسه وصنع الظروف اللى حواليه , وبين واحد تانى حاسس أن اللى صنعه نعمة ربنا وعمل ربنا , فرق بين ناس رفضوا السماح لله بأنه يصنعهم ويشكلهم ويصنع فى حياتهم شىء وبين ناس تانية أستجابت لمشيئة الله وفرحت بمشيئة الله وقبلت برضى وبشكر وبفرح مشيئة الله , وعلشان كده أول حاجة فى العلاقة السليمة أو التدين السليم اللى بينى وبين ربنا هو ما مدى إحساسى بمشيئة الله وإرادة الله .
وبعدين بولس الرسول بيقول وتيموثاوس الأخ ونلاحظ أن تيموثاوس كان من أكثر الناس مرافقة لبولس الرسول فى الخدمة وعلشان كده بيسميه أخوه وفى بعض الأحيان كان بيسميه أبنى ولم بيبعت له رسالة كان بيكلمه كأبن , لكن لما بيذكره أمام الآخرين بيذكره كأخ , وبعدين بيقول إلى القديسين , وكلمة قديس لا تعنى اللى بيعمل معجزات كمفهوم الكنيسة التى تعلمه للناس وهذه للأسف الصورة اللى فى ذهن معظم الناس المعثورين , فلما يقولوا القديس فلان فعلى طول ده اللى بيعمل معجزات وده اللى بينور وبيطفى وده اللى أيديه ما أعرفش بتعمل أيه وده اللى بينزل زيت , ولكن أحبائى مش دى كلمة القديسين فى أصلها , ولكن القديس هو الإنسان المفرز أو المخصص أو المكرس لربنا , وهذا هو القديس , فالقديس هو الإنسان اللى حياته أتكرست لله وقدمت لله وصارت ملك لله , وبعدين بولس الرسول بيقول القديسين فى مدينة كولوسى والأخوة المؤمنين , بالرغم أن بولس ماشافش أى أحد من هؤلاء الناس لكن أطلق عليهم هم أيضا أخوته لأنهم أخوته فى الإيمان , وما أجمل إن الإنسان يكون صديقا لكل واحد ويعتبره كأخ , ويكون صديق للفقراء من غير ما يتعالى ويتكبر ويشعر أنه أعلى منهم , وصديق للأغنياء من غير ما يتذلل ليهم ويتملقهم , يعنى شاعر أن الفقير والغنى هؤلاء أخوته وسواء متعلم أو جاهل , او شكله حلو أو مش حلو هم أيضا أخوته , فأسمحوا لى اللى بيترفع على الناس مش ممكن أنه يكون للسيد المسيح أو اللى بيعتزل الناس مش ممكن أيضا أنه يكون للسيد المسيح , لأن علامة وجود السيد المسيح فى حياة الإنسان هو أنه يعتبر أن الكل أخوة ليه , وبيقول الأخوة المؤمنين فى المسيح , وياريت نضع خطا كبيرا جدا تحت كلمة فى المسيح , وسنلاحظ أن بولس الرسول بيستخدم هذا التعبير كثيرا جدا فى كل كتاباته , وأن أى أحد يعرفه , لا يريد أنه يعرفه إلا فى السيد المسيح , يعنى أى أحد أيا كان فى أى مكان لا ينظر إليه إلا وهو فى السيد المسيح , بولس الرسول بيكتب للمسيحيين الموجودين فى كولوسى , ولكن فى نفس الوقت لو كانوا موجودين فى المجتمع أو المدينة التى أسمها كولوسى لكن هم فى نفس الوقت أو بالدرجة الأعظم هم فى السيد المسيح , وعلشان كده الإنسان اللى عايش مع ربنا فعلا ولو وجد فى أى بلد أن كان فى كولوسى فى طنطا فى أسيوط فى نيويوك .....إلى آخره هو موجود فى الجتمع أو فى البلد اللى هو فيها , لكن فى واقع الأمر وهذا هو الأهم أنه إينما وجد هو موجود فى السيد المسيح , وإذا كان السيد المسيح موجود فى كل مكان , فأى مكان يوجد فيه الإنسان هو فى السيد المسيح , وعلشان كده نقيم فى السيد المسيح أينما نذهب وحيثما نذهب نكون فى السيد المسيح , والنقطة دى مهمة جدا أن أحنا نكون فى السيد المسيح فى أى مكان أو أى زمان أو أى شكل أو أى وظيفة نكون فيها لأن الإنسان اللى بيعيش فعلا فى السيد المسيح وبيوجد فيه فهو بيصل إلى مرحلة من الثبوت , وعلى العكس الإنسان الذى ليس فى السيد المسيح يكون إنسان عايش فى الظروف والظروف كما نعرف بأستمرار بتكون متغيرة يوم حلوة ويوم مش حلوة , يوم صعبة ويوم مريحة , ويوم متضايق ويوم فرحان وهذا ما يفسر لنا التقلبات المزاجية التى نعيش فيها , ومعنى كده لو أحنا متقلبين أننا لسنا فى السيد المسيح , وعلشان كده اللى عايز يوصل لحالة الثبات لابد أن يكون فى السيد المسيح , وعلشان كده الظروف الخارجية لا تغير فى سعادته وفى حياته وفى سلامه وفى هدوئه وفرحه اللى لا يعتمدوا على الظروف اللى بتتغير من يوم ليوم , لكن حقيقة وجوده فى السيد المسيح أو السيد المسيح الذى لايتغير كيفما كان المكان الذى يعيش فيه فهو فى السيد المسيح , فهنا بولس الرسول بيعطيهم البعد الحقيقى للتدين أو للعلاقة بينهم وبين ربنا أن الإنسان يحقق هذه النقطة أنه يكون فى السيد المسيح .
وبعدين بيقول نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح , والنعمة هى العطية الجميلة وليست فقط مجرد عطية مجانية لكن عطية جميلة ومجانية وجذابة , وبيقول وسلام يعنى الهدوء والإتفاق والتناغم الذى يأخذه الإنسان من الله ومن الرب يسوع المسيح .
3*3نَشْكُرُ اللهَ وَأَبَا رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ كُلَّ حِينٍ، مُصَلِّينَ لأَجْلِكُمْ، بيقدم شكر لربنا فى كل حين وبيقدم صلاة لأجل هؤلاء الناس اللى لا شافهم ولا قام بتبشيرهم ولا خدمهم ولا هو مسئول عنهم لكن بيصلى من أجلهم , الحقيقة حاجة عجيبة جدا , فين بولس الرسول من الخدام اللى تيجى تكلمهم يقول لك ده مش من الفصل اللى بأخدمه ماليش دعوة بيه أنا مش مسئول عنه , مش مسئول عنه ! طيب ده بولس الرسول ولا شافهم ولا راح عندهم ولا هو مسئول عنهم لكن بيصلى من أجلهم .
4*و5* ،4إِذْ سَمِعْنَا إيمَانَكُمْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتَكُمْ لِجَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ،5مِنْ أجْلِ الرَّجَاءِ الْمَوْضُوعِ لَكُمْ فِي السَّمَاوَاتِ الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ، ونلاحظ بولس الرسول بيتكلم على كم فضيلة , تعالوا نطلعهم , 1- إيمان 2- محبة 3- رجاء , فدايما هذا الثالوث أو التراينجل ( TRIANGLE )اللى بيتكلم عنهم بولس الرسول مرتبط بعضيه ببعض )الإيمان والمحبة والرجاء) ففى صفتين عظيمتين جدا فى أهل كولوسى , الصفة الأولى أن ليهم إيمان ويظهرون هذا الإيمان والثقة فى شخص السيد المسيح والصفة الثانية هى صفة المحبة بعضيهم لبعض ومحبتهم لكل الناس اللى كرّسوا حياتهم لربنا وهنا المحبة فعل وموقف مش مجرد مشاعر وعواطف وليست مجرد مشاعر تجاه الآخرين ولكن المحبة هنا علامة لخدمة الآخرين لأن فى ساعات فى بعض الأحيان بندعى أننا بنحب بعض ولكن هى مجرد مشاعر وعواطف وإنفعالات , أشوف واحد أبوسه أوأن أنا يعنى أشوف واحدة ويبقى فى مشاعر وعواطف وأقول ان احنا بنحب بعض , ولكن ليست هذه هى المحبة أو ليست هى محبة المشاعر والعواطف ولكن محبة الفعل وتقديم الخدمة للآخرين , فهنا بنشوف إن الإيمان مرتبط جدا مع المحبة وما ينفعش ده لوحده أو الأخرى لوحدها أو الإيمان والمحبة , لأنه يجب أن نعرف ما نؤمن به ولا يكفى أن يكون عندنا العقيدة والإيمان لكن لابد أن يكون فى العقيدة أو الإيمان المحبة , لأن عقيدة خالية من الحبة تكون لا شىء , حتى لو كان هذا الإيمان إيمان سليم وعقيدة سليمة لكن لا يوجد فيه محبة فهو لا يساوى شىء, وأيضا لو كان عندى محبة للأخوة من غير ما تكون مبنية على أساس إيمان حقيقى وثقة حقيقية تكون هذه المحبة مجرد مشاعر وشوية عواطف لكن ليست فعل مسيحى وليست مجرد تظاهر فى العواطف ورقة فى الأحاسيس , لكن المحبة السليمة هى المبنية على الإيمان وعلى الثقة فى ربنا , ونلاحظ أن بولس الرسول تكلم عن الإيمان والمحبة اللى بيعتمدوا على الرجاء الموضوع فى السماء , أو ثلاثة حاجات مرتبطين ببعض أتكلم عنهم لكن لم يذكر حاجة معينة هنا وهى المعرفة ولم يقل لهم أن عندكم معرفة لأنه بيحارب بدعة وفكرة الغنوسية التى تمجد المعرفة , وهو فى نظره وهذا فعلا حقيقى أن الإيمان والمحبة والرجاء أفضل من اللى عنده معلومات ومن اللى عنده معرفة ويعرف له كلمتين أو قرأ ليه كلمتين , وعلشان كده المسيحى لا يكون مسيحيا بسبب ما يعرفه من معومات أو المعلومات اللى بيعرفها لا تكفى أن تجعله مسيحى , لكن المسيحى يكون مسيحيا بسبب من يعرفه اللى هو السيد المسيح الذى يضع فيه إيمانه وثقته والسيد المسيح الذى يضع فيه محبته تجاه الآخرين والرجاء الذى فيه من خلال شخص السيد المسيح , بيتكلم من أجل الرجاء الموضوع لكم فى السموات وياريت نفكر فى هذه الآية شوية وساعات الواحد يجيله شوية يأس وإحباط ويقول يعنى أيه فايدة أن أنا بأخدم الناس ؟ ممكن أوعظ الناس وممكن يعنى أقدم لهم خدمات وممكن أجيب لهم يأكلوا ويشربوا ويلبسوا وممكن أعمل لهم شوية خدمات , وإيه فايدة أن أنا بأصوم وأصلى وأروح الكنيسة ؟ وأيه فايدة أن اللى يغلط فىّ أسامحه ؟ وليه بتتعب فى حياتك وتتعب فى صحتك وفى جسدك وأيه المنفعة اللى حاتستفيها من كل ده ؟ وأيه المنفعة الشخصية اللى أنت حاتخدها؟ وتفرق أيه أنك أنت خدمت أو ماخدمتش ؟ يعنى على رأى اللى قالوا هو اللى خدموا يعنى أخذوا أيه؟ ويمكن وهذا وضع عام موجود فى الكنيسة لما بأقعد أفكر فى الخدام اللى كانوا بيخدموا من زمان وكان عندهم غيرة وبيطلعوا مؤتمرات وبيحضروا وبيجاهدوا وبيصوموا وبعدين آجى أنظر إليهم دلوقتى مالاقيش أى أحد منهم طيب هو أيه اللى حصل لهم ؟ اللى حصل لهم ببساطة أنهم أندفعوا فى تيار الخدمة وضحوا كثير جدا لكن سألوا نفسهم أحنا ماحققناش اللى أحنا عايزينه والخدمة دى عملت لنا أيه وأيه اللى يخلينا نيجى ونتبهدل فى البيات ونجوع ونبقى تعبانين ومصدعين يعنى أستفدنا أيه ؟ ما ياما عملنا الكلام ده طيب أخذنا أيه ؟ طيب أرتاح بقه وشوف مستقبلك وشوف صحتك وشوف مزاجك وشوف رغباتك وشوف حياتك , طيب ليه كل ده ؟ الحقيقة الإجابة بسيطة جدا أنهم ليس عندهم حاجة أسمها الرجاء اللى موضوع فى السماء , وآه من الإنسان اللى أنضرب فى هذه النقطة , وأيه المنفعة الشخصية من كل اللى أنا بأعمله فى الأمور الروحية وأيه المنفعة الشخصية اللى بأخذها من الخدمة والصوم والصلاة أو من حضور إجتماعات أو من حضور مؤتمرات ما ياما حضرنا وياما صلينا وياما صمنا أخدنا أيه؟ وخصوصا لو هذا الإنسان محبط نتيجة أنه لم يحقق بعض الآمال اللى كان بيتمناها , فهذا الإنسان يعوذه الرجاء الموضوع فى السموات , وإذا كنت بتسأل أو الشيطان بيحاربك بأيه المنفعة الشخصية اللى أنت أخذتها , فعلى طول يا أخى قول له من أجل الرجاء الموضوع أمامنا فى السموات , وأنا لىّ إيمان وثقة فى ربنا ولىّ محبة لله ومحبة للآخرين من أجل الرجاء الموضوع لىّ فى السموات , طيب ما هو معنى الرجاء ؟ الإنسان اللى عنده رجاء هو اللى بيقول بإستمرار لنفسه أن طريق الله أو الحياة مع ربنا هى أفضل الطرق بل مش أفضل الطرق بل هى الطريق الوحيد للسلام الوحيد وللفرح الحقيقى وللسعادة الحقيقية , نعم الحياة مع الله هى الشىء الوحيد الحقيقى الذى يعطى الإنسان معنى للحياة الحقيقية , فالسعادة الحقيقية هى ما نجده فى طريق الله , وصحيح الرجاء المسيحى هو نوع من المغامرة للحياة كلها مع الله , لكن المغامرة بالحياة علشان أعيش مع ربنا هى أفضل من أن أعيش مستقر وثابت فى العالم من ناحية أمورى الإحتماعية وأمورى الأسرية وأمورى العاطفية ماشية ومستقرة , والولاء مع السيد المسيح والحياة مع السيد المسيح قد تجلب فى بعض الأحيان وفى كثير من الأحيان بعض المتاعب وبعض الحرمان لأن هو قال كده (فى العالم سيكون لكم ضيق) لكن عمر ماكان الضيق هذا الكلمة النهائية للناس اللى عاشت مع السيد المسيح , وعمر ما كان الحرمان هو الكلمة النهائية فى حياة الناس اللى عاشت مع السيد المسيح , وقد يكون فى وقت من الأوقات كلمة موجودة لكن الكلمة الأخيرة هى الرجاء الموضوع لنا فى السموات , فإن كنا نتألم معه لكى ما نتمجد معه أيضا .
وبعدين بولس الرسول بيقول ( الَّذِي سَمِعْتُمْ بِهِ قَبْلاً فِي كَلِمَةِ حَقِّ الإِنْجِيلِ، ) , وهذا الرجاء أنتم سمعتم منه فى كلمة حق الإنجيل والكلمة الصحيحة التى يقولها الإنجيل لأن الإنجيل لا يقول لكم إلا الحق والصح , والإنجيل هنا هو البشارة والخبر السار لأنه لم يكن مكتوبا البشارات الأربعة كما نعرفهم ألان .
6*و7*و8* 6الَّذِي قَدْ حَضَرَ إلَيْكُمْ كَمَا فِي كُلِّ الْعَالَمِ أيْضاً، وَهُوَ مُثْمِرٌ كَمَا فِيكُمْ أيْضاً مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْتُمْ وَعَرَفْتُمْ نِعْمَةَ اللهِ بِالْحَقِيقَةِ.7كَمَا تَعَلَّمْتُمْ ايْضاً مِنْ ابَفْرَاسَ الْعَبْدِ الْحَبِيبِ مَعَنَا، الَّذِي هُوَ خَادِمٌ امِينٌ لِلْمَسِيحِ لأَجْلِكُمُ،8الَّذِي اخْبَرَنَا ايْضاً بِمَحَبَّتِكُمْ فِي الرُّوحِ.إذا كلمة الإنجيل حق وكلمة الإنجيل مثمرة يعنى لازم تجيب ثمرة ولازم تطلع فى حياة الإنسان ثمرة , والحقيقة أن هنا بيعطينا جوهر الإنجيل ومعنى كلمة الإنجيل , وإذا كان إيفانجيليون أو الخبر السار, فالخبر السار الذى يقوله لنا الإنجيل أنه بيضعنا على علاقة طيبة وعلاقة وطيدة وجيدة مع الله وهذا هو الخبر السار اللى الأنجيل عايز يوصله لك , أنك تكوّن علاقة حلوة بينك وبين ربنا , وعلاقة حقيقية وعلشان كده هو الحق وهو الصح , وإذا كانت الأديان أو الفلسفات التانية بتقول تخمينات عن الله لكن الخبر السار أو الأنجيل هو الحاجة الحقيقية الصحيحة وهو أيضا لجميع الناس ومش لناس معينة غير بقية الناس لأن أيضا جماعة الغنوسيين قالوا أن المعرفة أمر صعب وليس بميسور أى أحد أنه يعرفها وعلشان كدة هذه المعرفة لناس معينة لكن هنا الإنجيل لكل الناس ومش لناس معينة وأن للأنجيل قوة للتغيير يعنى تغيير حياة الناس علشان كده لازم يخرج ثمرة فى حياة الناس والإنجيل أو هذه البشارة المفرحة تخبرنا عن نعمة الله , وعرفتم نعمة الله أو العطية الجميلة المجانية , وياريت الكل يصحح رؤيته للكتاب المقدس , فالإنجيل ليس هو الرسالة التى تحمل مطالب الله من الإنسان , ولكن الإنجيل هو الرسالة التى تحمل عطايا الله للإنسان , فالإنجيل ليس هو مطالب الله منى أو ربنا عايز منى أيه لكن فى واقع الأمر الإنجيل بيحمل لنا اللى ربنا عايز يعطيه لى , فالإنجيل لا يحدثنا عما يطلبه الله من الإنسان بل عما يقدمه الله للإنسان وبيكلمنا الإنجيل كيف يأخذ الإنسان اللى ربنا عايز يعطيه له , فالإنجيل لم يجىء لكى يضع علينا أثقال وأحمال وأوامر ونواهى , ولكن الإنجيل علشان هو خبر مفرح جاء علشان يشيل عننا حملنا الثقيل وكل ثقل الخطية , وهذا الإنجيل وصل لنا بواسطة وسيلة بشرية ومسرة ربنا أنه يعطينا لكن الدور علىّ أن يكون عندى الرغبة أنى آخذ اللى عايز يعطيه لى ربنا وإذا كان الإنجيل بيذاع وبيكرز بيه بواسطة وسائل بشرية وتكون أيدين وأقدام وشفاة تحمل الخبرالمفرح للآخرين وهذا يجعل علينا مسئولية تجاه الإنجيل تماما كما شال أبو فراس المسئولية تجاه هؤلاء الناس علشان يوصل لهم الخبر المفرح ونحن أيضا علينا مسئولية أننا نوصل الخبر المفرح للآخرين ونحدثهم عن ربنا ومش مجرد أنى آخذ شوية حاجات وبس لكن الإنجيل عايز أيدين ورجلين , الأيدين تعطى والرجلين تمشى وتوصل للآخرين وفم يكلم الآخرين فهذا هو دورى أن أكون الأيدين التى تحمل الرسالة والإيدين التى توصل الرسالة والفم الذى يقول الرسالة للآحرين وعلشان كده بيقول لهم الذى تعلمتوه من أبو فراس العبد , والحاجة العجيبة أن الذى أعطاهم البشارة المفرحة بيقول عنه أنه عبد أو عبد حبيب , وعلشان كده محتاجين لأيدين أمينة ورجلين أمينة وفم أمين للسيد المسيح لأجل الآخرين , وبعدين بيقول الذى أخبرنا أيضا بمحبتكم فى الروح ,ولازم ناخد بالنا من كلمة بالروح لأنها ستفرق لنا بين المحبة التى هى مجرد مشاعر وعواطف إنفعالية وشوية أحاسيس رقيقة وبين المحبة اللى بتكون فى الروح , وحقيقى مساكين الناس اللى عايشين فى هذه الأيام بمجرد محبة أحاسيس ومشاعر لكن ليس لهم المحبة التى فى الروح , ولكن ما أجمل أن يكون فى الإنسان محبة الروح فهو يقدم أجمل وأرق مشاعر وأحاسيس لكن يقدمها بطريقة حقيقية وليست بطريقة تمثيلية .
9*و10* و11* 9مِنْ أجْلِ ذَلِكَ نَحْنُ أيْضاً، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ 10لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، فِي كُلِّ رِضىً، مُثْمِرِينَ فِي كُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ، وَنَامِينَ فِي مَعْرِفَةِ اللهِ، 11مُتَقَوِّينَ بِكُلِّ قُوَّةٍ بِحَسَبِ قُدْرَةِ مَجْدِهِ، لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، لما أبو فراس ذهب لبولس وحكى له عن الكنيسة التى فى كلوسى , وبمجرد ما سمع عن أخبارهم , تعالوا ننظر دقيقة لهذه الثلاثة آيات وننظر موضوع الصلاة التى رفعها بولس الرسول وكيف هو صلى ؟ ومن أجل أيه صلى؟ طيب تعالوا ناخدها كده وأنا عايز أقول الكلام ده لأنه سيكون موضوع أى إجتماع صلاة فى الكنيسة لأن أحنا مشكلتنا لما بنيجى نصلى من أجل الآخرين بنصلى صلوات خيبانة قوى يعنى مثلا ... يارب أشفى فلان ... يارب نجّح فلان .... يارب حل لينا المشكلة , يعنى كويس لكن هذا هو البعد الصغير جدا للطلبات اللى أحنا بنطلبها لأننا بنطلب من ربنا طلبات صغيرة جدا لكن الطلبات الكبيرة التى تطلبها من أجل نفسك ومن أجل الآخرين ينبغى أنها تكون هذه الأشياء طيب أيه هى؟ بيقول 1- لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ يعنى فى دوام على الصلاة وليست مجرد لحظة طلبناها وخلاص لأ لكن فى مداومة ومواظبة على الصلاة وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ وكلمة أن تمتلئوا عايزة خط كبير قوى لأنه ليست مجرد أن تعرفوا مشيئة ربنا لكن تصبحوا ممتلئين من معرفة مشيئة ربنا , فلو أنت بتصلى خللى الطلبة الأساسية فى صلاتك ولو بتصلى من أجل الآخرين , صلى أنك تمتلىء معرفة مشيئة الله وليس أن ربنا ينفذ مشيئتك أو اللى أنت عاوزه لكن صلى أنك تعرف ربنا عايز أيه وأنك تميز معرفة إرادة ربنا وتعرف ربنا عايز أيه ,وتمتلىء بهذه العرفة لأن احنا عايزين لما نصلى نخللى ربنا يصغى إلينا لكن فى واقع الأمر أن الصلاة السليمة ليست أن ربنا هو اللى يسمعنا لكن أحنا اللى نسمعه ونصغى إليه ونصغى إلى مشيئته ,يعنى مشكلتنا نبقى عايزين أن ربنا يعمل اللى أحنا عاوزينه لكن ليس هذا هو الصح , لأن الصح هو أنك تعرف ماذا يريد الله أنك تعمله , إذا الغرض الأول من الصلاة ليس أننا نكلم ربنا لكن بالأولى أن ربنا هو اللى يكلمنا وأحنا اللى نسمعه ونمتلىء معرفة لإرادة ربنا ,2- فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ وكون أننا نعرف ماذا يريد ربنا أو نعرف إرادة ربنا أو نعرف مشيئة ربنا ليست مجرد فقط أنى أعرف لكن هذه المعرفة تترجم وتتحول إلى فعل وسلوك أنا بأسلك بيه(لتسلكوا كما يحق للرب) وتتحول إلى مواقف فى حياتى , وهو هنا بيكرر كلمتين الحكمة والفهم , طيب ياترى ما هو الفرق بينهما؟ الحكمة باليونانية (صوفية) أو معرفة المبادىء وإن الإنسان يبقى عنده معرفة , لكن كلمة الفهم معناها المعرفة التطبيقية , أو بمعنى آخر هو كيف تأخذ الذى تعرفه وتطبقه وتعيش بيه وتنفذه , والحقيقة يمكن فينا ناس عندهم معلومات كثيرة وتستعجب أن فى ناس فينا فيها ضلع كبير فى الكنيسة وخدمة كبيرة وحضور كبير فى الكنيسة لكن هؤلاء نجد أنهم بيفشلوا فى الحياة اليومية ويمكن قارى كتب وعامل دراسات أو حافظ ألحان وعنده معرفة عقائد لكن ييجى فى التصرفات اليومية الصغيرة اللى بينه وبين بيته أو بينه وبين شغله يفشل , وهو عنده معرفة لكن ليس عنده مقدرة على التطبيق , وساعات الإنسان ينظر للصلاة لما يكون الواحد متضايق أو محبط أو مش عارف يعمل أيه والموضوع متأزم معاه تنظر تلاقى الناس عمالة تصلى , وتقولوا لى ودى كمان حاتعترض عليها طيب عايز الناس تعمل أيه ؟ طيب ما تخليهم يصلوا , الحقيقة ياريتها بتصلى لكن هى فى واقع الأمر بتعمل منظر الصلاة هذا كنوع من الهروب من الواقع , وهى بتعتقد أنها بتصلى لكن هى بتهرب من الواقع وبتصلى علشان تهرب من الحياة ومن المواقف وبتخدع نفسها أنه أهى بتعمل حاجة لكن أحبائى الصلاة ليست هكذا على الإطلاق , لأن الإنسان الذى يصلى بحقيقى هو لكى ما يكون أكثر إقتدارا على مواجهة الحياة ومش على أنه يهرب من الحياة أو أنه يهرب من المشكلة أو ينسى شوية المشكلة اللى هو فيها أو يخدر نفسه فهذا الإنسان بيضحك على نفسه وما بيصليش , لكن الصلاة الحقيقية هى كما قلت التى تجعل الإنسان فعلا أكثر إقتدارا أنه يواجه الحياة ويواجه مشاكله وينتصر عليها , ولذلك من السهل أن تفرق بين إنسان بيلجأ إلى الصلاة كنوع من الهروب والدروشة , وبين واحد بيلجأ للصلاة علشان ياخد قوة فعلا من الصلاة , وربنا بيقول أدعونى صح , ولا تدعونى بدروشة , لأنه اللى بيحصل أن الواحد منهم بيقعد يدعى لربنا وبيخبط راسه فى الحيط وبعدين فى الآخر بيقول ربنا ما بيسمعش وربنا معملش حاجة , وبعدين يقولوا له علشان يخدروه , أهو حاتعمل أيه أصل قول بإستمرار لتكن مشيئتك ! يا أحبائى هو ليس تسليم لربنا أو الموضوع مش موضوع تسليم ده موضوع تخدير , ولما كارل ماركس قال أن الدين أفيون الشعوب , فهو على صواب مليون فى المائة لأن هذا هو التدين الخاطىء الذى يصبح أفيون للإنسان ومخدر كاذب , ولكن لو هذا الإنسان فعلا بيصلى صح ياخد من ربنا قدرة وقوة , ولذلك بولس الرسول ليس فقط بيقول لهم ليس فقط أن تعرفوا اللى ربنا عايزه ولكن بيقول متقوين بكل قوة , فالصلاة ليس فقط تجعلك تعرف ما يريده الله لكن تعطيك قوة أنك تنفذ اللى ربنا عايزه منك , ولذلك نحن لا نصلى علشان ننسحب من المواقف ومن الحياة ولكن بنصلى لكى نحيا كما ينبغى أن نحيا كما يريدنا الله , إذا أنا بأصلى علشان حاجتين 1- أصلى علشان أعرف ربنا عايز أيه ومشيئته , 2- أصلى أن ربنا يعطينى قوة اللى أنا مش قادر , أقدر أعمله , يبقى أعرف أولا وثانيا بعد ما أعرف آخذ القوة لتنفيذ اللى أنا عارفه وهى دى الصلاة الصح , وهى الصلاة اللى بتجيب ثمر فى حياة الإنسان , وعلشان نحيا الحياة اللى ربنا عايزها محتاجين لقوة , إذا المشكلة الكبرى مش أننا نعرف أن ربنا عايز أيه لأن ياما بنعرف ربنا عايز أيه لكن ما بنقدرش نعمل اللى ربنا عايزه , وهذا ما ينبغى أن نصلى من أجله بلجاجة وهو أن ربنا يعطينا القوة علشان نحول المعرفة إلى عمل , إذا ما نحتاج إليه هو القوة فعلا , وعلشان كده كلمة ربنا ليست مجرد إضافة إلى الذى يعرفه الإنسان من معلومات لكن كلمة ربنا هى قوة تغير حياة الإنسان , وعندما نقرأ الكتاب المقدس وليس فقط الصلاة , فالكتاب المقدس ليس مجرد كلمة تعرفها علشان تضيفها لرصيدك الذى تعرفه من معلومات , لكن دى قوة تغير فى الحياة وتجعلك مثمر وليست مجرد صفحة جديدة الواحد بيفتحها لحياة أفضل بصورة أجمل أو بصورة أحسن لكن فى واقع الأمر هذا تسليم حياة كامل إلى ربنا , وإن ربنا يعلن اللى عايزه منى وأن ربنا يعطينى القوة أنى أنفذ اللى هو عايزه منى ولذلك بيقول (انْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ ) يعنى معرفة المبادىء (حكمة) والمعرفة التطبيقية ( فهم روحى) للى أحنا عرفناه , طيب ليه؟ 10لِتَسْلُكُوا كَمَا يَحِقُّ لِلرَّبِّ، وعلشان كده ياريت نصلى لربنا ونقول أعطينا يارب أننا نعيش زى ما يحق ليك وزى ما انت عايز ومش كل صلواتنا اللى احنا بنصليها يارب نجّج ويارب جوّز ويارب أعطى ويارب حلّ , لكن مين فينا اللى بيصلى لربنا ويقول أعطينا أننا نسلك كما يحق للرب فى كل رضى , ويكون فى حياتنا حياة الرضاء وأكون إنسان راضى بحياتى وفرحان بيها ومثمر فى كل عمل صالح لأن الصلاة لابد انها تثمر فىّ وفى كل عمل صالح وأكون ناميا فى معرفة الله أو حياة النمو تكون موجودة بإستمرار , وهذا فرق بين واحد بيصلى كل الصلوات لكن لا ينمو ولا فى علاقته مع ربنا ولا فى علاقته مع الآخرين ولا فى علاقته مع نفسه , وبين واحد تانى بيصلى لكن بإستمرار عنده نمو والعلاقة اللى بينه وبين ربنا تأخذ تكبر وتكبر وتنضج , والعلاقة اللى بينه وبين الآخرين بتنضج وبتكبر , والعلاقة اللى بينه وبين نفسه بتكبر وبتنضج وأصبح نامى فى المعرفة , معهش الكلام قد يكون قاسيا نوعا ما وصعبا لكن هذه هى الضرورة وهذه هى الحقيقة لأن ياما ناس بتصوم وبتصلى وبتحضر إجتماعات وعايشة جوة الكنيسة لكن بتفشل فى أبسط أمور الحياة , ولا بنعرف تعيش واقعيا مع ربنا ولا بتعرف تعيش مع غيرها ولا بتعرف تعيش حتى مع نفسها ومش طايقة نفسها , فالإنسان عنده كمية من المعلومات وحافظ كمية من الحفظ لكن مع الأسف ليس عنده الحياة الإختبارية وعلشان كده عليه أنه يراجع نفسه فى علاقته مع ربنا ويكون هذا هدف بإستمرار للصلاة التى سأصليها وليست الطلبات التى أضعها أمام ربنا يارب أعطينى الحاجة الفلانية وحقق لى الحاجة الفلانية وشيل الحاجة الفلانية وهات الحاجة الفلانية الحقيقة لأ وألف لأ ياريت تكون صلاتى فيها شىء من النضوج , يارب عرفنى مشيئتك وأعطينى القوة لكى ما أسلك بهذه المشيئة وأعيش وأختبر اللى أنت عايزه , ولما بأصلى علشان الآخرين مش حأصلى من أجل طلبات معينة أعطى وخد وهات وحط وشيل وأعمل ولكن لما بأعمل كده أنا بأفرض مشيئتى على ربنا لكن حأقول له عرفهم مشيئتك أنت عايز منهم أيه وأعطيهم قدرة أنهم ينفذوا هذه المشيئة وأجعلهم ينمون فى معرفتك وأجعلهم ينمون فى كل عمل صالح وأعطيهم أنهم يسلكوا كما يحق للرب بكل رضى مثمرين فى كل عمل صالح متقويين بكل قوة بحسب قدرة مجده وحسب قدرة ربنا ومجد ربنا أنه يستطيع أن يصنع فى حياتى قوة وفى حياة الآخرين قوة , وعلشان كده فى فرق كبير بين واحد بيصلى هذه الصلاة وبين واحد تانى بيصلى مجرد إملاء رغبات أمام الله , او بين اللى عايش ليس لكى يخدم نفسه ولكن لكى يخدم الله بكل رضى ويعيش كما يحق للرب فى كل عمل مثمر لكن التانى ده عايش وجاعل ربنا مجرد آلة أو قوة لتنفيذ الطلبات اللى هو عايزها والرغبات اللى هو عايزها و وبعدين بيقول لِكُلِّ صَبْرٍ وَطُولِ أَنَاةٍ بِفَرَحٍ، وهذه ثلاثة كلمات مرتبطين ببعض 1- الصبر وهو ليس المفهوم السلبى للإنسان اللى قاعد ومكتف أيديه أو يعنى الصبر هو المقدرة على إحتمال المصائب أو الأشياء اللى بتحصل فى حياتى أو الإحباطات اللى بتحصل فى حياتى , لكن الحقيقة ليس هذا هو الصبر , لكن الصبر هو الصبر الإيجابى الذى يحول كل تعب وكل إحباط إلى مجد وإلى قوة , الصبر هو المواجهة المنتصرة لكل ما تستطيع أن تعمله فينا الحياة وهذا هو الصبر الإيجابى , والصلاة الصح تستطيع أن تعطينا مثل هذا الصبر , ولس الصبر زى ما بيقولوا عجزت حتى عجز الصبر عن صبرى , لكن الصلاة تعطينى الصبر الإيجابى الذى يستطيع أن يجعلنى أنتصر على كل الإحباطات وعلى كل التعب وعلى كل التجارب الموجودة وعلى كل الفشل اللى بتعمله الحياة فى حياتى وأواجهه بصبر السيد المسيح لأى باخد قوة الصلاة لهذا الصبر , 2- طول الأناة هى أيضا نوع من الصبر ولكن يختص بالناس , وكما قلت الصبر يختص بالحياة ككل , لكن فى معاملتى مع الناس أنا محتاج لطول الأناة أن أنا أصبر على الناس فى كراهيتهم وشرهم وقسوتهم ما تتحولش فىّ إلى مرارة لكن بطول الأناة أستطيع أنى أنتصر على كراهية الناس وشرهم وقسوتهم , وفى واحد كل ما يشوف الناس وقسوتهم وحقدهم وشرهم وكراهيتهم يزداد حقد ومرارة على الناس فهذا محتاج أنه يصلى علشان ياخد طول الأناة , أو واحد يشوف غباوة الناس فيصاب باليأس والإحباط لأن الناس ما بتفهمش ومش عايزة تفهم , أو أنه يشوف عدم محبة الناس وهو بيخدم الناس وبيحبهم والناس لا تعنى لما يقدمه لهم فيصاب بالإحباط , لأ فطول الأناة التى يأخذها الإنسان بالصلاة لا تجعله يتحول للحقد وللمرارة أو لليأس والإحباط ولا يفقد صبره مع الناس ولا رجاؤه فى تغير الناس ولا ثقته فى الناس وهذا صدقونى عن تجربة شخصية أختبرتها وأختبرها حتى الآن , لكن طول الأناة يظل فيه ثقة فى الناس ويظل فيه ثقة فى تغييرهم , ومشكلة الصبر وطول الأناه أنه لازم يقابلهم 3- بفرح , وهذا الفرح لا يستطيع أحد أن يشعر بيه إلا الإنسان الذى يصلى صلاة حقيقية , والصبر بالرغم من أنه يحتاج إلى جهاد وتعب ومرارة , وطول الأناة تحتاج إلى بذل جهد , لكن الإنسان الذى يصلى يرى أن هناك فرح يصحب الصبر وطول الأناة , وإذا لم يكن الفرح متأصلا فى طلبة الألم يكون فرح كاذب لأنه ما معنى أنى أقول أن أنا فرحان لأن الظروف اللى حولى كويسة واللى أنا عايزه بلاقيه والناس بتحبنى والظرف حولى هادية وأقول علشان كده أنا فرحان لكن للأسف هذا لا يسمى فرح , لكن الفرح الحقيقى هو أن أنا أفرح بالرغم من أن الظروف صعبة وبالرغم من الألم الموجود , فهذا هو الفرح الحقيقى لأنه بيجعل الإنسان يفرح بالرغم من الألم موجود ومن أن الظروف الصعبة موجودة , وهذا هو الفرح الحقيقى , وليس الفرح الحقيقى أنى أفرح لما يكون كل شىء ماشى كويس أوكى , فهذا فرح خيبان ومش متأصل ولكن الفرح المتأصل بالرغم من وجود الألم هو الفرح العميق ولكن الفرح التانى فرح سطحى لا قيمة له , وإذا كنا من السهل أن نكون فرحانين عندما تكون الظروف سعيدة لكن من الصعب أن نكون فرحانين لما تطون الظروف صعبة , أحنا عايزين الصعب وهذا ما تحققه الصلاة , لما كان بولس وسيلا مضروبين ومرميين فى السجن الداخلى ومجروحين ورائحة السجن عفنة ونتنة لكن الصلاة أعطتهم الفرح وأعطتهم الصبر على كل اللى عملته الحياة فيهم , والصبر وطول الأناة على اللى عمله الناس فيهم لكن أعطتهم فرح حقيقى وعلشان كده ياريت بعد ما تقرأوا هذه التأملات أنكم تصلوا حتى من أجل الذين لم تقابلوهم مطلقا واللى ما نعرفهومش خالص والى لم نسلم عليهم ونصلى من أجل الكل , نصلى من أجل الآخرين أبائنا وأمهاتنا وأقربائنا وأبنائنا واللى لا نعرفهم خالص , نصلى من أجل الكل أنهم 1- يدركوا مشيئة الله , 2- أن يكون لهم حكمة وفهم روحى , 3- أنهم يعيشوا حياة ترضى الله وتكرمه , 4- أن يصنعوا الخير للآخرين ويقدموا محبة للآخرين , 5- يزدادوا فى معرفة الله ويمتلئوا بقوة الله ويثبتوا فى الإيمان والثقة بربنا , ويمتلئوا بفرح السيد المسيح وأن تدخل فيهم حياة الرضى والشكر , هل ممكن نقدر نصلى من أجل هذه المواضيع إذا كنا عايزين نصلى من أجل نفوسنا أو من أجل اى أحد وليس فقط مجرد الطلبات الصغيرة ينجح ويشفى ويحل ويعمل لكن نصلى من أجل أن هؤلاء الناس يدركوا مشيئة ربنا أو يكون لهم فهم ووعى روحى وأنهم يعيشوا حياة ترضى ربنا ويزدادوا فى معرفة الله ويمتلئوا قوة وراء قوة من ربنا ويثبتوا فى الإيمان دايما فى ربنا ويمتلئوا بفرح إذا كنت بتحب الآخرين , وإذا كنت بتدعى أنك بتحب الآخرين وبتحب أقرباءك فأرجوك صلى أن تكون هذه الأمور فى حياتهم لكى تصنع فى حياتهم تغيير أنهم يعرفوا ربنا ويمتلئوا من المعرفة وياخدوا قوة للحياة بحسب هذه المعرفة وعلشان كده لازم نصلى صح .
والى اللقاء مع الجزء الثانى من الإصحاح الأول من رسالة كولوسى راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.
أخوكم
فكرى جرجس
إهداء إلى أبنتى الحبيبة جولييت