الشماس سمير كاكوز
Well-known member
- إنضم
- 15 أكتوبر 2022
- المشاركات
- 424
- مستوى التفاعل
- 451
- النقاط
- 63
إذ كان كثيرون قد أخذوا بتأليف قصة في الأمور المتيقنة عندنا كما سلمها إلينا الذين كانوا منذ البدء معاينين وخداما للكلمة رأيت أنا أيضا إذ قد تتبعت كل شيء من الأول بتدقيق أن أكتب على التوالي إليك أيها العزيز ثاوفيلس لتعرف صحة الكلام الذي علمت به
البشارة بميلاد يوحنا المعمدان
كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا وامرأته من بنات هارون واسمها أليصابات وكانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم ولم يكن لهما ولد إذ كانت أليصابات عاقرا وكانا كلاهما متقدمين في أيامهما فبينما هو يكهن في نوبة فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر وكان كل جمهور الشعب يصلون خارجا وقت البخور فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا فقال زكريا للملاك كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها ؟ فأجاب الملاك وقال له أنا جبرائيل الواقف قدام الله وأرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من إبطائه في الهيكل فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ففهموا أنه قد رأى رؤيا في الهيكل فكان يومئ إليهم وبقي صامتا ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته وبعد تلك الأيام حبلت أليصابات امرأته وأخفت نفسها خمسة أشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلي لينزع عاري بين الناس
البشارة بميلاد يسوع
وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك مباركة أنت في النساء فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا ؟ فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله وهوذا أليصابات نسيبتك هي أيضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك
العذراء مريم تزور أليصابات
فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت أليصابات من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي ؟ فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب
تسبحة مريم
فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى اتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة أشهر ثم رجعت إلى بيتها
ميلاد يوحنا المعمدان
وأما أليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا وسمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي وسموه باسم أبيه زكريا فأجابت أمه وقالت لا بل يسمى يوحنا فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم ثم أومأوا إلى أبيه ماذا يريد أن يسمى فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا فتعجب الجميع وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله فوقع خوف على كل جيرانهم وتحدث بهذه الأمور جميعها في كل جبال اليهودية فأودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين أترى ماذا يكون هذا الصبي ؟ وكانت يد الرب معه
تسبحة زكريا
وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلا مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا إننا بلا خوف منقذين من أيدي أعدائنا نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا وأنت أيها الصبي نبي العلي تدعى لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام أما الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل
ميلاد يسوع المسيح
وفي تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والي سورية فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد إلى مدينته فصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل
الرعاة والملائكة
وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ولما مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم
ختان الطفل يسوع وتقديمه في الهيكل
ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به في البطن ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب فأتى بالروح إلى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه ليصنعا له حسب عادة الناموس أخذه على ذراعيه وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه وباركهما سمعان وقال لمريم أمه ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير وهي متقدمة في أيام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم ولما أكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه
الصبي يسوع يمكث في الهيكل
وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم ويوسف وأمه لم يعلما وإذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته فلما أبصراه اندهشا وقالت له أمه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا ؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني ؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي ؟ فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعا لهما وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس
يوحنا المعمدان يمهد الطريق
وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر إذ كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية وهيرودس رئيس ربع على الجليل وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس وليسانيوس رئيس ربع على الأبلية في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا كما هو مكتوب في سفر أقوال إشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة كل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة ويبصر كل بشر خلاص الله وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي ؟ فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة ولا تبتدئوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبا لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار وسأله الجموع قائلين فماذا نفعل ؟ فأجاب وقال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا وجاء عشارون أيضا ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل ؟ فقال لهم لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم وسأله جنديون أيضا قائلين وماذا نفعل نحن ؟ فقال لهم لا تظلموا أحدا ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائفكم وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح أجاب يوحنا للجميع قائلا أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ وبأشياء أخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم أما هيرودس رئيس الربع فإذ توبخ منه لسبب هيروديا امرأة فيلبس أخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها زاد هذا أيضا على الجميع أنه حبس يوحنا في السجن
معمودية يسوع المسيح
ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا وإذ كان يصلي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا أنت ابني الحبيب بك سررت
نسب يسوع المسيح
ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينا بن يوسف بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجاي بن مآث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شألتئيل بن نيري بن ملكي بن أدي بن قصم بن ألمودام بن عير بن يوسي بن أليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن ألياقيم بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عميناداب بن آرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح بن قينان بن أرفكشاد بن سام بن نوح بن لامك بن متوشالح بن أخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان بن أنوش بن شيت بن آدم ابن الله
اعداد الشماس سمير كاكوز
البشارة بميلاد يوحنا المعمدان
كان في أيام هيرودس ملك اليهودية كاهن اسمه زكريا من فرقة أبيا وامرأته من بنات هارون واسمها أليصابات وكانا كلاهما بارين أمام الله سالكين في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم ولم يكن لهما ولد إذ كانت أليصابات عاقرا وكانا كلاهما متقدمين في أيامهما فبينما هو يكهن في نوبة فرقته أمام الله حسب عادة الكهنوت أصابته القرعة أن يدخل إلى هيكل الرب ويبخر وكان كل جمهور الشعب يصلون خارجا وقت البخور فظهر له ملاك الرب واقفا عن يمين مذبح البخور فلما رآه زكريا اضطرب ووقع عليه خوف فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وامرأتك أليصابات ستلد لك ابنا وتسميه يوحنا ويكون لك فرح وابتهاج وكثيرون سيفرحون بولادته لأنه يكون عظيما أمام الرب وخمرا ومسكرا لا يشرب ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ويرد كثيرين من بني إسرائيل إلى الرب إلههم ويتقدم أمامه بروح إيليا وقوته ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء والعصاة إلى فكر الأبرار لكي يهيئ للرب شعبا مستعدا فقال زكريا للملاك كيف أعلم هذا لأني أنا شيخ وامرأتي متقدمة في أيامها ؟ فأجاب الملاك وقال له أنا جبرائيل الواقف قدام الله وأرسلت لأكلمك وأبشرك بهذا وها أنت تكون صامتا ولا تقدر أن تتكلم إلى اليوم الذي يكون فيه هذا لأنك لم تصدق كلامي الذي سيتم في وقته وكان الشعب منتظرين زكريا ومتعجبين من إبطائه في الهيكل فلما خرج لم يستطع أن يكلمهم ففهموا أنه قد رأى رؤيا في الهيكل فكان يومئ إليهم وبقي صامتا ولما كملت أيام خدمته مضى إلى بيته وبعد تلك الأيام حبلت أليصابات امرأته وأخفت نفسها خمسة أشهر قائلة هكذا قد فعل بي الرب في الأيام التي فيها نظر إلي لينزع عاري بين الناس
البشارة بميلاد يسوع
وفي الشهر السادس أرسل جبرائيل الملاك من الله إلى مدينة من الجليل اسمها ناصرة إلى عذراء مخطوبة لرجل من بيت داود اسمه يوسف واسم العذراء مريم فدخل إليها الملاك وقال سلام لك أيتها المنعم عليها الرب معك مباركة أنت في النساء فلما رأته اضطربت من كلامه وفكرت ما عسى أن تكون هذه التحية فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك قد وجدت نعمة عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين ابنا وتسمينه يسوع هذا يكون عظيما وابن العلي يدعى ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية فقالت مريم للملاك كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلا ؟ فأجاب الملاك وقال لها الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله وهوذا أليصابات نسيبتك هي أيضا حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرا لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك فمضى من عندها الملاك
العذراء مريم تزور أليصابات
فقامت مريم في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى الجبال إلى مدينة يهوذا ودخلت بيت زكريا وسلمت على أليصابات فلما سمعت أليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت أليصابات من الروح القدس وصرخت بصوت عظيم وقالت مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي ؟ فهوذا حين صار صوت سلامك في أذني ارتكض الجنين بابتهاج في بطني فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب
تسبحة مريم
فقالت مريم تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي لأنه نظر إلى اتضاع أمته فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه صنع قوة بذراعه شتت المستكبرين بفكر قلوبهم أنزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين أشبع الجياع خيرات وصرف الأغنياء فارغين عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد فمكثت مريم عندها نحو ثلاثة أشهر ثم رجعت إلى بيتها
ميلاد يوحنا المعمدان
وأما أليصابات فتم زمانها لتلد فولدت ابنا وسمع جيرانها وأقرباؤها أن الرب عظم رحمته لها ففرحوا معها وفي اليوم الثامن جاءوا ليختنوا الصبي وسموه باسم أبيه زكريا فأجابت أمه وقالت لا بل يسمى يوحنا فقالوا لها ليس أحد في عشيرتك تسمى بهذا الاسم ثم أومأوا إلى أبيه ماذا يريد أن يسمى فطلب لوحا وكتب قائلا اسمه يوحنا فتعجب الجميع وفي الحال انفتح فمه ولسانه وتكلم وبارك الله فوقع خوف على كل جيرانهم وتحدث بهذه الأمور جميعها في كل جبال اليهودية فأودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين أترى ماذا يكون هذا الصبي ؟ وكانت يد الرب معه
تسبحة زكريا
وامتلأ زكريا أبوه من الروح القدس وتنبأ قائلا مبارك الرب إله إسرائيل لأنه افتقد وصنع فداء لشعبه وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاه كما تكلم بفم أنبيائه القديسين الذين هم منذ الدهر خلاص من أعدائنا ومن أيدي جميع مبغضينا ليصنع رحمة مع آبائنا ويذكر عهده المقدس القسم الذي حلف لإبراهيم أبينا أن يعطينا إننا بلا خوف منقذين من أيدي أعدائنا نعبده بقداسة وبر قدامه جميع أيام حياتنا وأنت أيها الصبي نبي العلي تدعى لأنك تتقدم أمام وجه الرب لتعد طرقه لتعطي شعبه معرفة الخلاص بمغفرة خطاياهم بأحشاء رحمة إلهنا التي بها افتقدنا المشرق من العلاء ليضيء على الجالسين في الظلمة وظلال الموت لكي يهدي أقدامنا في طريق السلام أما الصبي فكان ينمو ويتقوى بالروح وكان في البراري إلى يوم ظهوره لإسرائيل
ميلاد يسوع المسيح
وفي تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والي سورية فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد إلى مدينته فصعد يوسف أيضا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تدعى بيت لحم لكونه من بيت داود وعشيرته ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى وبينما هما هناك تمت أيامها لتلد فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود إذ لم يكن لهما موضع في المنزل
الرعاة والملائكة
وكان في تلك الكورة رعاة متبدين يحرسون حراسات الليل على رعيتهم وإذا ملاك الرب وقف بهم ومجد الرب أضاء حولهم فخافوا خوفا عظيما فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب أنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب وهذه لكم العلامة تجدون طفلا مقمطا مضجعا في مذود وظهر بغتة مع الملاك جمهور من الجند السماوي مسبحين الله وقائلين المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة ولما مضت عنهم الملائكة إلى السماء قال الرعاة بعضهم لبعض لنذهب الآن إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الواقع الذي أعلمنا به الرب فجاءوا مسرعين ووجدوا مريم ويوسف والطفل مضجعا في المذود فلما رأوه أخبروا بالكلام الذي قيل لهم عن هذا الصبي وكل الذين سمعوا تعجبوا مما قيل لهم من الرعاة وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به في قلبها ثم رجع الرعاة وهم يمجدون الله ويسبحونه على كل ما سمعوه ورأوه كما قيل لهم
ختان الطفل يسوع وتقديمه في الهيكل
ولما تمت ثمانية أيام ليختنوا الصبي سمي يسوع كما تسمى من الملاك قبل أن حبل به في البطن ولما تمت أيام تطهيرها حسب شريعة موسى صعدوا به إلى أورشليم ليقدموه للرب كما هو مكتوب في ناموس الرب أن كل ذكر فاتح رحم يدعى قدوسا للرب ولكي يقدموا ذبيحة كما قيل في ناموس الرب زوج يمام أو فرخي حمام وكان رجل في أورشليم اسمه سمعان وهذا الرجل كان بارا تقيا ينتظر تعزية إسرائيل والروح القدس كان عليه وكان قد أوحي إليه بالروح القدس أنه لا يرى الموت قبل أن يرى مسيح الرب فأتى بالروح إلى الهيكل. وعندما دخل بالصبي يسوع أبواه ليصنعا له حسب عادة الناموس أخذه على ذراعيه وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك يا سيد حسب قولك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذي أعددته قدام وجه جميع الشعوب نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه وباركهما سمعان وقال لمريم أمه ها إن هذا قد وضع لسقوط وقيام كثيرين في إسرائيل ولعلامة تقاوم وأنت أيضا يجوز في نفسك سيف لتعلن أفكار من قلوب كثيرة وكانت نبية حنة بنت فنوئيل من سبط أشير وهي متقدمة في أيام كثيرة قد عاشت مع زوج سبع سنين بعد بكوريتها وهي أرملة نحو أربع وثمانين سنة لا تفارق الهيكل عابدة بأصوام وطلبات ليلا ونهارا فهي في تلك الساعة وقفت تسبح الرب وتكلمت عنه مع جميع المنتظرين فداء في أورشليم ولما أكملوا كل شيء حسب ناموس الرب رجعوا إلى الجليل إلى مدينتهم الناصرة وكان الصبي ينمو ويتقوى بالروح ممتلئا حكمة وكانت نعمة الله عليه
الصبي يسوع يمكث في الهيكل
وكان أبواه يذهبان كل سنة إلى أورشليم في عيد الفصح ولما كانت له اثنتا عشرة سنة صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد وبعدما أكملوا الأيام بقي عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم ويوسف وأمه لم يعلما وإذ ظناه بين الرفقة ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسا في وسط المعلمين يسمعهم ويسألهم وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته فلما أبصراه اندهشا وقالت له أمه يا بني لماذا فعلت بنا هكذا ؟ هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين فقال لهما لماذا كنتما تطلبانني ؟ ألم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي ؟ فلم يفهما الكلام الذي قاله لهما ثم نزل معهما وجاء إلى الناصرة وكان خاضعا لهما وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور في قلبها وأما يسوع فكان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة عند الله والناس
يوحنا المعمدان يمهد الطريق
وفي السنة الخامسة عشرة من سلطنة طيباريوس قيصر إذ كان بيلاطس البنطي واليا على اليهودية وهيرودس رئيس ربع على الجليل وفيلبس أخوه رئيس ربع على إيطورية وكورة تراخونيتس وليسانيوس رئيس ربع على الأبلية في أيام رئيس الكهنة حنان وقيافا كانت كلمة الله على يوحنا بن زكريا في البرية فجاء إلى جميع الكورة المحيطة بالأردن يكرز بمعمودية التوبة لمغفرة الخطايا كما هو مكتوب في سفر أقوال إشعياء النبي القائل صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة كل واد يمتلئ وكل جبل وأكمة ينخفض وتصير المعوجات مستقيمة والشعاب طرقا سهلة ويبصر كل بشر خلاص الله وكان يقول للجموع الذين خرجوا ليعتمدوا منه يا أولاد الأفاعي من أراكم أن تهربوا من الغضب الآتي ؟ فاصنعوا أثمارا تليق بالتوبة ولا تبتدئوا تقولون في أنفسكم لنا إبراهيم أبا لأني أقول لكم إن الله قادر أن يقيم من هذه الحجارة أولادا لإبراهيم والآن قد وضعت الفأس على أصل الشجر فكل شجرة لا تصنع ثمرا جيدا تقطع وتلقى في النار وسأله الجموع قائلين فماذا نفعل ؟ فأجاب وقال لهم من له ثوبان فليعط من ليس له ومن له طعام فليفعل هكذا وجاء عشارون أيضا ليعتمدوا فقالوا له يا معلم ماذا نفعل ؟ فقال لهم لا تستوفوا أكثر مما فرض لكم وسأله جنديون أيضا قائلين وماذا نفعل نحن ؟ فقال لهم لا تظلموا أحدا ولا تشوا بأحد واكتفوا بعلائفكم وإذ كان الشعب ينتظر والجميع يفكرون في قلوبهم عن يوحنا لعله المسيح أجاب يوحنا للجميع قائلا أنا أعمدكم بماء ولكن يأتي من هو أقوى مني الذي لست أهلا أن أحل سيور حذائه هو سيعمدكم بالروح القدس ونار الذي رفشه في يده وسينقي بيدره ويجمع القمح إلى مخزنه وأما التبن فيحرقه بنار لا تطفأ وبأشياء أخر كثيرة كان يعظ الشعب ويبشرهم أما هيرودس رئيس الربع فإذ توبخ منه لسبب هيروديا امرأة فيلبس أخيه ولسبب جميع الشرور التي كان هيرودس يفعلها زاد هذا أيضا على الجميع أنه حبس يوحنا في السجن
معمودية يسوع المسيح
ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع أيضا وإذ كان يصلي انفتحت السماء ونزل عليه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة وكان صوت من السماء قائلا أنت ابني الحبيب بك سررت
نسب يسوع المسيح
ولما ابتدأ يسوع كان له نحو ثلاثين سنة وهو على ما كان يظن ابن يوسف بن هالي بن متثات بن لاوي بن ملكي بن ينا بن يوسف بن متاثيا بن عاموص بن ناحوم بن حسلي بن نجاي بن مآث بن متاثيا بن شمعي بن يوسف بن يهوذا بن يوحنا بن ريسا بن زربابل بن شألتئيل بن نيري بن ملكي بن أدي بن قصم بن ألمودام بن عير بن يوسي بن أليعازر بن يوريم بن متثات بن لاوي بن شمعون بن يهوذا بن يوسف بن يونان بن ألياقيم بن مليا بن مينان بن متاثا بن ناثان بن داود بن يسى بن عوبيد بن بوعز بن سلمون بن نحشون بن عميناداب بن آرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن تارح بن ناحور بن سروج بن رعو بن فالج بن عابر بن شالح بن قينان بن أرفكشاد بن سام بن نوح بن لامك بن متوشالح بن أخنوخ بن يارد بن مهللئيل بن قينان بن أنوش بن شيت بن آدم ابن الله
اعداد الشماس سمير كاكوز