امير يتنازل عن العرش

فادى نور

Member
عضو
إنضم
8 مايو 2011
المشاركات
119
مستوى التفاعل
20
النقاط
18
حدث فى ايام نوماريوس ملك الروم ان قامت عليه حرب عظيمة شرسة من دولة الفرس . وقد استخدم الفرس فى حربهم جحافل كثيرة من الجند فاقت بكثير جيوش المملكة الرومانية

وحدث هلع وخوف عظيمان بين صفوف الروم اضطر الملك نوماريوس معه ان يتخلى عن القيادة ويهرب خفية. ولما اختل ميزان القوى بين الروم والفرس ارسل كبراء مملكة الروم أوامر مشددة الى جميع الولايات والكور لجمع الشبان الأقوياء الأشداء وتجنيدهم والمضي بهم الى عاصمة المملكة الرومانية.

وكان بين من جندوا من مدينة اخميم وتوابعها فى صعيد مصر شاب قبطى كانت مهنته رعاية الماعز اسمه( اغربيطاثيم ) فلما مضى الى عاصمة المملكة الرومانية أقاموه للخدمة فى احد اسطبلات الخيل الملكية .

ومرت ابنة الملك نوماريوس لتتفقد الاسطبلات فهالها ان ترى الشاب ( أغربيطاثيم ) المصرى الوسيم الفارع القامة . وما أن نظرته ابنة الملك حتى اعجبت به واحبته وتزوجت منه .

وفى وسط الهلع والخوف والهرج والمرج الذى عم المملكة المتداعية اصدرت الأميرة أوامرها الى الجند تعلن بأن مملكة الروم قد آلت لزوجها الجديد الذى اطلق عليه اسم ( الملك دقلديانوس ) وبالفعل خلعت عليه حلة الملك وأقامته على عرش ابيها وصار دقلديانوس هو الملك الشرعى للمملكة الرومانية .

حدث هذا فى الوقت الذى فيه تخلف أمراء فى الحرب وطالت غيبتهم عن الوطن . وكان من بين هؤلاء الأمراء الشرعيين (أبالى ) بن يسطس ابن الملك نوماريوس الذى لما عاد من الحرب الى انطاقية فوجئ بملك جديد غريب هو ( الملك دقلديانوس ) الطاغية الذى ترك عبادة المسيح وأقام عبادة الأوثان فى كل انحاء المملكة بقسوة وشراسة واستبداد .

وكان فى امكان ( أبالى ) ولى عهد مملكة الروم ان ينتزع الملك من دقلديانوس ويتخلص منه بالقتل او النفى او التشريد . ولكن ( أبالى ) كان مسيحيا مؤمنا فضل ان يختار لنفسه المملكة الأبدية التى لا تزول من ان يحكم سنين قلائل محدودة على مملكة أرضية زائلة .

لم يكتف ( أبالى ) باحتقار أباطيل العالم ورفض الملك لكنه بكل ثبات وايمان توجه الى ( الطاغية دقلديانوس ) واعترف جهارا بايمانه المستقيم . وحاول دقلديانوس ان يثنى ( أبالى ) عن عبادة السيد المسيح . ولاطفه وحاول استمالته بمختلف الطرق ليبخر للأصنام . لكن ( أبالى ) رفض كل الرفض وأصر على ايمانه واعترافه .

ولما لم تفلح ملاطفة دقلديانوس نفا ( أبالى ) ووالديه الى مدينة الاسكندرية . وبعث بكتاب الى واليها ( أرمانيوس ) يطلب منه ملاطفة ( أبالى ) ووالديه ثانية . فان لم يسمعوا كلامه يفرق بينهم ثم يأمر بقتلهم جميعا .

ولكى يتمكن الوالى من هؤلاء الثلاثة ارسل كلا منهم الى مدينة لعل التفريق بينهم يفيد فى قهرهم واخضاعهم وفرض أمر الملك عليهم .
وفعلا أرسل ( أبالى ) الى بوسطة ( الزقازيق حاليا ) وأرسل أبواه الى مدينتين اخرين . ولعلمه انهم من أسرة ملكية فقد اعتنى بأن خصص لكل منهم خادما خاصا يخدمه .

ولم تفلح خديعة الوالى فى اثناء ( أبالى ) عن الايمان . فقد حدث فى بوسطة انه جاهر معلنا ايمانه بغير خوف . وكان ذلك امام كثيرين من الناس . واضطر الوالى ارمانيوس ان يستخدم معه أساليب العنف . فعذبه بعذابات مختلفة أليمة : مرة بالضرب واخرى بالحرق وثالثة بتجريح الجسم او قطع الأعضاء . وفى كل مرة كان الرب يشدد ( أبالى ) ويعزيه ويشفى جراحاته تماماً . ولما رأى الناس الحاضرون ذلك اعجبوا فى هذا الأمير وثباته على الإيمان المستقيم . وقد ادهشهم جدا ان يروا ان الهه الذى يعبده يشفيه فى كل مرة من الاسقام والجراحات التى تحل به .

وما كان من هؤلاء القوم جميعا الا انهم اعلنوا هم ايضا ايمانهم بالسيد المسيح .
ولما رأى الوالى ارمانيوس ان القديس ( أبالى ) ثابت الإيمان وأن الله يشفيه فى كل مرة من جراحاته وان كثيرين بسبب ذلك يعلنون ايمانهم بالمسيح امر بقطع رأسه فنال اكليل الشهادة .
صلاته فلتكن معنا امين .

عن كتاب حكايات منتقاه للاولاد

للقمص بيشوى عبد المسيح


82779045_2929508713747314_1935939457651834880_n.jpg
 
أعلى