امثال الكتاب المقدي

لمسة يسوع

Active member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
207
مستوى التفاعل
73
النقاط
28


مثلا حبَّة الخردل والخميرة


احتلَّ ملكوت الله مكانة بارزة في تعاليم المسيح منذ بداية خدمته على الأرض (متى 4: 17؛ مرقس 1: 15؛ لوقا 4: 43). فقد أعلن أن مجيئه إلى الأرض يعني اقتراب ملكوت الله. فقد كان يُؤسِّس ملكوت الله في وسط مستمعيه. وقد كانت المعجزات والتعاليم ترافق تأسيس الملكوت وتبرهن عليه. اتخذت تعاليم المسيح أشكالًا مختلفة، ولكن كان من أهمِّها الأمثال التي استخدمها لتعليم سامعيه شيئًا عن طبيعة الملكوت. يكشف مَثَل حبَّة الخردل (متى 13: 31-32؛ مرقس 4: 30-32؛ لوقا 13: 18-19) ومَثَل الخميرة (متى 13: 33؛ لوقا 13: 20) شيئًا عن النمو الخفي والتدريجي لملكوت الله. سنلقي نظرة بإيجاز على كل مَثَل على حدة.

شبَّه الرب يسوع ملكوت الله بحبَّة الخردل التي، بسبب شكلها الأوَّل الصغير مقارنةً مع شكلها النهائي المُثير للدهشة، أعطت للمسيح نموذجًا مناسبًا لنمو ملكوت الله بين تأسيسه واكتماله. إن حبَّة الخردل، وهي من أصغر البذور في فلسطين، ستنتج شُجيرة صغيرة وبمرور الوقت قد يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أقدام. ستنمو البذرة الصغيرة لتصبح كبيرة جدًا بحيث تتآوى فيها طيور السماء.

يعود هذا الوصف إلى الملك نبوخذ نصر ملك بابل. فقد رأى حُلمًا لشجرة نمت وكبرت بحيث سكنت فيها طيور السماء. ومع ذلك، تم قطع الشجرة في لحظة. كشف تفسير دانيال أن كل ممالك البشر ستنهار، حتى نبوخذ نصر العظيم (دانيال 4). ملكوت الله مختلف. فعلى الرغم من أن تأسيس هذا الملكوت كان بسيطًا، إلَّا أنَّه سينمو حتى يصل إلى شكله النهائي المجيد، لكي تُعشِّش في أغصانه كل طيور السماء (حزقيال 31: 6).
 
أعلى