امثال الكتاب المقدس

لمسة يسوع

Active member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
202
مستوى التفاعل
73
النقاط
28
نرى في هذا المثل
الراعى الصالح
يو ١٠
أ -السيد المسيح
وليس الناموس 'هو باب القطيع'، الباب الجديد. (٧)

ب - كل القيادات اليهودية الحرفية الرافضة للمسيح 'هم لصوص (٨)

ج - المسيح وحده
هو المخلص، السيد، معطي ذاته (٩، ١٠)

د - المسيح
هو ذبيحة الحب يموت عن قطيعه (١١-١٥).

ه - للراعي الصالح
قطيع آخر من الأمم يضمه إلى المؤمنين من اليهود،
ويقيم منهم جميعًا قطيعًا واحدًا هو كنيسة المسيح
(١٦ ، ١كو ١٣:١٢، أف ٤:٤-٦)

و- يتفاعل هذا القطيع الواحد *
مع ذبيحـة المسيح الفريدة ومـوته الاختياري (١٨،١٧)

أما عدم الإيمان
فيعجز عن تقديم أي شيء
سوى الارتباك والتجديف الشرير.
 

لمسة يسوع

Active member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
202
مستوى التفاعل
73
النقاط
28

مثل حبَّة الخردل والخميرة


احتلَّ ملكوت الله مكانة بارزة في تعاليم المسيح منذ بداية خدمته على الأرض (متى 4: 17؛ مرقس 1: 15؛ لوقا 4: 43). فقد أعلن أن مجيئه إلى الأرض يعني اقتراب ملكوت الله. فقد كان يُؤسِّس ملكوت الله في وسط مستمعيه. وقد كانت المعجزات والتعاليم ترافق تأسيس الملكوت وتبرهن عليه. اتخذت تعاليم المسيح أشكالًا مختلفة، ولكن كان من أهمِّها الأمثال التي استخدمها لتعليم سامعيه شيئًا عن طبيعة الملكوت. يكشف مَثَل حبَّة الخردل (متى 13: 31-32؛ مرقس 4: 30-32؛ لوقا 13: 18-19) ومَثَل الخميرة (متى 13: 33؛ لوقا 13: 20) شيئًا عن النمو الخفي والتدريجي لملكوت الله. سنلقي نظرة بإيجاز على كل مَثَل على حدة.

شبَّه الرب يسوع ملكوت الله بحبَّة الخردل التي، بسبب شكلها الأوَّل الصغير مقارنةً مع شكلها النهائي المُثير للدهشة، أعطت للمسيح نموذجًا مناسبًا لنمو ملكوت الله بين تأسيسه واكتماله. إن حبَّة الخردل، وهي من أصغر البذور في فلسطين، ستنتج شُجيرة صغيرة وبمرور الوقت قد يصل ارتفاعها إلى أكثر من عشرة أقدام. ستنمو البذرة الصغيرة لتصبح كبيرة جدًا بحيث تتآوى فيها طيور السماء


يعود هذا الوصف إلى الملك نبوخذ نصر ملك بابل. فقد رأى حُلمًا لشجرة نمت وكبرت بحيث سكنت فيها طيور السماء. ومع ذلك، تم قطع الشجرة في لحظة. كشف تفسير دانيال أن كل ممالك البشر ستنهار، حتى نبوخذ نصر العظيم (دانيال 4). ملكوت الله مختلف. فعلى الرغم من أن تأسيس هذا الملكوت كان بسيطًا، إلَّا أنَّه سينمو حتى يصل إلى شكله النهائي المجيد، لكي تُعشِّش في أغصانه كل طيور السماء (حزقيال 31: 6).

لئلا ينسى سامعيه الرسالة، قال المسيح مَثَلًا آخر لتوضيح نفس الفكرة تقريبًا عن ملكوت الله. في هذا المَثَل، خبَّأت امرأة خميرة من عجينة الأسبوع السابق في ثلاثة أكيال دقيق. وقطعة صغيرة من الخميرة كان لها تأثيرها على العجين كله. مِثل الخميرة، يبدأ ملكوت الله صغيرًا، وغالبًا ما يكون عمله مخفيًّا وغير مرئي، إلى أن يتحقَّق تأثيره الكامل.

يوضِّح هذان المثلان المتلازمان نمو ملكوت الله بين المجيء الأوَّل للمسيح ومجيئه الثاني. أظهر المسيح فيهما أن الطريقة التي أسَّس بها ملكوت الله لا تحتاج إلى إثارة أي شكوك حول قوَّة وشرعيَّة منصبه المسياني والملكوت. لم يكن التأسيس البسيط خطأً – فقد خطَّط له الله. قال جون كالفن: "أسَّس الرب ملكه ببداية ضعيفة ومُحتقرة، لغرض صريح، وهو أن تظهر قدرته بشكل كامل من خلال تقدُّمه غير المُتوقَّع".

منذ أن نطق المسيح بهذه الأمثال، تجذَّرت بذور الخردل وازدهرت. كبر العجين المُختمر أضعافًا مُضاعفة. أولئك الذين عارضوا المسيح وأتباعه بعد صعوده حاولوا سحق الكنيسة الصغيرة –قطع الشجرة– قبل أن تتجاوز أورشليم. ومع ذلك، كانت محاولاتهم غير مُجدية. في الواقع، كلما قطعوا أكثر، نمت الشجرة. إن استشهاد استفانوس هو مثال واضح، لأنَّه أدَّى إلى التشتُّت الذي حمل الكرازة بالإنجيل إلى ما وراء أورشليم، إلى اليهودية، وإلى السامرة، وإلى أقاصي الأرض (أعمال الرسل 8: 4). إن تاريخ الكنيسة هو تحقيق وعد المسيح بأنَّه لن تقوي حتى أبواب الجحيم على كنيسته (متى 16 :18).

لكن الملكوت الذي أسَّسه المسيح ينتظر عودته من أجل اكتماله الكامل والنهائي. وإلى أن يحدث ذلك، نسلك بالإيمان لا بالعيان (2 كورنثوس 5: 7). فنحن مواطنون في ملكوتٍ لا يتزعزع (عبرانيين 12: 28). عندما يعود المسيح لاكتمال ملكوت الله، لن يتمكَّن أحد من إنكار مجد الملكوت (متى 25: 31؛ مرقس 14: 62). إن الذي تجسَّد ووُلدَ في مكان متواضع سيعود في البهاء والقضاء (1 تسالونيكي 4: 16؛ رؤيا 1: 7) لإكمال الملكوت. ثمَّ، أخيرًا، سيكون مسكن الله مع الناس (رؤيا 21: 3-4).​
 

لمسة يسوع

Active member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
202
مستوى التفاعل
73
النقاط
28

صورة حبّة الخردل (مر 4: 30-32)



صورة حبة الخردل. إنها دائمًا البذرة الهشّة بل أصغر البذور الّتي تُزرع في الأرض. ولكن يؤّد الإنجيلي التأكيد عليه هنا هو صِغّر هذه البذرة فيقول يسوع ثانيّة مُتسائلاً: «بِماذا نُشَبِّهُ مَلَكوتَ الله، أَو بِأَيِّ مَثَلٍ نُمَثِّلُه؟ إِنَّه مِثلُ حَبَّةِ خَردَل: فهِيَ، حينَ تُزرَعُ في الأَرض، أَصغَرُ سائرِ البُذورِ الَّتي في الأَرض. فإِذا زُرِعَت، اِرتَفَعَت وصارَت أَكبَرَ البُقولِ كُلِّها، وأَرسَلَت أَغْصاناً كَبيرة، حتَّى إِنَّ طُيورَ السَّماءِ تَستَطيعُ أَن تُعَشِّشَ في ظِلِّها» (مر 4: 30- 34). نعم بالرغم من التناقض الّذي يشير إليه الإنجيليّ: أصغر ثمّ أكبر، مع ذلك، عندما تُزرع هذه البذرة الهشّة والصغيرة جدًا في الأرض إلّا إنها تحمل قوة حياتيّة لا توصف إذ تنمو وتصير أكبر البقول. هذه البذرة الصغيرة جدًا بوقت زرعنها بقلب الأرض، مدعوة لتصير شجرة كبيرة حتّى تسكنها طيور السماء. لذلك تمّ التأكيد على مرحلة الصِغّر الأوليّ إلّا أنّ عظمتها الحقّة والنهائية تكشف حقيقتها. هذا كشف طبيعي وصغير جدًا لا يمكن لأحد أنّ يتخيله، يمكن للبذرة الّتي لا تُري بالعين المجردة أنّ تصبح شجرة. بباطن هذه الحبّة قوة هائلة، وفي داخلها إمكانات لا توصف، يصعب تصورها. كما رأينا بالعهد الأول، فالشجرة الكبيرة مستقبلها هي أنّ تصير ساميّة وتكون ملجأ لطيور السماء هي صورة متكررة للإشارة إلى الملكوت الإلهي الّذي يمكنه أنّ يمنح الأمن والسلام لكل ساكنيه من البشر. متى قبلنا البذرة الإلهيّة بباطننا، بالرغم من صغرها ستنبت وتصير شجرة يكفي أن نهتم بنموها دون أن تختنق من باطن مظلم بالخطيئة، ومُنهك من الشّك، ومتألم من ماضي خاطئ. فالحياة الّتي تحملها هذه الحبّة الهشّة لازالت بباطن كلّاً منا وتتطلب رعاية منا.​
 

لمسة يسوع

Active member
إنضم
20 أغسطس 2022
المشاركات
202
مستوى التفاعل
73
النقاط
28

صورة الزارع (مر 4: 26- 29)





صورة الزارع (مر 4: 26- 29)



يأتي الصوت الإلهي ليعلمنا في شكل مثل إذ أنّ الزارع وعلاقته بالبذر هي ما يشبه ملكوت الله وهنا الله بدروه كزارع إذ يلقيّ البذور في أرض حياتنا بشكل باطنيّ ومتخفيّ. يسلّط النص الضوء من خلال صورة الزارع على شيئين حول ما يتم حقيقة في حياتنا اليوميّة. ففي الجانب الأوّل يتضح من قوله بأنّ: «مَثَلُ مَلَكوتِ اللهِ كَمَثَلِ رَجُلٍ يُلْقي البَذْرَ في الأَرض. فسَواءٌ نامَ أو قامَ لَيلَ نَهار، فالبَذْرُ يَنبُتُ ويَنمي، وهو لا يَدري كيفَ يَكونُ ذلك» (مر 4: 26- 27). يُؤكد الإنجيلي على لسان يسوع، بأنّ الزارع لا يعرف ما يحدث تحت الأرض، وكيف يمكن أنّ تنبت البذور حتى تحمل الثمرة المرغوبة. فالزارع، بحسب منطقنا البشري، لا يستطيع أنّ يفعل شيئًا ليُحدد بذاته نمو النبات، سوى أنّ يضمن أفضل الظروف مثل إهتمامه بالري، وإزالة الأعشاب الضّارة، وحماية أرضه من الحيوانات الّتي قد تتلف النباتات أثناء نموه. أمّا بالنسبة لعملية النمو، فلا يمكنه سوى التّرويّ بالإنتظار في صبر إتمام نمو البذور الّتي أُلقيت في الأرض لتعطي ثمارها. إنتظار الله الزارع علينا لأنه لا زال يثق في أنّ نُثمر ونقبل بذور ملكوته فينا.



أمّا بالنسبة للجانب الثاني الّذي تم التأكيد عليه يرتكز على دور الأرض: «فَالأَرضُ مِن نَفسِها تُخرِجُ العُشبَ أَوَّلاً، ثُمَّ السُّنُبل، ثُمَّ القَمحَ الَّذي يَملأُ السُّنبُل. فما إِن يُدرِكُ الثَّمَرُ حتَّى يُعمَلَ فيه المِنجَل، لِأَنَّ الحَصادَ قد حان» (مر 4: 28- 29). هاتين الآيتيّن يتعلقن بالجانب الأول، حيث أنّ البذور المختبئة في أعماق الأرض تؤتي ثمارها بشكل عفويّ. في واقع الأمر، إنّ الأرض هي رمز للذات، وليست البذور الملقاة فيها. عندما تُلقى البذور فيّ الأرض تلقائيًا وعفويًا، تجعلها تنبت وتنمو وتؤتي ثمارها. وهنا يؤكد يسوع في هذا المثل أنّ الثمار لا تعتمد على عمل الزارع الّذي يرمز للدور الإلهي، بل يعتمد على الأرض الّتي ترمز لكلّاً منا وتجاوبنا في الإهتمام بالبذور بباطننا والحفاظ على نموها يومًا بعد آخر. هذا الأمر لا يمكن التعرف عليه بشكل مُسبق ولا يمكن كبحه أو تأخيره. لأن يد الله دائما ما تلقي فينا بذور تليق به وبالخير الّذي يرجو أن يتحقق بالتعاون مع عمله. علينا التحقق بإنّ ندرك أنّ ملكوت الله لا يعتمد علينا فقط فهو عمل الله قبل كلّ شيء، وهذا الملكوت الإلهي ينمو تلقائيًا وعفويًا من خفايا باطننا ويعطي ثمارًا. مدعويّن أنّ نجتهد لنجعل من باطننا أرضًا تتناسب لقبول البذور الإلهيّة الّتي تُلقى بيد الله يوميًا في حياتنا وبشكل مجاني​
 
أعلى