الهروب من الكرامة

طالب الشفاعه

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 يناير 2007
المشاركات
277
مستوى التفاعل
3
النقاط
0
الهروب من الكرامة


إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، فالتأمل هو الدخول الى العمق، كما أن التأمل هو ليس مجرد فكر إنما هو خلط الفكر بالقلب ..
إن التفكير العقلى البحت لا ينتج تأملاً... بل قد ينتج علماً أو فلسفة.. وهنا يبدو الفرق بين العالم والعابد أو بين الدارس والمتأمل
وجميع الأباء القديسين لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات والتى ستكون معظمها فى سير القديسين


+ يقول القديس مار أسحق السريانى " من عدا وراء الكرامة هربت منه ، ومن هرب منها بمعرفة ، تبعته وارشدت الناس إليه "
اذا اردنا ان نتحدث عن الهروب من الكرامة ومجد الناس لابد ان نتحدث إذا عن المثل الحى للهروب من تكريم الناس ومجدهم
وهو العظيم فى البطاركة الأنبا متاؤوس الأول رقم 87
تأمل معى من فضلك جيدا تلك السطور القادمة لتتعرف قليلا على شخصية هذا العملاق فى هروبه الدائم من تكريم الناس ومجدهم ومدحهم لأنه بالفعل شخصية تستحق التأمل

البابا متاؤوس الأول البطريرك الـ 87 يعتبر من أعظم البطاركة الذين تبوأوا الكرسى المرقسى من حيث القداسة والروحانية .
هذا البطريرك العظيم من صغره وهو يهرب من مجد الناس وتكريمهم لكى يحل عليه مجد الله
ترهب بأحد أديره الصعيد وهو فى الرابعة عشر من عمره فلما رقى إلى درجة القسيسية وهو فى سن الثامنة عشر وكان المساعد الأول لأسقف المنطقة ، ترك ديره هربا من المجد الباطل وقصد دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر وهناك أنكر ذاته ولم يظهر أنه قساً بل كان يخدم كشماس بسيط
ولكن الكرامة التى هرب منها لحقته فى مكانه الجديد وأظهرها الرب بقوة معجزية . ففى ذات مرة أثناء القداس الإلهى ، خرجت يد نورانيه من الهيكل وأعطته البخور ثلاث مرات عندما كان يقراء الأنجيل . فلما نظرها بعض الشيوخ القديسين وتحققوا من رؤيتها ، أعلموه انه لابد ان يصير بطريركا .
فلما سمع هذا منهم حزن جدا وترك الدير قاصدا أورشليم هربا من الكرامة
وهناك عمل كأجير يأكل من تعبه . ولكن الكرامة لاحقته أيضا فى ذلك المكان الجديد ، فقد علم بالروح مكان كمية من المال كانت قد سرقت من راهب غريب أتى وشكا إليه ، وأحضرها له فكان هذا سببا فى اشتهار أمره فى تلك الجهات . فهجرها فرارا من المجد الباطل إلى دير المحرق بأسيوط .
ولما خلا الكرسى البطريركى عقب نياحة البابا غبريال الرابع أستقر رأى أراخنة الشعب على ترشيحه لمنصب البطريركية ، فهرب منهم وقصد إلى مركب كانت راسية على شاطئ النيل ، مريدا بذلك الهرب إلى البلاد القبلية
لكن الرب أنطق طفلا صغيرا وأعلم الأراخنة بمكان أختفائه ، فذهبوا إليه وأمسكوه .
وقد تحايل أثناء ذلك بطرق مختلفة للهروب من المنصب وكرامته ، حتى أنه لما وجد أنه لا وسيلة للهرب أخذ مقصاً وقطع به طرف لسانه حتى يصير أخرساً ، لكن الرب الذى أطلق لسان زكريا أطلق لسانه أيضا .
فما كان منه فى النهاية إلا أن أحنى رأسه فى خضوع وأستسلام وقبل رتبة البطريركية رغم إرادته .
 

monlove

شاعر موهوب
عضو مبارك
إنضم
22 يناير 2007
المشاركات
1,423
مستوى التفاعل
9
النقاط
0
موضوع جميل
 

candy shop

مشرفة منتدى الاسرة
مشرف
إنضم
29 يناير 2007
المشاركات
50,807
مستوى التفاعل
2,019
النقاط
113
قصه جميله اوى الرب يبارك حياتك وياريت المزيد :yaka:
 
أعلى