تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.

الرد على الموضوع

الرسالة: [QUOTE="خادم البتول, post: 3859753, member: 113971"] [INDENT][/INDENT] [INDENT][SIZE=6][/SIZE][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6]دعيني أحكي لك طرفا من الحكاية: :)[/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6][/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6]كان الشاب الجميل باسيليوس (ق. [B]باسيليوس الكبير [/B]فيما بعد) واحدا من أكثر شباب عصره علما وثقافة ورُقيا وتأدبا، خاصة بعد أن سافر وعاش بالفعل في أثينا عاصمة الحكمة والعلم والمعرفة آنذاك، وهناك أتمّ دراسته بجامعتها وحصل على أعلى الشهادات بزمانه، برفقه أخيه الأصغر جريجوري وصديقهما الأثير النزينزي الأديب الجميل (ق. [B]غريغوريوس النيسي [/B]لاحقا، "أبو الآباء" كما لُقب بأحد المجامع، وق. [B]غريغوريوس اللاهوتي[/B]، الوحيد الذي حمل هذا اللقب بعد يوحنا الرسول، والثلاثة معا هم "[B]الآباء الكبادوك[/B]" كما صار يُشار إليهم فيما بعد).[/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6][/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6]في ذلك الوقت، بعد مجمع نيقيه مباشرة، أرسل الشاب باسيليوس رسالة للآب الشهير آنذاك [B]أبوليناريوس[/B]، وكان لاهوتيا كبيرا وواحدا من أشهر معلمي الكنيسة (وهو نفسه ـ للأسف ـ أبوليناريوس صاحب الخطأ الشهير الذي عُرف باسمه فيما بعد). لكن أبوليناريوس، حتى ذلك الحين، كان صديقا ومساعدا للبابا أثناسيوس نفسه بالإسكندرية (القديس العظيم [B]أثناسيوس الرسولي [/B]لاحقا)، وكان واحدا من العقول الفذة حقا بكنيستها. (أبوليناريوس في الحقيقة هو صاحب المبدأ والعبارة الشهيرة التي يؤمن به الشرقيون حتى اليوم: "طبيعة واحدة لله الكلمة المتجسد"). [/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6][/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6]أما رسالة باسيليوس له فقد كان يسأله فيها: ما هو المقصود حقا بعبارتكم ـ في نيقيه ـ أن الابن "مساوٍ في الجوهر" للأب؟ هذه العبارة ـ لمن لا يعلم ـ كانت جديدة تماما آنذاك، وقد أثارت من ثم بعض النقاش والجدل حتى داخل المجمع نفسه، وجاء سؤال باسيليوس بالتالي في هذا السياق. حسب باسيليوس، وكما درس وتعلم في أثينا، فقد توحي هذه العبارة بمعانٍ لا يمكن قبولها حول العلاقة بين الآب والابن، فما هو مقصودكم أيها الآباء حقا، وما هو موقفكم من هذه المعاني التي قد توحي بها؟[/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6][/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6]أبوليناريوس، من جهته ـ وتماما مثل أثناسيوس ـ كانت مرجعيته بالأحرى هي الكتاب المقدس، الوحي نفسه مباشرة، لا شأن له بأثينا ولا بحكمة أثينا وعلومها وفلسفاتها. في رده بالتالي على الشاب باسيليوس، أخذه أبوليناريوس مباشرة إلى الكتاب المقدس، وإلى سفر التكوين تحديدا: «[B]فخلق الله الإنسان على صورته[/B]»: تأمل ما يعنيه الكتاب حقا. لماذا لم يخبرنا الوحي أن «الله خلق [B]آدم [/B]على صورته»؟ لماذا يستخدم الاسم العام ـ "الإنسان" ـ بدلا من اسم "أدم"، المخلوق الحقيقي بالفعل؟[/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6][/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6]بالنسبه لليهود وشيوخهم فقد حاروا طويلا أمام هذه الاختيار العجيب للكلمات وذهبوا في تفسيره كل مذهب، حتى بلغت آراؤهم فيه حد الشذوذ أحيانا. قيل أن الخلق تم على [B]مرحلتين[/B]، وقيل بل هناك [B]خلقان اثنان [/B]لا خلق واحد: خلق الله "الإنسان" أولا، كما ذُكر بالإصحاح الأول، ثم خلق "آدم" بعد ذلك، كما ذُكر بالإصحاح الثاني («وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض ... إلخ»). [/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6][/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT=2][FONT=arial][COLOR=rgb(85, 57, 130)][SIZE=6]أما نحن المسيحيون ـ وهنا أعود إلى رد الشيخ أبوليناريوس على الشاب باسيليوس ـ فنحن نعتمد التفسير الظاهري البسيط للكتاب ونعرف أن خلق "الإنسان" هو هو نفسه خلق "آدم". مع ذلك فهناك فرق، لأن الوحي لم يستخدم اسم "الإنسان" عبثا هنا، بل كان لذلك قطعا مقصود وغاية، وهذا المقصود ببساطة هو "[B]وحدة الجوهر[/B]" التي تسأل عنها. ...........[/SIZE][/COLOR][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6][/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6][/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6]تطول حكايتنا كثيرا ولم نبدا حتى بعد كشف الحقائق المكنونة وتأمل المعاني الباهرة. فقط أتوقف هنا لأسألك يا صديقتي أيهما حقا أفضل وأجمل وأكثر نفعا للناس وأطيب ثمرا: أن نكمل معا هذه الرحلة الجميلة في أروقة التاريخ والعقيدة وهياكل النور والحقيقة، مع بعضٍ من أروع الرجال وأعظم الأمهات الذين ظهروا على كوكبنا، أم أن نتوجه بالأحرى ـ ونهدر حياتنا وأعمارنا وحتى عقولنا ـ للجدل مع مخابيل يدعوننا إلى فقه الحيض والنفاس وبول البعير ورضاع الكبير، ناهيك عن "نكاح الوداع" مع الزوجة بعد وفاتها وجواز "أكل لحوم الجن" وغيرها وغيرها وغيرها؟! [/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6][/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6]هل وصلك الآن أخيرا حجم [B]التناقض الصارخ [/B]الذي أشعر به حقا أمام هذا النوع من المناقشات؟! :LOL: [/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6][/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6]***[/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6][/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6]وبعد، الحوار حلو بالفعل بوجودك العاطر وحضورك المميز يا أختي الجميلة. أنتِ لا تحتاجين مشاركتي أبدا، فأنا بالعكس الذي أسعد بكلماتك وأستفيد منها. إذا كان لديكِ [B]أنتِ شخصيا [/B]أي استفسار أو رغبة بالحوار مستقبلا فسوف أرحب قطعا بذلك، وسوف يسعدني أن نرفع الشراع ونبحر سويا، نتأمل المعاني ونستكشف اللآلئ والكنوز ونتجاذب أطراف الحديث معا. [/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6][/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6]حتى ذلك الحين أشكرك على محبتك واهتمامك وثقتك، وعذرا لأنني بالفعل لا أستطيع المشاركة في مثل هذه الموضوعات والمجادلات أبدا. من ناحية أخرى ليس لديّ بالطبع أي تحفظ أبدا على الأشخاص أنفسهم، حتى أكثرهم خبلا وجنونا، فهم جميعا في النهاية صورة الله الرائعة الباهرة، وتلك حقيقة أعرفها يقينا بل أراها وأعاينها. وكما أقول دائما: [COLOR=rgb(41, 105, 176)]الناس دون استثناء أروع بكثير جدا مما يعتقدون، ولولا فقط جهلهم بذلك ما تسببوا أبدا بكل هذه المعاناة لأنفسهم وللآخرين! [/COLOR]تحياتي صديقتي الجميلة ومحبتي وعلى الخير دائما نلتقي. [/SIZE][/FONT][COLOR=rgb(163, 143, 132)][FONT=arial][SIZE=6]♥[/SIZE][/FONT][/COLOR][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6] [/SIZE][/FONT][/INDENT] [INDENT][FONT=arial][SIZE=6][/SIZE][/FONT][/INDENT] [/QUOTE]

التحقق