الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
الله بين ( الفلسفة والمسيحية )
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="اني بل, post: 1918145, member: 85234"] [center][b][i][size=5][color=#0000ff]الفصل الرابع [font=arial narrow]مشكلة علاقة الله بالعالم[/font][/color][/size][/i][/b] [i][b][size=5][font=arial narrow][color=blue]أولاً - آراء الفلاسفة فيها :[/color][/font][/size][/b][/i] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]من الأمور المسلَّم بها لدى المؤمنين، أن لله علاقة خاصة مع جميع الكائنات العاقلة على الأقل، لأنه لولا ذلك لما كان لها أمل في التمتع به، ولما كانت مسئولة أمامه عن أي عمل من أعمالها، ولكان وجوده وعدمه سيان بالنسبة لها تبعاً لذلك.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]وقد شهد بهذه الحقيقة كثير من الفلاسفة العارفين بالله، فقال بسكال : الإنسان يعتبر الله كالوثن لو أنه حصره في جعله إياه موضوعاً للمعرفة فحسب، ولم يحتفظ له بعمله الجوهري الخاص بتبادله العلاقات معنا . وقال وليم جيمز : الإله الذي نقبل منه المدد والعزاء ليس إلهاً مفارقاً، لأن الإله المفارق لا يدخل في علاقة مع الإنسان .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]لكن الفلاسفة الذي اعتبروا وحدانية الله وحدانية مطلقة، نفوا وجود أي علاقة بينه وبين العالم، بحجة أن وجودها لا يتناسب مع ما يجب لهذه الوحدانية من تنزيه تام. وفيما يلي أشهر آرائهم وأهمها.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]1- فلاسفة اليونان :[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]قال أرسطو : الله لا يفكر إلا في ذاته ولا يتأمل إلا فيها، فهو العقل والعاقل والمعقول، ولذلك فإنه لا يعلم العالم ولا يُعنَى به، وليست له إرادة في حركاته، بل إن العالم هو الذي يسعى إليه سعياً آلياً، منشؤه الاستعداد الطبيعي الموجود في أجزاء مادته، وشوقها القاهر الذي يدفعها من القوة إلى الفعل . وقال دامسيوس : يجب وضع المبدأ الأول فوق كل شيء وخارج كل شيء " أي فصله عما سواه فصلاً تاماً " ، لأنه نوع من الحرية المطلقة والقدرة غير المحدودة . وقال الغنوسيون : الله أسمى من أن يتصل بالعالم، ولذلك خلق وسطاء من الملائكة ليتصلوا به ويعنوا بأمره، وأقرب هؤلاء الملائكة إلى الله هو اللوغوس . وقد ظهر الغنوسيون في القرن الثاني للميلاد، إلا أن آراءهم هذه كانت موجودة في النصف الأخير من القرن الأول، وكان بولس الرسول يحذر المؤمنين منها تحذيراً شديداً. فقال لهم مرة : لَا يُخَسِّرْكُمْ أَحَدٌ الْجِعَالَةَ " أي المكافأة " رَاغِباً فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلَائِكَةِ " كولوسي 2 :18 " . وطبعاً لا يقصد بالتواضع هنا صفة الوداعة المحمودة، بل رَفْض حقيقة علاقة الله المباشرة بالعالم، بدعوى أنها لا تليق بمجده تعالى. وهذا التواضع ولا شك، هو تواضع خبيث، لأنه عوضاً عن أن يقود الإنسان إلى تعظيم الله لاتصاله بالعالم مباشرة، يدفعه إلى الابتعاد عنه تعالى، والالتجاء إلى الملائكة دونه.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]2 - فلاسفة اليهود :[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]قال فيلون : الله لا يتصل بالعالم ولا يُعنَى به مباشرة، بل بواسطة وسطاء، فالوسيط الأول هو اللوغوس أو الكلمة أو العقل أو ابن الله. وبهذا الوسيط خلق الله العالم ويُعنَى به، وبواسطته أيضاً يمكننا الاتصال بالله ومعرفة أفكاره. والوسيط الثاني هو الحكمة التي تدير العالم وتقوده إلى اللوغوس، أما الوسيط الآخير فهو آدم، الذي وُلد منه البشر جميعاً . وقال سليمان بن جبيرول : الله منزه عن الاتصال بالعالم تنزيهاً تاماً .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]3 - فلاسفة المسيحيين :[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]قال نقولادي كوسا : اللاهوت سالب وليس بموجب . وقال توماس هوبس : الله لا يتصف بالإرادة . ولذلك فحسب اعتقادهما لا تكون لله ذاتية، وبالتالي لا تكون له علاقة بالعالم.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]4- فلاسفة المسلمين :[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]قال ابن سينا : الله لا يعلم إلا الكليات فأبطل بذلك علمه بالأفراد وعنايته بهم. فالله، في نظر ابن سينا، لا يعلم " مثلاً " أن فلاناً بعينه وُلد في يوم كذا، أو فكر في موضوع كذا، أو مات يوم كذا، أو كان مؤمناً أو كافراً. وقال ابن رشد : الله لا يعلم الكليات ولا يحيط بالجزئيات، لأن الذات الإلهية منزهة عن كليهما . وقال معمر : الله لا يعلم ذاته ولا يعلم غيره، لأن هذا يؤدي إلى التعدد في ذاته .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]ثانيا - حجج الفلاسفة وضعف الردود عليها :[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]لم يلقِ الفلاسفة السابق ذكرهم آراءهم في هذا الموضوع جزافاً، بل أيدوها بحجج كثيرة. وقد حاول الذين يؤمنون بوجود علاقة لله مع العالم تفنيد هذه الحجج بإثبات عدم تعارض هذه العلاقة مع اعتبار وحدانية الله وحدانية مطلقة أو مجردة، لكنهم لم يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً، كما يتضح مما يلي :[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]حجة الفلاسفة " 1 " : قال أرسطو : لا يتفق مع المنطق أن يكون موضوع العلم الإلهي هو عالمنا هذا لأنه ناقص، ويجب تنزيه الله عن إدراك الناقص، ولذلك فهو لا يفكر في العالم بل يفكر في ذاته وحدها .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]الرد عليها : قال أفلوطين : كيف يصحّ تدبير العالم من متحيّز في نفسه؟ وإن كانت لا علاقة لله بالعالم، فكيف أوجده " أو بالحري حركه " في بدء نشأته؟ وكيف يبقى العالم إذا لم يكن للمبدأ الأول يد في تدبيره؟ ألا يجعل أرسطو الله والعالم منفصلين، ولا حاجة لأحدهما بالآخر . ذلك لأن أرسطو كان يعتقد أن الله لم يخلق العالم، بل حركه فحسب.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]النقد : لقد أحسن أفلوطين في دفاعه عن علاقة الله مع العالم، لكن ما رأيه هو في هذه العلاقة؟[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]الجواب : إنه يعتقد كما مرَّ بنا، أن العقل انبثق من الله، ومن العقلانبثقت نفس العالم، ومن نفس العالم انبثقت نفوس البشر. فهو يعتقد بوجود علاقة لله معنا، لكن يفترض وجود وسيطين بينه وبيننا، وهما العقل ونفس العالم. وافتراض وجود وسطاء بين الله وبيننا لا يتفق مع الحق، لأن وجودهم يحدّ من محبة الله لنا وعلاقته بنا، لأن المحبة الصادقة لابد أن يتوافر فيها عنصر الصلة المباشرة. ولا حدَّ لمحبة الله لنا وعلاقته بنا. كما لا يفصلنا عن الاتصال المباشر به شيء، لأنه مصدر حياتنا وسلامنا وسعادتنا.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]فيجدر بنا أن نتساءل : لماذا افترض أفلوطين وجود وسطاء بين الله وبيننا؟[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]الجواب : لا شك أنه رأى أن وجود علاقة مباشرة لله معنا لا يتفق مع اعتبار وحدانيته وحدانية مطلقة أو مجردة. لماذا؟ الجواب : طبعاً لأن هذه الوحدانية أو تلك ليست لها علاقة بينها وبين ذاتها أصلاً، ولذلك لا تقوم لها علاقة بينها وبين غيرها دون أن تتعرض للتطور والتغير، والله لا يتطور ولا يتغير.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]حجة الفلاسفة " 2 " : قال ابن سينا : العلم بالجزئيات " أو بتعبير آخر بالأفراد " يقتضي التحيّز، والله لا يتحيّز .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]الرد عليها : قال ابن ميمون : الله لا يعلم الجزئيات من قِبَلها حتى يقع التحيز، بل إن تلك الجزئيات تابعة لعلمه المتقدم المقرر لها أزلاً .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]النقد : نحن نسلم مبدئياً مع ابن ميمون بأن علم الله بالجزئيات وبالكليات يرجع إلى ما هو مقرر لديه من جهتها أزلاً. ولكن هل يتفق مع كماله أن يكون علمه بها قاصراً على علمه المقرر لها من قِبَله أزلاً، وأنه لا يعلم شيئاً عنها في الزمان؟ وإذا كان لا مفر من الإجابة بأنه يعلمها بعلمه المقرر لها أزلاً، ويعلمها أيضاً من قِبَلها عند حدوثها في الزمان، فقد سقطت حجة ابن ميمون وثبتت حجة ابن سينا. فضلاً عن ذلك، فإن إسناد ابن ميمون العلم بالأشياء إلى الله أزلاً يقتضي وجود صورها لديه أزلاً، كما يقتضي وجود صفاته بالفعل أزلاً أيضاً، وهذا ما يتعارض مع خصائص الوحدانية المطلقة.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]حجة الفلاسفة " 3 " : قال ابن سينا : كل إدراك جزئي يتطلب وجود آلة جسمانية، وتعالى الله عن أن يستخدم آلة جسمانية . وبناءً على رأي ابن سينا، لا يدرك الله الجزئيات.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]الرد عليها : قال بعض الفلاسفة : ليس من الضروري أن يكون علم الله بالجزئيات متوقفاً على آلات، فلديه تعالى وسائل أخرى غير الآلات، يستولى بواسطتها على الجزئيات .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]النقد : لو اعتبرنا وحدانية الله مطلقة لتعذَّر علينا التسليم بوجود أية وسيلة لديه، في الأزل أو غير الأزل سوى ذاته. وذاته هذه تكون عاطلة أو غير عاملة، ولذلك لا تكون لها علاقة بنفسها أو غير نفسها، لأنه تعالى بجانب تفرُّده بالأزلية وعدم وجود تركيب فيه، لا يتغير ولا يكتسب لنفسه شيئاً على الإطلاق، ولذلك فهذا الرد لا يدحض حجة ابن سينا، ويخلق أيضاً لنا مشكلة مبهمة، لا قِبَل لنا على تصّورها.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]حجة الفلاسفة " 4 " : قال ابن سينا : الله لا يعلم الجزئيات قبل وجودها ولا بعد وجودها، لأن علمه بها يتطلب وجود كثرة في ذاته . وقال معمر : علم الله بالغير يؤدي إلى التعدد في ذاته، ولذلك فهو يتنزه عن العلم بأي شيء من الأشياء .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]الرد عليها : قال علماء المعتزلة : العلم إضافة، وكثرة الإضافات لا تؤدي إلى كثرة في الذات .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]النقد : إن إضافة شيء إلى الله، وإن كانت لا تؤدي إلى وجود كثرة في ذاته، لكنها تدل على أنه اكتسب شيئاً جديداً، وهذا لا يتفق مع ثباته وعدم قابليته للزيادة أو النقصان، ولذلك فهذا الرد لا يدحض حجة ابن سينا.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]حجة الفلاسفة " 5 " : قال ابن سينا : المعلومات الجزئية متعاقبة، وتعاقُبها يستلزم تغيّرها، وتغيّر المعلوم يقتضي تغيّر العلم به، وتغير العلم به يقتضي بالضرورة تغيّر العالم. والتغيّر على الباري محال، فعلمه بالجزئيات محال .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]الرد عليها : قال علماء المعتزلة : تغيّر العلم الناشئ من تغير الجزئيات لا يؤدي إلى التغيّر في ذات الله، لأنه يعلم كل شيء عنها أزلاً .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]النقد : علم الله بالجزئيات أو الكليات أزلاً يقتضي وجود صورها لديه أزلاً، كما يقتضي وجود صفاته بالفعل أزلاً أيضاً. وهذا ما يتلاءم مع اعتبار وحدانيته مطلقة. فهذا الرد لا يدحض أيضاً حجة ابن سينا.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]حجة الفلاسفة " 6 " : قال أرسطو : الله لا يعقل الأشياء، لأنه إذا عقلها صار منفعلاً بها، وأدى هذا إلى حدوث تغيّر فيه . وقال ابن سينا بهذا المعنى : العلم هو انطباع المعلوم في ذات العالم. ولما كان الانطباع يستلزم قابلية " أي انفعالاً " في الذات المطبوع فيها، وكانت القابلية " أو الانفعال " هي أولى خصائص الممكنات " الكائنات الحادثة " ، تنّزه الباري عن الاتصاف بها. لذلك وجب الجزم بتنزيه الباري عن العلم بالجزئيات .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]الرد عليها : قال بعض الفلاسفة : التعريف الصحيح للعلم، كما قال أوكليد الميجاري، هو استيلاء العالِم على المعلوم . وعلى هذا الاعتبار لا يؤدي علم الله بالأشياء لحدوث تغيير فيه.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]النقد : إذا اعتبرنا أن العلم هو استيلاء العالِم على المعلوم، فعلم الله بالكائنات يكون معناه استيلاءه على مدلولاتها، وهذا يتطلب وجود صفاته بالفعل، وهذا لا يتفق مع اعتبار وحدانيته وحدانية مطلقة، إلا إذا تعرّض تعالى للتطوّر والتغيّر. وبما أن الله لا يتطور ولا يتغير، إذاً فهذا الرأي لا يدحض أيضاً حجة ابن سينا .[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]حجة الفلاسفة " 7 " : قال ابن سينا : الله لا يعلم العالم " أي الكائنات التي فيه " عن طريق العالم، بل يعلمه عن طريق علمه بذاته هو. وهذا العلم أزلي وغير مرتبط بالزمان . وبناءً على قوله لا تكون لله علاقة بالعالم في الزمان.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]النقد : اتفق معظم علماء الدين الذين يقولون بوجود علاقة لله مع العالم، مع ابن سينا، على أن الله يعلم العالم عن طريق علمه بذاته أزلاً، ومع ذلك يرون أن علمه بالعالم في الزمان لا يتعارض مع اعتبار وحدانيته مطلقة.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]لكن هل عِلم الله بذاته أزلاً يتفق مع اعتبار وحدانيته وحدانية مطلقة؟[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]الجواب : طبعاً كلا، لأن العلم يتطلب التقوم من عالم ومعلوم، وقد شهد كثير من العلماء بهذه الحقيقة، فقال وليم جيمز : المعرفة فيها ثنائية تميز بين العقل والمعقول، أو العلم والمعلوم . وقال وورد : الإدراك أثينية في وحدة . وقال جنتيل : للإدراك ناحيتان . وقال هيوم : المعرفة مجموعة إدراكات، والإدراكات منها انفعالات ومنها معانٍ، ومنها علاقات . وقال أنطون كورنو : المعرفة لا تقع إلا على نسب أو علاقات . وقال سادلر : العقل طبيعة مزدوجة . وقال شلينج : المعرفة لا تقوم لها قائمة إلا بوجود اثنين، هما الذات واللاذات، أو الأنا وغيرها . ويقصد هؤلاء العلماء بالعقل هنا العقل الإنساني، كما يقصدون بالمعرفة المعرفة الإنسانية. لكن إذا نظرنا إلى الله أيضاً كعقل كامل يعقل ذاته ويعرفها، وجدنا أن هذا العمل وحده يدل كذلك على أن وحدانيته ليست وحدانية مجردة أو مطلقة، لأن عقله لذاته أو معرفته بها، يدل على وجود علاقات خاصة بينه وبين ذاته، ولا يمكن أن تكون بينه وبين ذاته مثل هذه العلاقات، ما لم تكن وحدانيته وحدانية جامعة مانعة.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]ولعل هذا هو السبب الذي دعا معمر وغيره، إلى نفي العلم عن الله نفياً تاماً، بسبب اعتقادهم أن وحدانيته هي وحدانية مطلقة.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]ثالثاً - الحل المناسب للمشكلة :[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]إذا اعتبرنا وحدانية الله وحدانية مطلقة، لما كان له علم بنا أو علاقة معنا، بل ولما كان له أيضاً علم بذاته أو علاقة معها، كما قال بعض الفلاسفة. لأنه إذا كانت هذه هي وحدانيته، كان عقلاً مجرداً، والعقل المجرد لا يعي ذاته، لأن هذا العمل يستلزم وجود اثنين : عقل يعقل، وذات تعقل. لكن إذا نظرنا إلى وحدانية الله كوحدانية جامعة مانعة، اتضح لنا أنه من البديهي أن يكون عاقلاً لذاته، وواعياً لها أزلاً، وأن يكون لديه أزلاً أيضاً صورة كاملة لجميع الكائنات التي كان في قصده أن يخلقها، وأنه تبعاً لذلك تكون له بها علاقة أزلاً أيضاً. وقد أشار الكتاب المقدس إلى علاقة الله بالناس أزلاً، وتهيئة كل ما هو لازم لهم قبل تأسيسالعالم " إقرأ مثلاً : أفسس 1 :3-6 " . ولذلك لا يقتضي الأمر في علمه بها وعلاقته معها في الزمان أن يتحيّز بحيّز، أو يتخذ وسيلة من الوسائل، أو يتغير فيصبح فاعلاً ومنفعلاً، أو يمر في أي دور من أدوار التطور، كما يقول هؤلاء الفلاسفة.[/i][/b][/color][/size][/font] [font=arial narrow][size=5][color=blue][b][i]أما تنزيه الله عن العلاقة بالكائنات بدعوى أنها أقل منه مكانة، فليس في الواقع تنزيهاً له، بل هو تجريد له من الكمال. لأنه من دواعي الكمال أن للخالق علاقة مع خلائقه كبيرها وصغيرها، وأن يعامل كلاً منها بالمعاملة التي يرى أنها تصلح لها. وقد أدرك هذه الحقيقة القديس أغسطينوس حق الإدراك، ولذلك قال : لكل شيء حكمة وغرض. وليس في الوجود شيء يكون في حساب الله تافهاً أو حقيراً .[/i][/b][/color][/size][/font] [/center] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
الله بين ( الفلسفة والمسيحية )
أعلى