الكبرياء منبع السقطات ..للقديس يوحنا السلمي

amgd beshara

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
1 يونيو 2012
المشاركات
2,537
مستوى التفاعل
617
النقاط
113
الإقامة
cairo- egypt
الكبرياء جحود لله، صنع الشياطين، ازدراء للناس، أم للادانة، ابن للمدائح، علامة للعقم، ابتعاد عن معونة الله، نذير بضلالة العقل، نصير للسقطات، علة للعصبية، ينبوع للغضب، وليّ لقساوة القلب، جهل بالحنوّ، محاسب مُرّ، قاض ظالم، خصم لله، وأصل للتجديف …

حيثما حلت سقطة فهناك سبق وسكن الكبرياء، لأن حضور الكبرياء ينبئ بحلول السقطة … فان كان ملاك قد سقط من السماء لكبرياءه فقط دون أي هوي آخر، فلننظر لعلنا نستطيع الصعود الي السماء بالتواضع فقط دون أية فضيلة أخري، فإن التكبر اتلاف لمكاسبنا واتعابنا …

عاتب شيخ أحد الأخوة علي تكبره معاتبة روحية، فأجاب الأخ: “اغفر لي يا أبي فاني لست متكبراً” ، فقال به الشيخ كليّ الحكمة: “يا ولدي، أي برهان تعطينا علي تكبرك أوضح من قولك: “لست متكبراً” ! “…

من الخزي أن يفتخر الانسان بمحاسن غيره، ولكنه منتهي الجنون أن يتباهي بمواهب الله فيه ! ان أردت أن تفتخر فافتخر بما حققته قبل أن تولد !! لأن ما حققته بعد ولادتك قد وهبك الله اياه كما سبق ووهبك الولادة نفسها !! وكل الفضائل التي صرت فيها حكيماً بغير عقلك هي وحدها التي حقاً لك !! لأن العقل قد وهبك الله اياه !! بالمثل كافة المحاربات التي خضتها بدون جسدك هي وحدها التي تمت بهمتك أنت !! لأن جسدك ليس لك بل هو خلقة الله !! …

لا تطمئن الي ذاتك ومصيرك قبل صدور الحكم الأخير عليك … ولا تتشامخ وأنت من الأرض، لأن كثيرين قد أهبطوا وقد كانوا في السماء ! …

ان الغرور ينشأ من نسيان الزلات، لأن ذكر الزلات يؤدي الي الاتضاع، فالكبرياء طامة كبري لنفس فقيرة تتوهم الغني ! فتكون في الظلام وتتخيل النور ! ان الكبرياء النجس لا يمنعنا من التقدم فقط، بل يسقطنا أيضاً من علو الفضائل ! لأن المتكبر لا يحتاج الي شيطان لاسقاطه، لأنه قد صار شيطاناً وعدواً لذاته. فكما ان الظلام غريب عن النور، فان المتكبر غريب عن الفضيلة. ففي قلوب المتكبرين تنشأ أقوال التجديف بينما في نفوس المتضعين تأملات سماوية.

ــــــــــــــــــــــــ

عن الدرجة الثالثة والعشرون من السلم الي الله


نقلا عن مدونة الاباء القديسيين


و لالهنا كل مجد و كرامة الي الابد ... امين
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,369
النقاط
0
المتكبر لا يحتاج الي شيطان لاسقاطه، لأنه قد صار شيطاناً وعدواً لذاته
هذا كلام صحيح جداً لأن قبل الكسر الكبرياء
وقبل السقوط تشامخ الروح، والكبرياء سقطة الشيطان
ربنا يرحمنا من هذا الداء عديم الشفاء

 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,183
مستوى التفاعل
1,198
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

الكبرياء ليس مرضا، بل عَرَض. معظم الكبرياء تعبير عن ضعف كامن، أو خوف دفين، أو ربما انسحاق الإنسان داخليا وتمزقه بالكلية، حتى أنه يرتفع خارجيا ليحقق بعض التوازن. محالٌ أن يكون الإنسان القوي متكبرا، من ثم فكل الكبرياء تعبير ضعف، قناع يخفي الألم، وربما حتى نداء استغاثة صامت. على ذلك ليس يكفي أبدا أيها الأحباء أن نعرف المرض، أو العرض، ثم ننقده، بل يجدر بنا أن نداويه أيضا، بالإشفاق وبالتسامح وبالمحبة، بدلا من أن نفتخر بتواضعنا، إلا إذا كنا نحن أنفسنا نحمل أيضا جرثومة المرض، لكنها فقط أقل حدة وظهورا. بالعكس لعل أخطر الكبرياء هو الساكن الكامن داخلنا، الملتبس عند صاحبه وعند الناس كأنه اتضاع، لأنه لم يخرج للنور فيتعلم صاحبه بالتجربة وينمو، وفي نفس الوقت لم يذهب عنه ويتركه لكي يتفاعل مع العالم طبيعيا وينمو مع الحياة تدريجيا ويكتشف قوته الحقيقية تباعا.​

المهم يعني باختصـار...
All We Need is Love
كما قال الأخوة البيتــلز :)


:Roses:​

كالعادة إضافة جميلة من أخ جميل، وبالمناسبة يا أستاذ هذه الصورة "الأفاتار" الجديدة رائعة!
E8uZc.gif
أما أيمونديد حبيبنا فله عندي كلام كثير، خاصة بعد رسالته عن "أزمنة الارتداد". لست أعرف بالطبع كل المخبوء في نفسك وراء هذه الرسالة، لكنك لمست بها يا صديقي وترين اثنين داخلي لا وترا واحدا... أحدهما لا أصرح به، أما الثاني فيكفي الاعتراف أن "إيدي على قلبي" حتى يجلس البابا الجديد على كرسيه. ثمن العبث في هذه المرحلة التي تمر بها مصر أكبر كثيرا مما يتخيل العابثون. صلواتكم لأجلي.. ولأجل هذا الشعب الطيب المنهك.


 

amgd beshara

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
1 يونيو 2012
المشاركات
2,537
مستوى التفاعل
617
النقاط
113
الإقامة
cairo- egypt
اضافة رائعة استاذي
خادم البتول
شكرا لمرورك و لكلامك و الاضافة الجميلة
الرب يبارك حياتك و يفرحك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,369
النقاط
0

الكبرياء ليس مرضا، بل عَرَض. معظم الكبرياء تعبير عن ضعف كامن، أو خوف دفين، أو ربما انسحاق الإنسان داخليا وتمزقه بالكلية، حتى أنه يرتفع خارجيا ليحقق بعض التوازن. محالٌ أن يكون الإنسان القوي متكبرا، من ثم فكل الكبرياء تعبير ضعف، قناع يخفي الألم، وربما حتى نداء استغاثة صامت. على ذلك ليس يكفي أبدا أيها الأحباء أن نعرف المرض، أو العرض، ثم ننقده، بل يجدر بنا أن نداويه أيضا، بالإشفاق وبالتسامح وبالمحبة، بدلا من أن نفتخر بتواضعنا، إلا إذا كنا نحن أنفسنا نحمل أيضا جرثومة المرض، لكنها فقط أقل حدة وظهورا. بالعكس لعل أخطر الكبرياء هو الساكن الكامن داخلنا، الملتبس عند صاحبه وعند الناس كأنه اتضاع، لأنه لم يخرج للنور فيتعلم صاحبه بالتجربة وينمو، وفي نفس الوقت لم يذهب عنه ويتركه لكي يتفاعل مع العالم طبيعيا وينمو مع الحياة تدريجيا ويكتشف قوته الحقيقية تباعا.​

المهم يعني باختصـار...
All We Need is Love
كما قال الأخوة البيتــلز :)


:Roses:​

كالعادة إضافة جميلة من أخ جميل، وبالمناسبة يا أستاذ هذه الصورة "الأفاتار" الجديدة رائعة!
E8uZc.gif
أما أيمونديد حبيبنا فله عندي كلام كثير، خاصة بعد رسالته عن "أزمنة الارتداد". لست أعرف بالطبع كل المخبوء في نفسك وراء هذه الرسالة، لكنك لمست بها يا صديقي وترين اثنين داخلي لا وترا واحدا... أحدهما لا أصرح به، أما الثاني فيكفي الاعتراف أن "إيدي على قلبي" حتى يجلس البابا الجديد على كرسيه. ثمن العبث في هذه المرحلة التي تمر بها مصر أكبر كثيرا مما يتخيل العابثون. صلواتكم لأجلي.. ولأجل هذا الشعب الطيب المنهك.



هو بالطبع يا أخي الحبيب الذي أحبه من قلبي جداً، الكبرياء يحتاج لتمييز، فليس كل شكل كبرياء من الخارج هو في أصله كبرياء حقيقي ينبع من القلب، ربما يكون ناتج عن ضعف في داخل النفس، ليس هذا هو محور الحديث على الإطلاق، لأن الكلام ينصب على كبرياء القلب من الداخل وليس مجرد مظهر خارجي، يُمزه الروحانيين الذين نالوا موهبة الإفراز، لأن من الممكن أن التواضع الظاهري أصلة كبرياء داخلي، وهذا يحتاج لتمييز بالروح وليس هو لكل واحد، إلا لمن نال موهبة الروح أي الإفراز وتمييز الأرواح ...

أما بالنسبة لرسالة الارتداد فهي تشمل أشياء كثيرة للغاية وفيها تعليم ورسالة تحذير لكل نفس في كل موضع وشكل، لكي لا يتخذ أحد من أي منصب أو أي شكل للروحانيين مكانة وسط الناس باسم الروح وهو خالي منه !!! لأن الارتداد ليس ارتداد شكل إنما جوهر، وهذا أخطر أنواع الارتداد لأن ارتداد الشكل ممكن التوبة عنه بلمسة من الروح القدس روح الحياة، أما ارتداد القلب الخفي هو أشد خطراً على الكنيسة كلها لأنه يضعفها ويضعها في خسارة فادحة إلى حد زحزحة منارتها وفضح عورتها أمام العالم كله ومن هنا يُجدف على الاسم الحسن فتكون لمن ارتد وصنع هذا دينونة أعظم لذلك مكتوب: [ فاذكر من أين سقطت وتب وأعمل الأعمال الأولى وإلا فإني آتيك عن قريب وأُزحزح منارتك من مكانها إن لم تتب ] (رؤيا 2: 5)، كن معافي باسم الثالوث القدوس آمين
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,183
مستوى التفاعل
1,198
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

اضافة رائعة استاذي
.........


بل أنت "الأستاذ" أخي الجميل :). تكرر منك هذا النداء لشخصي المتواضع، وأرجو أن تستبدله بنداء الأخوة، لأننا جميعا أخوة وجميعا نتعلم من بعضنا البعض، بل أعتقد شخصيا أنني أتعلم منك ومن معظم الأحباء هنا أكثر مما تتعلمون مني. فقط يلتبس على بعضنا أحيانا ما هو الذي نتعلمه حقا أو حتى لماذا نتعلم؟ نحن لا نتعلم لكي نجمع المعلومات فقط، أخي الحبيب، وإلا فالكمبيوتر أفضل منا جميعا. نحن نتعلم ونجمع المعلومات ونقرأ آلاف الكتب وملايين الصفحات ونقعي فوق المخطوطات والحفائر ونغيب في دهاليز التاريخ أو في بطون المعامل... ذلك كله كي يرقى الإنسان أخيرا ويصير إنسانا أفضل. هذه هي الغاية الوحيدة، والغاية الأخيرة! فإذا كنتَ الآن بالفعل إنسانا أفضل ـ بكل هذا أو بدونه، صبيا كنتَ أو شيخا ـ فأنت عندئذ الأستاذ الحقيقي، ومثلي عندئذ ـ دون تردد ـ في مدرسة قلبك يتعلم. :16_4_10:



.... ليس هذا هو محور الحديث على الإطلاق، لأن الكلام ينصب على كبرياء القلب من الداخل وليس مجرد مظهر خارجي، يُميزه الروحانيين الذين نالوا موهبة الإفراز، لأن من الممكن أن التواضع الظاهري أصلة كبرياء داخلي، وهذا يحتاج لتمييز بالروح وليس هو لكل واحد، إلا لمن نال موهبة الروح أي الإفراز وتمييز الأرواح ...

شوف يا أستاذنا: أنا فهمت المقصود تماما. فقط كنت أريد إقامة جسر بين "الوعظ" و"الناس"، لأن خطابنا دون هذا الجسر لا يؤثر ولا يغير وربما حتى لا يصل. الجملة الأولى في هذا النص الذي جاء به أخونا يوحنا تقول: "الكبرياء جحود لله"، فهل كل الكبرياء جحود لله؟ وحتى لو كان كل الكبرياء في التحليل الأخير جحود لله، كيف يدرك المتكبر هذا حقا إذا كان يظن في نفسه أنه من أكثر البشر إيمانا أو غيرة وإخلاصا أو خدمة وتفانيا؟ أعرف عشرات الخدام الذين يتكبرون دون وعي بقوتهم في الخدمة نفسها، يتكبرون بالبر وحتى بالإيمان، بل في تناقض صارخ قد يفتخرون بتواضعهم، كما أشرت عرضا في رسالتي! عندما يقرأ المتكبر إذن هذه الكلمات ـ أن الكبرياء جحود لله ـ فهو بالعكس يقول في نفسه: فعلا الكبرياء ده لعنة! ربنا يرحمنا. نشكر ربنا إن الواحد متواضع!


هذا فقط مجرد مثال على الهوّة التي نشأت بين "الوعظ" و"الناس" ثم اتسعت على مدار السنين، ثم ها نحن اليوم نتعجب لماذا ابتعد الناس حقا عن البر والمحبة والتسامح والسلام وبالجملة عن الله. لقد ابتعدوا عنه لأنهم من الأصل لم يعرفوه! فقط سمعوا عنه أو قرأوا، لكنهم لم "يخبروه" ولم "يعيشوه" ولم نساعدهم. ابتعدوا لأننا ببساطة حين نحدثهم نخاطب أنفسنا لا نخاطبهم. ابتعدوا لأننا فقط نكرر "المحفوظ" من الكلام ونظنه يكفي، بينما في الحقيقة نحن في واد والناس في واد آخر. إن في بلادنا اليوم ظاهرة اسمها "الإلحاد" يا أخي الحبيب، إن كنت لا تعلم، من ثم لم تعد المشكلة تتعلق فقط بمراهقة خدعها بعضهم هناك أو بساذجة أعماها الحب هنا. المشكلة تتعلق بالخطاب كله، بخطابنا ذاته وماذا يقول وكيف يصل للناس حقا. بالضبط كما في هذا المثال: نحن نقول "الكبرياء جحود لله"، فيرد علينا المتكبرون أنفسهم: آمين!


أما حين نقول ـ على سبيل المثال ـ إن "الكبرياء تعبير عن ضعف كامن" فنحن بالأحرى نساعد المتكبر ـ دون إدانة ـ على أن يتأمل الأمر قليلا. نساعده لأننا نشير أولا إلى ضعفه، فمن ثم يراجع ذاته، وعندها ربما يكتشف أنه حقا متكبر دون أن يدري. نساعده ـ على الأقل ـ على تغيير رؤيته ومنهجه في التعامل مع الآخر ولو كان متكبرا، لأنه الآن يدرك أن هذا التكبر ليس جحودا لله وإنما هو أولا ضعف واحتياج.


هذا بالطبع لا يعني أن خطابي المقترح هذا "أفضل" بأي حال من الأحوال من خطاب القديس يوحنا أو حتى الذين جاءوا بعده، الذين لست أهلا أن أحل سيور أحذيتهم. ليس هذا أبدا هو المقصود. لقد أخذتُ جملة واحدة فقط من النص، فقط لتوضيح ما أعنيه. وما أعنيه ببساطة هو ضرورة النظر للأمور وفق معطيات هذا العصر وحسب لغته ومفرداته. ما أعنيه هو ضرورة تجديد الخطاب كله، بحيث يتواصل حقا مع أهل هذا الزمن. لقد كنتَ أنت شخصيا أحد أسباب حضوري إلى هذا الموقع، وكانت كلماتك وما زالت بالنسبة لي كنزا ثمينا لا يقدر بثمن. لكنني من ناحية أخرى أعرف أيضا أن كلماتك ـ وربما كلماتي كذلك ـ يأخذها معظم الناس اليوم بـ"الكيلو" كالجرائد القديمة. يقرأون فقط بداية كل فقرة ويأخذون "المعني العام" سريعا ثم على الأكثر يقولون "ربنا يباركك" وهم في الطريق خارجا.


لكنه عيبنا نحن لا عيب الناس، أخي الحبيب. أنا أفهم جيدا ما تعنيه بالتمييز الروحي وموهبة الإفراز. أنا رجل ساعده الحظ لكي يفهم. ولكن كيف يستفيد حقا بهذه الكلمات شاب في مقتبل العمر تتحطم حياته من حوله بسبب كبريائه دون أن يدرك؟ كيف تستفيد منها فتاة عاجزة عن الارتباط أو حتى التواصل بسبب كبرياء قلبها وأيضا دون أن تدرك؟ نعم، أتفق معك،
بل مع كل حرف كتبت، ولا خلاف أبدا بيننا. فقط دعنا نقترب من الناس قليلا، من قلوبهم وأحزانهم وآلامهم، بهذه الطريقة أو تلك، بهذا الأسلوب أو بغيره.. هذا هو كل ما كنت أقصد.


أنا أيضا أحبك كثيرا يا أستاذ أيمن، وأشكر محبتك.
ربنا يباركك (حقيقي :)) ويعوضك. :16_4_10:


 
أعلى