الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
الرد على الشبهات حول المسيحية
الكائن واجب الوجود
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Fadie, post: 1620454, member: 1602"] [CENTER][SIZE=5][COLOR=#cc0000][B]الكائن واجب الوجود[/B][/COLOR][/SIZE][/CENTER] [CENTER][B][COLOR=#cc0000][SIZE=4](دراسة لاهوتية لتصريحات "أنا هو" فى الإنجيل الرابع)[/SIZE][/COLOR][/B] [SIZE=4][B][COLOR=#cc0000]فادى أليكساندر[/COLOR][/B][/SIZE][/CENTER] [CENTER][B][SIZE=4]"إن "أنا هو" الله العهد القديم بكل معناها و بكل ما يسندها من قوة إلهية و بكل ما يدعو إليها من ظروف غاية فى الأهمية، صارت هى "أنا هو" المسيح فى إنجيل يوحـــنا بكل إنطباق".[/SIZE][/B][/CENTER] [CENTER][B][SIZE=4]الأب متى المسكين[/SIZE][/B][/CENTER] [CENTER][B][SIZE=4]أيها الكائن واجب الوجود،[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]إله إبراهيم و إسحق و يعقوب،[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]اله إسرائيل السرمدى،[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]يسوع المسيح الناصرى،[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]أنت هو منذ الأزل و إلى الأبد،[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]لا إله قبلك ولا إله بعدك،[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]الآب و الإبن و الروح القدس،[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]ثالوث قدوس، إله واحد،[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]له الكرامة و المجد و السجود،[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]آمين.[/SIZE][/B][/CENTER] [B][SIZE=4][COLOR=#cc0000]مقدمة[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=4]سجَّل القديس يوحنا البشير فى الإنجيل الرابع حوار عنيف بين الرب يسوع و اليهود، و فى نهاية هذا السِجال قال الرب لليهود:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ" (يو 8 : 58). و نحن نؤمن أن هذا تصريح مباشر ليسوع حول لاهوته المُطلق الذى لله الآب. لقد كتب أكبر عالمين متخصصين فى ترجمة العهد الجديد فى القرن العشرين، باركلى نيومان و أوجين نيدا، قائلين:"مرة ثانيةً، نجد "أنا كائن" I Am أُستخدِمت فى المعنى المُطلق بحيث أنها تطابق بين يسوع و الله الآب"[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn1"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][1][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]. و هذه هى شهادتنا أمام كل جاحد، أن فى هذا النص قد أعترف يسوع بشكل مباشر أنه له نفس جوهر الآب. و قد كتبت عن هذا الموضوع سابقاً، و لكن أريد هنا أن ألقى الضوء على النص من عدة زوايا مختلفة. و كما أعتدنا، فلا يوجد إنسان يُنكر لاهوت المسيح فى النص سوى الفرقتين المعتادتين: المسلمين و شهود يهوه[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn2"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][2][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]. لكن لا يوجد عالم واحد متخصص فى أى فرع من فروع البحث العلمى فى العهد الجديد، قال أن هذا النص لا يشهد للاهوت المسيح. على العكس من ذلك، و كما سنرى لاحقاً، فأشد و أقسى بل و أعنف و أشرس نُقاد العهد الجديد، يعترفون بكل صراحة أن هذا النص هو شهادة مباشرة للاهوت المسيح. و قديماً، أجمع الآباء بشكل غريب على أن هذا النص هو دلالة قوية على لاهوت المسيح. و حينما نرى هذا الإجماع المدهش، يجب أن نفهم شيئاً واضحاً: أن الإجماع يعنى أن النتيجة النهائية لم تتأثر بأى نزعة معينة. فأنا مسيحى مؤمن تماماً أن يسوع المسيح هو الله، و إذا أجتمع معى المسيحى الليبرالى، و المسيحى الأصولى، و اللادينى، و اللاأدرى، و التنويرى، و الملحد، و كافة أطياف الفكر، فهذا يعنى أن نزعتى للمسيحية المحافظة لم تطغى على منهجيتى و آليتى فى البحث، و بالتالى نتيجتى التى توصلت لها هى نتيجة البحث النقدى فعلاً و ليس ما أردت أن أصل له من البداية![/SIZE][/B] [B][SIZE=4]إن نموذجى فى هذه الدراسة هو هذا النص المعروض، و لكن فى إطار أوسع، و هو دراسة المعانى الممكنة لعبارة ἐγώ εἰμι (إيجو "أنا" إيمى "هو، كائن"). و لأجل فِهم مستقيم لهذه المعانى، سألجأ إلى عدة إتجاهات فى الشرح، و هى: الجانب اللغوى، الخلفية اليهودية، و اللاهوت اليوحناوى. و الدعامتين الرئيسيتين لإتجاهاتى فى شرح العبارة هى نفس نظرة اليوم و الأمس: الآباء قديماً و العلماء حديثاً.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]هذه الدراسة أكتبها و أهديها لصديقى العزيز و التى تحمل هذه الدراسة إسمه. إنها لحظة توقف للنظر إلى الخلف، كيف كنا و ماذا أصبحنا، رفقاء فى مطبخ الفكر منذ أكثر من خمس سنوات...إيجو إيمى egoemi، أنا هو، الكائن واجب الوجود. هذه الدراسة مُستوحاه منه، بسببه، لأجله، و مما أعطانى من محبة و وقت و بال طويل. فهو اللاهوتى الأول على شبكة الإنترنت، و الفاحص أصول اللاهوت المسيحى من منابعه الأولى. لا يوجد من يضاهيه فى إحترافه لاهوت المسيح، فصار المدافع الأول عن لاهوت المسيح فى زمان أقسى و أشرس و أعنف من زمان آريوس![/SIZE][/B] [B][SIZE=4][COLOR=#cc0000]الجانب اللغوى[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=4]قبل أن نبدأ فى تقصى معنى قول المسيح ἐγώ εἰμι "أنا هو، أنا كائن"، فى النص محل النقاش، نحتاج أن نعرف أولاً أن هناك خلفيتين لابد أن ندرسهما قبل الدخول فيما عناه الرب فى هذا النص. الخلفيتين هما: كيفية إستخدام العبارة فى العهد الجديد بشكل عام و انجيل يوحنا بشكل خاص، و تفاصيل الحوار العنيف بين المسيح و اليهود فى الإصحاح الثامن إنجيل يوحنا البشير. العامل المشترك بين الخلفيتين، هو العهد القديم، كشاهد على الفكر اليهودى فى المرحلة النقدية المتعلقة بالقرن الأول الميلادى و القرنين السابقين له.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]المعنى البسيط لهذه العبارة يتضح من فِهم الكلمتين المكونتين لها: ἐγώ هى الضمير "أنا"، و εἰμι هى الفعل المضارع البسيط من المصدر "كون"، و لا يُوجد ترجمة فى أى لغة أدق من المعنى الذى تعطيه العبارة الإنجليزية I Am. هذه العبارة الإنجليزية تُفهم بحسب سياق النص، فلو سألنى أحدهم: هل أنت فادى؟ Are you Fadie? سأجيبه قائلاً نعم أنا هو Yes, I am. هذا الجواب فى معناه المجرد هو: نعم أنا أكون، أى نعم أنا أكون فادى، أو نعم أنا أكون هو. و لكن الجواب بهذا الشكل ركيك، فيُقال: أنا هو. و هذه الجملة حينما تُستخدم بهذا الشكل، هى جملة عادية جداً، و قد وردت آلاف المرات فى العهد الجديد و الترجمة السبعينية بهذا الإستخدام المجرد لها. فحينما يأتى جندى ليسأل بطرس:"هَلْ سِمْعَانُ الْمُلَقَّبُ بُطْرُسَ نَازِلٌ هُنَاكَ؟" فيجيب بطرس قائلاً:"هَا أَنَا ἐγώ εἰμι الَّذِي تَطْلُبُونَهُ" (أع 10: 18، 21)، فهو يستخدم الجملة بإستخدامها المجرد، قائلاً لهم "أنا هو"، أى أنا بطرس، أنا الذى تطلبونه. بهذا المعنى، لا يوجد أى دلالة أبداً للعبارة فى هذا السياق. لكن السؤال الذى يطرح نفسه: هل هناك أشكال أخرى لإستخدام العبارة، قد يترتب عليها دلالات معينة؟ هذا يُحتِم علينا أن نفهم الإستخدامات اللغوية لهذه العبارة، و خاصةً فى إنجيل يوحنا. و كجواب على هذا السؤال، يُقدم لنا العالمان نيومان و أوجينا، و هما أكبر علماء الترجمة عن اليونانية فى القرن العشرين، مُختصر غير مُخِل لهذه الإستخدامات فى إنجيل يوحنا، كما يلى:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"فى إنجيل يوحنا، أستخدم يسوع جملة "انا هو" بثلاث طرق مختلفة. أولاً، كتعبير بسيط عن الهوية فى يو 4 : 26، 6 : 20، 18 : 5. ثانياً: فى غالبية الحالات يتبعها الإسم المرفوع فى يو 6 : 35 و 51، 8 : 12، 10 : 7 و 9 و 11 و 14، 11 : 25، 14 : 6، 15 : 1 و 5. ثالثاً، فى أماكن متعددة، أُستُخدِمت بصيغة مُطلقة فى يو 8 : 24 و 28 و 58، 13 : 19. و من الضرورى أن ننظر عن قرب للإستخدام المُطلق لعبارة "أنا هو". رغم أن هناك ادلة على وجود إستخدام مشابه لهذا المُصطلح فى الأدب الدينى خارج العهد القديم، فالعهد القديم نفسه يوفر أفضل خلفية لفِهم إستخدام المصطلح فى الإنجيل. فى خروج 3 : 14، و فى المقطع الذى يعلن الله فيه عن إسمه لموسى، ترجمت السبعينية اليونانية الجملة العبرية إلى "أنا الموجود". هذه الترجمة للإسم الإلهى فى اليونانية موجودة أيضاً فى أماكن أخرى فى العهد القديم. فى أماكن متعددة، أُستُخدِمت "انا هو" I am، و هى فى العبرية حرفياً "أنا هو" I he، كالإسم الإلهى. أشعياء 43 : 25 مثال منضبط لهذا الأمر. فى هذا النص يقرأ النص العبرى "أنا، أنا هو، الذى يمحو الخطية". السبعينية تترجم الجزء الأول من هذه العبارة بإستخدام التعبير اليونانى "أنا هو" مرتين. و تقرأ السبعينية النص:"أنا هو، أنا هو، الذى يمحو الخطية"، و "انا هو" الثانية فى النص هى المساوى للإسم الإلهى. و المترجمين اليونانيين لنص أشعياء 51 : 12 أتبعوا نفس الطريقة فى الترجمة. و لاحقاً فى العقيدة اليهودية، أُستُخدِم التعبير "انا هو" بشكل واضح كإسم الله. و هكذا، فإن فى هذه النصوص فى إنجيل يوحنا، حينما يستخدم يسوع "أنا هو" بشكل مُطلق، فهو يطابق نفسه بالله"[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn3"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][3][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4].[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]من هذا الشرح نستنتج أن هناك ثلاثة إستخدامات لعبارة "أنا هو"، و هم:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]1- الإستخدام الطبيعى فى تعريف الشخصية أو الهوية، و هو الإستخدام العادى للعبارة حينما يعرف شخص ما بنفسه. و هذا الإستخدام هو نفس الذى أستخدمه بطرس، حينما أراد أن يعرف الجنود بنفسه، قائلاً لهم أنه هو الذى يطلبونه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]2- الإستخدام فى حالات الإسم المرفوع، و هو يكون حينما يريد شخص ما أن يلصق بنفسه إسم معين. مثل أن يقول يسوع:"أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ" (يو 6 : 35)، فهو فى هذه الحالة يقول أنه خبز الحياة، و قد إستخدم نفس العبارة مع الإسم المرفوع "خبز".[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]3- الإستخدام المُطلق، و هو إستخدام العبارة دون أى معنى خاص، كأن يقول يسوع:"أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ" (يو 13 : 19). و فى هذا الإستخدام لم يحدد يسوع يؤمنون أنه هو من بالضبط، فهو إستخدم العبارة بشكل مُطلق.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]هذا الإستخدام المُطلق لم يستخدمه سوى إثنان فى الكتاب المقدس: الآب، و الإبن[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn4"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][4][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]![/SIZE][/B] [B][SIZE=4]فقد قال الآب فى العهد القديم:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"فَقَالَ اللهُ لِمُوسَى: «[COLOR=#cc0000]اهْيَهِ الَّذِي اهْيَهْ[/COLOR]». وَقَالَ: «هَكَذَا تَقُولُ لِبَنِي اسْرَائِيلَ: [COLOR=#cc0000]اهْيَهْ[/COLOR] ارْسَلَنِي الَيْكُمْ»" (خر 3 : 14).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و ورد النص فى الترجمة السبعينية كالتالى:[/SIZE] [/B] [B][SIZE=4]καὶ εἶπεν ὁ θεὸς πρὸς Μωυσῆν [COLOR=#cc0000]Ἐγώ εἰμι[/COLOR] [COLOR=#cc0000]ὁ ὤν·[/COLOR] καὶ εἶπεν Οὕτως ἐρεῖς τοῖς υἱοῖς Ισραηλ [COLOR=#cc0000]Ὁ ὢν [/COLOR]ἀπέσταλκέν με πρὸς ὑμᾶς[/SIZE] [/B] [B][SIZE=4]و فى هذا النص، واضح أن المترجمين اليهود، وضعوا إسم الله "اهيه الذى اهيه" باليونانية ما يعنى "أنا أكون الذى يكون". و وضعوا إسم الله "أهيه" باليونانية فيما معناه "الذى يكون". على أننا يجب أن ننتبه إلى أن هذا الإستخدام ليس مُطلقاً، لأنه يعقبه إسم مرفوع، و هو Ὁ ὢν "الذى يكون".[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و قال الآب أيضاً فى العهد القديم:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"[COLOR=#cc0000]أَنَا أَنَا هُوَ[/COLOR] الْمَاحِي ذُنُوبَكَ لأَجْلِ نَفْسِي وَخَطَايَاكَ لاَ أَذْكُرُهَا" (أش 43 : 25).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و ورد النص فى السبعينية كالتالى:[/SIZE][/B] [LEFT][B][SIZE=4][COLOR=#cc0000]ἐγώ εἰμι ἐγώ εἰμι[/COLOR] ὁ ἐξαλείφων τὰς ἀνομίας σου καὶ οὐ μὴ μνησθήσομαι[/SIZE][/B][/LEFT] [B][SIZE=4]حيث وردت عبارة "أنا هو" مرتين فى النص، و ليس مرة واحدة كما فى النص العبرى، و الذى يقرأ كما فى العربية حرفياً. و نفس الأمر يتككر بالضبط فى مكان آخر فى سفر أشعياء، حيث نقرأ أن الآب يقول:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"[COLOR=#cc0000]أَنَا أَنَا هُوَ مُعَزِّيكُمْ[/COLOR]. مَنْ أَنْتِ حَتَّى تَخَافِي مِنْ إِنْسَانٍ يَمُوتُ وَمِنِ ابْنِ الإِنْسَانِ الَّذِي يُجْعَلُ كَالْعُشْبِ؟" (أش 51 : 12).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و قد ورد النص فى السبعينية كما يلى:[/SIZE][/B] [LEFT][B][SIZE=4][COLOR=#cc0000]ἐγώ εἰμι ἐγώ εἰμι[/COLOR] ὁ παρακαλῶν σε· γνῶθι τίνα εὐλαβηθεῖσα ἐφοβήθης ἀπὸ ἀνθρώπου θνητοῦ καὶ ἀπὸ υἱοῦ ἀνθρώπου, οἳ ὡσεὶ χόρτος ἐξηράνθησαν[/SIZE][/B][/LEFT] [B][SIZE=4]و نلاحظ أيضاً فى هذا المثال تكرار نفس الأمر، فالنص العبرى يقرأ حرفياً:"אנכי אנכי הוא"، أى:"أنا، أنا هو"، بينما يقرأ النص اليونانى:"أنا هو، أنا هو". أشكال الترجمة المتعددة فى صورة التعبير ἐγώ εἰμι، تأتى كالترجمة الطبيعية لإسم يهوه الذى أطلقه على نفسه אֲנִי־הוּא "أنا هو" فى كتب الأنبياء.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و فى العهد الجديد، يسوع فقط هو الذى يتكلم مُستخدماً التعبير بشكله المُطلق فى عدة أماكن:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]1- "إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ" (يو 8 : 24).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]2- "مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي" (يو 8 : 28).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]3- "الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ ἐγώ εἰμι" (يو 8 : 58).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]4- "أَقُولُ لَكُمُ الآنَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ حَتَّى مَتَى كَانَ تُؤْمِنُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι" (يو 13 : 19).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]لقد قال يسوع العبارة فى أماكن أخرى متعددة، و لكن هذه الأماكن الأربعة، هى الوحيدة التى نطق فيها يسوع العبارة بالإستخدام المُطلق. و أكرر مرة أخرى، أنه لا يوجد من إستخدم هذا التعبير فى الكتاب المقدس بأكمله، سوى اثنان فقط، و هما الآب و الإبن. حسناً، ليس فى الكتاب المقدس فقط، بل الإستخدام المُطلق للعبارة لم يرد فى الأدب اليونانى الكلاسيكى أبداً[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn5"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][5][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]. بكلمات أخرى، لا يوجد سوى يهوه و يسوع اللذين إستخدما هذا التعبير بهذا الشكل المُطلق فقط![/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و قبل دراسة هذا الموضوع لاهوتياً، نحن بحاجة لأن نعرف أولاً: من هو إله اسرائيل؟[/SIZE][/B] [B][SIZE=4][COLOR=#cc0000]الخلفية اليهودية[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=4]كان يسوع يهودياً اسرائيلياً عاش متنقلاً بين اليهودية و الجليل فى القرن الأول، و لكى نفهمه فى سياق صحيح، يجب أن نفهم اللاهوت اليهودى بشكل عام و فى القرن الأول خاصةً. هناك قاعدتين رئيسيتين يرتكز عليهما لاهوت العهد القديم: أن الرب الإله خالق السماء و الأرض و ما فيهما، كان فى اتصال حيوى و مباشر مع خليقته التى جبلها، و ثانيهما أنه أختار شعب اسرائيل بالتحديد ليكون شعبه هو الخاص. و أحد أركان هذا اللاهوت هو محاربة الآلهة الوثنية، و هى صفة عامة فى العهد القديم. لذلك فإننا كثيراً ما نقرأ فى العهد القديم، عن دعوة الله لاسرائيل أن يؤمن به هو وحده فقط، و نرى تحذيرات قاسية من الآلهة الوثنية. فى الكثير من هذه النصوص التى يدعو فيها الله إلى التمسك به كالإله الحقيقى الوحيد، نقرأ العبارة "انا هو" بشكلها المُطلق. فيما يلى سأعرض أربعة من هذه النصوص (كمقابلة مع الأربعة النصوص المذكورين ليسوع بالأعلى)، التى تستعرض وحدانية الإلوهية من خلال العبارة "أنا هو" و تشتمل على تحذيرات قاسية من الآلهة الوثنية، و هو ذلك المفهوم الذى ينغرس فى جذور اللاهوت التوحيدى فى العهد القديم:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]1- "اُنْظُرُوا الآنَ! أَنَا أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι وَليْسَ إِلهٌ مَعِي. أَنَا أُمِيتُ وَأُحْيِي. سَحَقْتُ وَإِنِّي أَشْفِي وَليْسَ مِنْ يَدِي مُخَلِّصٌ" (تث32 : 39).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]2- "مَنْ فَعَلَ وَصَنَعَ دَاعِياً الأَجْيَالَ مِنَ الْبَدْءِ؟ أَنَا الرَّبُّ الأَوَّلُ وَمَعَ الآخِرِينَ أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι" (أش 41 : 4).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]3- "اِسْمَعْ لِي يَا يَعْقُوبُ. وَإِسْرَائِيلُ الَّذِي دَعَوْتُهُ. أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι. أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ" (أش 48 : 12).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]4- "أَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَعَبْدِي الَّذِي اخْتَرْتُهُ لِكَيْ تَعْرِفُوا وَتُؤْمِنُوا بِي وَتَفْهَمُوا أَنِّي أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلَهٌ وَبَعْدِي لاَ يَكُونُ. أَنَا أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ غَيْرِي مُخَلِّصٌ. أَنَا أَخْبَرْتُ وَخَلَّصْتُ وَأَعْلَمْتُ وَلَيْسَ بَيْنَكُمْ غَرِيبٌ. وَأَنْتُمْ شُهُودِي يَقُولُ الرَّبُّ وَأَنَا اللَّهُ. أَيْضاً مِنَ الْيَوْمِ أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι وَلاَ مُنْقِذَ مِنْ يَدِي " (أش 43 :10 - 13).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]فى هذه النصوص نلاحظ أن إستخدام العبارة "أنا هو"، مرتبط بشكل مباشر بالتحذير من آلهة غريبة لم يعرفها شعب اسرائيل. هذا لا يعنى سوى أن إله اسرائيل، ربط نفسه بهذا التعبير، و جعل هذا التعبير هو صيغته المفضلة فى تسمية نفسه و الإشارة إلى نفسه. و اسرائيل يعرف إلهه الحقيقى بإسمه الذى أسمى نفسه به، "أنا هو". من خلال هذه النصوص رأينا كيف أن الآب لصقّ عبارة "انا هو" بنفسه، كإسمه الدال عليه من بين آخرين، و لكن لدينا حالة فريدة تُرِجم فيها إسم إله اسرائيل "يهوه" إلى "انا هو" مباشرةً:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"لأَنَّهُ هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللَّهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ (يهوه – יהוה - ἐγώ εἰμι) وَلَيْسَ آخَرُ" (أش 45 : 18).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]هناك أمرين مدهشين نلاحظهما فى هذا النص: أن لفظ "يهوه" العبرى تُرجِم فى اليونانية مباشرةً إلى "انا هو"، و أن هذا النص أيضاً يُشير إلى الإلوهية الحقيقية. فهو يقرر عن الرب أنه هو الخالق الحقيقى للسماوات و الأرض[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn6"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][6][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]. و:"هذا التقديم الذاتى كان ضرورياً فى العالم الشِركى فى المشرق القديم، و يُراد بها (أى "أنا هو") تأكيد ضمان ثقة المُستلم بأن المعلن هو الله وحده. يهوه هو الواحد العامل فى التاريخ"[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn7"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][7][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4].[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]هذه القرائن تذهب بنا إلى أن اله اسرائيل أفرد لنفسه اسماً هو الخاصة الوحيدة به. فرغم وجود الصورة الإلهية فى الإنسان بشكل نسبى، و رغم أن الإنسان اكتسب الخلود بقيامة الرب يسوع من الموت، غير أن الأزلية هى الصفة الوحيدة التى لا يشترك فيها الإنسان مع الله بأى شكل. لهذا فقد أفرد اله اسرائيل لنفسه اسمه الخاص، لسبب هادف، و هو بيان أنه هو الوحيد الذى كان منذ الأزل، و الكائن، و الذى سيكون إلى الأبد. يوحنا شدد على هذه النقطة ليس فى انجيل يوحنا فقط، كما سنرى، بل أيضاً فى سفر الرؤيا حينما قال:"أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" (رؤ 1 : 8).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4][COLOR=#cc0000]اللاهوت اليوحناوى[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=4]لا يرتبط اللاهوت اليوحناوى بتصريحات "انا هو" المطلقة فقط، بل أيضاً بالمتبوعة بالإسم المرفوع. و هذه سمة عامة فى بيان يسوع لسلطته، إذ نجدها منتشرة فى الأربعة أناجيل و ليس الأنجيل الرابع فقط. و بشكل عام، لا يوجد من ينكر أن إنجيل يوحنا كُتِب للشهادة للاهوت المسيح. الأنجيل نفسه يشهد بهذا:"وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هَذَا الْكِتَابِ. وَأَمَّا هَذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" (يو 20 : 30 – 31). و يظهر ترتيب تصريحات "انا هو" التى يتبعها الإسم المرفوع فى انجيل يوحنا كما يلى:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]1- "أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فلاَ يَجُوعُ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فلاَ يَعْطَشُ أَبَداً" (6 : 35).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]2- "أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι الْخُبْزُ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ" (6 : 41)[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]3- "أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι خُبْزُ الْحَيَاةِ" (6 : 48).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]4- "أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ" (6 : 51).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]5- "أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (8 : 12).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]6- "إِنِّي أَنَا ἐγώ εἰμι بَابُ الْخِرَافِ" (10 : 7).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]7- "أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι الْبَابُ. إِنْ دَخَلَ بِي أَحَدٌ فَيَخْلُصُ وَيَدْخُلُ وَيَخْرُجُ وَيَجِدُ مَرْعًى" (10 : 9).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]8- "أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι الرَّاعِي الصَّالِحُ وَالرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ" (10 : 11).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]9- "أَمَّا أَنَا فَإِنِّي ἐγώ εἰμι الرَّاعِي الصَّالِحُ وَأَعْرِفُ خَاصَّتِي وَخَاصَّتِي تَعْرِفُنِي" (10 : 14).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]10- "أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا" (11 : 25).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]11 – "أَنَا هُوَ ἐγώ εἰμι الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" (14 : 6).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]12- "أَنَا ἐγώ εἰμι الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ" (15 : 1).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]13- "أَنَا ἐγώ εἰμι الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ" (15 : 5).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]ما نلاحظه فى هذه النصوص هو ارتباط العبارة "انا هو" بصفات لا يمكن لمجرد انسان أن ينسبها لنفسه: خبز الحياة، نور العالم، باب الخراف، الراعى الصالح، القيامة، الحياة، الطريق، الحق، الكرمة. و هذه الصفات فى سياقها التاريخى اليهودى، هى صفات رجاء اسرائيل نفسه، و مخلص اسرائيل كما وردت فى العهد القديم! و حينما استخدم "انا هو" للإشارة إلى هويته، نراه استخدامه يصاحبه اعجاز: فتارة ينقذ التلاميذ من الغرق (يو 6 : 20)، و تارة يسقط أمامه قادة اليهود (يو 18 : 5)، و لكن الأعظم هو خروج المدينة إليه، و كأنهم يلهثون وراء ذاك المسيا الذى أعلنته زانية (يو 4 : 26). بروس ميتزجر يعلق على إستخدامات "أنا هو" فى انجيل يوحنا كالآتى:"يقوم يسوع بإستخدام سلسلة من التصريحات التى لا مثيل لها، مثل:"أنا هو خبز الحياة" (يو 6 : 35)، "أنا هو نور العالم" (يو 8 : 12)، "و "أنا هو القيامة و الحياة" (يو 11 : 25)، فيظهر على أنه يستخدم نفس الصياغة الثيؤفانية الموجودة فى العهد القديم الخاصة فقط بالطريقة التى تظهر بها أوصاف يهوه الممجدة (أنظر خروج 3 : 14). فلا عجب إذن أن ينتهى هذا الإنجيل بسرد القصة التى لا يقبل فيها يسوع عبادة توما فقط، حينما قال:"ربى و إلهى!"، و لكن أيضاً ينطق بمباركة كل من يعترف به مثل توما (يو 20 : 28 – 29)"[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn8"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][8][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4].[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]ولا تقتصر شهادة انجيل يوحنا فى هذا المجال فقط على تصريحات "أنا هو"، بل هذه الشهادة المُخلِصة تقدم يسوع على أن له نفس جوهر الله المُطلق ( 1 : 1، 20 : 28)، و هو الإله الوحيد الجنس الذى فى حضن الآب (1 : 18) و أنه الواحد مع الآب ( 10 : 30)، و أن يستطيع أن يعمل كل ما يعمله الآب (5 : 19)، و أنه يستطيع أن يُحى من يشاء (5 : 21)، و هو ديان العالمين (5 : 22)، و أنه فى الآب و الآب فيه (يو 14 : 11)، و أن الآب حال فيه (14 : 10)، و فوق كل ذلك أنه هو إبن الله الوحيد (3 : 16).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]هذا اللاهوت اليوحناوى يلخصه العالم القدير المتخصص فى كريستولوجية القرن الأول، جيمس دن، فيقول:" أحد خواص خطابات يسوع فى الإنجيل الرابع هى حديثه بدقة عن الله كأبيه، و عن نفسه كإبن الله، فهو يدعو الله "أبيه" أكثر من مئة مرة، و عن نفسه "الإبن" 22 أو 23 مرة. و لأول مرة نجد المصطلحات الدلالية فى قوانين الإيمان اللاحقة المُستخدمة عن يسوع، مثل "مونوجينيس - وحيد الجنس"، ليس فقط فى المقدمة، و لكن واحد من خطابات يسوع نفسه (يو 1 : 14، 18 - 3 : 16، 18). و بخلاف السياق العام الذى يضم الآب و الإبن معاً، فهو دائماً يعبر عن قناعته بوجوده المُسبق، وجود سابق فى السماء مع الآب (6 : 62، 8 : 38، 10 : 36، 17 : 5)، و نزوله من السماء (3 : 13، 6 : 33، 38، 41، 50، 58)، و خروجه من الله (3 : 31، 8 : 42، 13 : 3، 16 : 27، 17 : 8)، ثم مجيئه إلى العالم (3 : 19، 9 : 39، 10 : 36، 12 : 46، 16 : 28، 18 : 37). ثم نصل إلى الذروة فى واحدة من أقوى تعبيرات "أنا هو"، حينما يكون زعم يسوع عن وجوده المُسبق يصل إلى التعبير المُطلق: قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن"[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn9"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][9][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]. و تصريحات "أنا هو"، واحدة من الخصائص الأولية جداً فى لاهوت يوحنا، فيقول أحد كبار العلماء فى لاهوت العهد الجديد، و هو جورج لاد:" ربما أكثر المصطلحات اليوحناوية المميزة، هى أقوال "أنا هو"، مثل:"أنا هو خبز الحياة" (يو 6 : 35)، "نور العالم" (يو 8 : 12)، "الباب" (يو 10 : 7)، "الراعى الصالح" (يو 10 : 11)، "القيامة و الحياة" (يو 11 : 25)، "الطريق و الحق و الحياة" (يو 14 : 6)، "الكرمة الحقيقية" (يو 15 : 1). و كل هذه التصريحات هى أنعكاسات للوعى المُطلق:"قبل أن يكون إبراهيم، أنا كائن" (يو 8 : 58)"[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn10"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][10][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4].[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]لا يوجد باحث واحد جاد يجرؤ على نفى لاهوت المسيح فى انجيل يوحنا، فهو بمثابة القلعة الشامخة التى تحطم كل هجوم على لاهوت ابن الله. و لهذا السبب فقط، كان انجيل يوحنا هو أكثر كتب العهد الجديد تعرضاً لأقسى و أشرس أنواع النقد الأعلى. فكل دارس لتاريخ مدرسة توبينجين، يعرف أن شغلها الشاغل كان انجيل يوحنا. و ها قد تحطمت كل ادعاءاتها بمجىء ادولف هارناك، و هو الليبرالى لاهوتياً (!!)، و بقى انجيل يوحنا يشهد للاهوت يسوع الناصرى. و ليس انجيل يوحنا فقط، بل حتى فى رؤياه يشهد مراراً للاهوت المسيح و كثيراً ما يساوى بين أسماء إله اسرائيل و يسوع، و فى الرسائل أيضاً.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4][COLOR=#cc0000]شرح النص[/COLOR][/SIZE][/B] [B][SIZE=4]تفسير النص الصحيح و الدقيق، هو التفسير الذى يجب أن يشرح كل المعطيات و القرائن و الدلائل المتوفرة. و كل شرح لا يقدم تفسيراً معقولاً لكافة البراهين المتوفرة، هو شرح ساقط بحسب آليات المنهج الإستقراءى. و هذا منهجى فى شرح النص؛ تفسير كافة المعطيات المتوفرة فى ضوء لاهوت انجيل يوحنا بشكل عام.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]لا يمكن فِهم هذا النص، بفصله عن الإصحاح السابع و الثامن[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn11"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][11][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]. فمن يتابع السياق، يلاحظ أن حوار المسيح فى هذين الإصحاحين منسجم بشكل كبير، فى توازى مع إحتفال اليهود بعيد المظال. عيد المظال كان ثالث أكبر أعياد اليهود فى ذلك الوقت، بعد الفصح و العنصرة. و كان هذا العيد تذكاراً لتيه شعب اسرائيل فى البرية طيلة أربعين عاماً حيث قاد عمود السحاب الشعب فى الظلام، حينما نصبوا الخيام فى الصحراء، و لذلك سُمى المظال. و يستمر هذا العيد لمدة ثمانى أيام، و يشتمل على تقديم عدة أنواع من الذبائح و إقامة إحتفالات عديدة (لا 23 : 33 – 43)، (2 مك 10 : 5 – 10). و لاحقاً، كان اليهود يستخدمون مصابيح إضاءة تُوضع حول القطاع الخارجى من الهيكل، كإشارة إلى كيفية قيادة الله لهم فى عمود السحاب فى البرية بعد خروجهم من مصر. و فى هذا السياق الأوسع، بدأ يسوع خطاب لاهوتى عالى المستوى مع اليهود. و هذا الخطاب بدأ و إنتهى بتصريحات غاية فى الأهمية يعلن فيها يسوع ما خفى عن أعين اليهود.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]بدأ يسوع حواره مع اليهود قائلاً:"أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ" (يو 8 : 12). و بهذه الإفتتاحية التى لا تُفهم إلا فى السياق الأكبر الخاص بعيد المظال، أعلن يسوع أنه هو الذى قاد اليهود قديماً، و هو المستعد أن يقود اليهود و كل الأمم الآن. فكان رد فعل اليهود:"أَنْتَ تَشْهَدُ لِنَفْسِكَ. شَهَادَتُكَ لَيْسَتْ حَقّاً" (ع 13)، أو بكلمات أخرى، أراد اليهود أن يقولوا له: نحن لا يمكننا أن نصدق ما تقول، إعتماداً على شهادتك المجردة. فرد يسوع عليهم قائلاً:"وَإِنْ كُنْتُ أَشْهَدُ لِنَفْسِي فَشَهَادَتِي حَقٌّ" (ع 14)، و هو بذلك يتحدى القاعدة الناموسية، فيقول لهم أنه لا يشهد لنفسه، و لكن حتى لو كان وحيداً يشهد لنفسه، فما يقوله هو حق، و شهادته وحده كافية لهم، و لا ينبغى أن يحتاجوا لشهادة أخرى. كان يسوع واضحاً معهم و أخبرهم السبب قائلاً:"لأَنِّي أَعْلَمُ مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ وَإِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ". بهذه العبارة بدأ يسوع التعمق أكبر فى الإتيان بمتضادات، فيأتى بالشىء و ضده فى نفس الوقت. فهو لا يقول أنه يشهد لنفسه، و رغم ذلك يقول أنه حتى لو شهد لنفسه فهو حق. و السبب فى ذلك أن المسيح يعرف من أين أتى و إلى أين سيذهب، فهو عالِم بمن أرسله و إلى أين سيذهب بعد إتمام المهمة. و هو نفسه قد شرح لهم كثيراً أنه هو الوحيد الذى خرج من الله، فهو المولود الوحيد منه بحسب جنسه، و هو نفسه الذى شدد على وجود على يمين الآب، كإبن الله الوحيد. فهو يريد أن يقول عن نفسه أنه يعلم من هو جيداً، حتى و إن كانت عقولهم هى لا تستطيع إستيعاب ما يقوله، فهذا لا يغير من حقيقته فى نظر نفسه شيئاً. ثم يقابل المسيح معرفته بمعرفة اليهود قائلاً:"وَأَمَّا أَنْتُمْ فلاَ تَعْلَمُونَ مِنْ أَيْنَ آتِي وَلاَ إِلَى أَيْنَ أَذْهَبُ". فهم لا يمكنهم الرؤية، لأنهم يعيشون فى الظلام، و لكى يروا و يعرفوا من أين آتى و إلى أين سيذهب يسوع، عليهم أن يقتنوا البصيرة الروحية، ليعرفوا أصل و مصير يسوع. و تأتى المقابلة بين حالة يسوع و حالة اليهود، كتأكيد واضح من يسوع على إدراكه ماهيته، و إستحالة تأثير أى مؤثرات خارجية على حالة فِهمه و إدراكه لنفسه. ثم يستمر يسوع فى المقابلة البديعة بين الإنسان و الإله، فيقول:"أَنْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ تَدِينُونَ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ أَدِينُ أَحَداً" (ع 15). و هذه هى سقطة البر الذاتى الذى لليهود، فكيف و هم بنو الإنسان يدينون بعضهم بعض؟ لا يُمكنهم أن يدينوا كلامه، قائلين أنه ليس حقاً، أو أنه كذب، لأنه ليس للإنسان أن يدين غيره. و يسوع أوضح هذا بتطبيقه الخاص جداً على نفسه، فهو أيضاً لا يمكنه كإنسان أن يدين أحداً. رغم هذا، فلم يعطى الفرصة أن يصل هذا المفهوم القاصر عنه، سواء للمستمع أو القارىء، فقال مباشرةً:"وَإِنْ كُنْتُ أَنَا أَدِينُ فَدَيْنُونَتِي حَقٌّ لأَنِّي لَسْتُ وَحْدِي بَلْ أَنَا وَالآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (ع 16). و هنا تأتى المقابلة الثالثة، فهو و إن كان حسب الجسد لا يدين أحداً، و لكن حسب الروح هو الديان الحق نفسه. و هذا ما كان قد أوضحه يسوع قبلاُ كثيراً، فالآب قد أعطاه كل الدينونة. و حق دينونته ليس تمجيداً لذاته، و ليس مدحاً لا يستحقه، بل عن إستحقاق كامل لكل ما يدعى، فشهادته أيضاً مؤيدة بالذى أرسله. و شهادة الآب له لا تقتصر فقط على حق دينونته، إذ أن هذا التصريح جاء فى السياق الخاص بكونه نور العالم أولاً، ثم حق دينونته ثانياً. و لذلك أكمل يسوع قائلاً:"وَأَيْضاً فِي نَامُوسِكُمْ مَكْتُوبٌ: أَنَّ شَهَادَةَ رَجُلَيْنِ حَقٌّ. أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (ع 17، 18). و فى إعلانه تحديه للناموس، إذ ينسبه لهم و ليس له، يُقر بحق إعلانه، أنه هو نور العالم و الديان الحق، بشهادة الناموس الذى يتمسك به اليهود. و هذا الناموس يشهد بأن شهادة إثنين تؤخذ أنها حق. و هنا قدَّم يسوع شهادة الإثنين: شهادة الآب و شهادته هو نفسه. و لم يكن يسوع محتاجاً لدعم الناموس له، فهو الذى قال صراحةً سابقاً أن شهادته وحده هى الحق نفسه، ولا تحتاج لمساعدة من إنسان فى دعمها. فجاء سؤال اليهود الذى يحمل دلالة قوية:"أَيْنَ هُوَ أَبُوكَ؟" (ع 19). كان يجب أن يكون السؤال الطبيعى هو: من هو أبوك؟ و لكن اليهود كانوا قد فهموا أنه يتحدث عن الله بالفعل، و أرادوا التهكم عليه و السخرية منه. فيسوع يربط نفسه بالآب الذى أرسله فى وحدة فكرية متطابقة، و هذا قد أوضح لهم أنه لا يتكلم إلا عن الله. و لأن اليهود أعتبروه مجنون بهذا الشكل من السؤال التهكمى، فقد كان رد يسوع عليهم موبخاً جهلهم:"لَسْتُمْ تَعْرِفُونَنِي أَنَا وَلاَ أَبِي. لَوْ عَرَفْتُمُونِي لَعَرَفْتُمْ أَبِي أَيْضاً" (ع 19). فاليهود فى داخلهم كانوا يعتقدون أنهم يعرفون الآب، و لذلك تهكموا على يسوع. و لكن رد يسوع جاء صادماً لهم، فهم لا يعرفون الله. و لو كانوا يعرفون الله لكانوا عرفوه هو أيضاً. ثم يقابل يسوع بينه و بين نفسه فى الشق الثانى من جوابه، فيعكس احتجاجه بأنهم لو كانوا عرفوه لعرفوا الآب على حقيقته. ليس بحسب ما تخيل اليهود، و ليس بحسب الصورة المشوهة التى رسموها عنه و ورثوها لأبنائهم، و لكن بحسب الحق نفسه، كانوا سيعرفون الآب حينما يشرق نور العالم، فلا يعرف الآب أحداً من السالكين فى الظلمة. و لو كانوا عرفوا النور، لكانوا عرفوا أصل النور. و لكن لأن الظلمة تخيم أمام عيونهم، لم يستطيعوا سوى رؤية الإنسان الذى يخاطبهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]يقتطع يوحنا الحوار ليعطينا إشارة هامة، و هى أن:"هَذَا الْكلاَمُ قَالَهُ يَسُوعُ فِي الْخِزَانَةِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي الْهَيْكَلِ" (ع 20). و الخزانة هى المكان المُخصص لجمع الأموال، و هو مكان خاص فى قطاع النساء فى الهيكل، و هو المواجه للسنهدريم مباشرةً[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn12"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][12][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]. و من الشق الثانى من ملاحظة يوحنا:"وَلَمْ يُمْسِكْهُ أَحَدٌ لأَنَّ سَاعَتَهُ لَمْ تَكُنْ قَدْ جَاءَتْ بَعْدُ"، يتبين لنا أن يوحنا أراد أن يعرَّف القارىء بأن يسوع كان يعلَّم فى موضع خطر. كان حواره مع اليهود يدور فى مكان من الممكن أن يودى بحياته. و بهذه القرائن يتبين لنا أن يسوع كان متعمداً تعميق الخطاب اللاهوتى فى حضرة السلطة اليهودية الأعلى، السنهدريم. و أعتقد أن هذه الملاحظة لم تكن تُشير إلى خطورة ما سبق أن قاله يسوع، بقدر ما أنها تُشير إلى خطورة ما كان سيخرج من فمه بعد ذلك. بمعنى أنها ملاحظة تقديمية، و ليست ملاحظة ختامية. و السبب فى ذلك، هو أن الجزء الثانى من الحوار هو الأكثر خطورة و الأكثر تحدياً للعصبية اليهودية. فى نفس الوقت، فالجزء الثانى من الحوار، هو الأخطر و الأعمق فى لاهوته، من حيث صراحتهِ و مباشرتهِ. و بالتالى، فيوحنا يخبرنا بمدى الخطر الذى كاد أن يحيق بيسوع بسبب الكلام الذى قاله، و تحذير للقارىء بأن ما سيأتى عليه المسيح الآن هو أعمق و أخطر.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]لا يسجل لنا القديس يوحنا رداً من اليهود على توبيخ يسوع لهم، و كأن هذا يُشير ضمناً إلى خجل و حمرة وجه من كلمات يسوع. فأحبار اليهود العارفين و الملمين بأمور الشريعة، لا يعرفون الله حق المعرفة. و هذا ما قاله الله قديماً:"هَذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي" (أش 29 : 13)، و هو نفس ما أعاده المسيح ثانيةً:"يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هَذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ وَيُكْرِمُنِي بِشَفَتَيْهِ وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيداً" (مت 15 : 8، و أنظر أيضاً مر 7 : 6). فما كان من يسوع سوى أن يكمل مفصلاً بأكثر عمق الخطة الإلهية:"أَنَا أَمْضِي وَسَتَطْلُبُونَنِي وَتَمُوتُونَ فِي خَطِيَّتِكُمْ. حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا" (ع 21). أى أنهم جميعهم هالكين بدونه هو، و ستقتلهم الخطية رغم أنهم هم كبار علماء اليهود، و لكن الخطية أقوى منهم، و كل قتلاها أقوياء (أم 7 : 26). و بسبب هذه الخطية، و هى رفضه و إنكار إعلانه الإلهى، لن يستطيعوا أن يكونوا حيث يكون؛ أى لن يستطيعوا أن ينالوا خلاصهم الأبدى عن طريقه، بالحياة معه حيثما يكون، فى ملكوته. و رغم هذا الإعلان، لم يفهموا عما يتكلم، بسبب الظلام الذى يعيشون فيه، ففكروا فى الأمر بمقاييسهم البشرية قائلين:"أَلَعَلَّهُ يَقْتُلُ نَفْسَهُ حَتَّى يَقُولُ: حَيْثُ أَمْضِي أَنَا لاَ تَقْدِرُونَ أَنْتُمْ أَنْ تَأْتُوا؟" (ع 22). لأن الجسد لا يفهم إلا ما للجسد، ولا يمكنه التخطى لرؤية الإلهيات، تعجبوا فى أنفسهم عما سيفعل فى نفسه: فهل سيقتل نفسه و ينتهى وجوده بحيث لا يمكنهم ان يكونوا معه مرة أخرى فى المكان الذى يُوجد فيه المُنتحر؟ ففى كبريائهم داخل أنفسهم، إعتقدوا أنهم خلصوا من جهنم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]من هذه النقطة، يبدأ المسيح فى التعمق أكثر ناحية لاهوته، و يشرح لليهود المظلمين أكثر حول الخطة المسيانية الصحيحة التى أعدها الله. لا يهدف المسيح هنا سوى بيان الإستعلان الإلهى لهم، و عليهم أن يقرروا و يختاروا ماذا هم فاعلون. فكان جواب المسيح:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"أَنْتُمْ مِنْ أَسْفَلُ أَمَّا أَنَا فَمِنْ فَوْقُ. أَنْتُمْ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مِنْ هَذَا الْعَالَمِ. فَقُلْتُ لَكُمْ إِنَّكُمْ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ لأَنَّكُمْ إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا أَنِّي أَنَا هُوَ تَمُوتُونَ فِي خَطَايَاكُمْ" (ع 23، 24).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و بهذا الإعلان الصارخ، عاد يسوع مرة أخرى ليقابل بين الإنسان و الإله. فهم، أى اليهود، من هذا العالم. هم مرتبطين به و يعيشون فيه و يعيش فيهم. تخيلوا أن الوصول إلى الله يكون بقدراتهم الذاتية، و بإمكانيتهم إصلاح الإنقطاع الذى حدث بين الله و الإنسان. تماماً مثل أى فكر دينى آخر، يتخيل أن العمل الصالح كفيل بخلاص الإنسان من عبوديته للخطية. و هذه كانت مشكلة اليهود دائماً، البر الذاتى، أى تبريرهم فى أعين أنفسهم النابع من داخلهم. و لكن هذا البر الداخلى لا يُخلص الإنسان. لأن السماء تفرح بالخاطىء الذى يعرف طريق الحياة الأبدية الحقيقى، أكثر من تسعة و تسعين باراً ذاتياً. هذا لا تفرح به السماء، لأنه يسلك فى طريق عاقبته الهلاك. و لكن يسوع من فوق، فهو إبن الإنسان الكائن على الأرض و الموجود فى السماء دائماً. و هم مرتبطين بالأسفل الجسدى، و لكنه فى إتحاد كامل مع الروح، لذا فهو من فوق. هذه المقابلة هى إمتداد للمقابلة الأولى بين طبيعة وجود اليهود، أى الإنسان، و طبيعة وجود يسوع، أى الإله. فالأول لا يعرف من هو و إلى أين سيمضى، أما الثانى فيعرف جيداً طبيعته و وجوده و لماذا جاء إلى الأرض و متى و إلى أين سيرحل منها. هم محكومين بقوانين العالم، أما هو فمُجرد مُرسل لهم، أصله فوق، غير محكوم بقوانين هذا العالم. و لكن هؤلاء اليهود سيموتون بخطيتهم، إلا بشرط واحد: أن يؤمنوا أن يسوع هو "أنا هو". فالشرط الوحيد لخلاص الإنسان من الخطية، هو أن يؤمن بعمل الله الكفارى، بعمل "أنا هو" اله اسرائيل، ليخلص الإنسان من عبوديته للخطية. هذا هو إعلان المسيح لهم، و شرط خلاصهم من الخطية، أن يؤمنوا أن يسوع هو نفسه "أنا هو"، الذى تجسد ليتمم مشيئة الله الآب. و لم يستوعب اليهود رده، فكان بمثابة صدمة أولية لهم. أرادوا أن يتأكدوا من أنه يقصد ما فهموه بالفعل، فسألوه:"مَنْ أَنْتَ؟" (ع 25). لم يكن هذا السؤال رغبةً فى المعرفة الحقيقية، بل كان إندهاشاً و إستعداداً و تأهباً لما سيكرره يسوع مرة أخرى، فلا يكون هناك عتب لما سيفعلوه. و قد عبَّر أحد العلماء على تركيز اليهود على كلمة "أنت"، بأنهم كانوا يريدون أن يقولوا له:"من تظن نفسك بالضبط؟"[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn13"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][13][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]. و هنا رد يسوع قائلاً:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"أَنَا مِنَ الْبَدْءِ مَا أُكَلِّمُكُمْ أَيْضاً بِهِ. إِنَّ لِي أَشْيَاءَ كَثِيرَةً أَتَكَلَّمُ وَأَحْكُمُ بِهَا مِنْ نَحْوِكُمْ لَكِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ حَقٌّ. وَأَنَا مَا سَمِعْتُهُ مِنْهُ فَهَذَا أَقُولُهُ لِلْعَالَمِ" (ع 25، 26).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]أدرك يسوع تلاعبهم، فقال لهم أنه هو الذى كلمهم به من البداية، فهو "نور العالم"، الذى إفتتح هذا الحوار بإعلانه لهم. و يسوع لديه من المنطق ما يدحض منطقهم، و لديه ما يستطيع أن يحكم به على منطقهم البشرى الساقط، و لكن ليس هذا هو ما يحقق مسيانيته. ليس قوة منطقه، ولا بلاغة أو فصاحة أو حتى صحة كلامه، بل حق إرساليته من الآب. كان برهان يسوع الدائم و المستمر على مسيانيته، هو إرسالية الآب له. و هذا هو نفس برهانه هنا، رغم وجود إستدلالات بشرية يستطيع إستخدامها فى منطقهم المغلوط، و خطأ إستدلالهم. و لأن إرسالية الآب له حقيقية، فكلامه الذى سمعه منه و ينقله للعالم، هو كلام حقيقى، و ليس مجرد إدعاء كاذب، أو مجد ذاتى، أو إستعلاء فارغ. بكلمات أخرى، يسوع كان يريد أن يقول لهم، أن حقيقة وجوده و إعلانه الإلهى ليس محل نقاش، حتى لو كان النقاش المنطقى لصالحه، فهو يرفض حتى أن يطرح القضية للنقاش. و هذه هى ميزة الحق المُطلق، فهو غير قابل للنقاش، و غير قابل للأخذ و الرد. و كان إعلان يسوع عن نفسه حق مُطلق، فهو "أنا هو"، و هذا أمر لا يحتمل الصحة أو الخطأ فى نظر يسوع. لم يفهم اليهود أنه كان يتحدث عن الآب، فيخبرنا يوحنا أنهم:"لَمْ يَفْهَمُوا أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ لَهُمْ عَنِ الآبِ" (ع 27). و بهذا لم يستطيعوا أن يفهموا كيف أنه لا يريد طرح القضية للنقاش، فلا يخرج من الآب زيف أبداً، لأنه هو الحق، و فى نفس الوقت هو الذى أرسل يسوع "نور العالم".[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]ثم يأخذ يسوع منعطفاً أكثر وضوحاً فى خطابه، ليبلغ القمة فى عرضه لأهداف التجسد. و هذا المُنعطف يسير بقوة ناحية الإعلان الأخير و النهائى فى الخطاب، و أعتقد أن صورة هذا الخطاب كانت نغماتها مرتفعة، و دقاتها سريعة، فلا يكاد يخرج من يسوع رداً، حتى يأتى رد اليهود عليه. فهذا الشق الحيوى من الحوار يبلغ فيه المسيح الحد الأعلى للإتحاد بين الله و الإنسان، و يشرح لهم كيف أن الحرية هى نعمة من الله، و ليست نابعة من قدرة الإنسان الذاتية. و ذلك يأتى بعدما فقد المسيح الأمل فى فِهمهم و إدراكهم له و للصورة الحقيقية للآب. فيستطرد يسوع قائلاً:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئاً مِنْ نَفْسِي بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهَذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي. وَالَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي وَلَمْ يَتْرُكْنِي الآبُ وَحْدِي لأَنِّي فِي كُلِّ حِينٍ أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ" (ع 28، 29).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و فى هذا التصريح، يعلن يسوع الإتحاد الذى لا يقبل الإنفصال بين إبن الإنسان و إبن الله. فهو نفسه إبن الإنسان الذى سيرفعه اليهود على الصليب، و لكنه هو نفسه إبن الله الموجود مع الآب فى كل حين. و فى هذا الوقت بالتحديد، أى حينما يدركون عمل الفداء، سيفهمون أنه "أنا هو"، إلههم الكائن معهم منذ البداية، رغم أنه هو الإنسان الذى من طبيعتهم أيضاً. منهم من فهم إعلانه قبل الصليب، و هذا ما يعرضه يوحنا فى العدد التالى، حيث يقول:"وَبَيْنَمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهَذَا آمَنَ بِهِ كَثِيرُونَ". و منهم من آمن وقت الصليب، مثل قائد المئة الذى أعترف قائلاً:"حَقّاً كَانَ هَذَا الإِنْسَانُ ابْنَ اللَّهِ" (مر 15 : 39). و منهم أيضاً من آمن بعد الصليب فى كرازة الرسل المنثورة فى سفر أعمال الرسل. و هؤلاء الذين آمنوا به، دعاهم يسوع قائلاً:"إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تلاَمِيذِي، وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ" (ع 31، 32). فمن يثبت فى الإيمان بالمسيح، يكون تلميذاً للمسيح، و يعرف الإله الحق، و هذا الإله الحق سوف يحرره من كل قيد و خطية. ليس كل من يؤمن بالمسيح يكون تلميذاً له، لأن المعرفة النظرية لا تُخلص الإنسان. و لكن كل من يثبت فى حياة المسيح، فيحيا لا هو بل المسيح يحيا فيه (غل 2 : 20)، هذا هو تلميذ المسيح الحقيقى.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]لم يسترح اليهود المعاندين لكلام المسيح، أو بالأحرى لم يفهموا معنى الحرية التى يتكلم عنها المسيح. و هنا يبدأ فصل جديد من الحوار، حينما يدخل أب الآباء، و أبو الأنبياء، ليصير حجة اليهود، متخيلين أنه أعظم من المسيح، أو بحسب فكر المسيح: متخيلين أنه أعظم من "أنا هو" نفسه![/SIZE][/B] [B][SIZE=4]رد اليهود قائلين:"إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لأَحَدٍ قَطُّ. كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَاراً؟" (ع 33). هذا الرد يظهر بوضوح، كيف أن اليهود كانوا مستمرين فى التفكير بحسب الجسد، و بحسب الحياة فى العالم، و بحسب مقاييس الفكر البشرى. لم يكونوا قادرين على تخطى ذلك الحاجز، لينفتحوا على "نور العالم"، فيتخلصوا من ظلام عقولهم البشرية. و بهذا تفاخروا أنهم أبناء إبراهيم، متخيلين أن هذه الميزة ترفع من شأنهم. فلما رآهم يسوع لم يفهموا ماذا قصد، شرح لهم فى أطول رد تفصيلى قدمه لهم فى هذا الحوار، ما الذى خفى عن عيونهم التى تمكث فى الظلام، قائلاً:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً. أَنَا عَالِمٌ أَنَّكُمْ ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ. لَكِنَّكُمْ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي لأَنَّ كلاَمِي لاَ مَوْضِعَ لَهُ فِيكُمْ. أَنَا أَتَكَلَّمُ بِمَا رَأَيْتُ عِنْدَ أَبِي وَأَنْتُمْ تَعْمَلُونَ مَا رَأَيْتُمْ عِنْدَ أَبِيكُمْ" (ع 34، 38).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]إن أول ما نلاحظه فى رد يسوع، هو أنه مازال مُصِراً على عدم وضع الحق الإلهى الذى يعلنه محل نقاش بحسب المنطق البشرى. فنعم، أبناء إبراهيم قد أُستُعبِدوا كثيراً فى العهد القديم[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn14"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][14][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]، و ذاقوا مرارة الذل و المهانة فى السبى البابلى و الأشورى. و يسوع كان يعلم هذا كله، و لكنه كان مُصِراً أن يسمو فوق المنطق البشرى، لأن ما يعرضه هو حق مُطلق لا يمكن أن يخضع حتى لحكم العقل البشرى فيه. ثم قدم يسوع رده بعبارته التقديسية "الحق الحق"، و التى هى فى الأصل اليونانى "آمين آمين". و إستخدام هذه العبارة، فى كافة مواضعها فى كلام يسوع، هى تقديس لما يتبعها على أنه حقيقة مُطلقة لا تقبل جدال. و هذه هى الحقيقة المُطلقة التى قدمها يسوع لليهود: كل من يفعل الخطية، هو عبد للخطية. لأن الخطية تتسلط على الإنسان، و تتحكم فيه، فيصبح مثل الدمية فى يديها. و بذلك فإن اليهود عبيد حقاً، و هذه الكلمات لا تخاطب اليهود فقط، بل "كل من يعمل الخطية"، بحسب كلمات المسيح. و لأن اليهود خطاة، فهم عبيد. و عبد الخطية لن يعيش للأبد، و لن يكتسب الخلود فى المسيح. على العكس من ذلك، فالذى يقبل "أنا هو" سيصير إبناً وارثاً مع المسيح (رو 8 : 17)، و بهذا سيحيا للأبد. و لا يوجد آخر يستطيع أن يمنح حرية حقيقية من الخطية سوى المسيح، و هو الوحيد القادر على خلاص الإنسان من قيودها. لذا فكل من يحرره الإبن، يكون حراً حقيقياً، و ليس مجرد حرية وهمية يتخيلها فى عقله بمجده أو إجتهاده الذاتى. و بالرغم من أن اليهود هم أولاد إبراهيم، لكنهم يريدون إرتكاب الخطية و كسر حتى الناموس، إرادتهم قتل يسوع، رغم أن يسوع لم يكلمهم سوى بالحق، و لم يكذب عليهم، و لم يخدعهم، فأعلن لهم ما أخبره الآب به. و قتل يسوع رغم أنه لم يرتكب أى جريمة، ليس فقط خطية فى قتل نفس بلا إستحقاق، بل أيضاً فى الحقد الدفين و شهوة قتله بداخلهم. شرح يسوع السبب فى وجود تلك الشهوة بداخلهم، و هو أن كلامه لا يسكن فيهم. فهم لا يعيشون بحسب الروح، و لكن بحسب الجسد. و لأجل هذا يسيطر عليهم الجسد و أعماله، و فكر العالم المظلم هو قائدهم. و لكن كلٍ يتكلم بحسب ما تعلم: يسوع يتكلم بحسب طبيعة الآب الحال فيه، و هم يتكلمون بحسب أبيهم، و لكنه ليس إبراهيم! فرد اليهود عليه قائلين:"أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ" (ع 39). فبردهم هذا فهموا ما أراد يسوع أن يوصله لهم، من مقابلته بينه و بينهم، فلا يمكن أن يخرج من إبراهيم هذا الشر. فتشددوا قائلين أنهم نسل إبراهيم، و كأن هذا يجعلهم أبراراً فى عينى الله. و هنا أوضح يسوع قائلاً:"لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ! وَلَكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللَّهِ. هَذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ. أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ" (ع 39 – 41). فهؤلاء يريدون قتل برىء، و إبراهيم لا يمكن أن يعمل ذلك، و لهذا هم ليسوا أبناء إبراهيم، لأنهم لا يحملون طبيعته. فيسوع لم يعلن سوى حق الآب، و مع هذا يريدون قتله. و إبراهيم من المستحيل أن يفعل ذلك، فهم أبناء أب آخر غير شرعى، لأنهم إنحرفوا عن عبادة الله الحق. فبدأوا فى الدفاع عن أنفسهم:"إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِناً. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللَّهُ". فبحسب تخيلهم، هم يعبدون الله بالحق، و لهذا الله هو أبيهم لأن أبيهم هو إبراهيم الذى عبد الله بأمانة، و ليسوا أبناء زنا، أى أبناء عبدة الأصنام. و لكن الحقيقة غير ذلك، فهم أبناء إبراهيم بحسب النسل الجسدى، و لكنهم لم يسلكوا كما سلك إبراهيم، و لم يعبدوا الله كما عبد إبراهيم الله، حتى أنه تسمى "خليل الله".[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]فى هذه اللحظة حمى يسوع و أعلن لهم الحق دفعة واحدة، مما أخل بثباتهم الفكرى، فقال:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"لَوْ كَانَ اللَّهُ أَبَاكُمْ لَكُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي لأَنِّي خَرَجْتُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ وَأَتَيْتُ. لأَنِّي لَمْ آتِ مِنْ نَفْسِي بَلْ ذَاكَ أَرْسَلَنِي. لِمَاذَا لاَ تَفْهَمُونَ كلاَمِي؟ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَسْمَعُوا قَوْلِي. أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌّ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ. وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي. مَنْ مِنْكُمْ يُبَكِّتُنِي عَلَى خَطِيَّةٍ؟ فَإِنْ كُنْتُ أَقُولُ الْحَقَّ فَلِمَاذَا لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي؟ اَلَّذِي مِنَ اللَّهِ يَسْمَعُ كلاَمَ اللَّهِ. لِذَلِكَ أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَسْمَعُونَ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنَ اللَّهِ" (ع 42 – 47).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]هذا الرد مُطول يشتمل على عدة نقاط لاهوتية أعلنها يسوع. فأولاً، يعلن يسوع أنه خرج "من الله" εκ του Θεου فى بيان واضح عن تجسده[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn15"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][15][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]، و إذا كانوا هم يعرفون الآب معرفة حقيقية، كانوا سيفهمون يسوع، و يفهمون مجيئه و تجسده. و لكن هذا لم يحدث، رغم أن الذى أرسله هو الآب، الذين يدعون معرفته و أنهم يعبدونه بالحق. و هم لا يستطيعون لا أن يفهموا كلامه، لأنهم لم يقبلوه. و السمع هنا المقصود به قبول كلامه، و ليس أنهم لا يسمعون. و هم غير قادرين على قبول كلامه، لأنهم من أبليس، هو أبيهم الحقيقى، و ليس الله. و لأن أبليس يبغض النور، فكذلك أبناؤه يبغضون النور و الحق، فلا يستطيعون قبول يسوع، لأنه يكشف أعمالهم السيئة، و منطقهم المُعوج. لا يريدون تحمل المسئولية، لأن القبول، ثم الفِهم، ثم الحياة، مسئولية و ليسوا قراراً سهلاً. و هم يحبون أن يعيشوا بحسب شهواتهم. و هذا ليس مُستغرباً، فإبليس نفسه هو الكذاب و أبو الكذاب، و لا حق فيه. و كما يريدون أن يعيشوا بحسب الظلمة، يرفضون النور نفسه ولا يؤمنون به. هذا النور هو الحق، ولا خطية فيه. لأن هذا كان منذ القديم، حينما أُختِير الحمل بلا عيب. و لأنهم يرفضون الحق، فهم ليسوا من الله، و ليسوا بأبناء الله، لأن الذى من الله يعيش بحسب كلام الله، ولا يتردد فى قبوله و هو عكس ما كانوا يفعلوا.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]هنا ثار إبليس، ليُسقِط على يسوع ما به، فقال اليهود ليسوع:"أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَناً إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟" (ع 48). و هذا الإتهام بأنه سامرى و به شيطان، بسبب مشابهة إسلوب يسوع لإسلوب السامريين فى تعنيف اليهود. فما كان من يسوع سوى أن يجيبهم ببساطة:" أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ لَكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي. أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ. اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ" (ع 49 – 51). فهذه هى الحقيقة، أن ليس يسوع هو الذى به شيطان، بل هذا الشيطان هو أبيهم هم. و يسوع لا يفعل سوى رد إكرام الآب له، لأن نسب اليهود بأفعالهم له هو إزدراء بالآب و إهانة له. و أن يُقال على من يكرم الآب أن به شيطان، فهذه إهانة له. و فى هذا الحوار بأكمله، لم يطلب يسوع من اليهود سوى أن يكونوا للآب بحسب الحق، ولا يأخذ شيئاً عن غير إستحقاق لمجرد تمجيد نفسه. و لكن الذى يطلب المجد حقاً هو الآب، و هو نفسه الذى سيدين الإهانة و الإزدراء. فلو أراد شخصاً أن يحيا للأبد، و ينال ملكوت الله، فيجب أن يثبت فى المسيح، و يحفظ حياته بحسب إنجيل المسيح. هذا لن يرى الموت أبداً. و هنا كرر اليهود نفس الإهانة قائلين:"الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَاناً. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ وَأَنْتَ تَقُولُ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ. وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟" (ع 52، 53). و بهذا الفكر المنغلق، مازالوا مستمرين فى التفكير البشرى المحدود، الذى لا يستطيع فِهم السمو الإلهى الذى يتحدث به المسيح. فيسوع أعلن لهم أن من يعيش بحسبه، لن يموت، فهو "أنا هو" القادر أن يحى من يشاء و يميت من يشاء، و لكنهم أخذوا كلامه بشكل مادى زمنى، و قارنوه بموت الأنبياء. هذا الفكر جعلهم يفكرون أن يسوع يعظم نفسه كإنسان فوق إبراهيم، و أصبحوا فى قمة الحيرة: من يكون هذا؟ من يجعل نفسه؟ لكن يسوع بالفعل أعظم من إبراهيم، فهو الذى قال عن نفسه سابقاً أنه أعظم من مجرد نبى:"مَاذَا خَرَجْتُمْ لِتَنْظُرُوا؟ أَنَبِيّاً؟ نَعَمْ أَقُولُ لَكُمْ وَأَفْضَلَ مِنْ نَبِيٍّ" (مت 11 : 9, لو 7 : 26).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و برد يسوع على هذا الفِهم القاصر، تبدأ النهاية. فهم لم يفهموا كيف سيحيا يسوع للأبد، و لم يفهموا كيف سيجعل من يؤمن به يحيا للأبد، و عادوا ليكرروا عظمة إبراهيم مرة أخرى، و كأنهم يحقرون منه، و ينزلون من مكانته، فى محاولة منهم ليجعلوه يدرك حجمه الطبيعى الذى يتخيلونه. و فى كل هذا، كان يسوع يؤكد لهم أنه لا يأخذ ما لا يستحق، فهو ليس من هذا العالم، و ليس من أسفل، و هو الذى خرج من الآب. و حاول أن يشرح لهم أن وجوده البشرى ليس سوى لأنه مُرسل، و ليس لأن هذا أصله. كان هذا فى مقابلاته الكثيرة بين وضعه و وضعهم. و مع رد يسوع، بدأ الفصل الختامى فى هذه المعركة اللاهوتية. رد يسوع قائلاً:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئاً. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلَهُكُمْ وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِباً لَكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ. أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ" (ع 54 – 56).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]مرة أخرى، أوضح يسوع لليهود أن مجده ليس مزيفاً أو وهمياً، بل هو مجد حقيقى لأنه نابع من الآب، الذى يعتقد اليهود أنهم يعبدونه. هذا المجد مجد أزلى، كان للمسيح قبل تأسيس العالم. و لكن هذا المجد ليس شيئاً الآن بحسب الجسد لأنه قد أخلاه آخذاً صورة عبد (فى 2 : 7). و هذا المجد الأزلى أسترده المسيح مرة أخرى بعد قيامته من الموت. و حينما يقول يسوع أنه يعرف الآب و اليهود لا يعرفونه، فالسبب فى هذا أنه منه (يو 7 : 29). و هو يعرفه و يحفظ قوله لأنه منه. و هنا يستعلن المسيح الخطة الإلهية الموضوعة منذ القديم، فإبراهيم نفسه الذين ينظرون له على أنه القامة و يتفاخرون طوال الوقت على أنه هو أبيهم بل و كانوا يتكبرون به على يسوع نفسه، أصبح الآن فى كلمات يسوع يتهلل، أى أنه أبتهج ηγαλλιάσατο، لكى يرى يوم الرب، يوم المسيح نفسه[/SIZE][/B][URL="http://www.blogger.com/post-create.g?blogID=4188331777320817264#_ftn16"][B][SIZE=4][COLOR=#b47b10][16][/COLOR][/SIZE][/B][/URL][B][SIZE=4]. هذا اليوم رآه إبراهيم، و ليس المسيح هو الذى رأى يوم إبراهيم. هذا هو يوم الفداء العظيم، الذى فرح به إبراهيم، كى يتحقق خلاصاً له و لشعبه و فيه تتبارك كل أمم الأرض. هذا هو نسل إبراهيم الذى قِيلت فيه المواعيد. و لكن أصر اليهود على فِهم يسوع بحسب المعايير البشرية، قائلين:"لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟" (ع 57). فالمسيح لم يكن قد أكمل الخمسين سنة، و هو تعبير للمبالغة على ما يبدو، فكيف يقول لهم أن إبراهيم رآه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]و فى رده العظيم هذا، أنهى يسوع هذا النقاش، إذ قد شرح لهم كل الإلهيات، و لم يفهموا، و أولاً لم يقبلوا لأن إبليس أعماهم. كان هذا الرد يحمل من القوة ما يجعلنا لا نستغرب رد فعل اليهود. قال يسوع:[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ αμὴν αμὴν λέγω υμιν, πρὶν Αβραὰμ γενέσθαι εγὼ ειμί" (ع 58).[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]قدمَّ يسوع رده النهائى بنفس الصيغة التقديسية "الحق الحق"، و التى تتضمن أن ما سيتبعها هو حق مُطلق لا مساس به، ولا يخضع لمناقشات المنطق العقلى و البرهنة البشرية. و قال لهم قبل أن يأتى إبراهيم للوجود "أنا هو"، "أنا كائن" εγὼ ειμί. و هذا هو نفس إسم الله فى العهد القديم، أخذه لنفسه، و أعلنه لهم، ليس بتجنى منه، و لكن عن إستحقاق كامل، إذ أنه واحد مع الآب فى الجوهر و الطبيعة و الذات. و لم يقل المسيح "أنا كنت"، لأن هذا ليس إسم إله اسرائيل، فكما رأينا، الكينونة السرمدية الدائمة هى الصفة الوحيدة التى تفرد بها أله اسرائيل، فلم يشاركه فيها الإنسان أبداً بأى شكل و لا حتى بشكل نسبى. لذلك كان المسيح حريصاً فى إستخدامه للإسم، أن يكون صحيحاً. و لأن هذا هو إسم أله اسرائيل، فبالتأكيد وصف المسيح نفسه بالكينونة الدائمة. فهو لم يختر إبراهيم لأنه خُلِق قبل إبراهيم و لكن ليس قبل آدم، و ليس قبل العالم، ولا حتى أنه خُلِق أصلاً. بل المسيح إختار إبراهيم لأنه هو موضع النقاش و الحوار، و ليس آخر. بكلمات أخرى، لم يكن إختيار إبراهيم إقصاء لأى آخر، بل إختياره كان بسبب وضعه الوحيد فى سياق الحوار بين المسيح و اليهود. و هنا يجب أن ننتبه إلى أن المسيح فى هذا النص كان مازال مستمراً فى المقابلة بين الإله و الإنسان، بين الذى من أسفل و الذى من فوق، بين ظلمة العالم و نور العالم؛ فها هو يقارن بين المخلوق، الزمنى، المحدود، و الخالق، الغير خاضع للزمن، الغير محدود. و هذه المقابلة كانت هامة، حتى ينهى المسيح بإعلانه هذا الحوار الذى وصل إلى نهايته الفكرية مع اليهود. فقد بلغ معهم أقصى ما يمكن من الشرح، و لكن إنغلقوا على التفكير المادى المحسوس، و رفضوا أن يصعد بهم لمستويات أعلى. ففى المرة الأولى حينما أعلن لهم أنه "أنا هو"، إرتبكوا و لم يفهموا هل هو يقصدها فعلاً، أم انه يقصد أمر آخر، و لذلك سألوه: من أنت؟ و لكن الآن كان كلام المسيح صريحاً واضحاً، لا يخضع لأى فِهم خاطىء، و لا يوجد تبرير آخر له. لقد قالها صريحة: أنا هو الكائن قبل أن يأتى إبراهيم للوجود. و لهذا السبب، كان رد فعلهم أن:"رَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ" (ع 59). فقد كانوا واثقين أنه جدف على الله، و أخذ إسم الله، مدعياً انه هو إله اسرائيل نفسه، فرفعوا الحجارة ليرجموه.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]لقد إنتهى الحوار، و حكموا على أنفسهم بالرفض. فحقاً قال الروح على فم يوحنا:"إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ" (يو 1 : 11). رغم إعلانه لهم بطريق الخلاص، لكنهم لم يقبلوا لأن الشر يسيطر على فكرهم.[/SIZE][/B] [B][SIZE=4]كانت هذه هى المعالجة التى أزعم أنها أدق معالجة فى تفسير النص، حيث تتناول كافة المعطيات و الأدلة و القرائن المطروحة. كل تفسير آخر للنص لا يفسر كافة المعطيات، هو تفسير ساقط علمياً لا قيمة له. و يأتى الوقت الآن، لإختبار هذه المعالجة فى ضوء شقى التفسير الكتابى المستقيم: الآباء و العلماء.[/SIZE][/B] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
الرد على الشبهات حول المسيحية
الكائن واجب الوجود
أعلى