الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
القديس بولس الرسول (فيلسوف المسيحية) + ملف خاص +...
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="ABOTARBO, post: 2007251, member: 84651"] [CENTER][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][SIZE=5] [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4] 4. خطاب بولس الرسول [/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic] "فبعدما حصلت مباحثة كثيرة، قام بطرس وقال لهم: أيها الرجال الإخوة، أنتم تعلمون أنه منذ أيام قديمة اختار اللَّه بيننا، أنه بفمي يسمع الأمم كلمة الإنجيل ويؤمنون". [7] [/FONT] [FONT=Simplified Arabic]يُعتبر هذا المجمع مثلاً رائعًا للقرارات الكنسية، إذ لم يُحكر على أحد في الرأي، بل أُعطيت الفرصة للفريقين أن يناقشا الأمر بكل صراحة وانفتاح، في جوٍ من الحب. ولم نؤخذ القرارات بطريقة تعسفية ولا بتسرعٍ. تمت مباحثات ليست بقليلةٍ بين الفريقين، وكان بولس وبرنابا يمثلان قيادة الفكر الذي يراه البعض متحررًا، وبعض المؤمنين الذين من مذهب الفريسيين يمثلون الفريق المتعصب.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]وقف القديس بطرس الذي من جانبٍ يمثل كنيسة الختان، وقد عرف بحفظه للناموس حتى حسبه البعض كمن يقف في مقابل القديس بولس رسول الأمم، ومن جانب آخر فهو الذي دعاه الروح القدس للكرازة في بيت قائد المائة الأممي كرنيليوس منذ قرابة عشر سنوات، لذلك يقول: "منذ أيامٍ قديمة". هذه هي آخر إشارة إلى القديس بطرس في سفر الأعمال، وكأن القديس لوقا بعد أن استعرض عمل الله في خدمته ختم ذلك بتهيئة الجو للخدمة بين الأمم، ليكمل السفر الدور الخطير الذي قام به رسول الأمم بالكرازة في العالم حتى بلغ العاصمة ذاتها.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]يرى البعض أن الدور الذي قام به الرسول بولس حين انتهر القديس بطرس وقاومه علانية حين انسحب عن الاشتراك مع المسيحيين الذين من أصل أممي في تناول الطعام كان له فاعليته (غل 2: 11). هنا يشير القديس إلى عمل الله معه هذا الذي دعاه لقبول كرنيليوس الأممي في الإيمان، ويعمده هو وأهل بيته. فقد أظهر القديس بطرس نوعًا من التعجب، كيف يناقش أمر قد استقر فعلاً، ومع كونه ليس رسولاً للأمم فإن الله دعاه للخدمة بينهم مبكرًا، "منذ أيام قديمة". ما يبحثونه الآن سبق أن ثار في ذهن القديس بطرس وجاءته الإجابة من السماء حين رأى الملاءة، وصدر له الأمر أن يأكل دون أن يقول عن هذا دنس أو نجس.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]كأن الرسول بطرس يتساءل: لقد كرزت لأول أممي بدعوة عن الله نفسه ولم يحتج أحد على قبوله هو ومن معه الإيمان دون أن يُختتنوا، فلماذا تحتجون على أولئك الذين يكرز لهم الرسول بولس؟[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]يرى كثير من الدارسين أن القديس بطرس اتسم بالغيرة المتقدة نحو الخدمة وخلاص الكل: اليهود كما الأمم، لكنه لم يظهر أنه كان رئيسًا للمجمع، فإنه لم يقم بافتتاحه ولا أيضًا بختامه، بل بدأ المجمع بالمباحثات الكثيرة دون الإشارة إلى أسماء المتكلمين، ولا قدم لنا الإنجيلي تفاصيل الحوار. ربما تحدث القديس بطرس بكونه أكبر الحاضرين سنا، ولأنه اعتاد أن يتكلم (أع 2: 14؛ 3: 6، 12)، هذا بجانب أنه صاحب خبرة إذ وضع في مثل هذا الموقف حين استدعاه كرنيليوس. أخيرًا فإن كثير من المسيحيين من أصل يهودي يتطلعون إليه كرجلٍ محافظٍ على الناموس، لأنه رسول الختان، فكان لديهم استعداد أن يسمعوا له في هذا الشأن. إنه لم يُتهم قط مثل الرسول بولس أنه متحرر من جهة حفظ الناموس حرفيًا.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "واللَّه العارف القلوب شهد لهم معطيًا لهم الروح القدس كما لنا أيضًا". [8] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]الله الفاحص القلوب وعارف بأسرارها يعلم تمامًا إن كان هؤلاء الأمم بكل إخلاص قد رجعوا إليه بكل قلوبهم وصاروا له أم لا، وإذ وهبهم روحه القدوس على نفس المستوى كما وهب اليهود، فأي اعتراض يمكن أن يقدمه الإنسان؟[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "ولم يميِّز بيننا وبينهم بشيء إذ طهّر بالإيمان قلوبهم". [9] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]جاءت هذه العبارة المختصرة جدًا أشبه بثورة داخلية يقوم بها الروح القدس نفسه لتقديم مفهومٍ عميقٍ للخلاص، يسمو فوق الحرف، ويخترق النفس، ويملك على القلب. إنه الإيمان الحي العملي بيسوع المسيح المخلص.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]لقد انعقد المجمع بخصوص الأمم المتنصرين وموقفهم من الناموس الموسوي، وهوذا القديس بطرس يكشف عن التحرر من حرف الناموس ليس بالنسبة للأمم فقط بل وبكل مؤمن، حتى إن كان من أصل يهودي.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]يصرح القديس بطرس أنه لا يقدم رأيًا شخصيًا، بل شهادة الروح القدس نفسه الذي ناله الأمم بواسطة الآب العارف القلوب، وأن الله لم يميز بين يهودي وأممي في تقديم عطية الروح القدس. "كما لنا أيضًا"، أي بدون أي إجراء طقسي خاص بالناموس. "ولم يميز بيننا وبينهم" [٩].[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]حلول الروح القدس على الأمم هو إعلان عملي عن حكم الله بخصوص الأمم أنهم قد رجعوا بكل قلوبهم، في إخلاص متمسكين بالإيمان به. حلوله هو ترحيب الله للأمم لكي يشتركوا مع اليهود في ذات الإيمان بلا محاباة أو تمييز بينهم. لماذا إذن يُستبعدون كمن هم بعيدون عن اليهود الذين يظنون أنهم أقدس منهم (إش 56: 5).[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]لقد صاروا شركاء معنا في ذات الميراث وشركاء الجسد (أف ٣: ٦)، شركاء في العضوية في جسد السيد المسيح حيث ليس ختان ولا غرلة.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]إن كانوا لم يختتنوا ولم يتمموا ناموس موسى حرفيًا إلا أن الله أظهر أن حفظ هذه العادات ليس بالأمر الضروري لقبول الإنسان لدى الله، متمتعًا بالشركة معه. لم يعطِ اليهود أية ميزات على الأمم، بل برر الجميع وقدسهم ووهبهم عطايا الرب على وجه المساواة.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]"طهر بالإيمان قلوبهم"، فما عجز الناموس عن أن يفعله في حياة اليهود، إذ لم يكن قادرًا على تطهير القلوب والضمائر الخفية حققه الإيمان بالمسيح لدى كلٍ من اليهود والأمم. تطهير قلوبهم هي شهادة عملية عن عدم حاجتهم أو التزامهم بالعادات الخاصة بالشريعة الموسوية.[/FONT] [FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]تلك المعموديّة أيضًا التي توهب مرّة للجميع تطهّر بالإيمان. يقول الرسول بطرس في رسالته: "أعطانا مثالاً لفلك نوح كيف خلص ثماني أنفس بالماء"، مضيفًا: "لا إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح" (راجع 1[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]بط 3: 20-21)، الذي احتقره الفرّيسيّون وغسلوا ما هو في الخارج، وتركوا الداخل في فساده.[/FONT] [FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]من لا يهتم ويسهر باحثًا عن الوسائل التي بها ينقّي العيون التي تعاين ذاك الذي يشتاق إليه بحبٍ عميقٍ؟ لقد عبّر الكتاب المقدس عن هذا، قائلاً: "طهّر بالإيمان قلوبهم" [9]. الإيمان باللَّه ينقّي القلب، والقلب النقي يعاين اللََّه... يلزمنا أن نميّز إيماننا غير مكتفين بالاعتقاد، فالاعتقاد لا يكفي ليكون علّة تنقية القلب. لقد قيل: "إذ طهَّر بالإيمان قلوبهم"، ولكن بأي إيمان غير ذاك الإيمان الذي عرفه الرسول، قائلاً: "الإيمان العامل بالمحبّة" (غل 5: 6). هذا الإيمان يميّزنا عن إيمان الشيّاطين وإيمان فاسدي السيرة... ذلك الإيمان الذي يرجو مواعيد اللََّه. لا يوجد تعريف أكثر دقّة أو كمالاً من هذا التعريف، ففي هذا الإيمان توجد الأمور الثلاثة التالية:[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]ذاك الذي إيمانه عامل بالمحبّة، والذي يترجّى مواعيد اللََّه.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]الرجاء أيضًا مشارك للإيمان، إذ بقدر عدم رؤيتنا لما نعتقد به يكون الرجاء ضروريًّا لئلا نفشل بسبب عدم رؤيتنا ويأسنا من أن نراه... فعدم رؤيتنا يحزننا، لكن رجاءنا في الرؤية يعطينا عزاءْ. للرجاء موضع هنا، وهو مشارك للإيمان.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]أيضًا المحبّة التي بها نشتاق ونجاهد من أجل الحصول على الشيء ونلتهب شوقًا، ونجوع ونعطش.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] القديس أغسطينوس [/FONT][FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]يؤمن الأمم أيضًا به لكي يتبرّروا، ولا يوجد فرق بين يهودي وأممي في الإيمان، فإنّه إذ يُنزع الختان والغرلة يصيرا واحدًا في المسيح.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] أمبروسياستر "فالآن لماذا تجرّبون اللَّه بوضع نيرٍ على عُنق التلاميذ، لم يستطع آباؤنا ولا نحن أن نحمله؟" [10] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]في حزم يوبخ القديس بطرس المعلمين الذين يتركون الجوهر وهو تطهير القلب بالإيمان ليتمتع بالحضرة الإلهية، وينشغلوا بتنفيذ عادات حرفية عاجزة عن أن تتسلل إلى القلب لغسله. إنه بقوة يوبخ الذين يُلزمون الأمم بناموس موسى. جاء حديثه يحمل خفية تحرر حتى اليهودي من حرف الناموس، لأنه نير لا يستطيع أحد أن يحتمله.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]إن كان الله يطهر قلوبهم بالإيمان دون أن يلزمهم بناموس موسى، فلماذا يتعدون الله نفسه ويجربونه بضغطهم على الأمم، وإلزامهم ما لا يطلبه الله نفسه منهم؟ لقد قبلهم الله كما هم خلال الإيمان، فلماذا يُغضبون الله بطلب أمور قد أبطلها، لأنها كانت ظلاً لحقيقةٍ تمت فانتهى الظل.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]إذ يقارن الرسول بين التزامات الناموس الحرفية ونعمة الإيمان يحسب الأولى نيرًا ثقيلاً، والثانية حرية مجد أولاد الله. الأولى دعاها الرسول بولس "نير العبودية" (غل 5: 1)، لأن النير هو رمز العبودية (1 تي 6: 1)، والحزن (مرا 3: 27)، والعقوبة (مرا 1: 14)؛ والضيق.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]نير الناموس يعطل حرية الإيمان، حرية مجد أولاد الله. لقد جاء السيد المسيح ليعتق الأسرى ويبشر بالحرية (نح 5: 8).[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]كشف القديس بطرس بكل صراحة عن الأنين الذي في داخله من جهة ثقل حرفية الناموس على عنقه هو ومن معه كما على أعناق آبائه. فقد جاء السيد المسيح ليرفع عنا نير حرفية الناموس غير المحتمل ليهبنا نيره الهين أو الحلو (مت ١١: ٣٠). قدم لنا نير المسيح حتى البرّ الذي في الناموس بلا لوم (في ٣: ٦)، إذ أكمله تمامًا لحسابنا. لقد أظهر الصليب الفارق بين نير الناموس ونير المسيح في شخص اللص اليمين. فقد حكم الناموس عليه بالموت في أبشع صورة، لكنه إذ تطلع بإيمان للسيد، وحوَّله إيمانه إلى عمل بسيط: الشهادة له وسط ضجيج الصالبين (لو ٢٣: ٤٢)، تمتع بنير المسيح: "اليوم تكون معي في الفردوس".[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]طالب القديس بطرس أن نترفق بالآخرين ولا نكون كالذين "يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل، ويضعونها على أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم" (مت ٢٣: ٤).[/FONT] [FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]كان الناموس محزنًا للإسرائيليّين كاعترافهم، وكما أدرك الرسل الإلهيّون. فقد وبّخوا الذين كانوا يسعون أن يرجع الذين آمنوا (بالمسيح) إلى ممارسة الطقوس الناموسيّة... [/FONT] [FONT=Simplified Arabic]لقد علمنا المخلص نفسه ذلك، صارخًا، قائلاً: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم؛ احملوا نيري عليكم وتعلّموا منّي، فإنيّ وديع ومتواضع القلب، فتجدون راحة لنفوسكم" (مت 9: 28). يقول إن الذين هم تحت الناموس كانوا في تعب وثقيلي القلب. وقد دعا نفسه وديعًا، حيث لم يكن للناموس هذه السمة. إذ يقول بولس: "من يحتقر ناموس موسى، يموت بدون رحمة على فم شاهدين أو ثلاثة شهود" (عب10: 28). [/FONT] [FONT=Simplified Arabic]يقول (السيد) ويل لكم أيّها الناموسيّون فإنّكم تأمرون بحزم أحمالٍ مؤلمة لا يمكن احتمالها، تضعونها على من هم تحت الناموس، بينما أنتم أنفسكم لا تلمسوها.[/FONT] [FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]كان الناموس مرًا، إذ كان يعاقب بالموت، وعن هذا شهد بولس: "من يخالف ناموس موسى فعلى شاهدين أو ثلاثة شهود يموت بدون رأفة" (عب[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]10: 28). فهو إذن مرّ وغير محتمل للقدماء [10]، وغير مقبول. لهذا السبب، كما كانت المياه مرّة تمامًا (خر 15: 23)، لكنها صارت حلوة بالصليب الكريم... فالآن إذ تغيّر الظل إلى التأمل الروحي، فنحن نرى بعيون العقل سرّ المسيح الذي كان مخفيًا في رموز الناموس، فبالرغم من أن الناموس كان مرًّا، فقد بطل أن يصير هكذا فيما بعد.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] القديس كيرلس الكبير [/FONT][FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]يبدو لي أن الروح كلي القداسة بدوره يحث المؤمنين أن يقولوا هذه الكلمات: "لنقطع أغلالهم، ونطرح عنا نيرهم" (مز 2: 3)، ونضع علينا نير الرب الهين. هذه هي دعوته: "احملوا نيري عليكم، لأن نيري هين وحملي خفيف" (مت 11: 29-30). الآن يُدعى الناموس نفسه نيرًا بواسطة الرسل القديسين. يقول بطرس المُلهم في سفر الأعمال: "لماذا تجربون الله بوضع نيرٍ على عنق التلاميذ، لم يستطع آباؤنا ولا نحن أن نحمله؟"... لنمنع قلوبنا من الرغبة في خضوعها لها (للقيود)، لندحض نير الناموس. ليتنا لا نعطي أية فرصة للرمز ما لم نفهمه روحيًا؛ ليت الظل يُحسب بلا نفع ما لم يهتم بسرّ المسيح. [/FONT] [FONT=Simplified Arabic] الأب ثيؤدورت أسقف قورش [/FONT][FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]لقد منعَُ (الرسل) من أن يكون لهم ثوبان حتى أنهم يرفضون داخليًا وبطريقة كاملة حفظ حرف الناموس هكذا، فلا يهتم التلاميذ بالخرافات اليهودية، ولا يضعون عليهم نيرًا لم يقدر هم ولا آباؤهم أن يحتملوه. إنما يكفيهم ثوب واحد، هذا الثوب الداخلي. فإنهم لا يريدون الثوب الخارجي، بل يطلبون ما هو من فوق. فإن يسوع سمح لهم أن يكون لهم ثوب واحد، وهذا الواحد هو داخلي.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] العلامة أوريجينوس [/FONT][FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]يعمل اللَّه مالا يستطيع الناموس أن يفعله، لهذا نرفض العادات اليهوديّة (الحرفيّة) على أساس أنّها لا تعنينا، وانّه يستحيل أن يعهد بها لإشباع احتياجات الأمم، بينما نقبل بفرحٍ النبوّات اليهوديّة التي تضم تنبّؤات تخصّنا.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] يوسابيوس القيصري "لكن بنعمة الرب يسوع المسيح نؤمن أن نخلص كما أولئك أيضًا". [11] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]بينما نادى المعلمون اليهود بأن الختان ضروري للخلاص، إذا بالقديس بطرس يظهر أن الأمر مختلف عن ذلك تمامًا، فإن الأمم يتمتعون بالخلاص تمامًا على مستوى أهل الختان الذين أمنوا بالسيد المسيح، وكأن الختان لا قيمة له بالنسبة للأممي، لن ينفعه شيئًا، إنما ما يركز أنظاره عليه هو نعمة السيد المسيح للخلاص.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]كشف الرسول بطرس عن ما وراء الإيمان بالسيد المسيح وهي النعمة الإلهية التي تساند الشخص وتجتذبه، فيتمتع بالخلاص. هذه النعمة المجانية مقدمة لكل طالبيها: "ليس يهودي ولا يوناني، ليس عبد ولا حرّ، ليس ذكر ولا أنثى، لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع" (غل ٣: ٢٨).[/FONT] [FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]يقول: "لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ" لكي لا تدفعك عظمة البركات الموهوبة نحو التشامخ، لاحظ كيف نزل بك... حتى الإيمان ليس من عندياتنا، لأنه لو لم يأتِ (المسيح) ولو لم يدعنا كيف كان يمكننا أن نؤمن؟!... عمل الإيمان نفسه ليس من ذواتنا. إنه عطية الله، ليس من أعمال. ربما تقول هل يكفي الإيمان لخلاصنا؟ كلا...[/FONT] [FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]اعترف أنك بالنعمة تخلص، حتى تشعر أن الله هو الدائن... فإن أسندنا لله (أعمالنا الصالحة) تكون مكافأتنا عن تواضعنا أعظم من المكافأة عن الأعمال نفسها...[/FONT] [FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]لو كانت النعمة لا تنتظر ما يتحقق من جانبنا لانسكبت بفيض في كل النفوس، لكنها إذ تطلب ما هو من جانبنا تسكن في البعض بينما تترك البعض الآخر، ولا تظهر في البعض، لأن الله يشترط أولاً الاختيار السابق.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] القديس يوحنا الذهبي الفم [/FONT][/B] [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4] 5. حديث بولس وبرنابا [/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic] "فسكت الجمهور كله، وكانوا يسمعون برنابا وبولس يحدّثان بجميع ما صنع اللَّه من الآيات والعجائب في الأمم بواسطتهم". [12] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]قدم القديس بطرس خدمته في بيت كرنيليوس كمثالٍ حي لعمل الروح القدس الذي لم يطالب بختان الأمم القابلين للإيمان. وأما القديسان بولس وبرنابا فقدما كمًا من أعمال الله الفائقة وآياته وعجائبه لجذب الكثيرين من الأمم في بلاد كثيرة.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]سكت الجمهور [/FONT][I]pleethos[/I][FONT=Simplified Arabic]ليستمع إلى عمل الله وسط الأمم. وكان جمهور الشعب حاضرين في المجمع، ولهم شركة فيه. فمع تسلم الرسل والكهنة القيادة للمجمع إلا أن الشعب كان له دوره.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]لم يذكر القديس لوقا تفاصيل أحاديثهم، لأن سفر الأعمال في أغلبه هو عرض لعمل الله الفائق بين الأمم، والعجائب والآيات التي صُنعت بينهم، وكيف تمتع الأمم بمواهب الروح على قدم المساواة مع اليهود، بل كثيرًا ما أثمر الروح القدس في حياة الأمم أكثر بكثير منه فى حياة اليهود بسبب غلق الآخرين قلوبهم أمامه.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]رفع القديس بطرس القضية إلى الله واهب الروح القدس بلا تمييز ومقدم النعمة الإلهية للجميع، فهو الذي دعا الأمم، وقد ألزم بطرس الرسول أن يشهد لهم بالإنجيل بغير إرادته، فمن يقدر أن يحتج؟[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]كان لزامًا أن يقوم بهذا الدفاع القديس بطرس رسول الختان، لأن المتعصبين ما كان يمكنهم قبول هذا الدفاع من القديس بولس أو القديس برنابا.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]الآن جاء دور القديسان برنابا وبولس بعد أن مهد لهما القديس بطرس الطريق، فقدما شهادة عملية بصنع الآيات والعجائب في الأمم بواسطتهما.[/FONT] [FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]المعجزات التي تمّمها (القدّيس بولس) وطاعة الأمم هي دليل على أن بولس تمّم بغرض الإيمان الذي من أجله أُرسل... إنّه يبذل كل جهد ممكن ليظهر أن كل شيء هو من عمل اللَّه، وليس من عمله هو.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] القديس يوحنا الذهبي الفم [/FONT][FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]تختلف الآيات عن العجائب في أن الآيات هي معجزات تشير إلى أمور مقبلة، بينما العجائب هي مجرّد معجزات تتم.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] العلامة أوريجينوس [/FONT][/B] [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4] 6. حديث يعقوب الختامي [/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic] "وبعدما سكتا أجاب يعقوب قائلاً: أيها الرجال الإخوة اسمعوني". [13] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]لعله آخر من آمن بالسيد المسيح من عائلته حسب الجسد، وقد ظهر له خصيصًا بعد القيامة (١كو ١٥: ٧). كان معروفًا بيعقوب البار حتى في الأوساط اليهودية، إذ اتسم بالنسك الشديد والحكمة قبل إيمانه بالسيد المسيح، هذا مع تمسكه الشديد بالناموس والطقوس اليهودية. وكان له تقديره الخاص بعد أن قبل الإيمان بين اليهود المتنصرين المتعصبين لناموس موسى حرفيًا.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]يبدو أن القديس يعقوب قد سبق أن سمع من القديسين برنابا وبولس عن عمل الله بين الأمم. وفي المجمع لم يقاطعهما، بل تركهما يتحدثان بكل ما في قلبيهما حتى صمتا.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]تحدث بروح الأخوة المملوءة حبًا في تقدير لكل الحاضرين: "أيها الرجال الإخوة اسمعوني".[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "سمعان قد أخبر كيف افتقد اللَّه أولاً الأمم، ليأخذ منهم شعبًا على اسمه". [14] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]أشار إلى حديث القديس بطرس وقد ذكره باسمه اليهودي "سمعان"، ليجد قبولاً أكثر لدى اليهود المتعصبين.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "وهذا توافقه أقوال الأنبياء كما هو مكتوب". [15] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]قال القديس يعقوب الكلمة الأخيرة القاطعة، وهو لا يشير فيها إلى الرؤيا التي شاهدها القديس بطرس ولا إلى الآيات والعجائب التي تحدث عنها القديسان برنابا وبولس[/FONT]K[FONT=Simplified Arabic] لكنه أشار إلى أقوال الأنبياء، فإن هذه هي الشهادة التى لن يقدر اليهودي أن يقاومها. فما حدث فى ذلك العصر ليس بجديدٍ عنهم، بل سبق فرآه الأنبياء بروح النبوة. من يقدر أن يقاوم إتمام النبوات؟ لقد تنبأوا عن دعوة الأمم (رو10: 19)، وقد نادى اليهود الأتقياء بأن المسيا قادم نورًا يشرق على الأمم (لو[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]2: 32).[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "سأرجع بعد هذا، وابني أيضًا خيمة داود الساقطة، وأبني أيضًا ردْمها وأُقيمها ثانية". [16] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]هنا أورد القديس يعقوب نبوة كانت تبدو غامضة ويصعب على اليهود تفسيرها.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]عندما كان اليهود يعصون الله ولا يبالون بخلاصهم وارتباطهم بالله كان الله يتحدث مع الأنبياء كمن فارق شعبه أو كزوج يطلق امرأته. الآن إذ يقول: "سأرجع"، يعلن حضوره وسط شعبه ليملك على قلوبهم، ويعلن ملكوته فيهم. وكما يقول: "ارجعوا إليّ يقول رب الجنود، فأرجع إليكم".[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]استخدم القديس يعقوب الترجمة السبعينية للنص. لقد تنبأ عن سقوط خيمة داود وذلك خلال انقسام المملكة إلى مملكة إسرائيل ومملكة يهوذا وسقوطهما في السبي. لم تقم هذه الخيمة حتى بعد الرجوع من السبي، إذ كانت إسرائيل تحت الاستعمار الفارسي فاليوناني ثم الروماني ولم تُبنَ خيمة داود إلاَّ بمجيء ابن داود الذي أقام كنيسة العهد الجديد عوض كنيسة العهد القديم، وقد دعا إلى عضويتها جميع الأمم. لقد مسح السيد المسيح بدمه وقيامته عار الشعب، وأعطاهم وحدة الروح والقلب والفكر، فقامت الكنيسة، إسرائيل الجديد، تبني ما تهدم، وترد المجد عوض العار. أما سرّ المجد فهو قبول الأمم الإيمان واتحادهم مع اليهود المتنصرين في قبولهم اسم الرب.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]كان علامة تخلية عن شعبه الرافض الحضرة الإلهية هو خراب الخيمة، أو السماح للأمم بالاستيلاء على تابوت العهد كما في أيام الملك شاول، أو خراب الهيكل ومدينة أورشليم، وعلامة رجوعه إليهم هي عودة تابوت العهد أو إعادة بناء الهيكل ومدينة أورشليم.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]واضح أن ما ورد هنا في النبوة لا يحمل المعنى الحرفي بل الرمزي، لأنه النبي يقدم الوعد الإلهي بعد بناء قصر داود، بل وبعد بناء الهيكل، مع هذا يقول: "ابني خيمة داود الساقطة"، مشيرًا إلى انهيار مملكة داود، وإقامة مملكة ابن داود الروحية في قلب كل مؤمن كما في وسط المؤمنين ككنيسة مقدسة وشعب ملوكي.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "لكي يطلب الباقون من الناس الرب، وجميع الأمم الذين دُعي اسمي عليهم، يقول الرب الصانع هذا كله". [17] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]يؤكد هذا الوعد الإلهي على لسان النبي دخول الأمم إلى التمتع بميزات أولاد الله.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]يقصد بالباقين من الناس، أي الذين هم غير يهود، أو الأمم. في الأصل العبرى "أدوم"، وهى تشير إلى البشر أو البشرية أو الشعب.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله". [18] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]ما يحدث هو تحقيق لخطة الله الأزلية من جهة خلاص العالم كله.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]ذكر القديس يعقوب نبوة عاموس في القرن الثامن ق.م. حيث تربط بين مجد إسرائيل ودعوة الأمم للإيمان: "في ذلك اليوم أقيم مظلة داود الساقطة، وأحصن شقوقها، وأقيم ردمها، وأبنيها كأيام الدهر، لكي يرثوا بقية أدوم وجميع الأمم الذين دُعي اسمي عليهم يقول الرب الصانع هذا" (عا ٩: ١١-١٢). هذا العمل المجيد، أي قيام خيمة داود الساقطة لتضم في داخلها اليهود والأمم معًا لشعبٍ واحدٍ، يمثل خطة إلهية معلومة عند الرب منذ الأزل. وهي ليست من عمل إنسانٍ ما وإنما هي أعمال الرب العجيبة.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "لذلك أنا أرى أن لا يُثقَّل على الراجعين إلى اللَّه من الأمم". [19] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]جاءت الكلمة اليونانية بمعنى "أقضي"، وهي كلمة قانونية تصدر عن القاضي في إصدار حكمه.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]"لا يُثقَّل": الإيمان ليس نيرًا ثقيلاً يلتزم به الشخص، لكنه هبه إلهية تعطي النفس راحة وسلامًا داخليًا.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]قدم القديس يعقوب كرئيس للمجمع القرار: "أرى أن لا يُثقل على الراجعين إلى الله من الأمم" [١٩]. وضع القديس القرار الذي به فصل في القضية، فلم يعد بعد هناك مجال للمناقشة والمنازعة، ثم رفعت جلسة المجمع.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "بل يرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام والزنا والمخنوق والدم". [20] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]قدم المجمع أربع توصيات تمس الحياة السلوكية التي يلتزم بها الأممي الداخل الإيمان وهي:[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]1. الامتناع عن نجاسات الأصنام مثل أكل اللحوم وشرب الخمر المقدمة ذبائح للأوثان، فهي نجسة في نظر اليهودي.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]كان أكل هذه اللحوم يعتبر نوعًا من الشركة في العبادة الوثنية. لهذا كان اليهود يرفضونها تمامًا. هذا لا يعني أن هذه اللحوم في ذاتها نجسة، لكن من أجل نية الوثنيين أنها جزء من العبادة، ومن أجل نظرة اليهود إليها يمتنع المؤمن عن أكلها حتى وإن كان ضميره قويًا، متطلعًا إلى أن كل الخليقة طاهرة. فمن أجل محبته لأخيه صاحب الضمير الضعيف يرفض هذه الأطعمة متى علم أنها كانت مُقدمة للأوثان. وقد عالج الرسول هذه النقطة في شيء من التوسع (1 كو 8: 1؛ رو 14).[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]2. الامتناع عن الزنا، فقد عُرف كثير من الوثنيين بالإباحية الخلقية، كأن تمارس الكاهنات الزنا استرضاء للإله، ولجمع مال لحساب هيكل الوثن. وممارسة الزنا كنوع من العبادة في الأعياد الرسمية للآلهة. كانت هذه الرذيلة شائعة بين الأمم على مستوى العالم، تمارس دون خجل أو حياء، إذ لم يكن يوجد أي قانون بين الوثنيين يمنعها. لذلك كان لابد للمسيحية أن تأخذ موقفًا واضحًا وصريحًا لمقاومتها.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]3. الامتناع عن أكل المخنوق من الحيوانات والطيور، إذ تحسب كجثة ميتة رميمة نجسة (لا ١٧: ١٠؛ تك ٩: ٤).[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]4. الامتناع عن شرب الدم، وهي تكملة للوصية السابقة، ذلك لأنه يحسب أن الدم هو الحياة، فيه النفس (لا ١٧: ١١). هذا وكان من عادة بعض الوثنيين حين ينتقمون من شخص يقتلونه ويشربون دمه. كان شرب الدم شائعًا بين الأمم، يشربونه أثناء تقديم الذبائح وفي إقامة عهود وفي الاحتفالات.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]ربّما يتساءل البعض لماذا لم يشر المجمع إلى امتناع الأمم عن الخطايا والجرائم مثل السرقة والقتل، مكتفيًا بالإشارة إلى ضرورة امتناعهم عن عبادة الأوثان وأكل المخنوق والدم والزنا. ويجيب العلامة أوريجينوس بأن المجمع أشار فقط إلى ما كان الأمم يحسبونه مباحًا ولا تعاقب عليه القوانين المدنيّة والجنائيّة للدول. فإن اللَّه يريد أن هذه الجرائم يعاقب عليها القضاة في العالم وليس ممثلو الكنيسة. تتطلّع الكنيسة إلى قضاة هذا العالم وحكّامه كخدّام الله الذين يعاقبون الأشرار.[/FONT] [FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]أما من جهة الطعام، فلتكن هذه هي قوانينك، إذ توجد عثرات كثيرة من جهته. فالبعض لا يبالي بما يقدم للأوثان. بينما يدرب البعض نفسه "على عدم أكله"، لكنهم في نفس الوقت يدينون من يأكلون منه. وهكذا بطرق متنوعة تتدنس نفوس البشر في أمر الأطعمة بسبب جهلهم الأسباب المعقولة النافعة للأكل أو الامتناع عنه.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]فنحن نصوم ممتنعين عن الخمر واللحوم، ليس احتقارًا لهما كأشياء دنسة، بل بسبب تطلعنا إلى المكافأة. فنستهين بالأمور المادية لكي نتمتع بالوليمة الروحية العقلية، وإذ نزرع الآن بالدموع نحصد في العالم الآتي بالفرح (مز 5:126).[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]احفظ نفسك في أمان فلا تأكل ما يُقدم الأوثان... فإن هذا الأمر لست أنا وحدي المهتم به، بل والرسل ويهوذا أسقف هذه الكنيسة كان مملوء غيرة من جهته. فلقد كتب الرسل والشيوخ رسالة جامعة لكل الأمم أنه ينبغي أن يمتنعوا أولاً عما ذبح للأصنام، ثم عن الدم والمخنوق (راجع أع 20:15، 29). لأن كثيرين يشربون الدم بصورة وحشية سالكين مثل الكلاب. وأيضًا يتمثلون بالحيوانات المفترسة التي تفترس المخنوق. أما أنت يا خادم المسيح فاحترس في الأكل مراعيًا أن تأكل بوقار.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] القديس كيرلس الأورشليمي "لأن موسى منذ أجيال قديمة، له في كل مدينة من يكرز به، إذ يقرأ في المجامع كل سبت". [21] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]يرى البعض أن القديس يعقوب يعلل التوصيات السابقة بأنها لازمة، لأنها تمس حياة اليهودي الروحية، والتي تستند على أسفار الناموس المقروءة دومًا في المجامع أينما وجدوا. لهذا يليق بالأممي أن يحمل هذه السمات ذاتها وهي لا تمس طقسًا تعبديًا بل سلوكًا روحيًا.[/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4] 7. إرسالية إلى أنطاكية [/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic] "حينئذ رأى الرسل والمشايخ مع كل الكنيسة، أن يختاروا رجلين منهم فيرسلوهما إلى إنطاكية، مع بولس وبرنابا، يهوذا الملقّب برسابا وسيلا، رجلين متقدّمين في الاخوة". [22] [/FONT] [FONT=Simplified Arabic]منذ خمس عشرة سنة خرج شاول الطرسوسي يحمل رسائل توصية من رؤساء الكهنة لاضطهاد كنيسة المسيح ومصادرة أموال المسيحيين وقتلهم، وهوذا اليوم يخرج من أورشليم مع برنابا وبرسابا وسيلا يحملون رسائل من الرسل للترفق بالمؤمنين من الأمم العائدين إلى كنيسة المسيح حتى يرفع عنهم ثقل حرفية الناموس.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]اجتمع رأي الرسل والشيوخ على إرسال بعثة مؤتمنة من يهوذا برسابا وسيلا، تنقل رأي الكنيسة، وبيدهم رسالة بخط يد الرسل، غالبًا ما كانت باليونانية. هذه البعثة ترافق الرسولين برنابا وبولس ومن سافر معهما. بهذا القرار أعطت الكنيسة الفرصة للقديسين بولس وبرنابا للعمل في الكرازة والتبشير بين الأمم بحرية عوض إضاعة الوقت في منازعاتٍ لا تنتهي.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]"مع كل الكنيسة": شركة رائعة بين القادة والشعب حتى في أخذ قرارات جوهرية تمس حياة الكنيسة ومستقبلها.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]"رجلين متقدمين في الإخوة": أي من بين القادة أو أراخنة الشعب، أصحاب نفوذ وخبرة في الكنيسة.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "وكتبوا بأيديهم هكذا: الرسل والمشايخ والإخوة يهدون سلامًا إلى الإخوة الذين من الأمم في إنطاكية وسورية وكيليكية". [23] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]ساد الكنيسة روح الحب والوحدة، فتكتب الكنيسة التي في أورشليم إلى أخواتها الكنائس التي في سوريا وكيليكية، بروح التقدير والاحترام المتبادل. لم تصدر الرسالة عن رسول معين مثل القديس بطرس أو القديس يعقوب أسقف أورشليم، كمن هو صاحب السلطان، بل صدر عن الرسل والكهنة مع الأراخنة (الإخوة).[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]لم تعرف الكنيسة السلطة المنفردة، مهما كانت قدسية القائد أو مركزه. فاعتماد الباباوية الرومانية على رئاسة القديس بطرس لا أساس لها، حيث لم يأخذ القديس بطرس مركز الرئاسة ولا اشتهاها، ولا أخذ يعقوب الرسول كأسقف أورشليم هذا المركز، بل ما كان يشغل الكل روح الوحدة فى تواضع لأجل مجد الله وحده وبنيان الكنيسة الجامعة (الكاثوليكية).[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "إذ قد سمعنا أن أناسًا خارجين من عندنا، أزعجوكم بأقوال، مقلِّبين أنفسكم، وقائلين أن تختتنوا، وتحفظوا الناموس الذين نحن لم نأمرهم". [24] [/FONT][FONT=Simplified Arabic]في حزمٍ بروح الحق يوبخون المعلمين المنادين بالتهود، أي حفظ الناموس والعوائد اليهودية الخاصة بالناموس. يبدو هؤلاء انهم نسبوا هذا التعليم للرسل، لذا التزموا بتوضيح الأمر والكشف عن خداعهم لهم وعدم صدقهم.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]حسبوا هؤلاء المعلمين خوارج، خرجوا عن كنيسة المسيح وانفصلوا عنا، لم يعودوا ينتسبون إليها. هؤلاء افقدوا المؤمنين سلامهم الداخلي، وسببوا لهم تشويشًا في الفكر.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]"مقلبين أنفسكم" أو مدمرين لها، الكلمة اليونانية تعنى "تجميع الأواني المستخدمة فى بيت بقصد التخلص منها"، وهى تُستخدم بالنسبة للناهبين واللصوص والأعداء الذين ينهبون الممتلكات. هنا تُستخدم لمن يسبب ارتباكًا وعدم استقرار للذهن، كما يسلب سلام الفكر ووعيه.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "رأينا وقد صرنا بنفس واحدة، أن نختار رجلين ونرسلهما إليكم، مع حبيبينا برنابا وبولس". [25] [/FONT][/B] [B] [FONT=Simplified Arabic]"رجُلين قد بذلا أنفسهما لأجل اسم ربنا يسوع المسيح". [26][/FONT] [FONT=Simplified Arabic] شهادة حية للرسولين من الكنيسة أنهما قد بذلا حياتهما من أجل ملكوت الله ونشر الكلمة. "فقد أرسلنا يهوذا وسيلا، وهما يخبرانكم بنفس الأمور شفاهًا". [27] مع ذهاب الرسولين بولس وبرنابا المهتمين بالكرازة للأمم، ومع بعث رسالة من مجمع الرسل المنعقد في أورشليم، بعثا بمندوبين هما يهوذا وسيلا ليجيبا على كل أسئلتهم. فلا تكفي الرسالة وحدها، بل مع القراءة يحتاجون على الاستماع من هذه المبعوثين. "لأنه قد رأى الروح القدس ونحن أن لا نضع عليكم ثقلاً أكثر غير هذه الأشياء الواجبة". [28] هنا نرى إيمان الحاضرين جميعًا بقيادة الروح القدس للمجمع الرسولي، وقيادته للكنيسة حسب وعد ربنا يسوع المسيح (مت 18: 18- 20؛ يو 14: 26). [/FONT][FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]قال الرسل: "لأنّه قد سُرّ الروح القدس ونحن" (أع 15: 28). وعندما يقولون: "قد سُرّ"، يشيرون ليس فقط إلى فاعل النعمة، بل أيضًا إلى مصدر تنفيذ ما أوصى به.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]القديس أمبروسيوس [/FONT] [FONT=Simplified Arabic]"أن[/FONT] [/B] [B] [FONT=Simplified Arabic] تمتنعوا عمّا ذبح للأصنام، [/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic]وعن الدم والمخنوق والزنى، [/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic]التي إن حفظتم أنفسكم منها فنعمًا تفعلون، [/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic]كونوا معافين". [29][/FONT] [FONT=Simplified Arabic] أُفتتح المجمع تحت قيادة الروح القدس، وبدأ القديس بطرس خطابه بإيضاح أن ما يستعرضه ليس رأيه الشخصي، بل ما ألزمه به الروح القدس حين طلب منه أن يكرز في بيت كرنيليوس الأممي. وها هو المجمع يختم بأن القرار قد صدر بناء على رأي الروح القدس العامل في حياة الرسل والمتجاوبين معه. لقد شعر الرسل أن الجلسة كلها كانت تحت ظل الروح القدس وقيادته. [/FONT][FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]كانوا كمن يقوتون أطفالاً صغار، فأعطوهم لبنًا ليشربوا وليس طعامًا (1 كو 3: 2) فلم يضعوا لهم أحكامًا خاصة بالعفة ولا قدموا تلميحا عن البتولية، ولا حثوهم على الصوم ،ولم يكرروا التوجيهات المقدمة للرسل في الإنجيل، أن لا يكون لهم ثوبين، ولا كيس ولا مال في مناطق ولا عصا في أيديهم ولا أحذية في أقدامهم (مت 10: 10، لو 10: 5). وبالتأكيد لم يأمروهم أنهم إن أرادوا أن يكونوا كاملين يبيعوا كل ما لهم ويعطوه للفقراء ويأتوا ليتبعوه (مت 19: 21).[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]القديس جيروم [/FONT] [FONT=Simplified Arabic]"فنعمًا تفعلون" أي تعملون ما هو صحيح وحق.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]"كونوا معافين"، وهو اصطلاح وداعي يحمل معنى "كونوا أصحاء وأقوياء".[/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4] 8. تعزية في أنطاكية [/SIZE][/FONT][FONT=Simplified Arabic] "فهؤلاء لمّا أطلقوا، جاءوا إلى إنطاكية، وجمعوا الجمهور ودفعوا الرسالة". [30] "فلما قرأوها فرحوا لسبب التعزية". [31] [/FONT][FONT=Simplified Arabic] قدمت هذه الرسالة الرسولية إلى الشعب فرحًا وتعزية ليست بقليلةٍ، فمن جهة وضعت حدًا للنزاعات الداخلية، بل وربما للصراعات الفكرية للشخص الواحد بين رغبته في التمتع بحرية مجد أولاد الله وخشيته أن يُحسب كاسرًا لناموس موسى الذي تسلمه من الله. ومن جانب آخر فقد شعر المؤمنون الذين من أصل أممي باتساع فكر الكنيسة واهتمامها بالروح لا بالحرف القاتل، مع الحب الحقيقي حيث شعرت كنيسة أورشليم بقيادتها بثقل النير الذى يود المعلمون المنادون بالتهود أن يضعوه على عنقهم. جاءت الرسالة ليست في صيغة حكم صادر عن محكمة، أو قرار صادر عن صاحب سلطة، وإنما مع روح الحزم حملت الرسالة لمسات حب صادقة وأمينة، تشع بالروح المفرح. [/FONT][/B][B][FONT=Simplified Arabic]"ويهوذا وسيلا إذ كانا هما أيضًا نبيّين،[/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic]وعظا الإخوة بكلامٍ كثيرٍ وشدّداهم". [32][/FONT] [FONT=Simplified Arabic]كان يهوذا وسيلا نبيين، أي كارزين بالأمور المستقبلية والحياة الأبدية، لهما موهبة الكلمة الجذابة للنفوس. يبدو أن بولس وبرنابا قد أعطيا الفرصة لهما للحديث مع الشعب والقادة ليجيبا على كل أسئلتهم حتى لا يُتهم الرسولان بولس وبرنابا أنهما متحرران لا يباليان بالناموس.[/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic]"ثم بعدما صرفا زمانًا،[/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic]أُطلقا بسلام من الإخوة إلى الرسل". [33][/FONT] [FONT=Simplified Arabic]لم يكونا في عجلة، بل صرفا زمانًا ليس فقط لإقناع المؤمنين اليهود بعدم إلزام الذين من الأمم بحمل نير الناموس، وإنما لخدمة الشعب وبنيانهم الروحي، فمزجا الفكر االلاهوتي بالحياة العملية الروحية.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]نجحا فى مهمتهما وامتلأت الكنيسة سلامًا وعادا إلى أورشليم يبلغان الرسل بالأخبار السارة.[/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic]"ولكن سيلا رأى أن يلبث هناك". [34][/FONT] [FONT=Simplified Arabic]هذه العبارة لم ترد في كثير من النسخ القديمة خاصة القبطية والسريانية والعربية، وجاءت في الفولجاتا: "استحسن سيلا أن يبقى، بينما ذهب يهوذا وحده إلى أورشليم".[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] "أمّا بولس وبرنابا فأقاما في إنطاكية، يعلّمان ويبشّران مع آخرين كثيرين أيضًا بكلمة الرب". [35] [/FONT][FONT=Wingdings]v [/FONT][FONT=Simplified Arabic]لم يمكثا في إنطاكية ليس إلا، وإنما كان يعلمان. بماذا كانا يعلمان وبماذا كان يبشران؟ كلاهما كان يعلمان الذين كانوا بالفعل مؤمنين، ويبشران الذين لم يكونوا بعد قد صاروا هكذا.[/FONT] [FONT=Simplified Arabic] القديس يوحنا الذهبي الفم [/FONT][FONT=Simplified Arabic]لا نعرف المدة التي قضاها الرسولان بولس وبرنابا في انطاكية. يرى البعض أنه في هذه الفترة حدث الخلاف بين القديسين بطرس وبولس الوارد في غل 2: 11-12.[/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4] 9. خلاف بين بولس وبرنابا [/SIZE][/FONT] [/B][B][FONT=Simplified Arabic]"ثم بعد أيام قال بولس لبرنابا:[/FONT] [/B] [B][FONT=Simplified Arabic]لنرجع ونفتقد اخوتنا في كل مدينة نادينا فيها بكلمة الرب كيف هم". [36][/FONT] [FONT=Simplified Arabic]لم يشغل نجاح خدمة القديسين بولس وبرنابا في أنطاكية في جو يسوده الهدوء والسلام عن اهتمام القديس بولس باخوته الذين سبق فكرز لهم مع القديس برنابا، فإشتهي أن يروي ما قد غرسه، وأن يفتقد الإخوة. إحساس القديس بولس بمسئوليته نحو الكرازة بين الأمم لم يكن يفارقه، فأراد أن ينطلق برحلة تبشيرية، مع إدراكه بالمتاعب والضيقات التي تحل به أثناء رحلاته. [/FONT] [FONT=Simplified Arabic]مع مركز الرسول بولس الأبوي الفائق، خاصة في المدن التي أنشأ فيها الكنائس، ومع تأكيده انه ليس الكل آباء، حاسبا نفسه انه قد ولدهم في إنجيل ربنا يسوع المسيح، يدعو القديس بولس كل أعضاء الكنيسة: أساقفة وكهنة وشعب "إخوتنا".[/FONT] [/B][/SIZE][/SIZE][/FONT][LEFT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][SIZE=5][B][FONT=Simplified Arabic]سأله أن يذهبا معا إلى الكنائس إلى كرزا فيها وأسساها لينظروا "كيف هم" يفتقد الكنائس، ويشاركها فرحها وتعزياتها بالروح القدس، وآلامها وضيقاتها... يمارسا شركة الحب العملي.[/FONT][/B][/SIZE][/SIZE][/FONT] [/LEFT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][SIZE=5] [FONT=Simplified Arabic][B]تـــابع...[/B] [/FONT] [/SIZE][/SIZE][/FONT][/CENTER] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
القديس بولس الرسول (فيلسوف المسيحية) + ملف خاص +...
أعلى