الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
القديس بولس الرسول (فيلسوف المسيحية) + ملف خاص +...
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="ABOTARBO, post: 2007108, member: 84651"] [FONT=Comic Sans MS][SIZE=5][COLOR=Blue] [B][COLOR=Red]تكملة الرحلة التبشيرية الأولى[/COLOR][/B] [B][COLOR=Red] [/COLOR][/B] [B]قدم لنا القديس لوقا في الأصحاح السابق صورة رائعة لعمل الله خلال الرحلة التبشيرية الأولى مع فيض من الضيقات من اليهود حتى اضطر الرسول أن يجاهر أنه يتوجه إلى الأمم. أما أهم البركات فهي: إيمان الوالي سرجيوس بولس في بافوس، وأتباع كثير من اليهود والدخلاء الرسولين بولس وبرنابا، واجتمعت كل المدينة تقريبًا في السبت التالي من حديث الرسول، وانتشار كلمة الرب في بيسيدية، وامتلاء التلاميذ من الفرح والروح القدس. الآن يقدم لنا القديس لوقا تكملة الرحلة، موضحًا عمل الله الفائق حيثما حل الرسولان.[/B] [B]1. إيمان جمهور كثير بأيقونية 1.[/B] [B]2. انشقاق في المدينة 2-5[/B] [B]3. دعوتهما إلهين في لسترة 6-18.[/B] [B]4. تحريض ورجم بولس 19.[/B] [B]5. تلمذة كثيرين في دربة 20.[/B] [B]6. عودة وتثبيت الكنائس 21-25.[/B] [B]7. تقرير مفرح في أنطاكية 26-28.[/B] [B]1. إيمان جمهور كثير بأيقونية[/B] [B]"وحدث في أيقونية أنهما دخلا معًا إلى مجمع اليهود،[/B] [B]وتكلّما حتى آمن جمهور كثير من اليهود واليونانيين". [1][/B] [B]كالعادة بدأ الرسولان كرازتهما في المجمع اليهودي، وقد مكثا مدة طويلة حتى آمن جمهور كثير من اليهود واليونانيين.[/B] [B]وقد جاء الحديث هنا مقتضبًا للغاية، إذ لم يروِ القديس لوقا كيف آمن جمهور كثير من اليهود واليونانيين، ولم يشر إلى أعمال الرسولين، ولا إلى أسماء بعض الشخصيات التي قبلت الإيمان. فإن ما يشغل القديس لوقا ليس تاريخ حياة الرسولين ولا الكنيسة الأولى وتأسيس مراكز الخدمة في كل بلدٍ، وإنما تأكيد عمل الله العجيب في جذب النفوس بالرغم من المقاومة العنيفة التي واجهت الكارزين والكنيسة في كل موضع. لم يهتز الرسولان ولا ارتبكا بسبب المقاومة، إنما كانا يكرزان بكل قوة، ولم يتركا موقعهما إلا عند الضرورة لأجل سلامة الكنيسة المحلية ولاستمرارية العمل. وعند تركهما مدينةٍ ما يهربا إلى أخرى، لا ليختفيا أو يستريحا من المقاومة، وإنما للعمل والكرازة بجرأة وقوة.[/B] [B]ولعل اقتضاب الحديث هنا جاء طبيعيًا لأن ما حدث في أيقونية كان مشابهًا لما حدث في أنطاكية بسيدية: [/B] [B]أ. غالبًا ما كان موضوع الحديث في المجمع في البلدين متشابهًا، فلا حاجة للتكرار.[/B] [B]ب. في البلدين قبل بعض اليهود والدخلاء الإيمان، وأرادوا أن يستمعوا أكثر إلى الرسول.[/B] [B]ج. في البلدين وُجدت مقاومة من اليهود تتزايد مع نمو الكنيسة الناشئة وقبول البعض للإيمان.[/B] [B]أخيرًا فإن خبرة الرسولين السابقة بخصوص مقاومة اليهود لهما لم تمس صدق مشاعرهما نحو خلاصهم ، لهذا أصرا هنا أيضًا أن يدخلا معًا إلى مجمع اليهود ليقدما كلمة الخلاص.[/B] [B]2. انشقاق في المدينة[/B] [B]"ولكن اليهود غير المؤمنين[/B] [B]غروا وافسدوا نفوس الأمم على الإخوة". [2][/B] [B]كان اليهود غير المؤمنين من جانبهم يقاومون ليفسدوا نفوس الأمم الذين قبلوا الإيمان، مما دفع الرسولين للإقامة زمانًا طويلاً حتى يثبتا المؤمنين. فالضيق والمقاومة دفعا الرسولين للعمل بالأكثر. [/B] [B]"غروا وأفسدوا" أي أثاروهم وأفسدوا عقولهم، بتلقينهم مبادئ منحرفة لإفساد إيمانهم، وعدم التجاوب مع نعمة الله. هذا هو عمل عدو الخير عبر كل الأجيال، تضليل الناس وإفساد عقولهم بمبادئ خاطئة وفلسفات محطمة للإيمان بالمخلص. لا يكف عدو الخير عن أن يثبت سموم عدم الإيمان التي للحية القديمة المُقامة، ويشكلهم في حب الله وعمله الخلاصي.[/B] [B]في المدن السابقة كانت المقاومة ضد الرسولين الغريبين لمنعهما من الكرازة، أما هنا فبدأوا بالمقاومة خلال شعب المدينة الذي قبل الإيمان وانجذبوا نحو الإنجيل، لإفساد إيمانهم.[/B] [B]"فأقاما زمانًا طويلاً يجاهران بالرب، [/B] [B]الذي كان يشهد لكلمة نعمته،[/B] [B]ويعطي أن تُجرى آيات وعجائب على أيديهما". [3][/B] [B]من جانب الرب، فقد سند رسوليه بعمل آيات وعجائب على أيديهما. كلما اشتدت المقاومة يتجلى الرب بعمل نعمته وإجراء الآيات باسمه. إنه يؤازر إنجيله بنعمته ومواهبه للكنيسة. [/B] [B]الخادم الحي يرى في المقاومة إحدى علامات الطريق السليم، حيث يتلمس أنه يشارك مسيحه صليبه، ويدخل معه طريق الجلجثة، ويسلك الطريق الضيق الحق. المقاومة بالنسبة للشاهد للمسيح لا تسبب إحباطًا ولا ندمًا على قيامه بالعمل، بل تهبه خبرة جديدة لكلمة نعمة الرب، وتذوقًا للقيامة في العمل الكرازي.[/B] [B]هنا يشير القديس لوقا إلى مجاهرة االرسولين بالرب يليها إجراء آيات وعجائب على أيديهما. فإن الله لا يعمل حيث الخوف والرعب، بل يسند القلوب المتكئة عليه بإيمان حي. لهذا يحذر العاملين في كرمه من الخوف. وكما أوصى يشوع عند استلامه القيادة: "أنا أمرتك. تشدد وتشجع. لا ترهب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب" (يش 9:1).[/B] [B]قدر ما بث عدو الخير سمومه خلال أتباعه لإفساد فكر المؤمنين وحياتهم جاهر الرسولان ومكثا زمانًا طويلاً، ولم ينسحبا من المعركة. لكنهما لم يعتمدا على خبراتهما البشرية أو قدراتهما البلاغية، إنما على غنى نعمة الله، إذ كان الرب بنفسه "يشهد لكلمة نعمته". كان هو العامل فيهما وبهما ومعهما.[/B] [B]إنجيلنا هو "كلمة نعمة" التي لن يقدر أحد أن يشهد له سوى السيد المسيح نفسه العامل في خدامه.[/B] [B]"فانشق جمهور المدينة،[/B] [B]فكان بعضهم مع اليهود،[/B] [B]وبعضهم مع الرسولين". [4][/B] [B]حدث انقسام في المدينة، فقد قبل البعض إنجيل المسيح، ووقف آخرون يقاومون الحق الإنجيلي. وكما يقول السيد المسيح نفسه: "أتظنون أني جئت لأعطي سلامًا على الأرض، كلا أقول لكم، بل انقسامًا، لأنه يكون من الآن خمسة في بيت واحد منقسمين ثلاثة على اثنين واثنان على ثلاثة" (لو 12: 51-52). علة هذا الانقسام ليس مقاومة المؤمنين لغير المؤمنين، وإلزامهم لقبول الإيمان قسرًا، وإنما كراهية غير المؤمنين للحق ومقاومتهم كنيسة المسيح بلا سبب، سوى أن الظلمة لا تطيق النور.[/B] [B]وكما كتب "العلامة ترتليان" للإمبراطور، أن العالم يكره الكنيسة، لكن الكنيسة تحب العالم وتخدمه. فالمؤمنون يفيضون حبًا من طبيعتهم الجديدة، وغير المؤمنين يثبتون كراهية وبغضة مما هو في داخلهم.[/B] [B]"فلما حصل من الأمم واليهود مع رؤسائهم هجوم[/B] [B]ليبغوا عيهما ويرجموهما". [5][/B] [B]إذ لم يفلح اليهود في بث سموم الشكوك في أذهان المؤمنين التجأوا إلى العنف. وكان يلزمهم لتحقيق هذا أن يتحدوا مع الأمم غير المؤمنين ليثيروا الحكام والقيادات على الرسولين كصانعي فتنة. [/B] [B]هذه قصة العالم في كل جيل حيث يتحد الأعداء المقاومين لبعضهم البعض لأجل تدمير كنيسة المسيح. نسي اليهود والأمم العداوة القائمة بينهم، وأثاروا الحكام والرؤساء لرجم الرسولين.[/B] [B]3. دعوتهما إلهين في لسترة[/B] [B]"شعرا به [/B] [B]فهربا إلى مدينتي ليكأُونية لِسترة ودِِْربة[/B] [B]وإلى الكورة المحيطة". [6][/B] [B]حدث انشقاق في المدينة، فالبعض انحاز لليهود المقاومين للحق، وآخرون كانوا في صف الرسولين. واستطاع عدو الخير كعادته أن يقيم تحالفًا بين القيادات الدينية المقاومة والشعب الرافض للإيمان وأيضًا القيادات السياسية. فاتفقت القيادات الدينية مع المدنية والسياسية على الانقضاض على الرسولين كفريسة، ورجمهما. يبدو أن القرار قد صدر في المجمع، واستطاعوا أن ينالوا موافقة السلطات. لكن شاء الله فانكشفت الخطة واستطاع الرسولان أن يهربا إلى مدينة ليكأونية لسترة.[/B] [B]لم يهرب الرسولان من الحقل، ولا أعطيا ظهرهما للعمل الإلهي، لكن من أجل سلام الكنيسة في أيقونية، وليس خوفًا من الموت، هربا إلى لسترة ودربة.[/B] [B]"وكانا هناك يبشّران". [7][/B] [B]جاء في كتاب أبوكريفا "أعمال القديس بولس" "أنه لما خرج أُنسيفورس Onesiphorus من ليكأونية لاستقبال بولس [رأى بولس قادمًا، رجلاً بحجم يميل إلى الصغر، ذا حاجبين متقابلين وأنف يبدو منحنيًا، أما رأسه فتنم عن قوة وشجاعة، ورجلاه مقوستان، نوعًا ما ممتلئ الجسم، وممتلئ نعمة، يظهر أحيانًا كأنه ملاك وأحيانًا كإنسان.][/B] [B]"فهربا إلى مدينة ليكأونية لسترة ودربة" جاءت في بعض النسخ القديمة "إلى مدينتي ليكأونية لسترة ودربة". يعتقد البعض أن بولس ختن تيموثاوس في لسترة، التي ربما كانت موطنه. أما دربة فهي مدينة غايس المحبوب.[/B] [B]"وكان يجلس في لِسترة رجل عاجز الرجلين،[/B] [B]مُقعد من بطن أمّه،[/B] [B]ولم يمشِ قط". [8][/B] [B]يستعرض القديس لوقا إحدى المعجزات التي صُنعت على يدي الرسول بولس، وهي شفاء مقعد من بطن أمه. ولعله اختار هذه المعجزة مقابل ما حدث مع الرسولين بطرس ويوحنا عند باب الجميل في الهيكل (أع 3) ليؤكد أنه رسول ليس بأقل منهما.[/B] [B]قدم تأكيدات من أجل غير المؤمنين وهي ثلاثة أمور: عاجز الرجلين، مقعد من بطن أمه، لم يمشِ قط. أما بالنسبة للبسطاء فالأمر لا يحتاج إلى تأكيدات، فعندما تحدث السيد المسيح مع المرأة السامرية قال لها: "صدقيني يا امرأة" (يو ٤: ٢١)، فصدقته.[/B] [B]إنه لم يمشِ قط، فالشفاء هو عمل معجزي لا شك فيه.[/B] [B]"هذا كان يسمع بولس يتكلم، [/B] [B]فشخص إليه، [/B] [B]وإذ رأى أن له إيمانًا ليُشفى". [9][/B] [B]كيف عرف القديس بولس أن هذا المقعد كان له إيمان ليُشفى؟ شعر بالروح مدى جديته واهتمامه بالخلاص وشفاء نفسه، وأن قلبه كان يلتهب عند سماعه عن محبة الله.[/B] [B]v الإيمان يدرك ما لا يدركه العقل البشري.[/B] [B]v عظيم هو الإيمان، إنما لا فائدة منه إن خلا من المحبة.[/B] [B]v يلزم على الإيمان أن يسبق الإدراك ليكون الإدراك جزء من الإيمان.[/B] [B]v نستطيع أن نلمس ذاك الجالس في السماء بإيماننا وليس بأيدينا.[/B] [B]القديس أغسطينوس[/B] [B]"قال بصوتٍ عظيمٍ:[/B] [B]قم على رجليك منتصبًا،[/B] [B]فوثب، وصار يمشي". [10][/B] [B]لم يكن الأعرج هنا فقيرًا يطلب صدقة، وإنما كان إنسانًا مهتمًا بخلاص نفسه، يسمع الرسول بكل جدية وشوق.[/B] [B]إذ شعر أنه يطلب خلاص نفسه قدم له العطية الإلهية: "قم" لكي تتمتع نفسه بالقيامة من الأموات فيضيء له المسيح (أف ٥: ١٤)، ويتمتع جسده بالشفاء. أما الوثب فيشير إلى بهجة قلبه الداخلية.[/B] [B]"فالجموع لمّا رأوا ما فعل بولس،[/B] [B]رفعوا صوتهم بلغة ليكأُونية قائلين:[/B] [B]إن الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا إلينا". [11][/B] [B]كان في القديم فكرة سائدة بين الوثنيّين أن الآلهة اعتادوا افتقاد البشر في شكل بشري. وُجد اعتقاد راسخ بين هؤلاء الناس بأن زفس (جوبتر) وهرمس Mercury ظهرا مرّة في فريجيّة لزوجين يدعيان فليمون وباخس Baucis. وأن شخصًا يُدعى ليكاؤن Lycaon أكرم استضافتهما، لذلك دُعيت المقاطعة ليكاؤنيّة.[/B] [B]"فكانوا يدعون برنابا زفس، وبولس هرمس، [/B] [B]إذ كان هو المتقدم في الكلام". [12][/B] [B]صارت الجموع تصرخ، إذ حسبتهما الإلهين زفس وهرمس قد تشبها بالناس ونزلا من السماء إليهم، وإذ كانوا يصرخون بلغة ليكأونية غالبًا لم يفهمهما الرسولان.[/B] [B]اكتشف العالم و.م. كالدر W. M. Calder في حفريات بالقرب من لسترة تمثالاً لهرمس ونصبًا لزفس بواسطة أشخاص أسمائهم ليكأونية.[/B] [B]زفس Zeus، هو چوبتر عند الرومان وأوزوريس عند المصريين. وهو الإله الأعظم بين مجمع آلهة اليونان. له هيكل في لسترة. وقد دعى برنابا زفس، لأنه مظهره وشكله ذا وسامة وعظمة.[/B] [B]هرمس: دعا اليونانيّون ميرسيري Mercury هرمس، وهو ابن جوبتر من مايا Maia وهو بشير الآلهة، ورسول كل الآلهة. لهذا فهو إله الفصاحة والبلاغة والمنطق. كان يُظن أن هذين الإلهين يسافران معًا. دُعي بولس هرمس بسبب بلاغته، يرافق زفس في تحركه.[/B] [B]"فأتى كاهن زِفس الذي كان قدام المدينة، [/B] [B]بثيران وأكاليل عند الأبواب مع الجموع،[/B] [B]وكان يريد أن يذبح". [13][/B] [B]ظنت الجماهير أنهم سعداء الحظ، فقد حظوا بافتقاد إلهين لهما من السماء نزلا إلى عالمهما السفلي. والزموا كاهن زفس أن ينطلق إلى الإصطبل الملحق بالهيكل لإحضار ثيران لتقديم ذبائح لهما.[/B] [B]جاء كاهن زفس ومعه الجموع والذبائح، وكان هيكل زفس في مقدمة المدينة متاخم للأبواب مباشرة، كحارس للمدينة. كانوا يضعون أكاليل من الصوف المجدول حول رقبة الذبائح لأنها مقدمة للإله. أما الإله فيضعون له أكليل من الزهور.[/B] [B]كان من عادة الوثنيّين بناء هياكل للآلهة في أحياء المدينة، ويضعون صور الآلهة على أبواب المدينة. وكانوا يزيّنون الآلهة كما الذبائح المقدّمة بأكاليل من أوراق الشجر والزهور. أحيانًا توضع على المذابح، والكهنة والتعدبّدين. وإلى وقت قريب كان بعض الوثنيّين يكرّمون الشخصيّات الهامة أو المحبوبة لديهم عند زيارتهم للهياكل بوضع أكاليل من الورد حول أعناقهم.[/B] [B]يا للعجب جاء كلمة الله الحقيقي إلى عالمنا ولم يتحرك أحد ليقدم له ذبيحة، لأنه لم يطلب من العالم شيئًا، بل جاء ليقدم نفسه ذبيحة عنهم![/B] [B]"فلما سمع الرسولان برنابا وبولس مزّقا ثيابهما،[/B] [B]واندفعا إلى الجمع صارخين". [14][/B] [B]يقدم لوقا البشير برنابا على بولس، ربما لأن الجمع هناك أعطوا كرامة أعظم لبرنابا إذ حسبوه الإله زفس، فكان شكله يحمل وقارًا خاصُا، وحسبوا بولس هرمس إله البلاغة والفصاحة والمنطق، هو المتحدث باسم زفس.[/B] [B]لم يكن ممكنًا للرسولين أن يصمتا، ولا أن يتغاضيا عن الكرامة المنسوبة خطأ إليهما. يكفيهما تلك الكرامة التي تمتعا بها كرسولين للسيد، ولكن لا يقبلا اغتصاب كرامته وانتسابها إليهما.[/B] [B]تمزيق الثياب هنا إشارة إلى الشهادة على تصرف أو سماع كلمات تجديف. هذا ما فعله رئيس الكهنة حين ظن أن يسوع يجدف حين قال: "وسوف تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة، وآتيا في سحاب السماء" (مر 14: 62).[/B] [B]"وقائلين: أيها الرجال لماذا تفعلون هذا؟[/B] [B]نحن أيضًا بشر تحت آلام مثلكم، [/B] [B]نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل إلى الإله الحي، [/B] [B]الذي خلق السماء والأرض والبحر وكل ما فيها". [15][/B] [B]فزع الرسولان للمنظر، ومزقا ثيابهما علامة رفضهما لهذا التجديف، وشهادة على من يجدف (مر ١٤: ٦٣). ويرى القديس مار إفرآم السرياني أنهم إذ ذبحوا ثورًا مزق الرسولان ثيابهما حتى يكفوا عن ذلك.[/B] [B]لم يرفض الرسولان تأليهما فحسب، ولا أكدا أنهما شخصان من البشر، وإنما أكدا أنهما خاطئان "بشر تحت الأمم مثلكم". صورة رائعة للخدام الذين لن يتعالوا على المخدومين، ولا يحسبوا أنفسهم آلهة، ولا أبرارًا، بل خطاة محتاجين إلى خلاص الله معهم. لا يخجل الرسول بولس من دعوة نفسه "أول الخطاة" (1 تى 15:1)، فإنه بهذا يقدر أن يلتصق به الخطاة ليتمتعوا معه بمخلص الخطاة.[/B] [B]v لماذا يُحسب ذلك مشينًا ليسوع أنه اختار أناسًا أشرارًا ذوي سمعة رديئة وقادهم حتى صاروا مثالاً للشخصية الكلية الطهارة، حين تحولوا إلى إنجيل المسيح، مُظهرًا للبشرية مدى قدرته على شفاء النفوس.[/B] [B]العلامة أوريجينوس[/B] [B]v عندما تظن أنك خاطئ وأنت بالحقيقة هكذا، فهذا ليس تواضعًا. لكن حين لا يشعر إنسان في نفسه وهو يمارس أعمالاً عظيمة انه بالشخص العظيم، فهذا تواضع حقيقي. عندما يستطيع شخص كبولس أن يقول: "فإني لستُ أشعر بشيءٍ في ذاتي، لكنني لست بذلك مبررًا" (1 كو 4:4)، وأيضًا يقدر أن يقول: "المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1 تي 15:1)؛ هذا الإنسان بحق متواضع، الذي يمجد الأعمال، لكن في ذهنه يرى نفسه أسفل.[/B] [B]القديس يوحنا الذهبي الفم[/B] [B]v كيف كان الأول (بين الخطاة)؟ ألم يوجد يهود كثيرون خطاة قبلة؟ ألم يوجد قبله خطاة في كل الجنس البشري... فماذا هو معنى "الذين أولهم أنا"؟ إنني أشر جميعهم. يقصد بالأول أي الأردأ... تذكروا شاول وأنتم تكتشفون السبب. أليس هو ذاك الذين لم يكفه أن يُرجم استفانوس بيدٍ واحدة فقط، بل كان حارسًا لثياب راجميه، أليس هو ذاك الذي أضطهد الكنيسة في كل موضع؟... فقد كان يُحسب أول مُضطهد. ليس من هو أشر منه![/B] [B]القديس أغسطينوس[/B] [B]بهذا حول الرسولين أنظار الجمهور عنهما إلى نعمة الله الغنية العاملة في حياة الخطاة القادمين إلى المخلص بروح التواضع لا الكبرياء.[/B] [B]v لنقتدي بهما، فلا نظن أن شيئًا ما هو منا، متطلعين إلى الإيمان نفسه أنه ليس منا بل بالأحرى من الله. إذ يقول: "لأنكم بالنعمة مخلصون؛ بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله" (أف 2: 8). لا نظن في أنفسنا أمور عظيمة، ولا ننتفخ، فإننا بشر، تراب ورماد، دخان وظل.[/B] [B]v "لا تستكبر بل خف" (رو 11: 20)، لا تقلل من شأن فضيلتك بالتشامخ. أتريد أن تفعل شيئًا عظيمًا بالحقيقة؟ لن تسمح أن يدخل إلى فكرك الظن بأن إنجازاتك عظيمة. هل أنت بتول؟ فإن العذارى اللواتي في الإنجيل لم ينتفعن من بتوليتهن بسبب قسوتهن وعنفهن (مت 25: 12). ليس شيء يشبه التواضع. إنه أم كل الأعمال الصالحة وأصلها ومربيها وينبوعها ورباطها. بدونه نكون بغيضين وأردياء للغاية وفاسدين. قل، ليُقِمْ إنسان ما موتى وليشفى عرج وليطهر برص، لكنه بالكبرياء والاعتداد بالذات لا يكون إلا ممقوتًا وشريرًا وكريهًا للغاية. لا تنسب شيئًا إليك. هل لك إمكانية الكلمة ونعمة التعليم؟ لا تظن بسبب هذا أنك أفضل من الآخرين في أي شيء. فإنه يلزمك بالأحرى أن تكون أكثر تواضعًا، لأنك نلت مواهب بفيض.[/B] [B]v لقد نسب كل شيء إلى الملك المعلم، حتى تصرفاته، ولم ينسب لنفسه مجد الله... قيل في موضع آخر: "لأن الله هو العـامل فيكم، أن تريدوا وأن تعملوا" (في 2: 13).[/B] [B]القديس يوحنا الذهبي الفم[/B] [B]"نحن أيضًا بشر تحت آلام مثلكم"، ولسنا آلهة تُقدم لها ذبائح.[/B] [B]"الأباطيل": تستخدم لمفهوم العبادة الوثنية التي ليس فيها الحق بل الباطل. هذا يكشف أن كرازة بولس وبرنابا في هذه المدينة انصبت بالأكثر على الأمم الوثنيين. لقد جاء الرسولان لينزعا هذه الأباطيل، لكن تصرف الجماهير مع الرسولين جاء على خلاف ما يشتهيه الرسولان، لأن بعملهم هذا يسلكون في ذات الأباطيل! يسألهم الرسولان أن يكفوا عن هذه الأباطيل ويرجعوا إلى الله خالق السماء والأرض الحي، واهب الحياة.[/B] [B]في تعليق الأب ثيودورت أسقف كورش على العبارة: "انتهرت الأمم، أهلكت الشرير" (مز 9: 5) قدم ما فعله القديسان بولس وبرنابا مثلاً لتحقيق ما ورد في المزمور، حيث قدما الحق للأمم، وأهلكا الشر الذي فيهم، إذ لم يقبلا هذا الشر، أي العبادة لهما كإلهين: [خلال الرسولين القديسين والمبشرين بالحق تُقدم للأمم التعاليم الإلهية، وإذ يقبلونها يتخلصون من الخطأ فيهلك الشر، وتُنزع عن الناس العبادة له بجهالة. هكذا منع بولس وبرنابا أهل ليكاؤنية محاولتهم في تقديم ذبيحة، صارخين في وجوههم: "لماذا تفعلون هذا؟ نحن أيضا بشر تحت آلام مثلكم، نبشركم أن ترجعوا من هذه الأباطيل" [15] .] [/B] [B] "الذي في الأجيال الماضية ترك جميع الأمم يسلكون في طرقهم". [16] [/B][B]"يترك" هنا تشير إلى إعطائهم كمال الحرية، فمن جانب قدم لهم الشاهد على وجوده ومحبته ورعايته، لكنه لم يلزمهم بالعبادة له. بقاؤهم حتى تلك اللحظات هو من قبيل طول أناة الله عليهم وعلى آبائهم، إذ لم يهلكهم بسبب انحرافهم عن عبادته، والآن قد جاء إليهم بإعلانه انجيل الخلاص، ليرجعوا إليه ويعبدوه بما يليق به وبهم كخليقة الله، موضوع حبه الفائق.[/B] [B]لتفسير ما حدث في لسترة يقتبس آدم كلارك قصة خرافية رواها أوفيد Ovid. جاء فيها أن جوبتر نما إلى علمه ما حل بالبشرية من انحلال فقرر أن ينزل بنفسه إلى الأرض ويقوم بمسحها. جاء إلى مقاطعة ليكاؤنية في شكل بشري، وأقام في قصر ليكاؤون، فجاء الجمع يعبده. تشكك ليكاؤون في ألوهيته وسخر مما حدث، وأراد أن يضع جوبتر في محنة، لذا إذ جاء إليه سفراء من دولة المولوسيان Molossian، قام عند وصولهم بذبح أحدهم، وطهي جزءً من لحمه وشوي الباقي، ووضعه أمام جوبتر. غضب الإله على هذه الإهانة التي صوبها إليه ليكاؤون فحرق قصره وسخط هذا الملك الشرير إلى ذئب. ومنذ ذاك الحين دُعيت المقاطعة ليكاؤنية.[/B] [B]رأت الجموع البسيطة أن جوبتر عاد ليفتقد المدينة معلنًا عن قوته اللاهوتية الفائقة بشفاء الأعرج من بطن أمه، وغيرها من المعجزات التي صنعها برنابا وبولس، وإذ خشوا سخط الإله جوبتر عليهم لئلا يحسبهم متهاونين في تقديم الكرامة اللائقة به ألزموا الكاهن أن يأتي بثيران ويقدمها ذبائح لبرنابا وبولس.[/B] [B]يعتبر الرسول بولس أن سقوط الأمم في عبادة الأوثان قبل مجيئه علته أنهم كانوا في أزمنة الجهل (أع ١٧: ٣٠).[/B] [B]إذ يتحدث الرسول مع وثنيين لم يدركوا حب الله والفرح به، لأن مسرتهم كانت منصبة في الطعام والشراب، أعلن لهم أن حتى هذا الطعام هو من عنده، كما المسرة والفرح من قبله.[/B] [B]v أعطي الله بكلمته للكون نظامه الحالي، حتى يتمكن البشر من معرفته على أي حال بأعماله، طالما هو غير منظور بالطبيعة. فكثيرًا ما يُعرف الصانع بصنعته حتى لو كان غير منظور.[/B] [B] البابا أثناسيوس الرسولي "مع أنه لم يترك نفسه بلا شاهد، وهو يفعل خيرًا، يعطينا من السماء أمطارًا وأزمنة مثمرة، ويملأ قلوبنا طعامًا وسرورًا". [17] [/B][B]الطبيعة ذاتها خير شاهد عملي عن حب الله ورعايته للإنسان فيقدم له مطرًا من السماء، وخلق فصول السنة المتنوعة ليجد الإنسان غذاءه. ولا تقف رعايته عند طعام الجسد، إنما يهب الفرح الداخلي والسرور طعامًا بدونه تتحطم النفس.[/B] [B]ركز الرسل في كرازتهم على عطية الفرح الداخلي أو فرح الروح الذي يملأ القلب ويهبه حياة صادقة. [/B] [B]v كما أنه لا يوجد زواج في السماء (مت 30:22)، فإنه لا يوجد أكل وشرب هناك. كل هذا يُترك ولا يُوجد له موضع هناك. بالأحرى يوجد برّ وسلام وفرح في الروح القدس. لهذا يحثنا بولس أن نركز على هذه الأمور، متحققين أننا ننالها هنا فعلاً على الأرض، فنأخذها إذ نذهب إلى الملكوت السماوي. نطلب السلام والبرّ وما إلى ذلك من الروح القدس كطعامٍ وشرابٍ في ملكوت السماء.[/B] [B] العلامة أوريجينوس [/B][B]v يقصد الناس بالسرور رفع الفكر فوق الأمور التي تستحق التهليل بها. أما المسرات (المباهج) فهي رفع للفكر بطريقة غير مهذبة لا تعرف الاعتدال.[/B] [B]القديس جيروم[/B] [B]"وبقولهما هذا،[/B] [B]كفّا الجموع بالجهد عن أن يذبحوا لهما". [18][/B] [B]واضح أن الجماعة كانت في حماسٍ شديدٍ. وبالكاد استطاع الرسولان أن يمنعا الجموع من تقديم ذبائح لهما.[/B] [B][COLOR=Black]تــــــــابع...[/COLOR] [/B] [/COLOR][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
القديس بولس الرسول (فيلسوف المسيحية) + ملف خاص +...
أعلى