القديس اغسطينوس

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
A11.jpg


من تاجست إلى قرطاجنة

في 13 نوفمبر 354م بمدينة تاجست من أعمال نوميديا بأفريقيا الشمالية وُلد أغسطينوس، وكان والده باتريكبوس وثنيًا فظ الأخلاق، أما والدته مونيكا فكانت مسيحية تحتمل شرور زوجها وحماتها بصبر عجيب، وبطول أناتها كسبت الاثنين حتى أن رجلها قبل الإيمان واعتمد قبيل نياحته.
كان كل همّ والده أن يرى ابنه رجلاً غنيًا ومثقفًا، وكان معلموه الوثنيين لا يهتمون بسلوك التلاميذ، فنشأ أغسطينوس مستهترًا في حياته ميالاً للكسل.
إذ بلغ السادسة عشرة من عمره أرسله أبوه إلى قرطاجنة ليتمهر في البيان، هناك التقى بأصدقاء أشرار، وصار قائدًا لهم يفتخر بالشر، فتحولت حياته إلى المسارح والفساد. أما عن دراسته فقد عكف على دراسة الفقه والقوانين مشتاقًا أن يرتقي إلى المحاماة والقضاء، وقد تضلع في اللاتينية حتى افتتح مدرسة لتعليم البيان وهو في التاسعة عشرة من عمره.
أعجب أغسطينوس بمذهب شيشرون، فقرأ كتابه "هورطانسيوس" الذي أثار فيه الشوق إلى العفة والبحث عن الحق. قرأ أيضًا الكتاب المقدس لكن ليس بروح الإيمان والتواضع وإنما في كبرياء، فأغلق على نفسه وسقط في "المانوية".
إذ رأت مونيكا ابنها قد انحرف سلوكيًا وعقيديًا، وصار عثرة لكثيرين طردته من بيتها، لكن بمحبتها ردته ثانية، وكانت دموعها لا تجف طالبة خلاص نفسه.
رأت القديسة مونيكا في حلم أنها واقفة على قطعة خشبية (ترمز للإيمان) والكآبة تشملها، وإذ بفتى يلمع بهاؤه أمامها ويشع الفرح من محياه ينظر إليها ويسألها عن سبب حزنها، وإذ أجابت، قال لها: "تعزي ولا تخافي، فها ولدك هنا وهو معك". التفتت مونيكا لتجد ابنها واقفًا معها على الخشبة، فتأكدت أن الله استجاب طلبتها.


في روما

في عام 382م أوعز إليه أصدقاءه بالسفر إلى روما لينال مجدًا وغنى أعظم، فحاولت والدته صده وإذ لم تفلح عزمت على السفر معه. احتال عليها بقوله أنه ذاهب ليودع صديقًا له على السفينة، فسافر تاركًا إياها غارقة في دموعها.

في ميلانو

أرسل حاكم ميلان إلى حاكم روما يطلب أستاذًا في البيان، فبعث إليه أغسطينوس، وقد دبرت له العناية الإلهية الالتقاء بالقديس أمبروسيوس أسقف ميلان، الذي شمله بحبه وحنانه فأحبه أغسطينوس وأعجب بعظاته، وكان مداومًا على سماعها لما فيها من قوة البيان دون اهتمام بالغذاء الروح الدسم.
سمع من القديس أمبروسيوس تفاسيره الروحية للعهد القديم الذي كان المانيون يتجاهلونه، كما سمعه في رده على أتباع ماني وغيرهم من الهراطقة، فبدأ نور الحق ينكشف أمامه. هنا أدرك أغسطينوس ما للكنيسة من علامات أنها من الله: فيها تتحقق نبوات العهد القديم، وفيها يتجلى الكمال الروحي، وتظهر المعجزات، وأخيرًا انتشارها بالرغم مما تعانيه من ضيق.
أبحرت مونيكا إلى ميلان ليلتقي بها ابنها ويبشرها بترك المانوية، لكن دون قبوله الإيمان الحق، إذ كان منهمكًا في الشهوات، حاسبًا حفظ العفة أمرًا مستحيلاً.
بدأ أغسطينوس يقرأ بعض كتب الأفلاطونيين التي نقلت عن اليونانية بواسطة فيكتريانوس، التي انتفع بها لكنها لم تقده للإيمان.
عاد يقرأ الكتاب المقدس خاصة رسائل معلمنا بولس الرسول فأعجب بها، خاصة في ربطها العهد القديم بالعهد الجديد...
دبرت العناية الإلهية أن يزور سمبليانس حيث بدأ يخبره عن قراءته في كتب الفلسفة الأفلاطونية التي عني بنشرها فيكتريانوس، فأظهر سمبليانس سروره بذلك، ثم عرف أغسطينوس منه عن اعتناق فيكتريانوس للإيمان المسيحي بروح تقوي، فشبت فيه الغيرة للاقتداء به، لكنه كان لا يزال أسير العادات الشريرة.


توبته
زاره مؤمن حقيقي من كبار رجال الدولة يدعى بنسيانس، فوجده مع صديقه أليبوس وبجوارهما بعض رسائل معلمنا بولس الرسول، فظنها أحد الكتب الفلسفية، لكن أغسطينوس أخبره بأن له زمانًا لا يشغله سوى مطالعة هذه الأسفار، فدار الحديث بينهما حتى تطرق بنسيانس لسيرة القديس أنبا أنطونيوس وكيف تأثر بها اثنان من أشراف البلاط فتركا كل شيء ليسيرا على منواله، وهنا التهب قلب أغسطينوس بالغيرة، كيف يغتصب البسطاء الأميون الملكوت ويبقى هو رغم علمه يتمرغ في الرجاسات. وإذ مضى بنسيانوس، قام أغسطينوس إلى البستان المجاور لمنزله وارتمى على جذع شجرة تين، وتمثلت أمامه كل شروره، فصار يصرخ: "عاصفة شديدة... دافع عني... وأنت فحتى متى؟ إلى متى يارب؟ أتغضب إلى الأبد؟ لا تذكر علينا ذنوب الأولين. فإنني أشعر بأنني قد اُستعبدت لها. إلى متى؟ إلى متى؟ أ إلى الغد؟ ولما لا يكون الآن؟! لما لا تكن هذه الساعة حدًا فاصلاً لنجاستي؟" وبكى بمرارة...
كان ذلك في عام 386م، بالغًا من العمر 32 عامًا حين تغيرت حياته وتجددت بنعمة الله، فتحولت القوة المحترقة شرًا إلى قوة ملتهبة حبًا...
عاد أغسطينوس إلى أليبوس ليذهبا معًا إلى مونيكا يبشرانها أن صلواتها التي دامت قرابة 30 عامًا قد استجيبت، ونبوة القديس إمبروسيوس قد تحققت، هذا الذي سبق فرآها تبكي فقال لها: "ثقي يا امرأة أنه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع".
عزم أغسطينوس بنعمة الله على ترك تدريس البيان وتكريس حياته للتأمل في كلمة الله والخدمة، فاعتزل ومعه والدته وصديقه أليبوس وابنه أدياتس (غير الشرعي) وبعض أبناء عمه وأصدقاءه في كاسيكاسيوم Cassiciacum بجوار ميلان حيث أقام ستة شهور يتأهب لنوال سرّ العماد، وفي ابتداء صوم الأربعين عام 387م ذهب إلى ميلان واعتمد على يدي الأسقف إمبروسيوس.


نياحة مونيكا
سافر القديس أغسطينوس مع ابنه ووالدته وأخيه وأليبوس إلى أوستيا منتظرين السفينة للعودة إلى وطنهم، وكانت الأم تتحدث مع أغسطينوس معلنة بأن رسالتها قد تحققت برؤيتها له كخادم أمين للرب.
بعد خمسة أيام مرضت مونيكا بحمى شديدة، وإذ أُغمى عليها وأفاقت قالت لابنيها: "أين كنت أنا؟... هنا تدفنان والدتكم"... قالت هذا ثم سلمت روحها في يدي الله.


في روما وأفريقيا
بعد نياحة القديسة مونيكا قرروا العودة إلى روما، حيث جاهد أغسطينوس هناك لدحض بدعة المانويين. ومن هناك انطلق إلى أفريقيا حيث ذهب إلى قرطاجنة ثم إلى تاجست، فوزع كل ممتلكاته واختلى للعبادة والتأمل في كلمة الله ثلاث سنوات، ووضع كتبًا كثيرة.

سيامته كاهنًا
إذ كان أغسطينوس يزور رجل شريف بمدينة هيبو (تدعى حاليًا إيبونا من أعمال نوميديا) سامه الأسقف كاهنًا بالرغم من محاولته رفض السيامة بدموع، بل وجعله يعظ أكثر أيام الأسبوع.
سكن في بستان ملك الكنيسة وجعله ديرًا حيث امتلأ بالرهبان الأتقياء، كما أنشأ ديرًا للراهبات تحت تدبير أخته.


سيامته أسقفًا
أقيم أسقفًا مساعدًا لفاليروس عام 395م الأمر الذي أفرح قلوب المؤمنين، وإن كان الهراطقة قد حزنوا وأثاروا شغبًا ضد الشعب وحاولوا قتله.
امتاز هذا الأسقف القديس بحبه الشديد للفقراء حتى كان يبيع أحيانًا ما للكنيسة ويوزعه على الفقراء ويحرر به المسجونين. واهتم بدحض أصحاب البدع. وحضر مجمعًا بأمر الملك أونريوس عام 421م ضم 275 أسقفًا مؤمنًا و279 من الدوناتيين... فقام يجادلهم ويردهم إلى الإيمان المستقيم.


نياحته

إذ بلغ من العمر 72 عامًا استعان بأحد الكهنة في تدبير أمور الكنيسة راغبًا أن يكون خليفته، وبقى 4 أعوام يستعد للرحيل، وفي عام 430 م تنيح وهو في سن السادسة والسبعين، وكانت دموعه لا تتوقف.


كتاباته

بلغت حوالي 232 كتابًا، منها كتبه التاريخية مثل "اعترافاته" و"الاستدراكات"، ومقالاته الفلسفية مثل "الرد على الأكاديميين" و"الحياة السعيدة"، "خلود النفس"، "في الموسيقى"... وأيضًا أعماله الجدلية ضد اليهود والوثنيين، وضد أتباع ماني وضد الدوناتيين وضد البيلاجيين وضد الأوريجانيين، كما قدم كتبًا في تفسير التكوين والمزامير والرسالة الأولى إلى يوحنا، والموعظة على الجبل، وعن اتفاق الإنجيليين، وتعليقات على الرسالة إلى أهل غلاطية والرسالة إلى أهل رومية وإنجيل يوحنا. كما كتب كُتب في النسكيات والأخلاقيات...

المصدر : قاموس أباء الكنيسة وقديسها
الناشر : كنيسة مارجرجس اسبورتنج




يتبع...
 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
رد على: القديس اغسطينوس

من اقوال القديس اغسطينوس


لقد صلَّت القديسة مونيكا من أجل ولدها أغسطينوس 34 سنة. ولكنها كلما صلَّت لأجله زاد ضلالاً. والتقت الأم الباكية المصلّية بالقديس أمبروز في ميلانو واشتكت له عدم استجابة الصلاة، فسألها: »هل تصلّين لأجله بدموع؟« فأجابت الأم: »نعم بدموع«. فقال لها عبارة خالدة: »ابن الدموع لا يمكن أن يضيع«. ولم يضِعْ أغسطينوس، بل عاد للرب قديساً مباركاً.


+ويقول القديس اوغسطينوس : "لقد خلقتنا يا الله لنفسك ، ولسوف تبقى قلوبنا قلقة حتى تجد راحتها فيك" حقاً في استقلالية الإنسان عن الله "ليس سلام لأحد من البشر" (ارميا 12 :12) . والله يعاقب الإنسان على فعلته بالقول : "شعبي عمل شرّين تركوني انا ينبوع المياه الحية لينقروا لانفسهم آباراً ، آباراً مشققة لا تضبط ماء" (ارميا 2 :13)

+اللهم، لقد خلقتنا لذاتك، ولن تجد نفوسنا راحة الا اذا استراحت فيك ".

+هناك انتقام حقيقي يريده الشهداء واصحاب الرحمه الا وهو هلاك ممكلة الخطيه

+المتكبر يعمل ارادته والمتواضع يعمل ارادة الله

+المحبه وحدها هي العلامه المميزه بين اولاد الله واولاد ابليس

+اطلبك يا الهي فتحيا نفسي لان جسدي يحيا بنفسي ونفسي تحيا بك"

+ان لم تحب ما وعد به الرب فخف علي الاقل مما هدد به

+ربي انت تحتضن وجودي برعايتك وكأنك لا تتطلع الي اخر سوي تسهر علي وكأنك قد نسيت الخليقة كلها تهبني عطاياك و كأني وحدي موضوع حبك ليتني احبك لانك احببتني اولا

+انتم الذين غمرتمونى بحبكم لا تنظروا الى حياتى التى انتهت بل الى تلك التى بدأتها

+لقد كنت معى ولكن انا من أجل شقاوتى لم أكن معك يا الله

+أحذر من اليأس من نفسك فقد أوصيت أن تتكل على الله لا على ذاتك

+وأسفاه انه من السهل أن نطلب أشياء من الله و لا نطلب الله نفسه كأن العطيه أفضل من العاطى

+النفس التى تعيش با المحبة أكثر أتساعا من السماء

+الاشياء توجد لان الله يعلمها ، ولا يعلمها الله لانها توجد، فالاشياء و الافكار لا وجود لها ألا من حيث معلومه الله

+الانسان لا يدرك ذاته إلا إذا فكر

+عليك ان تكون وضيعاٌ امام الله ، لئلايجربك بما يفوق قدرتك

+أتريد أن تعرف نوع الحب الذي فيك ؟ أنظر أين يقودك ؟

+أن أحببت الله أحببت نفسك حباً حقيقياً

+مهما ازدادت الخطية شناعة فلا سبيل إلي اليأس من رحمتك يا الله

+الهي أراك ناظرا نحوي دائما حتى كأنه لا يوجد في السماء و لا على الأرض خليقة سواي

+أنت تحزن لأنك لا ترى , ولكن تعزى لأنك ترجو ان ترى

+ان اخطات فاندم علي خطيئتك والرب يقيمك ويردك الي الكنيسه امك

+آآآه....تأخرت كثيرا في حبك أيها الجمال الفائق ماذا أنا لك حتى أنك تطلب محبتي و تعادلني بكََََََََ!!!!!!!!!!؟

+صلاة البار مفتاح السماء، وبقوتها يستطيع كل شيء. هي حِمَى نفوسنا مصدر لكل الفضائل، السلم الذي نصعد به إلى الله، هي عمل الملائكة، هي أساس الإيمان.

+أو هل أن الملكوت فقط يتطابق مع الكنيسة الحقيقية، التي كلما نمت، كلما إمتد الملكوت بواسطة الإرساليات، ليربح شيئاً فشيئاً العالم كله للمسيح و هكذا يحول نظام العالم إلى ملكوت الله ؟ القديس اغسطينوس.

+إن مسئوليتنا العظمى في هذه الحياة، هي إرضاء الله. إن كنا نطلب ملكوت الله وبرّه فإنه يأخذ على عاتقه أمر معيشتنا. (متى 6: 33) قال القديس اغسطينوس: "عندما تعمل إرادة الله على أنها إرادتك، يعمل الله إرادتك على أنها إرادته".

+لنا ميلادان أحدهما أرضى والآخر سماوى. الأول من الجسد والثانى من الروح. الأول من الرجل والمرأة والثانى من الله والكنيسة. الأول يصيرنا أبناء الجسـد . والثانى يجعلنا أبناء الروح. الأول يصيرنا أبناء الموت والثانى أبناء القيامة.



+وقال القديس أغسطينوس في اعترافاته

»يا إلهي، كنت تناديني فأقول لك: ليس الآن، فتعود تنادي، وأعود أقول: ليس الآن، فتنادي حتى قلتُ لك: هئنذا




+التشابه بين القديسة مريم والكنيسة

فى هذا يقول القديس اغسطينوس : " كما ولدت مريم ذاك الذى هو رأسكم ، هكذا ولدتكم الكنيسة ، لأن الكنيسة هى أيضا أم ( ولود ) وعذراء ، أم فى أحشاء حبنا ، وعذراء فى ايمانها غير المنثلم ، هى أم لأمم كثيرة الذين يمثلون جسدا واحدا ، وذلك على مثال العذراء مريم أم الكثيرين وفى نفس الوقت هى أم للواحد ‍ " .


+إشباع الروح والفكر

هناك من يشبعون أنفسهم عن طريق العقل والفكر. كبعض العلماء وأساتذة الجامعات الذين يتفرغون للدراسة والبحث والإنتاج العلمي ويجدون في ذلك ما يشبع نفوسهم ويرضي مشاعرهم.

والبعض يشبع عاطفته بمحبة الله ومن هذا الاشباع
قال القديس اوغسطينوس في صلاته إلي الله "سيظل قلبي قلقا إلي أن يجد راحته فيك" علي أن البعض يشبعون عواطفهم بمحبة الذات والتمركز حولها مما يسميه علماء النفس بالنرجسية. إذ يعبدون ذواتهم. ( من اقوال القديس اوغسطينوس(


+الربّ يسوع يؤكد قيمة الصلاة الجماعية.
يقول القديس اوغسطينوس ان الربّ يسوع حاضر فيها كرأس الجماعة، وككاهن يشفع عنّا ومن اجلنا، وكإله يلبّي طلباتنا". وهذا ما يؤكّده الربّ يسوع مجدداً في إنجيل اليوم "حيث اجتمع اثنان او ثلاثة باسمي كنت هناك بينهم"...( من اقوال القديس اوغسطينوس(
 

ارووجة

مشرفةسابقةareej
مشرف سابق
إنضم
16 سبتمبر 2006
المشاركات
11,996
مستوى التفاعل
108
النقاط
0
الإقامة
الاراضي المقدسة- الناصرة-
رد على: القديس اغسطينوس

(القديس اغسطينوس)
من كتاب إلهى اعترف لك


كم كانت نفسى جزعة يا إلهى . وأنا كحمل ضال حينما بحثت عنك بعيداً بينما كنت فى داخلى !

وكلما جذبتنى إليك نفسى أواصل البحث عنك بدوافع رغباتى . بينما أنت ساكن فى قلبى !

أخذت فى البحث عنك فى كل مكان .. فى الأحياء فى الطرقات العامة من مدينة هذا العالم ولم أهتد !

ونظرت من حولى , وفى قصور وجهل , سألت رفاقى عن كنز مخبأ فى قلبى !

وأطلقت لجميع حواسى العنان , كرسل أوفياء , لتبحث عنك وتطاردك ... وبقوتها لم تستطع أن تلحق بك وتدركك وقد تملكتها الدهشة كيف اقتحمت يا إلهى قلبى ودخلته !!





قالت العين : لو كان ذا لون لرأيته كيف جاز .

قالت الأذن : لو كنت سمعته لعرفته من وقع أقدامه .

قالت الأنف : لو تنسمت رائحته لتأكدت من وجوده .

أجاب اللسان : لو استطعت أن أتذوقه لعرفته من طعم مذاقه .

وأجابت اليد : لو كان ذا جسد لاستطعت أن اتحسسه
... لكن إلهى كان غير ذلك .

ليس جسما كاملاً جميلاً ,

ولا وجهاً وضاءاَ منيراَ ,

ولا نوراَ يبهر البصر ,

ولا ترنييمة لها صدى ونغم ,

ولا زهرة ولا دهنا ,

ولا عسلاً ولا مناً ,

لا طيبا غالى الثمن ولا شيئاً تتوق النفس أن تتملكه .

فإن بحثت عنك إلهى فلن استعين بحواسى .

إذا بحثت عنك فإنى سأبحث عن نور لم تره عين .

وصوت لم تسمع به أذن .

عطر فائح لن يقوى الأنف على أن يتنسمه .

عذوبة تامة لن يستطيع اللسان أن يعبر عنها .

تآلف حقيقى يتمنى الإنسان لو يحققه .


نور يضئ كل الأبعاد .

كائن فوق حدود الزمن وسرعته .

عطر قوى لن تستطيع الرياح أن تبرد رائحته .

مذاق حلو لمن يتذوقه .

اتحاد وثيق لن تنقطع أوصاله .


... إنه الله الذى أحبه وأبحث عنه .

ولكن لقد بدأت أحبك بعد أن طال بى الوقت .

رحت أبحث عنك وأخيراً وجدتك .

كنت معى ولم أكن معك فقد شغلتنى عطاياك عن محبتك
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
القديس أغوسطينوس

القديس أغوسطينوس
(354–430) عيده في 28 آب
ولد أغوسطينوس سنة 354، في مدينة تاغستا، شمالي افريقيا، من والدين مسيحيين، بتريسيون ومونيكا. تلقّن العلوم العالية على أساتذة وثنيين فمحوا من ذهنه ما كان قد تعلمه من مبادئ الديانة المسيحية. أتمّ دروسه العالية في قرطاجة، فتفوق على أقرانه وهو في التاسعة عشرة من عمره. وكان طموحا ً الى المجد والغنى، وَلوعاً بمطالعة كتب الفلاسفة الوثنيين وشعرائهم. إستسلم الى شهوات الجسد، وانتحل طريقة المانيين المنكرين الوحي والمعتمدين على فلسفة الطبيعة وقوة العقل البشري. ورأى في تلك الطريقة ما زاده توغلاً في المفاسد والشرور.
وكانت والدته مونيكا تبكي وتتضرع الى الله لأجل إهتداء إبنها. فاستجاب الله صلاتها، وكشح عن عقل أغوسطينوس ظلمات الضلال. فنبذ المانيّة وفسادها، لأنها لم تكن لتشبع عقله وقلبه المتعطشين الى ينبوع الحقيقة والمحبة الصافي. وقد حمله على التوبة مثل المتوحدين ولاسيما حياة القديس أنطونيوس الكبير فقال لصديقه أليبيوس: "هؤلاء البسطاء يرثون السماء ونحن العلماء نلهو بأباطيل الارض؟" ثم خرج يبكي خطاياه ويأسف على سيرته الماضية.
قصد القديس أمبروسيوس الذي كان يسترشده يوم كان تلميذاً في ميلانو، فمنحه سر العماد المقدس وهو إبن 33 سنة.
أما أمه مونيكا فطار قلبها فرحا ًعلى إهتداء إبنها، ثم رقدت بالرب بين يديه. وانكبّ على أعمال التوبة ومطالعة الكتاب المقدس والتأليف، فرسمه فاليريوس أسقف إيبونه كاهنا ً سنة 391 وأقامه مساعدا ً له.
ولما توفي فاليريوس، خلفه أغوسطينوس على كرسي الأسقفية. فأخذ يعيش عيشة الراهب الناسك. شيّد للرهبان ديرا ً قضى فيه حياته كلها. كما أنشأ ديرا ً للراهبات، كانت أخته رئيسة عليهنّ.
وقام يكافح الدوناتيين فأفحمهم ورد منهم كثيرين الى الحقيقة، كافح هرطقة البيلاجيين الناكرين النعمة ومفاعيلها والخطيئة الأصلية. لقبَّ "باللاهوتي وكوكب العلماء وزهرة المدارس وعمود الكنيسة ومفزعة المبتدعين".
وقد أنشأ اغوسطينوس الكنائس والمستشفيات والمياتم. وكان عطوفا ً كل العطف على الفقراء والمرض. وقد إضطر مرّة أن يبيع آنية الكنيسة ليقدم جزية عن بعض الأسرى، وأعماله الخيرية لا يحصى لها عد.
وكفـَّى بكتاب إعترافاته الشهيرة دليلا ً على عمق تواضعه... وفي تأمله بسر التجسد كان يقول: "يا رب، من لا يعبدك كمبدع المخلوقات، يستحق جهنم، ولكن من لا يعبدك بعد أن تجسدت وتألمت ومت لأجله، فإنه يستحق جهنماً أخرى أشد عذابا ً".
وأنهى هذا القديس العظيم حياته في الملكوت مع المسيح في 28 آب سنة 430، وله من العمر 76 سنة. وقد أغنى الكنيسة بما تركه من المؤلفات التي تربو على 120 كتابا ً ما عدا الرسائل النفسية. وأنشأ رهبانية تعدّ اكثر من مئتي جمعية من رهبان وراهبات ينتمون إليه ويسيرون بموجب القوانين والفرائض التي وضعها. صلاته معنا. آمين.
 

totty

USE ME
مشرف سابق
إنضم
12 أبريل 2007
المشاركات
10,446
مستوى التفاعل
60
النقاط
0
الإقامة
فى الدنيا
رد على: القديس أغوسطينوس

بركه القديس وشفاعته تكون معانا
امــــــــــــــــــــــيـــــــــــــن

ميرسى ليك
ربنا يباركك
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: القديس أغوسطينوس

شكرا على مرورك. ربنا يباركك
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: القديس اغسطينوس

"ثقي يا امرأة أنه من المستحيل أن يهلك ابن هذه الدموع".

شفاعة القديس اغسطينوس و امه القديسة مونيكا فلتكن معنا

شكرا على هذه السيرة العطرة
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
مجهود رااااااائع يا ارووجه
ميرررررسى ليكى
ربنا يبارك حياتك
 
أعلى