القديس أوغسطينس

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
شركتنا مع الكلمة المتجسد

+ الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة " 1يو1:1".
من كان يستطيع أن يلمس الله الكلمة بيديه لو لم يكن (الكلمة) صار جسداً وحل بيننا "؟!
لقد أخذ الكلمة المتجسد بداية ناسوته من مريم العذراء لكن ليست هذه هي بداية الكلمة إذ يقول الرسول (الذي كان من البدء) ...
أما تعبير من جهة كلمة الحياة فلا يعني جسد المسيح لمسته أيدينا بل الكلمة قبل التجسد...



أن المسيح الكلمة خبز الحياة



فإن الحياة أظهرت "1يو2:1". لقد ظهر المسيح كلمة الحياة بالجسد للبشر من البدء ظهر لا للناس بل للملائكة إذ عاينوه واقتاتوا به كخبز لهم إذ يقول الكتاب (أكل الإنسان خبز الملائكة" (مز25:78) .
حسنا؟ فإن الحياة أظهرت في الجسد...
وصار يمكن رؤيته عياناً حتى تتبرر قلوبنا إذ بالقلب وحده نعاين الكلمة... (الكلمة صار جسداً) حتى نراه فتتبرر قلوبنا وندرك الكلمة



أن المسيح وُلِدَ ميلاداً زمنياً لينقلنا إلى الأبديات


+ إذ لم نكن متأهلين للنظر في الأمور الأبدية إذ أثقلنا دنس الخطية الناجم عن محبتنا للأمور الزمنية التي غرست فينا حتى تبدو كما لو أنها من طبيعتنا بسبب جذور الموت العاملة فينا لذلك فنحن محتاجون إلي التطهر.
وعملية التطهير هذه ليست في استطاعتنا حتى نلاطف بعضنا البعض بالأمور الأبدية ما لم يتفق هذا أولاً في علاقتنا مع بعضنا البعض في الأمور الزمنية التي نحن ممسكون فيها.
فالصحة هي عكس المرض لكن لا يمكن لعلاج ما أن يقودنا إلي الصحة الكاملة ما لم يتناسب مع المرض.
فالأمور الزمنية غير المفيدة تخدع المرضي لكن الأمور الزمنية المفيدة تنتقل بهم إلي الأبديات.
فالعقل المتزن لكي يتنقى يدين في هذا إلي:
(أ) التأمل فى الأبديات ...
(ب) الإيمان في الزمنيات..
وقد قال أحد حكماء اليونان وهو محق بلا شك في قوله هذا (أن الحقيقة (أي الواقع) يستند على الإيمان وهكذا أيضاً الأبدية تستند على الأمور التي لها بداية (أي الزمنيات) ".
لهذا السبب فإن "الحق " نفسه شريك الأب في الأبدية أخذ له بداية زمنية في الأرض "مز11:85 " وذلك عندما جاء ابن الله كإبن للبشر وأخذ لنفسه إيماننا حتى يقودنا بهذا في واقعه "الأبدية " إذ تعهد قوتنا من غير أن يترك أبديته...ونحن لا نقدر أن نعبر إلي الأبدية من حالتنا هذه التي لنا فيها بداية ما لم نكن قد تحولنا مع الأبدي " ابن الله " خلال بدايتنا إلي أبديته الذاتية بالإتحاد معه.
لذلك فإن إيماننا له في حدود معينه ما لذاك الذي آمنا به هذا الذي: ولد، ومات، وقام، وصعد.
من هذه الأمور الأربعة نعرف نحن الآن اثنين وهو أن الإنسان له بداية (يولد) ويموت أما الاثنين الآخرين أي القيامة والصعود فإننا نرجوهما فينا لأننا قد آمنا أنهما في شخص الرب.
فإذ عبر ذاك الذي أخذ له بداية إلي الأبدية فإننا نحن أيضاً سنعبر إلي الأبدية عندما يصل الإيمان إلي الحقيقة "العيان في الأبدية "....



أخلى ذاته من أجلي | من أجلك صار طفلاً


+ بأي كلمات نبارك الله، وأي شكر يمكننا أن نقدمه له؟!
لقد أحبنا حتى أنه هو الكائن الأزلي الأقدم من كل المسكونة ذاتها صار في السن أصغر من كثير من خدامه في العالم!
كطفل كان يصيح في طفولة غير متكلمة، وهو "الكلمة " الذي بدونه تعجز كل فصاحة البشر عن الكلام!
أنظر يا إنسان ماذا صار الله من أجلك؟!
احفظ في قلبك درساً من هذا الإتضاع العظيم مع أنه المعلم كطفل لا يتكلم!
لقد كنت (يا آدم) في الجنة في احد الأيام فصيحاً تعطي كل حي اسمه أما خالقك فمن أجلك رقد بغير كلام لا يدعو حتى أمه باسمها.
أنت إذ وجدت نفسك في فردوس مليء بالفاكهة أهلكت نفسك بعدم الطاعة وهو في طاعة جاء كشخص مائت إلي مسكن حقير صغير حتى بموته يمكن أن يعيد الحياة إلي من مات!
أنت مع كونك إنسان أردت أن تكون إلهاً فضللت! وهو مع كونه الله أراد أن يكون إنساناً لكي يرد ذلك الذي ضل !
الكبرياء البشرية هبطت بك إلي أسفل لكيما بالاتضاع الإلهي وحده ترتفع إلي فوق!
+ خالق الزمان يولد في زمن معين! هذا الذي من غير أمره الإلهي لا يجري يوم في مجراه قد اختار لنفسه يوماً لتجسده!
صانع الإنسان إنسان، ووضع من ثديي آمه..!.
هذا الذي كان قبل جميع الأجيال والذي بغير ابتداء كان ابناً لله وجد من المناسب أن يصير في هذه الأيام الأخيرة ابناً للإنسان!
هذا الذي ولد من الأب وليس بمخلوق أخذ جسداً من امرأة هو صنعها قبلاً.
صار جسداً لكي يظهر نجاسات الجسد!
من أجل هذا "خرج العريس من خدره، وأبتهج مثل جبار ليسرع في طريقة "مز18.
لطيف كعريس وقوي كجبار! محبوب ومرعب! هادئ وعنيف!
جميل للصالحين وجاف بالنسبة للأشرار! ملأ أحشاء أمه! وهو لا يزال باقياً في حضن أبيه!




طاعة المسيح للآب في التجسد والصلب والقيامة


كما بخطية واحده صار الحكم إلي جميع الناس للدينونه هكذا ببر واحد صارت الهبة إلي جميع الناس لتبرير الحياة لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاه هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً "رو19، 18:5".
عصي آدم الأول فأفقد البشرية كلها التمتع بالله وجهاً لوجه وسري حكم الموت على الجميع لذلك إذا جاء آدم الثانى ابن الله الوحيد الذي إرادته هي إرادة الأب... إذ لهما إرادة واحده أخلي نفسه.. أخلاها عن إرادته لا لكي تكون له إرادة تخالف إرادة الله أبية إنما لكي يخضع لإرادة أبية عوض أدم الأول... (مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به. وإذ كمل صار لجميع الذين يطيعونه سبب خلاص أبدي "عب5:5".
أطاع... مخلياً إرادته ليعمل إرادة الأب إذ يقول للأب "ولكن ليس كما أريد أنا بل كما تريد أنت "مت30:26 " ليس لأن ما يريده الابن يخالف ما يريده الأب إنما يقبل الصليب في طاعة للأب حتى يصير المتحدون به المتجاوبون مع عمله. طائعين للأب أيضاً.
فلا عجب إن سمعنا الابن يقول "لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً إلا ما ينظر الأب يعمل "يو24:5. ومرة أخري يقول أنه لا يتكلم بشيء من ذاته...
هذا لا يعني أن ليس له سلطان ذاتي للعمل أو الكلام إنما يريد ان يؤكد أنه وإن كانت مشيئته هي مشيئة الأب إذ هو الأب واحد إلا أنه من أجلنا... إذ صار نائباً عنا، يريد أن يفيدنا من العصيان.. يقول "لأني لا أطلب مشيئتي بل مشيئة الأب الذي أرسلني "يو30:5.
لقد أطاع المسيح حتى الموت موت الصليب حتى يعطنا باتحادنا به وثبوتنا فيه وتمتعنا بالشركة معه أن نحيا لا لذواتنا ولا بحسب إرادتنا بل به وفيه نطيع الأب.
1- ففي الإخلاء والتجسد الابن يحب خليقته ويود أن يخلي ذاته من أجلي ، والأب في حبة لي ، الذي هو نفس حب الابن أراد أن يبذل الابن ذاته عنا!
إنه حب واحد دفع الأب إلي بذل ابنه ودفع بالابن إلي نفس الأمر أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحدة! لكن الابن أراد أن يبذل ذاته... إنها إرادة واحده لكن الابن حتى في إخلائه نفسه وبذله ذاته إنما صنع هذا من أجل إرادة الأب.
لقد أرسل الأب ابنه وقبل الابن الإرسالية بل ويؤكد الابن في صلاته الوداعية قائلاً (ليؤمن العالم إنك أرسلتني "يو21:17.
لقد جاء بإرادته ولكن جاء أيضاً لأجل طاعته للأب إذ يقول الرسول "وفيما هو ابن قد تعلم الطاعة "عب5:5".
وكما يقول أغسطينوس:
+ إن إرادة الأب والابن واحدة وعملهما غير منفصل هكذا فإن التجسد والميلاد من عذراء الذي يعني إرسال الابن جاء بواسطة الواحد ويعمل الأب والابن بطريقة غير منظورة بل ولا نستعبد الروح القدس من عملية التجسد إذ قيل بوضوح "قد وجدت حبلى من الروح القدس ".
لكن ربما يصير المعني بأكثر وضوح إن سألنا: كيف أرسل الله ابنه؟ لقد أوصي أن يأتي... فأذعن الابن للوصية وجاء ! فهل هذا كان أمراً أم مجرد اقتراح؟! على أي حال فإن هذا حدث بواسطة كلمة الله الذي هو ابن الله.
لقد أرسله الأب بكلمة.. فجاء بعمل الأب والكلمة لذلك فإن "الابن نفسه قد أرسله الأب والابن لأن الابن هو كلمة الأب...
2- وفي الصلب قبل الرب الصليب من أجل خلاص جبلة يديه لكن في ليلة آلامه أراد أن يؤكد قبوله الصليب من أجل إرادة الأب إذ يقول (إن أمكن فلتعبر عنى هذه الكأس ولكن لتكن لا إرادتي بل إرادتك) ..
3- وفي القيامة أيضاً يقول عن نفسه " لي سلطان أن أضعها ولي سلطان أن آخذها "لكن يعود الكتاب فيؤكد أن الأب قد أقامه....... الأب أراد القيامة فقام الابن بسلطانه....
4- ومن جهة التقديس فإن ابن الله قدوس القديسين هذا القدوس الذي بلا خطية في حبه لنا أخلي ذاته ليعلن أن الأب قد قدسه "يو36:10".
هو قدوس بذاته لن تفارقه القداسة بل ينبوع كل قداسة إنما قبل أيضاً التقديس من الأب لا كشيء خارج عنه بل في طبعه... إذ يقول "من اجلهم أنا أقدس ذاتي "يو19:17".




 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
بركه صلواته فلتكن مع جميعنا
ميررررررسى ليك
ربنا يبارك حياتك
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,884
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON


بركة صلواته فلتكن معنا

شكرا جزيلا لكم

الرب يبارككم
 
أعلى