الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
الترجمة اليسوعية
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
آيات من الكتاب المقدس عن تعويضات الله
آيات من الكتاب المقدس عن وجود الله معنا
آيات من الكتاب المقدس عن المولود الجديد
آيات من الكتاب المقدس عن أعياد الميلاد
آيات من الكتاب المقدس عن بداية سنة جديدة
كلمات الترانيم
أسئلة ومسابقات مسيحية
أسئلة وأجوبة في الكتاب المقدس العهد الجديد
أسئلة مسيحية واجابتها للرحلات
مسابقة أعمال الرسل واجابتها
أسئلة دينية مسيحية واجابتها للكبار
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
الظلمة المنيرة
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="Messias, post: 1309091, member: 207"] [CENTER][B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=6][COLOR=red][B][COLOR=black]الظلمة [/COLOR][COLOR=yellow]المنيرة[/COLOR] [/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/B][/CENTER] [CENTER][FONT=Simplified Arabic][SIZE=6][COLOR=#9900ff][B]عند *[/B][B]القديس غريغوريوس النيصصي[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/CENTER] [SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]إذا رغبنا في إدراك مفهوم القديس غريغوريوس النيصصي للظلمة الإلهية، فأول افتراض يجب استبعاده هو أن تكون المعرفة مُدرَكة. مع ذلك، إنه افتراض أساسي جداً عند الفكر العلمي الحديث الذي بالكاد يُعطى لتأثيره أي اعتبار كونه مأخوذاً كلياً كحقيقة [/FONT][FONT=Simplified Arabic]أساس[/FONT][FONT=Simplified Arabic]ية في [/FONT][FONT=Simplified Arabic]حلبة التعلّم العامة. [/FONT][FONT=Simplified Arabic]على الرغم من ذلك[/FONT][FONT=Simplified Arabic]، إن الفكرة التي يعالجها القديس هي مجمل طريقة المعرفة التي بها نقارب معرفة الله. فالمعرفة عنده تتخطى تخوم الإدراك وحدوده مع كل ما يلازمه من الجز عن فهم ما هو فوق الوجود المادي. إنه معرفة تغوص في السلبي، أي في ظلمة ذلك المكان "حيث لا يبلغ الفهم"، وحيث توجد قامة المعرفة الحقيقية.[/FONT][/SIZE] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]أفضل ما يُعبّر عن مفهوم القديس غريغوريوس للمعرفة السرية هو صورة الظلمة الإلهية، التي هي رمز قد يكون من أعظم ما أعطى لعالم الفكر المسيحي. وهو يعبر عنها بأوضح وجه في عمله الشهير "حياة موسى" وهذه الدراسة تستند بشكل رئيسي على هذا النص[/SIZE].[/FONT] [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][COLOR=#0000ff]المرتقى الإلهي: الجبل[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]تقدّم لنا حياة موسى أحد أكثر نصوص كنيسة القرون الأولى براعة في التفسير الرمزي للكتاب المقدس. يناقش غريغوريوس قصة موسى والخروج اليهودي من منظار تاريخي، معيداً صياغة رواية الخروج ومن ثم ينتقل إلى التفسير الروحي الذي هو معالجة تأملية لمعنى الرواية الداخلي. كل تحرك موسى منذ أول سماعه وانتباهه لدعوة الله، إلى قيادته الشعب المختار خارج العبودية وإلى الحرية، إلى صعوده إلى سيناء ليتسلّم الناموس من الله: كل هذه تُعالَج على أنها رمز عظم متدرج لحياة المؤمن الروحية.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]على المرء أن يبدأ مناقشة الظلمة الإلهية بالاعتراف بأن كتابات غريغوريوس ليست فقط الطريق الوحيدة للمعرفة. بالواقع، ليست حتى الأولى. في قصة موسى، يجلو غريغوريوس حقيقة أن هناك الكثير مما سبق صعود البطريرك إلى سيناء. وهكذا، على الكثير أن يسبق دخول الإنسان إلى ظلمة المعرفة الإلهية.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]مرة أخرى، يقود الكتاب المقدس فهمَنا صعوداً إلى درجات الفضيلة العليا. لأن الرجل الذي تلقّى القوة من الغذاء وأظهر قدرته في قتال أعدائه وكان المنتصر على خصومه يُقاد إلى معرفة الله التي توصَف. يعلمنا الكتاب المقدس بهذه الأمور أن طبيعة الأشياء وعددها التي على المرء أن يتمها في الحياة قبل أن يجرؤ على مقاربة جبل معرفة الله بعقله [/SIZE][/FONT] [SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]رواية موسى ليس [/FONT][FONT=Simplified Arabic]مجموعة[/FONT][FONT=Simplified Arabic] من القصص، يبدو غريغوريوس وكأنه يقول، بل هو رواية عظمة عن التقدم والتطور. لم يكن اختار موسى منذ البداية لصعود الجبل بل أولاً ليكون راعياً وجندياً، وفقط عندما أتم الأمور السابقة كان له أن يختبئ في نقرة الصخرة ويرى الله. يوجد في تفسير غريغوريوس الرمزي لهذا النص تشديد على التقدم في المعرفة ومن ثم إعلان للمعرفة بالرموز. لقد كان زمان عرف فيه موسى الله من قصة ثم من إرشاده في المعركة، ثم من قيادته إلى النصر. ومن ثم كان هناك الزمن الذي أتت فيه المعرفة بشكل لا يوصف وعرف موسى الله فعلاً.[/FONT][/SIZE] [SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]بالواقع، يقدم غريغوريوس ثلاث طرق رئيسية في الحياة الروحية، وكما يشير دانيالو بحق، إن هذه الطرق مختلفة بعض الشيء عن تلك التي نلاقيها بالإجمال . أكثر ما تتضح منذ التعليق على[/FONT][FONT=Simplified Arabic]نشيد الأنشاد.[/FONT][/SIZE] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]بدأت رؤية موسى لله بالنور. من ثم تكلّم الله إليه في الغيمة. ولكن عندما ارتفع موسى أكثر وأصبح أكثر كمالاً، رأى الله في العتمة.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]لا يستطيع المرء تخمين مفهوم غريغوريوس للظلمة الإلهية بمعزل عن ملء هذا التصميم للحركة الصعودية. طريقة النور، طريقة المعرفة" كمافي غمامة"، والظلمة على أعلى نطة في الجبل مترابطة جميعاً مبنية الواحدة على التالية في سعي الباحث المخلص للاتحاد بالله. جبل المعرفة هو تلة شاهة وفيما النظرة من على التلة هي على مسافة بعيدة مما هو في الأسافل، ما يزال الجبل [/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]طريق النور التي يلتقيها المرء في بداية رحلته الروحية، هي طريقة المعرفة الأكثر انتشاراً. إن غريغويوس واقعي في تأكيده على أن الغالبية الكبرى من الناس لا تتسلّق إلى قمة جبل المعرفة الرمزية.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]معرفة الله هي جبل شديد الانحدار وصعب التسلق، أغلبية الناس بالكاد يصلون سفحه.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]تستند معرفة أغلبية البشرية إلى النور وليس إلى الظلمة. وهذا بالواقع هو نطاق الإدراك. يتعرّى المرء من جهله عندما ينمو في النور. ومن خلال هذه الاستنارة يبدأ يرى بوضوح أكثر العالم من حوله. عند هذه الدرجة يبدأ المرء برؤية طبيعة الله بوضوح أكثر. موسى رأى الله أولاً كنور مشع من العليقة على سفح الجبل، وعبر هذا النور لم يتكشّف له فقط معرفة جديدة هي معرفة الخالق، ولكن معرفة عالية للشخص البشري، وما ينبغي فعله للنمو أكثر في المعرفة الحقيقية.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]"يعلّمنا نور العليقة المحترقة ما يجب علينا فعله لننتصب داخل أشعة النور الحقيقي. فالأرجل المحذوّة تعجز عن تسلّق هذا العلوّ حيث يُرى نور الحقيقة، إنّما ينبغي خلع الغطاء الجلدي الميّت الأرضي الذب وُضع حول طبيعتنا في البدء عندما وُجدنا عراةً بسبب المعصية للإرادة الإلهية، هذا الغطاء ينبغي خلعه من رِجل النفس. عندما نخلعه تنشأ معرفة الحقيقة وتظهر نفسها .[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]يعلمنا هذا النور (الذي من العليقة) ما علنا القيام به للوقوف في شعاعات النور الحقيقي: الصنادل لا تستطيع الصعود إلى العلو حيث يُرى النور الحقيقي. [/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]تتضمن طريقة المعرفة من خلال النور عملية تطهر، عملية رمي لما يشير غليه غالباً بالقمصان الجلدية، ليس الجلد بمعناه البيولوجي، لكن بالمعنى الرمزي حيث أن الجلد يغطي ويخبئ الجوهر الحقيقي للطبيعة البشرية. يكتب دانيالو عن النور "هذه الطريقة تتميز بتطهر النفس من كل العناصر الغريبة وباستعادة صورة الله .[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]إذاً، هذه الطريقة تقود إلى الطريقة الثانية: أي تلك التي تؤدي إلى معرفة الله "داخل مرآة النفس"، كما في الغمامة. هنا الإلماحات الأولى إلى معرفة مستيكية حقيقية، إذا أخذت العبارة بمعنى المعرفة من خلال الخبرة المباشرة، بما يعارض الإدراك البحت. عند تطهير النفس من انحراف الأهواء (يشير دانيالو بشكل صحيح إلى أن ما ينبغي تطهيره، بحسب فكر غريغوريوس، ليس الأهواء والميول الجسدية بل انحرافها). تبدأ النفس بالتوصل إلى معرفة ما لا يُرى. في التعليق على نشيد الإنشاد، يقارن غريغوريوس هذا بالغمامة: ما أن الغمامة تنزل على شخص (أو ربما بأكثر دقة، ما أن يصعد المرء إلى الغمامة)، حتى تبدأ رؤية المعاني تتحل إلى ضبابية. فالمعرفة ليست فيما بعد عملاً حسياً إدراكياً، إنما تبدأ الغمامة بتعويد النفوس على السعي إلى المعرفة المخبأة. هذا التخلي عن الاتكال على الحواس مشار إليه أيضاً في حياة موسى، عندما يبعد هذا البطريرك الحيوانات قبل تسلقه الجبل.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]عندما أُنجز هذا وأبعدت قطعان الحيوانات غير العاقلة قدر الإمكان عن الجبل، عندها قارب موسى الارتقاء إلى المفاهيم العالية. ألاّ يكون مسموحاً ظهور أيٍ من الحيوانات العاقلة على الجبل معناه، في رأيي، أن في معاينة الأمور غير المدركة نتخطى المعرفة التي تنشأ من الحواس.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]عندما يتم تخطي هذه المعرفة الناشئة من الحواس، يبدأ المرء بالمعرفة من خلال النفس بذاتها، "كما في مرآة". عند غريغوريوس، هذا المفهوم يستند إلى فكرة مسيحية أساسية: سكنى الثالوث في الإنسان. إذ يسكن الله الآب في النفس، تصبح النفس قادرة على التمرير المعرفةَ للإنسان بطريقة غير حسية. تتصرف النفس كمرآة تعكس طبيعة الله الخاصة في مرآة الإنسان.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]لا تتأثر معاينة الله بالنظر والسمع، ولا هي تُفهَم بأي من مفاهيم الفكر المألوفة. إذ إن ما يدخل عادة إلى قلب الإنسان هو ما لَم ترَه عين ولا سمعته أذن ولا هو ينتمي إلى هذه الأمور.[/SIZE][/FONT] [SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]هذه هي بداية معرفة الله بالقلب، وجود الله الحميم. إلى هذا فهذه المعرفة باهتة وضبابية كما في غمامة. على النفس أن تكون أيضاً متطهرة، وعليها أن تعتاد أكثر على هذه الطريقة الجديدة من التعرف. عليها بالواقع أن توقف اتكالها على الإدراك وتتبنّى اللاأساسية الظاهرة للمعرفة غير المدرَكة. على المرء أن غتسل من فهمه كل رأي مستخرج من بعض المفاهيم المسبقة وعليه أن ينسحب من تعامله الاعتيادي مع رفيقه الخاص، أي مع مفاهيمه الحسية المتزاوجة مع طبيعتنا وملازمة لها. عندما يتطهر الإنسان يهاجم الجبال.[/FONT][/SIZE] [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][COLOR=#0000ff]الظلمة الإلهية[/COLOR][/SIZE][/FONT][/B] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]نصل إذاً إلى الظلمة. على قمة الجبل، عندما يصعد المرء إلى قلب الغمامة، يجد نفسه في ظلام الليل. الآن مضى كل الأنوار وأصبحت الغيمة كثيفة حتى لا يرى المرء شيئاً عبرها. في هذا المكان حيس تتوقف الأحاسيس عن حسها تتفرغ النفس للمعاينة النقية "وهناك ترى الله .[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]يبدو مفهوم الظلمة مخالفاً لمناقشات غريغوريوس السابقة حول المعرفة كأعلى أشكال المعرفة وأن الهروب من الجهل كهروب من الظلمة. يتحدث غريغوريوس نفسه عن هذا التناقض. [/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]يعلمنا الكتاب بهذا أن المعرفة الدينية تأتي أولاً إلى الذين يتلقونها كنور. إذاً، ما يُفهَم على أنه نقيض الدين هو الظلمة، والهروب من الظلمة يأتي من الماركة في النور. ولكن كما يتقدم الفكر، وبالتالي من خلال جهد أكبر وأكثر كمالاً، يأتي على فهم الواقع، وفيما هو يقترب أكثر إلى المعاينة يصبح ما هو في الطبيعة الإلهية غير مفهوم قابلاً للمعاينة .[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]يجد المرء إشارة واضحة إلى طرق المعرفة المختلفة في أعمال غريغوريوس. المعرفة هي مثل النور عندما نكون "أطفالاً في الإيمان"، عندما يكون فهم المرء نسبياً ضعيفاً وتكوّن المعرفة امتداداً له. عندها تكون المعرفة مثل نور يدخَل إلى غرفة فيطرد الظلام ويصبح محتوى الغرفة منظوراً بحرية. ثم تأتي مرآة النفس كما في غمامة، وفي النهاية الظلمة.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]إن صورة الظلمة هي قمة لاهوت غريغوريوس الروحي. إنه يتكوَّن من المرحلة الأخيرة من مرتقى المعرفة: في عزل الحواس والمنطق المعرفي كلياً كمصادر للحقيقة، وفي النهاية إدراك، بطريقة مباشرة وشخصية، عدم قدرتهم على استيعاب التوصل لمعرفة الله عن طريق حيازة عدم معرفته.[/SIZE][/FONT] [SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]أن يترك كل ما رآه خلفه، ليس فقط المعنى الذي فهمه بل أيضاً ما يعتقد الفكر أنه يراه، فهو يتابع ولوجه نحو العمق إلى أن يصل، عن طريق توق الفكر إلى الفهم، إلى ما لا يُرى ولا يُفهم وهناك يرى الله. هذه هي المعرفة الحقيقية لما يُسعى إليه، إنها ليست النظرة التي تتكوّن في عدم النظر، لأن ما يُسعى إليه يتخطى كل معرفة مفصولاً من كل الجهات بعدم الفهم كَنوع من الظلمة.[/FONT][/SIZE] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]ومرة أخرى، إذ نما موسى في المعرفة، أعلن أنه رأى الله في الظلمة، أي أنه عند ذلك الحين توّل إلى معرفة أن ما هو إلهي هو فوق كل معرفة وفهم.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]من أعظم مساهمات غريغوريوس في فهم الروحانية الشخصية والمعرفة المستيكية، كان قبوله وتبنّيه تعالي الله المطلَق. البشر هم مخلوقات من المعرفة وهم ينمون في فهمهم للخالق، إلاّ إنه من الضروري أن تأتي فيها يكتشفون أنه حتى المعرفة هي عطية، وهي عطية مهمة من جهة معطيها. عندما يرتفع المرء ما يكفي على جبل المعرفة، يأتي في النهاية إلى فهم أن الله فوق الفهم، لأنه فوق كل المَلَكات التي تشكّل الفهم البشري. قد يخبرنا المشهد والصوت أو الفكرة والعقل جزءً مما يمكن معرفته عن الله ولكن ليس الكل. أحد أعظم الخطوات التي يمكن للمسيحي أن يقوم بها في معرفته لله هي في أن يصرف كل مَلَكاته المعرفية عند نهاية التسلق. موسى لم يرَ الله فعلياً إلى أن خرج من نور النظر إلى ظلمة المعرفة الحقيقية الكثيفة.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]مع هذا، ليس استعمال غريغوريوس لرمز الظلمة الإلهية تخلياً عن المنطق الإيجابي ما قد يؤدي إلى تفريغ لاهوته بشكل أساسي وبالتالي يجرده من المعنى. من السهل قراءة حكايته عن انسحاب موسى إلى الظلمة وفهمها على أنها تعني انسحاب ساذج من المعرفة إلى الجهل. لكن بالتأكيد ليست هذه رسالة غريغوريوس. ليست الظلمة فراغاً (وبالتالي الخلو من المعنى)، لكنها بالأحرى ذروة الملء. إنها بالواقع ظلمة هي "نتيجة فيض الضو"، فوجود الله بشكل كامل ونقي لدرجة أن العجز عن وصفه يكون مثل العمى للحواس. ومع هذا فإنه عمى بالنسبة فقط لطريقة التفكير الاعتيادية. أنا في العالم الروحي فإنه بداية الرؤية الحقيقية. إنه "الوصول إلى معرفة أن كل ما هو إلهي هو فوق كل معرفة وكل فهم" وهكذا إنه التواجد الكامل في حضرة "ملء الوجود الإلهي".لقد عرف موسى الله في مصر وفي الصحراء وفي البرية، لكنه لم يرَه إلاّ في الظلمة على قمة الجبل.[/SIZE][/FONT] [B][FONT=Simplified Arabic][SIZE=5][COLOR=#0000ff]طريق الكمال هو نمو النفس[/COLOR] [/SIZE][/FONT][/B] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]لقد اهتممنا في هذا المقال القصير باستعمال غريغوريوس لرمز الظلمة الإلهية ومعناه بالنسبة لمجمل فهمه للحياة الروحية. إن قصور هذه المهمة منعتنا من التطرق لموضوع التقدم الروحي وهو قريب مما عالجنا ويرد في أعمال غريغوريوس ومنها "حياة موسى". لقد وُجدت بعض خصوصياته في مناقشة التقدم في المعرفة المثلث الجوانب (النور، مرآة النفس، والظلمة)، ومع هذا فالمدى الذي يرى فيه غريغوريوس الحياة الروحية كوجود من النمو المستمر لا يمكن معالجته بشكل وافٍ في إطار هذا البحث. ونفشل في استيعاب مفهومه للظلمة بشكل وافٍ إذا لم نشِر إلى موضوع التقدم الروحي في الختام. [/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]عندما بلغ موسى قمة سيناء وغلفته "الظلمة الكثيفة حيث كان الله" (خروج 21:20)، وصل إلى قمة مرتقاه. يمكن لرحلته المادية أن تستمر. وقد يرغب المرء عندها بأن يفترض بأن رحلته الروحية بلغت عند هذا الحد ذروتها: فقد تم بلوغ الظلمة وبالتالي أُحرز الكمال. لكن بالنسبة لفكر غريغوريوس، فإن الكمال الذي بُلغ إليه هو بقدر هذه القمة ولكنه ليس إلا البداية. لقد تم البلوغ إلى قمة جبل المعرفة وآن الأوان للرحلة الروحية لتبدأ.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]لهذا السبب نقول أيضاً أن موسى العظيم، فيما كان يزداد عظمةً، لم يتوقف في أي لحظة في مرتقاه ولا هو وضع لنفسه حداً في مسيرته العلوية.[/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]الظلمة الإلهية التي توجد على قمة الجبل، تأتي بالشخص إلى معرفة شخصية لسمو الله على المعرفة. وفيما تزداد هذه المعرفة الاختبارية، كذلك تزداد الرغبة. النتيجة هي ازدياد من الحركة نحو الأعلى ونحو الداخل. تكتفي النفس، ولكن في لحظة الاكتفاء نفسها تنمو رغبة جديدة. تتميز كل لحظة على طريق المعرفة الروحية بجدتها. وكل نقطة في هذه الرحلة هي نقطة بداية، واكتمال الطريق بحد ذاته يتألف من تقدمه الأبدي. يكتب غريغوريوس:[/SIZE][/FONT] [SIZE=4][FONT=Simplified Arabic]بالواقع لم يكن الله ليظهر نفسه لعبده لو كانت الرؤية توقف رغبة موسى. لأن رؤية الله الحقيقية تتكوّن بالواقع من أن النفس التي تبحث عن الله لا تتوقف عن اشتهائه. إت الرجل الذي يظن أن من الممكن معرفة الله لا حياة له؛ لأنه انحرف بشكل خاطئ عن الكائن لحقيقي نحو شيء أوحت به مخيلته. لأن الكائن الحقيقي هو الحياة الحقيقية ولا يمكننا معرفته. فإذا كانت هذه الطبيعة المعطية الحياة تسمو علة المعرفة، ما تبلغ إليه عقولنا في هذه الحالة ليس حياةً بالتأكيد. إذاً رغبة موسى تتحقق بحقيقة كونها غير محققة وهذا هو المعنى الحقيقي لرؤية الله: ألاّ تُشبَع هذه الرغبة.[/FONT][/SIZE] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]إن الظلمة هي كون الله، وتأثيرها على الإنسان هو توق ورغبة متجددان نحو خالقه. يبدأ الصعود نحو الظلمة بتطور مستمر فيه يتطور الكائن البشري بشكل ثابت إلى معرفة عميقة لله، وهو دائم التطور نحو ما [/SIZE][/FONT] [FONT=Simplified Arabic][SIZE=4]هو أفضل متحولاً من مجد إلى مجد.[/SIZE][/FONT] [/RIGHT] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][SIZE=4][COLOR=#000000][B]..................................................[/B][/COLOR][/SIZE][/FONT][/RIGHT] [B][FONT=Simplified Arabic][B][SIZE=6][COLOR=#0000ff]* نبذة عن حياة القديس غريغوريوس النيصصي[/COLOR][/SIZE][/B][/FONT][/B] [CENTER][B][FONT=Simplified Arabic][URL="http://commons.orthodoxwiki.org/images/1/1d/Gregorynyssa.jpg"][IMG]http://commons.orthodoxwiki.org/images/1/1d/Gregorynyssa.jpg[/IMG][/URL][/FONT][/B][/CENTER] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][B]لا نملك المعطيات الكافية عن تفاصيل حياته إنما نستطيع أن نتبع مراحلها من خلال معلومات مبعثرة في كتاباته، من رسائل القديس باسيليوس الكبير[/B][B] ومن وثائق تاريخية كنسية. فقد استقصى المؤرخون مراحل حياته كما يلي: [/B][/FONT][/RIGHT] [FONT=Simplified Arabic][B]عائلة غريغوريوس: [/B][/FONT] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][B]ولد القديس غريغوريوس سنة [/B][B]335[/B][B] ونشأ في عائلة مسيحية عرفت بالإيمان فأخوه الأول هو باسيليوس والثاني هو بطرس كان احد الأساقفة و الأب كان اسقف ايضاً واخته من اشهر القديسات،، ولقد قامت هذه العائلة بتأسيس دير على ضفاف نهر الإيريس في كبادوكيا. [/B][/FONT][/RIGHT] [FONT=Simplified Arabic][B]زوجة غريغوريوس: [/B][/FONT] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][B]تزوج من فتاة ذات ثقافة دينية مميزة أحبها جداً. لا نعلم شيئاً عن مصير زواجه وزوجته، ولكن ثمة عبارة تدل على أن علاقته مع زوجته أصبحت روحية فقط وربما توفيت قبل سيامته أسقفاً. [/B][/FONT][/RIGHT] [FONT=Simplified Arabic][B]غريغوريوس في الدير: [/B][/FONT] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][B]ولكن تحت تأثير أخيه [/B][B]باسيليوس الكبير[/B][B] وصديقه [/B][B]غريغوريوس اللاهوتى[/B][B] ترك منبر التعليم واقتنع بأن كل شيء في هذه الدنيا باطل فالتحق بهما في عزلة الدير الذي أسسته عائلته. بقي في هذا الجو الرهباني الهادئ لمدة عشر سنوات، إلى أن انتزعه أخوه من الدير لأنه كان بحاجة لشخص يعتمد عليه في مواجهة الآريوسيين ففرض عليه أسقفية مدينة نيصص. إلا أنه لم يقبل هذه المهمة التي فرضها عليه باسيليوس إلا مرغماً. [/B][/FONT][/RIGHT] [FONT=Simplified Arabic][B]شخصية غريغوريوس: [/B][/FONT] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][B]شخصيته لم تتحر من تأثير أخيه ولم يستطع أن يعارض مشيئته. ولكننا نشعر بأن هذا العمل الرعائي لم يوافق طبعه، فهو لم يكن يملك المؤهلات الكافية للأعمال الإدارية. كان [/B][B]باسيليوس الكبير[/B][B] يشكو في رسائله من سذاجة أخيه وعدم خبرته الكلية في شؤون الإدارة الكنسية. إلا أنه بعد وفاة القديس [/B][B]باسيليوس الكبير[/B][B] فقد ظهر القديس غريغوريوس بشكل قوي جداً وعلم الناس أن القديس [/B][B]باسيليوس الكبير[/B][B] لم يمت بعد لأن القديس غريغوريوس قد كسب الكثير من أخيه الكبير [/B][/FONT][/RIGHT] [FONT=Simplified Arabic][B]غريغوريوس و الآريوسيين: [/B][/FONT] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][B]أما بشأن مجابهة الآريوسيين في أبرشيته فلم يتمكن من مواجهتهم بحزم. وكان الإمبراطور الحاكم والنس يميل إلى هذه الهرطقة فساندهم في عقد مجمع محلي سنة [/B][B]376[/B][B] أقال غريغوريوس. فاضطر إلى التخلي عن أبرشيته لفترة من الزمن. إلا أن بعد موت الحاكم عاد غريغوريوس إلى مدينة نيصص منتصراً واستفقبل بحفاوة، وتابع عمله الرعائي بسلام. [/B][/FONT][/RIGHT] [FONT=Simplified Arabic][B]غريغوريوس ومجمع أنطاكية :[/B][/FONT] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][B]في سنة [/B][B]379[/B][B] يبرز اسمه في المجمع المنعقد في مدينة [/B][B]أنطاكية[/B][B] الملتئم لإنهاء مشكلة الانشقاق فيها. تسلطت الأضواء عليه في هذا المجمع نظراً لموهبته الخطابية المميزة، فنال ثقة المجمع وأرسل بمهمة إلى فلسطين والعربية. فيما بعد نلتقيه في [/B][B]المجمع المسكوني الثاني[/B][B] سنة 381 حيث حيّاه المجتمعون كـ "عمود الأرثوذكسية" فقد أعتمد كثيراً هذا المجمع على كتاب الروح القدس للقديس باسيليوس الكبير. [/B][/FONT][/RIGHT] [FONT=Simplified Arabic][B]أخر سنين في عمر هذا القديس :[/B][/FONT] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic][B]يبدو أن فصاحته نالت فيما بعد إعجاب بلاط [/B][B]القسطنطينة[/B][B]، فنراه ما بين سنة [/B][B]385[/B][B]و386[/B][B]يلقي عظة رائعة في تأبين الأميرة بولكاريا، ثم بعد ذلك استدعي لوفاة الأمبراطورة فلاسيللأ زوجة ثيودوسيوس، فاستذوقت كلمته التأبينية الطبقة الأرستقراطية وذاعت شهرته وازداد نفوذه. إلا أن هذا الأمر لم يؤثر على كبريائه بل بقي متواضعاً مبتعداً عن أمجاد الدنيا. بعدئذ يذكر اسمه سنة [/B][B]394[/B][B] في مجمع ثان عقد في القسطنطينية ثم يتوارى ذكره من صفحات التاريخ. تنيح على الأرجح سنة [/B][B]395[/B][B].[/B] [/FONT][/RIGHT] [RIGHT][FONT=Simplified Arabic]المراجع :[/FONT] [FONT=Simplified Arabic]الموسوعه الأرثوذكسية[/FONT] [FONT=Simplified Arabic][URL="http://www.antiochair.com"]www.antiochair.com[/URL] [/FONT][/RIGHT] لمتابعة تطورات الموضوع[URL="http://knol.google.com/k/michael-kamal/-/dc1h438isv0m/6#"] أضغط هنا[/URL] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
الظلمة المنيرة
أعلى