الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
الصليب (ملف رائع ).. asmicheal
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="asmicheal, post: 1988085, member: 74340"] [b]رد: الصليب (ملف رائع )[/b] [SIZE=5][COLOR=seagreen]بطـلان محاكمـة يسـوع محــاكمة يســــوع المسيــح كتب نيافة الأنبا اغريغوريوس المتنيح : موضوع مثير بقدر ما هو مهم ودقيق ، وعلى الرغم من أن أحداث الأسبوع الأخير ومحاكمة الرب يسوع أمام السلطتين الدينية والمدنية قدمتها الأناجيل الأربعة كما كتبها الرسل القديسون متى ومرقس ولوقا ويوحنا ، وهى فى متناول أيدينا ، وتقرأها الكنيسة على شعبها فى أسبوع الآلام ، وبخاصة فى ليلة الجمعة العظيمة ونهارها ، بعض الكتب ناقشت هذه المحاكمة بشىء من التفصيل ، حيث أن هذا الأسبوع الأخير من حياة السيد المسيح على الأرض حفل بأحداث على جانب كبير من الأهمية ، فهو الأسبوع الذى انتهى بإتمام عملية الفداء التى جاء السيد المسيح خصيصا وتجسد من أجلها ( من أجل خلاص جنس البشر ) – فى هذا الأسبوع تناول السيد المسيح الفصح حسب شريعة موسى النبى – وهو يعتبر الفصح الأخير الذى تناوله السيد المسيح ، والمفروض أنه الفصح الأخير لليهود ؛ لأن فصحنا الحقيقى هو المسيح - كما أن السيد المسيح قد وضع لنا سر الأفخارستيا فى اليوم السابق للصلب لحكمة خاصة . لنلمس معا مقدار حب السيد المسيح للبشرية جمعاء ( يهودا وأمم ) ، وفى المقابل نقف لنرى مدى الظلم الذى تعرض له السيد المسيح ( من اليهود والأمم ) أثناء محاكمته الدينية أمام مجلس السنهدريم الأعظم وهو أعلى سلطة دينية قضائية عند اليهود ، وفى ظل القانون الرومانى الذى صدق على الحكم بالصلب ، وقام حكام النظام بتنفيذه . نتعرض فى قضية صلب المخلص لزوايا لاهوتية وعقائدية وطقسية وتاريخية وروحية ، حتى تكتمل الصورة عن الملابسات والظروف التى أحاطت بأكبر مهزلة حدثت فى التاريخ الإنسانى ، ومع بالغ الأسى ، انها تمت باسم القانون وكان القضاة فيها رجالا فى القمة سلمت إليهم مقاليد العدالة فى زمانهم ، واستطاعوا فى عجالة من الوقت لا تزيد عن ساعات أن يتخذوا قرارا جماعيا بإصدار حكم ظالم قاس وشرير ، لطخ اليهود والرومان تاريخهم بأبشع جريمة نكراء عرفها تاريخ البشر . المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى يقول : من العجيب أن يقف رؤساء الكهنة والكهنة وقادة الدين اليهودى ومعهم المأجورين من عامة الشعب ، وهم يهدرون بأصواتهم ، ويقولون فى اصرار للحاكم الرومانى – الغريب الجنس والوثنى – عن سيد البشرية كلها طهرا ونقاء وجودة وصلاحا : " لو لم يكن فاعل شر لما كنا قد سلمناه إليك " ( يو 18 : 30 ) . بينما أن الحاكم – الغريب الجنس – يقول بعد فحص الأمر ثلاث مرات : " لقد جئتمونى بهذا الرجل كمفسد للشعب ، وها أنذا قد استجوبته أمامكم فلم يثبت لى أى شر مما تتهمون به هذا الرجل ، ولا ثبت هذا لهيرودس أيضا ، إذ أعاده إلينا . فها أنتم أولاء ترون أنه ما من شىء يستوجب الموت قد صدر عنه ( لو 23 : 14 ، 15 ) ، ( يو 18 : 38 ) ، " إننى لا أجد شرا فى هذا الرجل " ( لوقا 23: 4 ، 14 ) ، ( يوحنا 19 : 4 ، 6 ) ، " أى شر فعل هذا ؟ إننى لم أجد فيه علة تستوجب الموت " ( لوقا 23 : 22 ) ، ( متى 27 : 23 ) ،....... ( مرقس 15 : 14 ) وقال لهم أخيرا إنى برىء من دم هذا البار " ( متى 27 : 24 ) ، وكذلك امرأة بيلاطس البنطى وهى إمرأة وثنية أرسلت إلى زوجها تقول : " إياك وذاك البار " ( متى 27 : 19 ) ، ويهوذا الأسخريوطى الذى باع سيده رجع إلى رؤساء كهنة اليهود يقول لهم " إنى قد أخطأت إذ سلمت دما بريئا ، ( متى 27 : 4 ) واللص الذى صلب معه اعترف لزميله موبخا إياه ويقول " نحن بعدل جوزينا لأننا ننال جزاء أعمالنا ، أما هذا فلم يفعل سوءا " ( لوقا 23 : 41 ) . إن محاكمة السيد المسيح وهو برىء بل هو البراءة كلها والطهارة كلها ، هى وصمة عار فى جبين الأنسانية ، كانت وستظل مثلا صارخا لما يمكن أن تصنعه الأهواء البشرية من تعويج للقضاء ، وتحريف للعدل ، وسفح للعدل ، وهى صورة بشعة لما يمكن أن يصل إليه رجال فى منصة القضاء الدينى والمدنى ، بعد أن تنحرف نفوسهم عن جادة الحق والعدل ، بفعل الشهوات والرغبات والمطامع ، أو بفعل الخوف من عدم بلوغها . + + + إن بعض الكتلب الغربيين أمثال فرانك موريسون وهو محامى انجليزى ومن كبار رجال القانون الأنجليزى بالقرن التاسع عشر كتب عن السبعة أيام الأخيرة من حياة السيد المسيح ، وتعرض لملابسات محاكمة السيد له المجد نعرض بعضا مما كتبه – من كتابه : ( من دحرج الحجر ) : - لقد جاءت كتابات كتاب البشائر الأربعة لهذه الفترة متفقة اتفاقا يسترعى الأنتباه ، كانت محاكمة يسوع وموته حادثة تاريخية مدوية تؤيدها بطريق غير مباشر كثير من الوقائع السياسية وسيل زاخر من المؤلفات التى دارت حولها . لقد مات السيد له المجد ميتة قاسية على أيدى السلطات الرومانية ، كيف سلك فى تلك المحنة القاسية . لعل الباحثون حول موضوع محاكمة السيد المسيح يتساءلون عن موضوع التهمة التى قامت حوله .... ما الذى أقامه المدعون عليه من التهم ؟ وإن كانت التهم متعددة ، كما هو الحال فى القضية التى نحن بصددها ، يسألون عن التهمة الحقيقية ضد المتهم الذى حكموا عليه . أجمع المؤرخون – من نصوص ماورد بالكتاب المقدس – على أن وقت إلقاء القبض على يسوع فى بستان جثسيمانى جرى فى ساعة متأخرة من الليلة السلبقة ليوم الصلب . وهناك ما يحملنا على الأعتقاد أن ساعة القبض لم تكن قبل منتصف الساعة الثانية عشرة . وهذا التقدير أساسه حساب الزمن الذى استغرقته الحوادث بين الفراغ من حفلة العشاء فى العلية ، وبين وصول شرذمة الجند المسلحة إلى البستان فوق منحدرات جبل الزيتون . هناك ثلاثة أشياء تدل على أن القبض كان فى ساعة متأخرة : + كان التلاميذ تعابى منهوكى القوى . وختى بطرس الصياد المخشوشن الذى ألف الصحو واليقظة والسهر فى البحر لم يقدر على مغالبة النوم . + يشير كل من متى ومرقس إلى ثلاث فترات متقطعة من النوم ، كان يوقظهم فى كل مرة مجىء يسوع إليهم من صلواته الحارة تحت الأشجار المتعانقة . + كان الوقت ظلاما حالكا ، واستطاع يسوع عند رؤيته المشاعل أن يميز القادمين للقبض عليه من بعيد ( مر 14 : 42 ) : " قوموا ننطلق ، هوذا الذى يسلمنى قد اقترب " . ومن يقرأ تفاصيل هذه القصة الرائعة ، لا يسعه إلا التسليم أن – الرب وتلاميذه - هذه المرة إلى البستان تختلف عن سابقاتها التى أشار إليها البشير يوحنا ، فإن هؤلاء الرجال كانوا قد بقوا ، نزولا على إرادة سيدهم ، بعد الوقت الذى كانوا يأوون اليه عادة إلى مضاجعهم فى قرية بيت عنيا . وترقبوا شيئا كان يترقبه هو ، ويعرف تماما أنه حادث . وإذا افترضنا أنهم فرغوا من العشاء فى منتصف الساعة العاشرة ، وأنهم بلغوا البستان فى العاشرة تماما ، فلا يمكن أن يكون القبض عليه وقع قبل منتصف الساعة الثانية عشرة . وهذا يحدد لنا - بشىء من اليقين – الساعة التى بدأت فيها المحاكمة التمهيدية . لقد أجمع علماء طبوغرافية أورشليم القديمة أنه كان هناك درج نازل من المدينة العليا إلى أحد أبوابها يؤدى إلى بركة سلوام ، فى الزاوية الجنوبية الشرقية من سور المدينة . وقد أشار إليه نحميا فى سفره ( ص 3 : 15 )بقوله : " الدرج النازل من مدينة داود " وأيضا ( ص 12 : 37 ) " وعند باب العين الذى مقابلهم صعدوا على درج مدينة داود عند مصعد السور " . كان أمام الجند الذين ألقوا القبض على يسوع طريقان ، إما أن يسيروا بمحاذاة وادى قدرون الى أسفل الدرج ، ومنه إلى دار رئيس الكهنة ، وإما أن يتتبعوا طريق بيت عنيا الرئيسى إلى المدينة الجديدة ، ومنها إلى حى الكهنة . ولو أن التقاليد لم تشر الى اتخاذ الطريق الأول ، إلا أن السير بيسوع وسط الحى الغاص بالسكان فى المدينة السفلى لا يبدوا ملائما لأغراض القوم ، إنه يحتم عليهم أن يلفوا دورة طويلة تضيع عليهم وقتا طويلا ، والوقت عامل له خطورته فيما هم بصدده من عمل حاسم فى الليل . وعلينا أن نتصور ونحن نقف فوق نقطة مرتفعة من أسوار أورشليم القديمة ، حوالى منتصف الليلة المأثورة ، لنرى فريقا من الجند والغوغاء يدفعون أمامهم بإنسان هادىء لا يقاوم ، من المنطقة الصخرية التى أحاطت بالناحية الشرقية من جدار الهيكل ، إلى الطريق التاريخى فى الجهة الجنوبية الشرقية من سور المدينة ، ثم إلى معسكر أعدائه الألداء الحاقدين . ماهى التهمة التى أقيمت ضده ؟ وما هو الأساس الذى بنيت عليه محاكمته ؟ يستنتج الباحث فى أدوار القضية كلها أن هناك مظاهر تغاير الشريعة اليهودية مغايرة فاضحة . وهذا واضح من الكتب اليهودية مثل : المشنة العبرانية ، والتقاليد اليهودية القانونية القائمة فى ذلك العصر . فمثلا كان غير قانونى فى الشريعة اليهودية : + أن يقوم حرس الهيكل بأمر رئيس الكهنة بإلقاء القبض على أى انسان ، فإن هذا كان يترك عادة إلى الشهود المتطوعين . + وكان غير قانونى أيضا أن يحاكم إنسان على تهمة تستوجب عقوبة الأعدام فى أثناء الليل + ولم يكن جائزا محاكمة متهم بعد غروب الشمس إلا فى التهم المدنية المالية . + كذلك كان غير قانونى أن يتقدم القضاة لأستجواب المتهم بعد أن تناقضت أقوال الشهود وثبت كذبها ، وكان واجبا إطلاق سراحه ، ومعاقبة الشهود بالأعدام رجما – طالما ثبت كذب شهادتهم . يعلم كل من درس رواية المحاكمة – كما وردت فى الأنجيل الكريم – أن هناك ثلاث تهم أصلية أقيمت ضد يسوع فى أدوار المحاكمة المتعاقبة : 1- هــدد بنقض الهيكل وهدمه . 2- أدعى أنه ابن اللــــــــه . 3- أثار الشعب ضـــــد قيصر . ويمكن إبعاد التهمة الأخيرة لأول وهلة . فإنها لم تكن موضع شكوى اليهود ولا علة ثورتهم عليه ، ولكنهم حاكوها لأغراض سياسية . ولم يكن القانون الرومانى يقيم وزنا للتهم التى حكم من أجلها على المسيح بالموت ، ومع ذلك لم يكن مستطاعا تنفيذ هذا الحكم دون مصادقة بيلاطس الوالى الرومانى . لذلك رأى اليهود أنفسهم مضطرين إلى انتحال تهمة سياسية ليبرروا موقفهم أمام الوالى الرومانى فى طلب الحكم على المتهم بعقوبة الموت ، التى كانوا قد بيتوا النية عليها . فاتخذوا لهم ذريعة تهمة التآمر ضد قيصر ، وهى التهمة التى تجد أذنا صاغية عند الوالى الرومانى أو أى ممثل للسلطة الرومانية ، وحتى هذه التهمة قد طاش سهمهم فيها ، وكان فى الأمكان تفنيدها والقضاء عليها لو أن الولاية كانت فى ذلك العهد فى أيد حازمة غير مسترخية . كان من العادات القديمة المأثورة فى اجراءات الشريعة اليهودية أن الشهود هم الذين يقيمون الدعوى فى المحاكمات الجنائية . ولم تكن الشريعة تبيح إجراء غير هذا فكان أول عمل قام به القوم فى مأساة منتصف الليل بعد إحضار المتهم إلى ساحة القضاء ، أن دعوا الشهود كما يقضى بذلك القانون ، وقد ألمح إلى هذا صراحة كل من البشيرين مرقس ومتى ، فقال الأول : " لأن كثيرين شهدوا عليه زورا ، ولم تتفق شهادتهم " وقال الثانى : " جاء شهود زور كثيرون " ويؤيد البشير مرقس أن أقوال أولئك الشهود لم تتفق فلم يؤخذ بها . ويتضح من هذا أن الشهادات التى أشار إليها البشيران ، مهما كان مضمونها ، هى من النوع الذى يقبل احتياطيا فقط . ومعنى هذا أن أقوال الشهود إما كانت مناقضة لما ألفه وعرفه قضاة المحكمة ، أو كانت باطلة لأسباب فنية قانونية . وقول البشير مرقس : " لم تتفق شهادتهم " يحملنا على الأخذ بالرأى الثانى . وهنا تقدم إلى المحكمة رجلان بدليل معين عرضى . وفى هذا يقول البشير مرقس : " ثم قام قوم وشهدوا عليه زورا قائلين : نحن سمعناه يقول إنى أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادى ، وفى ثلاثة أيام أبنى آخر غير مصنوع بأياد " ويؤيد هذا القول البشير متى ، فيقول : " ولكن أخيرا تقدم شاهدا زور وقالا : هذا قال إنى أقدر أن أنقض هيكل الله ، وفى ثلاثة أيام أبنيه " ومهما يكن من أمر ما حدث فى تلك الليلة المأثورة ، فإن اثنين تقدما إلى المحكمة واتهما يسوع ، الذى كانت أنوار المصابيح تنعكس على وجهه الطاهر بأنه قال كلاما أشبه بهذا . وهذه حقيقة هامة ، ينبغى التنبه لها . ذلك لأن الشهادة التى أدلى بها هذان الرجلان كانت تشويها وعكسا لشىء قاله المسيح نفسه فى حفل عام . شهد الرجلان أنهما سمعا المتهم يتفوه بأقوال ، لو أمكن برهنتها ، لأستحق عليها عقوبة مزدوجة : عقوبة الشعوذة ، وعقوبة تدنيس الهيكل المقدس . وكانت عقوبة الشعوذة الموت ، كذلك كانت عقوبة تدنيس حرمة المعابد الموت رجما والتشهير بجثة الميت . ومن وجهة نظر أعداء يسوع ، كانت التهمة كافية لتنفيذ مأربهم فيه ، ومع ذلك فقد استبعدت الشهادة : " ولا بهذا كانت شهادتهم تتفق " . نلاحظ أن المحكمة على الرغم من عدم شرعية الجلسة فى ساعة متأخرة من الليل ، تضيع وقتا طويلا فى إجراءات قضائية لم تؤد بها إلى نتيجة ما . وبعد سماع أقوال الشهود وقف المسيح بين الجمع متهما بريئا لا سبيل إلى إدانته . وبدت الأجراءات كلها تتحطم لعدم انسجامها مع نقطة معينة فى الشريعة اليهودية . وينبثق من هذه الحقيقة التاريخية الهامة شيئان : أولهما أن قيافا لم يكن قويا بالقدر الذى يمكنه من إملاء إرادته على هذا الجمع . فقد كان بين أعضاء غرفة المشورة هذه تيارات قوية تلح بمراعاة قواعد الشريعة مراعاة صارمة ، ولا سيما فيما يتعلق بالشهود ونلاحظ أن حكم هذه الهيئة لم يكن نهائيا ، وكان لا بد من أن يصادق على قرارها مجلس السنهدريم الأعلى فى جلسة كاملة فى الصباح التالى . والظاهر أنه ثارت معارضة قوية من " نيقوديموس " احتج فيها على محاكمة بدون اجراءات قانونية منصفة . وكان من الميسور لهم أن يبرروا عدم شرعية المحاكمة الليلية بما اقتضته الضرورة السياسية الملحة وبسبب اقتراب موعد الفصح ، ولكن أى خطأ فى اجراءات اثبات التهمة كان كافيا لإرغامهم على إطلاق المتهم فى ساعة كان من المحتمل جدا أن تهرع حوله الجماهير وتنضم إلى جانبه . ثم أن غربلة أقوال الشهود على هذا النحو ، والتدقيق فيها كان عاملا من العوامل التى تحمل الشهود أنفسهم على الحذر الشديد فى إبداء أقوالهم . وكان من أخطر الأمور على إنسان أن يكون شاهدا فى تهمة عقوبتها الموت ، لأن نظم الفقه اليهودى كانت تميل دائما إلى تأويل الأشياء فى صالح المتهم حتى تثبت إدانته ، وكانت عقوبة الشهادة الزور الموت ، لذلك كانت هذه المحاكمات قليلة جدا . ما هو الحديث التاريخى الذى كان أساسا لهذه التهمة ؟ وما الذى قاله يسوع فغلا من أقوال اتخذها الشهود سندا لشهاداتهم ؟ جاء فى رواية القديس مرقس أن الشهود قالوا إنهم سمعوا يسوع يهدد بتدمير الهيكل وإعادة بنائه بطريقة سحرية فى ثلاثة أيام . ةالألفاظ صريحة فى نصها : " إنى أنقض هذا الهيكل المصنوع بالأيادى ، وفى ثلاثة أيام أبنى آخر غير مصنوع بأياد " . أما البشير متى يعدل التهمة ويخففها كثيرا . وفيها نجد تلك الأعادة السحرية لبناء الهيكل ، ولكن ينسب إلى السيد المسيح قوله فقط إن لديه القوة على ذلك : " هذا قال إنى أقدر أن أنقض هيكل الله وفى ثلاثة أيام أبنيه " . إن مضمون هذه التهم تشير إلى قدرة السيد المسيح على الأتيان بهذه الأعمال من خلال السحر والشعوذة !! ... ألم يقل اليهود عنه أنه ببعلزبول يخرج الشياطين !! ... إذن يجب أن تبقى أقوال الشاهدين فى موضع الشبهات حتى تتوفر لدينا شهادات متفقة يحق أن تؤخذ حجة على المتهم ، ولكن الأدلة التى عندنا تقودنا إلى اتجاة آخر غير هذا . فإن الذى قاله يسوع ، حسب رواية البشير يوحنا هو : " أنقضوا هذا الهيكل وفى ثلاثة أيام أقيمه " ويضيف الكاتب إلى هذا : ( وأما هو فكان يقول عن هيكل جسده ) . إن عبارة " ثلاثة أيام " .... تكررت فى أكثر من حديث ، خذ مثلا الشواهد الثلاثة التى وردت فى بشارة مرقس الرسول : " وابتدأ يعلمهم أن ابن الأنسان ينبغى أن يتألم كثيرا ويرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويقتل ، وبعد ثلاثة أيام يقوم " ( مر 8 : 31 ) . " لأنه كان يعلم تلاميذه ويقول لهم أن أبن الأنسان يسلم إلى أيدى الناس فيقتلونه ، وبعد أن يقتل يقوم فى اليوم الثالث " ( مر 9 : 31 ) . " ها نحن صاعدون إلى أورشليم وابن الأنسان يسلم إلى رؤساء الكهنة والكتبة ، فيحكمون عليه بالموت ويسلمونه إلى الأمم ، فيهزأون به ويجلدونه ويتفلون عليه ويقتلونه ، وفى اليوم الثالث يقوم " ( مر 10: 33 ) . إن السيد المسيح هنا يؤكد على حتمية قيامته من الموت بعد ثلاثة أيام ، هذا هو جوهر حديث السيد المسيح عن انتصاره على الموت ، أما عدد الأيام الثلاثة – التى اتخذها الشهود الحانقين المعاندين – وجعلوا منها تهمة ، فهى ليست القضية فى تخطيط السيد المسيح فى عملية الفداء التى كان يستعد لها . بقى أن نلقى نظرة على الظاهرة الغريبة الأخرى فى هذه المحاكمة ، فإن يسوع الناصرى قد حكم عليه بالموت ، لا بناء على أدلة المدعين عليه ، بل على اعتراف انتزع منه انتزاعا بعد أن استحلفه رئيس الكهنة . ويبدوا لنا جليا أنه بعد استماع أقوال الشهود ورفض شهادتهم ، اتخذت اجراءات القضية اوضاعا شاذة غير قانونية ، وموضع عدم المشروعية أن رئيس المحكمة حاول بتوجيه الأسئلة مباشرة إلى المتهم ، أن يتلمس الأسباب اللازمة للحكم عليه مما عجز عنه الشهود أنفسهم . وهذا يناقض تناقضا تاما حرفية القانون القضائى اليهودى وروحه ، وقد كان مرماه أن يحوط حياة المواطن اليهودى بكل أسباب الضمان . فإن إقامة الدعوى فى قضية عقوبتها الموت كانت موكولة بحسب الشريعة اليهودية إلى الشهود دون سواهم ، فكانت مهمتهم أن يلقوا القبض على المتهم ، وأن يجيئوا به إلى ساحة القضاء ، وكانت مهمة المحكمة أن تصون حقوق المتهم بكل الوسائل الممكنة ، وتبذل كل جهد فى تمحيص أقوال الشهود واصدار حكم عادل لا تحيز فيه على الأدلة التى يتقدمون بها . ونظرة واحدة إلى نص الرواية فى هذه القضية تدلنا على أن المتهم فيها لم يفز بهذه الحصانة القضائية . ويبدو هذا من لهجة الحنق والغيظ التى وجه بها رئيس الكهنة سؤاله إلى المتهم بعد أن تهدمت أقوال الشهود : " أما تجيب بشىء ؟ ماذا يشهد به هؤلاء عليك ؟ " ولعل الأعتراض لم يكن على هذا السؤال فى حد ذاته ، فقد كان من حق المسيح كمتهم أن يدلى بأى أقوال أو حقائق دفاعا عن نفسه . كان من اللائق أن يسأل إذا كان لديه شىء يعلق به على أقوال الشهود . أما الذى يسترعى أنظارنا فهو العداء المكشوف نحو المتهم ، وهو نذير بما سيجىء بعد هذا السؤال ، فإن رئيس الكهنة كشف عن نواياه ، وأزال كل المظاهر التى تلبس القضية شكلها القانونى الظاهر على الأقل . ذلك أن قيافا وهو واقف فى مكانه وسط المحكمة وجه إلى يسوع القسم الأعظم فى الدستور العبرانى : " أستحلفك بالله الحى " ( متى 26 : 63 ) ولم يكن بد أن يجيب يسوع وهو اليهودى التقى النقى المحافظ على الشريعة صونا لحرمة هذا القسم العظيم : وقد جاء بكتاب المشنة اليهودى : " إذا قال قائل : أستحلفك بالله القادر على كل شىء ، أو بالصباؤوت ، أو بالعظيم الرحيم ، الطويل الأناة ، الكثير الرحمة ، أو بأى لقب من الألقاب الإلهية ، فإنه كان لزامل على المسئول أن يجيب " . وكان السؤال الذى وجهه قيافا رئيس الكهنة إلى المسيح مباشرا صريحا ، مجردا عن المصطلحات العبرانية الخاصة : " أأنت المسيح ؟ أتدعى أنك أنت هو الآتى ؟ " ولم يكن المتهم بأقل صراحة من سائله ، وهذه هى النصوص الثلاثة لاجابته : " أنا هــــو " ( مرقس 14 : 62 ) . " أنت قلـــت " ( متى 26 : 64 ) . " أنتم تقولون إنى أنا هـــو " ( لوقا 22 : 70 ) . لقد نطق يسوع بإجابته فى شىء كثير من التصميم والحزم . ونرى قيافا قد سر بعد أن حصل من المتهم نفسه على هذا الإقرار الهائل الخطير . ويكاد المرء يسمع رنة الفوز والظفر فى صوته وهو يلتفت إلى الأحبار وشيوخ الشريعة قائلا : " ما حاجتنا بعد إلى شهود ؟ قد سمعتم التجاديف ! أبصروا أنتم " والقارىء اليقظ المتنبه لما يسمى بالحقائق الخفية الدفينة فى القصة ، يرى لذة ومتاعا فى تطور القضية هذا التطور الفجائى وبلوغها هذه الذروة المفجعة . المعروف أن جماعة الصدوقيين الأقوياء الذين ينتمى إليهم رئيس الكهنة كانوا قد وطنوا العزم على إبعاد يسوع من طريقهم . ولا تتحقق أغراضهم هذه إلا بعقوبة الموت . ومن الغريب أنه مع هذا التصميم ، لم يسعهم الأكتفاء بقضية ثبت فيها التجديف أو الشعوذة ، لأن قيافا كان عليه أن يبتعد بنظره الثاقب إلى آخرين من غير طائفته ، إلى جماعة المعارضين فى مجلس السنهدريم ، وإلى أحكام الشريعة الموسوية ، وإلى ذلك الحاجز المنيع الذى أقامته روما من قوتها وتسامحها . ولم يكن أحد أكثر من قيافا يعرف النتائج السياسية والشخصية التى تترتب على مجىء المسيا الذى ترقبته الأمة اليهودية . فإن هذا معناه ظهور نوع من الملكية يكون مقامها فى أورشليم والمقادس الأخرى . ومعناه أيضا تحدى السلطات الرومانية فى كل البلاد ، وثورة الشعب عن بكرة أبيه ، وقيلم حملة تأديبية مريعة على يد قائد رومانى أشبه بتلك الحملة المريعة التى حدثت بعد هذا التاريخ بأربعين عاما ودمرت المدينة تدميرا . وقد كان قيافا رئيس الكهنة سياسيا أريبا وداهية ماكرا حين قال لقومه : " خير أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها " ( يو 11 : 50 ) . أما النتائج الشخصية التى قد تصيب قيافا على أئر مجىء المسيا المنتظر – ( مع الأخذ فى الأعتبار نظرة اليهود لدور المسيا المنتظر بأنه مخلصهم الأرضى وليس سماويا ) – لم تكن أقل خطورة من تلك النتائج السياسية ، لابد أن يطرأ تغيير على دستور مجلس السنهدريم الأكبر عند حلول النظام الميساوى ، وأن سيادة رئيس الكهنة لا بد أن تزول ، ولا بد أن الحاكم الحقيقى سيكون هو المسيا ، وسيكزن مطلق التصرف فى توجيه سياسة أمته كمنقذ قومى وكمندوب سام لإله إسرائيل !!! ....لهذا فإن ظهور المسيا قد أزعج كثيرين ممن يهمهم بقاء الأحوال الراهنة ، ولعلنا نذكر مذبحة أطفال بيت لحم عندما علم هيرودس بميلاد يسوع الطفل . كان لا بد من اختلاق تهمة أخرى غير هذا التهديد البليد بنقض الهيكل وإعادة بنائه ، أو حتى بأن يسوع هو المسيح ، تهمة يرضى عنها بيلاطس الوالى الرومانى ويصدر فيها الحكم بالموت . كان الأتهام كله على وشك أن ينهار لولا فطنة قيافا وذكائه – الشرير - الذى استنبط فورا وسيلة لإنقاذ الموقف ، وكانت إجراءاته غير قانونية ، ولكنها كانت الضربة الأخيرة اليائسة من رجل كادت تطيش السهام كلها التى أعدها فاستنجد بقسم الشهادة ، الذى كان يعتبر حتى الصمت عنده تهمة لا تغتفر ، وقد أفلحت الحيلة أكثر مما قدر لها ، لأن فى الجواب الجرىء " أنا هــو " ! الركن القوى لإثبات تهمة شنيعة أمام الوالى الرومانى . وقد يتغاضى قيصر عن أقوال داعية يسند لنفسه حقا دينيا يهتم به أبناء البلد المحتل ، ولكن لن يقدر أن يتغاضى عن شخص يطالب لنفسه بالعرش !! ... وبسرعة اقتحم قيافا فكر بيلاطس : " إن أطلقت هذا فلست محبا لقيصر ! " . يالرياء ونفاق اليهود ، فى السابق أرادوا أن يوقعوا السيد المسيح فى مشكلة الجزية ، وهل يجوز أن تعطى لقيصر أم تمنع عنه ، محاولين استغلال أى إجابة بالموافقة أو النفى ، فإذا وافق السيد على الجزية اعتبروه غير وطنى ، وإن رفض أوشوا به لقيصر ... السيد المسيح بجانب حبه لرسالته إلى المنتهى ، فهو محب لبلده إلى أقصى درجة ، ولكنها ليست هى القضية التى جاء من أجلها ، إن قضيته الأساسية هى خلاص العالم ، وبعد ذلك كل شىء يمكن أن يجىء بشخصيات سياسية أو عالمية ، .... . [/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=seagreen][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=seagreen][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=seagreen][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=seagreen]:download:[/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=seagreen][/COLOR][/SIZE] [SIZE=5][COLOR=seagreen]يتبع [/COLOR][/SIZE] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المنتدى المسيحي الكتابي العام
الصليب (ملف رائع ).. asmicheal
أعلى