الرئيسية
المنتديات
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس
البحث في الكتاب المقدس
تفاسير الكتاب المقدس
الرد على الشبهات الوهمية
قواميس الكتاب المقدس
آيات الكتاب المقدس
ما الجديد
المشاركات الجديدة
آخر النشاطات
الأعضاء
الزوار الحاليين
مكتبة الترانيم
إسأل
تسجيل الدخول
تسجيل
ما الجديد
البحث
البحث
بحث بالعناوين فقط
بواسطة:
المشاركات الجديدة
بحث بالمنتديات
قائمة
تسجيل الدخول
تسجيل
Install the app
تثبيت
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المرشد الروحي
الصلاة الربانية .
تم تعطيل الجافا سكربت. للحصول على تجربة أفضل، الرجاء تمكين الجافا سكربت في المتصفح الخاص بك قبل المتابعة.
أنت تستخدم أحد المتصفحات القديمة. قد لا يتم عرض هذا الموقع أو المواقع الأخرى بشكل صحيح.
يجب عليك ترقية متصفحك أو استخدام
أحد المتصفحات البديلة
.
الرد على الموضوع
الرسالة
[QUOTE="النهيسى, post: 2844645, member: 47797"] [FONT="Arial Black"][SIZE="5"][SIZE="5"][CENTER][COLOR="Indigo"] لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ 12. بعد ذلك يقول "لِيَتَقَدَّسِ اسْمُكَ". ليس أنَّنا نطلب أن يتقدَّس اللَّه من خلال صلواتنا، ولكنَّنا نطلب منه أن يتقدَّس اسمه فينا. ولكن من هو الذي يُقدِّس اللَّه بينما اللَّه نفسه هو الذي يُقدِّس؟ والإجابة على هذا السؤال هي أنَّه إذا كان اللَّه يقول "تَكُونُونَ قِدِّيسِينَ لأَنِّي أَنَا قُدُّوسٌ" (لا 44:11), إذن فعلينا أن نسأل ونتضرَّع، نحن الذين تقدَّسنا في المعموديَّة، نُكَمِّل فيما ابتدأناه من حياة القداسة، ونحن نطلب من أجل هذا يوميًا، لأنَّنا في حاجة لتقديس يومي، حتى نغتسل من خطايانا بالتقديس المستمر نحن الذين نخطئ يوميًا. والرسول يخبرنا بماهيَّة ذلك التقديس الذي نناله بلطف اللَّه عندما يقول: "لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا" (1 كو 9:6-11). فهو يقول أنَّنا ن ُقدَّس باسم الرب يسوع وبروح إلهنا . نحن نصلِّي أن يثبت هذا التقديس فينا، فإذ حذَّر الرب الديَّان الرجل الذي شفاه وأقامه من مرضه ألاَّ يخطئ أيضاً لئلاَّ يكون له أشرّ ، فنحن أيضًا نُقدِّم هذا التضرَّع في صلواتنا المستمرة، ونطلب نهارًا وليلاً أن ذلك التقديس أيضًا الذي نلناه بنعمة اللَّه يُحفَظ فينا بحمايته . لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ 13. ويتبع ذلك في الصلاة "لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ". فنحن نطلب أن يُستعلَن لنا ملكوت الله، كما نطلب أن يتقدَّس اسمه فينا. فمتى كان الوقت الذي لم يملك فيه اللَّه؟! أو متى كانت بداية مُلكه الذي كان على الدوام ولا نهاية له؟! نحن نصلِّي أن يأتي ملكوتنا الذي وعدنا به اللَّه، الذي نلناه بدم المسيح وآلامه، حتى أنَّنا نحن الذين كنَّا خاصَّته في العالم نملك معه في ملكوته، كما يعدنا هو نفسه ويقول: "تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ" (مت 34:25). أيُّها الإخوة الأحبَّاء، نستطيع أن نعتبر المسيح نفسه هو "ملكوت الله" الذي نريده كل يوم أن يأتي، الذي نشتهي أن يُستعلَن لنا سريعًا. حيث أنَّه هو نفسه القيامة ، إذ فيه سنقوم من جديد، فهكذا أيضًا نستطيع أن نفهم أن ملكوت اللَّه هو المسيح نفسه حيث أنَّنا سنملك فيه . ولكنَّنا نفعل حسنًا إذ نطلب ملكوت اللَّه أي الملكوت السماوي، لأنَّه يوجد أيضًا ملكوت أرضي ولكن ذاك الذي جحد العالم يكون أعظم بكثير من كرامات هذا العالم ومملكته . لذلك فمن يكرِّس نفسه لله وللمسيح لا يطلب الملكوت الأرضي بل السماوي . ولكن توجد الحاجة دائمًا إلى الصلاة والتضرَّع حتى لا نسقط من الملكوت السماوي كما سقط اليهود الذين كان لهم هذا الوعد أولاً كما يقول الرب ويُثبِت: "سَيَأْتُونَ مِنَ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ وَيَتَّكِئُونَ مَعَ إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ، وَأَمَّا بَنُو الْمَلَكُوتِ فَيُطْرَحُونَ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ. هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ" )مت 11:8-12). يُرينا الرب أن اليهود كانوا سابقًا بني الملكوت لمَّا تمسَّكوا ببنوَّتهم لله، ولكن بعد أن زال اسم الآب من وسطهم، فقد زال الملكوت أيضًا. لذلك فنحن المسيحيُّون الذين في صلواتنا ابتدأنا بأن ندعو اللَّه "أبانا"، نصلِّي أيضًا أن يأتينا ملكوت اللَّه. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ 14. نضيف أيضًا ونقول: "لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ". فالمقصود هنا ليس أن يفعل اللَّه كما يشاء لكن لنستطيع نحن أن نفعل مشيئة اللَّه. فمن يستطيع أن يقاوم اللَّه حتى لا يستطيع الله أن يفعل ما يشاء؟ ولكن حيث أنَّنا نُقاوَم بواسطة الشيطان عن إطاعة مشيئة اللَّه بالفكر والفعل في كل الأمور، فإننا نصلِّي ونسأل أن تَكْمُل مشيئة اللَّه فينا. ولكي ما تَكمُل فينا، نحتاج إلى مشيئة اللَّه الصالحة، أي إلى معونته وحمايته. لأنَّه لا يوجد إنسان قوي بقوَّته الخاصة، ولكنَّه يكون في أمان بسبب نعمة ورحمة اللَّه. وبالإضافة إلى ذلك، فالرب نفسه قال: "يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْس" (لو 42:22) مبينًا ضعف البشريَّة التي حملها في نفسه، ثم لكي ما يعطي مثالاً لتلاميذه حتى لا يفعلوا إرادتهم بل إرادة اللَّه أكمل قائلاً: "وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ" )مت 39:26). وفي موضع آخر يقول: "لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي" (يو 38:6) فإذا كان الابن مطيعًا فاعلاً لمشيئة أبيه، فكم بالأكثر يجب أن يكون العبد مطيعًا لمشيئة سيِّده ! كما يحث ويعلِّم يوحنا في رسالته لنفعل مشيئة اللَّه قائلاً: "لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ. لأَنَّ كُلَّ مَا فِي الْعَالَمِ شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ الآبِ بَلْ مِنَ الْعَالَمِ. وَالْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا الَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ اللهِ فَيَثْبُتُ إِلَى الأَبَدِ" (1 يو 15:2-17). فنحن الذين نريد أن نثبت إلى الأبد يجب أن نفعل مشيئة اللَّه الأبدي . 15. فهذه هي مشيئة اللَّه التي عَمِلها المسيح وعلَّم بها: التواضع في الحديث، الثبات في الإيمان، البساطة في الكلام، الحق في الأفعال، الرحمة في الأعمال، الانضباط في الأخلاق، الامتناع عن الخطأ (الإيذاء) مع تحمله إذا وقع علينا من آخرين، حفظ السلام مع الاخوة، محبَّة اللَّه من كل القلب، محبَّته لكونه أبًا مع مخافته لكونه إلهًا، عدم تفضيل أي شيء على المسيح لأنَّه لم يُفَضِّل شيء علينا، الالتصاق الوثيق بمحبَّته، التمسُّك بصليبه بشجاعة وأمانة، إظهار ثبات اعترافنا به في ساعة الجهاد من أجل اسمه وكرامته، إظهار الثقة التي بها نحارِب أثناء العذابات، إظهار الصبر الذي به نكلَّل أمام الموت. في كل هذه سَعينا كي نكون وارثين مع المسيح، نُتَمِّم وصايا اللَّه، ونُكمِّل مشيئة الآب . 16. نحن نسأل أن تَك ْمُل مشيئة اللَّه في السماء والأرض، فكلاهما يتعلِّق بتحقيق سلامنا وخلاصنا. وحيث أنَّنا أخذنا الجسد من الأرض والروح من السماء. فنحن إذن أرض وسماء. لذلك نصلِّي أن تكون مشيئة اللَّه في الاثنين أي في الجسد والروح معًا. فبين الجسد والروح نزاع، ويوجد صراع يومي إذ يقاوم الواحد الآخر حتى لا نقدر أن نفعل ما نريد . فالروح يطلب الأمور السماويَّة والإلهيَّة بينما الجسد يشتهي الأمور الأرضيَّة والوقتيَّة ولذلك نسأل أن يتَّفقا معًا بمساعدة ومعونة اللَّه، فعندما تكون مشيئة اللَّه في الروح والجسد معًا تُحفَظ النفس التي وُلِدَت من جديد من خلاله . هذا ما يعلنه بولس الرسول بصراحة ووضوح بكلماته: "لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهَذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُون. وَلَكِنْ إِذَا انْقَدْتُمْ بِالرُّوحِ فَلَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ. وَأَعْمَالُ الْجَسَدِ ظَاهِرَةٌ: الَّتِي هِيَ زِنىً عَهَارَةٌ نَجَاسَةٌ دَعَارَةٌ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ سِحْرٌ عَدَاوَةٌ خِصَامٌ غَيْرَةٌ سَخَطٌ تَحَزُّبٌ شِقَاقٌ بِدْعَةٌ حَسَدٌ قَتْلٌ سُكْرٌ بَطَرٌ، وَأَمْثَالُ هَذِهِ الَّتِي أَسْبِقُ فَأَقُولُ لَكُمْ عَنْهَا كَمَا سَبَقْتُ فَقُلْتُ أَيْضاً: إِنَّ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ هَذِهِ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ. وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ لُطْفٌ صَلاَحٌ، إِيمَانٌ وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ" (غل 17:5-23). لذلك نقدِّم صلواتنا في تضرَّعات يوميَّة مستمرَّة حتى تَكْمُل مشيئة اللَّه من نحونا في السماء والأرض معًا . لأن هذه هي مشيئة اللَّه أن تَحِلّ الأمور السماويَّة مكان الأمور الأرضيَّة وأن تكون الأمور الروحيَّة والإلهيَّة هي الغالبة . 17. وهكذا علينا نحن، أيُّها الإخوة الأحبَّاء، أن نفهم أنَّه حيث أن الرب يأمرنا ويحثُّنا أن نحب حتى أعداؤنا وأن نصلِّي حتى من أجل مضطهدينا، فيجب أن نسأل أيضًا من أجل هؤلاء الذين ما زالوا أرضيِّين ولم يبدءوا بعد أن يكونوا سمائيِّين، لكي تَكْمُل مشيئة اللَّه حتى في أولئك، تلك المشيئة التي أكملها المسيح في حفظ وتجديد البشريَّة . فحيث أن الرب لم يدعُ التلاميذ "أرضًا" بل "ملح الأرض"، والرسول يدعو "الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاء" (1 كو 47:15). فإذن يجب علينا، نحن الذين يجب أن نكون متمثِّلين بالله أبينا الذي يشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويمطر على الأبرار والظالمين، أن نطلب ونسأل - كما يحثُّنا المسيح – لأجل خلاص كل الناس . لكي كما تَكْمُل مشيئة اللَّه في السماء – أي فينا نحن بسبب إيماننا – حتى نصير سمائيِّين، كذلك تَكْمُل أيضًا مشيئته على الأرض – أي في غير المؤمنين الذين هم أرضيِّين بحسب ميلادهم الأول - حتى يبدءوا أن يكونوا سمائيِّين بالميلاد من الماء والروح خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ 18. إذ نُكَمِّل هذه الصلاة نسأل ونقول: "خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا الْيَوْمَ" . ونستطيع أن نفهم هذا روحيًا وحرفيًا لأنَّه أيَّـاً كان التفسير، فهي غنيَّة بالمنفعة الإلهيَّة لخلاصنا . فالمسيح هو خبز الحياة، وهذا الخبز ليس لكل الناس ولكنَّه لنا فقط، فكما نقول "أبانا" لأن اللَّه أب للذين يفهمون ويؤمنون، كذلك أيضًا ندعو الخبز "خبزنا"، لأن المسيح هو الخبز للذين هم متَّحدين بجسده . ونحن نطلب أن يُعطَى لنا هذا الخبز كل يوم، فنحن الذين في المسيح ونتناول يوميًا من الإفخارستيا كطعام للخلاص، لا نود أبدًا أن نُمنَع من الشركة بسبب خطيَّة قبيحة تحرمنا من الخبز السماوي وتفصلنا عن جسد المسيح، كما يُنبئ المسيح ويحذِّر قائلاً: "أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هَذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَم" (يو 51:6). بالتالي عندما يقول الرب أن كل من يأكل من خبزه سيحيا إلى الأبد، وكما أنَّه ظاهر أن هؤلاء الذين يشتركون في جسده ويقبلون الإفخارستيا بحق التناول هم أحياء، فإذن يجب علينا من جانب آخر أن نحترس ونصلِّي حتى لا يبقى أحد بعيدًا عن الخلاص، إذا انفصل عن جسد المسيح بسبب منعه من التناول . كما يحذِّر الرب قائلاً: "إِنْ لَمْ تَأْكُلُوا جَسَدَ ابْنِ الإِنْسَانِ وَتَشْرَبُوا دَمَهُ فَلَيْسَ لَكُمْ حَيَاةٌ فِيكُمْ" (يو 53:6)، لذلك نسأل أن يُعطى لنا خبزنا - الذي هو المسيح - كل يوم . ونطلب، نحن الذين نثبت ونحيا في المسيح، ألاَّ نُحرَم من تقديسه وجسده 19. ولكن من الممكن أن يُفهم أيضًا أنَّنا نحن الذين قد رفضنا العالم، وطرحنا عنَّا غناه وبذخه في إيمان النعمة الروحيَّة، يجب أن نسأل لأنفسنا القوت والسند فقط، حيث أن الرب يرشدنا قائلاً: "كَذَلِكَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لاَ يَتْرُكُ جَمِيعَ أَمْوَالِهِ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً" (لو 33:14). ولكن مَنْ ابتدأ أن يكون تلميذًا للمسيح، رافضًا كل الأشياء حسب كلمة سيِّده، يجب أن يطلب لأجل طعامه اليومي ولا تمتد طلبته لا تهتمُّوا لأبعد من هذا . كما يأمر الرب مرة أخرى قائلاً: "لاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ" (مت 34:6). إذن يمكن أن يطلب تلميذ المسيح من أجل قوته اليومي، بينما غير مسموح له أن يفكِّر في الغد، لأنَّه يكون هناك تناقض وتعارض بين طلبتنا أمام اللَّه أن نحيا طويلاً في هذا العالم وبين طلبتنا السابقة أن يأتي ملكوته سريعًا . لذلك أيضًا فالرسول المبارك ينصحنا معطيًا أساسًا وقوَّة لثبات رجائنا وإيماننا فيقول: "لأَنَّنَا لَمْ نَدْخُلِ الْعَالَمَ بِشَيْءٍ، وَوَاضِحٌ انَّنَا لاَ نَقْدِرُ انْ نَخْرُجَ مِنْهُ بِشَيْءٍ. فَإِنْ كَانَ لَنَا قُوتٌ وَكِسْوَةٌ فَلْنَكْتَفِ بِهِمَا. وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ انْ يَكُونُوا أغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ، لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ اصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي اذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا انْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ" (1 تي 7:6-10). 20. ويعلِّمنا الرسول أيضًا أنَّه ليس فقط يجب أن نحتقر الغِنى، بل أن هذا الغِنى محفوف بالخطر، وفيه الأصل لكل الشرور المغرية التي تخدع خفيةً فكر الإنسان الأعمى. حيث أن اللَّه أيضًا ينتهر الغني الغبي الذي يفكِّر في غناه الأرضي، ويتباهى بنفسه لأجل كثرة فيض محاصيله ويقول: "يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟" (لو 20:12). فالغبي الذي كان سيموت في تلك الليلة عينها كان مبتهجًا وهو في داخل مخازنه، ذاك الذي كانت حياته على وشك الانتهاء كان يفكِّر في كثرة طعامه. من ناحية أخرى، يقول لنا الرب أن الذي يبيع كل ممتلكاته ويوزِّعها لعوز الفقراء يكون كاملاً وغير ناقص في شيء، وهكذا يجعل لنفسه كنزًا في السماء . ويقول أيضًا أن هذا الرجل يستطيع أن يتبعه ويستطيع أن يتمثَّل بمجد آلام الرب، فحقويه ممنطقة وهو متحرِّر من العوائق إذ هو غير مقيَّد برباطات الممتلكات الأرضيَّة، بل هو حر طليق يصحب ممتلكاته المتقدِّمة أمامه إلى اللَّه. ولكي يتأهَّل كل واحد منَّا لهذا، عليه أن يتعلَّم الصلاة ومن الصلاة يعرف ما يجب أن يكون هو عليه . 21. فالصدِّيق لا يمكن أن يكون في عوَز إلى الخبز اليومي لأنَّه مكتوب: "الرَّبُّ لاَ يُجِيعُ نَفْسَ الصِّدِّيقِ" (أم 3:10)، ومرَّة أخرى: "كُنْتُ فَتىً وَقَدْ شِخْتُ وَلَمْ أَرَ صِدِّيقاً تُخُلِّيَ عَنْهُ وَلاَ ذُرِّيَّةً لَهُ تَلْتَمِسُ خُبْزاً" (مز 25:37). بالإضافة إلى هذا، يعد الرب ويقول: "فَلاَ تَهْتَمُّوا قَائِلِينَ: مَاذَا نَأْكُلُ أَوْ مَاذَا نَشْرَبُ أَوْ مَاذَا نَلْبَسُ؟ فَإِنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَطْلُبُهَا الأُمَمُ. لأَنَّ أَبَاكُمُ السَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هَذِهِ كُلِّهَا. لَكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلاًمَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (مت 31:6-33) فهؤلاء الذين يطلبون ملكوت اللَّه وبرُّه، يعدْهم الرب أن كل الأشياء ستُزاد لهم . فحيث أن كل الأشياء هي للَّه، فالذين لهم اللَّه لا يعوزهم شيء إن كان لا يعوزهم اللَّه نفسه . هكذا أُعِدَّت وليمة لدانيال بطريقة إلهيَّة عندما أُلقي في جب الأسود بأمر الملك، ففي وسط الوحوش الجائعة التي لم تمسُّه بأذى، أُطعِمَ رجل َّالله . وهكذا إيليا في هروبه أُطعِمَ بواسطة غربان كانت تخدمه في وحدته، وعن طريق الطيور أُحضِر له الطعام في وقت اضطهاده . وياللحقد المكروه الذي للإنسان ! فالوحوش ترحم، والطيور تُطعِم، ولكن الإنسان يضع الفخاخ ويغتاظ ! [/COLOR][/CENTER][/SIZE][/SIZE][/FONT] [/QUOTE]
التحقق
رد
الرئيسية
المنتديات
المنتديات المسيحية
المرشد الروحي
الصلاة الربانية .
أعلى