الصدّيق أيّوب الكثير الجهاد

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,326
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
الصدّيق أيّوب الكثير الجهاد


job.jpeg



عاش في قديم الزمان في بلاد العرب أرض عوص رجل اسمه أيّوب و كان من نسل إبراهيم الكتابي . كان أيّوب رجلا بارّا و مستقيما و صالحا في عيني الرّب و ولد له سبعة بنين و ثلاث بنات و كان له مواشي كثيرة العدد فقد كان رجلا غنيّا ] كان يملك الكثير من العبيد و الإيماء [ الّذين كانوا يشكلون ثروة تلك الأرض في ذلك الزمان و كان أيّوب محترما في عيون أهل تلك الأرض و محبوبا منهم فقد كان يساعد اليتامى براحة الضمير و يحامي عن الضعفاء و كان مشهورا بحكمته .
أمّا الرّب فقد كافأه بالغنى المادي و في أحد الأيّام جاء بنو اللّه واقفين أمام الرّب و كان الشيطان بينهم فقال له الرّب : ” من أين جئت ؟” فأجابه الشيطان: ” من الجولان في الأرض و من التمشي فيها ” فقال له الرّب : ” هل رأيت عبدي أيّوب ؟ أنّه ليس مثله في الأرض رجل كامل و مستقيم و يحيد عن الشرّ ؟” فقال له الشيطان :” هل مجانا وبلا سبب يتّقي أيّوب اللّه؟ ألم تبارك أعمال يديه ؟ ولكن مر أن يؤخذ منه كلّ شيء وعندها سترى كيف سيجدّف عليك في وجهك ؟ فقال له الرّب :” هوذا كلّ ما له في يدك و إنّما إليه لا تمد يدك .” فخرج الشيطان من لدن الرب ( أيوب : 1 : 6 -12) و ذات يوم كان أبناؤه و بناته مجتمعين في بيت أخيهم الأكبر يشربون الخمر و يأكلون و أمّا أيّوب فقد كان في بيته يقدّم الذبائح المعتادة عن أولاده حينما جاء إليه أحد الخدّام قائلا :” إن البقر و الأتن كانت تحرث فهاجم السبئيون فجأة و سرقوها و ضربوا الغلمان بحدّ السّيف و نجوت أنا وحدي لأخبرك ” و بينما كان يخبره أتى آخر و قال: ” نار اللّه سقطت من السماء فأحرقت الغنم و الغلمان و بقيت أنا وحدي لأخبرك” و بينما هو يتكلم أتى آخر قائلا: ” الكلدانيون عيّنوا ثلاث فرق فهجموا على الجمال و قتلوا الغلمان و ونجوت أنا وحدي لأخبرك ” وبينما هذا يتكلّم أتى آخر قائلا له الخبر المفجع : ” بنوك وبناتك كانوا يأكلون و يشربون خمرا في بيت أخيهم الأكبر فهبّت فجأة ريح قوية و صدمت زوايا البيت الأربع فسقط على الغلمان و ماتوا و نجوت أنا وحدي لأخبرك ” فقام أيّوب ممزّقا ثوبه و خرّ على الأرض و سجد قائلا : ” عريانا خرجت من بطن أمّي وعريانا سأعود إلى هناك الرّب أعطى و الرّب أخذ فليكن اسم الرّب مباركا ! ” (المقصود بالأمّ هنا الأرض) في كلّ هذه البلايا لم يخطئ أيّوب إلى الرّبّ و لم ينسب للّه جهالة ولا سبّه و كان ذات يوم أنّه جاء بنو اللّه واقفين أمام الرّبّ و أتى الشيطان بينهم مجددا ليقف أمام الرّب فقال الرّب له : ” من أين جئت ؟ ” فأجابه
: ” من الجولان حول الأرض و من التمشّي فيها ” فقال له الرّبّ : ” ألا ترى عبدي أيّوب كيف يتّقي اللّه و هو ما يزال متمسّك بكماله و قد هيّجتني عليه بلا سبب ؟ ” فأجاب الشيطان الرّبّ و قال : ” جلد بجلد و كلّ ما للإنسان يعطيه لأجل نفسه و لكن أبسط الآن يدك عليه و مسّ عظمه و لحمه و سترى كيف سيجدّف عليك في وجهك ” فقال الرّبّ للشيطان : ” ها هو في يدك ولكن روحه فلا سلطان لك عليها ” فخرج الشيطان من لدن الرّبّ فضرب الشيطان أيّوب ببرص و قرح رديء من باطن قدمه إلى هامته فقالت له امرأته جاهلة : ” يا رجل سبّ الرّب و أرتاح ألا ترى كيف أصابك ببرص ؟ ” فأجابها : ” أنت تتكلّمين كالجاهلات أالخير نقبل من عند الرّب و الشرّ لا نقبل ؟ ” في كلّ هذا المرض لم يخطئ أيّوب إلى ربّه بشفتيه فلمّا سمع أصدقاؤه الثلاثة بكلّ الشر الّذي حصل له و أتى عليه جاؤوا إليه ليعزّوه وينصحوه ظانّين أنّه قد أخطأ إلى ربّه بغير معرفة و عن جهل محرّضين إيّاه على التوبة أمّا أيّوب فقد ردّ عليهم قائلا : ” أمّا أنا فقد علمت أنّ ولييّ حيّ و الآخر على الأرض يقوم وهو سوف يقيم من التراب عظمي الفاسد هذا ” و أخيرا كشف الرّب لأيّوب و أصدقائه أن البشر لا يمكنهم أن يعرفوا طرق اللّه و سبله و أنه يتوجب عليهم أن يخضعوا له بورع لأنه هو وحده الحكيم القادر على كلّ شيء وعندما جرّب الشيطان على أيّوب كلّ حيّله محاولا زعزعة إيمانه و صبره ذهب عنه مخزيّا فأعطى الرّبّ أيّوب السعادة من جديد حيث أعاد له الصحّة و العافية و القوة و أعطاه سبعة بنين و ثلاث بنات و هو في شيخوخته وضاعف ثروته السابقة و عاش أيّوب بعدها سنين طويلة رأى فيها أحفاده و أ بناء أحفاده إلى أربعة أجيال حيث أنه عاش مئة و أربعون سنة ثمّ مات أيّوب شيخا و شبعان الأيّام ( أيّوب : 42 : 17)
تعيّد له الكنيسة الأرثوذكسية في 6 أيّار من كلّ عام تعلّمنا قصّة أيّوب الصبر على الرّب و قبول كلّ ما يأتي من لدنه حتّى و إن كان شرّا في أعيننا نحن البشر كما أنه رمزا من رموز العهد القديم كما يعتبره الآباء القدّيسون لأنّهم يرون في آلامه البريئة رمزا لآلام السيّد المسيح البريئة على الصليب حين يقول الكتاب : ” أمّا أنا فقد علمت أنّ ولييّ حيّ و الآخر يقوم و بعد أن يفنى جلدي هذا و بدون جسدي أرى اللّه “( أيّوب : 19 : 25-26 ) فيا ربّ أعن قلّة إيماننا وبصلوات قديسك أيّوب أرحمنا و خلّصنا آمين
 
أعلى